حوارين

حوارين قرية في ناحية مهين التابعة لمنطقة حمص في محافظة حمص في سورية.[1] تقع على بعد 80 كم إلى الجنوب الشرقي من حمص شرق الطريق السريع بين حمص ودمشق وفيها العديد من المباني الأثرية تعود للعهد الروماني. تقع قرية حوارين على تخوم البادية السورية شرقي حمص حوالي 75 كم بين صدد والقريتين بجانب ناحية مهين من الشمال تفصل بينهم محطة القطار قرية صغيرة في مساحتها الجغرافية ولكنها غنية بالمعطيات التاريخية وبالأوابد الأثرية التي تدل على عراقتها الاستثنائية وجاءت تسميتها من الحواريين عند المسيحيين هم الرسل الإثنا عشر الذين انتقاهم السيد المسيح عليه السلام بين تلاميذه ويقال أن فيها قبر أحد الحواريين

ويتحدث الباحث روبرت وود في كتابه ( آثار تدمر ) عن حوارين قائلاً : وجدنا فيها بعض الآثار التي تدل على أنها كانت موقعاً هاماً فيما مضى من أيام ففيها رأينا برجاً مربعاً ذا فتحات دفاعية ونظن أن تاريخ إقامته كانت قبل حوالي ثلاثة آلاف سنة كما وجدنا فيها كنيستين قائمتين نوعا ما بهما تصدع وهدم ولتعودان للفترة نفسها 
حوارين
الاسم الرسمي حوارين
حوارين
موقع حوارين في سورية
الإحداثيات
34°16′8″N 37°4′42″E
تقسيم إداري
 البلد  سوريا
 محافظة محافظة حمص
 منطقة منطقة حمص
 ناحية مهين
عدد السكان (تعداد عام 2004)
 المجموع نسمة
معلومات أخرى
منطقة زمنية +2
رمز المنطقة الرمز الدولي: 963, رمز المدينة: 31

في الأدب العربي

تغنى الشعراء بهوائها العليل فقال أحدهم :

يا ليلة لي بحوارين ساهرة حتى تكلم في الصبح العصافير

سكنها الآراميون والعرب منذ القديم وقد عاب الحجازيون من يناسبهم فقال زفر بن الحارث يهجو عمر بن الوليد بن عقبة :

نبأت، عمرو بن الوليد يسبني وعمرو أستها للصالحين سبوب

وكل معيطي إذا بات ليلة إلى شربة بالرقمتين طروب

عليك بحوارين ناسب نبطها فمالك في أهل الحجاز نسيب

كما وردت في شعر بن عرادة التميمي الذي هجا يزيد بن معاوية قائلاً :

أبني أمية إن آخـــر ملككم جسد بحوراين ثم مقيـــــم

طرقت منيته وعند وساده كوب وزق راعف مرثوم

ومرنة تبكي على نشوانـه بالصنج تقعد تارة وتقــوم

وفي العصر الحديث ذكرها ابن البلدة خالد أبو حمزة

في قصيدته مالي بتركيا لا نخل ولا ثمر .بقوله: 

أيا منزلا لي بحوارين آلفه كأنه من جنان الخلد منحدر

إلى قوله:

شدوا الركاب وقوموا إن مشربنا ماء بحوارين لا ملح ولا كدر .

ومعروف ان يزيد بن معاوية كان يستجم بها صيفا عندما كان أمير مؤمنين حيث كانت منازل أخواله وترعرع فيها بصغره وتولع بهوائها العليل، تاريخيا فُتح حوارين القائد خالد بن الوليد عام 13 للهجرة 634 للميلاد جاء في تاريخ فتوحات بلاد الشام فتح القريتين وحوارين واصل المسلمون سيرهم حتى وصلوا إلى القريتين فاعترضهم أهلها، وجرى اشتباكٌ بين الطرفين أسفر عن انتصار المسلمين، ثُمَّ مرُّوا بحوارين فتحصَّن أهلها وراء أسوارهم وطلبوا مساعدةً عاجلةً من المدن والقرى المجاورة، فجاءهم جيشان الأوَّل من بعلبك والثاني من بصرى، يبلغ عديدهما أكثر من أربعة آلاف مقاتل، لكنَّ المسلمين اصطدموا بهما قبل أن يصلا وشتتوهما، واضطرَّ أهالي حوارين إلى قبول الصلح وتضم حوارين اليوم عدداً من الأوابد الأثرية ومنها الحصن الشهير الذي تحول إلى قصر أيام الأمويين ويسميه أهل القرية اليوم حصن حوارين إضافة إلى سبع كنائس قديمة لا تزال اثنتان منها قائمتين، منها واحدة اسمها كنيسة جعارة التي ما زالت جدرانها قائمة ومساحتها تقدر بستمائة متر مربع، وربما كانت هيكلاً وثنياً في عهد الرومان ثم حولت إلى كنيسة وهي مبنية بحجر كلسي كبير الحجم تبعد عن القرية 500 متر لا تقل سعة عن الكنيسة الثانية التي اسمها الرهبان و تتألف كنيسة جعارة من صحن مركزي مستطيل ورواقين جانبيين وهيكل من الشرق وغرفتين على جانبي الهيكل واستخدمت فيها من الجانب الشرقي قواعد وتيجان قطرها 120 سم وارتفاع الجدران حوالي 5 أمتار ظاهرة وقسم مدفون وقد قامت دائرة آثار حمص منذ سنوات بمحاولة ترميمها وفق مخطط مدروس، أما كنيسة الرهبان فهي مبنية من الحجر الكبير الحجم والمستطيل الشكل وتضم فناء واسعاً في وسطها ومداخل من الغرب والجنوب والشمال وهي كنيسة كبيرة جداً يقوم بجانبي صحنها المركزي رواقان وهيكل من الشرق استعملت في بنائها تيجان بديعة من الداخل والأعلى ولا تزال جدران الغرف الجانبية للمدخل والحنية قائمة فيها ونظراً لأهمية القرية أثرياً وتاريخياً دأبت المديرية العامة للآثار والمتاحف على كشف معالمها عن طريق تشكيل بعثة تنقيب وطنية منذ فترة لكنها اليوم متوقفة بسبب الأوضاع الراهنة وتم العثور على مكتشفات أثرية هامة في المقابر منها اليوناني والفينيقي والروماني والبيزنطي ليدل على أهميتها التاريخية وعن تحصينات متقنة من العصر الروماني تشير إلى هندسة وقوة التحصينات المتعلقة بالمنطقة الشرقية من سورية كما عُثر على أقنية ري من العصر الروماني بالإضافة إلى التعرف على مجموعة من الأبنية البيزنطية التي تدل على أهمية الموقع وتم كذلك تتبع السكن فيه حتى الفترات الإسلامية. سجن أم معبد وثني ! من المعروف أن اليونان والرومان ومن بعدهم البيزنطيون أقاموا خطوطاً من التحصينات اسكنوا فيها حاميات ألقوا على عاتقها مهمة الدفاع عن حدود الدول التي كانوا يحتلونها وتتكون هذه الحاميات من قلاع ومن حصون ( أبراج )

في كتب التاريخ:

ذكرها توفيق برو في كتابه تاريخ العرب القديم عندما تحدث عن المنذر بن الحارث "569-581م بأنه كان من أصحاب الطبيعة الواحدة بالسيد المسيح وقد خالف الإمبراطورية كثيرا فاتخذ الروم من هذه الأعمال جميعها دليلًا على تحديه لهم. فأصدر الإمبراطور أمرا سريا إلى عامله الجديد في الشام -وكان صديقا للمنذر- بأن يحتال للقبض عليه، فدعاه لحضور حفلة تدشين كنيسة جديدة بنيت في حوارين، وما أن أطل عليها حتى ألقي القبض عليه، وأرسله إلى العاصمة مع زوجته وثلاثة من أولاده، فوضعوا جميعًا في الأسر، ثم جرى نفيهم إلى صقلية حيث قضى المنذر نحبه بعد حين. والجدير بالذكر أن القسم الجنوبي من حوارين أصبح اليوم بلدة منفصلة اسمها مهين وهي مركز الناحية حاليا وذكر فتح الله الصايغ الحلبي في كتابه رحلة إلى بادية الشام والجزيرة العربية عام 1812م، بعد صدد توجهنا إلى الشرق مررنا بين بلدتين صغيرتين مهين وحوارين وقال بينهما ماء يكفيهما وفي كل واحدة حوالي 20 بيتا وخرب ولباس أهلهما لباس أهل البادية ولهجتهم لهجة البادية

ميزات خاصة :

يمتاز أهل حوارين بحسن الجوار عندما يجاورهم أحد فإنه يستوطن كما حصل لأهل مزرعة العوينة عندما سكنوها منذ عام 1960 استقروا بها وأصبحوا من سكانها واصبحة العوينة الحارة الجنوبية من حوارين ويمتاز أهلها بأنهم يجمعون عراقة البدواة مع مواكبة الحضارة فإنك تجد الكرم وإغاثة الملهوف والمضافات والسهر والأدب الشعبي والعتابات والقصيد النبطي المحفوظ والترابط الإجتماعي بين كل أهل لبلد في الأفراح والأتراح بجانب العلم والثقافة يوجد الخريجين من اختصاصات الطب والهندسة والفيزياء والتمريض والمعلوماتية والمعلمين ما لا تجده في غيرها من القرى .

آثار حوارين

تمتلك حوارين الكثير من الآثار التي لم يتم الكشف عنها حتى الآن بسبب وجود مساكن الأهالي في المنطقة الأثرية للقرية ويوضح المهندس فريد جبور مدير الآثار بحمص أن المديرية العامة للآثار والمتاحف قامت في السنوات السابقة ببعض أعمال المسح للمنطقة وبعض أعمال التنقيب.

ويقول “إنه عند القيام بأعمال حفر لتخديم القرية بالبنى الأساسية من صرف صحي ومياه وكهرباء تصطدم الأعمال بوجود أبنية ومواقع أثرية فوق الأرض وتحتها” مشيرا إلى أنه تتم دراسة اقتراح يتضمن نقل سكن الأهالي إلى منطقة أخرى في القرية لأن بيوت القرية حاليا هي في المنطقة الأثرية وبالتالي لا يمكن الكشف عن هذه الآثار”.

وأشار جبور إلى أن حوارين تضم اليوم عددا من الآثار منها الدير الذي تحول إلى قصر زمن الأمويين ويسمى حاليا بحصن حوارين كما يوجد فيها سبع كنائس قديمة لا تزال اثنتان منها قائمتان، واحدة يسميها أهل القرية كنيسة جعارة ربما كانت هيكلا وثنيا في عهد الرومان ثم حولوها إلى كنيسة، وهي عبارة عن حجر كلسي كبير الحجم ومنعزل عن بيوت القرية للشمال بمسافة نحو 500 متر وهو لا يقل سعة عن الكنيسة الثانية التي تعرف بكنيسة الرهبان.

وأشار إلى أن كنيسة جعارة تتألف من صحن مركزي مستطيل ورواقين جانبيين وهيكل من الشرق وغرفتين على جانبي الهيكل استخدمت من الجانب الشرقي من البناء قواعد وتيجان ذات قطر 120 سم وارتفاع الجدران أربعة أمتار وقد قامت دائرة آثار حمص بترميمها وفق مخطط مدروس.

أما كنيسة الرهبان فهي مبنية من الحجر الكبير الحجم والمستطيل الشكل وتضم فناء واسعا في وسطها ومداخل من الغرب والجنوب والشمال وهي كنيسة كبيرة جدا يقوم بجانبي صحنها المركزي رواقان ومن الشرق الهيكل الكبير استعملت في بنائها تيجان بديعة من الداخل والأعلى.

وأوضح مدير الآثار أن جدران الغرف الجانبية للمدخل لاتزال قائمة إضافة إلى الحنية التي تتوضع على ارتفاع خمسة أمتار مرجحا أنها كانت برجا أطلق عليه الحصن لافتا إلى وجود الحرم بمدخل الحصن المتجه للشمال حيث أن شكله مستطيل ويقوم سقفه على صفين من القناطر المحمولة على ثلاثة أعمدة في كل صف كما في الباحة حجر مزخرف أيضا.

وأضاف جبور إنه قامت في وقت سابق لجنة من دائرة آثار حمص بلحظ الكنائس والمواقع الأثرية المكتشفة على المخطط التنظيمي للقرية بالتنسيق مع مديرية الخدمات الفنية بالمحافظة واقترحت تضمين حدودها الأثرية والوجائب اللازمة لحمايتها بالإضافة إلى قيام دائرة آثار حمص بإعداد الكشوف التقديرية اللازمة لترميم المواقع القديمة كنيستي الرهبان والجعارة المسجلتين أثريا والتنسيق مع المديرية العامة للآثار للحظ ترميمها في خطط الترميم المقبلة.

ونظرا لأهمية القرية أثريا أكد جبور أن المديرية العامة للآثار والمتاحف دأبت على كشف معالمها عن طريق تشكيل بعثة تنقيب وطنية منذ أكثر من عشر سنوات ولا تزال تعمل بشكل دوري ومنهجي في حوارين ومدينة القريتين أيضا.

ويقول محمد الملحم من أهالي القرية وله من العمر نحو الثمانين عاما "إن ما يعرفه عن قريته أنها تأتي بالأهمية بعد تدمر وبصرى الشام لما تختزنه من آثار تم اكتشافها ومنها لم يكتشف بعد"، لافتا إلى أن الناس قبل ستينيات القرن الماضي كانوا يزرعون مختلف محاصيلهم من القمح والبقول و الشعير إلى الأشجار المثمرة من الكرمة والرمان والتين سقيا من ثلاثة أنهار وعيون إلا أن عوامل الجفاف دفعت العديد من أبنائها للهجرة طلبا للرزق منوها بوجود العديد من الأقنية الرومانية في القرية منها قناتا البراك والمزرعة.

لا زالت الكثير من العائلات تحتفظ ببيوتها الطينية الباردة صيفا والدافئة شتاء والمصنوعة من الحجارة والطين إضافة إلى القدد الخشبية وقصب الزل وتزينها من الداخل التقسيمات الهندسية التي تلائم مختلف مكونات البيت الريفي.

مصادر

  1. موقع منفذية حمص في الحزب السوري القومي الاجتماعي. مناطق ونواحي وقرى ومزارع محافظة حمص. تاريخ الولوج 8 آب 2012. نسخة محفوظة 03 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  • بوابة جغرافيا
  • بوابة تجمعات سكانية
  • بوابة سوريا
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.