حجر بن عدي

أسلم حجر في مقتبل شبابه حينما قدم إلى المدينة مع أخيه هاني بن عدي إلى الرسول محمد.[2] وكان مِمّن شارك في دفن أبي ذر الغفاري بالربذة حينما توفي في عصر عثمان بن عفان.[3][4] وذلك بسبب انتقادات وجهها أبو ذر الغفاري إليه حول سياسته وطريقة حكمه في النصف الثاني من خلافته. كان حجر أحد قادة الفتوحات الإسلامية في بلاد الشام حيث فتح عدرا التي قتل فيها فيما بعد وشارك في القادسية.[5] وكان يلقب بـ«حجر الخير» لشدة ورعه. له ابن عم اسمه حجر بن يزيد كان يلقب بـ«حجر الشر» وكان من جنود معاوية في صفين.

كان حجر من أنصار علي بن أبي طالب وشيعته حيث أسرع إلى مبايعته حينما تولى الخلافة وبقي ملازماً له لا يتركه. وحارب معه في معركة صفين وكان من قيادات الجيش حيث كان قائد مذحج والأشعريّين. وكان من قيادات جيش أمير المؤمنين علي في صفين أيضاً، فكان قائداً على كندة وحضرموت وقضاعة ومهرة. وأوّل فارسين برزا والتقيا بصفّين في السابع من شهر صفر سنة 37 هـ هما حجر بن يزيد من معسكر معاوية بن أبى سفيان الذي طلب ابن عمّه حجر الخير حجر بن عدي الكندي للقتال. فتبارزا وكاد حجر بن عدي يقتل ابن عمه لولا تدخل خزيمة بن ثابت الأسدي من معسكر معاوية الذي ضرب حجر الخير ضربة كسر بها رمحه. وقتل حجر بعد ذلك الكثير من قيادات جيش معاوية بالمبارزة.[6] وحارب مع علي بن أبي طالب في النهروان فكان قائدا لميمنة الجيش.

وكان معاوية قد أرسل الضحاك بن قيس بثلاثة آلاف مقاتل ليشن الغارات على المناطق الواقعة في طاعة علي سنة 39 هـ. فنهب الأموال، وقتل من لقي من الأعراب حتى مر بالثعلبية فأغار على الحجاج فأخذ أمتعتهم، ثم أقبل فلقي عمرو بن عميس بن مسعود الهذلي فقتله في طريق الحج.[7] فأرسل على حجر بن عدي قائداً لجيش قوامه أربعة آلاف مقاتل تمكن من الإصدام بجيش الضحاك وانتصر عليهم فهرب الضحاك إلى الشام.

أمر معاوية بن أبي سفيان بقتل المحتجین من الشيعة بما فيهم حجر بن عدي. بعد وفاة الإمام الحسن بن علي قام معاوية بن أبي سفيان بتشنج الأوضاع ضد الشيعة خاصة الشيعة في الكوفة وقتل بعض الشخصيات الشيعية. لقد قتله معاوية بن أبي سفيان بعدما فتحت مرج عذرا بيد حجر بن عدي ودفن في تلك المنطقة وقبره معروف هناك.[8]

يقع قبره بمدينة عدرا في سوريا. وفي 27 أبريل، 2013م، نبش القبر مجموعات مسلحة واستخرجوا الجثمان ودفنوه في مكان غير معروف.[9][10] نُشرت صورتان للقبر بعد نبشه وكتب تحت إحدى الصورتين «هذا مقام حجر بن عدي الكندي: أحد مزارات الشيعة في عدرا البلد، قام الجيش الحر بنبش القبر ودفنه في مكان غير معروف بعدما قالوا أن القبر أصبح مركزاً للشرك بالله». الاتهامات متبادلة حول من قام بالفعل. والاتهامات الأبرز تشير إلى أن عناصر تابعة لـ«جبهة النصرة» ولـ«الجيش السوري الحر» هي التي قامت بالفعل.[11][12][13][14]

وفقا لتقرير نشر في نيويورك تايمز، نُشرِت صورة لأحد مدنسي الضريح ومستخرجي الجثمان يدعى أبو أنس الوزير، أو أبو البراء، وهو زعيم جماعة عسكرية تسمى لواء الإسلام من الجيش الحر.[15][16] يشار إلى أن جبهة النصرة هي التي كانت تسيطر على منطقة عدرا، حيث الضريح.

• قال الرسول محمد: «سيُقتل بعذراء أُناس يغضب الله لهم وأهل السماء».[17]
• وفي حديث: «يُقتل بمرج عذراء نفر يغضب لهم أهل السماوات».[18]
• قال علي بن أبي طالب عنه: «اللّهم نوّر قلبه بالتقى، واهده إلى صراط مستقيم، ليت أنّ في جندي مائة مثلك».[19]
• وقال: «يا أهل العراق، سيُقتل منكم سبعة نفر بعدرا، مثلهم كمثل أصحاب الأخدود».[20]

• قال الفضل بن شاذان النيشابوري: «فمن التابعين الكبار ورؤسائهم وزهّادهم... وحُجر بن عَدِي».[20]
• قال الشيخ الطوسي: «وكان من الأبدال⁽¹⁾».[21]
• قال علي خان المدني: «يُعدّ من الرؤساء والزهّاد، ومحبّته وإخلاصه لعلي أشهر من أن تُذكر».[22]
• قال محسن الأمين: «هو من خيار الصحابة، رئيس، قائد، شجاع، أبيّ النفس، عابد، زاهد، مستجاب الدعوة، عارف بالله، مسلّم لأمره، مطيع له، مجاهر بالحق، مقاوم للظلم، لا يبالي بالموت في سبيل ذلك».[23]
• قال الشيخ عبد الله المامقاني: «مقتضى ما سمعت كلّه، أنّ الرجل فوق الوثاقة، وفي غاية الجلالة».[24]
• قال الشيخ محيي الدين المامقاني: «فلا مجال إلّا لتوثيقه، بل هو في قمّة الوثاقة والجلالة، وإنّي أعدّه ثقة ثقة، وثقة جليلاً».[25]

• قال ابن سعد: «وكان ثقة معروفاً».[26]
• قال ابن حبان: «حُجر بن عدي الكندي، واسم عدي هو الأدبر، وهو الذي يقال له حجر بن الأدبر من عباد التابعين، ممن شهد صفين مع علي بن أبي طالب، قتل سنة ثلاث وخمسين».[27]
• قال الحاكم النيسابوري: «هو راهب أصحاب محمد».[28]
• قال ابن عبد البر: «كان حُجر من فضلاء الصحابة».[29]
• قال ابن الأثير: «وهو المعروف بحجر الخیر.. وفد عَلَی النبي هو وأخوه هانئ، وشهد القادسیة، وکان من فضلاء الصحابة».[30]
• قال الذهبي: «حجر بن عدي، وهو حجر الخير أبو عبد الرحمن الشهيد، له صحبة ووفادة. وكان شريفا، أميرا مطاعا، أمارا بالمعروف، مقدما على الإنكار، من شيعة علي شهد صفين أميرا، وكان ذا صلاح وتعبد.»[31]