العربي بن مهيدي

العربي بن مهيدي أحد شهداء الثورة الجزائرية، كان مناضلا وقائدا ولد في مدينة عين مليلة الواقعة في شرق الجزائر، في عام 1923[2] بدوار الكواهي بناحية عين مليلة التابعة لولاية أم البواقي وهو الابن الثاني في ترتيب الاسرة التي تتكون من ثلاث بنات وولدين، دخل المدرسة الابتدائية الفرنسية بمسقط رأسه وبعد سنة دراسية واحدة انتقل إلى باتنة لمواصلة التعليم الابتدائي ولما حصل على الشهادة الابتدائية عاد لأسرته التي انتقلت هي الأخرى إلى مدينة بسكرة وفيها تابع محمد العربي دراسته وقبل في قسم الإعداد للالتحاق بمدرسة قسنطينة. في عام 1939 إنضم لصفوف الكشافة الإسلامية "فوج الرجاء" ببسكرة، وبعد بضعة أشهر أصبح قائد فريق الفتيان والشباب.[3]

العربي بن مهيدي
محمد العربي بن مهيدي

معلومات شخصية
الميلاد 1923
عين مليلة،  الجزائر
الوفاة 4 مارس 1957
الجزائر العاصمة
سبب الوفاة إعدام بلا محاكمة
قتله بول أوسارس[1] 
الجنسية جزائري
الديانة الإسلام
الحياة العملية
التعلّم مستوى ثانوي
المهنة قائد ناحية عسكرية إبان الثورة التحريرية
الحزب حزب الشعب الجزائري 
اللغات العربية،  والفرنسية،  واللغة الشاوية 
الخدمة العسكرية
المعارك والحروب

نشأته

كان العربي بن مهيدي ملتزما بواجباته الدينية والوطنية، إلا أن هذا لم يمنعه من حب الفن فكان يهوى أغاني المطربة فضيلة الجزائرية. وكان أيضا يحب الموسيقى خاصة الأندلسية منها مما جعله عطوفا حنونا، كما كان يكثر من مشاهدة الأفلام ولاسيما الأفلام الحربية والثورية كالفيلم الذي يدور محتواه حول الثائر المكسيكي زاباتا فاتخذ هذا الاسم كلقب سري له قبل أندلاع الثورة، مثلما كان يلقب أيضا بالعربي البسكري والحكيم، كان بن مهيدي يهوى المسرح والتمثيل، فقد مثل في مسرحية "في سبيل التاج" التي ترجمها إلى اللغة العربية الأديب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي وكانت مسرحيته مقتبسة بطابع جزائري يستهدف المقتبس من خلالها نشر الفكرة الوطنية والجهاد ضد الاستعمار. كان بن مهيدي لاعبا في كرة القدم فكان أحد المدافعين الأساسيين في فريق الاتحاد الرياضي الإسلامي لبسكرة الذي أنشأته الحركة الوطنية، ولقد كان هذا الرجل يستعمل كل الأساليب العصرية والحديثة لخدمة الجزائر التي فداها بدمه وروحه فقد كان رمز الرجل الذي يحب وطنه ويلتزم بمبادئ دينه ويعيش عصره وينظر إلى المستقبل ويفكر في كيفية بنائه، وقد كتب عنه أحد العارفين به في عدد 20 أغسطس 1957 من جريدة المجاهد التي كانت تتحدث باسم الثورة الجزائرية آنذاك يقول أنه "شاب مؤمن، بر وتقي، مخلص لدينه ولوطنه، بعيد كل البعد عن كل ما يشينه. كان من أقطاب الوطنية ويمتاز بصفات إنسانية قليلة الوجود في شباب العصر، فهو من المتدينين الذين لا يتأخرون عن أداء واجباتهم الدينية، لا يفكر في شيء أكثر مما يفكر في مصير بلاده الجزائر، له روح قوية في التنظيم وحسن المعاملة مع الخلق ترفعه إلى درجة الزعماء الممتازين. رجل دوخ وأرهق الاستعمار الفرنسي بنضاله وجهاده على بلاده ودينه.

النشاط السياسي

في عام 1942 إنضم لصفوف حزب الشعب الجزائري بمكان إقامته، حيث كان كثير الاهتمام بالشؤون السياسية والوطنية، في 8 مايو 1945 وكان من بين المعتقلين ثم أفرج عنه بعد ثلاثة أسابيع قضاها في الاستنطاق والتعذيب بمركز الشرطة. عام 1947 كان من بين الشباب الأوائل الذين التحقوا بصفوف المنظمة الخاصة حيث ما لبث أن أصبح من أبرز عناصر هذا التنظيم وفي عام 1949 أصبح مسؤول الجناح العسكري بسطيف وفي نفس الوقت نائبا لرئيس أركان التنظيم السري على مستوى الشرق الجزائري الذي كان يتولاه يومذاك محمد بوضياف، وفي عام 1950 ارتقى إلى منصب مسؤول التنظيم بعد أن تم نقل محمد بوضياف للعاصمة. بعد حادث مارس 1950 إختفى عن الأنظار وبعد حل المنظمة عيّن كمسؤول الدائرة الحزبية بوهران إلى 1953. وعند تكوين اللجنة الثورية للوحدة والعمل في مارس 1954 أصبح من بين عناصرها البارزين ثم عضوا فعالا في جماعة 22 التاريخية.

المنزل الذي عاش فيه العربي بن مهيدي في مدينة بسكرة من عام 1938 حتى إلى عام 1949

نشاطه أثناء الثورة

صورة تذكارية في مؤتمر الصومام من اليمين لليسار: أعمر أوعمران، كريم بلقاسم، العربي بن مهيدي، عبان رمضان، زيغود يوسف

لعب بن مهيدي دورا كبيرا في التحضير للثورة المسلحة، وسعى إلى إقناع الجميع بالمشاركة فيها، وقال مقولته الشهيرة إلقوا بالثورة إلى الشارع سيحتضنها الشعب وأيضا أعطونا دباباتكم وطائراتكم وسنعطيكم طواعية حقائبنا وقنابلنا، وأصبح أول قائد للمنطقة الخامسة وهران. كان الشهيد من بين الذين عملوا بجد لانعقاد مؤتمر الصومام التاريخي في 20 أوت 1956 إذ كان هو الكاتب العام للمؤتمر[4][5][6]، عّين بعدها عضوا بلجنة التنسيق والتنفيذ للثورة الجزائرية (القيادة العليا للثورة)، قاد معركة الجزائر بداية سنة 1956.

مقتله

العربي بن مهيدي في أيامه الأخيرة

اعتقل نهاية شهر فيفري 1957 وقتل تحت التعذيب ليلة الثالث إلى الرابع من مارس 1957.[7] قال فيه الجنرال الفرنسي مارسيل بيجار بعد أن يئس هو وعساكره أن يأخذوا منه اعترافا أو وشاية برفاقه بالرغم من العذاب المسلط عليه لدرجة سلخ جلد وجهه بالكامل وقبل اغتياله رفع بيجار يده تحية لابن مهيدي ثم قال: «لو أن لي ثلة من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم». في عام 2001 اعترف الجنرال الفرنسي بول أوسارس لصحيفة لو موند أنه هو من قتل العربي بن مهيدي شنقاً بيده.[8]

مراجع

  1. https://www.aljazeera.net/programs/privatevisit/2005/1/10/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%B1%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%82-%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B3#L3
  2. حكاية جزائرية.. العربي بن مهيدي "قاهر جنرالات فرنسا" نسخة محفوظة 2020-11-08 على موقع واي باك مشين.
  3. Naylor, Phillip C. (2006). Historical Dictionary of Algeria. Scarecrow Press. p. 117. ISBN 978-0-8108-5340-9.
  4. محمد علوي، "قادة ولايات الثورة الجزائرية"، دار علي بن زيد للطباعة والنشر، الطبعة الأولى 2013 الجزائر، ص146
  5. عيسى كشيدة، "مهندسو الثورة" ، منشورات الشهاب، الجزائر 2003، ص215
  6. خالفة معمري، "عبان رمضان"، منشورات ثالا Thala، الطبعة الثانية، الجزائر 2008، ص328
  7. العربي بن مهيدي من موقع وزارة المجاهدين الجزائرية نسخة محفوظة 04 أكتوبر 2010 على موقع واي باك مشين.
  8. تفاصيل تصفية العربي بن مهيدي على يد أوساريس نسخة محفوظة 21 فبراير 2012 على موقع واي باك مشين.
  • بوابة أعلام
  • بوابة أفريقيا
  • بوابة الأمازيغ
  • بوابة الجزائر
  • بوابة الحرب
  • بوابة الحرب العالمية الثانية
  • بوابة السياسة
  • بوابة فرنسا
  • بوابة كرة القدم
  • بوابة ثورة التحرير الجزائرية
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.