فترة العبيد
فترة العبيد (5300 - 4000 قبل الميلاد) هي فترة عصر ما قبل التاريخ تخص الشرق الأدنى[2][3][4]؛ منح تل العبيد الواقع غرب مدينة أور في جنوب العراق، ضاحية ذي قار، اسمه لفخار العصر الحجري الحديث العائد لفترة ما قبل التاريخ، ومنح اسمه أيضا لحضارة العصر الحجري النحاسي التي تمثل أول المستوطنات في السهل الرسوبي لجنوب بلاد ما بين النهرين. ثقافة العبيد بدأت منذ حوالي 5300 سنة قبل الميلاد، واستمرت حتى بداية فترة أوروك سنة 4000 قبل الميلاد، واختراع عجلة الفخار وبداية العصر النحاسي تقع في فترة العبيد.
فترة العبيد
|
جزء من سلسلة مقالات حول |
تاريخ العراق |
---|
بوابة بلاد الرافدين |
الجدول الزمني
تقسم فترة العبيد إلى أربعة مراحل رئيسية:
مرحلة العبيد 0
وتسمى أحيانا (عويلي)، وقد كانت خلال الفترة ما بين (6500 - 5400 ق.م)، وهي مرحلة ما قبل العبيد؛ حسب ما كشفت التنقيبات في تل العويلي.
مرحلة العبيد1
وتسمى أحيانا أريدو، وتمتد بين5400-4700 ق.م، وهي مرحلة محددة لأقصى جنوب العراق فيما يعرف اليوم بشواطئ الخليج العربي؛ هذه المرحلة تظهر ارتباطا واضحا بثقافة سامراء للشمال، وقد شهدت هناك تأسيس أول مستوطنة دائمة جنوب خط الأمطار (5 بوصة؛ منطقة سقوط أمطار بارتفاع نحو 13 سنتيمترا سنويا)، وفي هذه المستوطنة تمكن المستوطنون من زراعة الحبوب في ظروف قاسية من الجفاف، وذلك بفضل ارتفاع منسوب المياه الجوفية في جنوب العراق.
مرحلة العبيد2
4500-4800 ق.م، وتظهر هذه المرحلة التطور الواسع لشبكة القنوات من المستوطنات الرئيسية للري والزراعة، والتي يبدو أنها طُوِّرَت بداية في «تشوغا مامي» 4700-4600 ق.م، ثم انتشرت بسرعة في أماكن أخرى، وهي تظهر أول جهد جماعي يتطلب التنسيق ومركزية العمل.
عبيد3/4
وتسمى أحيانا بـفترة (عبيد I) أو (عبيد II) خلال الفترة ما بين 4500-4000 ق.م، وتـُظهر هذه الفترة تمدنا واضحا وسريعا، وتوسعا لثقافة العبيد شمالا؛ لتحل محل ثقافة حلف. وقد انتشرت فيها مصنوعات وفخار ثقافة العبيد أيضا على طول سواحل خليج العرب، مُظهرا نمو النظام التجاري الذي امتد من سواحل البحر المتوسط عبر حضارة دلمون الواقعة من البحرين إلى عُمان.
هذا، وتـُظهر السجلات الأثرية أن فترة العبيد وصلت إلى نهاية مفاجئة في الخليج العربي وشبه جزيرة عمان في عام 3800 ق.م، وذلك بعد انخفاض مستوى مياه الخليج وبداية نشاط الكثبان؛ في هذه الفترة قاد ازدياد الجفاف إلى نهاية حياة البداوة شبه الصحراوية، وأن لا يظهر فيها نشاط بشري لحوالي 1000 عام، وهي الفترة المسماة بالألفية المظلمة؛ ربما يعزى هذا إلى تأثير فترة جفاف قاسية أدت إلى انتهاء العصر الحجري الحديث، وبداية التصحر، وربما يعزى أيضا إلى التغير المناخي في فترة الهولوسين؛ حيث ساد حرّ شديد مفاجئ.
مميزات ثقافة العبيد
اتسمت فترة العبيد بمايلي:
- مستوطنات قروية كبيرة.
- بيوت مستطيلة الشكل، ذات غرف عديدة، مصنوعة من الطين المشوي (آجر).
- ظهور أول المعابد العامة، وفق هندسة معمارية متشابهة في منطقة ما بين النهرين.
- ملامح انقسام طبقي للمستوطنات؛ منها متوسطة وأخرى كبرى بمساحة تزيد على عشرة هكتارات، محاطة بمواقع قرى أصغر بأقل من واحد هكتار.
- الأدوات المنزلية شملت نوعية جيدة من الفخار الملون بالبرتقالي والأخضر، المزين بأشكال هندسية مطلية باللون البني أو الأسود، وشملت أيضا أدوات كالمناجل؛ كان يتم في العادة صنعها من صلصال صلب مشوي، وكانت تصنع بشكل خاص في الجنوب، ولكن في الشمال كان يتم تصنيعها من الحجارة أو المعدن.
خلال فترة العبيد 5000-4000 ق.م بدأت الحركة نحو التمدن، وقد مورست الزراعة وكذلك تربية الحيوانات بشكل واسع في المجتمعات المستقرة، وكان هناك أيضا قبائل مارست تدجين الحيوانات في أقصى الشمال؛ كما هو الحال في الأناضول وأقصى الجنوب في منطقة جبال زاغروس.
مجتمع
كانت ثقافة العبيد، بالاستناد إلى تحليل مرفقات القبور، قائمة على تزايد الاستقطاب الطبقي الاجتماعي وخفض المساواة؛ يصف «بوغوكي» (Bogucki) هذا الأمر بأنه مرحلة من تخطي المساواة و«نشوء التنافس الأسري»، التي نتج عنها نزول البعض في عملية الحراك الاجتماعي التنافسي، ويفترض «مورتون فريد» (Morton Herbert Fried)، و«المان روجرز» (Elman Rogers Service) أن ثقافة العبيد شهدت ظهور طبقة نخبة من المشيخات الوراثية، ربما رؤساء عشائر المجموعات المرتبطة بطريقة ما مع إدارة مزارات المعبد أو مخازن الحبوب، وكانت المسؤولة عن التوسط في النزاعات الداخلية بين المجموعات والمحافظة على النظام الاجتماعي، ويبدو أن وجود أساليب مشاعية مختلفة، ربما حالات مما سماه «ثوركيد جاكوبسون» (Thorkild Jacobsen) بالديمقراطية البدائية، التي كان يتم فيها حل النزاعات سابقا من خلال مجلس مؤلف من «النبلاء»، لم تعد تكفي لحاجات المجتمع المحلي.
نشأت ثقافة العبيد أصلا في الجنوب، لكن ارتباطها يظهر واضحا بالثقافات الأبكر في منطقة وسط العراق الحالي؛ إن ظهور مجموعات العبيد يتم ربطه أحيانا بما يسمى ب«المشكلة السومرية» المتعلقة بأصل الحضارة السومرية، لكن مهما يكن الأصل العرقي لهذه المجموعات فإن هذه الحضارة شهدت للمرة الأولى تقسيما اجتماعيا ثلاثيا: بين المزارعين الحراثين الذين يزرعون بكثافة لأجل معيشتهم، مع محاصيل وحيوانات قادمة من الشمال، وبدو رعاة يسكنون الخيام، يعتمدون على قطعانهم، وصيادي أسماك في المناطق المطلة على خليج العرب يسكنون أكواخ القصب.
يصف «شتاين» (Stein) و«أوزبال» (Özbal) الانتشار الاستيطاني بالشرق الأدنى بأنه نتاج توسع ثقافة العبيد، مناقضا إياه مع التوسع «الاستعماري» في فترة أوروك اللاحقة؛ فالتحليل حسب السياق ومقارنة المناطق المختلفة، يُظهر أن توسع ثقافة العبيد وانتشارها في منطقة واسعة تم من خلال الانتشار السلمي، مؤديا إلى تشكيل العديد من الهُويَّات الجديدة للشعوب الأصلية، التي خصصت وحولت عناصر سطحية من مواد حضارة العبيد إلى تعابير متميزة محلية.
معرض صور
المراجع
- مُعرِّف الغرض الرَّقميُّ (DOI): 10.1007/978-1-4615-0023-0_26.
- "معلومات عن فترة العبيد على موقع babelnet.org"، babelnet.org، مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2019.
- "معلومات عن فترة العبيد على موقع universalis.fr"، universalis.fr، مؤرشف من الأصل في 25 يوليو 2019.
- "معلومات عن فترة العبيد على موقع ark.frantiq.fr"، ark.frantiq.fr، مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2019.
- بوابة آسيا
- بوابة التاريخ
- بوابة الشرق الأوسط القديم
- بوابة العراق
- بوابة بلاد الرافدين
- بوابة علم الآثار