عامل داخلي

العامل الداخلي (بالإنجليزية: Intrinsic factor)‏، ويعرف في بعض الأحيان بالعامل المعدي الداخلي،[1] أو العامل الجوهري، هو عبارة عن بروتين سكري تنتجه الخلايا الجدارية (في البشر) أو الخلايا الرئيسية (في القوارض) في المعدة.[1][2] هو عامل ضروري جدًا ومهم لامتصاص فيتامين بي12 في وقت لاحق في لفائفي الأمعاء.[3] الهابتوكورين (ترانسكوبالامين الأول، عامل R) هو بروتين سكري اخر تفرزه الغدد اللعابية التي ترتبط بفيتامين بي12. فيتامين بي12 حساس للأحماض وفي ارتباط بالهابتوكورين يمكنه المرور بأمان عبر المعدة الحمضية إلى الاثنا عشر.[4] في البيئة الأقل حمضية للأمعاء الدقيقة، تهضم إنزيمات البنكرياس حامل البروتين السكري ويمكن بعد ذلك ربط فيتامين بي12 بالعامل الداخلي.[4] ثم يتم امتصاص هذا المركب الجديد من قبل الخلايا الظهارية (الخلايا المعوية) في اللفائفي.[4] داخل الخلايا، تنتهي مهمة العامل الداخلي وينفصل عن فيتامين بي12، الذي بدوره يرتبط ببروتين آخر، ترانسكوبالامين الثاني؛ يمكن للمركب الجديد بعد ذلك الخروج من الخلايا الظهارية ليتم نقلها إلى الكبد.[5]

صورة للشكل الثلاثي الأبعاد للعامل الداخلي

موقع الإفراز

تفرز المعدة العامل الداخلي، وبالتالي يوجد في العصارة المعدية وكذلك في الغشاء المخاطي للمعدة.[6] الرقم الهيدروجيني الأمثل لعمله هو حوالي 7.[7] لا يرتبط تركيزه بكمية حمض الهيدروكلوريك أو البيبسين في عصارة المعدة، على سبيل المثال، قد يكون العامل الداخلي موجودًا حتى عندما يكون البيبسين غائبًا إلى حد كبير.[8] يختلف موقع تكوين العامل الداخلي باختلاف الأنواع. في الخنازير يتم الحصول عليه من بواب العفج وبداية الاثني عشر؛[9] في البشر يتواجد في بطانة المعدة وجسمها.[10]

تحد الكمية المحدودة من العامل الداخلي الطبيعي في المعدة البشرية من الامتصاص الفعال الطبيعي لبي12 إلى حوالي 2 ميكروغرام لكل وجبة، وهو تناول كافٍ ومعادل لمدخول فيتامين بي12 اليومي.[11]

النقص

في فقر الدم الخبيث، والذي عادة ما يكون مرضا مناعيا ذاتيا، تؤدي الأجسام المضادة الذاتية الموجهة ضد العامل الداخلي أو الخلايا الجدارية نفسها إلى نقص العامل الداخلي، ضعف امتصاص فيتامين بي12، وفقر الدم الضخم الأرومات اللاحق.[12] يمكن أن يتسبب التهاب المعدة الضموري أيضًا في نقص العامل الداخلي وفقر الدم من خلال تلف الخلايا الجدارية لجدار المعدة.[13] يمكن أن يتداخل قصور البنكرياس مع التفكك الطبيعي لفيتامين بي12 عن بروتيناته الملزمة في الأمعاء الدقيقة، مما يمنع امتصاصه عبر مركب العامل الداخلي.[14] عوامل الخطر الأخرى التي تساهم في فقر الدم الخبيث هي أي شيء يدمر أو يزيل جزءًا من الخلايا الجدارية للمعدة، بما في ذلك جراحة السمنة، أورام المعدة، قرحة المعدة والاستهلاك المفرط للكحول.

الطفرات في جين GIF مسؤولة عن مرض نادر يمكن توريثه يسمى نقص العامل الداخلي[15] مما يؤدي إلى ضعف امتصاص فيتامين بي12.[16]

العلاج

في معظم البلدان، تستخدم الحقن العضلية من فيتامين بي12 لعلاج فقر الدم الخبيث.[17] يتم امتصاص فيتامين بي12 الذي يتم تناوله عن طريق الفم بدون عامل داخلي، ولكن بمستويات تقل عن %1 مما لو كان العامل الداخلي موجودًا.[18] على الرغم من الكميات المنخفضة الممتصة، فإن علاج فيتامين بي12 عن طريق الفم فعال في تقليل أعراض فقر الدم الخبيث.[19] يمكن أيضًا إعطاء فيتامين بي12 تحت اللسان، ولكن لا يوجد دليل على أن طريق الإعطاء هذا يتفوق على الطريق الفموي،[20] وتصف كندا والسويد فقط هذا الطريق للإعطاء بشكل روتيني.[17]

مراجع

  1. "What is new in vitamin B(12)?"، (review)، Current Opinion in Gastroenterology، 21 (2): 183–6، مارس 2005، doi:10.1097/01.mog.0000148331.96932.44، PMID 15711210، مؤرشف من الأصل في 01 ديسمبر 2017.
  2. "The independent secretion of acid, pepsin, and intrinsic factor by the human stomach"، (primary)، Gastroenterology، 34 (2): 196–209، 1958، doi:10.1016/S0016-5085(58)80102-X، PMID 13512593.
  3. "Autoimmune atrophic gastritis--pathogenesis, pathology and management"، (review)، Nature Reviews. Gastroenterology & Hepatology، 10 (9): 529–41، 2013، doi:10.1038/nrgastro.2013.101، PMID 23774773.
  4. Sergey N. (2012)، Olaf (المحرر)، Physiological and Molecular Aspects of Cobalamin Transport (باللغة الإنجليزية)، Dordrecht: Springer Netherlands، ص. 347–367، doi:10.1007/978-94-007-2199-9_18، ISBN 978-94-007-2199-9، مؤرشف من الأصل في 4 يونيو 2018.
  5. Alpers, David H.؛ Russell-Jones (01 مايو 2013)، "Gastric intrinsic factor: The gastric and small intestinal stages of cobalamin absorption. A personal journey"، Biochimie، Vitamin B12: Biochemistry and Human Health (باللغة الإنجليزية)، 95 (5): 989–994، doi:10.1016/j.biochi.2012.12.006، ISSN 0300-9084، مؤرشف من الأصل في 30 سبتمبر 2017. {{استشهاد بدورية محكمة}}: no-break space character في |عنوان= في مكان 69 (مساعدة)
  6. TALWAR (2015)، TEXTBOOK OF BIOCHEMISTRY, BIOTECHNOLOGY, ALLIED AND MOLECULAR MEDICINE (باللغة الإنجليزية)، PHI Learning Pvt. Ltd.، ISBN 978-81-203-5125-7.
  7. "Effect of pH changes on the binding of vitamin B12 by intrinsic factor"، NCBI، 20 يونيو 2022، مؤرشف من الأصل في 30 مارس 2022.
  8. Poliner, I.J.؛ Spiro, H.M.؛ Pask, Beatrice A.؛ Trocchio, Nancy (1958-02)، "The Independent Secretion of Acid, Pepsin, and "Intrinsic Factor" by the Human Stomach"، Gastroenterology، 34 (2): 196–215، doi:10.1016/s0016-5085(58)80102-x، ISSN 0016-5085. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  9. "Redirecting"، linkinghub.elsevier.com، مؤرشف من الأصل في 14 أكتوبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 20 يونيو 2022.
  10. "Human gastric intrinsic factor expression is not restricted to parietal cells."، NCBI، 20 يونيو 2022، مؤرشف من الأصل في 30 مارس 2022.
  11. Watanabe, Fumio (2007-11)، "Vitamin B12 Sources and Bioavailability"، Experimental Biology and Medicine، 232 (10): 1266–1274، doi:10.3181/0703-mr-67، ISSN 1535-3702، مؤرشف من الأصل في 4 يناير 2022. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  12. "Pernicious anemia: MedlinePlus Medical Encyclopedia"، medlineplus.gov (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 31 أكتوبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 13 نوفمبر 2021.
  13. "Signs of chronic gastritis"، Ada (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 4 سبتمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 20 يونيو 2022.
  14. Guéant, Jean-Louis؛ Champigneulle, Bruno؛ Gaucher, Pierre؛ Nicolas, Jean-Pierre (1990-09)، "Malabsorption of Vitamin B12 in Pancreatic Insufficiency of the Adult and of the Child"، Pancreas (باللغة الإنجليزية)، 5 (5): 559–567، ISSN 0885-3177، مؤرشف من الأصل في 17 يونيو 2022. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  15. "Intrinsic factor deficiency - About the Disease - Genetic and Rare Diseases Information Center"، rarediseases.info.nih.gov (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 20 نوفمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 20 يونيو 2022.
  16. Kozyraki, Renata؛ Cases, Olivier (01 مايو 2013)، "Vitamin B12 absorption: Mammalian physiology and acquired and inherited disorders"، Biochimie، Vitamin B12: Biochemistry and Human Health (باللغة الإنجليزية)، 95 (5): 1002–1007، doi:10.1016/j.biochi.2012.11.004، ISSN 0300-9084، مؤرشف من الأصل في 15 مارس 2013.
  17. Shipton, Michael J؛ Thachil (2015-4)، "Vitamin B12 deficiency – A 21st century perspective"، Clinical Medicine، 15 (2): 145–150، doi:10.7861/clinmedicine.15-2-145، ISSN 1470-2118، PMID 25824066، مؤرشف من الأصل في 20 أكتوبر 2021. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  18. Alpers, David H. (2005-03)، "What is new in vitamin B12?"، Current Opinion in Gastroenterology (باللغة الإنجليزية)، 21 (2): 183–186، doi:10.1097/01.mog.0000148331.96932.44، ISSN 0267-1379، مؤرشف من الأصل في 1 ديسمبر 2017. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  19. Andrès, Emmanuel؛ Fothergill؛ Mecili (01 فبراير 2010)، "Efficacy of oral cobalamin (vitamin B12) therapy"، Expert Opinion on Pharmacotherapy، 11 (2): 249–256، doi:10.1517/14656560903456053، ISSN 1465-6566، مؤرشف من الأصل في 13 نوفمبر 2021.
  20. "Replacement therapy for vitamin B12 deficiency: comparison between the sublingual and oral route"، NCBI، 20 يونيو 2022، مؤرشف من الأصل في 18 يونيو 2022.
  • بوابة الكيمياء
  • بوابة الكيمياء الحيوية
  • بوابة طب
  • بوابة علم الأحياء الخلوي والجزيئي
  • بوابة علم وظائف الأعضاء
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.