ديزل حيوي

الديزل الحيوي (أو بيوديزل) يعني الوقود المصنع من مواد خام من أصل حيواني ونباتي يمكن استعماله لتشغيل محرك ميكانيكي، يمكن تصنيعه بطريقة رئيسية من الزيوت النباتية أو الشحوم الحيوانية.[1][2][3]

الديزل الأقدم تشتهر مرسيدس بالتشغيل على وقود الديزل الحيوي
وقود الديزل الحيوي في بعض البلدان أقل تكلفة من الديزل التقليدي

من الممكن أن يحل البيوديزل مكان البترول في محركات السيارات والشاحنات وفي مولدات الكهرباء، ولكن يمكن مزجه مع ديزل النفط لتكوين الديزل الحيوي الممزوج الذي يتكون من 20 باللمئة بالحجم ديزل حيوي و 80 بالمئة بالحجم ديزل من النفط .

الديزل الحيوي سهل الاستخدام وقابل للتحلل الحيوي وغير سام، ولا يحتوي على الكبريت أو المركبات الأروماتية (العطرية) .

مزايا الديزل الحيوي

  • المادة الخام طبيعية ويمكن زيادتها عن طريق التوسع الزراعي.
  • ثاني أكسيد الكربون الصادر من البيوديزل (كربون عادم) استعمالة لايؤثر نفس التأثير على البيئة ولا يضر طبقة الاوزون.
  • لايتطلب أي تغير أو إضافات على المحركات التي تعتمد على النفط.

سلبياته

  • في البرازيل وآسيا لزراعة أهم المواد الخام المنتثل في نبتة الصويا وديندي يجب استصلاح مساحات أكبر للحصول على أماكن يسهل فيها الزراعة ولكن هذا على حساب الغابات الاشجار الاصلية التي من الممكن أن تأخذ بالانقراض.
  • لا يعتبر الكربون الصادر من البيوديزل عادم إذا احتاج إلى شاحنات، مولدات، تسقية، لتحميله اوتخزينه.
  • ومن الممكن أن يزيد سعر المواد الغذائية لعدم وجود مناطق كافية لزراعة نباتات أقل ربحاً.

مشـروع البيوديزل في البرازيل

مشروع مدعوم من الحكومة البرازيلية لاختراع وقود جديد في وقت قصير ليحل محل الديزل المستخرج من البترول.

التوافر والأسعار

بلغ إنتاج وقود الديزل الحيوي حول العالم 3.8 مليون طن في عام 2005، وكان ما نسبته حوالي 85% من الإنتاج من الاتحاد الأوروبي.[4]

عام 2007 في الولايات المتحدة الأمريكية، كان متوسط أسعار البيع بالتجزئة (عند المضخة) شاملةً الضرائب الفيدرالية وضرائب الوقود على مستوى الولايات لوقود بي2/بي5 أقل من وقود الديزل النفطي بنحو 12 سنتًا، وكانت أسعار خلطات بي 20 مساويةً لأسعار الديزل النفطي.[5] لكن في إطار التحول الهائل في تسعير الديزل، أبلغت وزارة الطاقة في الولايات المتحدة بحلول يوليو 2009 أن متوسط التكاليف كان أعلى ب 15 سنتا للجالون الواحد من جالون وقود الديزل النفطي (2.69 دولار/جالون في مقابل 2.54 دولار/جالون).[6] تكلف خلطات بي99 وبي100 عمومًا أكثر من الوقود النفطي إلا عندما توفر الحكومات المحلية حافزًا ضريبيًا أو إعانة. في شهر أكتوبر 2016، كان وقود الديزل الحيوي أقل سعرًا بسنتين من وقود الديزل النفطي للجالون الواحد.[7]

أمن الطاقة

أحد العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى اعتماد الديزل الحيوي هو أمن الطاقة. هذا يعني أن اعتماد أي دولة على النفط ينخفض، ويُستبدل باستخدام المصادر المتاحة محليًا، مثل الفحم والغاز والمصادر المتجددة، وهكذا يمكن لبلد ما أن يستفيد من اعتماد الوقود الحيوي دون تخفيض انبعاثات غازات الدفيئة. في حين يناقش التوازن الإجمالي في مجال الطاقة، من الواضح أن الاعتماد على النفط قد انخفض، ومن الأمثلة على ذلك الطاقة المستخدمة في صناعة الأسمدة، والتي يمكن أن تأتي من مصادر مختلفة غير النفط. يذكر المختبر الوطني للطاقة المتجددة في الولايات المتحدة أن أمن الطاقة هو القوة الدافعة الأولى وراء برنامج الوقود الحيوي في الولايات المتحدة،[8] وتوضح ورقة البيت الأبيض بعنوان «أمن الطاقة للقرن الحادي والعشرين» أن أمن الطاقة هو السبب الرئيسي لتشجيع الديزل الحيوي.[9] أكد رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي السابق خوسيه مانويل باروسو في مؤتمر الوقود الحيوي الأخير للاتحاد الأوروبي أن الوقود الحيوي الذي تتم إدارته بشكل صحيح لديه القدرة على تعزيز أمن إمدادات الاتحاد من خلال تنويع مصادر الطاقة.[10]

التأثيرات الاقتصادية

أجريت عدة دراسات اقتصادية حول الأثر الاقتصادي لإنتاج الديزل الحيوي. ذكرت إحدى الدراسات، بتكليف من المجلس الوطني للديزل الحيوي، أن إنتاج وقود الديزل الحيوي ساهم في دعم أكثر من 64,000 وظيفة.[11] يساعد النمو في وقود الديزل الحيوي على زيادة الناتج المحلي الإجمالي بشكل كبير. في عام 2011، شكّل الديزل الحيوي أكثر من 3 مليارات دولار من الناتج المحلي الإجمالي. إذا أُخذ بالحسبان النمو المستمر في مجال الوقود المتجدد وتوسيع نطاق الحافز الضريبي على الديزل الحيوي، فإن عدد الوظائف من الممكن أن يزيد إلى 50725، و2.7 مليار دولار في الدخل، وأن يشكل 5 مليارات دولار من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2012 وعام 2013.[12]

التأثيرات البيئية

ألقت زيادة الاهتمام بالديزل الحيوي الضوء على عدد من الآثار البيئية المرتبطة باستخدامه، ومن المحتمل أن تشمل انخفاض انبعاثات غازات الدفيئة، وإزالة الغابات، والتلوث، ومعدل التحلل الحيوي.[13]

وفقا لتحليل الأثر التنظيمي لبرنامج معايير الوقود المتجددة الصادر عن وكالة حماية البيئة الأمريكية، والذي صدر في فبراير 2010، فإن وقود الديزل الحيوي من زيت الصويا يتسبب –في المتوسط- في انخفاض 57% من غازات الاحتباس الحراري مقارنة مع وقود الديزل النفطي، والديزل الحيوي المنتجة من المخلفات الشحمية يتسبب في انخفاض بنسبة 86%.

مع ذلك، تنتقد المنظمات البيئية مثل: منظمة إنقاذ الغابات المطيرة، ومنظمة السلام الأخضر زراعة النباتات المستخدمة لإنتاج الديزل الحيوي مثل نخيل الزيت، وفول الصويا، وقصب السكر، وتقول إن إزالة الغابات المطيرة يؤدي إلى تفاقم آثار تغير المناخ وأن النظم البيئيّة الحساسة تُدمَّر لإخلاء الأراضي وإفساح المجال أمام زراعة نخيل الزيت وفول الصويا وقصب السكر، وعلاوةً على ذلك، يسهم الوقود الحيوي في تفاقم المجاعة حول العالم، إذ أن الأراضي الصالحة للزراعة لم تعد تستخدم لزراعة الأغذية.[14][15][16]

نشرت وكالة حماية البيئة الأمريكية بيانات في يناير 2012، تظهر أن الوقود الحيوي المصنوع من زيت النخيل لن يؤخذ بعين الاعتبار ضمن إجراءات البلاد المتمثلة في الاتجاه نحو مجال الوقود المتجدد، وذلك لأنه ليس صديقًا للمناخ، ورحّب خبراء البيئة بذلك لأن الاهتمام بتنمية مزارع نخيل الزيت أدى إلى إزالة الغابات المدارية في إندونيسيا وماليزيا على سبيل المثال.[16][17]

الغذاء والأرض والماء مقابل الوقود

في بعض البلدان الفقيرة، يسبب ارتفاع أسعار الزيوت النباتية مشاكل.[18][19] يقترح البعض ألا يصنع الوقود إلا من الزيوت النباتية غير الصالحة للأكل مثل الكاميلينا أو اليطروفة أو خبازي ساحل البحر، التي يمكن أن تنمو على أراض زراعية طرفيّة لا تزرع فيها أشجار ومحاصيل كثيرة، أو ذات الإنتاجية القليلة.[20]

يزعم آخرون بأن المشكلة كبيرة وأساسية، فقد يتحول المزارعون من إنتاج المحاصيل الغذائية إلى إنتاج محاصيل الوقود الحيوي لكسب المزيد من المال، حتى لو لم تكن المحاصيل الجديدة صالحة للأكل والغذاء.[21][22]

يتنبأ قانون العرض والطلب أنه إذا كان عدد المزارعين المنتجين للأغذية قليلًا فإن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع سعر الأغذية. ربّما يستغرق الأمر بعض الوقت، إذ قد يستغرق المزارعون بعض الوقت لتغيير محاصيلهم الزراعية، ولكن من المرجح أن يؤدي زيادة الطلب على أول إنتاج للوقود الحيوي إلى ارتفاع أسعار أنواع عديدة من الأصناف الغذائية. اشار البعض إلى أن هناك مزارعين فقراء ودولًا فقيرة تجني أموالًا كثيرةً بسبب ارتفاع أسعار الزيوت النباتية.[23]

لا يؤدي الديزل الحيوي المستخرج من الطحالب البحرية بالضرورة إلى إزاحة الأراضي المستخدمة حاليًا لإنتاج الغذاء، كما يمكن خلق وظائف جديدة في مجال زراعة الطحالب.

بالمقارنة، تجدر الإشارة إلى أن إنتاج الغاز الحيوي يتطلب استخدام النفايات الزراعية لتوليد وقود حيوي يعرف بالغاز الحيوي، كما ينتج السماد، ما يعزز الزراعة والاستدامة وإنتاج الأغذية.

المخاوف

لزوجة الوقود

تعدّ اللزوجة أحد المخاوف الرئيسية المتعلقة بالديزل الحيوي. تبلغ لزوجة الديزل من 2.5 إلى 3.2 سنتي ستوكس عند 40 درجة مئوية وتبلغ لزوجة الديزل الحيوي المصنّع من زيت فول الصويا بين 4.2 و4.6 سنتي ستوكس. يجب أن تكون لزوجة الديزل عاليةً بما يكفي لتوفير التشحيم الكافي لأجزاء المحرك، وفي نفس الوقت يجب أن تكون منخفضة بما يكفي للتدفق عند درجة حرارة التشغيل. يمكن أن تتسبب اللزوجة العالية في إغلاق فلتر الوقود ونظام الحقن في المحركات. يتكون الزيت النباتي من الليبيدات مع سلاسل طويلة من الهيدروكربونات، لتخفيض لزوجته تقسّم الليبيدات إلى جزيئات إسترات أصغر، ويتم ذلك عبر تحويل الزيوت النباتية والدهون الحيوانية إلى إسترات ألكيلية باستخدام الأسترة المتبادلة لتقليل اللزوجة. مع ذلك، لا تزال لزوجة الديزل الحيوي أعلى من الديزل النفطي، [24]وقد لا يتمكن المحرك من استخدام الوقود في درجات حرارة منخفضة بسبب بطء التدفق عبر مرشح الوقود.[25]

مراجع

  1. "Cruze Clean Turbo Diesel Delivers Efficient Performance"، 07 فبراير 2013، مؤرشف من الأصل في 20 سبتمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 05 أغسطس 2013.
  2. OEM Statement Summary Chart." Biodiesel.org. National Biodiesel Board, 1 Dec. 2014. Web. 19 Nov. 2015. نسخة محفوظة 20 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  3. "McDonald's bolsters "green" credentials with recycled biodiesel oil"، News.mongabay.com، 09 يوليو 2007، مؤرشف من الأصل في 15 يوليو 2012، اطلع عليه بتاريخ 17 أكتوبر 2009.
  4. Dasmohapatra, Gourkrishna، Engineering Chemistry I (WBUT), 3rd Edition، ISBN 9789325960039، مؤرشف من الأصل في 03 أبريل 2020، اطلع عليه بتاريخ 13 يناير 2017.
  5. "Clean Cities Alternative Fuel Price Report July 2007" (PDF)، مؤرشف من الأصل (PDF) في 10 سبتمبر 2008، اطلع عليه بتاريخ 15 مارس 2010.
  6. U.S. Dept. of Energy. Clean Cities Alternative Fuel Price Report July 2009. Retrieved 5 September 2009. نسخة محفوظة 21 مارس 2012 على موقع واي باك مشين.
  7. "Alternative Fuels Data Center: Fuel Prices"، www.afdc.energy.gov، مؤرشف من الأصل في 03 أبريل 2020، اطلع عليه بتاريخ 09 يوليو 2017.
  8. John Sheehan؛ Terri Dunahay؛ John Benemann؛ Paul Roessler (يوليو 1998)، "A look back at the U.S. Department of Energy's Aquatic Species Program: Biodiesel from Algae" (PDF)، Close-out Report، United States Department of Energy، مؤرشف من الأصل (PDF (3.7 Mb)) في 23 أبريل 2020، اطلع عليه بتاريخ 02 يناير 2007. {{استشهاد بدورية محكمة}}: Cite journal requires |journal= (مساعدة)
  9. "Energy Security for the 21st Century"، The White House، 05 مارس 2008، مؤرشف من الأصل في 03 أبريل 2020، اطلع عليه بتاريخ 15 أبريل 2008.
  10. "International Biofuels Conference"، HGCA، مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2008، اطلع عليه بتاريخ 15 أبريل 2008.
  11. National Biodiesel Board (2018)، "U.S. biodiesel production"، مؤرشف من الأصل في 03 أبريل 2020، اطلع عليه بتاريخ 11 يوليو 2019.
  12. Evans, Ben (27 ديسمبر 2011)، "National Biodiesel Board Statement on EPA Renewable Fuels Rule"، مؤرشف من الأصل في 03 أبريل 2020، اطلع عليه بتاريخ 10 أبريل 2012.
  13. "Biodiesel – Just the Basics" (PDF)، Final، United States Department of Energy، 2003، مؤرشف من الأصل (PDF) في 18 سبتمبر 2007، اطلع عليه بتاريخ 24 أغسطس 2007. {{استشهاد بدورية محكمة}}: Cite journal requires |journal= (مساعدة)
  14. "End of the road for dirty biofuels"، Greenpeace International، مؤرشف من الأصل في 03 أبريل 2020، اطلع عليه بتاريخ 30 مايو 2015.
  15. "Achievement – Biofuel: Shell backs out of indigenous territory – Rainforest Rescue"، مؤرشف من الأصل في 03 أبريل 2020، اطلع عليه بتاريخ 30 مايو 2015.
  16. "Palm oil does not meet U.S. renewable fuels standard, rules EPA"، Mongabay، 27 يناير 2012، مؤرشف من الأصل في 03 أبريل 2020، اطلع عليه بتاريخ 30 مايو 2015.
  17. "EPA: Palm oil flunks the climate test"، TheHill، 26 يناير 2012، مؤرشف من الأصل في 03 أبريل 2020، اطلع عليه بتاريخ 30 مايو 2015.
  18. "Biofuel demand makes fried food expensive in Indonesia – ABC News (Australian Broadcasting Corporation)"، Abc.net.au، 19 يوليو 2007، مؤرشف من الأصل في 03 أبريل 2020، اطلع عليه بتاريخ 15 مارس 2010.
  19. "Breaking News, World News & Multimedia"، nytimes.com، مؤرشف من الأصل في 03 أبريل 2020، اطلع عليه بتاريخ 09 يوليو 2017.
  20. "404 Error - Biodiesel.org" (PDF)، مؤرشف من الأصل (PDF) في 03 أبريل 2020، اطلع عليه بتاريخ 30 مايو 2015. {{استشهاد ويب}}: Cite uses generic title (مساعدة)
  21. Swanepoel, Esmarie، "Food versus fuel debate escalates"، Engineeringnews.co.za، مؤرشف من الأصل في 03 أبريل 2020، اطلع عليه بتاريخ 15 مارس 2010.
  22. Brown, Lester، "How Food and Fuel Compete for Land by Lester Brown – The Globalist>> Global Energy"، The Globalist، مؤرشف من الأصل في 12 يناير 2010، اطلع عليه بتاريخ 15 مارس 2010.
  23. "The End Of Cheap Food"، The Economist، 06 ديسمبر 2007، مؤرشف من الأصل في 03 أبريل 2020.
  24. Altin, R.; Cetinkaya, S.; Yucesu, H.S. The potential of using vegetable oil fuels as fuel for diesel engines. Energy Conversion and Management. 2001, 42, 529–538
  25. Schmidt, W. S. Biodiesel: Cultivating Alternative Fuels" Environmental Health Perspectives 2007, 115, 87–91

وصلات خارجية

  • بوابة الكيمياء
  • بوابة تنمية مستدامة
  • بوابة سيارات
  • بوابة شاحنات
  • بوابة طاقة متجددة
  • بوابة طبيعة
  • بوابة علم البيئة
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.