صاروخ تحذيري
الصاروخ التحذيري أو ما يعرف باسم القرع على السطح (بالإنجليزية: Roof knocking) (بالعبرية: הקש בגג) هو تكتيك يستخدمه جيش الدفاع الإسرائيلي حيثُ يقومُ بإسقاط أجهزة غير متفجرة أو صواريخ تحذيريّة على أسطح المنازل المدنية المستهدفة[1] في الضفة الغربية وقطاع غزة كتحذيرٍ مسبق من هجمات وشيكة وبصواريخ مدمرة وذلك بدعوى «منح السكان أو أصحاب المنازل بعضَ الوقت للفرار من الهجوم.»[2][3][4][5][6][7][8] استخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي هذهِ المُمارسة أو هذا التكتيك خلال الحرب على قطاع غزّة في 2008-2009 وفي 2012 بالإضافة إلى حربهِ الأخيرة على القِطاع في عام 2014 حيثُ كانَ يتعمّدُ استهدافَ منازل المدنيين بالإضافة إلى منازل ضباط الشرطة أو قادة حركة حماس السياسيين أو العسكريين.[9]
التاريخ
اعتمدَ جيش الدفاع الإسرائيلي على هذا التكتيك منذُ عام عام 2006 حيثُ يقضي بتحذير سكان المبنى قبلَ قصفه أو قبلَ الإغارة والهجوم عليه.[10] ظهرَ هذا التكتيك بشكلٍ خاص خِلال الحرب على غزة 2008-2009 كما استعملهُ جيش الاحتلال في حربهِ على القطاع عام 2012 وكذا حربهِ الثالثة التي حصلت عام 2014. في الأشهر الستة السابقة لاستخدامِ هذه التقنيّة؛ عملت إسرائيل على جمعِ بيانات عن أعضاء من حركة حماس كما عملت على الحُصول على أرقام هواتف الكثير من المدنيين في غزّة لتحذيرهم في حالة ما شملَ القصفُ منزلهم.[5] في العادةِ يقومُ ضباط المخابرات الإسرائيلية ورجال الأمن في الشاباك بالاتصال بمالك المبنى ثمّ يخبرونهُ أن أمامهُ 10-15 دقيقة للفرار من المنزل قبلَ قصفه ويتعللون بوجود أسلحة داخله أو استعماله من قبل عناصر المقاومة.[3][8][11][12][13] جديرٌ بالذكر هنا أنّ الجيش الإسرائيلي لا يتبعُ هذهِ الاستراتيجية دومًا كما أنّه قصفَ في عدّة مرات منازل بعدَ تحذيرها بوقتٍ قليل جدًا قد لا يتعدى الخمس دقائق.[14]
الاعتماد من قبل الجيش الأمريكي
في عام 2016؛ نُشرت بعض التقارير التي تُفيد بأنّ الجيش الأمريكي قد تبنى هذا التكتيك في حربه ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)،[15][16] حيثُ تمّ استخدامه عندَ الهجوم على منشأة تخزين للتنظيم في الموصل بالعراق حينمَا أُطلقَ صاروخ هيلفاير على سطح مبنى بعد التأكّد من وجود نساء وأطفالٍ داخله.[15]
التحدي
يقومُ الفلسطينيون في قطاع غزّة بتحدي جيش الاحتلال الإسرائيلي حيثُ يقومون في بعضِ الأحيان بالصعودِ جماعةً لسطح المنزل الذي تلقى التحذير حتى لا يقومُ الجيش الإسرائيلي بقصفه.[3] بالرغم من ذلك؛ فقد قامَ الاحتلال في عدّة مناسبات بقصفِ المنزل بالرغمِ من وجود مدنيين فوق سطحهِ مما يتسبّبُ في سقوطِ عددٍ من الشهداء كما يفعلُ ذلك عادةً حينما يتعلّق الأمر بالمُنتسبين لحركة حماس كما فعلَ مع الداعيّة والقائد العسكري الحمساوي نزار ريان الذي فضّل عدم مُغادرة منزله حينما تلقى التحذير وصعدَ فوق سطح المنزل رفقةَ عددٍ من أفراد عائلتهِ لكنّ جيش الاحتلال استهدفهم مباشرة مما نجمَ عنهُ استشهاد 15 شخصًا دفعةً واحدة ومن نفس العائلة بمن فيهم نزار.[3][5] بشكلٍ عام؛ فيحنَما يواجهُ قادة جيش الاحتلال مواقف مماثلة فهم إمّا يقصفونَ المنزلَ حتى ولو كانَ مكتظًا بالمدنيين أو يُلغوا القصفَ إلى حين كما قد يُطلقون في حالات أخرى مزيدًا منَ الصواريخ التحذيريّة من أجل تخويف الناس وإرغامهم على المُغادرة.[2][7][17]
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلًا عن مصادرَ إسرائيليّة أنّ حماس هي من تطلبُ من السكان الوقوف على أسطح المباني لثني الطيارين الإسرائيليين عن مهاجمة وقصفِ منازلهم.[7] بالرغمِ من ذلك رفضت منظمة العفو الدولية كلّ هذهِ المزاعم مؤكدةً على أنّ الدافع من وراءِ ما طالب بهِ حماس هوَ تجنب المزيد من الذعر بين المدنيين خاصّةً في ظل عدم وجود ملاجئ في غزة. في وقتٍ لاحق؛ قالَ العديد من المراسلين بما في ذلك مراسل هيئة الإذاعة البريطانية،[18] [19] الإندبندنت،[19] والجارديان[20] إنهم لم يعثروا على أيّ دليلٍ يوكّد على مزاعم نتنياهو بخصوصِ إجبارِ حماس للفلسطينيين على البقاء فوقَ أسطح المنازل وتحويلهم لأذرع بشريّة.
انتقادات
لطالما أثارت هذهِ المُمارسة الكثيرَ من الجدل خاصّة بعدَ تمكّن العديد من منظمات حقوق الإنسان الوصول إلى فيديوهات توثقُ قصفَ الاحتلال لمنازل يتجمّع فوقَ سطوحها عددٌ من المدنيين.[13] في يوليو/تموز 2014؛ دعت منظمة العفو الدولية إلى إجراء تحقيق من جانب الأمم المتحدة في جرائمِ الحرب التي ارتكبها مقاتلون إسرائيليون فيمَا أدانَ فيليب لوثر مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة هذه الممارسات الإسرائيلية.[21] أشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحّة في غزة مفيد المخللاتي إلى أن نفس الصواريخ المُستخدمة في توجيه التحذيرات تُستخدم أيضًا في الاغتيالات مما يؤدي إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى فتفشلُ الوزارة في تحديدِ سبب الاستشهاد بالضبط وما إذا كان صاروخًا تحذيريًا أم غارة جويّة.[22]
وردَ في تقرير غولدستون أنّ المدنيين داخل منازلهم لا يمكنُ أن يعرفوا ما إذا كان انفجار صغير يمثل تحذيرًا من هجوم وشيك أو جزءًا من هجوم فعلي كما ذكرَ التقريرُ كذلك أنّ هذه الممارسة ليست تحذيرًا مسبقًا فعالًا ومن المرجح أن تسبب الرعب وتشوّشَ على المدنيين.[23]
طبقًا للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان فإن تحذير السكان من قبلِ القوات الإسرائيلية هيَ حرب نفسية بالدرجة الأولى،[10] يقولُ المركز أنه وبعدَ الأسبوع الأول من عملية «الرصاص المصبوب» دُمّر 37 منزلًا فقط على الرغم من مئات النداءات التحذيرية وفي نفسِ الوقت لا يُمكن للمركز أن ينصحَ الناس بعدم أخذ التهديدات على محمل الجد لأنّها قد تكونُ كذلك في بعضِ المرات.[24] في حالات أخرى؛ قصفَ الاحتلال منازل المدنيين في قطاع غزة دونَ سابق إنذار فعلى سبيل المثال لا الحصر؛ في 12 تموز/يوليو 2014 نفذ طيران الاحتلال غارة جوية دون أي تحذير مُسبق على منزل قائد شرطة يُدعى تيسير البطش كما استهدفَ مسجدًا في نفس المنطقة مباشرةً بعدَ انتهاء صلاة العشاء ما تسبّب في استشهادِ 18 مدنيًا بينهم أطفال وإصابة 45 آخرين.[25][26]
في المُقابل ترى الحكومة الإسرائيلية أنّ هذه التحذيرات وعلى الرغمِ من أنها لم تُجنّب المدنيين مخاطرَ القصفِ بالكامل إلا أنها كانت فعالة في كثير من الأحيان كما اعتمدت الحكومة على تسجيلات المراقبة الجوية التابعة لها مؤكدةً على تسجيلِ المدنيين وهم يُغادرون المناطق المستهدفة قبل الهجوم كنتيجة مباشرة للتحذيرات.[27] وفقًا للجيش الإسرائيلي أيضًا؛ فإنّه يضربُ أو يستهدفُ المنازل المشتبه بتخزينها للأسلحة كما يتعلّل بأنّ ما يقومُ به هو في إطارِ القانون الدولي.[28] في نوفمبر 2014؛ أيّدَ الجنرال الأمريكي مارتن ديمبسي التكتيك الذي يتبعهُ الاحتلال فقال: «الصواريخ التحذيرية التي تُطلقها تل أبيب هي من ضمنِ الأشياء الاستثنائية التي تقومُ بها إسرائيل للحد من الإصابات في صفوف المدنيين.[29]»
بالعودةِ إلى موضوع استعمال حماس للمدنيين كأذرع بشريّة فقد ذكرت العفو الدولية في بيانٍ لها أنها «لا تملكُ أدلة في هذه المرحلة على أن المدنيين الفلسطينيين قد استُخدموا عن قصدٍ من قبل حماس أو باقي فصائل المقاومة خلال الأعمال القتالية لحماية مواقع أو أفراد أو معدات عسكرية محددة من الهجمات الإسرائيلية ... جميع التزامات إسرائيل بحماية هؤلاء المدنيين ستظل سارية» فيمَا قالت هيومن رايتس ووتش إن العديد من الهجمات على أهدافَ مدنية تبدو «غير متناسبة» وَ«عشوائية».[30] من جهة أخرى فقد وصفَ صلاح عبد العاطي عضوُ اللجنة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان في غزة سياسة تدمير المنازل بأنها جريمة حرب واتهم إسرائيل بمحاولة الالتفاف على القانون الدولي لتجنب المساءلة.[22]
المراجع
- "UN report finds: Israel's 'roof-knock' warning no way to prevent civilian casualties - Jerusalem Vivendi"، haaretz.com، مؤرشف من الأصل في 14 مارس 2017.
- "IDF phones Gaza residents to warn them of imminent strikes."، Haaretz.com، Haaretz، 04 يناير 2009، مؤرشف من الأصل في 6 يناير 2010، اطلع عليه بتاريخ 09 يناير 2009.
- Harel, Amos؛ Yoav Stern (04 يناير 2009)، "IDF targets senior Hamas figures"، Haaretz.com، هاآرتس، مؤرشف من الأصل في 22 يناير 2009، اطلع عليه بتاريخ 09 يناير 2009.
- McGregor-Wood, Simon؛ Miguel Marquez (02 يناير 2009)، "Bush: U.S. Calls for Monitored Cease-fire Pact"، abcNews، ABCNews Internet Ventures، مؤرشف من الأصل في 03 يناير 2009، اطلع عليه بتاريخ 04 يناير 2009.
- Schweber, Howard (04 يناير 2009)، "Israel and Hamas: Two to Tango"، هافينغتون بوست، HuffingtonPost.com, Inc، مؤرشف من الأصل في 29 يناير 2009، اطلع عليه بتاريخ 10 يناير 2009.
- Stone, Jeff (15 يوليو 2014)، "Israel 'Roof Knocking' Video Raises Question: Warning Or Human Rights Violation?"، International Business Times، مؤرشف من الأصل في 6 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 24 يوليو 2014.
- Erlanger, Steven (10 يناير 2009)، "A Gaza War Full of Traps and Trickery"، نيويورك تايمز، The New York Times Company، مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2019، اطلع عليه بتاريخ 19 يناير 2009.
- Rabinovich, Abraham (03 يناير 2009)، "Nuclear fear drives Israel's hard line"، The Australian، News Limited، مؤرشف من الأصل في 29 يناير 2009، اطلع عليه بتاريخ 09 يناير 2009.
- Hasian, Marouf (2016)، Forensic Rhetorics and Satellite Surveillance: The Visualization of War Crimes and Human Rights Violations، Lanham: Lexington Books، ص. 214، ISBN 1-4985-3591-7.
- Urquhart, Conal (28 يونيو 2006)، "The call that tells you: run, you're about to lose your home and possessions"، guardian.co.uk، Guardian News and Media Limited، مؤرشف من الأصل في 06 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 10 يناير 2009. Archived version 2009-01-29
- Kurz, Anat N.؛ Emily B. Landau (04 يناير 2009)، "A response to a Euro-Mediterranean appeal"، opinion.jpost.com، The Jerusalem Post، مؤرشف من الأصل في 29 يناير 2009، اطلع عليه بتاريخ 10 يناير 2009.
- Opall-Rome, Barbara (5 يناير 2009)، "In Gaza, Both Sides Reveal New Gear"، Defense News، اطلع عليه بتاريخ 17 يونيو 2009.[وصلة مكسورة]
- Withnail, Adam؛ Viney, Steven، "Israel-Gaza conflict: Israeli 'knock on roof' missile warning technique revealed in remarkable video"، www.independent.co.uk، مؤرشف من الأصل في 25 سبتمبر 2015، اطلع عليه بتاريخ 13 يوليو 2014.
- "Gaza Humanitarian Situation Report - January 2, 2009 as of 14:30" (PDF)، الأمم المتحدة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، 02 يناير 2009، مؤرشف من الأصل (PDF) في 3 يناير 2009، اطلع عليه بتاريخ 02 يناير 2009.
- "US adopts controversial Israeli air strike tactic known as 'roof-knocking'"، The Telegraph، 27 أبريل 2016، مؤرشف من الأصل في 6 مايو 2019.
- "'Knock-on-the-roof': US military adopts Israeli battlefield tactic for ISIS"، RT، 27 أبريل 2016، مؤرشف من الأصل في 6 مايو 2019.
- "The Gaza War: a strategic analyses" (PDF)، CSIS، مؤرشف من الأصل (PDF) في 18 أبريل 2009.
- Bowen, Jeremy، "Jeremy Bowen's Gaza notebook: I saw no evidence of Hamas using Palestinians as human shields"، www.newstatesman.com، مؤرشف من الأصل في 8 أكتوبر 2019.
- Sengupta, Kim (21 يوليو 2014)، "Israel-Gaza conflict: The myth of Hamas's human shields"، The Independent، مؤرشف من الأصل في 25 سبتمبر 2015، اطلع عليه بتاريخ 31 يوليو 2014.
- Sherwood, Harriet (24 يوليو 2014)، "In Gaza, Hamas fighters are among civilians. There is nowhere else for them to go"، The Guardian، مؤرشف من الأصل في 18 سبتمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 31 يوليو 2014.
- Withnall, Adam (13 يوليو 2014)، "Israel-Gaza conflict: Israeli 'knock on roof' missile warning revealed in remarkable video"، The Independent، مؤرشف من الأصل في 25 سبتمبر 2015، اطلع عليه بتاريخ 24 يوليو 2014.
- "Israel's "knock on the roof" policy: A three-minute race with death"، Al Akhbar English، مؤرشف من الأصل في 4 نوفمبر 2016، اطلع عليه بتاريخ 04 نوفمبر 2016.
- Schmitt, Michael (2011)، Yearbook of international humanitarian law، Hague Berlin: T.M.C. Asser Press Springer، ص. 199، ISBN 90-6704-811-9.
- Balousha, Hazem؛ Toni O'Loughlin (03 يناير 2009)، "Text messages and phone calls add psychological aspect to warfare in Gaza"، guardian.co.uk home، Guardian News and Media Limited، مؤرشف من الأصل في 5 أكتوبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 18 فبراير 2009.
- Israeli airstrike hits home of Gaza police chief, death toll continues to rise — RT World News نسخة محفوظة 06 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
- Gaza police chief survives Israeli airstrike on family home — but bombs kill 18 relatives, including children | National Post نسخة محفوظة 21 مارس 2015 على موقع واي باك مشين.
- "The Operation in Gaza: Factual and Legal Aspects" (PDF)، وزارة الخارجية (إسرائيل)، 29 يوليو 2009، ص. 50–51, 100، مؤرشف من الأصل (PDF) في 06 سبتمبر 2009، اطلع عليه بتاريخ 06 سبتمبر 2009.
- "Hamas leader, 20 Palestinians killed in IAF strikes"، ynet news.com، Yedioth Internet، 09 يناير 2009، مؤرشف من الأصل في 29 يناير 2009، اطلع عليه بتاريخ 09 يناير 2009.
- Rayner, Tom (07 نوفمبر 2014)، "US General Backs Israel's Tactics In Gaza War"، Sky News، مؤرشف من الأصل في 4 مارس 2016، اطلع عليه بتاريخ 28 ديسمبر 2014.
- "Israel/Gaza conflict: Questions and Answers"، www.amnesty.org، مؤرشف من الأصل في 27 أغسطس 2019.
- بوابة عقد 2000
- بوابة عقد 2010
- بوابة الحرب
- بوابة الصراع العربي الإسرائيلي