قصبة دلس
قصبة دلس هي قلعة تاريخيّة تقع في مدينة دلس الجزائرية، بنيت في القرن 2 ق.م من قبل القرطاجيين ولا تزال موجودة ليومنا الحاضر.
|
وصف
قصبة دلس تُعد من أهم المعالم التاريخية في ولاية بومرداس، خاصة وأنها تحمل في طياتها آثارا عديدة وثمينة تدل على تنوع مختلف الحضارات التي مرت منها تحكي تاريخ المدينة العريقة وآثار الرومان والعثمانيين الذين مروا بالمنطقة.
فهذه القصبة الواقعة على بعد 80 كلم شرق مدينة بومرداس تتميز بجمالها الباهر باعتبارها المدينة القديمة في دلس.
وتتكون قصبة دلس من بنايات يفوق عددها 250 بيتا كلها تحمل في طياتها الآثار والمعالم التاريخية.
كما تضم هذه المدينة القديمة مبنى المدرسة القرآنية المعروفة بـ«زاوية سيدي عمار» و«ضريح سيدي الحرفي».
ويقع بجوار القصبة
جدار الصد الذي يسيج المدينة، بالإضافة للميناء القديم بجانب ميناء دلس ومنارة رأس بنغوت [الفرنسية].[1]
كما تزخر قصبة دلس بتحفة معمارية خلابة تتمثل في المسجد الكبير الذي بني بمعالم أثرية رائعة، وبهندسة معمارية متقنة.
وقد لعبت هذه القصبة في منطقة دلس أدوارا كبيرة على ممر الحقبات التاريخية ما جعلها تزخر بتراث من الآثار النادرة.
التأسيس
يعود تاريخ تأسيس قصبة دلس إلى العهد العثماني، وقد تعرضت إلى العديد من المؤثرات، منها الزمن وأخرى تعود لسبب الكوارث الطبيعية.
يحد هذا المعلم الهام من الشمال «الثانوية التقنية لدلس»، ومن الجنوب مقر البلدية ومجموعة من الأحياء الحديثة، وشرقا ميناء دلس، وغربا «باب الأصواف» و«ضريح سيدي منصور»، ومن الناحية الشمالية الغربية «باب البساتين» و«ضريح سيدي زايد»، ومن الناحية الجنوبية الشرقية باب منطقة القبائل.
تصنيف قصبة دلس
تم تصنيف قصبة دلس العتيقة كقطاع محفوظ بموجب القرار رقم 276 المؤرخ في 18 سبتمبر/ أيلول 2007م، المتضمن إنشاء وتعيين حدود القطاع المحفوظ لمدينة دلس العتيقة ذات القيمة التاريخية والثقافية، من أجل حماية معالمها وما تزحر به من تراث نفيس..
قصبة دلس ترفض التحول إلى أطلال
مازالت قصبة دلس شامخة تمنع ريح النسيان من رمس معالمها وتغيير ملامحها، ومرامها أن تحتفظ بتاريخها الحضاري الذي تحمله تصاميم «دار الجيران»، وتسمو برفعة علو «السقيفة» المظلة لزوارها بحفاوة، ريثما تهديهم ورودا جورية حية وعقود الياسمين الأبيض المهيج بذكرى الأرض الطيبة، أرض الأجداد التي تعيد على مسامع الوافدين أحداث ما تعاقب عليها من حضارات وملاحم، وتروي بفخر سير من سكنها من عظماء خلدوا أسماءهم ببسالة في ميدان شرف مقاومة المحتل، وعلى تحف أثرية بعادات وتراث عريق، أين تهفوا الأنفس للزيارة واستعادة عبق زمن الإيمان الصافي، ولا تودع المكان إلا على أمل اللقاء مجددا تحت تأثير سحر الزمان وجمالية الصورة الأصلية.
زاوية سيدي محمد الحرفي
زاوية أو ضريح سيدي محمد الحرفي ويقع ضمن الجزء السفلي من القصبة، ويعتبر مركزا للإشعاع الفكري والتربوي، حيث ساهم في الحفاظ على الهوية من خلال تعليم القرآن والاهتمام بنشر العلم واللغة العربية وآدابها.
الملاحظ أن هذا الضريح لا يحتوي على قبة كبقية الأضرحة في العالم الإسلامي كما أن بداخله محراب مزین بالبلاطات الخزفیة.