يوم الأرض الفلسطيني
يوم الأرض الفلسطيني هو يوم يُحييه الفلسطينيون في 30 آذار من كلِ سنة، وتَعود أحداثه لآذار 1976 بعد أن قامت السّلطات الصهيونية بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذات أغلبيّة سكانيّة فلسطينيّة، وقد عم اضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب[1] وأندلعت مواجهات أسفرت عن سقوط ستة فلسطينيين وأُصيب واعتقل المئات.[2][3][4][5] ويعتبر يوم الأرض حدثاً محورياً في الصراع على الأرض وفي علاقة المواطنين العرب بالجسم السياسي الصهيوني بحيث أن هذه هي المرة الأولى التي يُنظم فيها العرب في فلسطين منذ عام 1948 احتجاجات منظمة رداً على السياسات الصهيونية بصفة جماعية وطنية فلسطينية [6]
يوم الأرض | |
---|---|
يوم الأرض الفلسطيني | |
نوعه | مناسبة وطنية |
تاريخه | 30 آذار/مارس (1976) |
اليوم السنوي | 30 مارس |
الخلفية
قبل قيام دولة إسرائيل كان عرب فلسطين شعبًا مزارعًا بالمجمل، حيث أن 85٪ كانوا يحصلون على عيشهم من الأرض.[7][8] بعد نزوح الفلسطينيين نتيجة حرب النكبة عام 1948، بقيت الأرض تلعب دورًا هامًا في حياة ما يقارب 156,000 من العرب الفلسطينيين الذين بقوا داخل ما أصبح دولة إسرائيل، وبقيت الأرض مصدرًا هامًا لانتماء الفلسطينيين العرب اليها.[7][9]
القانون الإسرائيلي والمصادرة
قانون الأراضي البور: كلّ أرض لم يفلحها أصحابها لأكثر من عام يحقّ لإسرائيل مصادرتها وتوزيعها على جهات أخرى تتعهد رعايتها، وكانت «إسرائيل» قد منعت العرب بفعل الحكم العسكري من دخول أراضيهم الزراعية لمدة تزيد عن عام وصادرتها. وبموجب قانون أملاك الغائبين (1950)، الذي أعطى العرب الباقين في فلسطين صفة الحاضر ومنحهم جنسيات إسرائيلية ولكن منعهم من دخول أراضيهم فتحوّلت الأراضي لبور.[10]
تبنت الحكومة الإسرائيلية في عام 1950 قانون العودة لتسهيل الهجرة اليهودية إلى إسرائيل واستيعاب اللاجئين اليهود. وفي المقابل سنت قانون أملاك الغائبين الإسرائيلي والذي قام على نحو فعال بمصادرة الأراضي التابعة لللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا أو طردوا من المنطقة التي أصبحت إسرائيل في عام 1948. كان يستخدم أيضا لمصادرة أراضي المواطنين العرب في إسرائيل «موجودة داخل الدولة، بعد تصنيفها في القانون على أنها» «أملاك غائبة»[11]، وكان يبلغ عدد «الغائبين الحاضرين» أو الفلسطينيين المشردين في الداخل نحو 20٪ من مجموع السكان العرب الفلسطينيين في إسرائيل. يقدر سلمان أبو ستة أن بين عامي 1948 و2003 أكثر من 1,000 كيلومتر مربع من الأراضي صودرت من المواطنين العرب في إسرائيل [12]
المل- منطقة رقم 9
الملّ وهي تسمية الفلاحين من دير حنا سخنين وعرابة وعرب السواعد للمنطقة التي صادرها الحاكم العسكري الإسرائيلي ومنع الفلاحين من الدخول إليها، وأطلقت عليها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية اسم المنطقة رقم 9، وكان الدخول إليها ممنوعًا إلا لمن يحمل تصريحًا يتجدّد كلّ ثلاثة أشهر.[13]
تقع منطقة الملّ في الجزء الشمالي الشرقي من مرج سخنين في سهل البطوف وهي مستوية، وترتفع 200 متر عن سطح البحر. سميت بهذا الاسم نسبة لشجر الملّ الذي يكثر فيها، وهناك بقايا لغابة ملّ كانت قديما في المنطقة، والملّ هي أحد أنواع شجر السنديان. تقدّر مساحة أراضي الملّ بحوالي 42 ألف دونم، في السبعينيات حاولت «إسرائيل» مصادرة 17 ألف دونم منها من أجل تحويلها لمنطقة عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي وفي أعقاب هذه المحاولات نشبت هبة يوم الأرض.[14]
الاحتجاج عام 1976
رافق قرار الحكومة بمصادرة الأراضي إعلان حظر التجول على قرى سخنين، عرابة، دير حنا، طرعان، طمرة، وكابول من الساعة الخامسة مساء يوم 29 مارس 1976.[15] عقب ذلك دعا القادة العرب من الحزب الشيوعي الإسرائيلي، مثل توفيق زياد والذي شغل أيضا منصب رئيس بلدية الناصرة ليوم من الاضرابات العامة والاحتجاجات ضد مصادرة الأراضي والتي ستنظم يوم 30 مارس.[16]
في 18 مارس اجتمع رؤساء المجالس المحلية العربية، وأعضاء من حزب العمل في شفا عمرو وصوتوا ضد دعم خروج المظاهرات، وعندما أصبح الخبر منتشراً خرجت مظاهرة خارج مبنى البلدية وقد فرقت بالغاز المسيل للدموع [17] وأعلنت الحكومة أن جميع المظاهرات غير قانونية، وهددت بإطلاق النار على «المحرضين»، مثل معلمي المدارس الذين شجعوا الطلاب على المشاركة.[18] وقد كانت تلك التهديدات غير فعالة فقد خرج الطلاب من الفصول الدراسية وانضموا إلى الإضراب وكذلك شاركوا في المسيرات العامة التي جرت في جميع أنحاء البلدات العربية في إسرائيل، من الجليل في الشمال إلى النقب في الجنوب.[1][15][18] وقد جرت إضرابات تضامنية أيضًا في وقت واحد تقريبًا في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي معظم مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.[19]
وفقًا لأورين يفتحئيل، فإن الاحتجاج ضد سياسات وممارسات الدولة من بين العرب الفلسطينيين في إسرائيل كانت نادرة قبل منتصف سنة 1970، وذلك بسبب مجموعة من العوامل بما في ذلك الحكم العسكري على مناطقهم، الفقر، العزلة، والتجزؤ في حين كانت الحركة السياسية للأرض نشطة لحوالي عقد من الزمن، وقد اعتبرت أنها غير قانونية في عام 1964، وكانت أكثر المناسبات البارزة المناهضة للحكومة هي احتجاجات عيد العمال سنويًا التي كان يُنظمها الحزب الشيوعي [13].
شهداء يوم الأرض
قصص شهداء يوم الأرض
في صباح 30 آذار من العام 1976 كانت عائلة خديجة تجلس على مصيف بيتهم، حين سمعوا صوت إطلاق رصاص في القرية فدخلوا إلى البيت ليكتشفوا أن خالد البالغ من العمر 8 سنوات ليس معهم، فأرسل الوالد خديجة للبحث عن أخيها ظنًا منه أن الجنود الإسرائيليين الذين فرضوا حظر التجوال في حينها، لن يقتلوا خديجة، ولكن عندما خرجت خديجة باغتتها قوة عسكرية إسرائيلية ومن شدة خوفها دارت للعودة للبيت فقتلها الجنود برصاصة في الظهر.[20]
أسماء شهداء يوم الأرض[21]
الاسم | العمر | تاريخ الاستشهاد | البلد | مكان الاستشهاد |
---|---|---|---|---|
خديجة قاسم شواهنة | 23 | 30آذار-مارس /1976 | سخنين | سخنين |
خير أحمد ياسين | 23 | 29 آذار-مارس 1976 | عرابة | عرابة |
رجا حسين أبو ريا | 23 | 30 آذار-مارس /1976 | سخنين | سخنين |
خضر عيد محمود خلايلة | 24[22] | 30 آذار-مارس /1976 | سخنين | سخنين |
محسن حسن سيد طه | 15 | 30 آذار-مارس /1976 | كفركنا | كفركنا |
رأفت علي زهيري[23] | 20 | 30 آذار-مارس /1976 | مخيم نور شمس | الطيبة |
الأثر
يحيي الفلسطينيون سنويًّا ذكرى يوم الأرض ب 30 آذار/ مارس...
أدبيات يوم الأرض
كتب محمود درويش ليوم الأرض قصيدة بعنوان الأرض وخلّد فيها اسم خديجة شواهنة يقول فيها:
"أنا الأرض
والارض أنت
خديجة! لا تغلقي الباب
لا تدخلي في الغياب
سنطردهم من اناء الزهور وحبل الغسيل
سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل
سنطردهم من هواء الجليل."[24]
وكذلك في الأدب الشعبي نجد أهازيج كثيرة تتوحّد فيها البلاد للدفاع عن الأرض والبلد:
"يا طلت خيلنا من قاع وادي // يا طلت خيلنا من قاع وادي
عوايد رجالنا تكيد الاعادي // عوايد رجالنا تكيد الاعادي
ياطلت خيلنا من دير حنا // يومك يارض والشعب غنى
ياطبت خيلنا من كفر كنا // يومك يارض والدم غنى
ياطلت خيلنا من مجد الكروم // دمك شبابنا ع الأرض بيعوم
ياطلت خيلنا من صوب عرابه // لاجلك يابلادنا ضحوا الشباب
ياطلت خيلنا من تل سخنين // يومك يارضنا نحنا شاهدين
ياطبت خيلنا من فوق الرامه // تسلم ياشعبنا يابو الكرامة
ياطلت خيلنا من ارض البعنه // بغني ع بلادنا والجمع سامعني
ياطلت خيلنا من أبو سنان // حبك يابلادي مكتوب ع لساني "[25]
مراجع
- Levy and Weiss, 2002, p. 200.
- Israeli Arab leader on Land Day: We'll fight Israel's 'rising fascism' by Yoav Stern and Jack Khouri, هاآرتس, June 15, 2008 نسخة محفوظة 27 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- Byman, 2002, p. 132.
- "Remembering Land Day"، BBC News، 30 مارس 2001، مؤرشف من الأصل في 27 أغسطس 2017، اطلع عليه بتاريخ 01 نوفمبر 2006.
- Thousands of Arabs mark Land Day by Yaakov Lappin, جيروزاليم بوست, March 30, 2008 نسخة محفوظة 16 سبتمبر 2011 على موقع واي باك مشين.
- Schulz and Hammer, 2003, p. 77.
- Laurie King-Irani (Fall 2006, Issue no. 216)، "Land, Identity and the Limits of Resistance in the Galilee"، Middle East Report Online، مؤرشف من الأصل في 10 نوفمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 01 نوفمبر 2006.
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ=
(مساعدة) - Herb and Kaplan, 1999, p. 260. "[...] the geographical scale of the Arab identity in Israel has changed dramatically a few times during the twentieth century. Prior to the disastrous 1948 defeat, they were an integral part of the agrarian Palestinian society that was gradually building its national consciousness."
- Nassar and Heacock, 1990, p. 29. A popular slogan that emerged among Palestinians after 1967 war was al-Ard qabl al'Ard ("land before honor").
- د محمد (01 يناير 2011)، موسوعة المصطلحات والمفاهيم الفلسطينية، دار الجليل للنشر والدراسات والأبحاث الفلسطينية، مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019.
- Laurie King-Irani (Fall 2006, Issue no. 216)، "Land, Identity and the Limits of Resistance in the Galilee"، Middle East Report Online، مؤرشف من الأصل في 10 نوفمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 01 نوفمبر 2006.
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ=
(مساعدة) - Salman Abu Sitta in Masalha and Said, 2005, p. 287, footnote 33. Sitta also gives an estimate for the total land area owned by Arab citizens prior to the expropriations: 1,400 كيلومتر مربع (540 ميل2). Half of this total, some 700 كيلومتر مربع (270 ميل2), had been expropriated by the early 1960s.
- عرب ٤٨ (30 مارس 2019)، "يوم الأرض: سيرة الحدث"، موقع عرب 48 (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 31 مارس 2019، اطلع عليه بتاريخ 13 أغسطس 2019.
- "الجليل الاسفل المركزي - ذئب الصحراء منصور ابو قرن"، sites.google.com، مؤرشف من الأصل في 26 يناير 2020، اطلع عليه بتاريخ 13 أغسطس 2019.
- Demythologizing Land Day by جيروزاليم بوست نسخة محفوظة 03 أبريل 2012 على موقع واي باك مشين.
- Kimmerling and Migdal, 1993, p. 178.
- Pappe, Ilan (2011) The Forgotten Palestinians. A History of the Palestinians in Israel. Yale. ISBN 978-0-300-13441-4. pp.130,131
- Abdo and Lentin, 2002, p. 139.
- Frankel, 1988, p. 40.
- عرب ٤٨ (30 مارس 2016)، "قصص سقوط شهداء يوم الأرض 1976"، موقع عرب 48 (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 5 يوليو 2018، اطلع عليه بتاريخ 13 أغسطس 2019.
- "يوم الأرض الخالد | مركز المعلومات الوطني الفلسطيني"، info.wafa.ps، مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 13 أغسطس 2019.
- https://www.arab48.com/amp/محليات/دراسات-وتقارير/2015/03/30/قصة-استشهاد-خضر-خلايلة-في-سخنين نسخة محفوظة 2019-08-13 على موقع واي باك مشين.
- "يوم الأرض، خلاصة كفاحنا"، مؤرشف من الأصل في 30 مارس 2022، اطلع عليه بتاريخ 30 مارس 2022.
- "أدب .. محمود درويش : قصيدة الارض"، www.adab.com، مؤرشف من الأصل في 7 ديسمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 13 أغسطس 2019.
- عرب48 (02 أبريل 2005)، "يوم الأرض في الأدب الشعبي الفلسطيني"، موقع عرب 48 (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 13 أغسطس 2019، اطلع عليه بتاريخ 13 أغسطس 2019.
وصلات خارجية
يوم الأرض, مكتبة إسرائيل الوطنية
- بوابة فلسطين
- بوابة الصراع العربي الإسرائيلي
- بوابة إسرائيل