جون هولدين

جون بوردون ساندرسون هولدين (5 نوفمبر، 1892 - 1 ديسمبر 1964)[5] وُلد بريطانياً، كان عالم وراثة وعالم أحياء تطوري، عامةً ينسب إليه الفضل بدور كبير في تطوير الفكر الدارويني الجديد. وقد كان أيضاً أحد المؤسسين (مع رونالد فيشر وسيوال رايت) للوراثيات السكانية.

جون هولدين
(بالإنجليزية: John Burdon Sanderson Haldane)‏ 

معلومات شخصية
الميلاد 5 نوفمبر 1892(1892-11-05)
أكسفورد، إنجلترا
الوفاة 1 ديسمبر 1964 (عن عمر ناهز 72 عاماً)
بوبانسوار، الهند
سبب الوفاة سرطان 
الإقامة المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، الهند
الجنسية بريطاني
عضو في الجمعية الملكية،  والأكاديمية الألمانية للعلوم في برلين،  والأكاديمية الألمانية للعلوم ليوبولدينا،  وأكاديمية العلوم في الاتحاد السوفيتي،  والجمعية اللينيانية اللندنية ،  والأكاديمية الروسية للعلوم،  والأكاديمية الوطنية للعلوم 
الأب جون سكوت هولدين[1] 
إخوة وأخوات
الحياة العملية
المدرسة الأم جامعة أوكسفورد
مشرف الدكتوراه فريدريك هوبكنس 
تعلم لدى فريدريك هوبكنس
طلاب الدكتوراه جون ماينارد سميث 
التلامذة المشهورون جون ماينارد سميث 
المهنة عالم أحياء[2]،  وعالم وراثة،  وعالم وظائف الأعضاء،  وعالم كيمياء حيوية،  وأستاذ جامعي 
اللغات الإنجليزية[3] 
مجال العمل أحيائي
موظف في كلية لندن الجامعية 
سبب الشهرة وراثيات سكانية، إنزيم
أعمال بارزة وراثيات سكانية 
الخدمة العسكرية
الفرع الجيش البريطاني 
الرتبة نقيب   
المعارك والحروب الحرب العالمية الأولى 
الجوائز
ميدالية داروين (1952)[4]
وسام كرونيان (1946)
ميدالية بالي  (1913)
ميدالية لينيان
الدكتوراه الفخرية من جامعة خرونينغن   

قدّم هولدين «نظرية الحساء البدائي» في مقاله حول التولد التلقائي في عام 1929، وأصبحت الأساس لبناء نماذج فيزيائية للأصل الكيميائي للحياة.[6] أنشأ هولدين خرائطًا جينيةً بشريةً للهيموفيليا وعمى الألوان على الكروموسوم الجنسي إكس، ووضع مبدأ هولدين بشأن العقم في الجنس متباين المشيج للهجائن في الأنواع.[7][8] اقترح بشكل صحيح أنّ داء الخلايا المنجلية يوفّر مناعة ضد الملاريا نوعًا ما، وكان أول من اقترح الفكرة المركزية للتلقيح الصناعي خارج الجسم، وأول من اقترح مفهوم اقتصاد الهيدروجين، والتنظيم العابر والمقرون، تفاعل الازدواج، التنافر الجزيئي، الداروين (كوحدة للتطور)، والاستنساخ العضوي. وضع في عام 1957معضلة هولدين، وهو الحد من سرعة التطور المفيد الذي ثبت لاحقًا أنّه غير صحيح. تبرّع هولدين بجسده للدراسات الطبية، لأنّه أراد أن يكون مفيدًا حتى في موته.[9] ويُنسَب إليه أيضًا صياغته مصطلحات «مستنسخ» و «استنساخ» في علم الأحياء البشري، و«الإيكتوجنسيس» بمعنى التخلق خارج البيئة الطبيعية الأساسية للكائن.

أظهرت ورقة هولدين الأولى في عام 1915 وجود ترابط وراثي بين الثدييات. شكّلت الأعمال اللاحقة توحيدًا لعلم الوراثة المندلية والتطور الدارويني عن طريق الاصطفاء الطبيعي، عبر إرساء الأساس للتركيب التطوري الحديث، وهذا ما ساعد في إنشاء الوراثيات السكانية.

كان هولدين إنسانيًا ملحدًا واشتراكيًا ماركسيًا بارزًا، دفعته معارضته السياسية إلى مغادرة إنجلترا في عام 1956، للعيش في الهند، ليصبح مواطنًا هنديًا مجنّسًا عام 1961.

أشاد السير آرثر كلارك به قائلًا بأنّه: «ربما أذكى الشخصيات المبسطة للعلوم في جيله».[10][11] ودعاه بيتر مدور الحائز على جائزة نوبل بكونه: «أذكى رجل عرفته على الإطلاق».[12] ووفقًا لثيودوسيوس دوبجانسكي: «دائمًا ما اعتُبِرَ هولدين حالةً استثنائية»، ووصفه مايكل وايت بكونه: «عالم الأحياء الأكثر حماسةً في جيله، وربما في القرن.»[13]

التعليم والمسيرة المهنية

بدأ هولدين تعليمه الرسمي عام 1897 في مدرسة أكسفورد الإعدادية (الآن مدرسة دراغون)، وحصل على أول منحة في عام 1904 إلى إيتون. التحق بإيتون في عام 1905، حيث تعرّض لسوء المعاملة الشديدة من الطلاب الكبار بسبب ادّعائهم المزعوم أنه متعجرفًا، وأدّى عدم مبالاة السلطة تجاه الأمر إلى كراهيته الدائمة لنظام التعليم الإنجليزي. مع ذلك، لم تمنعه المحنة من أن يصبح كابتن المدرسة. درس الرياضيات والكلاسيكيات في الكلية الجديدة بجامعة أكسفورد، وحصل على مرتبة الشرف الأولى في اختبارات التعديل الرياضية في عام 1912، وتكريم من الدرجة الأولى في الأدب الكلاسيكي في عام 1914. أصبح منهمكًا في علم الوراثة، وقدّم ورقة عن الارتباط الجيني في الفقاريات في صيف عام 1912. نُشرت أول ورقة اختصاصية له في نفس العام كمؤلف مشارك إلى جانب والده، وهي مقالة طويلة مؤلفة من 30 صفحة حول وظيفة الهيموغلوبين.[14]

توقف تعليمه بسبب الحرب العالمية الأولى التي قاتل خلالها في الجيش البريطاني كملازم ثان مؤقت.[15]

كان زميلًا في الكلية الجديدة في أكسفورد بين عامي 1919 و1922،[16] حيث بحث في علم وظائف الأعضاء والوراثة. ثم انتقل إلى جامعة كامبريدج، حيث قبل منصب القارئية في الكيمياء الحيوية، ودرّس حتى عام 1932.[17] كان رئيسًا للبحوث الوراثية في معهد جون إنيس البستني من عام 1927- 1937.[18][19] عمل هولدين على الإنزيمات وعلم الوراثة وخاصةً الجانب الرياضي في علم الوراثة خلال السنوات التسع التي قضاها في كامبريدج.[20] كان بمنصب أستاذ فوليري في علم وظائف الأعضاء في المعهد الملكي من عام 1930 إلى عام 1932، وفي عام 1933 أصبح أستاذًا كاملًا في علم الوراثة في كلية لندن الجامعية، حيث قضى معظم حياته المهنية الأكاديمية.[21] بعد أربع سنوات أصبح أول من يحمل أستاذية ويلدون في الإحصاء الحيوي في كلية لندن الجامعية.

الإنجازات الأكاديمية

كانت أولى منشورات هولدين -على خطى والده- حول آلية التبادل الغازي للهيموغلوبين. عمل بعد ذلك على الخواص الكيميائية للدم كمنظم لدرجة الحموضة، [22][23] حيث قام باستقصاء وظائف الكلى وآلياتها الإطراحية.[24][25]

الحركيات الإنزيمية

استخلص هولدين مع جورج إدوارد بريجز في عام 1925 تفسيرًا جديدًا لقانون حركية الإنزيمات الذي وصفه فيكتور هنري في عام 1903، وهو يختلف عن حركية ميكايليس ومينتين عام 1913. افترض ليونور ميكايليس ومود مينتين أنّ الإنزيم (المحفز) والركيزة (المادة المتفاعلة) يكونان في حالة توازن سريع مع مركبهما، الذي ينفصل بعد ذلك ليعطي المنتج والإنزيم الحر. امتلكت حركية بريجز-هولدين نفس الشكل الجبري، لكن اشتقاقهم يختلف. تستخدم معظم النماذج الحالية اشتقاق بريجز- هولدين عمومًا.[26][27]

الارتباط الجيني

بدأ هولدين مع شقيقته نعومي ميتشيسون التحقيق في علم الوراثة المندلية في عام 1908، حيث استخدموا في ذلك قوارض الكابياء الخنزيرية والفئران، نُشِرَت الدراسة في عام 1915،[28] وشكّلت أول إثبات للارتباط الجيني في الثدييات،[29] وبسبب نشر الورقة العلمية أثناء خدمة هولدين في الحرب العالمية الأولى، وصفها جيمس ف. كرو كـ «أهم مقالة علمية كُتِبَت على الإطلاق في صفوف المواجهة الأمامية.»[30] كان أول من أظهر الارتباط في الدجاج في عام 1921،[31] و (مع جوليا بيل) في البشر في عام 1937.[32]

مبدأ هولدين

يُوجَز مبدأ هولدين في مقاله «أنسب الأحجام في الكائن الحي»، الذي ينص على أنّ الحجم في كثير من الأحيان يُحدِّد المعدات الجسدية التي يجب أن يمتلكها الحيوان: «الحشرات، كونها صغيرة جدًا، لا تملك مجاري دموية حاملة للأكسجين؛ يمكن امتصاص كمية الأكسجين القليلة التي تتطلبها خلاياها عن طريق الانتشار البسيط للهواء عبر أجسامهم. بينما يجب أن تملك الحيوانات الأضخم أنظمة ضخ وتوزيع أوكسجين معقدة للوصول إلى جميع الخلايا». كانت الاستعارة المفاهيمية للقياس المقارن الحيواني مفيدة في اقتصاديات الطاقة وأفكار الانسحاب.[33][34]

روابط خارجية

مراجع

  1. العنوان : Kindred Britain
  2. https://cs.isabart.org/person/133287 — تاريخ الاطلاع: 1 أبريل 2021
  3. المؤلف: المكتبة الوطنية الفرنسيةhttp://data.bnf.fr/ark:/12148/cb12277889q — تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
  4. https://docs.google.com/spreadsheets/d/1dsunM9ukGLgaW3HdG9cvJ_QKd7pWjGI0qi_fCb1ROD4/pubhtml?gid=216486814&single=true — إقتباس: In recognition of his initiation of the modern phase of the study of the evolution of living populations.
  5. Pirie (1966)، ". 1892-1964"، 12: 218–249، doi:10.1098/rsbm.1966.0010. {{استشهاد بدورية محكمة}}: Cite journal requires |journal= (مساعدة)
  6. New research in this field began in 2018 in Canada, cf. https://nationalpost.com/news/canada/ontario-researchers-testing-origins-of-life-theory-in-new-planet-simulator-2 .
  7. Turelli؛ Orr (1995)، "The dominance theory of Haldane's rule"، Genetics، 140 (1): 389–402، PMC 1206564، PMID 7635302.
  8. Haldane (1922)، "Sex ratio and unisexual sterility in hybrid animals"، Journal of Genetics، 12 (2): 101–109، doi:10.1007/BF02983075.
  9. Yount, Lisa (2003)، A to Z of Biologists، New York, NY: Facts on File, Inc.، ص. 113–115، ISBN 978-1-4381-0917-6، مؤرشف من الأصل في 07 مارس 2017.
  10. Clarke, Arthur C. (2009)، "Foreword"، في John Burdon Sanderson Haldane (المحرر)، What I Require From Life: Writings on Science and Life from J.B.S. Haldane، Oxford: Oxford University Press، ص. ix، ISBN 978-0-19-923770-8، مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2017.
  11. Dronamraju, KR (1992)، "J.B.S. Haldane (1892–1964): centennial appreciation of a polymath"، American Journal of Human Genetics، 51 (4): 885–9، PMC 1682816، PMID 1415229.
  12. Gould, Stephen Jay (2011)، The Lying Stones of Marrakech : Penultimate Reflections in Natural History (ط. 1st Harvard University Press)، Cambridge, Mass.: Belknap Press of Harvard University Press، ص. 305، ISBN 978-0-674-06167-5، مؤرشف من الأصل في 11 فبراير 2020.
  13. Adams (2000)، "Last judgment: the visionary biology of J.B.S. Haldane"، Journal of the History of Biology، 33 (3): 457–491، doi:10.1023/A:1004891323595، JSTOR 4331611، PMID 13678078.
  14. Hedrick, Larry (1989)، "J.B.S. Haldane: A Legacy in Several Worlds"، The World & I Online، مؤرشف من الأصل في 22 فبراير 2014.
  15. "J. S. Haldane (1860–1936)"، Oxfordshire Blue Plaques Board، مؤرشف من الأصل في 22 فبراير 2014، اطلع عليه بتاريخ 17 فبراير 2014.
  16. Douglas, CG؛ Haldane, JS؛ Haldane, JB (1912)، "The laws of combination of haemoglobin with carbon monoxide and oxygen"، The Journal of Physiology، 44 (4): 275–304، doi:10.1113/jphysiol.1912.sp001517، PMC 1512793، PMID 16993128.
  17. "No. 29172"، The London Gazette (Supplement)، 25 مايو 1915، ص. 5081.
  18. "No. 29172"، The London Gazette (Supplement)، 25 مايو 1915، ص. 5079.
  19. "No. 29399"، The London Gazette (Supplement)، 10 ديسمبر 1915، ص. 12410.
  20. "No. 32445"، The London Gazette (Supplement)، 02 سبتمبر 1921، ص. 7036.
  21. Cochran؛ Harpending (10 يناير 2009)، "J.B.S. Haldane"، The 10,000 Year Explosion، مؤرشف من الأصل في 09 يونيو 2016، اطلع عليه بتاريخ 05 مايو 2016.
  22. Davies, HW؛ Haldane, JB؛ Kennaway, EL (1920)، "Experiments on the regulation of the blood's alkalinity: I"، The Journal of Physiology، 54 (1–2): 32–45، doi:10.1113/jphysiol.1920.sp001906، PMC 1405746، PMID 16993473.
  23. Haldane, JB (1921)، "Experiments on the regulation of the blood's alkalinity: II"، The Journal of Physiology، 55 (3–4): 265–75، doi:10.1113/jphysiol.1921.sp001969، PMC 1405425، PMID 16993510.
  24. Baird, MM؛ Haldane, JB (1922)، "Salt and water elimination in man"، The Journal of Physiology، 56 (3–4): 259–62، doi:10.1113/jphysiol.1922.sp002007، PMC 1405382، PMID 16993567.
  25. Davies, HW؛ Haldane, JB؛ Peskett, GL (1922)، "The excretion of chlorides and bicarbonates by the human kidney"، The Journal of Physiology، 56 (5): 269–74، doi:10.1113/jphysiol.1922.sp002009، PMC 1405381، PMID 16993528.
  26. Briggs, GE؛ Haldane, JB (1925)، "A Note on the Kinetics of Enzyme Action"، The Biochemical Journal، 19 (2): 338–9، doi:10.1042/bj0190338، PMC 1259181، PMID 16743508.
  27. Chen, W. W.؛ Niepel, M.؛ Sorger, P. K. (2010)، "Classic and contemporary approaches to modeling biochemical reactions"، Genes & Development، 24 (17): 1861–1875، doi:10.1101/gad.1945410، PMC 2932968، PMID 20810646.
  28. Haldane, J. B. S.؛ Sprunt, A. D.؛ Haldane, N. M. (1915)، "Reduplication in mice (Preliminary Communication)"، Journal of Genetics، 5 (2): 133–135، doi:10.1007/BF02985370، مؤرشف من الأصل في 18 أكتوبر 2016.
  29. Dronamraju (2012)، "Recollections of J.B.S. Haldane, with special reference to Human Genetics in India"، Indian Journal of Human Genetics، 18 (1): 3–8، doi:10.4103/0971-6866.96634، PMC 3385175، PMID 22754215.
  30. Crow (1992)، "Centennial: J. B. S. Haldane, 1892–1964"، Genetics، 130 (1): 1–6، PMC 1204784، PMID 1732155.
  31. Bell؛ Haldane (1937)، "The Linkage between the Genes for Colour-Blindness and Haemophilia in Man"، Proceedings of the Royal Society B: Biological Sciences، 123 (831): 119–150، Bibcode:1937RSPSB.123..119B، doi:10.1098/rspb.1937.0046، PMID 3322165.
  32. Haldane, JB (1921)، "Linkage in poultry"، Science، 54 (1409): 663، Bibcode:1921Sci....54..663H، doi:10.1126/science.54.1409.663، PMID 17816160.
  33. Marvin, Stephen (2012)، Dictionary of Scientific Principles، Chicester: John Wiley & Sons، ص. 140، ISBN 978-1-118-58224-4.
  34. Putting science and engineering at the heart of Government policy : eighth report of session 2008–09، London: The Stationery Office: Great Britain: Parliament: House of Commons: Innovation, Universities, Science and Skills Committee، ج. 1، 2009، ص. 40، ISBN 978-0-215-54034-8.
  • بوابة الهند
  • بوابة المملكة المتحدة
  • بوابة أعلام
  • بوابة علم الأحياء الخلوي والجزيئي
  • بوابة فلسفة
  • بوابة خيال علمي
  • بوابة شيوعية
  • بوابة تاريخ العلوم
  • بوابة رياضيات
  • بوابة علوم
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.