خزيمة بن ثابت

خزيمة بن ثابت، الأنصاري الأوسي، الملقَّب بـ«ذي الشهادتين»، هو أحد أصحاب الرسول محمد والإمام علي.[1] يُكنَّى بأبي عمارة. جعل رسول الله شهادته بشهادة رجلين، وكان هو وعمير بن عدي بن خرشة يكسران أصنام بني خطمة.

خزيمة بن ثابت
رضي الله عنه
معلومات شخصية
الوفاة يوليو 657
وقعة صفين
سبب الوفاة قُتل
اللقب ذو الشهادتين
العرق عربي من بنو أنس
الديانة الإسلام

كنيته ونسبه

في أسد الغابة هو خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيان بن عامر بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس (غيان) قيل بفتح الغين المعجمة وتشديد المثناة التحتية وآخره نون وقيل بفتح العين المهملة وبالنونين وقيل بكسر العين المهملة وبالنونين والله اعلم وفي الإصابة (الفاكه) بالفاء وكسر الكاف (وغياث) بالمعجمة والتحتانية وقيل بالمهملة والنون (وخطمة) بفتح المعجمة وسكون المهملة واسمه عبد الله (وجشم) بضم الجيم وفتح المعجمة. أمه كبشة بنت أوس من بني ساعدة.

في أسد الغابة والإصابة يكنى أبا عمارة وفي الاستيعاب في النسخة المطبوعة يكنى أبا عبادة ويوشك أن يكون تصحيفا من الناسخ والصواب عمارة.

سيرته

وشهد غزوة بدر وما بعدهما من المشاهد كلها، وكانت راية بني خطمة بيده يوم الفتح، وشهد مع علي الجمل وصفين ولم يقتل فيهما، فلما قتل عمار بن ياسر بصفين قال خزيمة: سمعت رسول الله يقول: «تقتل عماراً الفئة الباغية». ثم سل سيفه وقاتل حتى قتل، قاله أبو عمر.

روى عنه ابنه عمارة أن النبي اشترى فرساً من سواء بن قيس المحاربي فجحده سواء، فشهد خزيمة بن ثابت للنبي، فقال له رسول الله: «ما حملك على الشهادة ولم تكن معنا حاضراً»? قال: صدقتك بما جئت به، وعلمت أنك لا تقول إلا حقاً، فقال رسول الله: «من شهد له خزيمة أو عليه فحسبه».

حدثتني عمرة بنت خزيمة، عن عمارة بن خزيمة، عن أبيه خزيمة بن ثابت: أن رسول الله سئل عن الاستطابة، فقال: «ثلاثة أحجار ليس فيها رجيع».

وروى الزهري، عن ابن خزيمة، عن أبيه: أنه رأى فيما يرى النائم أنه سجد على جبهة النبي، فاضطجع له النبي وقال: «صدق رؤياك»، فسجد على جبهة النبي. أخرجه الثلاثة.

حادثة السقيفة

تروي كتب الشيعة أنه بعد حادثة السقيفة، كان خزيمة أحد الإثني عشر رجلًا الذين قاموا ونصحوا أبا بكر بعد أن ارتقى المنبر في أول جمعة له في المسجد النبوي. ينقل محمد بن علي القمي في كتاب الخصال عن خزيمة قوله: «يا أبا بكر، ألست تعلم أنّ رسول الله قبل شهادتي وحدي ولم يرد معي غيري؟ قال: نعم، قال: فأشهد بالله أنّي سمعت رسول الله يقول: أهل بيتي يفرقون بين الحقّ والباطل، وهم الأئمّة الذين يُقتدى بهم[2]» كما كان خزيمة ممن شهد تولية الرسول محمد لعلي في حادثة غدير خم، كما يُنقل في أسد الغابة وغيره من المصادر: «عن الأصبغ قال: نشد علي الناس في الرحبة: مَن سمع النبي(صلى الله عليه وآله) يوم غدير خُم ما قال إلّا قام، ولا يقوم إلّا مَن سمع رسول الله يقول. فقام بضعة عشر رجلاً فيهم… وخُزيمة بن ثابت… فقالوا: نشهد أنّا سمعنا رسول الله يقول: ألا أنّ الله عزّ وجل وليي وأنا وليّ المؤمنين، ألا فمَن كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، وأحبّ مَن أحبّه، وأبغض مَن أبغضه، وأعن مَن أعانه[3]»

في معركة الجمل

في مروج الذهب عند ذكر حرب الجمل: ولحق بعلي من أهل المدينة جماعة من الأنصار فيهم خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين فهل لحقه ليشيم سيفه ويكون من المتفرجين كما يقول من قال انه لم يقاتل حتى قتل عمار بصفين ثم قال في صفة دخول علي البصرة بسنده عن المنذر بن الجارود بعد ما ذكر جماعة: ثم تلاهم فارس آخر عليه عمامة صفراء وثياب بيض متقلد سيفا منتكب قوسا معه راية على فرس أشقر في نحو ألف فارس فقلت من هذا فقيل هذا خزيمة بن ثابت الأنصاري ذو الشهادتين. ثم قال عند ذكر أخذ علي الراية من ابنه محمد بن الحنفية وجاء ذو الشهادتين خزيمة بن ثابت إلى علي فقال يا أمير المؤمنين لا تنكس اليوم رأس محمد واردد إليه الراية فدعا به وردها عليه.

في معركة صفين

من أخباره يوم صفين أن معاوية أرسل إلى رجال من الأنصار فعاتبهم منهم خزيمة بن ثابت رواه نصر في كتاب صفين وفي النبذة المختارة المتقدم إليها الإشارة روى أن ابن أبي ليلى قال «كنت بصفين فرأيت رجلا أبيض اللحية معتما متلثما ما يرى منه إلا أطراف لحيته يقاتل اشد قتال فقلت يا شيخ تقاتل المسلمين فحسر لثامه وقال نعم إنا خزيمة بن ثابت سمعت رسول الله (ص) يقول قَاتِل مع علي جميع من يُقَاتِله.»

مقتله

قتل بصفين سنة 37 هـ وهو يقاتل في صف رابع الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب. قال نصر انه قتل في وقعة الخميس وقال ابن اسحاق بعد قتل عمار بن ياسر.

رثاؤه

أظهر الإمام علي الحسرة والألم على فراقه في إحدى خطبه، حيث قال:

...أين إخواني الذين ركبوا الطريق، ومضوا على الحق، أين عمار وأين ابن التيهان، وأين ذو الشهادتين، وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على المنية وأبرد برؤوسهم إلى الفجرة. ثم ضرب (عليه السلام) بيده على لحيته الشريفة الكريمة، فأطال البكاء، ثم قال: أوه على إخواني الذين قرأوا القرآن فأحكموه، وتدّبروا الفرض فأقاموه، أحيوا السنّة، وأماتوا البدعة، دعوا للجهاد فأجابوا، ووثقوا بالقائد فاتبعوه...[4]

.

لما قتل قالت ابنته ضبيعة ترثيه كما في كتاب نصر بن مزاحم:[5]

عين جودي على خزيمة بالدمع قتيل الأحزاب يوم الفرات
قتلوا ذا الشهادتين عتوا أدرك الله منهم بالترات
قتلوه في فتية غير عزل يسرعون الركوب في الدعوات
نصروا السيد الموفق ذا العدل ودانوا بذاك حتى الممات
لعن الله معشرا قتلوه ورماهم بالخزي والآفات

أقوال العلماء فيه

  • قال أبو أحمد الحاكم: شهد غزوةأحد، ذكره ابن القادح، قال: وأهل المغازي لا يثبتون أنه شهد أحداً، وشهد المشاهد بعدها.
  • في أسد الغابة عن أبي أحمد الحاكم انه حكى عن ابن القداح انه شهد أحدا قال وأهل المغازي لا يثبتون أنه شهد أحدا وشهد المشاهد بعدها روى عنه ابنه عمارة.
  • في الإصابة من السابقين الأولين شهد بدرا وما بعدها وقيل أول مشاهده أحد.
  • قال عنه السيد علي خان المدني: «وكان خُزيمة من كبار الصحابة».[6]
  • قال عنه الشيخ محيي الدين المامقاني: «اتّضح من خلال مواقفه المشرّفة من يوم إسلامه إلى يوم شهادته أنّه في أعلى مراتب الوثاقة والجلالة، وأنّه من القلائل الذين عصمهم الله في الفتنة العظمى بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)»[7]
  • قال ابن سعد كان هو وعمير بن عدي بن خرشة يكسران أصنام بني خطمة.
  • في تهذيب التهذيب: ذكر ابن عبد البر والترمذي قبله واللالكائي انه شهد بدرا وأما أصحاب المغازي فلم يذكروه في البدريين وعده ابن البرقي فيمن لم يشهد بدرا
  • قال العسكري: وأهل المغازي لا يثبتون أنه شهد أحدا وشهد المشاهد بعدها
  • النبذة المختارة من كتاب تلخيص أخبار شعراء الشيعة للمرزباني التي عندنا ذكر فيها ترجمة 28 شاعرا من شعراء الشيعة هو الخامس منهم وذكرنا تراجمهم في مطاوي هذا الكتاب وفي الدرجات الرفيعة كان من كبار الصحابة قال الفضل بن شاذان انه من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين. كان خزيمة ممن أنكر على الخليفة الأول تقدمه على علي.

الراوي عنهم والراوون عنه

في تهذيب التهذيب: روى عن النبي (ص) وعنه ابنه عمارة وجابر بن عبد الله الأنصاري وعمارة بن عثمان بن حنيف وعمرو بن ميمون وإبراهيم بن سعد بن أبي وقاص وأبو عبد الله الجدلي وعبد الله بن يزيد الخطيمي على اختلاف فيه وعبد الرحمن بن أبي ليلى وعطاء بن يسار وغيرهم.

ديوانه

قال نصر بن مزاحم في كتاب صفين: حمل خزيمة بن ثابت يوم صفين وهو يقول:

قد مر يومان وهذا الثالثهذا الذي يلهث فيه اللاهث
هذا الذي يبحث فيه الباحثكم ذا يرجي أن يعيش الماكث
الناس موروث ومنهم وارثهذا علي من عصاه ناكث[8]

فقاتل حتى قتل وقال خزيمة يوم الجمل:

ليس بين الأنصار في حجمةالحرب وبين العداة إلا الطعان
وفراع الكماة بالقضب البيضإذا ما تحطم المران
فادعها تستجب فليس من الخزرجوالأوس يا علي جبان
يا وصي النبي قد أجلت الحربالأعادي وسارت الإظعان
واستقامت لك الأمور سوى الشاموفي الشام تظهر الاضغان
حسبهم ما رؤوا وحسبك منا هكذانحن حيث كنا وكانوا

وقال خزيمة أيضا في يوم الجمل:

أعائش خلي عن علي وعيبه بماليس فيه إنما أنت والده
وصي رسول الله من دون أهلهوأنت على ما كان من ذاك شاهده
وحسبك منه بعض ما تعلمينهويكفيك لو لم تعلم غير واحده
إذا قيل ما ذا عبت منه رميتهبقتل ابن عفان وما تلك آبده
وليس سماء الله قاطرة دما لذاكوما الأرض الفضاء بمائده

وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن الأسود بن يزيد النخعي قال لما بويع علي بن أبي طالب على منبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال خزيمة بن ثابت وهو واقف بين يدي المنبر:

إذا نحن بايعنا عليا فحسبناأبو حسن مما نخاف من الفتن
وجدناه أولى الناس بالناس انهاطب قريش بالكتاب وبالسنن
وأن قريشا ما تشق غبارهإذا ما جرى يوما على الضمر البدن
وفيه الذي فيهم من الخير كلهوما فيهم كل الذي فيه من حسن

ورواها المرزباني عدى الثالث كما في النبذة المختارة وزاد ابن شهرآشوب في المناقب في هذه الأبيات:

وصي رسول الله من دون أهلهوفارسه قد كان في سالف الزمن
وأول من صلى من الناس كلهمسوى خيرة النسوان والله ذو منن
وصاحب كبش القوم في كل وقعةتكون لها نفس الشجاع لدى الذقن
فذاك الذي تثنى الخناصر باسمهإمامهم حتى أغيب في الكفن[9]

وفي المحاسن والمساوي للبيهقي: قال خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين يصف محاسن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومن حضره في قصيدة له:

رؤوا نعمة لله ليست عليهمعليك وفضلا بارعا لا تنازعه
فعضوا من الغيظ الطويل اكفهمعليك ومن لم يرض فالله خادعه
من الدين والدنيا جميعا لكالمنى وفوق المنى أخلاقه وطبائعه

وقال يوم السقيفة كما في المجموع الرائق:

ما كنت احسب هذا الأمر منتقلاعن هاشم ثم منها عن أبي حسن
أليس أول من صلى لقبلتكمواعلم الناس بالقرآن والسنن
وآخر الناس عهدا بالنبي ومن جبريلعون له في الغسل والكفن
ما ذا الذي ردكم عنه فنعرفهها أن بيعتكم من أغبن الغبن[10]

وقال قد نسبت هذه الأبيات إلى عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب.

ولما ذم عمرو بن العاص الأنصار ورد عليه النعمان بن العجلان ثم عاد عمرو إلى ذلك بتحريض بعض سفهاء قريش فرد عليه علي بن أبي طالب قال خزيمة يخاطب قريشا رواه الزبير بن بكار:

يا لقريش اصلحوا ذات بينناوبينكم قد طال حبل التماحك
فلا خير فيكم بعدنافارفقوا بنا ولا خير فينا بعد فهر بن مالك
كلانا على الأعداء كفطويلة إذا كان يوم فيه جب الحوارك
فلا تذكروا ما كان مناومنكم ففي ذكر ما قد كان مشي التشاوك

وفي مناقب ابن شهرآشوب قال خزيمة بن ثابت يوم الجمل:

لم يغضبوا لله إلا للجملوالموت خير من مقام في خمل
والموت أحرى من فرار وفشل

وفيه أيضا عند ذكر التصدق بالخاتم قال خزيمة بن ثابت:

فديت عليا إمام الورىسراج البرية مأوى التقى
وصي الرسول وزوج البتولإمام البرية شمس الضحى
تصدق خاتمه راكعا فأحسنبفعل إمام الورى
ففضله الله رب العبادوانزل في شانه هل أتى

وله في ذلك:

أبا حسن تفديك نفسيوأسرتي وكل بطيىء في الهدى ومسارع
أيذهب مدح من محبك ضائعاوما المدح في جنب الإله بِضائع
فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعاعلي فدتك النفس يا خير راكع
فانزل فيك الله خير ولايةوبينها في محكمات الشرائع[11]

مراجع

  1. Al-islam.org نسخة محفوظة 25 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  2. الخصال: 464 ح4.
  3. أُسد الغابة 3 /307. مصادر أخرى نسخة محفوظة 28 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. نهج البلاغة - خطبة 182
  5. أعيان الشيعة ج 6 ص 317،السيد محسن الأمين
  6. الدرجات الرفيعة: 311
  7. تنقيح المقال 25 /288 رقم7541
  8. وقعة صفّين: 398.
  9. الفصول المختارة: 267.
  10. الدر النظيم: 401.
  11. مناقب آل أبي طالب 2 /211

وصلات خارجية

  • بوابة شبه الجزيرة العربية
  • بوابة الإسلام
  • بوابة العرب
  • بوابة أعلام
  • بوابة صحابة
  • بوابة التاريخ الإسلامي
  • بوابة محمد
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.