ولا غالب إلا الله
وَلا غالِبَ إِلَّا الله هو شعار الموحدين الذي أصبح يُنقش على الأعلام بعد الانتصار الكاسح ليعقوب المنصور في معركة الأرك يوم 9 شعبان 591 هـ الموافق ل 18 يوليو 1195 م.
وتيمّنا بالموحّدين، أصبحت العبارة شعار بني الأحمر في الأندلس، باعتبار أنّهم ورثة الموحدين.[1] يوجد الشعار في زخرفة قصر الحمراء، وباقي قصور مملكة غرناطة.
السياق التاريخي
وردت إشارة لهذه العبارة في كتاب روض القرطاس لابن أبي زرع الفاسي، في موضع وصف انتصار الموحدين بقيادة يعقوب المنصور في معركة الأرك على قوات ملك قشتالة ألفونسو الثامن، حيث ذكر:[2]
فبينما ألفونسو الثامن -لعنه الله- قد همَّ وعزم أن يحمل على المسلمين بجميع جيوشه، ويصدهم بجنوده وحشوده؛ إذ سمع الطبول عن يمينه قد ملأت الأرض، والأبواق قد طبقت الرُّبَا والبطاح، فرفع رأسه لينظر فيها، فرأى رايات الموحدين قد أقبلت، واللواء الأبيض المنصور في أولها عليه: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، لا غالبَ إلى الله. وأبطال المسلمين قد تسابقت وجيوشهم قد تناسقت وتتابعت، وأصواتهم بالشهادة ارتفعت |
بينما أرجع بعض المؤرّخين أصل العبارة إلى روايتين مختلفتين:
الرواية الأولى تقول أن أبو عبد الله محمد الأول، تحالف مع أعداء المسلمين لأسباب قيل منها حتى لا يدفع الجزية لأمراء عرب نكاية فيهم، وقيل لصراعات كانت بينه وبينهم وأراد أن يستقوي بالإسبان، وفي كل الأحوال، فقد تحالف مع المعتدي وخرج ليتمم معاهدته، ولمّا عاد من سفره، استقبله الشعب بالحفاوة فرحين ظنا منهم انهم بهذا قد تخلصوا من دفع الجزية، وهتفوا له بكلمة «يا غالب» أو «الغالب»، فشعر بما قام به من خيانة وضياع لآخر ما كان للمسلمين من حصون في غرناطة وتسليمها للأعداء فقال لهم مرددا «لا غالب إلا الله»، ونقشها في كل مكان حتى على أبواب البيوت ليتذكر الناس ويذكر نفسه، وتبقى بعد كل ذلك دليلا وشاهدا على كل خائن ضعيف، يستسلم أمام العدو ويتولى عن الجهاد.
والرواية الثانية هي أن أهل الأندلس، من طول الصراعات في بلادهم، وفساد حكامهم، ونزاعهم وتناحرهم، كانوا على يقين أن ملكهم زائل وأن دولتهم فانية، وأن الإسلام راحل عن بلادهم فأخذوا في تسجيل العبارة على جدران بيوتهم، وأبوابها والحوائط، ليذكروا العالم بها، وتبقى شاهد على مجد كان يوما ما في تلك الأرض، وأن يجعلوها تحفيزا لهم أن لا غالب إلا الله.[3][4]
معنى العبارة
أغلب الظن أن بني الأحمر قد أخذوا شعارهم مما جاء في سورة يوسف: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾، وقال آخرون بل من سورة آل عمران: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ﴾، وأيّاً كان مصدر هذه العبارة، فإنّ بني الأحمر أخذوها شعاراً لهم وزيّنوا بها قصورهم ولباسهم وأسلحتهم.
مراجع
- "Al Ghalib"، soubhâna (باللغة الفرنسية)، 04 سبتمبر 2017، مؤرشف من الأصل في 9 يوليو 2021، اطلع عليه بتاريخ 04 مارس 2018.
- "روض القرطاس لابن أبي زرع الفاسي - دار المنصور للطباعة والوراقة - الرباط - 1972 - الصفحة 228"، اطلع عليه بتاريخ 01 نوفمبر 2021.
- "قصة عبارة "لا غالب إلا الله" وسقوط الأندلس"، www.almrsal.com، اطلع عليه بتاريخ 31 أكتوبر 2021.
- "لا غالب إلا الله"، www.e3arabi.com، اطلع عليه بتاريخ 31 أكتوبر 2021.
- بوابة الإسلام
- بوابة التاريخ الإسلامي
- بوابة الأندلس