إلياس
إلياس هو من أنبياء بني إسرائيل المذكورين في القرآن، ويُعتقد أنه هو نفسه إيليا المذكور في العهد القديم.
إلياس | |
---|---|
إلياس بن ياسين | |
الولادة | غير معروف بعلبك |
الوفاة | غير معروف بعلبك[1] |
مبجل(ة) في | الإسلام |
النسب | إلياس بن ياسين بن فنحاص بن أليعازر بن هارون |
جزء من سلسلة الإسلام عن |
الأنبياء المذكرون في القرآن |
---|
بوابة الإسلام |
أُرسل إلياس إلى أهل بعلبك غربي دمشق،[2] فدعاهم إلى عبادة الله وأن يتركوا عبادة صنم كانوا يسمونه «بعلا». وقيل كانت امرأة اسمها بعل والأول أصح. فكذبوه وقال ابن عباس: «إلياس هو عم اليسع». أما ابن كثير فيقول: إن إلياس وإلياسين اسمان لرجل واحد فالعرب تلحق النون في أسماءَ كثيرة وتبدلها من غيرها.[3]
يُقال أنَّ النبي إلياس توفي ودفن في بعلبك.[1] يُوجد مقامٌ ودير للنبي إلياس في البقاع.[2]
في القرآن
ورد ذكره في القرآن، والسنة النبوية. حيثُ ورد ذكره في القرآن 3 مراتٍ؛ مرةً في سورة الأنعام، ومرتين في سورة الصافات (على اعتبار أنَّ إلياسين هو نفسه إلياس؛ وذلك لأنَّ العرب تُلحق النون في أسماء كثيرة وتبدلها من غيرها).[1] حيثُ ورد ذكره في سورة الصافات في قول الله عز وجل: وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ [4] (سورة الصافات، الآيات 123-132).
كما ورد ذكره في سورة الأنعام، حيثُ ذُكر أنه من ذُرية النبي إبراهيم،[5] وذلك في قول الله عز وجل: وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ [6] (سورة الأنعام، الآيات 84-85).
هذه الآيات هي كل ما يذكره القرآن الكريم من قصة إلياس. لذلك اختلف المؤرخون في نسبه وفي القوم الذين أُرسل إليهم. فقال الطبري: «أنه إلياس بن ياسين بن فنحاص بن أليعازر بن هارون».[7] وقيل: إلياس بن العازر بن أليعازر بن هارون بن عمران، كما قيل: إلياس بن ياسين بن فنجاص بن عنزار ابن النبي هارون.[5] وقيل: إلياس بن يس بن فنحاص بن عيزار بن هارون بن عمران.[8] يعتقدُ المسلمون برسالة ونبوة إلياس، وذكر العديد من العلماء أنَّ إلياس هو نفسه إيليا.[9][10] حيثُ ذكر المجلسي «لا يبعد اتحاد إلياس وإليا لتشابه الاسمين والقصص المشتملة عليهما».[8]
إدريس وإلياس
ذهب بعض العلماء من الصحابة ومن بعدهم إلى أنهما -أي إلياس وإدريس- اسمان لنبي واحد، وأن إلياس هو إدريس وإدريس هو إلياس، قال
قال البخاري ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس واستأنسوا. في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء أنه لما مر به أي بإدريس قاله له مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح ولم يقل، كما قال آدم وإبراهيم مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح قالوا فلو كان في عمود نسبه لقال له كما قالا له. |
وهذا ما ذهب إليه الضحاك بن مزاحم وحكاه قتادة بن دعامة ومحمد بن إسحاق.
وكان عبد الله بن مسعود يقرأ سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ فيقول: ﴿سَلامٌ عَلى إدْرَاسِينَ﴾، وكان يقول: إلياس هو إدريس، ويقرأ: «وَإِنَّ إدْرِيسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ»، ثم يقرأ على ذلك: «سَلامٌ عَلَى إدْرَاسِينَ»، كما قرأ الآخرون: (سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ) بقطع الآل من ياسين.[11]
وقد رجح ابن كثير الدمشقي أنهما مختلفان وأن إلياس ليس هو إدريس، فقال: والصحيح أنه غيره كما تقدم.[12]
في كتب التراث الإسلامي والإسرائيليات
جاء في تاريخ الطبري عن ابن إسحاق ما ملخصه:
إن إلياس لما دعا بني إسرائيل إلى نبذ عبادة الأصنام، والاستمساك بعبادة الله وحده رفضوه ولم يستجيبوا له، فدعا ربه فقال: «اللهم إن بني إسرائيل قد أبوا إلا الكفر بك والعبادة لغيرك، فغيّر ما بهم من نعمتك». فأوحى الله إليه أنَّا جعلنا أمر أرزاقهم بيدك فأنت الذي تأمر في ذلك، فقال إلياس: «اللهم فأمسك عليهم المطر». فحُبس عنهم ثلاثَ سنين، حتى هلكت الماشية والشجر، وجهد الناس جهدًا كثيرًا، ولمَّا دعا عليهم اختفى عن أعينهم وكان يأتيه رزقه حيث كان فكان بنو إسرائيل كلما وجدوا ربح الخبز في دار قالوا هنا إلياس فيطلبونه، وينال أهل المنزل منهم شر وقد أوي ذات مرة إلى بيت امرأة من بني إسرائيل لها ابن يُقال له اليسع بن خطوب به ضر فآوته وأخفت أمره. فدعا ربه لابنها فعافاه من الضر الذي كان به واتبع إلياس وآمن به وصدقه ولزمه فكان يذهب معه حيثما ذهب وكان إلياس قد أسن وكبر، وكان اليسع غُلامًا شابًا ثم إن إلياس قال لبني إسرائيل إذا تركتم عبادة الأصنام دعوت الله أن يُفرج عنكم فأخرجوا أصنامهم ومحدثاتهم فدعا الله لهم ففرج عنهم وأغاثهم، فحييت بلادهم ولكنهم لم يرجعوا عما كانوا عليه ولم يستقيموا فلما رأى إلياس منهم دعا ربه أن يقبضه إليه فقبضه ورفعه.
ويذكر ابن كثير أن رسالته كانت لأهل بعلبك غربي دمشق وأنه كان لهم صنم يعبدونه يُسمى «بعلا» وقد ذكره القرآن على لسان إلياس حين قال لقومه: إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ [13]
ويذكر بعض المؤرخين أنه عقب انتهاء مُلْك سُليمان بن داود عليه السلام وذلك في سنة 933 قبل الميلاد انقسمت مملكة بني إسرائيل إلى قسمين:
- الأول: يخضع لِمُلْك سُلالة سُليمان وأول ملوكهم رحبعام بن سُليمان.
- والثاني: يخضع لأحد أسباط أفرايم بن جوزيف واسم ملكهم جربعام.
وقد تشتت دولة بني إسرائيل بعد سُليمان عليه السلام بسبب اختلاف ملوكهم وعظمائهم على السُلطة، وبسبب الكفر والضلال الذي انتشر بين صفوفهم وقد سمح أحد ملوكهم وهو أخاب لزوجته بنشر عبادة قومها في بني إسرائيل، وكان قومها عبادًا للأوثان فشاعت العبادة الوثنية، وعبدوا الصنم الذي ذكره القرآن الكريم واسمه «بعلا» فأُرسل إليهم إلياس عليه السلام.[14]
وأرجح الآراء أن إلياس هو النبي المُسمى إيليا في العهد القديم،[15] وقيل إن تهجئة «إيليا» هي خطأ إملائي، والصحيح «إلِيَّا».[16]
المراجع
- "إلياس عليه الصلاة والسلام"، مؤرشف من الأصل في 14 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 2 مايو 2020.
- "المختار في كشف الأسرار و هتك الأستار"، Al Manhal، 1 يناير 2014، مؤرشف من الأصل في 2 مايو 2020، اطلع عليه بتاريخ 2 مايو 2020.
- ابن كثير الدمشقي، ابن كثير
- القرآن، سورة الصافات، آية 123-132
- "الله جل جلاله إله واحد"، Dar Al Kotob Al Ilmiyah دار الكتب العلمية، 1 يناير 2004، مؤرشف من الأصل في 2 مايو 2020، اطلع عليه بتاريخ 2 مايو 2020.
- القرآن، سورة الأنعام، الآيات 84-85
- "نبي الله إلياس عليه السلام - إسلام ويب - مركز الفتوى"، www.islamweb.net، مؤرشف من الأصل في 2 مايو 2020، اطلع عليه بتاريخ 2 مايو 2020.
- "الحسين الكريم في القرآن العظيم الجزء الثاني: دائرة المعارف الحسينية"، Hussaini Centre for Research, London.، 6 يناير 2016، مؤرشف من الأصل في 2 مايو 2020، اطلع عليه بتاريخ 2 مايو 2020.
- التفسير الكبير - للرازي - ص 140 - تفسير اية 130 سور الصافات
- تفسير القرطبي - ص104 - تفسير اية 130 سورة الصافات
- تفسير الطبري، الآية 130 من سورة الصافات نسخة محفوظة 22 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- فتوي إسلام ويب - هل إلياس وإدريس نبي واحد نسخة محفوظة 26 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
- القرآن، سورة الصافات، الآيات (124-125).
- قصص الأنبياء.
- "ألكتاب المقدس - قاموس"، www.injeel.com، مؤرشف من الأصل في 7 أكتوبر 2010، اطلع عليه بتاريخ 02 مايو 2020.
- أنستاس الكرملي، المساعد، ج2، ص122
وصلات خارجية
- "قصة النبي إلياس في القرآن - موقع مقالات إسلام ويب"، www.islamweb.net، مؤرشف من الأصل في 30 يناير 2019، اطلع عليه بتاريخ 2 مايو 2020.
- بوابة الإسلام
- بوابة أعلام
- بوابة القرآن