الخسران المبين
الخسران المبين هو جزء من كتاب البخلاء للجاحظ،[1].. اشتهر هذا النص لجماله، والعبرة التي فيه، وطريقة صياغته.
جزء من سلسلة مقالات حول |
الجاحظ |
---|
بوابة فكر إسلامي |
الخسران المبين | |
---|---|
المؤلف | الجاحظ |
اللغة | العربية |
مؤلفات أخرى | |
البيان والتبيين - الحيوان - الرسائل | |
النص
«كان أحد الأمراء في مجلسه محتجباً لإجراء حساباته، ومراجعة أمره، وبينا هو كذلك إذ وقف شاعر بين يديه؛ فأنشده شعراً، مدحه فيه وقرظه ومجده.
فلما فرغ، قال: قد أحسنت. ثم أقبل على كاتبه، فقال: أعطه عشرة آلاف درهم. ففرح الشاعر فرحاً عظيماً؛ فلما رأى حاله قال: اجعلها عشرين ألفاً. فكاد الشاعر يخرج من جلده؛ فلما رأى فرحه يتضاعف قال: وإن فرحك ليزداد على قدر تضاعف القول! اجعلها أيها الكاتب أربعين ألفاً. فكاد الفرح يقتله! فلما رجعت إلى الشاعر نفسه، قال: أنت -جعلت فداك- رجل كريم، وأنا أعلم أنك كلما رأيتني أزداد فرحاً زدتني في الجائزة، وقبول هذا منك لا يكون إلا من قلة الشكر. ثم دعا له وخرج.
فأقبل عليه كاتبه فقال: سبحان الله! هذا كان يرضى منك بأربعين درهماً، تأمر له بأربعين ألف درهم؟!.
- ويلك، وتريد أن تعطيه شيئاً؟! - ومن إنفاذ أمرك بد؟
- يا أحمق، إنما هذا رجل سرنا لكلام وسررناه بكلام. هو حين زعم أني أحسن من القمر وأشجع من الأسد، وأن لساني أقطع من السيف - جعل في يدي شيئاً أرجع به إلى بيتي بالجوائز، وإن كان كذباً، فيكون كذب بكذب، وقول بقول. فأما أن يكون كذب بصدق، وقول بفعل - فهذا هو الخسران المبين.»المراجع
- الخسران المبين نص مقتبس عن كتاب البخلاء للراوي الجاحظ نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.