الدعارة في فرنسا
كانت الدعارة في فرنسا (تبادل الأفعال الجنسية مقابل المال) قانونية حتى أبريل عام 2016، لكن العديد من النشاطات المحيطة بها كانت غير قانونية مثل تشغيل بيت الدعارة، والقوادة والدفع مقابل ممارسة الجنس مع شخص تحت سن الثامنة عشر (سن الموافقة على ممارسة الجنس هو 15 عامًا).[1]
صوتت الجمعية الوطنية الفرنسية، بتاريخ 6 أبريل عام 2016، على معاقبة زبائن الدعارة بغرامة قدرها 1500 يورو.[2]
أصبحت فرنسا في العصر النابليوني نموذجًا للنهج التنظيمي في التعامل مع الدعارة. لكن تحولًا واضحًا في السياسة حدث في القرن العشرين. أصبحت بيوت الدعارة غير قانونية في عام 1946، ووقعت فرنسا معاهدة لقمع الاتجار بالأشخاص واستغلال دعارة الآخرين في عام 1960. أصبحت فرنسا بالتالي داعمًا كبيرًا لحركة الإلغاء الدولية للقضاء على الدعارة.
تاريخها
تاريخ الدعارة في فرنسا مشابه لتاريخها في البلدان الأوروبية الأخرى، مع فترات متناوبة بين التسامح والقمع، لكنه يتسم بطول الزمن الذي كان يتم خلاله التسامح مع بيوت الدعارة. لم تكن الداعرات مهمشات، إنما اندمجن بالمجتمع حيث كان لهن دورهن الخاص. تتواطأ في القصص (التي تكون ماجنة غالبًا) الداعرات مع نساء أخريات للانتقام من الرجال. كانت كاتدرائية شارتر الكبرى تمتلك نافذة (الابن الضال) وهبتها العاهرات بالطريقة نفسها التي وُهبت فيها النوافذ الأخرى من مختلف النقابات التجارية (النوافذ التجارية).[3][4][5][6]
الفترة الأولى
يعد ملك القوط الغربيين ألاريك الثاني الذي حكم بين (485- 507 م) هو أول حاكم فرنسي يتابع الدعارة بعد حقبة الحكم الروماني.[7]
العصور الوسطى
كانت مختلف السلطات خلال العصور الوسطى، المدنية منها والنبيلة، تشرف على الدعارة وتعتبرها مؤسسة. كان التنظيم على مستوى البلديات إلى حد كبير، مما حد من نشاطاتها في شوارع محددة، والسفر والعلاقات المتبادلة واللباس المميز المطلوب (الأحزمة الذهبية)[8] وساعات افتتاح بيوت الدعارة (10-6، أو 10-8 في باريس).
كان شارلمان (768-814 م) من ضمن هؤلاء الحكام الذين حاولوا قمع الدعارة، وأعلن عن عقوبة الجلد (300 جلدة) في قوانينه. كان ذلك موجهًا بشكل أساسي إلى عامة الشعب، ذلك لأن الحريم والمحظيات كانوا شائعين بين الطبقات الحاكمة. هناك فكرة عن مدى الجدية التي تعاملت فيها الدولة مع هذه الجريمة وهي مدعمة بحقيقة أن 300 جلدة هي أقصى عقوبة ينص عليها قانون الملك ألاريك. كان يتم أيضًا قص شعر المجرمين وفي حالة تكرار الجرم، يمكن أن يتم بيعهم كعبيد. لا يوجد أي دليل على أن أي من هذا كان فعالًا.[9][10] أنشئت في عهد فيليب الثاني (1180-1223)، ميليشيا خارجة عن القانون، سميت ريبو، في عام 1189 من أجل ضبط الدعارة والمقامرة، وترأسها روا دي ريبو، لكن فيليب الرابع ألغاها (1285-1314) بسبب فجورهم.
القديس لويس التاسع (1226-1270)
حاول لويس التاسع (1226-1270)، في الفترة الانتقالية، منع الدعارة في ديسمبر عام 1954، وكان هناك عواقب اجتماعية وخيمة واحتجاجات واسعة النطاق. قضى القرار الذي سنه بطرد جميع «نساء الحياة الشريرة» من المملكة ومصادرة ممتلكاتهن، ولكن ذلك دفع التجارة ببساطة إلى العمل بشكل سري. أُجبر في النهاية على إلغاء القرار بحلول عام 1256. رغم مناهضته المستمرة للنساء «الحرات بأجسادهن والداعرات الأخريات المنتشرات»، فإنه أقر برغبته البراغماتية بإسكانهن بعيدًا عن الشوارع المحترمة والمؤسسات الدينية، وألزمهن بالتالي بالإقامة خارج حدود أسوار المدينة. أكد على رغبته في التخلص من الدعارة في رسالة عام 1269 إلى الأوصياء على الحكم، عند انطلاقه إلى الحملة الصليبية الثامنة، وأشار فيها إلى ضرورة استئصال الشر من جذوره وفروعه. كانت عقوبة المخالفة دفع غرامة 8 سو واحتمال السجن في قلعة شاتولي. حدد تسعة شوارع يسمح فيها بالدعارة في باريس، ثلاثة منها تقع في ما يسمى بشكل ساخر حي بوبورغ (الحي الجميل)[11] (شارع لا هوشيت، وشارع فروامون، وشارع رينارد سان ميري، وشارع تاي بان، وشارع بريسميش، وشارع شامب-فلوري، وشارع تراس بوتان، وشارع غارت-كول وشارع تير بوتان).[12][13]
انظر أيضًا
مراجع
- "Franck Ribery and Karim Benzema on trial over prostitute"، 20 يناير 2014، مؤرشف من الأصل في 02 مايو 2021.
- Prostitution : le Parlement adopte définitivement la pénalisation des clients 'Le Monde', accessed 7 April 2016 نسخة محفوظة 2021-04-29 على موقع واي باك مشين.
- Madeline H. Caviness. Review of "Les Vitraux Légendaires de Chartres: Des Récits en Images" by Jean-Paul Deremble and Colette Manhes
- Wolfgang Kemp "Sermo Corporeus: Die Erzählung der Mittelalterlichen Glasfenster". Speculum; Vol. 65, No. 4 (Oct., 1990), pp. 972–975.
- Jane Williams has disputed that the windows were actually dedicated by the guilds, in The Windows of the Trades at Chartres Cathedral. PhD thesis, University of California, Los Angeles, 1987; published as: Bread, Wine & Money: the Windows of the Trades at Chartres Cathedral. Chicago: University of Chicago Press, 1993
- Cathédrale de Chartres: Parabole du fils prodigue نسخة محفوظة 2010-12-27 على موقع واي باك مشين.
- Effinger, John R. (1908)، Women of the Romance Countries (باللغة الإنجليزية)، Library of Alexandria، ISBN 9781465577481، مؤرشف من الأصل في 5 يوليو 2021.
- Véronique Bui. "Le châle jaune des prostituées au XIXe siècle : signe d'appartenance ou signe de reconnaissance?". Fabula; Feb 7 2008 نسخة محفوظة 2020-11-29 على موقع واي باك مشين.
- La Prostitution au moyen age; medieval.mrugala نسخة محفوظة 2020-11-27 على موقع واي باك مشين.
- Histoire de maisons.... closes mais d'un point de vue architectural !; batiweb. Retrieved 3 August 2007. نسخة محفوظة 2011-01-03 على موقع واي باك مشين.
- "Histoire de la Rue Beaubourg"، paris75003.fr، مؤرشف من الأصل في 21 يوليو 2011، اطلع عليه بتاريخ 23 ديسمبر 2010.
- Jacques Rossiaud. Medieval Prostitution; trans. Lydia G. Cochrane, New York, 1988
- "St Louis, prostitution et bordels"، voila.net، مؤرشف من الأصل في 15 فبراير 2015.
- بوابة الاقتصاد
- بوابة علم الجنس
- بوابة فرنسا
- بوابة نسوية