برهان (حقيقة)

البرهان في الحقيقة أو الدليل في الحقيقة هو جمع ما يكفي من الأدلة أو الحجج المنطقية للدلالة على حقيقة ما مفترضة.[1][2][3][4]

بشكل عام ينطبق هذا المفهوم على مجموعة متنوعة من التخصصات،[5] حيث يُستعمل كل مرة في نطاق معين مختلف عن النطاق الذي استُخدم فيه مرة سابقة أو لاحقة. ومع ذلك فالتعريف المشترك المتعارف عليه هو أن البرهان في الحقيقة هو التمكن من جمع أدلة أو مبررات أو معايير كافية لإبراز والتأكيد على حقيقة معينة.

في مجال التواصل (سواء الشفوي أو الكتابي) والذي يعتمد بشكل مباشر على الاتصال يُعد إجراء المحادثات، الحوارات والخطابات وما إلى ذلك دليل على الإقناع خاصة عندما يتعلق الأمر بالأفعال اللغوية.[بحاجة لمصدر] أما في مختلف مجالات الرياضيات القائمة بشكل أساسي على المسلمات ثم الفرضيات فالبرهان هو حجة ضرورية للبرهنة على نظرية ما، وبالتالي لن يتم قبول النظرية أو الفرضية ما لم تحصل على برهان منطقي سليم وذلك بعد المرور طبعا بقواعد الاستدلال بدءا من تلك البديهية (المسلَّم بها والمتعارف عليها والتي لا تحتمل الخطأ) ثم الفرضية وهكذا.[6] بات موضوع المنطق وبخاصة نظرية الإثبات ذو أهمية كبيرة حيث يُستعمل في الدراسات المعمقة كما له دور مهم في بناء مفهوم البرهان الفلسفي،[7] وبات في الآونة الأخيرة يُستعمل في نظرية وجود الله حيث يتم جمع مجموعة من الأدلة لإثبات وتبرير وجوده.[8] أما في الفقه القانوني فالبرهان من أجل الحقيقة يُقابل مفهوم قانون الإثبات،[9] جنبا إلى جنب مع مفهوم «عبء الإثبات» كمفهوم مشترك بين كل من الفلسفة والقانون.

التفسير

الأدلة مطلوبة في معظم التخصصات لإثبات شيء ما، وتُعد الأدلة المستمدة من تجارب العالَم من حولنا خاصة تلك المتعلقة بالعلم مهمة ولها قدر كبير من المصداقية وبالتحديد عندما يتعلق الأمر بالطبيعة،[10] كما تُعتبر الأدلة الحاصل عليها من الشهود وتحقيقات الطب الشرعي مهمة إلى حد ما باعتبار أن نسبة الخطأ فيها ضعيفة.[بحاجة لمصدر] الاستثناء الملحوظ هنا هو أن الأدلة المستمدة من الرياضيات تعتمد على براهين وهذه البراهين بدورها تعتمد على مبادئ رياضية عالمية تقوم بالأساس على البديهيات والنظريات بشكل طفيف. بشكل عام فالأدلة كافية لإثبات شيء بقوة خاصة عندما لا تعتمد على عتبة الاكتفاء في الأدلة بل تُصبح دليلا في حد ذاتها.[11][12][13] لكن في القانون الأمر يختلف؛ فنفس الأدلة قد تقنع أحد المحلفين ثم قد لا تقنع آخر. أما البرهان الفلسفي فيقنع الاثنين على حد سواء باعتبار أن معايير هذا البرهان صعبة التحقق وصارمة وتتطلب دلائل عدة في كل خطوة على مسار المنطق.[14]

لطالما اعتُمد على البراهين منذ العصور القديمة وحتى الآن، فمثلا أرسطو اعتمد على البراهين في ملاحظة أن أنماط الطبيعة متشابهة وبهذا شكل فكرة حتمية تقوم على أن الأنماط هي جزء لا يتجزأ من الطبيعة.[15] من ناحية أخرى وجد توما الأكويني قانون فيزيائي يؤكد على نمطية الطبيعة كدليل على أن الطبيعة لا تحكمها الصدفة.[16]

في الحقيقة لا يجب أن تكون البراهين لفظية، فمثلا لم يُفلح كوبرنيكوس في إقناع الناس بحركة الشمس عبر السماء من خلال الاعتماد على نموذج مركزية الأرض (الشمس تدور حول الأرض) وذلك لعدة أسباب من بينها أنه اعتمد على براهين لفظية لا كتابية مفسرة ومعمقة ومبسطة أيضا.[17] لكن وفي المقابل فحتى الأدلة اللفظية قد تلعب دورا مهما خاصة في علم القانون؛ فمثلا لو تُركت أدلة لفضية في مسرح الجريمة فقد تكون بمثابة إثبات هوية الجاني، بل لن تحتاج تأكيد كون الدليل اللفظي واضح ولا يستلزم دراسة معمقة؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر يُعد التوقيع دليلا مباشرا على التأليف ومن خلال تحليل بسيط لخط اليد يمكن الوصول لدليل قد يفك القضية.[18]

في مجال التواصل الشفوي أو الكتابي والذي يعتمد بشكل عام على التواصل يُعد إجراء المحادثات، الحوارات والخطابات وما إلى ذلك دليل على الإقناع خاصة عندما يتعلق الأمر بالأفعال اللغوية. مختلف مجالات الرياضيات القائمة بشكل أساسي على المسلمات ثم الفرضيات فالبرهان هو حجة ضرورية للبرهنة على نظرية ما، وبالتالي لن يتم قبول النظرية أو الفرضية ما لم تحصل على برهان منطقي سليم وذلك بعد المرور طبعا بقواعد الاستدلال بدءا من تلك البديهية ثم الفرضية وهكذا. بات موضوع المنطق وبخاصة نظرية الإثبات ذو أهمية كبيرة حيث يُستعمل في الدراسات المعمقة كما له دور مهم في بناء مفهوم البرهان الفلسفي، وبات في الآونة الأخيرة يُستعمل في نظرية وجود الله حيث يتم جمع مجموعة من الأدلة لإثبات وتبرير وجوده. أما في الفقه القانوني فالبرهان من أجل الحقيقة يُقابل مفهوم قانون الإثبات، جنبا إلى جنب مع مفهوم «عبء الإثبات» كمفهوم مشترك بين كل من الفلسفة والقانون.

الأدلة مطلوبة في معظم التخصصات لإثبات شيء ما، وتُعد الأدلة المستمدة من تجارب العالَم من حولنا خاصة تلك المتعلقة بالعلم مهمة ولها قدر كبير من المصداقية وبالتحديد عندما يتعلق الأمر بالطبيعة كما تُعتبر الأدلة الحاصل عليها من الشهود وتحقيقات الطب الشرعي مهمة إلى حد ما باعتبار أن نسبة الخطأ فيها ضعيفة. الاستثناء الملحوظ هنا هو أن الأدلة المستمدة من الرياضيات تعتمد على براهين وهذه البراهين بدورها تعتمد على مبادئ رياضية عالمية تقوم بالأساس على البديهيات والنظريات بشكل طفيف. بشكل عام فالأدلة كافية لإثبات شيء بقوة خاصة عندما لا تعتمد على عتبة الاكتفاء في الأدلة بل تُصبح دليلا في حد ذاتها. لكن في القانون الأمر يختلف؛[19] فنفس الأدلة قد تقنع أحد المحلفين ثم قد لا تقنع آخر. أما البرهان الفلسفي فيقنع الاثنين على حد سواء باعتبار أن معايير هذا البرهان صعبة التحقق وصارمة وتتطلب دلائل عدة في كل خطوة على مسار المنطق.[14]

انظر أيضا

المراجع

  1. Proof and other dilemmas: mathematics and philosophy by Bonnie Gold, Roger A. Simons 2008 (ردمك 0883855674) pages 12–20
  2. Philosophical Papers, Volume 2 by Imre Lakatos, John Worrall, Gregory Currie, ISBN Philosophical Papers, Volume 2 by Imre Lakatos, John Worrall, Gregory Currie 1980 (ردمك 0521280303) pages 60–63
  3. Evidence, proof, and facts: a book of sources by Peter Murphy 2003 (ردمك 0199261954) pages 1–2
  4. Logic in Theology – And Other Essays by Isaac Taylor 2010 (ردمك 1445530139) pages 5–15
  5. Compare 1 Thessalonians 5:21: "Prove all things [...]."
  6. Cupillari, Antonella. The Nuts and Bolts of Proofs. Academic Press, 2001. Page 3.
  7. Alfred Tarski, Introduction to Logic and to the Methodology of the Deductive Sciences (ed. Jan Tarski). 4th Edition. Oxford Logic Guides, No. 24. New York and Oxford: Oxford University Press, 1994, xxiv + 229 pp. (ردمك 0-19-504472-X)
  8. Foundationalist Theories of Epistemic Justification (Stanford Encyclopedia of Philosophy) نسخة محفوظة 24 أبريل 2018 على موقع واي باك مشين.
  9. Proof | Define Proof at Dictionary.com نسخة محفوظة 03 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  10. Reference Manual on Scientific Evidence, 2nd Ed. (2000), p. 71. Accessed May 13, 2007. نسخة محفوظة 10 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
  11. Simon, Rita James؛ Mahan, Linda. (1971)، "Quantifying Burdens of Proof—A View from the Bench, the Jury, and the Classroom"، Law and Society Review، 5 (3): 319–330، doi:10.2307/3052837، JSTOR 3052837.
  12. Katie Evans؛ David Osthus؛ Ryan G. Spurrier، "Distributions of Interest for Quantifying Reasonable Doubt and Their Applications" (PDF)، مؤرشف من الأصل (PDF) في 17 مارس 2013، اطلع عليه بتاريخ 14 يناير 2007.
  13. The Principle of Sufficient Reason: A Reassessmentby Alexander R. Pruss نسخة محفوظة 9 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  14. Hunter, Geoffrey, Metalogic: An Introduction to the Metatheory of Standard First-Order Logic, University of California Pres, 1971
  15. Aristotle's Physics: a Guided Study, Joe Sachs, 1995 (ردمك 0813521920) p. 70
  16. The treatise on the divine nature: Summa theologiae I, 1–13, by Saint Thomas Aquinas, Brian J. Shanley, 2006 (ردمك 0872208052) p. 198
  17. Thomas S. Kuhn, The Copernican Revolution, pp. 5–20
  18. Trial tactics by Stephen A. Saltzburg, 2007 (ردمك 159031767X) page 47
  19. Trial tactics by Stephen A. Saltzburg, 2007 (ردمك 159031767X) page 47
  • بوابة القانون
  • بوابة فلسفة
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.