دحية بن مصعب

دحية بن مصعب بن الاصبغ بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي العبشمي القرشي القائم بمصر، الأمير، دعا لنفسه بالخلافة فبايعة خلق كثير و كاد أن يملك و يتم امره و قد عظم امر دحية، قام في أعمال مصر في أيام ولاية أمير المؤمنين المهدي فقتل بها-رحمه الله، فجرى بينه و بين ولاة مصر أحداث و حروب و أستطاع الانتصار فيها و استولى على صعيد مصر ، و لكن لم يتم أمره عند تعين الفضل بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب واليا علي مصر جاء في جند عظيم من الشام و مصر و أستطاع التغلب على دحية و أتي به أسير فضربت عنقه و صلب و بعث براسه إلي أمير المؤمنين موسى الهادي ، و كانت أمه أم نعم تقاتل معه و قتل معه عبد العزيز بن مروان بن الاصبغ بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم و مروان بن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم، و دحية هو الذي قال ( و الله ما أرجو الجنة إلا بالرحم بيني و بين عثمان) رحمه الله.

دحية بن مصعب بن الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي
أمير المؤمنين

معلومات شخصية
الوفاة 169هـ
الفسطاط
الإقامة مصر
الحياة العملية
المهنة قائد ديني  

حديث دحية بن مصعب

ول دحية بن مصعب بن الأصبغ بن عبد العزيز حديث رواه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق، قال ابن عساكر، أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزير بن أحمد أنا تمام بن محمد حدثني أبو الطيب أحمد بن محمد بن أبي زرعة بن عمرو البصري وأبو زرعة محمد وأبو بكر أحمد ابنا عبد الله بن أبي دجانة النصري قالوا أنا عبد الملك بن محمود بن سميع نا زكريا بن يحيى أبو الهيثم السقلي قبيلة من همدان نا سعيد بن سليمان أنا دحية بن الاصبغ الكلبي حدثني محمد بن يحيى عن زهير بن محمد عن عبد الله بن دينار عن الزهري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يهجر أحدكم أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا حديث غريب .انتهي . الرواة :أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، صحابي، الزُّهْرِيِّ الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه، عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ثقة، زُهَيْرِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ثقة، مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثقة حافظ جليل، دِحْيَةُ بْنُ الأَصْبَغِ الْكَلْبِيُّ مجهول الحال، سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، مجهول الحال، زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى أَبُو الْهَيْثَمِ السُّفْلِيُّ مجهول الحال، عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سُمَيْعٍ، صدوق حسن الحديث، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ ثقة، وَأَبُو زُرْعَةَ مُحَمَّدٌ مجهول الحال، أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرٍو النَّصْرِيُّ مجهول الحال .

قال اليعقوبي

و قدم الفضل بن صالح مصر فلم يهج أحدا من أهل الحوف الذين قتلوا موسى بن مصعب عامل المهدي فسكنهم و كف عن طلبهم فلم يقم إلا يسيرا حتى خرج دحية بن الأصبغ بن عبد العزيز بناحية أهناس من قرى صعيد مصر في خلق عظيم فقطع الطريق و أخاف السبيل ثم تغلب فجبى الخراج فوجه الفضل بن صالح بقائد يعرف بسفيان و رجل من أهل الفيوم يعرف بعبد الله بن علي المرادي فلقيا دحية بموضع يقال له صحراء بويط و ناوشاه الحرب فانهزم دحية فدخل قرموسا و هو الأتون الذي يعمل فيه الفخار فأخذاه أسيرا و أتيا به الفضل فضرب عنقه و صلبه و بعث برأسه إلى موسى.

قال ابن يونس

ذكر من اسمه «دحية» : 436- دحية بن المصعب بن الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم: كان قد ثار بصعيد مصر بناحية «أهناس» ، ودخل الواح، وغزا مصر، وقتل بمصر سنة تسع وستين ومائة. وله أخبار .

قال ابن حزم

و من ولد الأصبغ بن عبد العزيز:دحية بن الأصبغ:أمه أم يزيد بنت يزيد ابن معاوية؛و دحية بن المصعب بن الأصبغ بن عبد العزيز، قام في أعمال مصر أيّام المهدى، فقتل-رحمه اللّه. و ولد أبو بكر بن عبد العزيز:الحكم بن أبى بكر، و مروان بن أبى بكر. و لجميع أولاد عبد العزيز المذكور أعقاب، حاشا محمّدا وحده، فلم يعقب.ذكر ذلك أحمد بن عبد الملك بن منصور بن مروان بن الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان،و كان عالما بنسب قومه.

قال ابن حزم :من طلب الخلافة وتسمى بها ولم يتم أمره من قريش

دحية بن المصعب وقد قيل المصعب بن سهيل بن عبد العزيز بن مروان : قام بمصر على المهدي فقتل.

قال محمد بن حبيب البغدادي

ونصب الهادي رأس (دحية) بن المعصب بن الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان. وكان قتل بمصر، فنصب رأسه ببغداد.

قال ابن الأثير

الأهناسي بِفَتْح الْألف وَسُكُون الْهَاء وَفتح النُّون وَفِي آخرهَا السِّين الْمُهْملَة - هَذِه النِّسْبَة إِلَى أهناس وَهِي بليدَة بصعيد مصر مِنْهَادحْيَة بن العصب بن الْأَصْبَغ بن عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان بن الحكم الأهناسي لِأَنَّهُ خرج مِنْهَا وَقصد الواح وَقتل بِمصْر سنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَة .

قال الذهبي أبو عبد الله

ثَوْرَةُ ابْنِ مُغَصَّبٍ بِصَعِيدِ مِصْرَ وَفِيهَا ثَارَ بِالصَّعِيدِ دحية بن مغصّب الأمويّ، وقويت شكوته، ثُمَّ قُتِلَ بِمِصْرَ لِسَنَتِهِ، قَالَهُ ابْنُ يُونُسَ.

قال ابن دريد

ومنهم دِحْية بن مصعب بن الأصبَغ بن عبد العزيز، الذي خرج أيّامَ موسى الهادي فقُتل، واشتقاق دِحْيةَ من دحوت الشيءَ أدحُوه دَحْواً، إذا زَججت به من يدك. وهذه الياء منقلبةٌ عن الواو، أو تكون فِعلة في لغة من قال: دحيت أدحِي وأدحَى مثل دحوت سواء. وأدحيُّ الظليم من ذلك؛ لأنه يفحص الحصَى عن وجه الأرض حتَّى بدمِّثَ لبَيضِه. وأصل أُدحيِّ في اللغة أُفعول، كأنَّه أُدحُويٌ. والأَصبَغُ من قولهم: فرس أصبغُ، وهو الذي في طرف عسيبٍ ذنبِه بياض دون الشَّعَل. وقل قوم: بل الأصبغ الذي في طرف عسيبِ ذنِبه شَعَراتٌ بِيضٌ. وأبَى الأصمعيُّ ذلك وقال: ذلك القَمَع.

قال المقريزي

وكانت ولاية الفضل إمارة مصر من قبل المهديّ محمد بن أبي جعفر المنصور على الصلاة والخراج، فدخلها سلخ المحرّم سنة تسع وستين ومائة، في عسكر من الجند عظيم أتى بهم من الشام، ومصر تضطرم لما كان في الحوف، ولخروج دحية بن مصعب بن الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان، فقام في ذلك وجهز الجنود حتى أسر دحية وضرب عنقه في جمادى الآخرة من السنة المذكورة، وكان يقول أنا أولى الناس بولاية مصر لقيامي في أمر دحية، وقد عجز عنه غيري، حتى كفيت أهل مصر أمره، فعزله موسى الهادي لما استخلف بعد موت أبيه المهديّ، بعد ما أقرّه فندم الفضل على قتل دحية وأظهر توبة وسار إلى بغداد، فمات عن خمسين سنة، في سنة اثنتين وسبعين ومائة.

قال ياقوت الحموي

بويط:بالضم ثم الفتح: قرية بصعيد مصر قرب بوصير قوريدس، وكان قد خرج في أيام المهدي دحية بن مصعب بن الإصبع بن عبد العزيز بن مروان ابن الحكم ودعا إلى نفسه واستمرّ إلى أيام الهادي، فولّى مصر الفضل بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس فكاتبه، وكانت نعم أمّ ولد دحية تقاتل في وقعة على بويط، فقال شاعرهم:

فلا ترجعي، يا نعم، عن جيش ظالميقود جيوش الظالمين ويجنب
وكرّي بنا طردا على كلّ سانحإلينا، منايا الكافرين يقرّب
كيوم لنا، لا زلت أذكر يومنابفأو، ويوم، في بويط، عصبصب
ويوم بأعلى الدير كانت نحوسهعلى فيئة الفضل بن صالح، تنعب

أهناس: بالفتح: اسم لموضعين بمصر أحدهما اسم كورة في الصعيد الادنى يقال لقصبتها: أهناس المدينة، وأضيفت نواحيها إلى كورة البهنسا، وأهناس هذه قديمة أزلية وقد خرب أكثرها، وهي على غربي النيل ليست ببعيدة عن الفسطاط، وذكر بعضهم أن المسيح، عليه السلام، ولد في أهناس وأن النخلة المذكورة في القرآن المجيد: وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا، موجودة هناك، وأن مريم، عليها السلام، أقامت بها إلى أن نشأ المسيح، عليه السلام، وسارا إلى الشام، وبها ثمار وزيتون، وإليها ينسب دحية بن مصعب بن الاصبغ بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم، خرج منها على السلطان وقصد الواح وغيرها، ثم قتل سنة 1699. وأهناس الصغرى في كورة البهنسا أيضا.

أخباره في كتاب الولاه والقضاة

قال أبو عمرو الكندي ثم وليها يزيد بن حاتم المُهلَّبيّ من قِبَل أمير المؤمنين أَبِي جَعْفَر عَلَى صلاتها وخَراجها، فقدِمها يزيد يوم الإثنين للنصف من ذي القعدة سنة أربع وأربعين ومائة فجعل عَلَى شُرَطه عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج، واستخلف عَلَى الخَراج معاوية بن مروان بن موسى بن سعيد. وفي ولايته ظهرت دعوة بني حسن بْن عليّ بِمصر وتكلّم بها الناس، وبايع كثير منهم لعليّ بْن محمد بْن عبد الله بْن حسن بْن عبد الله بْن حسن وهو أوَّل عَلَويّ قدِم مِصر، وقام بأمر دعوته خَالِد بْن سَعِيد بْن ربيعة بْن حُبيش الصدَفيّ، وكان جدّه رَبيعة بْن حَبيش من خاصَّة عليّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وشيعته، وحضر الدار، فاستشار خَالِد بْن سَعِيد أصحابه الذين بايعوا لَهُ، وفيهم: دحية بن مصعب بن الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان، ومنصور الأشل بن الأصبغ بن عبد العزيز، وزيد بن الأصبغ بن عبد العزيز، فقال لهم: ما ترون. فأشار عَلَيْهِ دِحْية: أن يبيت يزيد بْن حاتم فِي العسكر فيُضْرم عَلَيْهِ نارًا، وقال أهل الديوان: ترى أن تحوز بيت المال وأن يكون ظهورنا وخروجنا فِي المسجد الجامع. فكرِه خَالِد بْن سَعِيد أن يبيّت يزيد بن حاتم وخشِيَ عَلَيْهِ اليمانيَّة، وخرج منهم رَجُل من الصَّدِف قد شهِد أمرهم كله حتى أتى إلى عبد الله بْن عبد الرحمن بْن مُعاوية بْن حُديج وهو يومئذٍ عَلَى الفسطاط، فخبَّرهم أنهم الليلة يخرجون، فمضى عبد الله بْن عبد الرحمن إلى يزيد بْن حاتم وهو بالعسكر ليخبّره، وكان ذَلكَ لعشر خلونَ من شوَّال سنة خمس وأربعين ومائة. وسار خَالِد بْن سَعِيد فِي الذين معه وعليه قَباء خزّا صفر وعَمامة خزّ صفراء، وقد سوّم فرَسه بعمامة، وعمد إلى المسجد الجامع فِي نِصف الليل، فانتبهوا بيت المال ثمَّ تضاربوا عَلَيْهِ بسيوفهم فلم يصِلْ منهم إِلَيْهِ إلَّا اليسير، وبعث يزيد بْن حاتم مَعَ ابن حُدَيْج بتَوْبَة بْن غريب الخَوْلانيّ، وبأبي الأشهل سعيد بْن الحكم الأَزْديّ من أهل المَوصِل، ودفيف بْن راشد مولى يزيد بن حام، وقال لهم يزيد: إن رأيتم المصابيح فِي الدُّور فهو أمر عامّ، فانصرفوا إليَّ وإلَّا فأْتوا المسجد فاعلَموا الخَبر. فلمَّا انتهَوا إلى السرَّاجين، قَالُوا: نرجِع. قال تَوْبَة: أَمَّا أَنَا فلا أبرح حتى يأْتي أمره لأنه قَالَ لكما ارْجِعا ولم يقُلْ لي. قَالَ لَهُ ابن حُدَيج: فقِف إذًا عند دور بني مِسكين فإنَّه مفرَق طُرُق، قَالَ: أمَّا هذا فأَفعلُ. وتاب إلى يزيد بْن حاتم نفَر من أهل مِصر، وأتاه المنتظر بْن إسماعيل الرُّعَينيّ من الصَّحراء، فقال ابن حاتم: ما فعل ابن عُمير الحَضْرَميّ؟ قَالُوا: لم يخرج معهم. قَالَ: وأبو حزَن المَعافريّ؟ قَالُوا: بالباب. قَالَ: فالأَمر يسير. وأرسل ابن حاتم إلى أصحابه، فجعلوا يأتونه سُكارى، فقال: إنَّ نُضُوحكم الليلة لكثير. وكان ممَّن حضر ليلتئذٍ من وجوه قُوَّاده العَلاء بْن رَزين الأَزْديّ من سُليمة، ويحيى بْن عبد الله بْن الْعَبَّاس الكنديّ، وأبو الهزهاز النَّخَعيّ، وأبو كندة بْن عُبَيْد بْن مالك الكَلْبيّ، فساروا جميعًا، ثمَّ وجَّه دَفيفًا فِي جمع منهم من قِبَل سُوق وَرْدان، ومضى ابن حُدَيج وكان بسُوق الحمَّام، ووقف أَبُو الأَشهل فِي السرَّاجين، وأقبل نصر بْن حَبيب فِي الجموع من نحو دُور بني مِسكين، فوقف ابن حُدَيج عَلَى الباب الَّذِي من ناحية بيت المال فكلَّم خَالِد بْن سَعِيد وهو فوق ظهر المسجد كلمةً قِبْطِيَّةً، فقال: انسلّ. فخرج عَلَى وجهه ورمى مُسوِّد بسهم فِي الظُّلمة نحو مخرج الكلام، فأصاب خدّ خَالِد بنُشَّابته، فانتزعها وخرج من نحو سُوق الحمَّام، وخرج ابناه إبراهيم وهُدْبة من نحو المِرحاض الَّذِي إلى دار بني سَهْم، ومضى خَالِد بْن سَعِيد إلى إسماعيل بْن حَيْوة بْن عُقْبة بْن كُلَيب الحَضْرَميّ، فسأَله أن يخفيه. فقال: لقد هممتُ أن أُوبقك واذهب بك إلى الأمير، ثمَّ أتى عَيَّاش بْن عُقْبة بْن كُليب، فقال: أخاف اليمن. فأَتى يحيى بْن جَابِر أَبَا كِنانة الحَضْرَميّ، فأواه سبعين ليلة حتى سكن الطلَب، وهدأَ أمره، وقُتل تِلْكَ الليلة كَلثم بْن المُنذِر الكَلْبي، ثمَّ أحد بني عامر ممَّن كَانَ مَعَ خَالِد بْن سَعِيد ولم يكن هذا مذهَبه، إنَّما كَانَ غضِب عَلَى يزيد بْن حاتم، فخرج عَلَيْهِ مَعَ خَالِد وأمر يزيد بْن حاتم عبد الله بْن حُدَيج بإطلاق الأُسارَى، فقال: حتى أؤَدّبهم. فضربهم وخلَّاهم، وكان القتلى تِلْكَ الليلة من أصحاب خَالِد ثلاثة عشر رجُلًا ولم يكن فيهم من لَهُ ذِكر غير كُلْثم بْن المُنذِر الكَلْبيّ، ثمّ قدِمت الخُطَباء إلى مِصر برأس إبراهيم بْن عبد الله بْن حسن فِي ذي الحجَّة سنة خمس وأربعين ومائة، فنصبوه فِي المسجِد الجامع، وقامت الخُطَباء، فذكروا أمره وهم شَبَّة بْن عِقال، وكُرَب بْن مَصْقَلة بْن رَقَبة الحِيريّ، ويحيى بْن عبد الرحمن الأَعلم، وخالد بْن أُسَيْد، وزافر الفَيَّاش بْن عُمَر، وصبيح بْن الصبَّاح، والحَضْرَميّ مُعاوية، وأمَّا عليّ بْن محمد بْن عبد الله بْن حسن فاخْتُلِف فِي أمره، فزعم بعض الناس أَنَّهُ حُمل إلى أَبِي جَعْفَر. وأخبرني ابن قُدَيد، عَنْ يحيى بْن عُثمان بْن صالح، عَن ابن عُفير: " أن عليّ بْن محمد اختفى عند عسامة بن عمرو، وقد وجَّه عَسَّامة إِلَيْهِ وأنزله قريةً لَهُ من طُوَّه، فمرِض عليّ بها، فمات ودُفن بها وحُمِل عَسَّامة إلى العراق، فحُبِس زمانًا، فلمَّا صار الأمرُ إلى المَهدِيّ قام أَبُو عُبَيْد اللَّه الأَشْعَريّ كاتب المهدِيّ فِي أمر عَسَّامة لِما بين المَعافر والأشعريّين، فأدخله إلى المَهدي وشفع فِيهِ، فأَمَّنه المَهديّ عَلَى أن يصدُقه عَنْ عليّ بْن محمد، فقال: مات والله يا أمير المؤمنين فِي بيتي لا شكَّ فِيهِ. فصَدَّقه المَهديّ، وفرض لَهُ مائتين وردّه إلى مصر. وأمّا خَالِد بْن سَعِيد فاستخفى زمانًا طويلًا، ثمَّ مات فِي زمن المَهدِيّ بعد الستّين ومائة فِي إِسْكَندريَّة. ثمَّ ولِيَها بْن صالح بن عبد الله بن العباس من قِبَل المَهدي عَلَى صلاتها وخَراجها، قدِمها يوم الخميس لإحدى عشرة خلت من المحرَّم سنة خمس وستّين ومائة فجعل عَلَى شُرَطه عَسَّامة بْن عمرو، فاستخلف عَسَّامة عَلَى الشُّرَط يزيد بْن خَالِد بْن مَسْعُود. . . . . . . . . . . من الكُلاع، فمات يزيد، فاستخلف عليها عَسَّامة عَلَى الشُّرَط أيضًا محمد بْن سَعِيد بْن عامر الصَّدَفيّ، فمات، فاستخلف عَسَّامة أيضًا عَمَّار بْن مُسلم بْن عبد الله بْن مُرَّة الطائيّ من الغَوث، وابنتي إبراهيم بْن صالح داره العُظمى المعروفة اليوم بدار عَبْد العزيز التي فِي الموقِف، ثمَّ وهبها عند خُروجه لآل عبد الرحمن بْن عَبْد الجبَّار. وخرج دِحْية بْن مصعَب بْن الأصبغ بْن عَبْد العزيز بْن مَرْوان بصعيد مصر ونابذ، ومنع الأموال، ودعا إلى نفسه بالخلافة، فبلغ ذَلكَ إبراهيم بْن صالح فتراخى عَنْهُ ولم يحفِل بأمره حتى ملك عامَّة الصعيد، فبلغ ذَلكَ المَهديّ، فسخِط عَلَى إبراهيم بْن صالح وعزله عزلًا قبيحًا، فولِيَها إبراهيم إلى أن صُرف عَنْهَا يوم السبت لسبع خلونَ من ذي الحجَّة سنة سبع وستّين ومائة ولِيَها ثلاث سنين. موسى بن مصعب الخثعمي ثمَّ ولِيَها مُوسَى بْن مُصْعَب من قِبَل المهدي عَلَى صلاتها وخراجها، قدِمها يوم السبت لسبع خلونَ من ذي الحجَّة سنة سبع وستّين فجعل عَلَى شُرَطه عَسَّامة بْن عمرو وأمر مُوسَى بإبراهيم بْن صالح أن يُرَدّ إلى مصر، فرُدَّ إِلَيْهِ من الطريق، وكان المَهديّ قد أمره بإصفاء أموال إبراهيم وأخْذ عُمَّاله، فاستخرج منهم ثلاث مائة ألف دينار، ولم يزَلْ إبراهيم مُقيمًا بمصر حتى لم يبقَ لَهُ عامل إلّا صار فِي يدَي مُوسَى بْن مُصْعَب، ثمَّ كتب المَهديّ يأذَن لإبراهيم فِي الانصراف إلى بَغداد. وتشدَّد مُوسَى بْن مُصعَب فِي استخراج الخراج، وزاد عَلَى كلّ فَدَّان ضِعف ما تُقبّل بِهِ، ثمَّ عاد مُوسَى إلى الرَّشوة فِي الأحكام وجعل خراجًا عَلَى أهل الأسواق، وعلى الدوابّ، وقال الشاعر:

لَوْ يَعْلَمُ المَهْدِيُّ مَاذَا الَّذِييَفْعَلُهُ مُوسَى وَأَيُّوبُ
بِأَرْضِ مِصْرَ حِينَ حَلَّا بِهَالَمْ يُتَّهَمْ فيِ الْنُصْحِ يَعْقُوبُ

كاتبه ابن داود وأظهَر الجُند لموسى الكَرَاهة والشَّنَآن، وبعث عُمَّالًا عَلَى الحوْف فأخرجهم أهل الحَوْف ونابذوه، وعقدت قيس واليمانية حُلفا فيما بينهم، وولّوا عليهم معاوية بن مالك بن ضمضم الجُذامي، ثم الجرويّ، وكلَّموا أهل الفُسطاط من الجُند، وخوَّفوهم اللَّه وذكروا لهم ما أتى مُوسَى إليهم، فأعطاهم الجُند من أهل مِصر العُهود والمواثيق أنهم ينهزموا عَنْهُ إذا خرج إليهم فلا يقابلون معه، وتحالفوا هُمْ وأهل الفسطاط عَلَى ذَلكَ، وعقد مُوسَى بْن مُصعَب لعبد الرَّحْمَن بْن مُوسَى بْن عُلَيّ بْن ربَاح اللَخْميّ فِي خمسة آلاف من أهل الديوان، وبعث بهم إلى الصعيد فِي طلَب دِحْية بْن مُصْعَب، وأمره أن ينزل بالشرقية وكان دِحْية بها، فلمَّا سار عبد الرحمن عدَّى دِحْية النيل وصار فِي غربيّة وملك كثره، وولَّى دِحْية عَلَى الشرقية يوسف بن نصير بن معاوية بن يزيد بن عبد الله بن قيس التجيبي، فكان يوسف يُغير عَلَى عبد الرحمن بْن مُوسَى بْن عُلَيّ، فاستخلف عبد الرَّحْمَن عَلَى جيشه بكَّار بْن عمرو أخا عَسَّامة بْن عمرو وسأَل أن يُعفَى، فعُفِي، ومضى مُوسَى بْن مُصْعَب فِي جُند مصر كلّهم وفيه وُجُوه الناس، فساروا حتى نزلوا العُريرا وأقبل إليهم أهل الخَوْف يَمنَها وقيسها، فلمَّا اصطفّوا ونَشِبتْ بينهم الحرب انهزم أهل مِصر بأجمعهم وأسلموا مُوسَى بْن مُصْعَب، فبقِيَ فِي طائفة يسيرة ممَّن كَانَ قدِم بهم فلم يثبت معه أحد من أهل مصر إلَّا خَالِد بْن يزيد بْن إسماعيل التُّجيبيّ، وكان صاحب أمره والمستولي عَلَيْهِ، وقُتل مُوسَى بْن مُصعَب قتَلَه مَهديّ بْن زياد المَهْريّ، ثمَّ أخذ الصعر، وعاد أهل مصر إلى الفسطاط لم يُكْلَم منهم أحَد وبلغ المَهدي مَقتله. فقال: نُفيتُ من العبَّاس أَو لَأَفْعَلَنَّ بَمهديّ ولَأَفْعَلَنَّ بأهل الحَوْف كذا وكذا، فمات المَهديّ أن يُبلغ فيهم شيئًا، وكان قتل مُوسَى بْن مُصعَب بالعُريرا يوم الأحد لتسع خلونَ من شوَّال سنة ثمان وستّين ومائة، فكانت ولايته عليها عشرة أشهُر. قَالَ سَعِيد بن عُفَير يذكر أهل الحَوْف:

أَلَمْ تَرَهُمْ أَلْوَتْ بِمُوسَى سُيُوفُهُموَكَانَتْ سُيُوفٌ لَا تَدِينُ لِمُتْرَفِ
فَمَا بَرِحَتْ فِيهِ تَعُودُ وَتَبْتَدِيإِلَى أَنْ تَرَوى مِنْ حمام مدنّفِ
فَأَصْبَحَ مِنْ مِصْرٍ وَمَا كَانَ قَدْ حَوَىبِمِصْر مِنَ الدُّنْيَا سَلِيبًا بِنَفْنَفِ
وَلكِنَّ أَهْلَ الحَوْفِ لِلهِ فِيهِمِذَخَائِرُ إِنْ لَا يُنْفِدِ الدَّهْرُ تُعْرَفِ

وقُتل معه خالد بن يزيد التجيبي وكان ظالمًا، قَالَ لَهُ عَبْد الحميد بْن كَعْب بْن عَلْقَمة: أَتُحب أن لك مائة ألف دينار وأنت من أهل النار. قَالَ: لا. قَالَ: فأنت من أهل النار وليس لك مائة ألف دينار. وحَدَّثَنِي ابن قُديد، عن أَبِي نصر أحمد بْن صالح، عن عليّ بْن مَعْبَد، عَن سَعِيد بْن أَبِي مَرْيَم، قَالَ: سمعتُ الليث بْن سعد، وموسى بْن مُصْعَب يخطب الناس، وكان ظالمًا غاشما، فمرَّ بهذه الآية: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} [الكهف: 29] ، فقال الليث وموسى يخطب: «اللهُمّ لَا تَمقُتْنا»

عسامة بن عمرو المعافري ثمَّ ولِيَها عسَّامة بْن عمرو باستخلاف مُوسَى بْن مُصْعَب إيَّاه، فكتب دِحْية بْن مُصْعَب إلى يوسف بْن نُصير بْن مُعاوية التُّجيبيّ يأمره بالمسير فِي الشرقيَّة إلى الفُسطاط، فبعث إِلَيْهِ عَسَّامة بأخيه بكَّار بْن عمرو، فالتقوا ببَركْوت من الشرقيَّة، فتحاربوا يومهم أجمع، فنادى يوسف بْن نُصير بكَّارًا: يابنَ أمّ القاسم، اخرج إليَّ. فقال: هأنذا يا ابن وَهبة. فقال: قد ترى ما الَّذِي قُتِل بيننا من الناس أبرزْ إليَّ وأبرُزُ إليك، فَأَيُّنا قتل صاحبه كَانَ الفتح لَهُ. فبرز بكَّار، فوضع يوسف الرُّمح فِي خاصِرته، ووضع بكَّار الرُّمح فِي خاصِرة يوسف فقتل يوسف بكَّارًا، وقتل بكَّار يوسفَ ورجع. الفلّ من الجيشين جمعا. وذلك لثلاث بقِين من ذي الحجَّة سنة ثمان وستّين ومائة. وقد كانت ولاية الفَضْل بْن صالح بْن عليّ وردت مصر، فصُرف عَسَّامة عَنْهَا لثلاث عشرة خلت من ذي القعدة سنة ثمان وستّين ومائة، وورد كتاب الفَضْل باستخلاف عَسَّامة عليها، فخلفه إلى سلخ المحرَّم سنة تسع وستّين ومائة.

الفضل بن صالح بن علي العباسي ثمَّ ولِيَها الفَضل بْن صالح من قِبَل المَهديّ عَلَى صلاتها وخَراجها، دخلها يوم الخميس سلخ المحرَّم سنة تسع وستّين ومائة فجعل عَلَى شُرَطه عَسَّامة بْن عمرو، وكان مَعَ الفَضْل عسكر من الجُند عظيم أتى بهم من الشام عَلَى أهل قِنَّسرِين: عَنْبَسة بْن سَعِيد الجَرشيّ، وعلى أهل حمص: جَهْم بْن عَبْد العزيز البَهْرانيّ، وعلى أهل دمشق: عاصم بْن محمد بْن سَعِيد، وعلى أهل الأردن: قُطْبة بْن سَعِيد القَينيّ، وعلى أهل فلسطين: زيادة بْن فائد اللَخْميّ، وتُوفّي المَهديّ فِي المحرم سنة تسع وستّين ومائة، وبُويع مُوسَى بْن المَهديّ فِي المحرَّم سنة تسع وستّين ومائة، وبُويع مُوسَى بْن المَهدِيّ، فأقرّ الفَضْل بْن صالح بْن عليّ عليها، وقدِم الفَضل وهي تضطرم لِما كَانَ من أهل الحَوْف ولخروج دِحية بْن مُصْعَب، وذلك أنَّ الناس تسرعوا إلى دِحية وكاتبوه ودعَوه إلى دخول الفسطاط، فعقد الفَضل بْن صالح لسُفْيان القائد عَلَى الجُند، وعقد لابن ذي هجران السَّيْبانيّ عَلَى أهل مِصر فأَقام بالجِيزة، وعقد لابن زبَّان عَلَى القيسيَّة، وبعث بالزُّهْريّ فِي البحر، فالتقى سُفيان مَعَ دِحْية ببُويط، وكان صاحب أمر دِحْية كلّه فَتح بْن الصَّلْت بْن المُغيرة بْن ناشر الأَزْديّ من بني الحارث بْن زَهْران كَانَ جَدّه ناشر، حضر فتح مِصر، وأقبل فتح يكُرّ ويفِرّ لا يعرِض لَهُ شيء إلَّا هذه، فوقف لَهُ إبراهيم بْن الأَومر بْن عليّ التُّجِيبيّ من بني سوم بْن عَديّ بْن تُجيب، وبحر بْن شَراحِيل التُّجِيبيّ، وهيَّاج الأَنباريّ، فحملوا عَلَى فَتْح، فقتلوه، فقهقر أصحاب دِحْية لمقتل فتح، ومضى دِحْية عَلَى حامية فِي طائفة معه إلى طريق الواحات، فبعث إلى أهلها يدعُوهم إلى القيام معه، وكانوا من المسالة والبَرْبَر يتدّينون بالشراية، فقالوا: ألا نُقاتل إلَّا مَعَ أهل دَعْوتنا. فبعث إليهم دِحْية: إِنَّا عَلَى مذهَبكم. فخرجوا إِلَيْهِ وقاتلوا معه يوم الدَّير. وأقبل عبد الله بْن عليّ الجنبيّ فِي جمع كثير بعثه الفَضل بْن صالح، فخرج إِلَيْهِ دِحْية فِي أهل الواحات، فهزموا عبد الله بْن عليّ، وقُتل يومئذٍ عبد العزيز بن مروان بن الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان، ووجد أهل الواحات عَلَى دِحْية فِي إِثارته العرَب عَلَى الموالي وتقديمهم عَلَى البربر، فقالوا لَهُ: هذا ظُلم والإسلام واحد ولسنا نقاتل معك حتى نمتحنك بالبراءَة من عثمان. فامتنع دِحْية، وقال لهم والله ما أرجو الجَنَّة إلَّا بالرَّحِم بيني وبين عثمان. فانصرفوا عَنْهُ وتركوه، فعاد إِلَيْهِ عبد الله بْن عليّ الجنبيّ لمَّا علِم انصرافهم عَنْهُ، فحاربهم، فقُتل يومئذٍ مروان بن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد العزيز بن مروان، وكانت نُعْم أمّ ولَد دِحْية تقاتل قتالًا شديدًا، فقال شاعرٌ من أصحاب دِحْية.

  • بوابة أعلام
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.