عار الفسق

عار الفسق هو ممارسة لانتقاد الأشخاص، وخاصة النساء والفتيات، الذين يُنظر إليهم على أنهم ينتهكون توقعات السلوك والمظهر فيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بالجنس.[1][2][3] يستخدم المصطلح لتحسين كلمة فاسقة وتمكين النساء والفتيات من إدارة حياتهم الجنسية. يمكن استخدامه أيضًا للإشارة إلى الرجال المثليين، الذين قد يواجهون رفضًا للسلوكيات الجنسية التي تعتبر منحلة. نادرًا ما يتعرض الرجال المغايرون جنسيًا لعار الفسق.

تتضمن أمثلة عار الفسق الانتقاد أو المعاقبة على: انتهاك سياسات نظام اللباس من خلال ارتداء الملابس بطرق يُنظر إليها على أنها مثيرة جنسيًا، وطلب الوصول إلى وسائل تحديد النسل، وممارسة الجنس قبل الزواج أو خارج نطاق الزواج أو الجنس الغريزي أو الاختلاطية الجنسية، أو الانخراط في الدعارة. يمكن أن يشمل أيضًا إلقاء اللوم على الضحية بسبب تعرضها للاغتصاب أو الاعتداء الجنسي.[4]

التعاريف والخصائص

يتضمن عار الفسق انتقاد النساء لانتهاكهن قواعد السلوك الجنسي المقبولة، أي لومهن على السلوك أو الملابس أو الرغبات الجنسية التي تنتهك معايير المجتمع. صرحت الكاتبة جيسالين كيلر: «أصبحت عبارة عار الفسق شعبية إلى جانب مسيرات مشي الفاسقات ووظائفها والتي تماثل «الحرب على المرأة»، مما أدى إلى إنتاج روابط عاطفية أثناء العمل بالإضافة إلى تحسين كلمة «الفاسقة» واعتبارها مصدرًا للقوة والإدارة للفتيات والنساء».[5][6][7][8]

يستخدم الرجال والنساء عار الفسق. ويعتبر عار الفسق بين الفتيات والنساء طريقة لتعلية الغيرة الجنسية «إلى شكل مقبول اجتماعيًا من أشكال النقد الاجتماعي للتعبير الجنسي للفتيات أو النساء». يستخدم المصطلح أيضًا لوصف إلقاء اللوم على الضحية في الاغتصاب وغيره من الاعتداء الجنسي. وذلك من خلال التصريح بأن الجريمة قد نتجت (إما جزئيًا أو كليًا) عن امرأة ترتدي ملابس فاضحة أو تتصرف بطريقة مثيرة جنسيًا، قبل رفض الموافقة على ممارسة الجنس، وبالتالي تبرئة الجاني من الذنب. ويمكن أن يتعرض الأفراد المتساهلون جنسيًا لخطر العزلة الاجتماعية.[9]

يمكن اعتبار عار الفسق شكلًا من أشكال العقاب الاجتماعي وهو جانب من جوانب التمييز على أساس الجنس، فضلًا عن المنافسة الجنسية بين الإناث. تندرج الحركة الاجتماعية في فئة النسوية. وهذا يثير الجدل لأن الأدوار الجندرية لها دور هام في الحركة الاجتماعية. يلقي موضوع عار الفسق الضوء على القضايا الاجتماعية المرتبطة بالمعايير المزدوجة. هذا لأن عار الفسق عادة ما يكون تجاه الفتيات والنساء، ولا يتعرض الفتيان والرجال عادةً له. عار الفسق شائع في أمريكا لأنها ثقافة ذات سياق عالٍ. كونك في ثقافة عالية السياق، فمن الأسهل أن تكون ضحية اللوم. يرتبط عار الفسق بإلقاء اللوم على الضحية.[10][11][12][13]

وجد باحثون من جامعة كورنيل أن المشاعر المشابهة لعار الفسق ظهرت في سياق الصداقة غير الجنسية مع نفس الجنس. طلب الباحثون من سيدات جامعيات قراءة المقالة القصيرة التي تصف نظيرتهم الخيالية «جوان»، ثم قيمن مشاعرهن تجاه شخصيتها. بالنسبة لإحدى مجموعات النساء، وُصفت جوان بأن لديها شريكين جنسيين مدى الحياة، أما بالنسبة للمجموعة الأخرى، فكان لديها 20 شريكًا. ووجدت الدراسة أن النساء -حتى النساء اللواتي كن أكثر اختلاطية جنسيًا من غيرهن- صنفن جوان التي لديها 20 شريكًا على أن «كفاءتها، واستقرارها العاطفي، وشهوانيتها، وهيمنتها أقل من جوان التي تفاخرت باثنين فقط».[14]

المجتمع والثقافة

نبذة تاريخية

لا يوجد تاريخ أو فعل موثق لأصل مصطلح عار الفسق. بل على الرغم من وجود عار الفسق منذ قرون، لكن مناقشته نشأت نتيجة للعلاقات الاجتماعية والثقافية والتعدي على حدود ما يعتبر سلوكًا معياريًا ومقبولًا. ساهمت الموجة النسوية الثانية بشكل كبير في تعريف وعمل عار الفسق. وبالعودة إلى الثورة الصناعية والحرب العالمية الثانية، كان على الرجل أن يكون المعيل وهذا هو دوره الجندري. وشكل الرجال أغلبية القوى العاملة في حين أن النساء عملن اجتماعيًا وتعلمن اعتناق عبادة الأسرة والتدبير المنزلي. وتقول الكاتبة إيميلي بول إن الثورة الجنسية في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين زادت من معدل استخدام تحديد النسل، وكذلك من معدلات ممارسة الجنس قبل الزواج.[15]

المجتمع الحديث

عار الفسق منتشر على منصات التواصل الاجتماعي، وأكثرها شيوعًا: يوتيوب وإنستغرام وتويتر وفيسبوك. لقد حدث عار الفسق على فيسبوك في تبادلات مثيرة للجدل بين المستخدمين أدت إلى إدانات بالتهديد والمضايقة والتسبب في ارتكاب جريمة. وأفاد مركز بيو للأبحاث أن الشابات هن أكثر أهداف التحرش شيوعًا على شبكة الإنترنت. في إشارة إلى أن 50% من المستجيبات الشابات قد أطلق عليهن أسماء مسيئة أو وصمن بالعار على الإنترنت. وعلى وجه الخصوص، فإن اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و24 سنة تعرضن لكميات متفاوتة من المضايقات الشديدة بمعدلات عالية بشكل مذهل. وكانت نسبة النساء اللاتي تعرضن للمطاردة على الإنترنت 26%، في حين بلغت نسبة أهداف التحرش الجنسي على الإنترنت 25%.[16]

في المنتدى الدولي لدراسات المرأة، جادلت الباحثة جيسيكا ميغاري بأن هاشتاغ (الرجال ينادونني بأشياء) الذي انتشر على تويتر شكّل حالة للدراسة، ووجِد أنه شكل من أشكال الاعتداء الجنسي عبر الإنترنت. في هذا الهاشتاغ، غردت النساء بشكل جماعي بأمثلة على المضايقات التي تعرضن لها من الرجال. تضمن هذا النوع من المضايقات أي شيء من الإهانات المتعلقة بالمظهر، أو الشتائم، أو حتى الاغتصاب، أو التهديد بالقتل، أي «عار الفسق».[17]

وصفت إديث وارتون في روايتها بيت المرح شخصية ليلي بارت والتي تعتبر مثالًا عن شخصية في الأدب تتعرض لعار الفسق.

الإعلام

نشأت مسيرة مشي الفاسقات في تورنتو ردًا على حادثة قال فيها ضابط شرطة تورنتو لمجموعة من الطلاب أنه يمكنهم تجنب الاعتداء الجنسي بعدم ارتداء ملابس تشبه ملابس «الفاسقات». شارك في الجولة السنوية الثانية لأمبير روز في لوس أنجلوس عام 2016 «بضع مئات» من المشاركين. وقع حدث مماثل في واشنطن العاصمة في عام 2014.[18][19]

احتضنت حركة مشي الفاسقات لقب عار الفسق وانخرطت في عملية الاستقالة. أطلقت رينغروز وآخرون على مشي الفاسقات اسم الحركة الجماعية التي ركزت على الجاني لا على الضحية. أتت عملية الاستقالة من عمل الباحثة النسوية جوديث بتلر. في عملها عام 1997، جادلت بأن التسميات لا تسمي الأفراد وتهمشهم في فئات معينة فحسب، بل إن اللغة تكشف أيضًا عن فرصة للمقاومة.[20][21]

وصفت كريستال بول تعليقات راش ليمبو خلال جدل راش ليمبو وساندرا فلوك على النحو التالي: «إذا كنت امرأة تدافع عن حقوقك، فأنت عاهرة ويجب أن يخجل والداك منك ويجب أن يكون لنا جميعًا الحق في مشاهدة أشرطة جنسية عنك على الإنترنت. هذا النوع من السلوك الدنيء هو جزء لا يتجزأ من تقليد عار الفسق البالي. عندما تخرج النساء عن الخط، يتعرضن للتحقير وللحط من قدرهن بصمت. إذا قلت إن هيرمان كين قد تحرش بك جنسيًا، فأنت عاهرة. إذا قلت إن قاضي المحكمة العليا كلارنس توماس قد تحرش بك جنسيًا، فأنت عاهرة».[22]

استخدِم عار الفسق كشكل من أشكال التنمر على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يلجأ بعض الأشخاص إلى ما يُعرف بالانتقام الإباحي وهو نشر الصور الحميمة دون موافقة الطرف الآخر. في عام 2012 تعرضت مراهقة كاليفورنيا، أودري بوت، لاعتداء جنسي من قبل ثلاثة فتيان في حفلة. وانتحرت بعد ثمانية أيام من توزيع صور الاعتداء عليها على مجموعة من أقرانها.

مراجع

  1. Brian N. Sweeney (2017)، "Slut Shaming"، The SAGE Encyclopedia of Psychology and Gender، Sage Publications، doi:10.4135/9781483384269، ISBN 978-1-4833-8426-9، اطلع عليه بتاريخ 22 أبريل 2018.
  2. Jaclyn Friedman (2011)، What You Really Really Want: The Smart Girl's Shame-Free Guide to Sex and Safety، Da Capo Press، ص. 200، ISBN 978-1-58005-430-0، مؤرشف من الأصل في 22 نوفمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 22 أبريل 2018، As we explored in chapter 2, 'slut-shaming' is an umbrella term for all kinds of language and behaviors that are intended to make women and girls feel bad about being sexual.
  3. Jessalynn Keller (2015)، Girls' Feminist Blogging in a Postfeminist Age، روتليدج، ص. 93، ISBN 978-1-317-62776-0، اطلع عليه بتاريخ 22 أبريل 2018، The phrase [slut-shaming] became popularized alongside the SlutWalk marches and functions similarly to the 'War on Women,' producing affective connections while additionally working to reclaim the word 'slut' as a source of power and agency for girls and women.
  4. Williamson, Kit (3 نوفمبر 2015)، "Gay Men Should Be Ashamed of Slut-Shaming"، ذا أدفوكيت، مؤرشف من الأصل في 22 نوفمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 22 أبريل 2018.
  5. Lamb, Sharon (27 يونيو 2008)، "The 'Right' Sexuality for Girls"، Chronicle of Higher Education، 54 (42): B14–B15، ISSN 0009-5982، مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019، In Dilemmas of Desire: Teenage Girls Talk About Sexuality (Harvard University Press, 2002), Deborah L. Tolman complained that we've 'desexualized girls' sexuality, substituting the desire for relationship and emotional connection for sexual feelings in their bodies.' Recognizing that fact, theorists have used the concept of desire as a way to undo the double standard that applauds a guy for his lust, calling him a player, and shames a girl for hers, calling her a slut.
  6. Albury, Kath؛ Crawford, Kate (18 مايو 2012)، "Sexting, consent and young people's ethics: Beyond Megan's StoryContinuum: Journal of Media & Cultural Studies، 26 (3): 463–473، doi:10.1080/10304312.2012.665840، S2CID 145401204، Certainly the individualizing admonishment to 'think again' offers no sense of the broader legal and political environment in which sexting might occur, or any critique of a culture that requires young women to preserve their 'reputations' by avoiding overt demonstrations of sexual knowingness and desire. Further, by trading on the propensity of teenagers to feel embarrassment about their bodies and commingling it with the anxiety of mobiles being ever present, the ad becomes a potent mix of technology fear and body shame.
  7. Tesla, Carrasquillo (01 يناير 2014)، "Understanding Prostitution and the Need for Reform"، Touro Law Review، 30 (3)، ISSN 8756-7326، مؤرشف من الأصل في 22 نوفمبر 2021.
  8. Chateauvert, Melinda (07 فبراير 2014)، Sex Workers Unite: A History of the Movement from Stonewall to Slutwalk (باللغة الإنجليزية)، Beacon Press، ص. 49، ISBN 978-0-8070-6139-8، مؤرشف من الأصل في 22 نوفمبر 2021، It encouraged women to be angry about whore stigma and slut shaming for pursuing sexual pleasure or trading sex for money
  9. Chateauvert, Melinda (07 يناير 2014)، Sex Workers Unite: A History of the Movement from Stonewall to SlutWalk (باللغة الإنجليزية)، Beacon Press، ISBN 978-0-8070-6140-4، مؤرشف من الأصل في 22 نوفمبر 2021، Slut-shaming implies that victims of sex violence "asked for it" because they were sexually promiscuous or dressed provocatively.
  10. Denise Du Vernay، Feminism, Sexism, and the Small Screen، ص. 163–182. in Joseph J. Foy؛ Timothy M. Dale (24 أبريل 2013)، Homer Simpson Ponders Politics: Popular Culture as Political Theory، University Press of Kentucky، ص. 164، ISBN 978-0-8131-4151-0، اطلع عليه بتاريخ 16 مايو 2013.
  11. Emily Bazelon (19 فبراير 2013)، Sticks and Stones: Defeating the Culture of Bullying and Rediscovering the Power of Character and Empathy، Random House Publishing Group، ص. 95، ISBN 978-0-679-64400-2، اطلع عليه بتاريخ 16 مايو 2013. Emphasis in original.
  12. Schalet, Amy T. (2011)، Not Under My Roof: Parents, Teens, and the Culture of Sex، University of Chicago Press، ص. 12, 156، ISBN 978-0-226-73620-4، مؤرشف من الأصل في 26 أكتوبر 2021.
  13. Tolman, Deborah L. (2005)، Dilemmas of desire teenage girls talk about sexuality. (ط. 1. Harvard Univ. Press paperback)، Harvard University Press، ISBN 978-0-674-01856-3.
  14. Vrangalova, Z.؛ Bukberg, R. E.; Rieger, G. (19 مايو 2013)، "Birds of a feather? Not when it comes to sexual permissiveness"، Journal of Social and Personal Relationships، 31: 93–113، doi:10.1177/0265407513487638، S2CID 145258935.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  15. Sills, Sophie (2016)، "Rape culture and social media: young critics and a feminist counterpublic"، Feminist Media Studies، 16:6 (6): 935–951، doi:10.1080/14680777.2015.1137962، S2CID 147023782.
  16. Hess, Amanda (07 يونيو 2013)، "Slut-shaming study: Women discriminate against promiscuous women, but so do men"، Slate.com، مؤرشف من الأصل في 20 سبتمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 11 أبريل 2014.
  17. Poole, E. (2014) Hey girls, did you know? Slut-shaming on the internet needs to stop. University of San Francisco Law Review, 1, pp. 221-260
  18. "This Woman Received Rape Threats for Quoting Drake on Tinder"، Mic، مؤرشف من الأصل في 26 يناير 2021، اطلع عليه بتاريخ 16 نوفمبر 2015.
  19. Elle Hunt (30 يوليو 2016)، "'What law am I breaking?' How a Facebook troll came undone"، الغارديان، مؤرشف من الأصل في 5 مايو 2021، اطلع عليه بتاريخ 30 يوليو 2016.
  20. Megarry, Jssica (2014)، "Online incivility or sexual harassment? Conceptualizing women's experiences in the digital age"، Women's، 47: 46–66، doi:10.1016/j.wsif.2014.07.012.
  21. Jane, Emma (2014)، "Your a Ugly, Whorish, Slut"، Feminist Media Studies، 14 (4): 531–546، doi:10.1080/14680777.2012.741073، S2CID 145299836.
  22. Triska, Zoë (07 أكتوبر 2013)، "9 Female Book Characters Punished For Having Sex"، The Huffington Post، مؤرشف من الأصل في 4 أكتوبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 24 ديسمبر 2013.
  • بوابة نسوية
  • بوابة المرأة
  • بوابة علم الجنس
  • بوابة مجتمع
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.