ود (إله)

وَدّ (الخط المسند: ) كان الإله الوطني لمملكة معين، وكان إلها مهما لمملكة أوسان.[1] وكان يرمز إلى القمر. ويرمز أيضا إلى المحبة لدى العرب وأحد الآصنام الخمسة الذي وجد تماثيلهم عمرو بن لحيّ الخزاعي مدفونة في ساحل البحر وأدخل عبادتها للجزيرة العربية.[2][3][4]

التسمية

يظهر من اسمه أنه يحمل معنى المودة والمحبة، وله أسامٍ أخرى مثل أدد وأَدّ (أَدّ الرجل أي حنّ إلى الشيء) وسين - التي تعني القمر - والمقة، والكلمة مشتقة من الفعل وَمَق أي أَحَبّ، كما جاء في شعر بنات الطارق في معركة أحد:

إن تقبلوا نعانقْ

ونفرشِ النمارقْ

أو تدبروا نفارقْ

فراق غير «وامقْ»

و من أسمائه أيضا «كهلن» أي الكهل أو القديم، ويظن أن قبائل عرب الجنوب التي تنتسب لكهل إنما تنتسب للصنم ود وتزعم أنها من نسله.

المظهر والاعتقاد

صور عابدو الصنم ود في التماثيل، على هيئة رجل كأعظم ما يكون من الرجال، وعليه حلة من رداء وإزار مُنَمْنَمَيْن (أي ملمومين مزمومين كملابس الرومان) متقلد سيفا ومنتكب قوسا وأمامه حربة فيها لواء وجعبة أسهم، في هيئة أشبه بالملوك - نظرا إلى الحلة - أو المحاربين - نظرا للسيف واللواء والقوس والسهام -، ويجوز القول هنا أن ودا كان أيضا إلها للحرب.

و كان ود صنم يرمز للقمر لدى المعينيين والسبئيين والإسماعيليين والتدمريين ويرمز إلى المحبة لدى العرب، وكانت السلالة الحاكمة في مملكة معين تعتبر نفسها من سلالة ود (القمر) وكانت تقدمه رئيسا على جميع الأصنام. وجعلوا القمر والهلال رمزا للصنم ود.

العبادة

لم يكن عرب تهامة يعرفون وداً في بادئ الأمر إلا حينما أخرجه عمرو بن لحي الخزاعي، وقصة العثور على ود هي أن عمرو بن لحي كان له رئيا من الجن فقال له: «عجل بالمسير والظعن من تهامة بالسعد والسلامة» فقال عمرو: «جير ولا إقامة» فقال له الرئي: «إيت ضف جده، تجد فيها أصناما معدة، فأوردها تهامة، ولا تهاب، ثم ادع العرب إلى عبادتها تجاب» ففعل ذلك عمرو، وأتى شط جدة فاستخرج التماثيل وحملها معه حتى وصل تهامة، ثم إنه خرج للحج في تلك السنة ودعا العرب إلى عبادتها. فجاء رجل يقال له عوف بن عذرة بن زيد اللات إلى عمرو وطلب منه تمثال ود، فاحتمله وسار به إلى دومة الجندل، ووضعه هناك وبنى له معبدا وجعل ابنه عامراً الذي يقال له عامر الأجدار سادنا لود، وسمى عوف أحد أبناءه بـ«عبد ود».

و قد كانوا يقدمون اللبن لود، لقول رجل من سلالة عامر الأجدار اسمه مالك بن حارثة الأجداري أن أباه حارثة كان يعطيه اللبن ويقول له: «اذهب واسقِ إلهك»، والظاهر أنهم كانوا يصبون اللبن على التمثال.

و كان ممن عبد ود من القبائل: بني تميم وطيء والخزرج وهذيل ولخم.

و قد جاء ذكر ود في شعر للنابغة الذبياني:

حياك ود! فإنا لا يحل لنا
لهو النساء إن الدين قد عزما

ما بعد الإسلام

حارب الإسلام كل العبادات الشركية التي كانت منتشرة في جزيرة العرب آنذاك ودعا إلى التوحيد وعبادة الله إلها واحدا ليس له شريك. وقد ذم القرآن عبدة ود ووصفهم بالضالين في سورة نوح: {وَ قَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَ لَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ وَ يَعُوقَ وَنَسْراً (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً ۖ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالاً (24)}.

و قد أرسل النبي محمد خالدَ بن الوليد لهدم معبد ود وكسر تمثاله بعد غزوة تبوك سنة 9 هـ. فلما وصل إليه خالد ليهدمه تصدى له بنو عامر الأجداري وبنو عبد ود، فقاتلهم خالد حتى هزمهم وقتلهم وكسر تمثاله وهدم معبده. ويوجد له معبد في مدينة الحجر.

كتب

مراجع

  1. Dierk Lange (2004)، Ancient Kingdoms of West Africa: African-centred and Canaanite-Israelite Perspective; a Collection of Published and Unpublished studies in English and French، Verlag J. H. Röll GmbH، ص. 9783897541153، ISBN 9783897541153، مؤرشف من الأصل في 26 أبريل 2016.
  2. Nancy L. Stair, Amanda Ferguson (2003)، A Historical Atlas of Saudi Arabia، Rosen Publishing، ص. 22، ISBN 9780823938674، مؤرشف من الأصل في 14 مايو 2016.
  3. Thomas Patrick Hughes (1995)، Dictionary of Islam، Asian Education Services، ص. 192، ISBN 9788120606722، مؤرشف من الأصل في 8 مايو 2016.
  4. ibn al Kalbi, Hisham (1952)، The book of idols: being a translation from the Arabic of the Kitāb al-asnām، Princeton University Press، ص. 48، ASIN B002G9N1NQ، مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2017.

انظر أيضا

  • بوابة الإسلام
  • بوابة الأساطير
  • بوابة اليمن
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.