إنكار الإبادة الجماعية في رواندا

يعتبر إنكار الإبادة الجماعية في رواندا بأنه التأكيد على أن الإبادة الجماعية في رواندا لم تحدث بنفس الطريقة أو الدرجة التي وصفها الباحثون. يعترف باحثو الإبادات بالإبادة الجماعية في رواندا على نطاق واسع باعتبارها واحدة من أكبر الإبادات الجماعية الحديثة، وتُشير العديد من المصادر إلى أن العدد الهائل للقتلى هو بمثابة دليل على وجود خطة منهجية منظمة لإبادة الضحايا. يُعتبر نكران الإبادة الجماعية في رواندا جريمة فيها.[1]

نكران المسؤولين

ادعى أحد كبار شعب توتسي ومسؤول بالأمم المتحدة أنه لم تحدث أية إبادة جماعية للتوتسي على الإطلاق: أنطوان نايتيرا، الذي ادعى وجود أصول مَلكية لقبيلة التوتسي، وممثل الأمم المتحدة السابق في رواندا، جاك رور بوه بوه، الذي صرح بأن «الادعاء بحدوث إبادة جماعية هو أمر أقرب إلى السياسات السريالية أكثر من كونه حقيقة».[2]

هيرمان وبيترسون

في كتاب سياسات الإبادة الجماعية عام 2010 للاقتصادي إدوارد هيرمان وديفيد بيترسون، لم ينكر الكاتبان حجم القتل خلال فترة العنف الشديد من أبريل إلى يوليو عام 1994، لكنهما شككا بتوزيع الضحايا على مدار تلك الأشهر وقالا أن غالبية القتلى كانوا من الهوتو وليس من التوتسي. اتهمهما النقاد بإنكارهما للإبادة الجماعية لكن هذه الاتهامات قوبلت برفض هيرمان وبيترسون.[3][4][5][6]

يذهب كتابهما لأبعد بكثير من الآخرين المشككين بإجماع الرأي حيال الإبادة الجماعية: يُصرح بأن المعلومات المنتشرة ليست ببساطة خاطئة جزئيًا، لكنها في الواقع «خط دعائي....قلَبَ الجاني والضحية رأسًا على عقب». ينتقد هذا الثنائي الجوانب الرئيسية لتقرير هيومن رايتس ووتش الذي أجرته أليسون دي فورجيس ويؤكدان على أنها تحجب قضية من اغتال هابياريمانا (ويقولان أنه من الجلي أن الفاعل هو الجبهة الوطنية الرواندية)، وأنه خلافًا لنتائج تقرير دي فورجيس يُعتبر النظام الوحيد المخطط جيدًا للعنف الجماعي المرتكب بعد القتل هو غزو الجبهة الوطنية الرواندية لإزاحة الهوتو عن السلطة. خلص هيرمان وبيترسون في نهاية المطاف إلى أن الجبهة الوطنية الرواندية هي «المقترف الرئيسي للإبادة الجماعية» في حين كان الإنترهيموي هم «الضحايا الفعليين للجبهة الوطنية الراوندية».[7][8][9][10]

يشير كتابهما إلى أن النسخة المقبولة من رواية أحداث عام 1994 تتضمن أن رواندا هي «الحالة الأولى في التاريخ حيث تتمكن أقلية من السكان، تعاني الدمار على أيدي المعذبين، من  إزاحة معذبيها عن السلطة وتبسط سيطرتها على البلد، وكل هذا في فترة أقل من مئة يوم»، ويعتقد الراويان هيرمان وبيترسون أنه «أمر مذهل في حدود قصوى».[11]

انتقد الأخصائي الإفريقي غيرالد كابلان وصف بيرتسون وهيرمان متهمًا إياهما بقوله «أن السبب الذي مكن أعضاء الهوتو في الحكومة من التخطيط لإبادة جماعية ضد التوتسي لم يُفسر إطلاقًا». وصف جيمس ويزي، السكرتير الأول في المفوضية العليا الرواندية في لندن، موقف هيرمان وبيترسون من الإبادة الجماعية بأنه «مؤسف». قارن العالم آدم جونز مقاربة هيرمان وبيترسون بإنكار الهولوكوست.[12][13][14]

رواندا، القصة التي لم يسمع بها أحد

بثت قناة بي بي سي فيلمًا وثائقيًا، بعنوان قصة رواندا التي لم يسمع بها أحد، شكك بالوصف التاريخي المقبول وشمل مقابلات مع الباحثين الأمريكيين كريستيلن دافينبورت وآلان سي ستام الذي ادعى أن معظم الضحايا ربما كانوا من الهوتو.[15] بعد ذلك، وافق البرلمان الرواندي على قرار يقضي بمنع بث قناة بي بي سي في البلاد.[16]

بيتر إرلايندر

يشكك المحامي الأميركي بيتر إرلايندر، الذي كان محامي الدفاع الرئيسي للمحكمة الجنائية الدولية لرواندا في الأمم المتحدة، بالتخطيط للقتل ويخلص إلى أن مقتل التوتسي لا يجب أن يُسمى إبادة جماعية.[17]

انظر أيضًا

مراجع

  1. Holland, Hereward (17 يونيو 2010)، "Rwanda frees U.S. lawyer due to health, charges remain"، رويترز، مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 2020، اطلع عليه بتاريخ 27 نوفمبر 2010.
  2. Lemarchand 2013، صفحة 10.
  3. Monbiot, George (13 يونيو 2011)، "Left and libertarian right cohabit in the weird world of the genocide belittlers"، The Guardian، الغارديان، مؤرشف من الأصل في 25 أبريل 2019، اطلع عليه بتاريخ 09 أغسطس 2013.
  4. Shaw, Martin (16 سبتمبر 2010)، "The politics of genocide: Rwanda & DR Congo"، openDemocracy، مؤرشف من الأصل في 25 يوليو 2018، اطلع عليه بتاريخ 19 ديسمبر 2014.
  5. إدوارد هيرمان (اقتصادي) (19 July 2011). "Reply to George Monbiot on 'Genocide Belittlingقالب:' ". ZNet. Retrieved 7 August 2013. نسخة محفوظة 24 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  6. إدوارد هيرمان (اقتصادي)؛ David Peterson (9 February 2011). "George Monbiot and the Guardian on 'Genocide Denial' and 'Revisionismقالب:' ". mrzine.monthlyreview.org. Retrieved 9 August 2013. نسخة محفوظة 4 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  7. Herman & Peterson 2010، صفحة 51.
  8. Des Forges, Alison (1999)، Leave None to Tell the Story: Genocide in Rwanda (Report)، New York, NY: هيومن رايتس ووتش، ISBN 1-56432-171-1، مؤرشف من الأصل في 18 فبراير 2019.
  9. Herman & Peterson 2010، صفحات 51–2.
  10. Herman & Peterson 2010، صفحة 54.
  11. Herman & Peterson 2010، صفحات 56–7.
  12. Caplan, Gerald, "The politics of denialism: The strange case of Rwanda - Review of The Politics of Genocide", Pambazuka News, #486, 16 June 2010. نسخة محفوظة 13 يوليو 2014 على موقع واي باك مشين.
  13. Wizeye, James, "To claim Tutsis caused Rwanda's genocide is pure revisionism", The Guardian, 25 July 2011. نسخة محفوظة 24 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  14. "See No Evil-Amazing People are Denying Every Genocide in Sight", Genocide Protection News, #11, Fall 2012. نسخة محفوظة 16 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
  15. Fagiolo, Nicoletta (7 أبريل 2015)، "Rwanda's Untold Story. A commentary on the BBC Two documentary"، La Tribune Franco-Rwandaise، مؤرشف من الأصل في 06 أغسطس 2017، اطلع عليه بتاريخ 5 يوليو 2017.
  16. "Rwanda MPs condemn BBC Untold Story programme on genocide". BBC.com. نسخة محفوظة 7 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  17. . نسخة محفوظة 27 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  • بوابة الحرب
  • بوابة رواندا
  • بوابة حقوق الإنسان
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.