أبو عبد الله محمد المهدي
أبو عبد الله محمد بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي المهدي بالله. هو ثالث خلفاء الدولة العباسية بالعراق. ولد بإيذج من كور الأهواز عام 127 هـ\745 م وتوفي بماسبذان أمه هي أم موسى بنت منصور الحميرية. ولي الخلافة بعد وفاة أبيه أبي جعفر المنصور عام 158 هـ\775 م. وكان أبوه قد أمره على طبرستان وما والاها.
أبو عبد الله محمد المهدي | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
محمد بن عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب | |||||||
معلومات شخصية | |||||||
الميلاد | 745 (127هـ) إيذج | ||||||
الوفاة | 785 (169هـ) (42 سنة) ماسبذان | ||||||
مواطنة | الدولة العباسية | ||||||
الكنية | أبو عبد الله | ||||||
اللقب | المهدي | ||||||
الديانة | مسلم سني | ||||||
الزوجة | الخيزران بنت عطاء · ريطة بنت السفاح · أسماء بنت عطا شكلة | ||||||
الأولاد | أبو محمد موسى الهادي · هارون الرشيد · إبراهيم · عبد الله · علي · عبيد الله · منصور · إسحاق · يعقوب · علية · العباسة | ||||||
الأب | أبو جعفر المنصور | ||||||
الأم | أم موسى بنت منصور الحميرية | ||||||
إخوة وأخوات | جعفر | ||||||
عائلة | بنو العباس | ||||||
منصب | |||||||
الخليفة العباسي الثالث | |||||||
الحياة العملية | |||||||
معلومات عامة | |||||||
الفترة | 10 سنوات 775 - 785 (158 - 169 هـ) | ||||||
التتويج | 775 (158هـ) | ||||||
|
|||||||
السلالة | العباسيون | ||||||
المهنة | سياسي | ||||||
كان المهدي محمود السيرة محببا إلى الرعية، حسن الخَلق والخُلق، جواداً، وكان يجلس للمظالم إلا حياء منهم لكفى. وفي عهده فتحت إربد من الهند وكثرت الفتوح بالروم كما بنى جامع الرصافة. استمر انتعاش بغداد في وقته وازدادت شهرتها واستقطبت المزيد من المهاجرين إليها من شتى الأعراق والأديان حتى يقال أنها كانت أكثر مدن العالم سكانا في ذاك الوقت. ازداد نفوذ البرامكة في عصره، قال عنه الذهبي: «هو أول من عمل البريد من الحجاز إلى العراق». وقد جد المهدي في تتبع الزنادقة وإبادتهم والبحث عنهم في الآفاق والقتل على التهمة وأمر بتصنيف كتب الجدل في الرد على الزنادقة والملحدين. روى الحديث عن أبيه وو عن مبارك بن فضالة، حدث عنه يحيى بن حمزة وجعفر بن سليمان الضبعي ومحمد بن عبد الله الرقاشي وأبو سفيان سعيد بن يحيى الحميري توفي المهدي عام 169 هـ \785 م. وكانت مدة خلافته عشر سنين وشهرا.
كان للمهدي جارية شغف بها وهي كذلك إلا أنها تتحاماه كثيراً فدس إليها من عرف ما في نفسها فقالت أخاف أن يملني ويدعني فأموت فقال المهدي في ذلك:
ظفرت بالقلب مني غادة مثل الهـلال | كلما صح لـهـا ودي جاءت باعتـلال | |
لا لحب الهجر مني والتنائي عن وصال | بل لإبقاء على حبي لها خوف الملال |
نسبه
هو أبو عبد الله محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
صفته وأوصافه
قال ابن الأثير كان المهدي أبيض طويلا وقيل أسمر بإحدى عينيه نكتة بياض. وقال السيوطي كان جوادا ممدحا مليح الشكل محببا إلى الرعية حسن الاعتقاد
في خلافة أبيه
خروج عبد الجبار
لما خرج عبد الجبار بخرسان سنة 141هـ أرسل المنصور ابنه المهدي على رأس جيش وأمره بنزول الري فسار المهدي ووجه خازم بن خزيمة التميمي بين يده لحرب عبد الجبار وسار المهدي فنزل نيسابور ولما بلغ ذلك أهل مرو ساروا إلى عبد الجبار وقاتلوه وسلموه إلى خازم فحمله إلى المنصور وعاقبه المنصور وضرب عنقه.
فتح طبرستان
ذكر ابن الأثير في الكامل في التاريخ: أنه لما استطاع المهدي هزيمة عبد الجبار بغير مشقة ولا تعب ولا بقتال مباشر كره المنصور أن تبطل تلك النفقات، فكتب إليه أن يغزو طبرستان. و كان الأصبهبذ يومئذ محاربا للمصمغان ملك دنباوند فلما بلغه دخول الجنود بلاده قال المصمغان للأصبهبذ : متى قهروك صاروا إلي فاجتمعا على حرب المسلمين فانصرف الأصبهبذ إلى بلاده فحارب المسلمين، فطالت تلك الحروب فوجه المنصور عمر بن العلاء وهو الذي يقول فيه بشار :
إذا أيقظتك حروب العدى | فنبه لها عمرا ثم نم |
و كان عمر هذا عالما ببلاد طبرستان فقصد الرويان وفتحها أخذ قلعة الطاق وما فيها وطالت الحرب حتى طلب الأصبهبذ الأمان على أن يسلم قلعته بما فيها من الذخائر وكتب المهدي إلى ابيه بذلك
البيعة المهدي
كان أبو العباس السفاح قد عقد البيعة لأبي جعفر المنصور ثم لـعيسى بن موسى فلما ولي المنصور كلم عيسى بن موسى في ذلك فلم يجبه إلى طلبه لكن المنصور أصر عليه حتى خلع نفسه وبويع للمهدي من بعد أبيه في سنة 147هـ وقد اختلف في السبب الذي من أجله خلع عيسى بن موسى نفسه.
توليه الخلافة
خطبته بعد أن استخلف
بويع له بالخلافة بعهد من أبيه. قال السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء: ووصل إليه (المهدي) خبر وفاة والده وهو ببغداد، فخطب في الناس فقال:
إن أمير المؤمنين عبد دعى فأجاب، وأمر فأطاع واغرورقت عيناه فقال، قد بكى رسول الله عند فراق الأحبة، ولقد فارقت عظيمًا وقلدت جسيمًا، فعند الله أحتسب أميرالمؤمنين وبه أستعين على خلافة المسلمين، أيها الناس أسروا مثل ما تعلنون من طاعتنا نهبكم العافية، وتحمدوا العاقبة، واخفضوا جناح الطاعة لمن نشر معدلته فيكم وطوى الإصر عنكم، وأهال عليكم السلامة من حيث رآه الله مقدمًا على ذلك، والله لأفنين عمري بين عقوبتكم والإحسان إليكم.
وكان أول من هنأه بالخلافة وعزاه بأبيه أبو دلامة فقال:
عيناي واحدة ترى مسرورة | بأميرها جذلي، وأخرى تذرف | |
تبكي وتضحك تارة، ويسوؤها | ماأنكرت، ويسرها ما تعرف | |
فيسوؤها موت الخليفة محرما | ويسرها أن قام هذا الأرأف | |
ما إن رأيت كما رأيت، ولاأرى | شعرا أسرحه وآخر ينتف | |
هلك الخليفة يا لدين محمد | وأتاكم من بعده من يخلف | |
أهدى لهذا الله فضل خلافة | ولذاك جنات النعيم تزخرف |
ثورة المقنع
وفي سنة 159هـ، خرج المقنع الخراساني بخرسان وكان رجلًا أعورًا، قصيرًا، من أهل مرو ويسمى حكيمًا، وكان اتخد وجهًا من ذهب فجعله على وجهه لئلا يُرى، فسُمي المقنّع وادعى الألوهية، وتابعه خلق من ضلال الناس. فسار إليه معاذ بن مسلم وجماعة من القادة والعساكر وهزموه.
فتح مدينة إربد
جمع المهدي جيشًا كثيفًا، وأمّر عليهم عبد الملك بن شهاب المسمعي في البحر، وأرسلهم إلى بلاد الهند، فلما وصلوا إربد حاصروها وضيقوا على أهلها الحصار حتى فتحها الله عليهم، واستشهد في هذه المعركة من المسلمين بضعة وعشرون رجلاً وكان ذلك سنة 159هـ.
عبور الصقلبي إلى الأندلس
في سنة 161 هـ عبر عبد الرحمن بن حبيب الفهري، المعروف بالصقلبي، من إفريقية إلى الأندلس محاربًا لعبد الرحمن الداخل الأموي ليدخل في طاعة الدولة العباسية، وكان عبوره إلى تدمير، وكاتب سليمان بن يقظان بالدخول في أمره ومحاربة عبد الرحمن الأموي، والدعاء للمهدي. وكان سليمان ببرشلونة، فلم يجبه، فاغتاظ منه فقصد بلده فهزمه سليمان فعاد الصقلبي إلى تدمير، وسار إليه عبد الرحمن الأموي وضيق عليه وأحرق السفن فقصد الصقلبي جبلًا منيعًا بناحية بلنسية فبذل الأموي ألف دينار لمن يأتيه برأسه؛ فاغتاله رجل من البربر وحمل رأسه إلى عبد الرحمن الأموي فأعطاه ألف دينار.
ثورة يوسف البرم
في سنة 160هـ، خرج يوسف بن إبراهيم المعروف بالبرم بخراسان هو ومن معه على المهدي، واجتمع معه بشر كثير فتوجه إليه يزيد بن مزيد الشيباني واقتتلا، وفي النهاية انتصر يزيد وبعث به وأصحابه إلى المهدي فقتلهم المهدي وصلبهم. وكان قد تغلب على بوشنج وعليها مصعيب بن زريق فهرب منها، وتغلب على مرو والروذ والطالقان والجوزان.
غزو الروم
في سنة 163هـ خرج المهدي لمحاربة الروم فعسكر بالبردان، وجمع العسكر من خراسان وغيرها، فاستخلف على بغداد ابنه الهادي واصطحب معه ابنه الرشيد. فعبر الفرات إلى حلب، وجمع من بتلك الناحية من الزنادقة، فقتلهم ومزق كتبهم، فسار عنها مشيّعًا لابنه الرشيد، فسار بمن معه فنزلوا حصن سمالوا، فحصروه ثمانية وثلاثين يومًا، حتى فتحه الله عليهم وفتحوا فتوحات كثيرة. وفي سنة 165هـ، سيّر المهدي ابنه الرشيد لغزو الروم في خمسة وتسعين ألفًا وتسعمائة وثلاثة وتسعين رجلًا، فلقيه عسكر نقيض، قومس القوامسة فبارزه يزيد بن مزيد؛ فغلبه يزيد وهزمت الروم. وسار إلى الدمستق (دومستيكوس)، وهو صاحب المسالح، فحمل لهم مائة ألف دينار. و توجّه الرشيد لمهاجمة عاصمة البيزنطيين؛ فبلغ خليج القسطنطينية، وصاحب الروم يومئذ الإمبراطورة أيرين أثينا؛ فجرى صلح بينها وبين الرشيد، على أن تقيم له الأدلاء والأسواق في الطريق، ومقدار الفدية سبعون ألف دينار كل سنة، فرجع عنها.
بيعة الهادي والرشيد
ذكر ابن كثير، أن المهدي قد ألح على عيسى بن موسى أن يخلع نفسه وهو مع كل ذلك يمتنع، وهو مقيم بالكوفة، فبعث إليه المهدي أحد القادة الكبار وهو: أبو هريرة محمد بن فروخ في ألف من أصحابه لإحضاره إليه، وأمر كل واحد منهم أن يحمل طبلًا، فإذا واجهوا الكوفة عند إضاءة الفجر ضرب كل واحد منهم على طبله.
ففعلوا ذلك فارتجت الكوفة، وخاف عيسى بن موسى، فلما انتهوا إليه دعوه إلى حضرة الخليفة فأظهر أنه يشتكي، فلم يقبلوا ذلك منه بل أخذوه معهم فدخلوا به على الخليفة في يوم الخميس لثلاث خلون من المحرم من هذه السنة، فاجتمع عليه وجوه بني هاشم والقضاة والأعيان وسألوه في ذلك وهو يمتنع، ثم لم يزل الناس به بالرغبة والرهبة حتى أجاب يوم الجمعة لأربع مضين من المحرم بعد العصر.
وبويع لولدي المهدي: موسى، وهارون الرشيد، صباح يوم الخميس لثلاث بقين من المحرم، وجلس المهدي في قبة عظيمة في إيوان الخلافة، ودخل الأمراء فبايعوا، ثم نهض فصعد المنبر وجلس ابنه موسى الهادي تحته، وقام عيسى بن موسى على أول درجة، وخطب المهدي فأعلم الناس بما وقع من خلع عيسى بن موسى نفسه وأنه قد حلل الناس من الأيمان التي له في أعناقهم، وجعل ذلك إلى موسى الهادي.
فصدق عيسى بن موسى ذلك وبايع المهدي على ذلك، ثم نهض الناس فبايعوا الخليفة على حسب مراتبهم وأسنانهم.
وفاته
توفي الخليفة المهدي بماسبذان قرب مدينة مندلي العراقية [1] سنة 169هـ. قال السيوطي: ساق المهدي خلف صيد، فاقتحم الصيد خربة، وتبعه الفرس فدق ظهره في بابها، فمات لوقته، وقيل مات مسمومًا. وقال ابن الأثير: كانت خلافته عشر سنين، وتوفي وهو ابن 43 سنة وصلى عليه ابنه الرشيد.
ولما مات المهدي قال أبو العتاهية وقد علقت المسوح على قباب حرمه:
رحن في الموشي وأصبحن | علـــيـــهــم الــمــســوح | |
كل نطــاح مـن الـدهـر | لــه يـــــوم نــطــوح | |
لست بالباقي ولو عم | رت مـــا عـمـر نـوح | |
نح على نفسك يا م | سكين إن كنت تنوح |
رثاؤه
لما توفي المهدي قال سلم الخاسر يرثيه:
وباكية على المهدي عبرى | كأن بها وما جنت جنونا | |
وقد خمشت محاسنها وأبدت | غدائرها وأظهرت القرونا | |
لئن بلى الخليفة بعد عز | لقد أبقى مساعي ما بلينا | |
سلام الله عدة كل يوم | على المهدي حين ثوى رهينا | |
تركنا الدين والدنيا جميعا | بحيث ثوى أمير المؤمنينا |
أولاده وبناته
الذكور
- أبو محمد موسى الهادي أمه الخيزران بنت عطاء.
- هارون الرشيد أمه الخيزران بنت عطاء.
- عبد الله.
- علي أمه هي ريطة بنت أبو العباس عبد الله السفاح.
- عبيد الله أمه هي ريطة بنت أبو العباس عبد الله السفاح.
- إبراهيم بن المهدي أمه هي شكلة من سبي طبرستان.
- منصور.
- إسحاق.
- يعقوب.
الإناث
- علية بنت المهدي وتعرف بالعباسة.
من مات في عهده
مات في عهد المهدي شعبة، وابن أبي ذئب، وسفيان الثوري، وإبراهيم بن أدهم، وداود الطائي، وبشار بن برد، وحماد بن سلمة، وإبراهيم بن طهمان، والخليل بن أحمد.
أحاديث من رواية المهدي
قال الصولي: حدثني إسحاق بن إبراهيم القزاز، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، حدثني أبو يعقوب بن حفص الخطابي، سمعت المهدي يقول: حدثني أبي عن أبيه عن علي عن عبد الله بن عباس عن أبيه، أن وفدًا من العجم قدموا على النبي وقد أحفوا لحاهم وأعفوا شواربهم، فقال النبي خالفوهم، اعفوا لحاكم واحفوا شواربكم.
بعض من أخباره
- ذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء أنه: أسند عن مهدي بن سابق قال: صاح رجل بالمهدي وهو في موكبه:
قل للخليفة: حاتم لك خائن | فخف الإله وأعفنا من حاتم | |
إن العفيف إذا استعان بخائن | كان العفيف شريكه في المأتم |
فقال المهدي: يُعزل كل عامل لنا يُدعى حاتمًا.
- وذكر أيضا أنه أسند عن الأصمعي قال: سمعت المهدي على منبر البصرة يقول: إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنّى بملائكته فقال: (إن الله وملائكته يصلون على النبي) آثره بها من بين الرسل إذ خصكم بها من بين الأمم،
قلت وهو أول من قال ذلك في الخطبة وقد استنها الخطباء إلى يوم.
- وقال ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ:
قال الحسن الوصيف: أصابتنا ريح شديدة أيام المهدي، حتى ظننا أنها تسوقنا إلى المحشر، فخرجت أطلب المهدي، فوجدته واضعًا خده على الأرض وهو يقول: اللهم احفظ محمدًا في أمته، اللهم لا تشمت بنا أعداءنا من الأمم، اللهم إن كنت أخذت هذا العالم بذنبي، فهذه ناصيتي بين يديك. قال: فما لبثنا إلا يسيرًا حتى انكشفت الريح وزال عنا ما كنا فيه.
- وذكر أيضًا أن الربيع قال: رأيت المهدي يصلي في بهو له في ليلة مقمرة، فما أدري أهو أحسن أم البهو أم القمر أم ثيابه، فقرأ (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم).
- قال: فتمم صلاته ثم التفت وقال: يا ربيع، قلت: لبيك، قال علي بموسى؛ فقلت في نفسي: من موسى ابنه أم موسى بن جعفر وكان محبوسًا عندي فجعلت أفكر فقلت: ما هو إلا موسى بن جعفر فأحضرته فقطع صلاته ثم قال: يا موسى، إني قرأت هذه الآية فخفت أن أكون قد قطعت رحمك فوثّق لي أنك لا تخرج علي، قال: نعم فوثّق له فخلاه.
- وقال محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب: رأيت فيما يرى النائم في آخر سلطان بني أمية، كأني دخلت مسجد رسول الله، فرفعت رأسي فنظرت في الكتاب الذي في المسجد بالفسيفساء، فإذا فيه: مما أمر به أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك، وإذا قائل يقول: يمحو هذا الكتاب ويكتب مكانه اسمه رجل من بني هاشم يقال له محمد. فقلت فأنا من بني هاشم واسمي محمد فابن من؟ قال: ابن عبد الله. قال: قلت: فأنا ابن عبد الله، فابن من؟ قال: ابن محمد. قلت: فأنا ابن محمد، فابن من؟ قال: ابن علي. قلت: فأنا ابن علي، فابن من؟ قال: ابن عبد الله. قلت: أنا ابن عبد الله، فابن من؟ قال: ابن عباس، فلو لم يبلغ العباس ما شككت أني صاحب الأمر.
قال: فتحدث بها ذلك الزمان ونحن لا نعرف المهدي حتى ولي المهدي، فدخل مسجد الرسول فرفع رأسه فرأى اسم الوليد فقال: أرى اسم الوليد إلى اليوم؛ فدعا بكرسي فألقي في صحن المسجد وقال: ما أنا ببارح حتى يمحى ويكتب اسمي مكانه؛ ففعل ذلك وهو جالس.
من شعره
وأسند الصولي عن محمد بن عمارة قال: كان للمهدي جارية شغف بها وهي كذلك، إلا أنها تتحاماه كثيرًا، فدس إليها من عرف ما في نفسها، فقالت: أخاف أن يملني ويدعني فأموت فقال المهدي في ذلك:
ظفرت بالقلب مني | غادة مثل الهلال | |
كلما صح لها ود | ي جاءت باعتلال | |
لا لحب الهجر مني | والتنائي عن وصال | |
بل لإبقاء على حب | ي لها خوف الملال |
وله في نديمه عمر بن بزيع:
رب تمم لي نعيمي | بأبى حفص نديمي | |
إنما لذة عيشي | في غناء وكروم | |
وجوار عطرات | وسماع ونعيم |
ومن شعره:
ما يكف الناس عنا | ما يمل الناس منا | |
إنما همتهم أن | ينبشوا ما قد دفنا | |
لو سكنا بطن أرض | فلكانوا حيث كنا | |
وهم إن كاشفونا | في الهوى يوما مجنا |
أوائل
- هو أول من مشي بين يديه بالسيوف المصلتة والقسي والنشاب والعمد.
- هو أول من لعب بالصوالجة في الإسلام وهي لعبة الــبولو
- هو أول من عمل البريد من الحجاز إلى العراق.
- هو أول من أمر بتصنيف كتب الجدل في الرد على الزنادقة والملاحدة.
انظر أيضًا
مصادر
- المَهْدي - الأعلام، خير الدين الزركلي، 1980
- تاريخ الخلفاء للسيوطي
- الكامل في التاريخ لإبن الأثير
- جمهرة أنساب العرب
مراجع
- الكيلاني ، جمال الدين فالح الكيلاني ، التاريخ الإسلامي في العصور الوسطى ، مكتبة المصطفى ، القاهرة ، 2011 ، ص67
أبو عبد الله محمد المهدي فرع من بنو هاشم ولد: 744 أو 745 توفي: 785 | ||
ألقاب سُنيَّة | ||
---|---|---|
سبقه المنصور |
خليفة المسلمين الخلافة العباسية 775 – 785 |
تبعه الهادي |
- بوابة التاريخ الإسلامي
- بوابة السياسة
- بوابة أعلام
- بوابة التاريخ
- بوابة الإسلام
- بوابة الدولة العباسية