زياد بن أبيه

زياد بن أبيه قائد عسكري عربي مسلم، كان من أعلام عهد الخلافة الراشدة، وسياسي أموي شهير، لم يعرف اسم أبيه ونسبه فقيل أنه زياد بن عبيد الثقفي وقيل أنه ابن أبي سفيان بعد أن استلحقه معاوية بن أبي سفيان. ساهم في تثبيت الدولة الأموية وكان واحدًا من دهاة العرب.

زياد بن أبيه

معلومات شخصية
الميلاد 1هـ
الطائف
الوفاة 53هـ (52 سنة)
الكوفة
مكان الدفن الكوفة
مواطنة الخلافة الراشدة
الدولة الأموية 
الديانة الإسلام
الأولاد
الأب مجهول (ولد من سِفاح لامرأة من الطائف وكان يُنسب لعبيد الثقفي وقد استلحقه معاوية بن أبي سفيان بأنه أخوه.)
الأم سمية
الحياة العملية
المهنة حاكم 
اللغات العربية 
أعمال بارزة الخطبة البتراء. بسط الأمن في العهد الأموي.

حياته

ولد في السنة الهجرية الأولى، في الطائف، أمه سمية كانت جارية عند الحارث بن كلدة الثقفي الطبيب الشهير.

اعتمد على نفسه في تكوين شخصيته وأصبح من خطباء العرب. في إحدى المرات قص زياد إحدى معارك المسلمين فأعجب به الناس فقال أبو سفيان لعلي بن أبي طالب: أيعجبك ما سمعت من هذا الفتى؟ فقال علي: نعم، قال أبو سفيان: أما أنه ابن عمك، قال وكيف ذلك؟ قال أبو سفيان: أنا قذفته في رحم أمه سمية. قال علي وما يمنعك أن تدعيه؟ فقال: أخشى الجالس على المنبر وكان الجالس هو عمر بن الخطاب.[1]

عمل كاتبًا لأبي موسى الأشعري ونبغ في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب وقيل فيه أنه كان يمكن أن يسوق الناس لولا نسبه المجهول، فقيل أن أبا سفيان بن حرب أقر ببنوته، وقال لأحد الطاعنين فيه: «ويحك، أنا أبوه».

من أنصار علي إلى معاوية

وفي عهد الخليفة الراشد علي بن أبي طالب تولى زياد ولاية فارس وكرمان، فلما تنازل الحسن لمعاوية عن الخلافة بعث معاوية يطالبه بالمال، فكتب إليه:«صرفت بعضه في وجه واستودعت بعضه للحاجة إليه وحملت مافضل علي أمير المؤمنين رحمه الله».[2] فكتب إليه معاوية بالقدوم إليه لينظر في ذلك فامتنع زياد. فلما ولى معاوية بسر بن أبي أرطأة على البصرة أمره باستقدام زياد، فجمع بسر أولاد زياد في البصرة وحبسهم وهم عبد الرحمن وعبد الله وعباد وكتب إلى زياد قائلا:«لتقدمن أو لأقتلن بنيك». فامتنع زياد واعتزم بسر على قتلهم. فسار أبوبكرة (وهو أخو زياد لأمه) إلى معاوية. فلما قدم عليه قال:«إن الناس لم يبايعوك على قتل الأطفال وإن بسرا يريد قتل بني زياد».فأمر معاوية بسر ا بالإفراج عنهم، فأطلق سراحهم.[3] وخاف معاوية منه فلجأ إلى الحيلة وذكر ما كان من أمر أبيه يومًا، ومقالته في زياد، فأرسل إليه أنه سيقر بنسبه إلى أبيه، ويصبح اسمه زياد بن أبي سفيان، فوافق زياد، فصالحه واستقدمه إلى الشام واستلحقه بنسب أبيه أبو سفيان وكان ذلك سنة 44 هـ.

ولم يعجب هذا العمل السياسي خصوم معاوية، فتمسكوا بتسمية زياد بن أبيه وهاجموا معاوية بالشعر، ومن أشهر ما هوجم به مقالة يزيد بن المفرغ الحميري:

ألا أبلغ معاوية بن حربمغلغلة عن الرجل اليماني
أتغضب أن يقال أبوك عفوترضى أن يقال أبوك زاني؟
فاشهد أن رحمك من زيادكرحم الفيل من ولد الأتانِ

ولايته للبصرة

في السنة 45 هـ ولاه معاوية البصرة وخراسان وسجستان فقدم البصرة آخر شهر ربيع الأول (سنة 45) والفسق ظاهر فاش فيها فخطبهم خطبته الشهيرة بالبتراء، وإنما قيل لها ذلك لأنه لم يحمد الله فيها، وهي:

أما بعد: فإن الجهالة الجهلاء، والضلالة العـمياء، والغي الموفي بأهله على النار، ما فيه سفهاؤكم، ويشتمل عليه حلماؤكم، من الأمور التي يشب فيها الصغير، ولا يتحاشى عنها الكبير!

كأنكم لم تقرؤوا كتاب الله ولم تسمعوا ما أعد من الثواب الكريم لأهل طاعته، والعذاب الأليم لأهل معصيته!

قربتم القرابة وبعدتم الدين، كل امريء منكم يذب عن سفيهه صنع من لا يخاف عاقبة ولا يرجو معادًا، ما أنتم بالحلماء، وقد اتبعتم السفهاء!

حرام علي الطعام والشراب، حتى أُسويها بالأرض هدمًا وإحراقًا.... إني رأيت آخر هذا الأمر لا يصلح إلا بما صلح به أوله، لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف.

وإني أقسم بالله لآخذن الولي بالمولى، والمقيم بالظاعن، والمقبل بالمدبر، والمطيع بالعاصي، والصحيح بالسقيم، حتى يلقى الرجل منكم أخاه فيقول : "أنج سعد، فقد هلك سعيد." أو تستقيم قناتكم.

وإياي ودلج الليل، فإني لا أوتى بمدلج إلا سفكت دمه، وإياي ودعوى الجاهلية فإني لا أجد داعيًا بها إلا قطعت لسانه، ولقد أحدثتم أحداثًا لم تكن، ولقد أحدثنا لكل ذنب عقوبة، فمن غرَّق قومًا غرّقناه، ومن أحرق قومًا أحرقناه، ومن نقب بيتًا نقبنا عن قلبه، ومن نبش قبرًا دفناه فيه حيًا. وأيم الله إن لي فيكم لصرعى كثيرة، فليحذر كل منكم أن يكون من صرعاي.

—من خطبة زياد البتراء[4]

استعان زياد في تدبير شؤون المدينة بكبار الرجال مثل أنس بن مالك وعبد الرحمن بن سمرة وسمرة بن جندب واستعمل على شرطة البصرة عبد الله بن الحصين[5] وأمره ان يمنع دخول المدينة ليلا. واستكثر من الشرطة والجند حتى بلغ عددهم 4000 شرطي و80,000 جندي في البصرة. فساد الأمن في البصرة وهدأت الأحوال وزادت عمارة البصرة وكثرت خيراتها وتهافت الناس إليها من كل جانب. وولى قضاء البصرة عمران بن حصين فاستقال، فولى مكانه عبد الله ابن فضالة ثم اخاه عاصم ثم زوارة بن أوفى.[6]

وفي سنة 50 هـ مات المغيرة بن شعبة أمير الكوفة ألحقت ولايتها بالبصرة، فجمعت الكوفة والبصرة إلى زياد فكان يقيم ستة أشهر في الكوفة وستة أشهر في البصرة.[7] فأقام سمرة بن جندب على البصرة، ثم ضم إلى زياد خراسان وأضاف إليه سجستان ثم جمع له البحرين وعمان. فثبت زياد دعائم الملك لمعاوية.

ولايته للكوفة

في السنة 46 للهجرة ولي زياد الكوفة لبضع شهور ثم ولاه معاوية على ولايتي الكوفة والبصرة.

المراجع

  1. كتاب قصص من التاريخ للشيخ علي الطنطاوي الطبعة 12 في عام 2011 طبعة دار المنار
  2. مختصر تاريخ البصرة. علي ظريف الأعظمي. ص:42
  3. الأعظمي. ص:44
  4. توجد الخطبة كاملة في ويكي اقتباس
  5. الأعظمي. ص:46
  6. الأعظمي. ص:48 نقلا عن تاريخ الطبري واليعقوبي وتهذيب التهذيب
  7. البصرة ولاتها ومتسلموها من تأسيسها حتى نهاية الحكم العثماني. ابن الغملاس. الدار العربية للموسوعات. ط:2008 ص:12
  • بوابة شبه الجزيرة العربية
  • بوابة العرب
  • بوابة أعلام
  • بوابة الخلافة الراشدة
  • بوابة الدولة الأموية
  • بوابة الإسلام
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.