علم أمراض النبات
علم أمراض النبات أو دَرْس الوِصَامة[1] (باللاتينية: Phytopathologia) علم يهتم بالأمراض العديدة التي تضر بالنبات.[2][3][4] تنشأ أمراض النبات في بعض الأحيان بسبب الجو أو بسبب نقص العناصر المناسبة في التربة، وأحياناً ـ وبدرجة أكبر ـ نتيجة البكتيريا أو الفيروسات، أو عن طريق الفطريات. تفتقر الفطريات إلى وجود اليخضور، وهي الصبغة الخضراء اللازمة في عملية التمثيل الضوئي، ولذا فلا بد لها، لكي تبقى حية، من الحصول على الغذاء من النباتات الأخرى. وبعملها هذا، تؤدي إلى حدوث أضرار أو حتى موت النباتات الأخرى.
علم أمراض النبات
|
جزء من سلسلة حول
|
فروع علم النبات |
علم الإنتاج النباتي · علم النباتات اللاوعائية |
مشاهير علماء النبات |
جوزيف دالتون هوكر · توماس هنري هكسلي |
كما أن الأمراض الفطرية أو الفيروسية تسبب دماراً في المحاصيل وخسائر كبيرة. وتكمن الخسارة عندما يكون النبات اقتصاديا كصدأ القمح أو البياض الدقيقي.
ولمساعدة النباتات على مكافحة الأمراض، يقوم اختصاصيو أمراض النبات بدراسة النباتات السوية لمعرفة كيفية قيامها بأداء وظائفها، وهم يدرسون أيضًا النباتات والحيوانات التي تقوم بمهاجمة النباتات. ويستخدم علم أمراض النبات المواد الكيميائية (المبيدات) في مكافحة الأمراض ويحاول التحكم في ظروف نمو النباتات أو تطوير إنتاج أنواع النباتات التي تقاوم الأمراض. كما يتم التلقيح والتطعيم بين النباتات ذات المقاومة العالية والنباتات المعرضة للإصابة لرفع كفاءة النباتات المُنتَجة في مقاومة الأمراض والآفات.
لمحة عامة
تُعد مكافحة الأمراض النباتية أمرًا شديد الأهمية بالنسبة لعمليات إنتاج الغذاء الفعالة، وتسبب الأمراض النباتية مشكلات كبيرة في ما يتعلق بالاستخدام الزراعي للأرض، والماء، والوقود، والمُدخلات الأخرى. تملك النباتات في كل من المجتمعات النباتية الطبيعية والزراعية مقاومة متأصلة للأمراض، ولكن هناك العديد من الأمثلة عن تأثيرات مدمرة للأمراض النباتية مثل مجاعة أيرلندا الكبرى ولفحة الكستناء، بالإضافة إلى الأمراض النباتية المتكررة التي تصيب الزراعات مثل لفحة بادرات الأرز، ونيماتودا فول الصويا الحويصلية، وتقرح الحمضيات. مع ذلك، تكون مكافحة الأمراض في معظم المحاصيل ناجحة بشكل معقول. من الممكن مكافحة الأمراض عن طريق استخدام النباتات الناتجة عن برامج التربية التي تمتلك خاصية المقاومة للعديد من الأمراض، وعن طريق أساليب الزراعة مثل تطبيق الدورة الزراعية، واستخدام البذار الخالية من الممرضات، وزراعة النباتات في مواعيد مناسبة وبكثافة ملائمة، ومكافحة رطوبة الحقل، واستخدام المبيدات. تُشير التقديرات التي تناولت مناطق واسعة والعديد من أنواع المحاصيل إلى أن الخسائر التي تسببها الأمراض النباتية تصل عادة إلى 10% كل عام في الزراعات المتطورة، ولكن قد تصل الخسارات إلى 20% في الزراعات الأقل تطورًا. هناك حاجة للتقدم المستمر في علم أمراض النبات لتحسين مكافحة الأمراض ومواكبة تغيرات الضغوط الإمراضية التي تنتج عن تطور المسببات المرضية وحركتها المستمرين وتغير الممارسات الزراعية. تسبب الأمراض النباتية خسارات اقتصادية كبيرة للمزارعين حول العالم. تقدر منظمة الأغذية والزراعة أن الآفات والممرضات مسؤولة بشكل فعلي عما يقارب 25% من خسارات المحاصيل. هناك حاجة إلى الكشف المبكر عن الآفات والأمراض من أجل حل تلك المشكلة، ويمكن ذلك عن طريق استخدام مستشعرات حديثة تكشف عن الروائح الصادرة عن النباتات، ومستشعرات الضوء، والكشف عن الفوتونات الحيوية التي تستطيع تشخيص حالة النبات الصحية واستقلابه.[5]
مسببات الأمراض النباتية
الفطريات
تنتمي معظم الفطريات الممرضة إلى الفطريات الزقية والفطريات الدعامية (الدعاميات). تتكاثر الفطريات جنسيًا ولاجنسيًا عن طريق إنتاج الأبواغ والتراكيب الأخرى. يمكن أن تنتشر الأبواغ إلى مسافات بعيدة عبر الهواء أو الماء، وقد تُحمل في التربة. يستطيع العديد من الفطريات ساكنة التربة العيش مترممة، وقضاء جزء من دورة حياتها في التربة. يُقال إنها رمية اختيارية. يمكن أن تُكافح الفطريات النباتية من خلال استخدام المبيدات الفطرية والممارسات الزراعية الأخرى. مع ذلك، تنشأ عادة سلالات جديدة من الفطريات تمتلك مقاومة للعديد من المبيدات الفطرية. تستعمر الفطريات الممرضة إجبارية التطفل الأنسجة النباتية وتحصل على المغذيات من خلايا المضيف الحي. تصيب الفطريات الممرضة اختيارية التطفل المضيف وتقتل أنسجته وتستخرج المغذيات من خلاياه الميتة. من الفطريات المسببة للأمراض النباتية المهمة:
- الفطريات الزقية
- أنواع جنس الفيوزاريوم Fusarium (المسببة لأمراض الذبول الوعائي الفيوزاريومي)
- أنواع جنس ثيلافيوبسيس Thielaviopsis (المسببة لأمراض التقرح وتعفن الجذور الأسود)
- جنس فيرتيسيليوم Verticillium
- الفطر المسبب للفحة بادرات الأرز Magnoporthe grisea
- الفطر المسبب للعفن الأبيض أو القطني Sclerotinia sclerotiorum
مراجع
- إدوار غالب، الموسوعة في علوم الطبيعة (باللغة العربية، اللاتينية، الألمانية، الفرنسية، والإنجليزية)، دار المشرق، ص. 562، ISBN 2-7214-2148-4، ويكي بيانات Q113297966.
- Aisnworth, G.C. (1981)، Introduction to the History of Plant Pathology، Cambridge University Press، ISBN 0-521-23032-2.
- Ciclo biológico de Phytomonas / Biological cycle of Phytomonas. Memórias do Instituto Oswaldo Cruz, Rio de Janeiro, v. 83, supl. 1, 1988. نسخة محفوظة 02 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Kamoun, S.؛ Furzer, O.؛ Jones, J. D. G.؛ Judelson, H. S.؛ Ali, G. S.؛ Dalio, R. J. D.؛ Roy, S. G.؛ Schena, L.؛ Zambounis, A.؛ Panabières, F.؛ Cahill, D.؛ Ruocco, M.؛ Figueiredo, A.؛ Chen, X. R.؛ Hulvey, J.؛ Stam, R.؛ Lamour, K.؛ Gijzen, M.؛ Tyler, B. M.؛ Grünwald, N. J.؛ Mukhtar, M. S.؛ Tomé, D. F. A.؛ Tör, M.؛ Van Den Ackerveken, G.؛ McDowell, J.؛ Daayf, F.؛ Fry, W. E.؛ Lindqvist-Kreuze, H.؛ Meijer, H. J. G.؛ وآخرون (2015)، "The Top 10 oomycete pathogens in molecular plant pathology"، Molecular Plant Pathology، 16: 413–434، doi:10.1111/mpp.12190.
- Martinelli F, Scalenghe R, Davino S, Panno S, Scuderi G, Ruisi P, Villa P, Stroppiana D, Boschetti M, Goulart LR, Davis CE (يناير 2015)، "Advanced methods of plant disease detection. A review." (PDF)، Agronomy for Sustainable Development، 35 (1): 1–25، doi:10.1007/s13593-014-0246-1، مؤرشف من الأصل (PDF) في 13 أكتوبر 2019.
- بوابة فرنسا
- بوابة علم النبات
- بوابة زراعة