جسر البوسفور
جسر البوسفور، والمعروف رسميًا باسم جسر شهداء 15 يوليو، وغير رسمي باسم الجسر الأول، أحد الجسور المعلقة الثلاثة الممتدة على مضيق البوسفور في إسطنبول، تركيا، وبالتالي فهو يربط أوروبا بآسيا (بجانب جسر السلطان محمد الفاتح وجسر السلطان سليم الأول). يمتد الجسر بين أورتاكوي (في أوروبا) وبيليربي (في آسيا).
جسر البوسفور | |
---|---|
الاسم الرسمي | "جسر شهداء 15 يوليو |
البلد | تركيا |
يقطع | البوسفور |
المكان | إسطنبول، تركيا |
الإنشاءات | |
المصمم | ويليام براون |
بداية الإنشاءات | 20 فبراير 1970 |
نهاية الإنشاءات | 1 يونيو 1973 |
مواد البناء | صلب |
المواصفات | |
إجمالي الطول | 1,560 م |
العرض | 33.40 م |
الارتفاع | 165 م |
أطول قطعة بين الركائز | 1074 متر |
معلومات أخرى | |
الافتتاح | 30 أكتوبر 1973 |
إحداثيات | 41.045247°N 29.034444°E |
يرتكز الجسر المعلق بفعل الجاذبية على أبراج من الصلب ودعامات مائلة.[1] وأرضية الجسر الديناميكية الهوائية مُعلقة على كابلات من الصلب. يبلغ طول الجسر 1,560 مترًا (5,118 قدمًا)، وعرض أرضيته 33.40 مترًا (110 قدمًا). تبلغ المسافة بين الأبراج (البحر الرئيسي) 1,074 م (3,524 قدمًا)، ويبلغ الارتفاع الكلي للأبراج 165 م (541 قدمًا). يبلغ ارتفاع الجسر عن الأرض من منسوب سطح البحر 64 م (210 قدمًا).[2]
أصبح جسر البوسفور رابع أطول جسر معلق في العالم من حيث طول بحره، عند اكتماله في عام 1973، والأطول خارج الولايات المتحدة (كان جسر فيرازانو-ناروز وجسر البوابة الذهبية وجسر ماكيناك الأطول بحرًا في عام 1973). ظل جسر البوسفور أطول جسر معلق في أوروبا حتى اكتمال جسر همبر في عام 1981، وأطول جسر معلق في آسيا حتى اكتمال جسر السلطان محمد الفاتح (جسر البوسفور الثاني) في عام 1988 (والذي تخطاه جسر مينامي بيسان-سيتو في عام 1989). يُعتبر جسر البوسفور حاليًا ضمن الجسور المعلقة ذات البحور الطويلة في العالم، إذ يحتل المرتبة رقم 33.[3][4]
بعد سيطرة مجموعة من الجنود على الجسر وإغلاقه جزئيًا أثناء محاولة الانقلاب العسكري في 15 يوليو عام 2016، أعلن رئيس الوزراء بن علي يلدريم في 25 يوليو عام 2016 عن قرار مجلس الوزراء التركي بتغيير اسم الجسر رسميًا إلى (جسر شهداء 15 يوليو) إحياءً لذكرى القتلى أثناء مقاومتهم ضد محاولة الانقلاب.[5][6][7]
السوابق والمقترحات
تعود فكرة بناء جسر يعبر مضيق البوسفور إلى العصور القديمة. بسبب داريوس العظيم إمبراطور الدولة الأخمينية (عام 522 قبل الميلاد - عام 485 قبل الميلاد)، صمم ماندروسليس أوف ساموس جسرًا عائمًا عبر مضيق البوسفور، كما سجل الكاتب اليوناني هيرودوت في حكاياته التاريخية، لربط آسيا بأوروبا، مما مكن داريوس من ملاحقة السكيثيين الهاربين بالإضافة إلى تمركز جيشه في البلقان للتغلب على مقدونيا. اقترح ليوناردو دافنشي بناء جسر له شكل قوس مكافئ على السلطان بايزيد الثاني في عام 1502 أو 1503. اقترحت شركة سكك حديد البوسفور أول مشروع حديث لجسر دائم عبر مضيق البوسفور على السلطان عبد الحميد الثاني إمبراطور الدولة العثمانية في عام 1900، والذي تضمن خط سكة حديد يصل بين القارات.[8][9][10]
بناؤه
اتخذ رئيس الوزراء عدنان مندريس قرار بناء جسر عبر مضيق البوسفور في عام 1957. وُقع عقد مع شركة فريمان فوكس وشركائها البريطانية في عام 1968لإتمام أعمال الهندسة الإنشائية. صمم المهندسون المدنيون البريطانيون غيلبرت روبرتس ووليام براون ومايكل بارسونز الجسر، وهم المصممون أيضًا لجسر همبر وجسر سيفرن وجسر الطريق الرابع. بدأت عمليات الإنشاء في فبراير عام 1970 وحضر الاحتفالات كل من الرئيس جودا صوناي ورئيس الوزراء سليمان ديميريل. تولت شركة إنكا للإنشاءات والصناعة وشركائها التركية بناء الجسر. إلى جانب المقاولين الشريكين شركة كليفلاند للجسور والهندسة (إنجلترا) وهوتشيف إيه جي (ألمانيا). عمل 35 مهندسًا و400 رجل في المشروع.
اكتمل بناء الجسر في 30 أكتوبر عام 1973، بعد يوم واحد من الذكرى الخمسين لتأسيس الجمهورية التركية، وافتتحه الرئيس فخري كوروتورك ورئيس الوزراء نعيم تالو. بلغت تكلفة الجسر 200 مليون دولار (1.13 مليار دولار وفقًا لسعر الدولار في عام 2018).[11]
صُنع الكثير عند افتتاح الجسر باعتباره أول جسر يربط بين أوروبا وآسيا منذ جسر زركسيس العائم في عام 480 قبل الميلاد. ومع ذلك، امتد هذا الجسر عبر مضيق هيلاسبوت (مضيق الدردنيل)، على مسافة قريبة من مضيق البوسفور، ويُعتبر ثاني جسر بناه الإمبراطور داريوس الأول العظيم عبر مضيق البوسفور في عام 513 قبل الميلاد، بعد الجسر المذكور أعلاه.
تشغيله
يبلغ عرض الطريق السريع للجسر ثمانِ حارات مرورية. تخدم ثلاث حارات مرورية أساسية كل اتجاه وحارة مرورية للطوارئ وحارة مرورية للمشاة. في أوقات الصباح على مدار أيام الأسبوع، يتدفق معظم المسافرين على حركة المرور المتجهة غربًا إلى أوروبا، لذلك تتجه أربع من الحارات المرورية الستة غربًا واثنتان فقط شرقًا. في المقابل، وفي أوقات المساء على مدار أيام الأسبوع، تُخصص أربع حارات مرورية لحركة المرور المتجهة شرقًا وحارتان لحركة المرور المتجهة غربًا.
تمكن المشاة من السير فوق الجسر، خلال السنوات الثلاثة الأولى، من خلال الوصول إليه عن طريق المصاعد الموجودة داخل الأبراج على كلا الجانبين. لا يُسمح للمشاة أو المركبات التجارية، مثل: الشاحنات، باستخدام الجسر في الوقت الحاضر.
تمر حوالي 180,000 مركبة يوميًا في كلا الاتجاهين، بنسبة تبلغ تقريبًا 85% من السيارات. مرّت مليار مركبة على الجسر في 29 ديسمبر عام 1997. يهبط الجسر لمسافة 90 سم (35 بوصة) عند منتصف البحر، عند تعرضه للتحميل الكامل.[12]
تاريخه
يعبر مارثون إسطنبول الأوروبي الآسيوي العابر للقارات الجسر في طريقه من آسيا إلى أوروبا، في شهر أكتوبر من كل عام. يُغلق الجسر أمام حركة مرور المركبات، أثناء الماراثون.
يُشارك الزوار في «الركض المرح» ويعبرون الجسر سيرًا على الأقدام، كل أكتوبر. يتنزه الكثير من الزوار للاستمتاع بالمناظر.
وُضعت صورة الجسر على ظهر الأوراق النقدية التركية التي تبلغ قيمتها 1000 ليرة في الفترة 1978 - 1986.[13]
في 15 مايو عام 2005 في الساعة 07:00 بالتوقيت المحلي، لعبت نجمة التنس الأمريكية فينوس ويليامز عرضًا لمباراة مع اللاعبة التركية إيبك شونوغلو على الجسر، وكانت أول مباراة تنس تُلعب بين قارتين. روج الحدث إلى بطولة كأس إسطنبول لعام 2005 القادمة تحت رعاية الجمعية النسائية للتنس، [14][15]واستمرت المباراة لخمس دقائق. قامت كلتا اللاعبتين بإلقاء كرة التنس في مضيق البوسفور، بعد انتهاء العرض.[16][17]
في 17 يوليو 2005، الساعة 10:30 بالتوقيت المحلي، قاد سائق فورميلا وان البريطاني ديفيد كولتارد سيارة سباق ريد بول الخاصة به عبر الجسر من الجانب الأوروبي إلى الجانب الآسيوي، ثم عائدًا مرة أخرى إلى الجانب الأوروبي حيث مكان العرض، بعد الدوران بسرعة عالية في ساحة الرسوم المرورية. أوقف سيارته في حديقة قصر دولمبهس حيث بدأ سباقه. رصد نظام المراقبة الأوتوماتيكي كولتارد أثناء عبوره الجسر بسيارته فورمولا 1، وفُرضت عليه غرامة قدرها 20 يورو بسبب مروره عبر أكشاك الرسوم المرورية دون دفع أي رسوم. وافق فريقه على الدفع له.[17]
في 5 نوفمبر عام 2013، أُحضر لاعب الغولف رقم 1 عالميًا تايغر وودز، إلى الجسر بواسطة هليكوبتر عبر الخطوط الجوية التركية في زيارة لبطولة الغولف لعام 2013، والتي أقيمت في الفترة ما بين 7 و10 نوفمبر، وقام بزوج من عروض الضربات على الجسر، ضاربًا الكرات من الجانب الآسيوي إلى الجانب الأوروبي على جانب واحد من الجسر، والذي كان مغلقًا أمام حركة المرور لمدة ساعة تقريبًا.[18][19]
اعترضت فرقة من القوات المسلحة التركية الجسر في 15 يوليو عام 2016 خلال محاولة انقلاب. كما قبضوا على المدنيين وضباط الشرطة. دهست بعض الدبابات المركبات. استسلم الجنود المتورطون للشرطة والمدنيين في اليوم التالي.[20][21]
أعلن رئيس الوزراء بن علي يلدريم في 25 يوليو عام 2016 عن تغيير اسم الجسر إلى (جسر شهداء 15 يوليو).[22]
انظر أيضا
المصادر
- Mohmed, Manahil (21 فبراير 2022)، "أطول جسر معلق في العالم.. تعرف على مشروع تركيا الضخم (صور)"، سراي بوست | Saray Post، مؤرشف من الأصل في 21 فبراير 2022، اطلع عليه بتاريخ 21 فبراير 2022.
- General Directorate of Highways: Project information about the 15 July Martyrs Bridge نسخة محفوظة 2012-06-09 على موقع واي باك مشين. (Turkish)
- "Bosphorus Bridge, TURKEY"، g20.org.tr، مؤرشف من الأصل في 11 أغسطس 2016، اطلع عليه بتاريخ 26 يونيو 2016.
- "The Story of the First Bosphorus Bridge – short film and talk"، t-vine.com، 13 مايو 2016، مؤرشف من الأصل في 16 أغسطس 2016، اطلع عليه بتاريخ 26 يونيو 2016.
- "Bosphorus Bridge renamed July 15 Martyrs' Bridge"، تي آر تي العالمية، 25 يوليو 2016، مؤرشف من الأصل في 26 يوليو 2016، اطلع عليه بتاريخ 26 يوليو 2016.
- "Turkey to rename Istanbul's Bosphorus bridge after failed coup victims: PM"، صحيفة حريت، 26 يوليو 2016، مؤرشف من الأصل في 07 أغسطس 2016، اطلع عليه بتاريخ 26 يوليو 2016.
- "Turkey renames Bosphorus bridge after coup victims"، New Europe، 26 يوليو 2016، مؤرشف من الأصل في 27 يوليو 2016، اطلع عليه بتاريخ 26 يوليو 2016.
- Project Gutenberg. The History of Herodotus — Volume 2 – Retrieved on 19 March 2010.
- LEONARDO’S BRIDGE: Part 2. “A Bridge for the Sultan” – National Geographic Society Newsroom نسخة محفوظة 12 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- 1900'deki köprü projesinde raylı sistem de vardı نسخة محفوظة 2009-08-21 على موقع واي باك مشين.. Sabah. 2009-07-17 – Retrieved on 19 March 2010. (بالتركية)
- Consumer Price Index (estimate) 1800–2014. Federal Reserve Bank of Minneapolis. Retrieved February 27, 2014.
- Upgrading Turkey's tolling system نسخة محفوظة 7 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
- Central Bank of the Republic of Turkey نسخة محفوظة 2009-06-03 at WebCite. Banknote Museum: 6. Emission Group - One Thousand Turkish Lira - I. Series نسخة محفوظة 2009-05-10 على موقع واي باك مشين., II. Series نسخة محفوظة 2009-05-10 على موقع واي باك مشين., III. Series نسخة محفوظة 2009-05-10 على موقع واي باك مشين.. – Retrieved on 20 April 2009.
- "Venus Williams' match stretches two continents"، Hürriyet، 15 مايو 2005، مؤرشف من الأصل في 3 يوليو 2015، اطلع عليه بتاريخ 25 يونيو 2009.
- "Venus Williams Plays Tennis on 15 July Martyrs Bridge in Istanbul"، Argus Photo Ltd.، مؤرشف من الأصل في 07 يوليو 2011، اطلع عليه بتاريخ 25 يونيو 2009.
- "Coulthard smokes 'em over Bosphorus"، Motoring، 18 يوليو 2005، مؤرشف من الأصل في 13 سبتمبر 2008، اطلع عليه بتاريخ 25 يونيو 2009.
- "Bridge too far for Coulthard"، BBC، 26 يوليو 2005، مؤرشف من الأصل في 30 يوليو 2018، اطلع عليه بتاريخ 25 يونيو 2009.
- "Tiger Woods takes shot at Bosporus Bridge"، Dünya، 06 نوفمبر 2013، مؤرشف من الأصل في 03 يوليو 2015، اطلع عليه بتاريخ 06 نوفمبر 2013.
- Çoban, Cengiz؛ Ümit Türk؛ Ramazan Almaçayır؛ Dilhun Gençdal؛ Yaşar Kaçmaz (06 نوفمبر 2013)، "Tiger Woods hits ball on 15 July Martyrs Bridge"، dha، مؤرشف من الأصل في 4 مارس 2016، اطلع عليه بتاريخ 06 نوفمبر 2013.
- "Turkey coup attempt: Crowds confront soldiers on 15 July Martyrs Bridge"، بي بي سي، 16 يوليو 2016، مؤرشف من الأصل في 17 يوليو 2016، اطلع عليه بتاريخ 17 يوليو 2016.
- Bond, Anthony (16 يوليو 2016)، "Turkish soldier 'beheaded by pro-government mob on Istanbul's Bosphorus Bridge'"، مؤرشف من الأصل في 24 ديسمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 05 أبريل 2018.
- "Turkey renames Istanbuls Bosporus Bridge 15th July Martyrs Bridge in honor of civilians who died resisting coup attempt"، Washington Post، 25 يوليو 2016، مؤرشف من الأصل في 26 يوليو 2016، اطلع عليه بتاريخ 25 يوليو 2016.