الفن التشكيلي في الكويت

النشأة

إن الكويت بموقعها الجغرافي بمنطقة الخليج كأي منطقة قديمة عَرَفت الفنون وتأثرت بحضارات المنطقة القديمة، حضارات وادي السند وحضارات وادي الرافدين (السومرية والبابلية والكلدانية والآشورية) كما شهدت حضارة بلاد الشام (العمورية والفينيقية القديمة) مروراً بالحضارة الكنعانية والحضارة في اليمن القديمة وحضارة دلمون إضافة إلى الحضارة الحبشية الأفريقية، وقد كانت جزيرة فيلكا (إيكاروس) من المراكز المهمة في أقصى شمال الخليج خاصة في عهد الإسكندر، حيث أكدت ذلك الآثار المكتشفة، وهي ذات ثراء وتنوع في أشكار ورسوم الأشخاص والطيور والحيوانات والنباتات ونقوش وكتابات تبين مدى المستوى الفني والجمالي الرفيع لأهل المنطقة.

يعد التراث الشعبي المجال الخصل للإبداع الفني التلقائي الأصدق شكلاً وجمالاً، وله دور أساسي وفاعل في تنمية القدرات الفنية على الهوية التشكيلية لهذا المجتمع وجذوره العميقة شكلاً ومضموناً.

إنشاء أول مركز لرعاية الفنون الشعبية

كان للكويت مبكراً الوعي العلمي والحماس الوطني للتراث الشعبي لأن تكون أول دولة خليجية وعربية تنعى رسمياً إنشاء مركز لرعاية الفنون الشعبية في العالم العربي، سنة 1956م بفضل حمد عيسى الرجيب وجهوده في تأسيسه، كما أسست مجموعة من الكويتيين عام 1979م مشروعاً ثقافياً مهمته حماية التراث البدوي وبالأخص حرفة الحياكة والمنسوجات الصوفية من الاندثار عرف بأسم بيت السدو وبعد عدة سنوات تطور إلى الجمعية التعاونية الحرفية للسدو وتتكون من مجموعة من السيدات العاملات في الحرفة كأساس لصناعة وطنية تؤكد عمق الهوية.

أهم الحرف والصناعات الشعبية الفنية

عمارة السفن ونجارة الخشب

تعتبر صناعة السفن من أبرز الصناعات والحرف التي تعبر عن خبرة فنية ومهارة متوارثة مارسها أهل الكويت، حيث كانوا على دراسة كبيرة بشؤون البحر من إجادة ركوبه

والمواسم والنوات وجغرافيا الموانئ والمدن الساحلية، حيث شكل البحر عماد حياتهم الاقتصادية واكتسبوا احترام الجميع بما ميزهم من خلق وأمانة.

وكان لكل نشاط بحري سفنه التي تختلف في شكلها بين نشاط وآخر، فسفن الصيد والغوص بحثاً عن اللؤلؤ أو للسفر في رحلات التجارة ونقل المؤن وهي تختلف عن تلك المستخدمة في جلب الماء من شط العرب.

وكانت صناعة الخشب مواكبة لصناعة السفن التي كان يجلب خشبها من جزيرة جاوة والهند وبعض سواحل أفريقيا والاستفادة منها كذلك في صناعة نجارة أبواب وشبابيك وأعمدة البيوت، وغالباً ما كان النجار ويزينها بحفر ونقش تجميلي. علاوة على تصنيع الصناديق الخشبية المغطاة برقائق النحاس المنقوش والمزخرف بالمسامير النحاسية التي تعرف بصندوق المبيت، وتصنيع المباخر الخشبية المنقوشة التي تصف عليها الملابسوفي فترات توقف العمل في السفن نجد أن (الأساتذة) يقومون بتشكيل نماذج صغيرة ودقيقة ومطابقة لأصل أنواع السفن كبيرة المستخدمة بالفعل. وتشكل هذه النماذج قيمة فنية ومتحفية في أغلب الأحيان.

الأبواب الكويتية

تعتبر الأبواب الكويتية من أجمل المعالم التي تتميز بها المنازل، وتتكون من ألواح رأسية سميكة من خشب الساج (التيك)، ويربط بعضها مع بعض من الداخل بعوارض أفقية تثبت فيها الألواح بواسطة مسامير ذات رؤوس ضخمة على شكل القبة تدق على مسافات متقاربة على الوجه الخارجي للأبواب.

وفي الأبواب ذات الضلفتين يغطيها من الوسط (خوصة) بارزة تحليها زخارف محفورة أو بارزة من أعلاها حتى أسفلها بأشكال هندسية أو حليات زهرية في الأغلب وارتبطت هذه الأنواع من الحليات بالكويت، وقد استعمل ذلك النهج في زخرفة مؤخرة وبعض التركيبات الداخلية للمراكب التجارية الكبيرة التي كانت تصنع في الكويت.

تتضمن الأبواب الضخكمة في العادة باباً آخر صغيراً إضافياً يسمى (الخوخة)، ويركب هو وإطاره في سطح الباب الرئيسي مكسو بالألواح، بين صفين من رؤوس المسامير الضخمة، وفي المباني الكبيرة أو العامة كان هناك اثنان من هذه الأبواب الإضافية، واحد في كل ضلفة من ضلف الباب، أما البيوت الصغيرة فإن الخوخة يركب داخل المدل فو الظلفة الواحدة.

بعض النجارين الذين اشتهروا في الكويت قديماً

يذكر النجارون الكويتيون المتقدمون في السن أسماء كثير من النجارين القدماء الذين اشتهروا بصناعة الأبواب في الكويت مثل:

  • الحاج عبد الله الطاروش
  • الحاج بن صور
  • عبد الله النصيب (بوابة دروازة سور الكويت)[1][2]

وكلاهما اشتهر بالرسومات والزخارف المحفورة في الخشب، ومن الأسماء المعروفة أيضاً:

  • الحاج أحمد حاج سليمان
  • الحاج فردان
  • الحاج محمد عبد الله
  • الحاج محمد أبو الأيام
  • الحاج مصطفى معروف
  • صالح الشايجي
  • عبد الله الدرويش

أماكن بيع الأبواب

كانت الأبواب المصنوعة في الكويت تباع في بوشهر والبصرة والبحرين وقطر وكانت لها شهرتها في المتانة ودقة الصنعة وكانت تستعمل بكثرة في بيوت مدينة الزبير.

فنون العمارة

يذكر المعماري (سابا جورج شبر Saba George Shiber) أن مدينة الكويت بنيت بيوتها فديماً بشكل محكم متراص، فيها الفجوات والفتحات اللازمة ليدخل فيها الهواء النقي من البحر وتقاربت في بنائها بعضها مع بعض لتلائم أحوال الطقس للوقاية من العواصف الرملية والحر الشديد، كما روعي مدى ما توفره البيئة من مواد للبناء وطبيعة تقاليدهم الاجتماعية وتعاليم الدين الحنيف، وبنوا حول المدينة أسواراً تتخللها أربعة أبواب كبيرة.

ومن أهم خصائص العمارة في الكويت أنها انعكاس صادق للبيئة وثمرة تفاعلات دينية واقتصادية واجتماعية ومناخية بطبيعة الحال، وكانت تراعي راحة الإنسان والعادات والتقاليد الموروثة والبساطة والوضوح في استخدام العناصر المعمارية والإنشائية وكان في بعض الأحيان يجتمع أهل الفريج ويتعاونون في إقامة وتشييد المساكن والمساجد وتزيين الحوائط من الداخل والخارج بتشكيلات زخرفية.

وتنقسم العمارة الكويتية التقليدية إلى عمارة حربية ومدنية ودينية، ويعتبر بناء الأسوار من العمارة الحربية، حيث كان يصل سمكه إلى 1,5 متر ويقل هذا السمك كلما ارتفع حتى يصبح حادة عند قمة السور.

العمارة المدنية

أما العمارة المدنية المتمثلة في البيت التقليدي فقد تميزت ببساطة التعميم الذي يعتمد على فناء مكشوف على شكل مربع تدور حوله الأجزاء الأخرى للبيت، من غرف تزين جدرانها من الداخل وحدات زخرفية ملونة بزخارف هندسية وأشكال زهور ودوائر ترتبط بشكل قرض الشمس وأشعتها ويتداخل فيها اللونان الأزرق والأصفر على الأرضية البيضاء التي تسود البناء.

وينتشر في جدران الغرف -التي عادة ما تكون طويلة وضيقة نسبياً بسبب قوائم (المانجروف أو الشندل) المستخدم للسقوف- تجاويف على شكل نوافذ مغلفة تسمى (روشنة) وتشتخدم لوضع أدوات الزينة للنساء والمباخر وكرات الزجاج الملون (الرمامين واللمعيات ومرشات ماء الورد التي تضفيي على جو البيت شكلاً جمالياً) كما كان يفرش بعض الحجرات بالأبسطة من سجاد أو كليم من إيران وأثاث مثل الخزانات الخشبية (كبت) وهي ذات ضلف زجاجية عليها رسومات لبعض الطيور كالطاووس أو لمناظر حدائق وزهور، وكانت تستورة عادة من الهند.

العمارة الدينية

قد عكست عمارة المساجد في الكويت على ذوقاً معمارياً غنياً بالتنوع في أشكار المآذن وزخرفة الواجهات بوحدات وتشكيلات نباتية في الغالب، كما زودت من الداخل ببعض الآيات البارزة من الخشب أو الجص، وعمرت المساجد بأشكال النقش والزخرفة بوحدات هندسية وإسلامية محرابها.

الصياغة والحلي وتشكيل المعادن

تعتبر حرفة الصياغة من الفنون التطبيقية التي يتوارثها الأبناء من الآباء، بما في ذلك تقاليد المهنة وأشكالها وأساليب صناعتها وتشكيلها.

وقد أبدع الصائغ في الكويت أشكالا وأنواعا مختلفة من الحلي، فمنها ما لبس ملاصقا للرقبة (المزعط والقروالة والمرتهش والبقمة والمعرة)، ومن حلي الرأس (الهامة) وتلبس أعلى الرأس من الأمام وعلى جانبي الرأس بجوار الأذنين تنسدل الجتبات والتلول وفي الأذنين حلقتان وفي الأنف الخزامة. ___ صورة التلول ___ | ___صورة المرتهش___

ومن حلي الأيدي الأساور و(الخويصات) و(خصور الدلق) و(معاضد) و(دق الباقلا) وفي الساعد (الزنود)، أما الخواتم فمنها (الرامي) و(الشواهد) و(الخناصر) وفي الوسط حزام من الذهب وفي القدم (الحجول) وخواتم في وخواتم في أصابع الرجل، ومن الأشكال المتنوعة من الحلي المصنوعة الفضة أو الذهب الخالص المنقوش بالحفر الغائر أوالبارز أو بكليهما، وأحياناً ما كان الصائغ يلجأ إلى تطعيم الحلي وتجميلها بالأحجار الكريمة، أو شبه الكريمة أو الأحجار المزججة والفيروز والعقيق وحبوب اللؤلؤ، والزمرد والياقوت والمرجان ويظل هذا النوع من التشكيل اليدوي في مثل هذا المجال من الفتون التطبيقية، مرتفع القيمة الفنية والمادية رغم التقدم التكنولوجي وتقنيات الصناعات الحديثة، حيث تتمثل في تلك المصنوعات اليدوية المهارة الفنية والإتقان في التكوينات التشكيلية المستلهمة عناصرها من الطبيعة مثل سعف النخيل وأشكال الزهور والنجوم والكائنات البحرية والبرية.

الصفارين

ومن الصناعات والفنون التشكيلية الشعبية صناعة الصفاريين الذين يصنعون الأدوات النحاسية من قدور بأحجامها المختلفة ودلال القهوة التي تتعدد أشكالها ونقوشها، الأدوات الخاصة بالقهوة عموما مثل (الملقط) و(المحماس) و(المنقل) و(المسحاة) والسطول النحاسية والصواني النحاسية والأباريق والقموع وغير ذلك من أدوات منزلية.

الفنون النسائية الشعبية

الغزل والنسيج وحياكة الصوف (السدو)

كان الغزل والنسج وحياكة الصوف (السدو) من الحرف الرثيسية وأقدمها في بادية الكويت وأجزاء أخرى من شبه الجزيرة العربية، وقد ارتبطت بالبيئة الصحراوية ونمط المعيشة فيها.

وهي حرفة تكاد تكون مقصورة على النساء، فالفتاة منذ نعومة أظافرها تعمل على مساعدة أمها في الغزل والصباغة حياكة أجزاء من بيت الشعر، حتى إذا ما بلغت سن السادسة عشرة تكون قد ألمت بمعظم حياكة النقوش عدا الصعب منها، والمرأة الماهرة في السدو، كانت تحضى باحترام الآخرين.

ويبدأ بمرحلة جز الصوف ويقوم بها الرجال فصل الربيع لاعتدال الجو وحفاظا على الحيوانات من حرارة الصيف أو برودة الشتاء، ثم يتم بعد ذلك تصنيف وتجميع الصوف حسب ألوانه الطبيعية المختلفة الدرجات اللونية من الأسود والأبيض والبني ودرجاته، ثم تقوم النساء بعملية الغزل لهذا الصوف.

وبعد عملية الغزل وتحويل الصوف إلى خيوط ولفه على شكل كرات (دجة)، تبدأ عملية صبغ الصوف الأبيض بأصباغ مستخرجة من النباتات والأعشاب المتوافرة في البيضة الصحراوية أو تشترى من العطار في المدينة.

الأزياء الشعبية وتطريزها

قد اختصت النساء أصحاب التدريب والمهارة وهن في الأغلب من سكان الحضر، بتطريز الثوب الكويتي التقليدي للنساء -الذي يتصف بالرقة والشفافية بخيوط من الزري الذهبي (القصب) أو الفضي، ويضاف عادة (الترتر) لعملية التطريز، ويزين الثوب بوحدات زخرفية متنوعة تستلهمها النساء من الطبيعة لأشكال الزهور البرية وغصون النباتات وسعف النخيل وأوراق الأشجار من أشكال الكائنات البحرية نجم البحر وسرطان البحر(القبقب)، ومنها ما يتخذ من شكل النجوم المنثور على صفحة السماء أو قرص الشمس وانتشار أشعتها كزخارف يطرز بها نسيج الثوب، وكان لأثواب النساء أسماء تبعاً لشكل الزخرفة التي تطبق عليه فمنها: (ثوب منثور) و(ثوب ثريا) إلى غير ذلك من أشكال وأنواع، وكانت هناك مراعاة في تناسق الذوق والألوان للدراعة أو الفستان (النفنوف) الذي يرتدى تحت الثوب المنسوج من الحرير الرقيق الشفاف، ويحدث التكامل بينهما وتداخل بين درجات اللون في تشكيل فني بديع، كما كانت تضاف وحدات زخرفية من الزري كزينة مضافة للفستان (نفنوف) وأخذت أسماء (أم سعغة)، و(نفنوف بوفرة) و(نفنوف بوقايش) الذي يستغدم للزينة والعرس.

وقد كان لون الثوب وتطريزه يدلان على صاحبته، فالمرأة المسنة تلبس الثوب الأسود المحلى ثوبها طرفه بالزري (الخيوط الذهبية)، والشابة المتزوجة يحلى ثوبها بالزري والترتر الخفيف، أما ثوب الزفاف، فالمرأة الموسرة تطرزه كله حتى الأطراف، ورقيقة تكتفي بتطريز صدره فقط.

كما كانت بعض النسوة يحترفن خياطة وتطريز الأثواب والبخانق والقحاف والنفانيف وملابس الأطفال.

الألوان قديماً

عف أهل الكويت قديماً الألوان الأساسية المركبة ودرجاتها وميزوها عن بعضها بتشبيهات لأشياء متداولة للجميع ومسميات معروفة لا يخطئونها فلخلاف الأبيض والأسود والأحمر والأزرق والأخضر عرفوا اللون الحليبي وهو بلون الحليب، وإذا زادوا عليه قليلاً من الصفرة يسمى كريمي أو جاي حليب، كلون الشاي والحليب، ويسميه الآخرون (بيجي)، والأشهب هو اللون الأبيض الذي يتخلله سواد، والأملح هو لون أبيض مغبر، ورمادي بلون الرماد ورصاصي كلون خامة الرصاص والأدعم والأشقر، والزعفراني كلون الزعفران ويجمع بين الزرقة والخضرة والجويتي نسبة إلى (الجويت) وهو المسحوق الأزرق الذي يضاف في غسل الملابس البيضاء لإضفاء الزهو والنصاعة إليها.

تدريس مادة الرسم والأشغال اليدوية

خلال فترة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين. كانت للمدارس الفضل الأكبر في بث الروح الفنية بين الطلاب، العمل على تنمية الناحية الوجدانية فيهم وذلك من خلال حصص الرسم والأعمال اليدوية على أيدي معلمين كويتيين ثم غير كويتيين بعد ذلك، وخلال حصص الرسم كان المدرس يرسم السبورة نماذج ومفردات مستوحاة من البيئة وغالباً ما تكون مما صنعه الحرفين (كالتب والإبريق والكرسي) ثم يكلف طلابه بنقلها في كراساتهم، مما يساعد على التفكير والملاحظة وتعرف المقاييس والأبعاد وخط مستوى النظر وما إلى ذلك من قواعد علمية وفنية في هذا المجال.

مراحل تدريس مادة الرسم

المراحل والأدوار التي مرت بها مادة الرسم والأشغال اليدوية

أولاً: تدريب التلاميذ على كيفية الأداء والنقل الحرفي لأشكال يقوم المدرس برسمها على السبورة (اللوح) ويطلب من التلاميذ رسمها في أوراقهم.

ثانياً: انتقلت مادة الرسم إلى دور آخر في أسلوب الرسم، حيث أن المدرس يحض تلاميذه على الرسم من الطبيعة من أشكال للأواني والأكواب أو من بعض الفاكهة.

ثالثاً: بدخول الخمسينيات دخلت مرحلة الانفتاح أو التأثير الخارجي طوراً حاسماً، فقد أخذ زخمه بالأزدياد نتيجة السياسية الليبرالية التي كانت تنتهجها (دائرة المعارف) وهي الهيئة المسؤولة عن التعليم في ذلك الزمان.

مدرسو الرسم الأوائل في الكويت

من الحقائق الثابتة أن أغلب المدرسين حتى أواخر الأربعينات تقريباً كانوا من الكويتيين.

هاشم الحنيان

سيد هاشم سيد عبد الوهاب الحنيان (1880م-1965) يعتبر أول مدرس الرسم في مدرسة والده الأهلية التي تأسست في عام 1980م بعد أن عاد إلى الكويت عام 1908م وعمل مدرساً لمدة ثلاث سنوات ثم سافر إلى البحرين ولعدة سنوات، وعاد إلى الكويت بعد وفاة والده وفتح المدرسة من جديد، لكن مع تأسيس دائرة المعارف ومجلسها عام 1936، وتطوير المناهج والتوسع في تدرس مواد الحساب والهندسة والعلوم والصحة واللغة الإنجليزية والجغرافيا والتاريخ والرسم والأشغال اليدوية، خاصة في المدرستين المباركية والأحمدية ومع تناقص أعداد الطلبة في المدارس الأهلية، أغلق سيد هاشم الحنيان مدرسته والتحق بالتدريس في المباركية عام 1936م.

الأستاذ عقاب محمد الخطيب

هو من الرعيل الأول في حقل التعليم، بدأ رحلة تعليمه في كتاب الملا عبد العزيز العنجري، حيث تعلم القراءة والكتابة وختم القرآن الكريم، وفي عام 1936 التحق بالمدرسة المباركية، وفي عام 1940 أرسل في بعثة تعليمية، عندما تكلفت شركة نفط الكويت بمنحتين دراسيتين وإرسال طالبين للدراسة والتدريب في كلية الصناعة على الأعمال الحرفية في البحرين.

معجب عبد الله الدوسري

معجب عبد الله الدوسري (1922-1956) درس في مدرسة الشيخ عبد العزيز حمادة الأهلية، وبعد تأسيس دائرة المعارف التحق بمدرسة الأحمدية عام 1936 التي تميزت بتدريس العلوم الحديثة، ثم انتقل إلى المباركية عام 1938. كان معجب يشترك في رسم المناظر الخلفية للعروض المسرحية وكذلك في التمثيل، إلا أن حبه الفطري للرسم والتشجيع الذي لاقاه من معلمه سيد هاشم الحنيان تجسدا في مشاركته الفعالة في أول معرض فني في تاريخ الكويت في شهر مايو نهاية العام الدراسي 1942-1943.

الرسامون الكويتيون الأوائل

عبد الله الفرج

عبد الله الفرج (1836 - 1901)م الفنان الموسيقي وشاعر الكويت وأدبيها اشتغل في الفن الرسم وبالنحت أيضاً والتصير، وصور صوراً عديدة أُتلفت بعد وفاته ومزقت جميعها.

سعود الراشد

سعود الراشد (1922-1988)م عرف المطرب سعود الراشد في مطلع الأربعينيات من القرن الماضي برسومه التصويرية لعدد كبير من القادة والشخصيات المعروفة، منهم الشيخ مبارك الصباح وعبدالعزيز بن سعود"الملك عبدالعزيز بن سعود وخزعل بن مراد وهتلر زعيم ألمانيا والحاج ناصر البدر والحاج حمد الخالد والشيخ محمد الشنقيطي ومحمد عبد الوهاب وكانت رسوماته نسخاً عن صورهم الفوتوغرافية.

أحمد محبوب العامر

أحمد محبوب العامر درس في الكلية الصناعية في البحرين ثم في الصناعات الميكانيكية في مصر، وكان يتواصل مع الكتابة الصحافية وهواية الرسم الكاريكتيرية والهزلية والرسوم التصويرية والرمزية المصاحبة للمقالات في مجلة البعثة وفي عام 1962 نشرت له جريدة الوطن رسومات كاريكاتيرية.

أحمد زكريا الأنصاري

أحمد زكريا الأنصاري (1931-2000) كانت تنشر له مجلة البعثة في مارس 1948 وسبتمبر 1948 وأبريل 1949 رسوماً توضيحية وكاريكاتيرية قبل دراسته المعمارية، أحب في صغره النحت والتصوير بالألوان، وظل على ذلك طول حياته حيث أنتج كثيراً من الأعمال، وشارك في العديد من المعارض الخاصة ومعارض الربيع واختيرت لوحاته غلافاً لكتالوج معرض الربيع الثاني عام 1960.

مدرسو الرسم العرب

مدرسو الرسم العرب الأوائل في الكويت

في أواخر الأربعينات من القرن الماضي بدأت بالفعل مسيرة تطور التعليم، وفي مقدمتها إنشاء المدارس وتطور المناهج والخطط الدراسية مع مرور نظام التعليم بعدة مراحل من التطور.

ووجدت مجالات للنشاط مختلفة كالنشاط الثقافي والفني والرياضي، وتوالي قدوم بعثات المدرسين من البلاد العربية خاصة من مصر وسوريا وفلسطين، وكان قدوم مدرسين من أمثال يحيى أبو حمدة للتدريس في مدرسة المباركية للعام الدراسي 1948-1949 والعام 1949-1950 إيضاناً ببدء مرحلة جديدة في تاريخ الفن التشكيلي في الكويت ودخول أدوات ومواد فنية من ألوان زيتية ومائية وجواش و الطين الصناعي (البلاسسين) والذي أطلق عليه التلاميذ (الطين المصري) نسبة إلى الأستاذ يحيى أبو حمدة المصري، وظلت هذه التسمية حتى الآن في الكويت يطلق على هذه الخامة الفنية المهمة التي تستخدم في التشكيل ويمكن إعادة تشكيلها مرات ومرات لخاصياتها بعدم الجفاف.

مدرسو الرسم الفلسطينيون

لقد شهدت سنوات الثلاثينات من القرن الماضي سفر حوالي 15 فلسطينياً من ذوي المواهب الفنية لدراسة الفن في القاهرة، والتحقوا بمدرسة الصناعة الزخرفية، والبعض أكمل في مدرسة الفنون التطبيقية. وقد عمل هؤلاء في مجال تدريس الرسم والأشغال أو التربية الفنية في مدارس الكويت.

خيري بدران

ولد في نابلس عام 1921، والتحق بمدرسة الفنون التطبيقية، وتخصص بقسم النسيج، وعاد إلى فلسطين عام 1935 ثم سافر سنة 1937 إلى لندن لمدة عام درس خلاله الرسم والطباعة وتصميم النسيج، وعمل بعد عودته إلى فلسطين مدرساً للنسيج بمدينة المجدل حتى عام 1948، انتقل بعد ذلك إلى الكويت ليعمل مدرساً للتربية الفنية.

عبد الرزاق بدران

وهو من مواليد حيفا عام 1917م وشقيق جمال بدران 1909. وهو أستاذ جيل وقائد تيار فني أخذ مداه في مجال الزخرفة والخط والفنون التطبيقية قبل عام 1948 وبعده.

التحق عبد الرزاق عام 1933 بمدرسة الصناعات الزخرفية ببولاق في القاهرة قسم النقش والزخرفة وحصل على دبلومها عام 1936 ثم التحق بمدرسة الفنون التطبيقية بالجيزة وتابع فيها دراسته الفنية فزاد على اختصاصه الأول، وكان يميل إلى الزخارف الشرقية ورسم لبعض الصحف الفلسطينية رسوماً كاريكاتيرية أثناء عمله في مرسمه الفني في القدس في الفترة من 1945 إلى 1948م.

وفي عام 1949م سافر إلى الكويت وعمل في مجال تخصصه الفني.

يقول د. عبد الله[3]

«وفي أواخر الأربعينات، قدم إلى المدرسة المباركية مدرسان، ولا اذكر ان كان وجودهما فيها متزامناً، ولكن قدومهما هذا أنهى مرحلة الحضانة، وبدأت مرحلة جديدة في تاريخ الفن التشكيلي في الكويت ولا تزال ممتدة إلى يومنا هذا، وذلك رغم قصر الفترة التي قضياها فيها.»

داود الجاعوني

ولد في القدس عام 1916م، وتفتحت عيونه على اللآثار الفنية العربية الإسلامية التي تزخر بها القدس، وتربى في كنه أمه وجدته اللتين كانتا تقومان في أقوات فراغهما في البيت بالتطريز الذي بهره جمال ألوانه وتنسيقة.

سافر إلى القاهرة للدراسة في الأزهر الشريف عام 1933م وبعد عام واحد ترك الأزهر والتحق بمدرسة الصناعات الزخرفية لإشباع رغبته في تعلم الرسم والخط والزخرفة، وتخرج سنة 1938 وعاد إلى القدس من دون أن يكمل دراسته في مدرسة الفنون التطبيقية، وعمل مدرساً للرسم والخط والزخرفة في القدس ثم في المجدل، وبعد نكبة عام 1948 لجأ إلى غزة إلى أن غادرها إلى الكويت سنة 1954 ليعمل مدرساً للتربية الفنية، وأنتج من اللوحات لتكوينات خطية لآيات قرآنية وحكم تاريخية، وتشكيلات زخرفية ملونة.

شريف الخضرا

ولد في صفد عام 1917م ودرس كبقية زملائه في مدرسة الصناعات الزخرفية، وتخرج منها عام 1938 وزاد عنهم بدراسته التصوير في معهد ليوناردو دا فنشي إلى جانب دراسته الصناعات الزخرفية.

وعاد بعد تخرجه إلى القدس وافتتح له فيها دكاناً، بالاشتراك مع الخطاط الفلسطيني يوسف النجار، ليعمل اليافطات والإعلانات وفي عام 1948 نزح لاجئاً إلى سوريا بعد أن فقد منزله ودكانه، وعمل مدرساٍ للتربية الفنية في السويداء في سوريا.

في عام 1952م غادر سوريا إلى الكويت ليعمل مدرساً للتربية الفنية بمدراسها، ويعود مرة أخرى إلى دمشق في أوائل الثمانينات حتى وتوفاه الله هناك.

المعارض السنوية

كانت المعارض السنوية التي تنظم في نهاية كل عام دراسي وسيلة للتعريف بذوي المواهب الفنية، ما يدفع المسؤولين إلى اكتشافهم مبكراً ومن ثم العناية بهم.

المعرض السنوي (1952-1953)

يذكر الفنان طارق السيد رجب في كتابه[4]

«ان السنة الدراسية 1952-1953 شهدت نقطة تحول في تاريخ الرسم والأشغال اليدوية في الكويت وجرى حياته الشخصية، ففي نهاية هذه السنة حيث المعرض السنوي الكبير الذي اعتبر حدثاً بارزاً لم تشهد له الكويت مثيلاً من قبل، فاز فيه طارق بالجائرة الأولى وقرر مجلس المعارف إرساله في بعثه كأول طالب كويتي يبتعث لدراسة فنية أكاديمية استغرقت خمس ينوات»

المعرض الأول لقانوية الشويخ 1953-1954

توالت المعارض السنوية بعد ذلك عندما استكمل بناء ثانوية الشويخ انتقل الصف الأول ثانوي الملحق بمدرسة المباركية إلى الثانوية واستقبل العام الدراسي (1953-1954).

وفي نهاية العام الدراسي (1953-1954) أقيم المعرض التشكيلي الأول لثانوية الشويخ وبرز فيه دور جماعة الرسم التي أسسها الأستاذ معجب عبد الله الدوسري وعرض بجانب طلابه بعض أعماله وكان منها لوحته (ضاربة الودع).

المعرض الثاني لثانوية الشويخ 1954-1955

كان بثانوية الشويخ سكن داخلي للأساتذة وبعض الطلبة الكويتيين وكان الأستاذ معجب الدوسري سكن داخلي حتى يتسنى له العمل مع جماعة الرسم حتى المساء ومتابعة دروسه الفنية للطلبة الموهوبين ورسم اللوحات الكبيرة حوالي (1.5 × 2 متر) بالألوان الزيتية، حيث وجدت مكانها في المعرض السنوي الثاني لثانوية الشويخ (1954-1955) الذي حضرته جماهير غفيرة من أهل الكويت حتى النساء حضرن، وكن يرتدين العباءة والبوشية.

أهم من شارك في هذا العرض هم:

  • عيسى حسين البدر
  • أحمد النفيسي
  • عدنان حسين المولى
  • عبد الله تقي
  • عيسى محمود بو شهري، وكان من أبرز المشاركين في المعرض.

انظر أيضاً

وصلات خارجية

المراجع

  1. "أسوار الكويت - غنيمة الفهد - تاريخ الكويت"، www.kuwait-history.net، مؤرشف من الأصل في 09 أكتوبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 04 نوفمبر 2017.
  2. "النصيب - تاريخ الكويت"، www.kuwait-history.net، مؤرشف من الأصل في 07 نوفمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 04 نوفمبر 2017.
  3. مقال بعنوان (المدرسة الحديثة وتطور الفن التشكيلي في الكويت) - بكتاب الفن التشكيلي في الكويت - د. عبدالله صالح تقي - الصادر عن الشركة الدولية الكيتية للاستثمار - 1983م
  4. كتاب طارق السيد رجب وتطور الحلكة التشكيلية - طارق السيد رجب - صفحة 4
  • بوابة الكويت
  • بوابة فنون
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.