عضلة معلقة للاثناعشري
العَضلة المُعَلِّقَة للاثناعَشَرِيّ (الإنجليزيّة: The suspensory muscle of duodenum) عضلة رقيقة تصل بين الوصل بين الاثناعشري والصائم والطيّة الاثناعشرية الصائمية من جهة والنسيج الضام المحيط بالشريان المساريقي العلوي و الشريان الزُلاقِيّ (البطنيّ). تُعرف أيضاً باسم رِبَاط ترَايتز (الإنجليزيّة: ligament of Treitz).[1] تتصل العضلة المُعلِّقَة للاثناعشري غالباً بكلا قطعتي الاثناعشري الثالثة والرابعة كما تتصل بالطيّة الاثناعشريّة الصائميّة، ولكن هذا الاتصال متنوّع قليلاً (يختلف بين الناس بشكل ما).
تقوم هذه العضلة بالفصل بشكل معترف به بين الأجزاء الأول والثاني من المعي الدقيق، أي بين الاثناعشري (العفج) والصائم. يُستخدم هذا الفصل للتفريق بين السبيل الهضمي العلوي والسفليّ، ولهذا الأمر أهميّة في الطب السريري، حيث يمكن تحديد مصدر النزف في السبيل الهضمي بحسب المنطقة التي تنزف.
تُشتق العضلة المُعلِّقة للاثناعشري من الأديم المتوسط وتلعب دوراً في الدوران الجنيني للأمعاء عبر توفير نقطة تثبيت للأمعاء التي سنتفتل (ستدور). لها دورٌ أيضاً في عمليّة الهضم عبر توسيع زاوية الطيّة الاثناعشريّة الصائمية. جديرٌ بالذكر أن متلازمة الشريان المساريقي العلويّ وهي شذوذ نادر سببه وجود عضلة مُعلِّقة قصيرة خلقيَّاً.
العضلة المُعَلِّقَة للاثنَاعَشَري | |
---|---|
الاسم العلمي Musculus suspensorius duodeni, ligamentum suspensorium duodeni | |
الاثناعشري. ترتبط العضلة المُعَلِّقَة للاثناعشري بالطَيّة الاثني عَشَريّة الصائِمِيّة. | |
الاثناعشري و الصائم كما تكون في الأحياء. تتصل العضلة المعلقة للاثناعشري خلفياً بالطية الاثناعشرية الصائمية خلف البنكرياس، كما يظهر في الشكل. | |
تفاصيل | |
عمل العضلة | تسهِّل حركةَ الطعام، دور جنيني في تثبيت الصائم خلال دوران الأمعاء |
نظام أحيائي | مَعِدي مِعَوِيّ |
الأعصاب | الضفيرة البطنية، و الضفيرة المساريقية العلوية |
ترمينولوجيا أناتوميكا | 05.6.02.011 |
FMA | 20509 |
UBERON ID | 0000642 |
البنية
يُسمَّى أول جزءان من المعي الدقيق بالاثناعشري (العفج) والصائم، على الترتيب. تُعلِّمُ العَضلة المُعلِّقَة للاثناعشري الفصل الرسميّ (المُعترف به) بينهما.[2] تنشأ العَضَلة المُعلِّقَة من الساق اليُمنى للحجاب الحاجز وتمر حول المريء وتستمر كنسيج ضام حول جذوع الجذع الزُلاقِيّ والشريان المساريقي العلويّ، ويمر خلف البنكرياس ويدخل الجزء العلوي من المساريقا لينغرز في الوصل بين الاثناعشري والصائم، الذي يُدعى الطيّة الاثناعشريّة الصائميّة.[3] تستمر هنا العضلة بالطبقات العضليّة للاثناعشري (العفج).[1]
التنوع
هناك تنوُّع تشريحيّ ملحوظ بشأن العضلة المُعلِّقَة للاثناعشريّ من حيث الطول ونقطة الارتكاز.[4] وعلى الرغم من الوصف التقليدي، ترتبط العضلة فقط بالطيّة الاثناعشريّة الصائميّة فقط (دون القطعتين الثالثة والرابعة) في حوالي 8% من الناس، وفي 40-60% ترتبط فيها العضلة بالطيّة الاثناعشريّة الصائميّة والقطعتين الثالثة والرابعة من العفج معاً، وفي 20-30% ترتبط فقط بالقطعتين الثالثة والرابعة فقط (دون الطيّة الاثناعشريّة الصائميّة). وعلاوةً على ذلك، هناك بعض الارتكازات الإضافيّة المنفصلة ليست نادرةً.[1]
وفقاً لبعض الكتَّاب الذين يستخدمون الوصف الأصلي لترايتس، قد تنقسم العضلة إلى قسمين: قسم رباطي يربط الساق اليمنى للحجاب الحاجز بالنسيج الضام المُحيط بالشريان البطنيّ (الشريان الزُلاقِيّ) والشريان المساريقي العلوي، وجزء عضلي أسفل من النسيج الضام يرتبط بالاثناعشريّ (العفج). يُوصف الجزء العلويّ الرباطيّ بالجزء العضلي المُساعد (اللاتينيّة: Hilfsmuskel).[3][4] يُعتبر هذان القسمان حاليَّاً تشريحيَّاً منفصلين، حيث يُشير مصطلح العضلة المُعلِّقَة إلى البنية العضليّة السفليّة التي تربط الاثناعشريّ (العفج) فقط.[1][4]
الوظيفة
يحتوي الرباط على حزمة عضليّة هيكليّة رفيعة من الحجاب الحاجز وحزمة ليفيّة عضليّة من العضلات الملساء من الجزء الصاعد والأفقي للاثناعشريّ (العفج). عندما تتقلَّص العضلة تقوم بتوسيع زاوية الطيّة الاثناعشريّة الصائميّة بسبب ارتباطها بالقطع الثالثة والرابعة من العفج، مما يسمح بحركة المحتويات المعويّة.[1][5]
جنينياً
جنينيَّاً، تُشتق العضلة المُعلِّقَة للثناعشري من الأديم المتوسط، وتلعب دوراً أثناء دوران الأمعاء الدقيقة في الحياة الجنينيّة كرباط لاستبقاء الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة.[1][3]:48
أهمية سريرية
يُمثِّل الرباط معلم تشريحيّ هام للطيّة الاثناعشريّة الصائميّة، حيث يفصل الرباط بين الجزئين العلوي والسفلي من السبيل الهضمي. على سبيل المثال، التقيؤ الدمويّ أو التغوُّط الأسود أو براز تاري الأسود عادةً ما تشير هذه الأعراض إلى نزف هضميّ من مكان ما في السبيل الهضميّ العلويّ. في المقابل، تشير أعراض التغوُّط الدمويّ أو ظهور دم أحمر فاتح أو ظهور خثرات دمويّة في البراز تشير إلى نزف في موقعٍ ما في الجزء السفليّ من السبيل الهضميّ.[6] كما أنها معلم تشريحي هام أيضاً عند تفحُّص الأمعاء لملاحظة وجود سوء دوران معويّ، وهي متلازمة غالباً ما يُشتبه بها عند الأطفال الصغار عندما يعانون من تقيؤ متكرِّر. حيث أن التأكذ من موقع رباط ترايتس الطبيعيّ شعاعيَّاً أمر بالغ الأهمية لاستبعاد حالة سوء الدوران المعويّ في الأطفال، حيث يكون الرباط في موقع غير طبيعي في حالات سوء الدوران.[4]
خلال إجراء ويبل الذي يُستخدم عادةً لعلاج سرطان البنكرياس عن طريق إزالة البنكرياس و الاثناعشريّ وجزء من الصائم، يُفصل رباط ترايتس عن الاثناعشريّ (العفج) ويتم الحفاظ عليه (أي لا يتم التخلُّص منه لتوظيفه بشكل آخر). فيما بعد يتم صنع ناسور (وصل مباشر) بين بوَّاب المعدة والصائم وقد يُمرَّر هذا الناسور من خلال رباط ترايتس.[7]
متلازمة الشريان المساريقي العلوي حالة نادرة مُهدِّدة للحياة بشكل كبير، يمكن أن تكون خلقيّة ومزمنة أو مستحدثة وحادّة. تتظاهر هذه المتلازمة بانضغاط الاثناعشريّ (العفج) بين الأبهر البطني و الشريان المساريقي العلوي، وقد تحدث المتلازمة -في حالة كانت المتلازمة خلقيّة- من قصر العضلة المُعلِّقَة. يتضمَّن العلاج الجراحي الوحيد لهذه الحالة وهي عمليّة سترونج، تتضمّن قطع العضلة المُعلِّقَة، على الرغم من أن هذه العمليّة لا يتم إجراءها غالباً.[8]
التاريخ
تمت تسميّة العضلة المُعلِّقَة للاثناعشري (العفج) للمرة الأولى عام 1853 من قبل فاكلاف ترايتس حيث سمَّاها باللاتينيّة musculus suspensorius duodeni أي العضلة المُعلِّقَة للاثناعشري (أو العفج)، ووصفها بأنها تتكوَّن من جزء عضلي أسفل مع قاعدة واسعة وجزء وتري علويّ يمتزج بالنسيج الضام المُحيط بالأعضاء التي ترويها الشرايين البطني (الزلاقي) والمساريقي العلوي. يسمي السريريُّون هذه البنية عادةً رباط ترايتس، أما المُشرِّحون فيسمونها العضلة المُعلِّقَة للاثناعشري (العفج). كما تم تشبيهها بـ «الغطاء الجليدي القطبي ... بنية يشير إليها الكثيرون ولكن قلَّة هم من يرونها.»[1]
صور إضافية
- تصوير لمنشأ العضلة المُعلِّقَة للاثناعشري، من ألياف الساق الحجابية اليُمنى
- العضلة المُعلِّقَة للاثناعشري (العفج) أو عضلة ترايتس كما تُرى في المنظر البطني.
المصادر
- Meyers, M. A. (سبتمبر 1995)، "Treitz redux: the ligament of Treitz revisited"، Abdominal Imaging، 20 (5): 421–424، doi:10.1007/BF01213262، PMID 7580775.
- David A. Warrell (2005)، Oxford textbook of medicine: Sections 18-33، Oxford University
Press، ISBN 978-0-19-856978-7، مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2020، اطلع عليه بتاريخ 01 يوليو 2010.
{{استشهاد بكتاب}}
: line feed character في|عنوان=
في مكان 39 (مساعدة)، line feed character في|ناشر=
في مكان 19 (مساعدة):511 - Mitra, S (2006)، Anatomy, Combined Edition، Academic Publishers، ص. 48، ISBN 81-87504-95-1، مؤرشف من الأصل في 3 مايو 2020.
- Kim, Seuk Ky؛ Cho, C. D.؛ Wojtowycz, Andrij R. (25 يوليو 2007)، "The ligament of Treitz (the suspensory ligament of the Duodenum): anatomic and radiographic correlation"، Abdominal Imaging، 33 (4): 395–397، doi:10.1007/s00261-007-9284-3، PMID 17653583.
- Moore KL, Dalley AF, Agur AMR (2010)، Clinically Oriented Anatomy (ط. 6th)، Lippincott Williams & Wilkins، ص. 241، ISBN 978-0-7817-7525-0.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة CS1: التاريخ والسنة (link) - Vernava, Anthony M.؛ Moore, Beth A.؛ Longo, Walter E.؛ Johnson, Frank E. (يوليو 1997)، "Lower gastrointestinal bleeding"، Diseases of the Colon & Rectum، 40 (7): 846–858، doi:10.1007/BF02055445، PMID 9221865.
- Gagner, Michel؛ Palermo, Mariano (28 يوليو 2009)، "Laparoscopic Whipple procedure: review of the literature"، Journal of Hepato-Biliary-Pancreatic Surgery، 16 (6): 726–730، doi:10.1007/s00534-009-0142-2، PMID 19636494.
- Lee, Tae Hee؛ Lee, Joon Seong؛ Jo, Yunju؛ Park, Kyung Sik؛ Cheon, Jae Hee؛ Kim, Yong Sung؛ Jang, Jae Young؛ Kang, Young Woo (18 أكتوبر 2012)، "Superior Mesenteric Artery Syndrome: Where Do We Stand Today?"، Journal of Gastrointestinal Surgery، 16 (12): 2203–2211، doi:10.1007/s11605-012-2049-5، PMID 23076975.
- بوابة تشريح