مالك بن الريب
مالك بن الرَّيْب التميمي شاعر من بني مازن بن عمرو بن تميم، وكنيته أبو عقبه، نشأ في نجد وهو أحد فرسان بني مازن. وكان شابا شجاع فاتكاً لا ينام الليل إلا متوشحاً سيفه ولكنه استغل قوته في قطع الطريق هو وثلاثة من أصدقائه، لازم شظاظاً الضبي الذي قالت عنه العرب ألص من شظاظ.[1]
مالك بن الريب | |
---|---|
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | مالك بن الريب التميمي |
الميلاد | 21 هـ نجد، الجزيرة العربية |
تاريخ الوفاة | 57 هـ |
الإقامة | نجد البحرين اليمامة |
عائلة | بنو مازن، تميم |
الحياة العملية | |
المهنة | مجاهد، وشاعر |
الرياضة | سباق الخيل |
مؤلف:مالك بن الريب - ويكي مصدر | |
وفي يوم مر عليه سعيد بن عثمان بن عفان -ابن الصحابي عثمان بن عفان -رضي الله عنهما- وهو متوجه لإخماد فتنة في تمرّد بأرض خُرسان فأغراه بالجهاد في سبيل الله بدلاّ من قطع الطريق، فاستجاب مالك لنصح سعيد فذهب معه وأبلى بلاءً حسناً وحسنت سيرته وفي عودته بعد الغزو وبينما هم في طريق العودة مرض مرضاً شديداً أو يقال أنه لسعته أفعى وهو في القيلولة فسرى السم في عروقه وأحس بالموت فقال قصيدة يرثي فيها نفسه. وصارت قصيدته تعرف ببكائية مالك بن الريب التميمي.
نسبه
مالك بن الرَّيْب بن حوط بن قرط بن حسل بن عاتك بن خالد بن ربيعة بن كابية بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم بن مر بن إد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.[2]
الصعلكة
جمع مالك أكثر من 30 صعلوكا على رأسهم شظاظ الضبي وأبي حردبة المازني التميمي وغويث بن كعب التميمي، لقطع الطريق، وكان ذلك في خلافة معاوية بن أبي سفيان، وقد شاع خبرهم في أرجاء الدولة الأموية وتناقل الناس أخبارهم، وتجنبوا المرور في طرقاتهم وحذروا من مفاجآتهم، وفيهم يقول الراجز:
الله نجاك من القـصـيم | وبطن فلج وبني تـمـيم | |
ومن ابي حـردبة الأثـيم | ومالك وسيفه المسمـوم | |
ومن شظاظ الأحمر الزنيم | ومن غويث فاتح العكوم |
جهاده
لما ولى معاوية بن أبي سفيان سعيد بن عثمان بن عفان على خراسان عام 56 هـ لقيَ سعيد مالكاً وهو خارج من المدينة يعد العدة في طريقه فاستصلحه واستتابه ثم صحبه معه وأجرى عليه في كل شهر خمسمائة دينار، وترك مالك أهله وراءه في نجد، وذهب مع ابن عفان.
وكانت ولاية سعيد على خراسان عامين، تخللتها عدة معارك، فرجع عنها ومعه مالك بن الريب، وفي طريق عودتهم إلى المدينة مرض مالك وأشرف على الموت فخلفه وترك عنده مُرّةَ الكاتب ورجلا أخر، فكانت وفاة مالك بن الريب في طريق العودة في إبّان شبابه.[3]
أبيات من القصيدة
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة | بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا | |
فليت الغضا لم يقطع الركبُ عرضه | وليت الغضا ماشى الركاب لياليا | |
لقد كان في أهل الغضا لو دنا الغضا | مزار ولكن الغضا ليس دانيا | |
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى | وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا | |
وأصبحتُ في أرض الأعادي بعدما | أراني عن أرض الأعادي قاصيا | |
دعاني الهوى من أهل ودّي وصحبتي | بذي الطبسين، فالتفت ورائيا | |
أجبت الهوى لما دعاني بزفرة | تقنعت، منها أن ألام، ردائيا | |
أقول وقد حالت قرى الكرد بيننا | جزى الله عمرا خير ما كان جازيا | |
إنْ الله يرجعني من الغزو لا أرى | وإن قلّ مـالي طالبا ما ورائيا | |
تقول ابنتي لما رأت طول رحلتي | سفارك هذا تاركي لا أبا ليا | |
لعمري لئن غالت خراسان هامتي | لقد كنت عن بابي خراسان نائيا | |
فإن أنج من بابي خراسان لا أعد | إليها وإن منيتموني الأمانيا | |
فلله دري يوم أترك طائعا | بنيَّ بأعلى الرقمتين، وماليا | |
ودرٌ الظباء السانحات عشية | يخبّرن أني هالك من ورائيا | |
ودر كبيريَّ الذين كلاهما | عليَّ شفيق ناصح لو نهانيا | |
ودر الرجال الشاهدين تفتكي | بأمري ألا يقصروا من وثاقيا | |
ودر الهوى من حيث يدعو صحابه | ودر لجاجاتي ودر اتنهائيا | |
تذكرت من يبكي علي فلم أجد | سوى السيف والرمح الرديني باكيا | |
وأشـقرَ خنديداً يجـرُّ عِنانه | إلى الماء لم يترك له الموت ساقيا | |
ولكنْ بأكناف (السُّمَيْنَةِ) نسوةٌ | عزيزٌ عليهنَّ العشيةَ ما بيا | |
صريعٌ على أيدي الرجال بقفرة | يُسّوُّون لحدي حيـث حُـمَّ قضائيا | |
ولما تراءت عند مروٌ منيّتي | وحلّ بها جسمي وحانت وفاتيا | |
أقولُ لأصحابي ارفعوني فإنني | يقرُّ بعيني أن سهيل بدا ليا | |
فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا | برابية إني مقيم لياليا | |
أقيما علي اليوم أو بعض ليلةٍ | ولا تعُجلاني قد تبيّن مابيا | |
وقوما إذا ما استُل روحي فهيّئا | لي القبر والأكفان ثم ابكيا ليا | |
وخطا بأطراف الأسنة مضجعي | وردّا على عيني فضل ردائيا | |
ولا تحسُداني بارك الله فيكُما | من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا | |
خُذاني فجُرّاني ببردي إليكما | فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا | |
وقد كنت عطّافاً إذا الخيل أدبَرتْ | سريعاً لدي الهيجا إلى من دعانيا | |
وقد كنت محموداً لدى الزاد والقرى | وعن شتم بن العم والجار وانياً | |
وقد كنت صبارا على القرن في الوغى | ثقيلاً على الأعداء عضبا لسانيا | |
فطورا تراني في ظلال ونعمة | وطورا تراني والعتاق ركابيا | |
وطورا تراني في رحى مستديرة | تخرق أطراف الرماح ثيابيا | |
وقوما على بئر الشبيكي فأسمعا | بها الوحش والبيض الحسان الروانيا | |
بأنكما خلفتماني بقفرة | تهيل عليّ الريح فيها السوافيا | |
ولا تنسيا عهدي خليلاي إنني | تقطَع أوصالي وتبلى عظاميا | |
فلن يعدم الولدان بثا يصيبهم | ولن يعدم الميراث مني المواليا | |
يقولون لا تبعد وهم يدفنوني | وأين مكان البعد إلا مكانيا | |
غداة غدٍ يا لهف نفسي على غد | إذا أدلجوا عني وخلفت ثاويا | |
وأصبح مالي من طريف وتالد | لغيري وكان المال بالأمس ماليا | |
فيا ليت شعري هل تغيرت الرحى | رحى الحرب أو أضحت بفلج كما هيا | |
إذا الحيُّ حَلوها جميعاً وأنزلوا | بها بَقراً حُمّ العيون سواجيا | |
رَعَينَ وقد كادَ الظلام يُجِنُّهـا | يَسُفْنَ الخُزامى مَرةً والأقاحيا | |
وهل أترُكُ العِيسَ العَواليَ بالضُّحى | بِرُكبانِها تعلو المِتان الفيافيا | |
إذا عُصَبُ الرُكبانِ بينَ (عُنَيْزَةٍ) | و(بَوَلانَ) عاجوا المُبقياتِ النَّواجِيا | |
فيا ليت شعري هل بكت أم مالك | كما كنت لو عالوا نَعِيَّـكِ باكيا | |
إذا مُتُّ فاعتادي القبور وسلمي | على الرمس أسقيتي السحاب الغواديا | |
تري جَدَثٍ قد جرت الريح فوقه | غبارا كلون القسطلان هابيا | |
رهينة أحجار وترب تضمنت | قرارتها مني العظام البواليا | |
فيا راكبا إما عرضت فبلغن | بني مالك والريب ألا تلاقيا | |
وبلغ أخي عمران بردي ومئزري | وبلغ عجوزي اليوم أن لا تدانيا | |
وسلم على شيخيّ مني كليهما | وبلغ كثيرا وابن عمي وخاليا | |
وعطل قلوصي في الركاب فإنها | سَتَفلِقُ أكباداً وتبكي بواكيا | |
بعيد غريب الدار ثاو بقفرة | يد الدهر معروفا بأن لا تدانيا | |
أقلب طرفي حول رحلي فلا أرى | به من عيون المؤنسات مراعيا | |
وبالرّمل مني نسوةًّ لو شهد نني | بكين وفدّين الطبيب المداويا | |
فمنهن أمّي وابنتاها وخالتي | وباكية أخرى تهيج البوا كيا | |
وما كان عهد الرّمل مني وأهلهِ | ذميماً ولا بالرّملِ ودّعت ُ قاليا |
أبيات بكائية مالك بن ريب وشروحها
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة | بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا |
ليت شعري استفهام معناه ليتني أعلم، شعري هي اسم ليت، والخبر محذوف. أبيتن: بات من أخوات كان واسمها ضمير مستتر تقديره أنا. ليلة: ظرف زمان. بجنب جار ومجرور متعلق بمحذوف أبيت. (أزجي القلاص النواجيا) جملة حالية في محل نصب حال، القلاص مفعول به، نواجيا صفة. الغضا هو الشجر، وعبر بالغضا وأراد به الحياة والناس والأهل الذين يعيشون في هذه البيئة. يوجد تمني (ليت)، و(هل) تفيد التمني لأنها وقعت بعد ليت، والاستفهام ليس على حقيقته لأنه داخل في حيز التمني.
فليت الغضا لم يقطع الركبُ عرضه | وليت الغضا ماشى الركاب لياليا |
ليت الغضى لم يقطع: تمني يختلف عن البيت الأول وهو تمني مستحيل لأن الغضى قد قطع الركب عرضه. الركب لا يقطع وهذا يعني استعارة مكنية شبهة عرض الغضى بالشيء الذي يقطع والمشبه محذوف. وأيضا شبه الغضى بالإنسان الذي يمشي (استعارة مكنية).
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى | وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا |
شبه الضلالة بالشيء الذي يباع (استعارة مكنية) وأيضا هناك طباق في (الضلالة والهدى).
وأصبحت في أرض الأعادي بعدما | أراني عن أرض الأعادي قاصيا |
أستخدم كلمة أصبح لأن الغارة تكون تكون في الصباح لذلك عبر بأصبح (من قوله قاصي والأعادي طباق
تقول ابنتي لما رأت طول رحلتي | سفارك هذا تاركي لا أبا ليا |
(تقول) التعبير بالمضارع للدلالة على التكرار. والمراد بالسفار السفر. لا أبا ليا بها إيجاز بالحذف فهي (لا أبا حياً ليا) وقد حذفت الصفة (حيا),
فلله دري يوم أترك طائعا | بنيَّ بأعلى الرقمتين، وماليا |
(فلله دري) أسلوب مدح يقال في تعظيم ما يفعله الإنسان والمعنى (لله) صالح عملي.
تذكرت من يبكي علي فلم أجد | سوى السيف والرمح الرديني باكيا |
بالبيت أسلوب قصر (طريقة النفي والاستثناء) فقد قصر البكاء على 3 أشياء فقط هم (السيف والرمح الرديني وأشقر محبوك"في البيت التاسع")
وهنا استعارة مكنية شبه السيف ولارمح بالإنسان الذي يبكي لأنهما جوامد لا حس لهما.
وأشـقرَ خنديداً يجـرُّ عِنانه | إلى الماء لم يترك له الموت ساقيا |
أشقر محبوك هو فرسه، ولا مجاز عندما جعل الفرس يبكي لأن الفرس يحس وقد يعتريه إحساس بالحس بالبيت صورة لو رسمها النفان لجاءت صورة عظيمة، والصورة هي (الحصان وهو يجر لجامعة ليشرب الماء حزينا ليس معه صاحبه الذ كان يشعره باهتمامه. لم يترك له الموت ساقيا <-- استعارة مكنية>
ولكنْ بأطرف (السُّمَيْنَةِ) نسوةٌ | عزيزٌ عليهنَّ العشيةَ ما بيا |
هنا لم يقل الرجال وقال النسوة؟ لأن النسوة يشعرن بالفقد أشد من الرجال. العشية هي آخر اليوم واختاره لأن العشية الزمن الذي يخلو به الإنسان إلى نفسه ويتذكر ما حصل له طول اليوم وهنا تتراكب عليه الهموم والأحزان أما النهار فهو وقت حركة لا مجال فيه للعواطف فهي تتهاجم على الإنسان وقت العشاء. ما بيا (ما) للوصل.
صريعٌ على أيدي الرجال بقفزة | يُسّوُّون لحدي حيـث حُـمَّ قضائيا |
شبه نفسه بأنه صريع وما صرعه هو الموت، صريع بمعنى مفعول وقد تكون بمعنى فاعل. ألوان البلاغة إيجاز في الحذف، حذف المبتدأ وهي (أنا صريع) أي حذف المبتدأ (انا) بقفرة حذف الموصوف وأبقى الصفة. يسوون يفيد المستقبل يتصور بأنه يسوون لحده بعد موته. حيث حم قضاييا، حيث ظرف مكان، يسوون لحدي في هذا المكان، قضائيا في محل جر مضاف إليه. يسوون لحدي في محل جر صفة لقفرة، وممكن اعتبارها حال من الفاعل
(صريع) أنا.
أقولُ لأصحابي ارفعوني فإنني | يقرُّ بعيني أن سهيل بدا ليا |
أقول لأصحابي ارفعوني: فيها التماس (فعل الأمر) يلتمس منهم رفعه. يقر بعيني: كناية عن السرور وأصل التركيب فيها قلب فجعل المجرور مفعولا وجعل المجرور فاعلا، أصلا تقر عيني. سهيل: نجم في السماء. الشاعر يقول وقد حضرته الوفاة ارفعوني لعله يرى سهيل ليعوضه عن رؤية وطنه فإذا رأسى سهيل فكأنه رأى وطنه. ما موقع جملة ارفعوني؟ هي في محل نصب مقول القول. يقر فعل مضارع بعيني جار ومجرور (أن سهيل) من أي الأنواع
(أن)<--- مخففة
جملة يقر في محل رفع خبر إن.
فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا | برابية إني مقيم لياليا |
الرابية المكان المرتفع، واختار الرابية لأنها مكان مرتفع وهي أفضل مكان وأحسن ماء وهواء وخضرة وكأنه سيمكث على طول. مقيم لياليا: كناية عن قرب الموت وهي جواب سؤال مقدر (لماذا رابية). أنزلا: أو يراد به الالتماس.
وقوما، إذا ما استل روحي، فهيئا | لي السدر والأكفان عند فنائيا |
قوما: مراد به الالتماس. استل روحي كناية عن الموت. السدر نبت يغسل به الميت طيب الرائحة. لماذا قدم السدر على الأكفان؟ الترتيب الزمني السدر يقدم على الاكفان بحسب الزمن. البيت فيه حشو (فيه زيادة ممكن الاستغناء عنها (عند فنائيا) والتكرار يفيد أنه مشرف على الموت.
وخطا بأطراف الأسنة مضجعي | وردّا على عيني فضل ردائيا |
الأسنة جمع سنان وهي الرمح. يقول عليكم أن تحفرو برماحي قبري، وهذا يدل على أنه رجل لديه عرق حرب. يرسم من كأنه يتصور بأنه سيموت وأصحابه يأتون ليغطوا رأسه ووجهه بما تبقى من ردائه، وهي صورة حقيقية وقد تكون أجمل من الصور البلاغية وليس فيها شيء من الاستعارات.
مضجعي: يشبه قبره بالمضجع الذي يضطجع عليه الإنسان <--- تصريح
ولا تحسُداني بارك الله فيكُما | من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا |
بارك الله فيكما جملة اعتراضية. اللون البديع: الأرض والعرض <-- جناس ناقص. أن توسعا ليا أصلها أن توسعان ليا دخلت عليها أن المصدرية فنصبتها وهي مفعول ثاني لتحسداني. لا تحسداني: نفي
خُذاني فجُرّاني ببردي إليكما | فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا |
فجراني: الميت يحمل ولا يجر، وهنا يريد الشاعر أن يصور حالة الضعف مثل شيء لا قيمة له. وهذا البيت يعطينا صورة لماضي حياة والشطر الثاني يصور ما كان عليه من قوة حيث كان يقود الجيش ويجاهد. فجراني: الفعل الثاني مقترتب على الفعل الأول. الرداء: ما يلبس فوق الرداء كالجبة والعباءة. الثوب: ما يستر الجزء الأعلى من الجسم والبرد: هو الكساء الذي يلتحف به
فيا ليت شعري هل بكت أم مالك | كما كنت لو عالوا نَعِيَّـكِ باكيا |
أم مالك: المناسب أن تكون زوجته لأن الإنسان لا يسأل عن بكاء أمه لأنها أحن إنسان على الابن، ولعلها زوجته ولعل له ولد يدعا مالك. البكاء: كناية عن الحزن. هل بكت ام مالك: فعل ماضي يراد به المستقبل. عالوا بنعيك: أعلنوا وفاتك. ليت شعري: تمني للاستفهام ليس على حقيقته (هل ستبكي أم مالك). أم مالك اسم ظاهر بمثابة الغائب. لون بلاغي: الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، فأم مالك غائبة فلتفت من الغيبة إلى الالتفات، فقال يخاطبها (بنعيك) بدل من أني يقول بنعيها، بالتالي انتقل من الغيبة إلى الالتفات.
إذا مُتُّ فاعتادي القبور وسلمي | على الرمس أسقيتي السحاب الغواديا |
إذا مت فاعتادي القبور: المراد للعهد. إذا تستخدم في الأمور المحققة، وإن تستعمل في الأمور المشكوك فيها. فاعتادي القبور: الأصل (فاعتادي زيارة القبور) فهنا إيجاز حذف.
فيا راكبا إما عرضت فبلغن | بني مالك والريب ألا تلاقيا |
فيا صاحبي (صاحب واحد). إن عرضت فبلغن: أمر التماس والنون للتوكيد (بلغن) يوكد الفعل المضارع كثيرا بعد (إما) إن عرضت بلغ
وعطل قلوصي في الركاب فإنها | سَتَفلِقُ أكباداً وتبكي بواكيا |
وعطل قلوصي: المحارب يكون معه فرسه والقلوص (لناقة) للارتحال وليس للحرب وهنا يوحي بإكارمها لأن آن لها أن تستريح ولفرسه أيضا تستريح، ويتصور أن ناقته حزينة عليه وذكر ستفلق أكبادا كناية عن شدة الحزن. الذين تعودوا على لابكاء تجمد قلوبهم ولكن عندما يرون الناقة سيعاودون البكاء لأن الإبل له تأثير على من له علاقة بالميت.
بعيد غريب الدار ثاو بقفرة | يد الدهر معروفا بأن لا تدانيا |
إيجاز حذف المبتد وهي (أنا) بعيد غريب الدار، حذفت أنا وهي مبتدأ. يد الدهر <-- بمعنى أبد الدهر (يد الدهر) ظرف زمان
أقلب طرفي حول رحلي فلا أرى | به من عيون المؤنسات مراعيا |
الرحل يقصد به ما يوضع فوق ظهر الناقة وهنا المراد به المكان الذي يقيم فيه وهو المناسب لهذا البيت. فلا (أرى) : أنس من (أجد) لأن المحتضر يقلب طرفه يريد أن يرى أهله فالمناسب هو الرؤية وليس الوجود.
وبالرّمل مني نسوةًّ لو شهد نني | بكين وفدّين الطبيب المداويا |
عمل إيجابي لو أن النسوة رأوه سيحاولون وسيسعون للطبيب ليداويه. فدّاه وفدَاه: استنقذه بنفسه أو ماله دواوى المريض: عالجه وأذهب دواه (والدوا هو المرض). لو تشهدنني: هناك حذف طويل حذف (لو تشهدنني على الحالة التي أنا عليها) ويعب إيجاز حذف (حذف طويل).
فمنهن أمّي وابنتاها وخالتي | وباكية أخرى تهيج البوا كيا |
فمنهن أمي: وهذا يؤكد أن أم مالك ليست أمه بل هي زوجته لأنه في هذا البيت ذكر امه. تهيم البواكي: امررأة وظيفتها أن تشعل البكاء على الميت. تهيج = تثير. بكا: دمعت عيناه حزنا. بكا الميت: رثاه. مؤنسان: نوع من المشتقات آنسه، اسم فاعل من آنسه بمعنى راعاه.[4]
مالك بن الريب في السينما والتليفزيون
2016 : مسلسل مالك بن الريب عن قصة حياة مالك بن الريب بطولة ياسر المصري.[5][6]
انظر أيضا
المراجع
- Ayyıldız, Esat. “Emevî Dönemi Şairi Mâlik b. er-Reyb’in Bir Suikast Girişimi Atlatması Hakkında Nazmettiği İki Kasidesinin İncelemesi”. Taras Shevchenko 7th International Conference on Social Sciences: Proceedings Book. ed. Zekeriya Nas - Zhanuzak Alimgerey. 1-9. Ankara: IKSAD Global, 2021. نسخة محفوظة 15 فبراير 2022 على موقع واي باك مشين.
- الأغاني - أبو الفرج الأصفهاني - الجزء 19 صفحة 168
- خلافة معاوية، مغازي عروة بن الزبير ص 230
- انظر: العصر الاسلامي ، شوقي ضيف ، ص 66
- تاريخ، العرب في السينما والتلفزيون نسخة محفوظة 22 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
- مسلسل إحقاق الحق والعدل للفقراء نسخة محفوظة 04 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- بوابة أدب عربي
- بوابة شعر
- بوابة أعلام
- بوابة الدولة الأموية