القبايل (مجموعة إثنية)
القبايل (بالقبايلية: إقْفَايلين، بالدارجة الجزائرية: لَقْبَايَلْ) هم مجموعة اثنية لسكان منطقة القبائل في شمال الجزائر، على بعد مئة ميل شرق الجزائر العاصمة. وهم يمثلون أصغر منطقة جغرافيا ومن حيث عدد السكان بالجزائر ويتكلمون بالقبائلية والعربية. وهم أصغر مجموعة إثنية بالجزائر.
القبايل
|
تأصيل
هناك رأيان مختلفان في أصل التسمية، فالرأي الأول يقتضي بأن لفظ قبايل راجع لمنطقة كابيلا ببلغاريا والتي ينسب أغلب الباحثين سكان القبائل لها. وذلك للتشابه اللغوي واللباس التقليدي وكذلك العادات والمكون الفيزيولوجي.[2] في حين يذهب أصحاب الرأي الثاني إلى أن مصطلح «القبايل» يعود إلى اللغة العربية «قبائل» (مفرده: قبيلة)، ويسمى المنسوب إلى «القبايل» بـ «قبايلي» وليس «قبلي».وقد أطلق الإستعمار الفرنسي الاسم للإشارة على مجموع السكان الذين يحملون أسماء مختلفة وفقا للقبائل التي ينتمون إليها، في ما يعرف حالية باسم منطقة القبائل.
كان الاسم يقتصر على الناطقين باللغة الأمازيغية في المنطقة، ثم أخذ معنى إثنيا.
استخدم الناطقون باللغة العربية كلمة زواوة (مفرده: زواوي)، والتي تكون وفقا لإحدى الفرضيات تشوه لمصلطلح أغاوا، وهي كتلة جبلية في قلب منطقة القبائل الكبرى، كتلة أغاوا، أصل كلمة إغاواوين والتي تشير إلى القبايل، والذي كان اسم كونفدرالية قديمة وقوية من ثمانية قبائل منتشرة في منطقة القبائل وتنظم في مجموعتين: أت بيترون (أث ياني، أثود بودرار، عكاش أث بو، أث واسيف) وأث منقيلات (أث منغلات، أث أبي يوسف، أثقل، أث أتو، أث إليلتين). الزواوة حسب ابن خلدون هي جزء صغير من قبيلة كتامة، قبيلة بربرية برنسية (أحفاد بيرنيس ابن بير وشقيق إيمدغاسن). وهكذا، كان اسم «زواوة» يحدد جميع القبايل بشكل عام، أي ما يعادله في اللغة الأمازيغية «إزواوين».
فرضية سالم شاكر والذي كتب أن مصطلح زواوة / زواوي الذي يستخدمه الناطقون باللغة العربية لا ينبغي أن يكون مرتبطا بأغاوا/إيغاواوين بل بالزواوة/إزواوين (وهو لقب عشيرة في المنطقة). سالم شاكر يدعم فكرة أن إيزواوين هو الاسم القديم الأصلي للقبايل الذين «قد نسوا تقريبا اسمهم الحقيقي». إضافة إلى ذلك، في غرب الجزائر، لا يزال يشار إلى القبايل باسم زواوة/زواوي.
ثقافة ومجتمع
لغة
يتكلم القبايل اللهجة القبايلية كلغة أولى، وهي أحد اللغات البربرية الجزائرية، أيضا اللهجة البجاوية أحد اللهجات العربية الجزائرية. ويتكلمون أيضا كلغة ثانية أو لغة تواصل مشترك الدارجة الجزائرية، وأحيانا كلغة أولى.
دين
القبايل هم مسلمين سنّة ومرابطة في الغالب، إلى جانب أقلية مسيحية صغيرة.[3] يوجد العديد من الزاويا في جميع أنحاء المنطقة؛ خصوصاً زوايا الرحمانية.
الكاثوليك من أصول أو خلفية قبايلية يعيشون بشكل عام في فرنسا ويتزاوجون مع الفرنسيين. في الآونة الأخيرة، شهدت الجماعة البروتستانتية نموًا كبيرًا، خاصة من أتباع الطوائف الإنجيلية.[4]
تاريخ
خلال الفترة العثمانية كانت منطقة جرجرة والسواحل البحرية حتى مدينة بجاية تقع تحت داي الجزائر، في حين القبايل من الصومام، البابور، البيبان وقرقور تنتمي إلى باي قسنطينة. كان سكانها يعيشون في المقام الأول في ثلاث ممالك مختلفة: إمارة كوكو، سلطنة بني عباس، وإمارة آيت جبار. استولى الفرنسيون تدريجيا على المنطقة خلال بداية الاستعمار في عام 1857، على الرغم من المقاومة القوية من القادة مثل المقاومة لالة فاطمة نسومر وثورة المقراني في عام 1871.
قام المسؤولون الفرنسيون بمصادرة الكثير من الأراضي المنطقة الأكثر تماسكا ومنحهما للمستعمرين، الذين أصبحوا يُعرفون بالأقدام السود. خلال هذه الفترة، قام الفرنسيون بالعديد من الاعتقالات والترحيل، خاصة في كاليدونيا الجديدة (راجع: "الجزائريون في المحيط الهادئ"). بسبب الاستعمار الفرنسي، هاجر العديد من القبايل إلى مناطق أخرى داخل الجزائر وخارجها مثل بلاد الشام. بمرور الوقت، ذهب العمال المهاجرون أيضا إلى فرنسا.
في العشرينيات من القرن الماضي، نظم العمال المهاجرون الجزائريون في فرنسا أول حزب يروج للاستقلال. وسرعان ما بنى مصالي الحاج والإماتس عمار وسيي جيلاني وبلقسم رجاف ملاحقات قوية في جميع أنحاء فرنسا والجزائر في الثلاثينات. طوروا المسلحين الذين أصبحوا حيويين للقتال من أجل الجزائر المستقلة. هذا أصبح واسع الانتشار بعد الحرب العالمية الثانية.
منذ أن نالت الجزائر استقلالها في عام 1962، نشأت توترات بين القبايل والحكومة المركزية في عدة مناسبات. في عام 1963 تنازع حزب جبهة القوى الاشتراكية لحسين آيث أحمد مع حزب جبهة التحرير الوطني على السلطة، التي روجت نفسها باعتبارها الطرف الوحيد في البلاد.
في عام 1980، نظم المتظاهرون عدة أشهر من المظاهرات في منطقة القبايل مطالبين بالاعتراف بالبربرية كلغة رسمية. وقد سميت هذه الفترة الربيع البربري. في الفترة 1994-1995، أقام القبائل مقاطعة مدرسية، أطلق عليها «إضراب الحقيبة المدرسية». وفي يونيو ويوليو 1998، احتجوا في أحداث تحولت إلى العنف، بعد اغتيال المطرب معطوب لوناس وإقرار القانون الذي يتطلب استخدام اللغة العربية في جميع المجالات.
في الأشهر التي أعقبت أفريل 2001 (التي يطلق عليها «الربيع الأسود»)، وقعت أعمال شغب كبرى بين القبائل عقب مقتل ماسينيسا غورماه، وهو شاب من القبابل، من قبل رجال الدرك. وفي الوقت نفسه، أنتج النشاط المنظم مجلس العروش، والمجالس المحلية التقليدية الجديدة. تراجعت الاحتجاجات تدريجيا بعد حصول حزب القبايل على بعض التنازلات من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
مراجع
- Centre de Recherche Berbère - Kabyle نسخة محفوظة 06 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
- Recherches sur l'origine des Kabyles, Dr. KaltBrunner, https://www.persee.fr/doc/globe_0398-3412_1871_num_10_1_4295 نسخة محفوظة 2021-03-27 على موقع واي باك مشين.
- Abdelmadjid Hannoum, Violent Modernity: France in Algeria, Page 124, 2010, Harvard Center for Middle Eastern studies, Cambridge, Massachusetts.Amar Boulifa, Le Djurdjura à travers l'histoire depuis l'Antiquité jusqu'en 1830 : organisation et indépendance des Zouaoua (Grande Kabylie), Page 197, 1925, Algiers.
- Lucien Oulahbib, Le monde arabe existe-t-il ?, page 12, 2005, Editions de Paris, Paris.
- بوابة الأمازيغ
- بوابة الجزائر