التأثير البيئي لصناعة الصخر الزيتي

يعالج التأثير البيئي لصناعة الصخر الزيتي قضايا مثل استخدام الأراضي وإدارة المخلفات وتلوث المياه والهواء الناجم عن استخراج ومعالجة الصخر الزيتي. يؤدي الاستخلاص السطحي لرواسب الصخر الزيتي إلى التأثيرات البيئية المعتادة للتنقيب ضمن الحفر المكشوفة. إضافة إلى ذلك، يولِّد الاحتراق والمعالجة الحرارية مخلّفاتٍ يجب التخلص منها وانبعاثات ضارة في الغلاف الجوي، تحتوي هذه الانبعاثات على ثاني أكسيد الكربون وهو أحد غازات الدفيئة الرئيسية. إن عمليات التحويل التجريبية في الموقع وتقنيات احتجاز وتخزين الكربون قد تقلل بعض هذه المخاوف في المستقبل، ولكنها قد تثير مخاوف أخرى مثل تلوث المياه الجوفية.[1][2]

الاستخلاص السطحي والتقطير

استخدام الأرض وإدارة المخلفات

يتطلب الاستخلاص السطحي والمعالجة في الموقع استخدامًا واسعًا للأرض. كما يفرض ألّا تستخدم الأراضي بالأشكال التقليدية، وبالتالي ينبغي تجنب المناطق الكثيفة السكان. يقلل استخراج الصخر الزيتي من تنوع النظام البيئي الأصلي في الموائل التي تدعم مجموعة متنوعة من النباتات والحيوانات. بعد نهاية العمل يجب أن تستصلح الأرض. ومع ذلك، فإن هذه العملية تستغرق وقتًا طويلًا ولا يمكنها بالضرورة إعادة تأسيس التنوع البيولوجي الأصلي للمكان. إنّ تأثير الاستخلاص الموضعي (تحت الأرض) على المناطق المحيطة أقل من تأثير الاستخلاص ضمن الحفر المفتوحة. ومع ذلك فقد يتسبب الاستخلاص الموضعي أيضًا في هبوط السطح بسبب انهيار منطقة مستخدمة وانجرافات الأحجار المتروكة.[3][4]

يحتاج التخلص من مخلفات الاستخراج وبقايا الصخر الزيتي ورماد الاحتراق إلى استخدام إضافي للأراضي. وفقًا لدراسة المجلس الاستشاري لعلوم الأكاديميات الأوروبية فإنّ المخلّفات الناجمة عن عملية المعالجة تشكل حجمًا أكبر من المادة المستخرجة. وبالتالي لا يمكن التخلص منها بشكل كامل تحت الأرض. ما يعني أنّ إنتاج برميل من النفط الصخري يمكن أن يولّد نحو 1.5 طن من بقايا الصخر الزيتي. وهذا يشغل حجمًا أكبر بنسبة تصل إلى 25% من الصخر الأصلي. لكنّ هذه النتائج لم تؤكد من قبل صناعة الصخر الزيتي في إستونيا، حيث أدت عملية الاستخلاص والمعالجة لما يقرب المليار طن من الصخر الزيتي في إستونيا إلى خلق نحو 360 إلى 370 مليون طن من المخلفات الصلبة، من بينها 90 مليون طن من مخلفات الاستخلاص، و70-80 مليون طن من بقايا الصخر الزيتي، و200 مليون طن من رماد الاحتراق. قد تحتوي المخلفات على عدة ملوثات بينها الكبريتات والفلزات الثقيلة والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (بّي إيه إتش إس)، بعض هذه المواد سامة ومسرطنة. ويتم التخلص من المخلفات الصلبة الناتجة عن عملية المعالجة الحرارية في مكبٍّ مفتوح (دفن النفايات أو التكديس)، وليس تحت الأرض وذلك لتجنب تلوث المياه الجوفية. نظرًا لأنّ بقايا الصخر الزيتي تتكوّن من المعادن بالإضافة إلى نحو 10٪ من المواد العضوية فهي قد تشكل خطراً على البيئة بسبب رشح المركبات السامة بالإضافة إلى إمكانية الاشتعال الذاتي.[5][6][7]

إدارة المياه

يؤثر الاستخلاص على نمط جريان المياه في المنطقة المتأثرة. في بعض الحالات يتطلب الأمر خفض مستويات المياه الجوفية إلى ما تحت مستوى طبقة الصخر الزيتي، مما قد يحمل آثارًا ضارة على الأراضي الصالحة للزراعة والغابات المحيطة بها. في إستونيا يجب ضخ 25 مترًا مكعبًا من المياه من منطقة الاستخلاص لكل متر مكعب من الصخر الزيتي المستخلص. وفي الوقت نفسه تحتاج المعالجة الحرارية للصخر الزيتي إلى المياه من أجل تبريد المنتجات الساخنة والتحكم في الغبار. تعتبر المخاوف المتعلّقة بالمياه قضية حساسة بشكل خاص في المناطق القاحلة، مثل الجزء الغربي من الولايات المتحدة وصحراء النقب الإسرائيلية، حيث توجد خطط لتوسيع صناعة الصخر الزيتي. اعتمادًا على التكنولوجيا يستخدم التقطير السطحي (فوق الأرض) بين واحد وخمسة براميل من الماء لكل برميل من النفط الصخري المنتج. ووفقًا لأحد التقديرات تستخدم المعالجة في الموقع نحو عُشر كمية المياه المستخدمة.[8][9][10][11][12][13][14][15]

تمثل المياه العامل الرئيسي لنقل ملوثات صناعة الصخر الزيتي. تتمثل إحدى القضايا البيئية في منع رشح المواد الضارة من بقايا الصخر إلى إمدادات المياه. تترافق معالجة الصخر الزيتي بتشكل مياه معالجة ومياه صرف تحتوي على الفينولات والقطران والعديد من المنتجات الأخرى، وهي قابلة للفصل وسامة على البيئة. وقد ذكر بيان الأثر البيئي البرامجي لعام 2008 الصادر عن مكتب إدارة الأراضي في الولايات المتحدة أنّ عمليات الاستخلاص السطحي والتقطير تنتج ما بين 2 إلى 10 غالون أمريكي من مياه الصرف لكل طن قصير (0.91 طن) من الصخر الزيتي المعالج.

إدارة تلوث الهواء

إنّ محطات طاقة الوقود الأحفوري هي سبب رئيسي لتلوث الهواء، وينتج عنها انبعاثات من المنتجات الغازية مثل أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت وكلوريد الهيدروجين، بالإضافة إلى المواد المحمولة جوًاً (الرماد المتطاير). وهو يشتمل على جزيئات من أنواع مختلفة (الكربونية وغير العضوية) وبأحجام مختلفة. يعتمد تركيز ملوثات الهواء في غاز المداخن بشكل أساسي على تقنية الاحتراق ونظام الاحتراق، في حين تُحدد انبعاثات المواد الصلبة بكفاءة أجهزة التقاط الرماد المتطاير. يؤدي التخلص من بقايا الصخر الزيتي بشكل مكشوف إلى انتشار الملوثات بالإضافة إلى النواقل المائية أيضًا عن طريق الهواء (الغبار). هناك روابط محتملة بين التواجد في منطقة للصخر الزيتي وبين زيادة خطر الإصابة بالربو وسرطان الرئة مقارنة بالمناطق الأخرى.[16][17][18]

انبعاثات غازات الدفيئة

إنّ انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن إنتاج الصخر الزيتي والغاز الصخري أعلى من إنتاج النفط التقليدي ويحذر تقرير للاتحاد الأوروبي من أنّ القلق العام المتزايد بشأن الآثار الضارة للاحتباس الحراري قد يؤدي إلى معارضة تطوير الصخر الزيتي. [19]

تنشأ الانبعاثات من عدة مصادر. وتشمل غاز ثاني أوكسيد الكربون المنطلق من تحلل الكيروجين والكربونات في عملية الاستخراج، وتوليد الطاقة اللازمة لتسخين الصخر الزيتي وفي عمليات معالجة النفط والغاز الأخرى، والوقود المستخدم في استخراج الصخور والتخلص من المخلفات. ونظرًا لاختلاف التركيب المعدني والقيمة الحرارية لرواسب الزيت الصخري على نطاق واسع، فإن القيم الفعلية تختلف اختلافًا كبيرًا. في أحسن الأحوال ينتج عن الاحتراق المباشر لصخر الزيتي انبعاثات كربون مماثلة لتلك الناتجة عن أدنى أشكال الفحم، اللغينيت (الفحم البني)، وهو مصدر للطاقة مثير للجدل أيضًا بسبب مستويات انبعاثاته العالية. بالنسبة لتوليد الطاقة واستخراج النفط فيمكن تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عن طريق الاستخدام الأفضل للحرارة المهدرة من تيارات الإنتاج.

المعالجة في الموقع

في الوقت الحالي تعد معالجة الصخر الزيتي ضمن الموقع هي الأكثر جاذبية لكونها تقلل من المشكلات البيئية السطحية المعتادة. ومع ذلك تحمل هذه العمليات مخاطر بيئية كبيرة محتملة على طبقات المياه الجوفية، خاصة وأنّ الأساليب المتبعة للاستخراج في الموقع قد تتطلب وضع تغطية جليدية أو أيّ شكل آخر من العوائق لتقييد تدفق النفط الناتج حديثًا إلى طبقات المياه الجوفية. ومع ذلك بعد إزالة جدار التجميد يمكن أن تتسبب هذه الأساليب في تلوث المياه الجوفية مع زيادة التوصيل المائي للصخر المتبقي ما يسمح للمياه الجوفية بالتدفق وتسرب الأملاح من المياه الملوثة حديثًا.[20]

المراجع

  1. Bartis, Jim (26 أكتوبر 2006)، Unconventional Liquid Fuels Overview (PDF)، World Oil Conference، بوسطن: Association for the Study of Peak Oil & Gas - USA، مؤرشف من الأصل (PDF) في 21 يوليو 2011، اطلع عليه بتاريخ 28 يونيو 2007.
  2. Mittal, Anu K. (10 مايو 2012)، "Unconventional Oil and Gas Production. Opportunities and Challenges of Oil Shale Development" (PDF)، مكتب محاسبة الحكومة، مؤرشف من الأصل (PDF) في 27 سبتمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 22 ديسمبر 2012.
  3. Francu, Juraj؛ Harvie, Barbra؛ Laenen, Ben؛ Siirde, Andres؛ Veiderma, Mihkel (مايو 2007)، "A study on the EU oil shale industry viewed in the light of the Estonian experience. A report by EASAC to the Committee on Industry, Research and Energy of the European Parliament" (PDF)، European Academies Science Advisory Council، : 23–30، مؤرشف من الأصل (PDF) في 23 يوليو 2018، اطلع عليه بتاريخ 06 مايو 2011. {{استشهاد بدورية محكمة}}: Cite journal requires |journal= (مساعدة)
  4. Kattel, T. (2003)، "Design of a new oil shale surface mine" (PDF)، Oil Shale. A Scientific-Technical Journal، Estonian Academy Publishers، 20 (4): 511–514، ISSN 0208-189X، مؤرشف من الأصل (PDF) في 9 أغسطس 2017، اطلع عليه بتاريخ 23 يونيو 2007.
  5. Kahru, A.؛ Põllumaa, L. (2006)، "Environmental hazard of the waste streams of Estonian oil shale industry: an ecotoxicological review" (PDF)، Oil Shale. A Scientific-Technical Journal، Estonian Academy Publishers، 23 (1): 53–93، ISSN 0208-189X، مؤرشف من الأصل (PDF) في 9 أغسطس 2017، اطلع عليه بتاريخ 02 سبتمبر 2007.
  6. Mölder, Leevi (2004)، "Estonian Oil Shale Retorting Industry at a Crossroads" (PDF)، Oil Shale. A Scientific-Technical Journal، Estonian Academy Publishers، 21 (2): 97–98، ISSN 0208-189X، مؤرشف من الأصل (PDF) في 14 أبريل 2018، اطلع عليه بتاريخ 23 يونيو 2007.
  7. Tuvikene, Arvo؛ Sirpa Huuskonen؛ Kari Koponen؛ Ossi Ritola؛ Ülle Mauer؛ Pirjo Lindström-Seppä (1999)، "Oil Shale Processing as a Source of Aquatic Pollution: Monitoring of the Biologic Effects in Caged and Feral Freshwater Fish"، آفاق الصحة البيئية، National Institute of Environmental Health Sciences، 107 (9): 745–752، doi:10.2307/3434660، JSTOR 3434660، PMC 1566439، PMID 10464075.
  8. Brendow, K. (2003)، "Global oil shale issues and perspectives. Synthesis of the Symposium on Oil Shale. 18–19 November, Tallinn" (PDF)، Oil Shale. A Scientific-Technical Journal، Estonian Academy Publishers، 20 (1): 81–92، ISSN 0208-189X، مؤرشف من الأصل (PDF) في 21 يناير 2019، اطلع عليه بتاريخ 21 يوليو 2007.
  9. Speckman, Stephen (22 مارس 2008)، "Oil-shale 'rush' is sparking concern"، Deseret News، مؤرشف من الأصل في 09 يناير 2009، اطلع عليه بتاريخ 24 أغسطس 2008.
  10. "Fact Sheet:Oil Shale Water Resources" (PDF)، United States Department of Energy، مؤرشف من الأصل (PDF) في 29 أكتوبر 2012، اطلع عليه بتاريخ 15 سبتمبر 2007. {{استشهاد بدورية محكمة}}: Cite journal requires |journal= (مساعدة)
  11. "Critics charge energy, water needs of oil shale could harm environment"، U.S. Water News Online، يوليو 2007، مؤرشف من الأصل في 18 يونيو 2008، اطلع عليه بتاريخ 01 أبريل 2008.
  12. Bartis, James T.؛ LaTourrette, Tom؛ Dixon, Lloyd؛ Peterson, D.J.؛ Cecchine, Gary (2005)، Oil Shale Development in the United States. Prospects and Policy Issues. Prepared for the National Energy Technology Laboratory of the United States Department of Energy (PDF)، مؤسسة راند، ISBN 978-0-8330-3848-7، مؤرشف من الأصل (PDF) في 4 سبتمبر 2012، اطلع عليه بتاريخ 29 يونيو 2007.
  13. "Chapter 4. Effects of Oil Shale Technologies"، Proposed Oil Shale and Tar Sands Resource Management Plan Amendments to Address Land Use Allocations in Colorado, Utah, and Wyoming and Final Programmatic Environmental Impact Statement (PDF)، مكتب إدارة الأراضي، سبتمبر 2008، ص. 4‑3، FES 08-32، مؤرشف من الأصل (PDF) في 27 مايو 2010، اطلع عليه بتاريخ 07 أغسطس 2010.
  14. Luken, Larry (09 يوليو 2005)، "Oil Shale Myths"، Shale Oil Information Center، مؤرشف من الأصل في 28 أكتوبر 2008، اطلع عليه بتاريخ 01 أبريل 2008.
  15. Fischer, Perry A. (أغسطس 2005)، "Hopes for shale oil are revived"، World Oil Magazine، غلف بابليشينغ كومباني، مؤرشف من الأصل في 09 نوفمبر 2006، اطلع عليه بتاريخ 01 أبريل 2008.
  16. Ots, Arvo (12 فبراير 2007)، "Estonian oil shale properties and utilization in power plants" (PDF)، Energetika، Lithuanian Academy of Sciences Publishers، 53 (2): 8–18، مؤرشف من الأصل (PDF) في 5 يونيو 2013، اطلع عليه بتاريخ 06 مايو 2011.
  17. Lotman, Silvia، "Op-ed: Don't let Estonian shale firm do to Utah what it has done to Estonia"، The Salt Lake Tribune (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 14 مارس 2017، اطلع عليه بتاريخ 14 يونيو 2016.
  18. Teinemaa, E.؛ Kirso, U.؛ Strommen, M.R.؛ Kamens, R.M. (2003)، "Deposition flux and atmospheric behavior of oil shale combustion aerosols" (PDF)، Oil Shale. A Scientific-Technical Journal، Estonian Academy Publishers، 20 (3 Special): 429–440، ISSN 0208-189X، مؤرشف من الأصل (PDF) في 12 أغسطس 2017، اطلع عليه بتاريخ 02 سبتمبر 2007.
  19. Koel, Mihkel (1999)، "Estonian oil shale"، Oil Shale. A Scientific-Technical Journal، Estonian Academy Publishers، (Extra)، ISSN 0208-189X، مؤرشف من الأصل في 27 أبريل 2019، اطلع عليه بتاريخ 21 يوليو 2007.
  20. Grunewald, Elliot (06 يونيو 2006)، "Oil Shale and the Environmental Cost of Production" (PDF)، جامعة ستانفورد، مؤرشف من الأصل (PDF) في 13 يونيو 2007، اطلع عليه بتاريخ 02 يونيو 2007. {{استشهاد بدورية محكمة}}: Cite journal requires |journal= (مساعدة)
  • بوابة طاقة
  • بوابة طبيعة
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.