جنس فموي
الجنس الفموي هو نشاط جنسي يتم فيه مداعبة واستثارة أو لعق الأعضاء التناسلية للطرف الآخر الممارس باستعمال الفم أو اللسان في العملية الجنسية، مما يؤدي للقذف أحياناً عند الرجل ووصول المرأة لهزة الجماع.
التأثيرات الصحية
يمكن أن يتسبب الجنس الفموي ببعض الأمراض الجلدية، وفطريات المهبل وكذلك قد يزيد الجنس الفموي من احتمالية الإصابة بسرطان الحلق وخاصة إذا تمت هذه العملية مع أكثر من شريك.[1]
- ظهرت إصابات إيدز ناجمة عن الجنس الفموي وإن لم تكن ذات انتشار واسع.[2][3]
- مرض الهربس يتنقل بسهولة من خلال عملية الجنس الفموي.[4][5]
- الالتهابات البكتيرية تنتقل من خلال الجنس الفموي،[6][7] مثل السلمونيلا وشيغيلة (بالإنجليزية: Shigella) والعطفية (بالإنجليزية: Campylobacter).
- المُتَدَثِّرَة (بالإنجليزية: Chlamydia)، يمكن نقلها بواسطة الجنس الفموي.[8]
- (بالإنجليزية: Gonorrhea) إصابة جرثومية تنتقل بالجنس الفموي.[9]
- التهاب الكبد A، التهاب الكبد B والتهاب الكبد C جميعها قد تنتقل بالجنس الفموي.[10]
الآراء الدينية
الإسلام
اختلفت الآراء في الإسلام حول هذا السلوك، ما بين القائل بالتحريم، أو القائل بالكراهة أو المبيح.
- المانع أو المحرم
قال بالتحريم الدكتور محمد السيد الدسوقي أستاذ الشريعة بقطر، فيقول: «العلاقة الزوجية الخاصة في الإسلام بالطريقة المشروعة هي الوسيلة الطبيعية للاستمتاع وللنسل وللحياة الزوجية النظيفة، والله تبارك وتعالى أمرنا في كتابه الكريم بأن نأتي النساء من حيث أمرنا وهو الجماع المشروع، أما ما جاء في هذا الموضوع فهو لون من ألوان فساد الفطرة التي يمجها الحيوان فضلا عن الإنسان، وإذا كان لا يوجد لدينا نص صريح يأمر بالتحريم فإنا في قواعد الشريعة التي تنص بأنه لا ضرر ولا ضرار في الإسلام، وبأن المحافظة على الفطرة الإنسانية سنة إلهية فإن الخروج بالعلاقة الجنسية عن الطريق الطبيعي إفساد للفطرة وقضاء على النسل، ووسيلة لأمراض متعددة، ولهذا أرى بأن مثل هذا السلوك لا يليق بالإنسان الذي كرمه ربه، ولكن يبدو أن عدوى الحضارة المادية التي تفننت في وسائل هابطة لإشباع الرغبات الشهوانية جعلت الإنسان يتصرف بأسلوب يرفضه الحيوان.»
- الكاره
قال بكراهة الإنزال الدكتور يوسف القرضاوي، فيقول: «لا بأس على المسلم إذا أن يستمتع بامرأته بعيدا عن موضع الأذى، وبهذا وقف الإسلام وسطا بين المتطرفين في مباعدة الحائض إلى حد الإخراج من البيت، والمتطرفين في المخالطة إلى حد الاتصال الحسي. وقد كشف الطب الحديث ما في إفرازات الحيض من مواد سامة تضر بالجسم إذا بقيت فيه، كما كشف سر الأمر باعتزال جماع النساء في الحيض. فإن الأعضاء التناسلية تكون في حالة احتقان، والأعصاب تكون في حالة اضطراب بسبب إفرازات الغدد الداخلية، فالاختلاط الجنسي يضرها، وربما يمنع نزول الحيض، كما يسبب كثيرا من الاضطراب العصبي، وقد يكون سببا في التهاب الأعضاء التناسلية.»
ويضيف بقوله: «ولقد حدث في عصر الصحابة أن واحدا من الصحابة في ملاعبته ومداعبته لزوجته امتص ثديها ورضع منها أي جاءه شيء من الحليب ثم راح استفتى أبا موسى الأشعري فقال له: "حَرُمت عليك"، ثم ذهب إلى عبد الله بن مسعود فقال له: "لا شيء عليك، لا رضاعة إلا في الحولين"، الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم "الرضاع في الحولين". الله يقول (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ) البقرة : 232. يعني الرضاعة المحرِّمة لها سن معينة هي السن التي يتكون فيها الإنسان ينبت اللحم وينشذ العظم في السنتين الأوليين، بعد ذلك لا عبرة بالرضاعة، فقال أبو موسى الأشعري: "لا تسألوني وهذا الحبر فيكم". فللرجل أن يرضع من زوجته، هذا من وسائل الاستمتاع المشروعة ولا حرج فيها.»
ويختم بقوله: «وقد أجاز الفقهاء تقبيل الزوجة فرج زوجها ولو قبَّل الزوج فرج زوجته هذا لا حرج فيه، أما إذا كان القصد منه الإنزال فهذا الذي يمكن أن يكون فيه شيء من الكراهة،ولا أستطيع أن أقول الحرمة لأنه لا يوجد دليل على التحريم القاطع، فهذا ليس موضع قذر مثل الدبر، ولم يجئ فيه نص معين إنما هذا شيء يستقذره الإنسان، إذا كان الإنسان يستمتع عن طريق الفم فهو تصرف غير سوي، إنما لا نستطيع أن نحرمه خصوصاً إذا كان برضا المرأة وتلذذ المرأة (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * الا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) المؤمنون : 5- 7. فهذا هو الأصل.»
- المبيح
يقول الدكتور علي جمعة محمد مفتي مصر السابق، وأستاذ الأصول والفقه بجامعة الأزهر: «قال تعالى "نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ" [البقرة:223]، وفي التفسير أن التقدمة هي القبلة وفي الحديث أجعل بينك وبين امرأتك "رسول" ويقصد بـ"الرسول" القبلة ويجوز للرجل والمرأة الاستمتاع بكل أنواع التلذذ فيما عدا الإيلاج في الدبر؛ فإنه محرم أما ما ورد في السؤال من المص واللعق والتقبيل وما لم يرد من اللمس والجنس الشفوي عبر الكلام فكله مباح ويرى جمعة أن على المسلم أن يكتفي بزوجته وحلاله، وأن يجعل هذا مانعا له من الوقوع في الحرام، ومن النظر الحرام، وعليه أن يعلم أن الجنس إنما هو غريزة تشبع بوسائلها الشرعية وليس الجنس ضرورة كالأكل والشرب كما يراه الفكر الغربي.»
وجهات النظر الثقافية
تتباين وجهات النظر الثقافية حول الجنس الفموي، فقد اعتبرته الثقافة الرومانية القديمة مسألة محرمة اجتماعياً بصورة كبيرة،[11] فعموماً سادت نظرة الخضوع أو الهيمنة على الأفعال الجنسية. وبموجب هذا النظام فقد كان من المقيت أن يؤدي الذكر الجنس الفموي باعتباره الطرف المُخترق فموياً (أي الطرف الخاضع)، فيما لم يُنظر لفعل تلقي الجنس الفموي من امرأة أو من رجل ينتمي لطبقة اجتماعية أدنى (مثل العبد أو المديون) على أنه مهين.[11] وبالمقابل بجلّت ثقافة الطاو الصينية الجنس الفموي الممارس على الإناث كممارسة مُرضيّة روحياً، واعتبرتها تحمل القدرة على تعزيز طول العمر.[12]
يرى بعض الأشخاص الجنس الفموي بأنه غير طبيعي لأنه لا يؤدي إلى التكاثر.[13] فيما يجده آخرون أقل حميمية لأنه لا يجري وجهاً لوجه، أو يعتقدون بأنه ممارسة مهينة أو غير نظيفة.[14] وعلى العكس من تلك الآراء، يرى بعض الأشخاص الجنس الفموي كأحد أكثر السلوكيات حميميةً التي يمكن لشخصان أن يقوما بها كونها تتطلب ثقة كاملة.[15]
عند الحيوانات
تم ملاحظة الجنس الفموي في المملكة الحيوانية عند عدة أنواع.[17][18] لعق العضو الذكري موجود أيضاً عند خفافيش الفاكهة، فقد لوحظ أنه وفيما كانت الخفافيش تتزاوج، كانت أزواج خفافيش الفاكهة تمضي مزيد من الوقت في الاتصال الجنسي إذا كانت الإناث تلعق الذكور أكثر من لو كانت لا تفعل ذلك، وهذا السلوك هو الوحيد لنوع حيواني من غير الرئيسيات.[16][19]
مراجع
- /releases/2007/05/070509210142.htm Johns Hopkins Medical Institutions (10 مايو 2007). Oral Sex Increases Risk Of Throat Cancer. ScienceDaily نسخة محفوظة 25 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
- Oral Sex and the Risk of HIV Transmission / HIV/AIDS Epi Update - May 2004 / Public Health Agency of Canada [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 23 يونيو 2012 على موقع واي باك مشين.
- Can I get HIV from oral sex? / Centers for Disease Control and Prevention نسخة محفوظة 29 مارس 2016 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
- Risk Of Herpes Infection Rises With Oral Sex. ScienceDaily (Mar. 12, 2005) نسخة محفوظة 20 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
- Receiving Oral Sex, Vaginal Intercourse Boost Chance of Herpes Infection WebMD Health News. Mar. 1, 2005 نسخة محفوظة 21 نوفمبر 2012 على موقع واي باك مشين.
- C.M. Thorpe and G.T. Keusch, Enteric bacterial pathogens Shigella, Salmonella, Campylobacter. In: K.K. Holmes, P.F. Sparling and P. Mardh et al., Editors, Sexually Transmitted Diseases (3rd ed), McGraw-Hill, Health Professions Division, New York (1999). نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- S Edwards, C Carne. Oral sex and transmission of non-viral STIs. Sex Transm Infect 1998 Apr; 74(2)95-100. (PDF FILE) نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- Chlamydia Essential facts نسخة محفوظة 20 يوليو 2006 على موقع واي باك مشين.
- Gonorrhea: symptoms, treatment & prevention نسخة محفوظة 23 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
- What infections can I catch through oral sex / national health service - UK نسخة محفوظة 6 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- "Irrumation"، Sacred-texts.com، مؤرشف من الأصل في 01 يناير 2018، اطلع عليه بتاريخ 3 أبريل 2011.
- Octavio Paz (1969) Conjunctions and Disjunctions; trans. Helen R. Lane. London: Wildwood House; p. 97
- Buschmiller, Rev. Robert، "Oral Sex in Marriage"، Presentation Ministries، مؤرشف من الأصل في 31 يناير 2016، اطلع عليه بتاريخ 24 يوليو 2010.
- Pina-Cabral, Joao de (1992)، "Tamed Violence: Genital Symbolism is Portuguese popular culture"، Man، N.S، 28 (1): 101–120، doi:10.2307/2804438، JSTOR 2804438.
- Janell L. Carroll (2009)، Sexuality Now: Embracing Diversity، Cengage Learning، ص. 265–267، ISBN 978-0-495-60274-3، مؤرشف من الأصل في 20 مايو 2016، اطلع عليه بتاريخ 29 أغسطس 2013.
- Tan, Min؛ Gareth Jones؛ Guangjian Zhu؛ Jianping Ye؛ Tiyu Hong؛ Shanyi Zhou؛ Shuyi Zhang؛ Libiao Zhang (28 أكتوبر 2009)، Hosken, David (المحرر)، "Fellatio by Fruit Bats Prolongs Copulation Time"، بلوس ون، 4 (10): e7595، Bibcode:2009PLoSO...4.7595T، doi:10.1371/journal.pone.0007595، PMC 2762080، PMID 19862320، مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2014، اطلع عليه بتاريخ 28 أكتوبر 2009.
- Woods, Stacey Grenrock (01 أكتوبر 2004)، "Do animals have oral sex?"، Esquire، مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 2014.
- Min Tan؛ Gareth Jones؛ Guangjian Zhu؛ Jianping Ye؛ Tiyu Hong؛ Shanyi Zhou؛ Shuyi Zhang؛ Libiao Zhang (28 أكتوبر 2009)، Hosken, David (المحرر)، "Fellatio by Fruit Bats Prolongs Copulation Time"، PLoS ONE، 4 (10): e7595، Bibcode:2009PLoSO...4.7595T، doi:10.1371/journal.pone.0007595، PMC 2762080، PMID 19862320، مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2014، اطلع عليه بتاريخ 11 أغسطس 2009.
- "Fellatio keeps male fruit bats keen - life - 29 October 2009 - New Scientist"، www.newscientist.com، مؤرشف من الأصل في 26 أبريل 2015، اطلع عليه بتاريخ 31 أكتوبر 2009.