إصلاح إسلامي
حركات الإصلاح الإسلامي - والذي يعرف أيضا بالإسلام التقدمي أو بالإسلام التقدمي الإصلاحي أو التجديد الإسلامي - تدعو لإصلاح الخطاب الديني ونبذ الخلاف المذهبي والتعصب الطائفي، والابتعاد عن التقاليد الممتزجة بالخرافات والأفكار الدخيلة على الإسلام.[1][2][3] وفي نفس الوقت كانت تلك الحركة تدعو لفهم الإسلام فهما جديدا، عن طريق إعادة فهم وتفسير القرآن والسنة، واستخدام الأدوات الفقهية التقليدية مثل الاجتهاد والقياس والإجماع وغيرها من أجل صياغة مشروع إصلاحي على ضوء المعايير العلمية العقلانية، والنظرية الاجتماعية الحديثة.[4] وذلك لتجديد الخطاب الديني بحيث يلبي متطلبات العصر الجديد ويؤمن حركية جديدة للمجتمع الإسلامي. فيما يراه بعض الإصلاحيين اقتداء بالمسلمين الأوائل من الصحابة والتابعين الذين اجتهدوا في مستحدثات عصرهم وكانوا أكثر مرونة وانفتاحا.[بحاجة لمصدر] يقول د. علي جمعة: إن اتباع السلف لا يكون بالانحباس في حرفية الكلمات التي نطقوا بها أو المواقف الجزئية التي اتخذوهاء لأن السلف أنفسهم لم يطلبوا ذلك. وإنما الاتباع الصحيح لهم يكون بالرجوع إلى ما احتكموا إليه من قواعد تفسير النصوص وتأويلهاء وأصول الاجتهاد، والنظر في المبادئ والأحكام؛ والرجوع إلى هذه المبادئ والأحكام واجب المسلمين كلهم في سائر العصور، فلا يختص بالرجوع إليها والانضباط بها سلف دون خلف. ولا يمتاز السلف عن الخلف في ذلك إلا بأن لهم فضل الالتفات إلى هذه القواعد والشعور بمدى الحاجة إليها ثم العكوف على استخراجها وتدوينها. فالسلفية الحقيقية تعني التزام أهلها بمنهج السلف في تعاملهم مع نصوص القرآن والسنة؛ هذا المنهج الذي كان متجسدًا ومتجليًا في سلوك السلف الصالح رضوان الله عليهم. فكل من التزم بهذا المنهج فقد دخل في دائرة الوحدة التي عنون لها بأهل السنة والجماعة وإن عاش في القرون الأخيرة من عمر الدنياء وكل من لم يلتزم به فقد خرج عن دائرة تلك الوحدة الجامعة، وإن عاش في أول قرن من عمر الإسلام. وما اتباع السلف إلا الصبغة العامة لسائر المسلمين، وما معنا إلا الاستضاءة بسلوكهم وعلومهم في فهم هذا المنهج والتمرس على تطبيقه بشكل سليم» وكما صح للسلف الصالح أن يختلفوا تحت مظلة ذلك المنهج المتبع؛ فلا ريب أنه يصح لمن جاء بعدهم متبعًا هم ومقتديًا بهم أن يختلفوا تحت تلك المظلة ذاتها كما اختلفوا. وكما أن الاختلاف لم يمزق وحدتهم الإسلامية إلى شطرين: ملتزم وزائغ؛ فإن اختلاف من بعدهم أيضًا لم يؤثر على وحدتهم الإسلامية؛ ولم يجعل منهم شطرين: سلفيًا وبدعيًا.[5]
جزء من سلسلة مقالات حول |
الإسلام |
---|
بوابة الإسلام |
النشأة والتطور
الإصلاح في العصر الحديث
ظهرت العديد من الحركات التي تعتبر إصلاحية على مدار التاريخ الإسلامي. الحركة الإصلاحية في العصر الحديث في الهند ومصر كانت واحدة من العديد من الحركات التي ظهرت في منتصف القرن التاسع عشر مثل العلمانية والإسلأموية والسلفية في ردة فعل للتغيرات السريعة في ذلك الوقت كقيام الحضارة الغربية والاستعمار في العالم الإسلامي.[4] كانت هذه المرحلة تحمل بوادر وعي بأزمة المسلمين وتخلفهم عن الحضارة والتقنية الغربية وكانت هناك حركة متزايدة من قبل بعض علماء الدين المسلمين إلى أن واقع المسلمين المتخلف يعود إلى حالة الجمود والركود في الحياة الاجتماعية والدينية. وفي حين اختار البعض التوجه نحو تبني نظريات الغرب العلمانية ونظر وفصل الدين عن الدولة، كان رأي بعض علماء الدين أن الإسلام غير متعارض مع التقدم، إنما أفكار دخيلة ووضعيات اجتماعية معينة هي من ساعد على ظهور هذا التخلف في العالم الإسلامي.[بحاجة لمصدر] كان هذا التيار الإصلاحي يلتقي مع التيار الوهابي في تنقية العقيدة من البدع والخرافات، ويتجاوزه على صعيد الانفتاح على العصر، والنزوع نحو التجديد في الدين والفكر واللغة، أي أنه يجمع بين التمسك بالثوابت والأصول، مع ترك مساحة للمتغيرات بحيث تستوعب واقعنا المعاصر. وكان أهم أعلام هذا التيار جمال الدين الأفغاني الذي كان يميل إلى الأسلوب الثوري لمقاومة الاستعمار الغربي للدول الإسلامية، ومحمد عبده الذي اتخذ أساليب سلمية تكوين أجيال تحمل الدعوة وتنشر التربية الإسلامية، حتى لو اضطرها ذلك لمهادنة ومداهنة الاحتلال ما دام ذلك يدرأ المفاسد.[6]
هب محمد عبده ورشيد رضا للدفاع عن الإسلام وتحديثه لمواكبة المؤسسات الغربية والمؤسسات الاجتماعية في أواخر القرن التاسع عشر. كان هذا المشروع يسعى إلى نشر مجموعة واسعة من المعرفة الإسلامية التي كانت قد تراكمت في سياق مختلف في القرن التاسع عشر [بحاجة لمصدر].على الرغم من أن هذه الجهود كان لها تأثيرات قليلة في البداية لكنها اكتسبت زخما مع زوال الخلافة العثمانية في عام 1924 وانتشار الليبرالية العلمانية لا سيما مع جيل جديد من المفكريين والمثقفيين والكتاب الذين تبنوا الليبرالية العلمانية أو القومية العربية. ففي مصر ظهر الدكتور علي عبد الرزاق الذي كتب "الإسلام وأصول الحكم"، التي دعى فيه إلى الفصل بين الإسلام والدولة. وبعد ذلك الكتاب، ظهر كتاب علمانيين آخرون كطه حسين ومحمد سعيد العشماوي ومحمد خلف الله أحمد وفرج فودة وحسين أمين وغيرهم من المفكريين والمثقفيين والكتاب الذين دعوا فكرة الدولة المدنية العلمانية التي تفصل بين الدين ودولة[بحاجة لمصدر]
الحركة الليبرالية الإسلامية
وجد هذا التيار مجموعة كبيرة من الأفكار الليبرالية داخل الإسلام.[7][8] سماه البعض بالإسلام الاجتهادي وسماه آخرون بالإسلام التقدمي، ولكن البعض الآخر يرى أن الإسلام الإصلاحي التقدمي والإسلام الليبرالي هما حركتان مختلفتان ضمن دين الإسلام.[9] ويرى آخرون أن الإسلام الليبرالي على أنه امتداد لحركة الإسلام التقدمي التي بدأها جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ومحمد رشيد رضا في العصر الحديث.
عقائد وأفكار
إصلاح التشريع الإسلامي
تختلف رؤى الإصلاحيين حول طرق إصلاح الخطاب الديني وتنقيح الفقه والشريعة الإسلامية. من هذه الأفكار:
- تقييد الشريعة عن طريق استخدام القرآن والسنة النبوية الموثوق بها فقط والحد من الأحاديث الضعيفة والمتعصبة التي تعرضت إلى انتقادات كثيرة.[10][11] وهناك عدد قليل من التقدمييون مثل الشيخ غلام أحمد برويز الباكستاني، الذي ذهب أبعد من ذلك وقال أن القرآن والأحاديث التي تطابقه هما الشيء الوحيد الملزم.
- إعادة تفسير أكثر أو أقل تعصبية للمصادر الموثوقة. هذا هو الحال بصفة خاصة مع النصوص القرآنية التي تتحدث عن معاملة الكفار والجهاد وتعدد الزوجات والحدود بأنواعها التي تتعارض مع مفاهيم الحداثة.[12] تمكن الإصلاحيون من إعادة التفسير النصوص الدينية بدعم من النصوص، مثلا اشتراط أربعة شهود رجال عدول ثقات يشهدون وقوع الزنا ويظهر من هذا صعوبة إقامة الحد. أيضا تعدد الزوجات مشروط على قدرة الزوج على العدل بينهم، على الرغم من تأكيد القرآن في مواضع أخرى.[13]
قراءة التاريخ
يقول بعض التقدمييون الإصلاحيون انه لا يوجد حقبة مثالية في ما يتعلق التاريخ الإسلامي، مستدلين على ذلك باغتيال ثلاثة من الخلفاء الأربعة الراشدين. وعلاوة على ذلك، كانت إسبانيا وأفريقيا وبلاد فارس كانوا تحت حكم ذاتي في نقاط مختلفة في التاريخ مما أدى إلى عدم وجود دولة خلافة واحدة. هذا طبعا يتناقض مع التاريخ التقليدي الذي يدعي أن الخلافة الأموية والخلافة العباسية والخلافة العثمانية حافظت على السياسية العامة وحفاظت على سلامتها الإقليمية وأن التشرذم والانقسامات كنا حالات استثنائية[بحاجة لمصدر].
السياسة
الإصلاحيون يعتقدون أن الإسلام هو ليس أيدولوجية ولكنه دين لا يقدم نموذج محدد لحكم الدولة، وعدد كبير من المنهاج التي استخدمت طوال التاريخ الإسلامي من حكومات مختلفة. التقدمييون الإصلاحيون يجادلون أنه لم توجد أية معارك في التاريخ الإسلامي من أجل فصل بين الدين والدولة، لأن رجال الدين كانوا دائما كيانا مستقلا عن الحكام على عكس المسيحية. كثير من التقدمييون الإصلاحيون يدعون إلى الاستفادة من النموذج الغربي في الحياة السياسية، خاصة في نواحي الليبرالية والعلمانية والديموقراطية[بحاجة لمصدر].
شخصيات
المؤسسون
- جمال الدين الأفغاني [بحاجة لمصدر]
- محمد عبده[14]
- رفاعه الطهطاوي [بحاجة لمصدر]
- السيد أحمد خان [بحاجة لمصدر]
- عبد الرحمن الكواكبي [بحاجة لمصدر]
- محمد رشيد رضا [15]
- علي شريعتي [بحاجة لمصدر]
- خير الدين التونسي[16]
- محمود شلتوت[17]
إصلاحيين جدد
اقرأ أيضا
مراجع
|
وصلات خارجية
- الأصولية والإسلام من الإصلاح الديني إلى الجهاد العالمي، الجزيرة نت، 30 نوفمبر 2004
- التوجه الإصلاحي في الحركات الإسلامية إلى أين؟، الجزبرة نت، 3 أكتوبر 2004
- الإسلاميون - الرواد الإصلاحيون على يوتيوب، الجزيرة نت، 13 نوفمبر 2009
- الحركات الإصلاحية: من السياسي إلى الثقافي، موقع المسلم
- بوابة مصر
- بوابة علم الاجتماع
- بوابة الإسلام
- بوابة فلسفة
- بوابة السياسة