عبد الله بن صباح بن جابر الصباح

الشيخ عبد الله بن صباح بن جابر الصباح (1740 - 3 مايو 1814 [1])، حاكم الكويت الثاني. تولى عام 1776 بعد وفاة والده الشيخ صباح على الرغم من كونه أصغر إخوته إلا أنه كان يتصف بسرعة البديهة وصفاء الذهن والكرم وحسن السيرة والشجاعة.

أمير دولة الكويت الثاني الشيخ
عبد الله بن صباح بن جابر الصباح
فترة الحكم
1776 – 3 مايو 1814
معلومات شخصية
الميلاد سنة 1740  
الكويت 
الوفاة 5 مايو 1814 (7374 سنة) 
الكويت 
مواطنة الكويت
الدولة العثمانية 
الأولاد
الأب صباح الأول بن جابر الصباح 
عائلة آل صباح 
الحياة العملية
المهنة سياسي 

حياته

تولى الحكم بعد وفاة والده صباح الأول سنة 1190 هـ / 1776م، حيث قضى في إدارة حكم الكويت ما يقارب تسعة وثلاثين عاما، أنهى القسم الأخير منها بإصلاح البلد إلى أن توفي في يوم الخميس الموافق 12 جمادى الأولى عام 1229 هـ هجرية الموافق 3 مايو 1814.[1]

أهم الأحداث في عهده

سعدون بن عريعر

في أواخر 1190 هـ / 1776م نزل أمير الأحساء سعدون بن عريعر بن دجين قريبا من الكويت[2]، وقد كان متوجها لتعزية عبد الله في وفاة والده، فظنَّ الأهالي أنه يريد بها السوء. فخرج إليه عبد الله الصباح بعدد قليل ليكشف عما كان ينويه، وسرعان ما اكتشف حُسْن نيته فعاتبه سعدون على خروجه بهذا العدد القليل من الرجال دون الاحتياطات الكافية. فرد عليه الشيخ عبد الله أنه آتٍ لملاقاة أخيه الأكبر وأنه واثق من حسن نواياه.[2]

نزوح آل خليفة

بدأ جماعات من العتوب تهاجر من الكويت إلى جزيرة البحرين وسواحل قطر المقابلة لها حيث مغاصات اللؤلؤ. وفي تلك الفترة أسس عرب بنعلي (سليم والمعاضيد وهم فرع من العتوب) بلدة على الساحل الشمالي لقطر اسموها فريحة سنة 1166 هـ / 1753 م.[3] ثم في سنة 1180 هـ / 1766 م كانت إحدى سفن الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة زعيم آل خليفة وفيها أحد أبنائه راسية في الفلاحية، وكانت تحمل تمرا فهاجمها قطاع الطرق ليلا بهدف نهبها وقتل أحد المهاجمين وهو من بني كعب، فغادرت السفينة بسرعة وعادت للكويت. فطلب الشيخ بركات أمير المحمرة تسليم ابن الشيخ محمد لأخذ الثأر منه لقتيلهم فرفض الشيخ محمد تسليم ابنه واقترح عليه الشيخ عبد الله بن صباح أن يأخذوا الابن في مسيرة ويذهبوا إلى بني كعب ويطلبوا منهم الصفح على أن يدفعوا لهم دية القتيل، فلم يوافق الشيخ محمد، على ذلك الرأي وقال انه مستعد لدفع الدية مهما بلغت ولكنه لن يسلم ابنه وخاصة أن بني كعب هم الذين بدأوا بالعدوان فاشتد الخلاف بين بني كعب والشيخ عبد الله نتيجة لذلك الرفض. مما دعا الأخير إلى الإلحاح على الشيخ محمد بتسليم ابنه على أساس أنه ليس في مقدورهم محاربة بني كعب[4] فاستأذن الشيخ محمد آل خليفة من الشيخ عبد الله أن يسمح له ولعشيرته بالخروج[2]، ويؤكد النبهاني هذه الرواية بينما تذكر روايات أخرى أن سبب النزوح هو عندما آل الحكم إلى عبد الله بن صباح في عام 1180 ه/ 1766 م بعد وفاة والده، نشب خلاف بينه وبين ابن عمه وزوج أخته محمد بن خليفة بن محمد حيث يرى محمد أن الإمارة تتداول بينهم[5]، فرفض عبد الله ذلك، فطلب الشيخ محمد من الشيخ عبد الله أن يسمح له ولعشيرته بالانتقال من الكويت إلى الزبارة وأن يحله من الحلف مقابل التنازل عن نصيبه من الأرباح، وقد قوبل عرضه بالإيجاب فانتقلوا إليها.[6] وقد لحقهم الجلاهمة بعد أن امتنع الشيخ عبد الله الصباح من اعطائهم مستحقاتهم من الواردات ثم تطور الأمر بأن أجلاهم من الكويت فلحقوا بآل خليفة في الزبارة.[2]

معركة الزبارة وفتح البحرين

في سنة 1782 وقعت في قرية سترة البحرينية حادثة بين أتباع آل خليفة وأهالي المنطقة أدت إلى تدخل ناصر آل مذكور الذين جهزو سفن حربية من إمارة بوشهر ورافقتها سفن بني كعب، وكانت تحتوي على خمسة آلاف مقاتل، فضربوا الحصار على المدينة ودارت معركة كبيرة الوطيس بين الطرفين، وأتت نجدات بحرية من الكويت إلى آل خليفة، فأشتركت بمداهمة سفن القيادة لتلك الحملة واستولت على أسلحتهم وأموالهم، ثم حاصر الأسطول الكويتي «قلعة المنامة» واشتركت مع قوات الزبارة في احتلال ما بقي من مدن البحرين وقراها وخلصوها من أيدي ناصر آل مذكور، وعين آل خليفة حكام عليها.

معركة الرقة

حصلت تلك المعركة سنة 1783 م[7] مع بني كعب، وكانت المعركة في ساعة الجزر وصادف سكون الهواء بصورة مفاجئة حتى تعذر على السفن الكعبية الضخمة المسير واستوت على الطين، فدهم الكويتيون بسفن صغيره وهاجموا جميع السفن وانتصروا في تلك المعركة.

الدولة السعودية الأولى

لم تدخل الكويت في احتكاك مباشر مع الدولة السعودية الأولى، إلا أنها استقبلت اللاجئين من أمراء بني خالد، فقد لجأ زيد بن عريعر ومعه إخوته وأتباعه إلى الكويت[8] بعد طرده من الحكم سنة 1207 هـ / 1793[9]، والأمير عبد المحسن السرداح سنة 1210 هـ / 1795م.[10] وقد حاول إبراهيم بن عفيصان (أحد قادة الدولة السعودية الأولى) غزو الكويت في 1208 هـ / 1793م بجماعة من قبائل الخرج والعارض وسدير إلا أنها لم تثمر عن شيء بسبب دعم الوكالة البريطانية للكويتيين ضد تلك الحملة[10]، وإن أسفرت عن مقتل ثلاثين رجلًا من أهالي الكويت والاستيلاء على أسلحتهم وماشيتهم.[11] وبسبب تلك التهديدات، قام الكويتيون ببناء سورا حول عاصمتهم سنة 1212هـ / 1797م.

وقامت حملة سعودية أخرى بقيادة مناع أبو رجلين على الكويت سنة 1212 هـ / 1798م ولكنها لم تصب نجاحا.[12] وردت الكويت بحملة قادها مشاري بن عبد الله آل حسين على القبائل الموالية للدولة السعودية ولكنها ارتدت بعد مقتل قائدها.[13]

وفي سنة 1223 هـ / 1808م رفض عتوب الكويت دفع الزكاة إلى السعوديون تضامنا مع عتوب البحرين، فقامت حملة سعودية في 1224 هـ / 1809م على الكويت، عانى فيها الجانبان خسائر كثيرة في السفن والأرواح.[14] وقد أعان الشيخ عبد الله الصباح البحرين في معركة خكيكرة التي انتصروا فيها ضد رحمة بن جابر الجلهمي المدعوم من السعوديين.[10]

أحداث أخرى

الحركة التجارية

كانت للتجارة طريقين قديمين أحدهما بري والآخر بحري، فكانت سفن العتوب والعمانيين هي التي تحتكر حمل البضائع في الخليج العربي إلى نهاية القرن 18.[17] وكانت سفن الكويت ترسو في موانئ عمان مثل مسقط وصحار وخورفكان إضافة إلى بندر عباس والبصرة.[17] كما تمكنت في الربع الأخير من القرن 18 من الإبحار إلى موانئ الهند مباشرة، والوصول إلى الموانئ الحضرمية واليمنية خاصة الشحر والمخا لنقل القهوة إلى الخليج العربي. كما كانت الكويت تصدر الخيول العربية من شمال الجزيرة وخاصة مناطق شمر إلى الهند وتستورد منها الأقمشة والأرز والسكر والخشب والتوابل. وقد امتلكت الكويت في نهاية القرن 18 عدد خمسة عشر سفينة ذات حمولة 100-450 طن، وعشرين سفينة صغيرة ذات حمولة 50-120 طنا، بالإضافة إلى 150 سفينة أخرى حمولتها بين 15 و 150 طنا.[18]

واستفادت أيضا من استخدام شركة الهند البريطانية للكويت كمركز لبريدها سنة 1973 ولعامين، مما جعلها محطة للقوافل البرية إلى بغداد وحلب.[19] وكانت المسافة من الكويت إلى بغداد تقطع في 30 يوما وإلى حلب في 80 يوما، وقد كان العديد من التجار ينقلون بضائعهم إلى بغداد وحلب عن طريق الكويت ليتفادوا دفع الرسوم الباهضة في البصرة.[17]

أبناؤه

له ابن وبنت فقط، وهم الشيخ جابر، والشيخة مريم.[20]
وكان ابنه جابر على خلاف معه ناتج عن تهور وتحمس الولد الشاب واندفاعه بيموله لاستعمال القوة والعنف والتسرع في إتخاذ القرار، وهذه الأمور أدت إلى انسحابه وتركة الكويت في عام 1810 وتوجهه إلى البحرين، وبقي هناك إلى أن توفي والده. بينما ابنته مريم فمنها انطلق لقب «إخوان مريم» والذي يطلق على أبناء الأسرة.

المراجع

  1. حدث في مثل هذا اليوم في الكويت ، كونا، دخل في 3 مايو 2009 نسخة محفوظة 28 يناير 2019 على موقع واي باك مشين.
  2. خزعل. ص:46-47
  3. تاريخ القبائل العربية في السواحل الفارسية. جلال الهارون ص:63-64
  4. النبهاني. ص:83
  5. أحمد مصطفى أبو حاكمة. تاريخ شرقي الجزيرة العربية. دار مكتبة الحياة، بيروت. ص. 94.
  6. خزعل. ص:45-47
  7. حدث في مثل هذا اليوم في الكويت، وكالة الأنباء الكويتية كونا، دخل في 28 مارس 2010 نسخة محفوظة 15 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  8. بنو خالد وعلاقتهم بنجد 1080 - 1208 هـ / 1669 1794م. عبد الكريم الوهبي. ص:393
  9. أنساب الأسر الحاكمة في الإحساءز القسم الثاني. أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري. ص:137
  10. صراع الأمراء علاقة نجد بالقوى السياسية في الخليج العربي 1800-1870. عبد العزيز عبد الغني إبراهيم. ص: 32 ط: الثانية. 1992 دار الساقي. ISBN 1-85516-042-0
  11. تاريخ الخليج العربي الحديث والمعاصر. د. جمال زكريا قاسم. دار الفكر العربي. 1997 م/1417 هـ. ج 1 ص 350
  12. عثمان ابن بشر النجدي الحنبلي: عنوان المجد في تاريخ نجد. دارة الملك عبد العزيز، 1402هـ. ص:106
  13. ابن غنام. تاريخ نجد. 1961 ط2 ص:205
  14. لوريمر. دليل الخليج. القسم التاريخي. ج3 ص:1012
  15. عباس الخصوصي. دراسات في تاريخ الخليج العربي الحديث والمعاصر. ج:1 ص:113
  16. تاريخ الخليج العربي. جمال زكريا قاسم. ج:1 ص:345
  17. تاريخ الكويت الحديث والمعاصر، محمد حسن العيدروس، دار الكتاب الحديث.1422-2002. ص:21
  18. جون كيلي. بريطانيا والخليج 1795-1870. وزارة التراث القومي والثقافة. مسقط 1979
  19. أحمد مصطفى أبو حاكمة. تاريخ الكويت الحديث. ذات السلاسل الكويت 1984. ص:283
  20. موقع بوابة الشيخ نايف أحمد الصباح - شجرة عائلة الصباح نسخة محفوظة 26 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  • بوابة القرن 19
  • بوابة السياسة
  • بوابة الدولة العثمانية
  • بوابة أعلام
  • بوابة الكويت
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.