هاجر
هاجر (بالعبرية: הָגָר) شخصية توراتية ورد ذكرها في سفر التكوين؛ وجاء ذكرها في الإسلام باسم هاجر وفي الأحاديث النبوية أيضاً وذكرها النبي محمد باسم أُم إسماعيل، وأُشِير إليها دون تسمية في القرآن. وحسب ما جاء في سفر التكوين بأن هاجر هي جارية أو أَمَة[ملاحظة 1] مصرية لسارة ويوجد في الإسلام ما يؤيد ذلك.[3][4] في الإسلام هاجر هي والدة النبي إسماعيل؛[5] إما عند اليهود والمسيحيين فلا يؤمنون بأنه نبي.[6]ربطها العديد من مفسرين الإنجيل بالهاجريون (أبناء آغار) الذين وردوا في الإنجيل، وزعموا أن مسمى نسبهم يعود لها.[7][8][9][10]
هاجر | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | القرن 20 ق.م قرية حفن،[1] مصر |
الوفاة | القرن 20 ق.م الخليل |
مواطنة | مصر القديمة |
الزوج | إبراهيم |
الأولاد | |
الحياة العملية | |
المهنة | عاملة منزلية |
اللغات | لغة مصرية |
معنى الاسم
اختلف الباحثون حول معنى اسم هاجر. ورد في قاموس الكتاب المقدس: (بالإنجليزية: Hagar) (بالعبرية: הָגָר) (باليونانية: Ἄγαρ) اسم سامي معناه «هجرة».[11] ويربط البعض اسم هاجر بقبيلة «الهاجريين» (Hagrite)[12]، وهم سكان في بئر السبع، يُشهرون تحدرهم منها.[13]
أشار اللاهوتي الألماني مانفريد غورغ إلى أن اسم هاجر أتى من الكلمة المصرية القديمة (ẖkrt njswt,) أي «الزوجة الثانية للملك». وقيل إن معنى الاسم بالهيروغليفية من شقين: أولهما «ها» وتعني زهرة اللوتس، والأخرى «جر» وتعني أرض جب بالمعنى التوراتي.
قصتها
في اليهودية
ذكر بعض اليهود أن هاجر كانت عبدة، ولكن جاء في بعض كتبهم اليهودية (مدراش) أنها أميرة.(مدراش، تامار كاداري) وجاء في سفر التكوين (45:1) أنها ابنة لفرعون مصر، وقد ذكر ذلك فيليز طرابلسي وليتي راسل في كتاب «هاجر وسارة وابنائهما» (الصفحة 106). وذكر ابن كثير أنها كانت أميرة من العماليق وقيل من الكنعانيين الذين حكموا مصر قبل الفراعنة، وأنها بنت زعيمهم الذي قتله الفراعنة، ومن ثم تبناها فرعون. وعندما أراد فرعون سوءاً بسارة دعت الله فشلت يداه، فقال فرعون إدعي ربك أن يشفي يداي وعاهدها أن لا يمسها، ففعلت فشفى الله يديه، فأهدى إليها الأميرة القبطية المصرية التي اسمها هاجر إكراماً لها وليس خادمة كما يدعى اليهود في كتبهم.[14] فآثرت سارة أن يتزوجها إبراهيم، لأنها كانت تعلم أن إبراهيم كان يريد أن يكون له ذرية، فتزوجها. وهكذا حقق الله دعوة إبراهيم وحملت هاجر «فبشرناه بغلام حليم»، هو إسماعيل.
في الإسلام
ولدت هاجر إسماعيل عندما كان إبراهيم في السادسة والثمانين من العمر، وسارة قد بلغت سن اليأس من الإنجاب، وأمر الله خليله إبراهيم أن يخرج بإسماعيل وأمه هاجر إلى مكة، وكانت لا زرع فيها ولا ماء. وترك إبراهيم هاجر وولدها إسماعيل، في ذلك المكان ومعهما كيس من التمر وقربة صغيرة فيها قليل من الماء، فسألته: آلله أمرك بهذا؟ فأجاب: نعم، فقالت: إذن لن يُضيعنا.
ورفع إبراهيم يديه بالدعاء متضرعاً إلى الله وهو يهم بالعودة رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (إبراهيم 37)، ثم هم عائداً إلى بلاد الشام.
بئر زمزم
نفذ التمر والماء من بين يدي هاجر. واشتدت حرارة القيظ فعطشت هي وابنها. وراح يتلوى من الجوع والعطش فلم تعد هاجر تطيق رؤية طفلها على هذه الحال، فراحت تنظر إليه وعيناها ولا تدري ماذا تفعل. أتترك ولدها يموت جوعاً وعطشاً، لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا المصير. فلا بد أنها ستجد الماء. فالله لن يضيعها هي وطفلها. وقامت هاجر في الوادي في «موضع السعي أيام الحج». انطلقت هاجر تبحث عن الماء في كل اتجاه. وكان الصفا أقرب جبل إليها، فصعدت عليه وراحت تنظر يمنه ويسرة وفي كل ناحية فلاح لها على المروه سراب ظنته ماءً، نزلت عن الصفا وراحت تسعى مهرولة في الوادي باتجاه المروه، وفي ظنها أنها ستجد الماء. ولكن كانت خيبتها حينما لم تجده شيئاً، فوقفت منهكة تنظر وتتفحص فلاح لها سراب في الجهة الأخرى على الصفا وكأنه الماء فعادت مهرولة إلى الصفا ولكنها لم تجد هنالك شيئاً.
وهكذا في كل مرة، حتى فعلت ذلك سبع مرات وطفلها لم يفارق مخيلتها، ولم تكن تطيق أن يغيب عن ناظريها. فلما كانت في المرة السابعة، وقد اشتد بها العطش، وأخذ منها التعب، وأنهكها المسير، دون أن تعثر على الماء. نظرت إلى طفلها فإذا الماء ينبع من تحت قدميه، فأتته مسرعة وراحت تجمع حوله الرمل وهي تقول: زم زم. ثم أخذت تشرب من الماء حتى ارتوت وانحنت على إسماعيل لتسقيه.
هاجر في الحضارة النوبية القديمة
ينقسم اسم هاجر إلى قسمين؛ ها: (بالهيروغليفي معناها زهرة اللوتس. و(جر) معناها أرض جب، بالمعنى التوراتي (مصر) أي اسمها زهرة اللوتس وكنايتها المصرية. أي حسب الترجمة المعنوية زهرة اللوتس المصرية.
باعتقاد النوبيون في شمال السودان وجنوب مصر أن السيدة هاجر هي في الأصل نوبية، ويدعم هذا الادعاء حسب اعتقادهم عدة نقاط:[15]
- أولاً: اسم هاجر يقابله نفس النطق في النوبية كلمة هاقجر التي تعنى الجالس أو المتروك في إشارة ربما لعملية تركها وحيدة في مكة والمعنى المباشر للكلمة هو سوف اجلس.
- ثانياً: من الثابت أيضاً في القصة أن السيدة هاجر كانت تلبس ثوباً طويلاً فضفاضاً ليخفى آثار أقدامها عن السيدة سارة، وهذا الوصف ينطبق على الجرجار اللباس النسائي النوبي المعروف والمستخدم حتى اليوم.
- ثالثاً: كلمة زم زم، يعتقد بأنها أيضاً كلمة نوبية نطقت بها السيدة هاجر عندما انفجر الماء، ويقابلها في اللغة النوبية سـم، والتي تعنى بالعربية فعل الأمر من جـف، فقد كررتها مراراً وهي تدعو الماء للتوقف سم سم، وتحور النطق لتصبح زمزم.
- رابعاً: كان ابنها إسماعيل رامياً بارعاً للسهام، وهذا أحد أهم مميزات النوبيين القدماء الذين عرفوا تاريخياً باسم رماة الحدق في حروبهم مع الأشوريين والفرس والرومان وحتى مع العرب لاحقاً في 41 هجرية.
شجرة العائلة
تارح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
هاجر | إبراهيم | سارة[16] | هاران | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
ناحور | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
إسماعيل | مِلكة | لوط | يسكة | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
1.نابت "نَبَايُوتُ" 2. قِيدَارُ 3. أَدَبْئِيلُ 4. مِبْسَامُ 5. مِشْمَاعُ 6. دُومَةُ 7. مَسَّا 8. حَدَارُ 9. تَيْمَا 10. يَطُورُ 11. نَافِيشُ 12. قِدْمَةُ[17] | سبعة أبناء[18] | بتوئيل | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
إسحاق | رفقة | لابان | مؤابيون | عمونيون | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عيسو | يعقوب | راحيل | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أدوميون | بلهة | زلفة | ليئة | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
5. دان 6. نفتالي | 7. جاد 8. عشير | 1. روبين 2. شمعون 3. لاوي 4. يهودة 9. ياساكر 10. زبولون 11. دينة | 12. يوسف 13.بنيامين | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مراجع
- كتاب فتح الباري
- الباب: 15 — الفصل: 16
- سفر التكوين، الإصحاح 16 واما ساراي امراة ابرام فلم تلد له.وكانت لها عبدة مصرية اسمها هاجر نسخة محفوظة 12 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
- إسلام ويب مركز الفتوى وقال ابن القيم في زاد المعاد ".. فإن سارة امرأة الخليل غارت من هاجر وابنها أشد الغيرة، فإنها كانت جارية فلما ولدت إسماعيل وأحبه أبوه اشتدت غيرة سارة، فأمره الله سبحانه أن يبعد عنها هاجر وابنها ويسكنها في أرض مكة لتبرد عن سارة حرارة الغيرة، وهذا من رحمته تعالى ورأفته.." نسخة محفوظة 29 ديسمبر 2012 على موقع واي باك مشين.
- سورة مريم آية 54 :"واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا"
- إِسْمَاعِيل ابن إبراهيم نسخة محفوظة 04 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- T. K. (Thomas Kelly)؛ Black, J. Sutherland (John Sutherland) (1899–1903)، Encyclopaedia Biblica : a critical dictionary of the literary, political, and religious history, the archaeology, geography, and natural history of the Bible، Toronto : Morang، مؤرشف من الأصل في 3 أغسطس 2020.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة CS1: تنسيق التاريخ (link) - Paul K. (01 يناير 2001)، First and Second Chronicles (باللغة الإنجليزية)، Westminster John Knox Press، ISBN 978-0-664-25591-6، مؤرشف من الأصل في 19 أبريل 2017.
- Keith (29 أغسطس 2013)، The Artistic Dimension: Literary Explorations of the Hebrew Bible (باللغة الإنجليزية)، A&C Black، ISBN 978-0-567-44262-8، مؤرشف من الأصل في 19 أبريل 2017.
- Bruce K. (22 نوفمبر 2016)، Genesis: A Commentary (باللغة الإنجليزية)، Zondervan Academic، ISBN 978-0-310-53102-9، مؤرشف من الأصل في 19 أبريل 2017.
- قاموس الكتاب المقدس - هاجر نسخة محفوظة 29 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
- ألقاب العرب والمسلمين في الفكر الغربي نسخة محفوظة 22 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Hagar: God's Beloved Stranger صفحة 195 نسخة محفوظة 22 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- مقال لـ محمود خليل: "العرب أول من سكن مصر والنبي محمد (ص) من أصول مصرية. [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 02 يناير 2010 على موقع واي باك مشين.
- المشهد مقالة تجت عنوان:السيدة هاجر (أول امرأة سكنت مكة)نشر في ال 25-8-2013 نسخة محفوظة 16 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
- Geness 20:12: Sarah was the half–sister of Abraham
- (سفر التكوين25: 13 - 15)
- Genesis 22:21-22: Uz, Buz, Kemuel, Chesed, Hazo, Pildash, and Jidlaph
ملاحظات
- في اللغة، الأمة للنساء تقابل العبد للرجال.
وصلات خارجية
طالع أيضا
- بوابة مصر القديمة
- بوابة الإنجيل
- بوابة المسيحية
- بوابة اليهودية
- بوابة القرآن
- بوابة الإسلام
- بوابة المرأة
- بوابة أعلام
- بوابة الهلال الخصيب
- بوابة مصر
- بوابة التاريخ الإسلامي