نشيد
نشيد أو أنشودة معناه في اللغة العربية: - الأناشيد الإسلامية: هي رفع الصوت بالشعر الحسن والكلام المباح بصوت الرجل أو مجموعة رجال. وتسمى اختصاصا الارتفاع بالنغم.
نشيد
|
جزء من سلسلة مقالات حول |
الثقافة الإسلامية |
---|
|
أما اٍصطلاحا فالنشيد أو الأناشيد أغاني إسلامية التوجه تغنى في أغلب الأحيان بدون موسيقى معتمدة فقط على الصوت البشري وبعض المؤثرات الصوتية إن وجدت. ويعد هذا الفن امتدادا لعمل أجيال متسلسل في الفن الملتزم من ناحية، والفن الديني القائم على الأدعية والابتهالات من ناحية ثانية.
هذا هو المفهوم الذي اعتمد في مدرسة الافكار الانشادية, أما في حالات معينة فإن استعمال الات العزف الموسيقية هو فن التغريد ولا يدخل هذا الفن في الإنشاد دائماً.
من مفكري الفلسفة الانشادية الحديث نجد /شيخ المنشدين في حلب أبو أديب حسن حفّار, عبد الرزاق بن عمر؛ آسيا سعادة؛ فتحي عشاب؛ كمال طاوة؛ مشاري العرادة؛ أبو الجود والشيخ أبو محمود الترمذي وأبو المجد الجزائري.
تاريخ
مرّ هذا الفن في مراحل عديدة في تاريخه المعاصر، فكلمات سيد درويش وألحان بكري الكردي وعمر البطش تعد من أوائل نهضة هذا الفن. يأتي بعدها نهضة فنية ملتزمة حصلت في سوريا، بعد أن تراجع دور مصر في هذا النوع من الفن الملتزم، وقد قامت على يد أربعة من رواد الفن الهادف، هم أبو الجود محمد منذر سرميني ومحمد أمين الترمذي (أبو محمود) وأبو مازن وأبو دجانة وأبو راتب وأربعتهم من سوريا، نهضوا في نهاية عقد السبعينات من القرن الماضي، فأحدثوا تغييراً مهماً في عالم الإنشاد من ثلاثة نواحي:
الأولى عالم الكلمة: توجهوا نحو الكلمة الملتزمة بمبادئ الدين، وبعوامل نهضة الأمة وإيقاظها من سباتها، وتوجيهها نحو ثوابتها.
الثانية عالم اللحن: أحدث أبو الجود تغييراً واضحا في عالم اللحن العربي عموماً، واللحن الملتزم الإنشادي خصوصاً، فكل لحن قدّمه في ألبوماته السبعة الأولى يشكل ملحمة فنية، وتميزا على الألحان التي سبقته، فاستطاع بذلك أن يكسب إعجاب ملحنين حلبيين كبارا اشتهروا بعلو الذوق الفني ورهافة الحس الإبداعي ونخل الألحان التي يسمعونها، منهم بكري الكردي، وصبري المدلل، وعبد القادر حجار. ومن ناحية أخرى كسب أبو الجود بإسهاماته الفنية هذه قاعدة شعبية كبرى لا تزال حتى الآن تترنم بألحانه وتطرب لها. وأما أبو مازن وأبو دجانة وأبو راتب فإسهاماتهم لا تقل أهمية عن أبي الجود، إلا أن أبا مازن اهتم بعرض أكبر ما يمكن من الكلمات الهادفة وأبا دجانة للميراث الحلبي الفني أقرب، وأبا راتب للحن السريع الجماهيري أقرب.
الثالثة: التسجيل الصافي -آنذلك- بأن خصصوا ألبومات للنشر حسب المعنى الحديث، خلافاً للمشهور آنذاك وهو أشرطة الحفلات العامة، وغالبها يكون مشوش التسجيل، ومشوش الصوت، وقليل الوضوح.
ظهرت في الآونة الأخيرة أجيال جديدة من مؤدي هذا النوع من الفن الهادف، حيث أن منهم الكثير من العرب ولكن يوجد فيهم أيضاً عدد من الغربيين والأوروبيين المسلمين الذين من أشهرهم البريطاني سامي يوسف الذي يعد من رواد فن التغريد.
تعتبر الأناشيد ذات شعبية كبيرة في الشرق الأوسط، جنوب وأقصى جنوب آسيا، البوسنة و الهرسك، كوسوفو وبين المسلمين في بريطانيا.
الأناشيد ونسخة الأكابيلا:
يهمني هنا أن أمر على تصنيف ضروري للفنون الغنائية باعتبار الإنشاد منها. (إختصارا كي لا نضيع بين الأفكار ونخرج عن الموضوع الأساسي)
تنقسم الفنون الغنائية إلى فنون غنائية دينية وأخرى لا دينية (تجد عند مدرسة التتابع مصطلح «فنون غنائية دنيوية»).
في الفنون الغنائية الدينية نجد ما يلي:
1 . المزامير:
الفن الغنائي الديني الموجود عند اليهود مهما كانت طوائفهم ومذاهبهم وتوجهاتهم ونزعاتهم (الصهيونية)
2 . الترانيم:
الفن الغنائي الديني الموجود عند النصارى مهما كانت طوائفهم ومذاهبهم وتوجهاتهم ونزعاتهم.
3 . الأناشيد والأغاريد:
الفن الغنائي الديني الموجود عند المسلمين.
و عليه فإن الخلط بين المصطلحات يعتبر خطأ فادحا؛ حيث لكل دين (ملة) فنه الغنائي الذي يشمل الأهداف والضوابط والأبعاد... الخ.
● الأغاريد هي فن غنائي ديني يهتم بتناول الحياتين الدنيا والاخرة من منظور إسلامي؛ تستعمل فيه آلات العزف الموسيقية أثناء العرض والتسجيل؛ (ماهر زين؛ سامي يوسف؛ أقصى عبد الحق؛ مصطفى عاطف... الخ)؛ وتدخل ضمنها تلك الموجهة للأطفال على اختلاف أشكالها (عمو يزيد؛ طارق العربي طرقان؛ ... الخ)
● الأناشيد هي فن غنائي ديني يهتم بتناول الحياتين الدنيا والآخرة من منظور إسلامي؛ أحياناً توظف فيها آلات العزف الموسيقية كمرجعية ولا تستعمل أبدا أثناء العرض والتسجيل.
و هذا هو جوهر الاختلاف بين الفنين؛ (أما اللغة فيمكن أن تكون أكاديمية مهما كانت كالعربية أو الفرنسية أو الإسبانية أو الصينية... الخ أو عامية لا مشكلة في هذه النقطة) لكل فن منهما نظرياته وقواعده الخاصة وخاصة في مطلع هذا القرن 21 أين ظهر مصطلح «العالمية» وانتشر انتشارا أصبح يهدد الهويات والخصوصية الفنية (لاحظ هنا الفرق بين العالمية والعولمة) لكن أغلب الناس وحتى من هم في الميدان لا يعرفون الفرق؛ ولهذا تجد خلطا كبيرا بين الميدانين (قاعدة كل شيء إلا وله أثر).
مثلا في فن الإنشاد نستعمل النظرية الاتصالية وتأخذ فيه مساحة كبرى حتى أنها تعتبر العمود الفقري له؛ بينما في فن التغريد نستعمل النظرية الاحتوائية؛ وعليه يجب الفصل بينهما بكل صرامة.
في الإنشاد لدينا مذهبين (فرعين):
● الأول يسمى «النشيد» وهو التنشيد بالصوت وله عدة أنواع منها النشيد الديني, النشيد الوطني, والنشيد القومي.... .
● الثاني يسمى «الأنشودة» وهو التنشيد باستعمال آلات الإيقاع المختلفة.
تعرفنا عن الفن الغنائي الذي يشبهه ويسمى «فن التغريد» وهو فن يظهر دائما كملاصق للإنشاد عبر التاريخ وفي كل الدول والممالك الإسلامية التي ظهرت في ربوع هذا العالم.
حين نقول فصل آلات العزف الموسيقية ليس معناه إهمال علم الموسيقى وما يحويه من علوم داخله كما يفهم البعض؛ مثل التأليف بين الأصوات وتحسينها وتطويرها... الخ؛ أي يجب التفريق بين الموسيقى كعلم واسع وبين آلاتها التي توظف ولا تستعمل من أجل الحصول على مرجعية نغمية؛ وبين الآلات الايقاعية التي تستعمل للحصول على الأنشودة؛ أو الاكتفاء بالأصوات فقط للحصول على حالات من النشيد.
مما يتكون النشيد؟ ومما تتكون الأنشودة؟ :
إن الأساس في كل ذلك هو الصوت البشري؛ سواء كان في الفردي أو في المجموعة.
لا شك أن الجميع الآن لاحظ صعوبة التحكم في الصوت وأن الأمر أصعب مما يتوقعون؛ وأن المسألة تتطلب شهورا وشهورا للوصول إلى نتيجة تحفظ لك ماء الوجه أمام الناس.
أرجو أن تفرق بين الركن الذي لا يمكن أبدا التخلي عنه بأي حال من الأحوال؛ وبين العمود الذي يمكن أن يحذف أو يعزز بناء على الشكل التوزيعي للعمل ككل؛ وإمكانيات الفرقة من جهة أخرى.
يتكون النشيد عموما من:
اللّحن الأساسيّ:
و هو اللحن الرئيس الذي يقوم عليه النشيد؛ هو ركن اللحن الذي لا يمكن التخلي عنه؛ فحين نقول أن الملحن سوف يلحن هذه النشيدة؛ معناه أنه سيخرج لنا مجموعة من النغمات في مقام معين تشكل كيانا يسمى لحنا؛ إذا غاب هذا اللحن غاب كل العمل وأصبحت النشيدة قصيدة شعرية كما كانت أول مرة.
و هذا اللحن يمكن أي يردده المنشد الفردي كما يمكن أن تردده المجموعة (الكورال).
كما هناك لحنا آخر إن صح التعبير أو مجموعة ألحان هي في الأصل ليست موجهة للفردي بل للمجموعة في أشكال تزيد من تكامل العمل وجماليته (عمود) مثل:
1 . القاعدة الصّوتيّة: هي اللحن الأساسي في طبقة منخفضة بديوان كامل؛ (معروفة عند مدرسة التتابع بمصطلح «الصوت الغليظ» وتقابلها الذروة الصوتية «الصوت الحاد»).
2 . الهجمات: هي اللحن الذي تردده المجموعة حين تنتهي جملة واحدة من جمل اللحن الأساسي؛ كي تسد الفراغ؛ وتسمى «الهجمات» وكأنها تهاجم اللحن الأساسي ولكن في الواقع تهاجمه لتكمله فقط وليس لتدميره كما يأتي للذهن.
3 . المرافقات (الكوردات): هي اللحن الذي يرافق اللحن الأساسي وتؤديه المجموعة لتعزيز الجملة اللحنية وزيادة جماليتها عند السامع.
كل ذلك خاضع اختصارا للتالي:
1 . الرؤية العامة للملحن.
2 . إمكانيات الفرقة الصوتية (نوعية الاصوات تينور / باص / سوبرانو / آلتو)؛ قوة التركيز إذا كان العمل يقدم أمام الجمهور.
3 . الرؤية العامة للموزع (هو الشخص الذي يأخذ على عاتقه كل العملية السابقة ويأتي دوره بعد الملحن).
هذا التلاعب بالأصوات هو ما يسمى «أكابيلا»؛ وليس الاقتصار على صوت الفردي فقط؛ أو تقليد أصوات الإيقاع بالفم؛ لا يعتبر ذلك منطقيا وهو مبالغة غريبة نوعا ما.
ستجد مصطلحا آخر عند مدرسة التتابع «المؤثرات».
أغلب المنشدين يتصورون أن الاكابيلا تكون في الاستوديو؛ نعم لأن تطبيقها في الحفل صعب ويستوجب تدريبا كبيرا وتركيزا؛ أما في الأستوديو فيتم إدخال الأصوات وتسجيلها وتصحيحها باستعمال برامج الكمبيوتر؛ ثم تبدأ عملية التنسيق بينها؛ والمنشد الذي قدم صوته يرتاح على أريكة أو في منزله. (الهندسة الصوتية)
و لكن يجب إدخال الأصوات صحيحة بعيدة عن الكبت؛ كما يجب مراقبة حركة التذبذب التي تعكس صحتها كما يعكس الكبت ضعفها.
أي باختصار شديد؛ يجب الاعتناء بالصوت الذي هو في الأصل الربح ورأس المال معا.
توجد الأكابيلا في المزامير (اليهود)؛ وفي الترانيم (النصارى)؛ وليس الأمر مقصورا في الإنشاد فقط؛ بل في كل الفنون الغنائية تقريبا الدينية أو اللا دينية.
البنية الانشادية في الفكر الانشادي الحديث:[1]
يقوم الإنشاد على خمسة أسس؛ استغلال التّكوين الشّخصيّ، استخدام الوظيفة المشغولة، توظيف المواهب، استقطاب أكبر عدد من الجمهور، احترافيّة الأفراد، ويتّضح للرّائي من أوّل وهلة أنّ كلّ هذه الأسس لها من القوّة ما يكفي لجعل فنّ الإنشاد في المقدّمة، يتربّع على عرش الفنون الغنائيّة، ولا سيّما الدّينيّة منها.
للإنشاديّ تكوين شخصيّ يتألّف من دراسته بكافّة أنواعها، ولا يختلف الأمر إن كانت هذه الدّراسة نظاميّة أو حرّة كإجراء تربّصات وتكوينات مختلفة، يدعّم بها جعبته الفكريّة، فالعلم نور يُستضاء به، ولو كان إنشاديّ ما ليس له تكوين فهو شخص أمّيّ، قد لا يعرف حتّى كيف يكتب اسمه، ولو حلّلنا هذه النّقطة جيّدا؛ لوجدناه يفتقر للتّربية العقليّة المتطوّرة، التي لا تُمنح إلاّ بالدّراسة والتّكوين، أي بعبارة أخرى؛ تربيته العقليّة ضعيفة جدّا، بدائيّة مثل الشّعوب الهمجية التي ما زالت تعيش في المناطق النّائية من العالم، المنغلقين على أنفسهم، وما يقال عن التّربية العقليّة يقال عن أنواع أخرى تلتصق بها كالتّربية النّفسيّة على سبيل المثال.
تنتقل المعرفة المتراكمة إلى الأجيال عن طريق التّربية، ولا سيّما في مظهر التّمدرس، حيث تخضع المنظومة التّربويّة لمناهج خاصّة يُضمن بها مستقبل النّشء القادم، والواقف عن كثب يتسنّى له رؤية أثر ذلك على ثقافة الفرد.
إنّ ما تقوم به المدرسة يتعدّى نقل خبرات الأجيال السّابقة إلى تطوير القدرات الخاصّة للمتمدرس، من أجل الوصول إلى أقصى حالات العطاء الفكريّ وأرقى أنواع التّصرّف مع المتغيّرات الحياتيّة، لأنّه لا فائدة ترجى من زاد معرفيّ ضخم دون آلة تعرف بالضّبط الأصول السّليمة للتّصرّف المثالي فيه.
يعيش الإنشاديّ في هذا العالم كفرد فعّال يقدّم خدمات للجماعة العالميّة، فهو كائن مصلح إصلاحاً مقابل مال أو مجّانا، ولكنّ الأهمّ قبل المهمّ هو نيّته السّليمة ذات النّظرة الاستعلائيّة تجاه المتاع الزّائل.
قد يكون الإنشاديّ من أصحاب الوظائف الحرّة، كما يكون منتمياً إلى قطاع الوظيف العموميّ، وسواء كان الأمر هذا أو ذاك؛ فإنّ الجماعة العالميّة تحتاجه عضوا فيها، له دور يقوم به، يُستثمر بناء على فلسفة الارتقاء الحيويّ للإفادة العامّة والخاصّة.
و الوظيفة الحرّة قد تكون في الإنشاد، أي أنّ الإنشاديّ يشتغل في ميدان الدّعوة الفنيّة مقابل مال يضعه في حاجته، ولا يتعارض ذلك مع خصوصيّة الدّعوة، فالنيّة محلّها القلب، ولكنّه قد يُفتن، ولكلّ خيار فتنه الخاصّة به.
تصنع الوظيفة مجالا حيويّا للإنشاد، بما تحتوي عليه من امتيازات وعلاقات مع الأفراد والجماعات، مع الصّبغة التي تطبعها، إضافة إلى أسرار المنهج الوظيفيّ الذي قد يكون مفتاحا لعدّة اهتمامات إنشاديّة.
و لا ضير إذا زاوج الفرد بين الوظيفة الحرّة وغير الحرّة، واتّسع في ذلك اتّساعا يملك به أسباب الثّروة والجاه، ممّا سيجعله فائزاً في الدّارين إذا أعطى كلّ شيء حقّه، ولم تلهه الفانية على حساب الباقية.
إنّ جعل مجال الوظيفة مجالاً مرناً ذا مساحات متعدّدة، خطوة استراتيجيّة في الثّقافة الأمنيّة، فهو بهذا يبعد ينابيع التّمويل عن خطر التّجفيف، وينشئ لنفسه استقلاليّة معيشيّة تنأى بغناها عن كلّ ضغط يؤثّر على قراراته وتصرّفاته في الدّعوة.
هناك من الوظائف ما هو حسّاس بطبيعته، ما يفرض على الإنشاديّ التّواجد في الصّفّ الثالث، حيث يتحدّد المرتع بما يشكّله الضّغط الأيديولوجي للجماعة المسيطرة.
لكلّ شخص مهما كان جنسه أو طبيعته موهبة منحها الله له، يجب عليه توظيفها فيما يُرضي الله أوّلا، ثمّ فيما يرى لها من أولويّة ثانيا، ويكون التّوظيف بالتّعرّف على الحدود التي تصل إليها، على كافّة النّطاقات، وتقترن الموهبة بالجانب العاطفيّ، وهي بهذا تشكّل قوّة، حيث يعمل الحبّ مع الإرادة على تشكيل استثناء من نوع خاصّ يختلف عن باقي الأسس السّابقة.
و توصف الموهبة بأنّهـا ما ييسّر الله له عباده، فهذا إنشاديّ له موهبة كتابـة الشّعر، والآخـر له موهبة التّلحيـن، الثّالث مبدع في الصّحافة، ولو طلبنا من الأوّل أن يلحّن لنا نشيدة؛ لما استطــاع نظريّا، وإن تمّ له ما أراد؛ فبعد جهد جهيد وتعب شديد، ولنغمض أعيننا عن مستوى المنتوج لأنّه لا سبيل للمقارنة.
قس على هذا المثال ما تراه أمامك، ولعلّ هذا من أهمّ المشاكل التي يتخبّط فيها الإنشاد، إذ تعمّ الفوضى السّاحة الفنيّة كنتيجة لعدم إدراك الموهبة جيّدا، بما في ذلك ما يمكن أن تصل إليه.
نرى في الميــدان جليّا إمكانيّة تمتّع الإنشاديّ بأكثر من موهبة، ولا يمكن إدخـال ذلك إلاّ في مفهـوم «تعبيد الطّريق»، إذ يتمّ التّركيز أفضليّا على الموهبة الأكثر نصاعة، حتّى لا يتعارض ذلك مع الاختصاص، فالموهبة ما هي سوى منحة منحها الله، ومنح الله تختلف درجاتها من فرد لآخر، وما ظهر أنّه تحكّم في ميدان ما؛ يغطّيه تحكّم أكبر حجما من إنشاديّ آخر في نفس الميدان.
إنّ النّهــوض بفنّ الإنشـاد وطبعه بالطّبعة الاستقلاليّة يفرض توظيف مواهــب الإنشاديّين واستعداداتهـم الفطريّـة ومهاراتهم الشّخصيّة والجماعيّة، في إطار فكر استراتيجيّ، أو يتحوّل كلّ شيء إلى فوضى، تتصارع فيها المواهب بدل أن تتكامل، وتضرب الجهود بعضها بعضا بدل أن تتضافر، ورحم الله امرؤ عرف قدره.
باعتبار الإنشاد دعوة فنيّة، فهو سيستقطب مدعوّين له، ومن مصلحته استقطاب أكبر عدد ممكن من النّاس، إنّه عالميّ موجّه للجميع، وليس محصوراً في فئة أو طبقة، يعالج مشاكلهم لا يخرج عن الشّرع الحكيم، الذي يرسم له طريقه كاملة إلى آخر ثانية في الحياة.
و الاستقطاب يعني في أكثر حالاته التّنافس مع فنون غنائيّة أخرى، تنافساً يصل إلى درجة الصّراع، وخاصّة مع الفنون الغنائيّة الهدّامة، التي تخدّر عقول الأفراد والجماعات، وتقضي على الوعي الاجتماعيّ، وبغضّ النّظر عن الباعث لهذا التّخريب المبرمج؛ فإنّ الفكر الإنشاديّ الحديث يجعل من التّغلغل وسط الجماهير صلب اهتماماته، تغلغلاً لا تذوب معه الشّخصيّة الفنيّة، أو تتميّع، كما لا يعني هذا التّغلغل إفساداً من نوع آخر، كاستعمال اللّغات العاميّة على حساب اللّغات الأكاديميّة الفصيحة، بحجّة أنّها الأقرب إلى الجمهور، لهو عذر أقبح من ذنب.
يستحيـل على الإنشاديّ أن يستقطب الجمهور إذا لم يكن محترفا الاحترافيّة اللاّزمة لفنّه، التي يجب أن يبنيهـا العلم وليست الأسبقيّة في الميدان، لأنّ الزّمن لا يصنع محترفاً إذا كان جاهلا، ولو أمضى 100 عام من عمره في السّاحة.
و لا معنى للاحترافيّة في غياب الاختصاص، فالإنشاديّ غير المختصّ في جانب معيّن؛ ليس محترفا في أيّ جانب، إذ الاحترافيّة ترتبط بالعلم، والمتوغّل في علم ما دراسة شخص ملك أقاليد الشّيء، متى ما أراد ولج، ومتى ما أراد أنتج.
ترتبط أسس الإنشاد بين بعضها البعض ارتباطاً يجعل الكلّ كتلة واحدة متكاملة الأجزاء، حيث أنّ الإنشاديّ ليجد نفسه بين أكثر من أساسين استناداً إلى مبادئ الفلسفة الإنشاديّة الحديثة، ولعلّ أبرز مثال على هذا الادّعاء هو ضرورة توفّــر تكوين شخصي للذي لديه موهبة ما، فالاستعدادات النّفسيّة لا تكفي وحدها، بل يجب أن تتعزّز وتتقوّى بالعلـم، ومتى ما حضر العلم حضرت معه الاحترافيّة، ومتى ما حضرت الاحترافيّة جلبت الانتباه بتمكّن صاحبها في ميدانه، أي حصول الاستقطاب، الذي هو اتّصال من أجل التّواصل.
لا يمكن أن نجد في الواقع السّليم أسس الإنشاد تسير بمفردها، وكأنّها جزر منعزلة عن بعضها البعض، إنّها علاقات تبادليّة اعتماداً على الواقع، الذي بدورنا نؤثّر فيه رفقة قوى أخرى، فيُصنع واقع متجدّد متغيّر.
في هذا التّأمّل نذهب إلى المصطلحات التّالية : الإلزام، التّرقّي، البوّابة، التّعزيز، السّبيل، الاقتضاء، ونحلّل كلّ مصطلح على حدى.
الانتقال من أساس استغلال التّكوين إلى استخدام الوظيفة يسمّى إلزاما، فالفرد ملزم بالعمل في هذه الحياة، بغضّ النّظر عن القطاع الذي ينتمي إليه، المهمّ أن يكون ذا قيمة أخلاقيّة خيّرة، وما فيها من إفادة ومنفعة للجماعة العالميّة، كما أنّ استخدام الوظيفة لصالح الدّعوة الفنيّة شيء يمكن أن يفيد الإنشاد كثيرا، فهو يمثّل ربحاً للوقت من جهة؛ أو بما يسمّى الوقت المضاعف، في نماذج مختلفة متنوّعة، فهناك وظائف يجد فيها الموظّف وقتا فارغاً لا يعمل فيه شيئا رغم أنّه متواجد في وظيفته، حتّى لا يُفهم أنّ الأمر متعلّق بالتّملّص من العمل، فما يمنع أن يكتب خلال الوقت شعراً إن كان شاعرا ؟، أو يلحّن نشيدا إن كان ملحّنا ؟، أو يكتب شيئا من كتاب إن كان كاتبا ومفكّرا ؟، أو يضع نظريّة يفيد بها الإنشاد إن كان فيلسوفا ؟، أو يخطّط لبرنامج ما إن كان معدّا ؟ ... الخ.
اختياره لما سيفعل يرجع له حسب ما يراه مناسبا له، وحسب الظّروف المحيطة به.
لكن يجب أن يعلم شيئا مهمّا للغاية، علاقة الإلزام تقوم على ملكيّة عناصرها، فالوقت المستثمر مثلا هو ملكه، لا يفعل فيه شيئا، أمّا إذا لم تكن العناصر ملكاً له؛ فيجب أخذ الموافقة من مالكها أو الموكلة إليه، مثل الآلات التي تكون في محلّ الوظيفة، خاصّة بها، فإنّ استعملها دون موافقة؛ فهو يستعمل شيئا لا يجوز له أن يستعمله، كالذي يستعمل خط الهاتف الخاص بالوظيفة ليجري اتّصالا مع آخرين، فيكلّم هذا وهذا، طالما أنّ الفاتورة لن يدفعها من جيبه.
يرتقي الإنشاديّ في علاقة تجمع أساس استخدام الوظيفــة المشغولة مع أســاس توظيــف الموهبة التي يتمتّع بهــا، والتي تُعتبر عطـــاء من الله لعبده، يكلّلها العامل العاطفيّ، بما يخفّف من المشــاقّ التي يحس بها إذا حُصر الأمــر بالواجــب فقط، والنّفـس البشريّـــة في أغلب الحالات تنفـــر من الشّيء الذي يُشعرهـا بالوجـــوب، لأنّه يوحي بالقيــد والمسؤوليّة، وتحب أن يكون لها هامش حريّة متّسع باستمرار، لهذا الدّافع تخدم الدّعوة الفنيّة، وإن أحبّت شيئا ذابت فيه لدرجة أنّها لا تقدّر الضّرر النّاتج عنه، فإذا زاد الشّيء عن حدّه انقلب إلى ضدّه، ولكن يجب الانتباه دائما قبل الوصول إلى درجة تذوب عندها الفكرة السّليمة.
هـذا من جهة؛ من جهة أخرى يجب عزل أثر التّرقّي عن الإخلاص، فالإنشاد دعوة في ثـوب فنّيّ، كلّها لوجــه الله ولو قابلها مال يُستعان به، فالاستعانة ما هي سوى صورة ماديّة منهجيّة لا تأخذ مطلقا صفة الهدف، بمعنى آخر لا يجوز للإنشاديّ أن ينشط في الدّعوة لمجرّد أنّه يشعر بالسّعادة، أو أنّه يحس بالرّاحة، بل لأنّه جنديّ من جنود الدّعوة، يتطلّب وجوده في الدّنيا الأخذ بيد النّاس إلى الصّراط المستقيم، لا أن يلبّي ما تمليه عليه عواطفه، فقد يشعر اليوم بالسّعادة فهو واقف على قدم وساق؛ وغدا ينتابه الضّجر فيترك كلّ شيء، ويبحث عمّا يعيد إليه سعادته المفقودة.
إذا كانت الاستعدادات الفرديّة والجماعيّة متوفّرة؛ فهي عبث في الحالات العامّة، ومهما كانت هذه الملكات فإنّها لا تساوي شيئا دون وضع مفاتيحها موضع اليد، والحصول على معرفة تمكّن صاحبها أو أصحابها منها.
العلم قوّة يملّكها الله لمن يشاء، والعلم بدوائره المعرفيّة المتداخلة لا يبدو إلاّ هياكل نورانيّة يتشكّل منها هذا الوجود، والفلسفة الإنشاديّة باعتبارها علماً أيضا؛ تبحث في هذه الهياكل، قصد تقويتها وزيادة تماسكها حفاظاً على الوجود.
يعــدّ توظيف المواهب أمراً ذا أولويّة، ولكنّ الموهبة طريق مظلم على جانبيه صعـاب كثيــرة، وعوائـق طبيعيّـة وغير طبيعيّة، إنّها مشاكل إنشاديّة لا يمكن تذليلها إلاّ بالمعرفة العلميّة، فالمعرفة سبيل أمان لأنّها طريق نحو الحقيقة، ومتى ما عُرفت خبايا الطّريق؛ كان الوصول إلى الهدف أسلم.
إذن فالموهبة تتعزّز بالعلم، الذي يرفعها عن العبث، ويمدّها بطاقة إيجابيّة محرّكة بدل الطّاقة السّلبيّة المبنيّة على الأوهام والخرافات، ويجعل من الإنشاديّ صاحب العاطفة الجيّاشة المتحمّس عقلاً متفتّحا، له قاعدة فكريّة صلبة يتحكّم في الوجود عوض أن يتحكّم فيه هذا الأخير.
على الإنشاديّ أن يعمل عملاً ينفع به نفسه، فيجعل لنفسه مدخولاً ماليّا يعينه على سدّ حاجياته وحاجيات من يعول، وقد تضطرّه الحاجة أن يعمل عملا لا يناسبه، أي لا يتناسب مع إمكانيّاته، فهو يشغله للضّرورة، ولو منّ الله عليه بآخر مناسب له تماما لما تردّد لحظة، أمّا الإمكانيّات موضع الحديث فسهل فسيح الأرجـاء من علـم وثقافـة وموهبـة وغيره ممّا يمكن اعتباره أدوات ذات إسهامات مفيدة، فإذا أحدث الله موهبة عند الإنشاديّ توافق مهنته أو وظيفته؛ فهي باب فتحه بكرمه تعالى، والمقام هذا يتطرّق إلى علاقة البوّابة التي تنقل الفرد من استخدام وظيفته استخداما تمليه الضّرورة والواجب؛ إلى توظيف موهبة ملّكها الله له.
هـو باب من أبواب النّجـاح، ما دامت هنـاك عاطفة إيجابيّة تجاه عمل معيّن، فما المانع من توظيفها في عمل مأجـور ؟، وما دام هذا العمل عملاً جائزاً شرعاً يقدّم خدمة للجماعة العالميّة، فإنّه سيتقوّى بهذه العاطفة، ويكتسب شحنة طاقة إضافيّة، بأن جعل ما تشتهيه نفسه يخدم ما يمليه عقله وقلبه.
و كما يكون التّرقّي علاقة تبادليّة من الاستخدام إلى التّوظيف؛ يكون السّبيل في اتّجاه معاكس، أي الانتقال من توظيف الموهبة إلى استخدام الوظيفة التي يقتات منها الإنشاديّ، فحبّ الشّيء وإيجاد متعة في عمله وبلوغ نشوة عارمة وسعادة لا توصف؛ إنّما هو خيال في خيال، واتّباع هوى، فأين الشّيء الذي يضمن لنا دخلا ماديّا نقضي به حاجياتنا المختلفة من مأكل ومشرب وملبس ومسكن .... ؟.
للإنشاديّ متطلّبات وضرورات يجب أن يوفّرها له ولأسرته البيولوجيّة، توفيراً من أصل طيّب، فهو من جهة يكسب ما يساعده على كريم العيش، ويتجاوز به الأزمات والفتن؛ ومن جهة أخرى يقدّم خدمة للجماعة العالميّة، بتأديته واجباً نحوها، ودوراً فيها لا يقلّ أهميّة عن أدوار إنشاديّين آخرين.
تخضع المهنة فيما تخضع للإحتياجات التي تحدّدها الجماعة العالميّة، في ضوء ما يرضاه الله لعباده، وعليه فقد تلعب بعض المهن دورا استراتيجيّا، في العالم، بحكم ما تمثّله من مفاصل للجسم العالميّ، وأعضاء حيويّة له.
و كما تظهر مهن جديدة أو تتدعّم؛ تتقلّص فاعليّة مهن أخرى أو تنعدم فتختفي، بناء على الواقع المتغيّر، الذي هو تجسيد لعالم الأفكار.
يقع الفرق بين الاقتضاء والتّعزيز في عنصر الانفتاح، فانتقال الإنشاديّ من أساس التّوظيف إلى أساس الاستغلال شيء محصور بين الموهبة والعلم، أمّا الاقتضاء فهو الانطلاق من كلّ أساس إلى أساس العلم، لأنّ كلّ أساس من الأسس الخمسة للإنشاد؛ إلاّ ويحتاج الإنشاديّ إلى العلم لدعمه أو تقويته أو الحفاظ عليه ... الخ.
فالعلم يحتاج لنفسه حتّى يقوّي بعضه بعضا، وميدان معرفيّ واحد ينكر ميادين معرفيّة أخرى أو يهمّشها بدعوى أنّها غير ضروريّة أو غير مهمّة؛ لا يمكن أن نعدّه سوى ضرباً من ضروب الجهل.
ما نفعل بالرّياضيّات إذا أنكرت أو همّشت الفيزياء ؟، أو الوراثة ؟، أو البيئة ؟، أو الفلسفة ؟، أو التّاريخ ؟ .... فالعلم دوائر معرفيّة متداخلة، لاحظ العبارة جيّدا : «دوائر معرفيّة متداخلة»، لا يمكن فصل أجزائه إلاّ ليسهل على العقل تناولها، أمّا نكران بعضه أو تهميشه تحت غطاء عقمه فجهل متعمّد، ولا نتكلّم هنا عن العلوم الضّارة التي لا ينبغي التّطلّع إليها كالسّحر الأسود على سبيل المثال.
لا يمكن التّقدّم في وظيفة الإنشاديّ ومهنته ما دام لا يلقي بالاً للعلم، فقد يدمّر عمله بحسن نيّة، لا لشيء سوى لأنّه لم يهضم فكرة التّحكّم في الشّيء، وكيف تكون عمليّة التّحكّم إذا غاب المفتاح أو غُيّب ؟؟؟، و كيف تصل إلى مكان إذا لم تسلك الطّريق الموصل إليه ؟، طريقا جغرافيّا أو معنويّا أو شيئاً آخر ؟؟؟.
هذا التّأمّل محاولة إظهار للمرونة التي تتميّز بها أسس الإنشاد، ومهما بلغت عمليّة الإظهار من درجة؛ فإنّها قد تكون عاجزة عن بلوغ الحدّ الأعلى من الإظهار، فالتّشابك بين الأسس ما هو إلاّ دليل على تعقيد الوجود وتداخل الدّوائر المعرفيّة التي تحكمه.
أنواع الأناشيد
- الحداء: ويكون من شخص واحد فقط من دون ترديد وبدون إضافة أي مؤثرات وقلما تجد من يتقنه لاعتماده الكلي على مهارة المنشد.
- إيقاع: ويكون به ترديد وهذا النوع سهل والكثير يتقنه لاعتماد المنشد فيه على الآلة (الؤثرات-الفلاتر-وغيرها).
- مؤثرات بشرية.
- دفوف: يصاحب الكلمات ضرب بالدف بدون موسيقى وهو جائز للنساء في الأعراس والأعياد والانتصار في الحرب.
- بدون أي مؤثرات: وهذا يتوسط أنواع النشيد فهو جماعي ويشمل الحداء أحياناً في بدايته ولا يحتوي على الموسيقى.
النشيد الوطني أو القومي أو... إلخ
إن النشيد الوطني له دور قوي في إشعال حب الوطن وشعور الانتماء عند الشعب مع أن تأثير ذلك تناقص إلا أنه ما زال موجوداً والأناشيد الوطنية أوالقومية كثيرة منها الرسمي أو غير الرسمي لكن في كلتا الحالتين تعتبر من القوة بمكان يجعل شعور الانتماء يقوى ويتعزز وفي مواقف معينة من الأزمات وغيرها كان عند الشعب نشيداً مخصصاً لهذا الموقف المحدد فسماعهم للنشيد يذكّرهم بالموقف أو تذكر الموقف يذكّرهم بالنشيد كما حصل في حالات كثيرة ومن الأمثلة على ذلك: الشهيد العظيم "محمد الدُرّة" وهو في حضن والده والكلاب قتلوه،إن الموقف هذا جمّع الكل، وكانت أغنية "الضمير العربي" التي كانت نشيد في كل بيت عربي,ومثال آخر هو نشيد "قالوا إيه" الذي هزّ ستاد القاهرة بحضور الرئيس السيسي والرئيس السوداني "عمر البشير" فى احتفالية الأسرة المصرية, ومثال آخر عندما ارتفع صوت الطلبة على كوبري الجامعة أثناء مرور جنازة عميد الأدب العربي طه حسين تقول الكاتبة والأديبة الدكتورة لطيفة الزيات في مذكراتها:
«أوراق شخصية»: «....وارتفع صوت الطلبة على كوبري الجامعة أثناء مرور الجنازة يتردد نشيد بلادي بلادي، ......، وهزني شجن النهائية ونشيد «بلادي، بلادي» تنقلب على ألسنة الطلبة بأن: «لا إله إلا الله»، والكوبري المزدحم بالمئات يبدو ظهرا كصحراء مهجورة تردد صوت استغاثة لا يستجيب لها أحد».
وأيضاً على سبيل المثال نشيد الجيش المصري الذي يحفظه الجنود في الجيش المصري:
رسمنا على القلب وجه الوطن...نخيلا ونيلا وشعبا اصيلا وصناك يامصر طول الزمن.......ليبقى شبابك جيلا فجيلا
يقول الأستاذ حسن الشاذلي عنه:
كنا نحفظه عن ظهر قلب ونحن جنود في الجيش وتسري في الجسد رعشة الحب لهذا البلد الأمين فتتسربل بين الشرايين والافئدة ومازالت....فأنا واحد من جنودك دائما الذي يدرك وطنية الجيش ....فالى الذين لم يذوقوا يوما معنى الجنديةمن المؤيدين والمعارضين اهدي اليهم هذه الكلمات ففي الغد متسع لأن تصبحوا جنودا في السلام لتكونوا في رباط انتم وأزواجكم الى يوم القيامة..عاشت مصر وعاش شعبها وعاش جيشها العظيم.
وأناشيد كثيرة في حب البلاد منها في حب مصر مثلاً: نشيد الجلاء للمجموعة, نشيد القسم للمجموعة, نشيد الله أكبر للمجموعة, وغيرها الكثير لمصر أو أي بلد معينة خصوصاً أو الوطن العربي عموماً أو ربما حتى الإنسانية والعالم ككل...
النشيد في الشرع
الأناشيد الإسلامية
الاستماع إلى الأناشيد الإسلامية جائز، ذلك أن سماع الأناشيد كان من الأعمال التي جاءت في سنة الصحابة الأطهار[بحاجة لمصدر] وما كانت مما يداومون عليها مثل: عنايتهم بالكتاب والسنة والذكر.
إن الصحابة أنشدوا عند أول يوم في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم نشيد "طلع البدر علينا" نشيد يجعل الحب عنوان بداية كل عام هجري جديد.. وشعاره المحبة (عش بحب الله يحبك الله ويحبك الناس)
وقد ورد أن صحابة رسول الله كانوا يترنمون في الأناشيد في أعمالهم (حفر الخنادق وبناء المساجد)، وفي سيرهم إلى الجهاد والمناسبات، وكانوا يروحون به عن أنفسهم، ويهيجون بها مشاعرهم لعمل الخير والحث عليه.
وقد جاءت النصوص الصحيحة الصريحة بدلالات متنوعة على إباحة إنشاد الشعر واستماعه، فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام قد سمعوا الشعر وأنشدوه واستنشدوه من غيرهم في سفرهم وحضرهم وفي مجالسهم وأعمالهم، بأصوات فردية كما في إنشاد حسان بن ثابت وعامر بن الأكوع وأنجشة، وبأصوات جماعية كما في حديث أنس في قصة حفر الخندق، قال: فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بنا من النصب والجوع قال:
اللَّهُمَّ لاَ عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الآخِرَهْ | فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالمُهَاجِرَهْ |
فقالوا مجيبين :
نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدًا | عَلَى الْإِسْلَامِ مَا بَقِينَا أَبَدًا[2] |
وفي المجالس أيضا ؛ أخرج ابن أبي شيبة بسند حسن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : «لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منحرفين ولا متماوتين، كانوا يتناشدون الأشعار في مجالسهم، وينكرون أمر جاهليتهم، فإذا أريد أحدهم عن شيء من دينه دارت حماليق عينه».[3]
حديث أنس في دلائل النبوة للبيهقي، نحن جوار من بني النجار.
حديث: «يا أنجشة رويدك بالقوارير». متفق عليه
«عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث، قالت: وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وذلك في يوم عيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا»»[4]
الحداء ونشيد الأعراب
قال في شرح منظومة الآداب: «قال في الإقناع وغيره: ويباح الحداء الذي تساق به الإبل ونشيد الأعراب، وفي الإنصاف: وقيل الحداء ونشيد الأعراب كالغناء في ذلك، وقيل يباح، انتهى. قلت: المذهب الإباحة من غير كراهة؛ لما تظافرت به الأخبار، وتظاهرت به الآثار، من إنشاد الأشعار، والحداء في الأسفار وقد ذكر بعض العلماء الإجماع على إباحة الحداء. قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري: نقل ابن عبد البر الاتفاق على إباحة الحداء. قال وفي كلام بعض الحنابلة إشعار بنقل خلاف فيه ومانعه محجوج بالأحاديث الصحيحة»[5]
مراجع
- جهاز انسام الصباح للتربية الفنية (2011)، تاملات في الفلسفة الانشادية (باللغة عربية)، مؤرشف من الأصل في 28 أبريل 2022.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة CS1: لغة غير مدعومة (link) - رواه البخاري :3/1043
- مصنف ابن أبي شيبة 8/711
- صحيح البخاري رقم: (909)
- غذاء الألباب شرح منظومة الآداب للسفاريني
- بوابة الأديان
- بوابة علم النفس
- بوابة ماليزيا
- بوابة إندونيسيا
- بوابة فنون
- بوابة الإسلام
- بوابة شعر
- بوابة موسيقى
- بوابة تصوف