عزير
عزير وفق ما جاء في الإسلام هو رجل صالح،[1] فيما يعتبره اليهود أنه من أنبياء بني إسرائيل.[2] وردت قصته في القرآن بأن الله أماته مائة عام ثم بعثه في قصته المعروفة الواردة في سورة البقرة، وقد جدد العزير دين التوحيد لبني إسرائيل وعلمهم التوراة بعد أن نسوها.
عزير | |
---|---|
معلومات شخصية | |
مكان الميلاد | بلاد النهرين |
مكان الوفاة | القدس |
الحياة العملية | |
المهنة | كهنة هارونيون |
نسبه
هو عزير (عزرا) بن شريه بن خلقيه بن عزريه بن شالوم بن صدوق بن أخطب بن أمريه بن عزريه بن يوحنان بن عزريه بن أخيمعص بن صدوق بن أخطب بن أمريه بن ماريوت بن زرحيه بن عازي بن بقي بن أبيشوع بن فنحاس بن العزار بن نبي الله هارون بن عمران بن قاهات بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.
سيرته
مرت الأيام على بني إسرائيل في فلسطين، وانحرفوا كثير عن منهج الله عز وجل. فبمعرفة الله الغيبية، أراد الله أن يجدد دينهم، بعد أن فقدوا التوراة ونسوا كثيرا من آياتها. مر عزير على هذه القرية - وهي بيت المقدس على المشهور، بعد أن خربها بختنصر وقتل أهلها - وهي خاوية ليس فيها أحد، فوقف متفكرا فيما آل أمرها إليه بعد العمارة العظيمة، وقال: (أنى يحيي هذه الله بعد موتها) وذلك لما رأى من دثورها، وشدة خرابها، وبعدها عن العود إلى ما كانت عليه.[3]
عزير في الإسلام
كان عزير رجلا صالحا حافظا للتوراة، فبينما كان ماشياً على حماره في حين من الأثناء، مر عزير على قرية خاوية ليس فيها بشر. فوقف متعجبا، وقال: (أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا)، فأماته الله مئة عام. قبض الله روحه وهو نائم، ثم بعثه. فاستيقظ عزير من نومه. فأرسل الله له ملكا في صورة بشر: (قَالَ كَمْ لَبِثْتَ). فأجاب عزير: (قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ). نمت يوما أو جزءا من اليوم. فرد الملك: (قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ). ويعقب الملك مشيرا إلى إعجاز الله عز وجل (فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ) أمره بأن ينظر لطعامه الذي ظل بجانبه مئة سنة، فرآه سليما كما تركه، لم ينتن ولم يتغير طعمه أو ريحه. ثم أشار له إلى حماره، فرآه قد مات وتحول إلى جلد وعظم. ثم بين له الملك السر في ذلك (وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ). ويختتم كلامه بأمر عجيب (وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا) نظر عزير للحمار فرأى عظامه تتحرك فتتجمع فتتشكل بشكل الحمار، ثم بدأ اللحم يكسوها، ثم الجلد ثم الشعر، فاكتمل الحمار أمام عينيه، (فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). ثم خرج إلى القرية، فرآها قد عمرت وامتلأت بالناس. فسألهم: هل تعرفون عزيرا؟ قالوا: نعم نعرفه، وقد مات منذ مئة سنة. فقال لهم: أنا عزير. فأنكروا عليه ذلك. ثم جاءوا بعجوز معمّرة، وسألوها عن أوصافه، فوصفته لهم، فتأكدوا أنه عزير. فأخذ يعلمهم التوراة ويجددها لهم، فبدأ الناس يقبلون عليه وعلى هذا الدين من جديد، وأحبوه حبا شديدا وقدّسوه للإعجاز الذي ظهر فيه، حتى وصل تقديسهم له أن قالوا عنه أنه ابن الله (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ). وقد ذكر الله قصته هذه في سورة البقرة الآية 259 حيث قال: أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .[4]
مما هو شائع في الفكر العبراني عن عزير أنه ابن الله، وهذا مخالف لآراء المسلمين. فالأستاذ ديفيد واينز وهو بروفيسور في الدراسات الإسلامية، لا يجد لهذا الإدعاء أي دليل يسنده.[5] ويشاركه الرأي الأستاذ جون كالتنر وهو بروفيسور في الشؤون المسيحية والإسلامية، مضيفاً بأنه لا يتوفر دليل على أن يهود المدينة قد حملوا فكرة بنوة عزير.[6]
هناك اعتقاد بأن يهود اليمن هم من نسبوا بنوة العزير لله، ويظهر ذلك في إحدى آراء ابن حزم الأندلسي التي تقول بأن هناك بعض من يهود اليمن يعتقدون أن عزيراً ما هو إلا ابن الله (مع أنه لم يعش في اليمن).[7] ومع ذلك، ليس هناك ما يثبت وجود تلك الفئة من اليهود.[8] علاوة على ذلك، تبدو نظرية ابن حزم شاذة وتحديداً عند الإطلاع على مادة (اليمن) في الموسوعة اليهودية، فيهود اليمن لا يتسمّون باسمه، ويرجع هذا وفقاً لما ورد في رواياتهم من لعن عزرا لهم (أي يهود اليمن) ليصبحوا فقراء لأنهم لم يرحلوا إلى إسرائيل.[9] ومما يزيد تلك النظرية شذوذاً، ما ورد في كتاب عزرا والمعترف من قبل اليهود من ذِكر اسم والده (سرايا) [10]، لذا يرى بعض المستشرقين مثل تشارلز توري أن الهدف هو جعل الإسلام الدين الوحيد ذو الصفة التوحيدية في حينها.[11]
فيما نجد أن موقف بعض مفسري القرآن الكريم يسير بشكل شبه مقارب للآراء السابقة. فالقرطبي على سبيل المثال علّق على هذه المسألة بقوله: (هذا لفظ خرج على العموم ومعناه الخصوص، لأنه ليس كل اليهود قالوا ذلك، وهذا مثل قوله تعالى: الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [12] سورة آل عمران، الآية 173. وقيل: إن من كان يقولها كانوا في زمان وقد انقضوا، وهذا متوجه للذم إليهم لأن بعضهم قد قاله، وعاضد هذا القول النقاش، فقال: (لم يبق يهودي يقولها بل قد انقرضوا).[13] ومن الأقوال المعاصرة، نستشهد مما ذكر في كتاب تفسير الوسيط في تفسير القرآن الكريم لمحمد سيد طنطاوي، فيقول: (وقد ذكر المفسرون هنا أقوالاً متعددة في الأسباب التي حملت اليهود على أن يقولوا «عزير ابن الله» وأغلب هذه الأقوال لا يؤيدها عقل أو نقل، ولذا فقد ضربنا عنها صفحا). متابعاً (وقد نسب - سبحانه - القول إلى جميع اليهود مع أن القائل بعضهم، لأن الذين لم يقولوا ذلك لم ينكروا على غيرهم قولهم، فكانوا مشاركين لهم في الإِثم والضلال، وفيما يترتب على ذلك من عقاب).[14]
أما الباحث في مقارنة الأديان د. سامي العامري فيذهب لأن عزير هو الذي حرف التوراة وعمل على تشكيل الأسفار الخمسة من أربع مصادر مختلفة بعد كانت قد فقدت. ويأتي بنص من العهد القديم في ترجوم ملاخي يدل على أن عزرا هو ملاك[15]، والملائكة هم أبناء الله في معتقد اليهود. وهذا المقصود بقول القرآن وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ إلى قوله يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ، قال المفسرون: «يتشبَّهون بقول المشركين حين قالوا: الملائكة بنات الله».
القبر والضريح
- في مدينة العيزرية شرق القدس المحتلة هناك قبر يعتقد أنه للعزير عليه السلام، وملاصق له مسجد «العزير»، وبجانبه أيضاً كنيسة الروم الأرثوذكس اليونانية.
- يعتقد أن ضريح العزير موجود في محافظة العمارة جنوب العراق.
المراجع
- محمد بن صالح العثيمين (1994)، القول المفيد على كتاب التوحيد - ج 2، دار العاصمة: IslamKotob، ص. 344، مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2019.
- ، كما قال ابن كثير رحمه الله في "البداية والنهاية" (2/389)
- 225414: قصة عزير عليه السلام . نسخة محفوظة 15 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
- القرآن الكريم, سورة البقرة, الآية 259.
- كتاب مدخل إلى الإسلام، ديفيد واينز، صفحة 27
- كتاب إسماعيل يوجه اسحق : مدخل إلى القرآن لقرّاء الكتاب المقدس - لكاتبه جون كالتنر
- الموسوعة اليهودية، صفحة 1108
- موسوعة القرآن، القرآن والمناظرات - للكاتبة كات زبيري
- الموسوعة اليهودية على الانترنت : مادة اليمن نسخة محفوظة 20 أكتوبر 2011 على موقع واي باك مشين.
- العهد القديم, سفر عزرا, الإصحاح السابع, الآية الأولى. نسخة محفوظة 09 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- كتاب القاعدة اليهودية للإسلام : الله والإسلام في التاريخ القديم - لكاتبه تشارلز توري، صفحة 72 نسخة محفوظة 09 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- القرآن الكريم, سورة آل عمران, الآية 173.
- إسلام ويب - مركز الفتوى نسخة محفوظة 29 ديسمبر 2010 على موقع واي باك مشين.
- موقع التفسير نسخة محفوظة 25 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
- عزير في القرآن 2: عبادة اليهود عزيرا، خطأ قرآني أم إعجاز تاريخي؟ - YouTube نسخة محفوظة 26 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
- بوابة أعلام
- بوابة القرآن
- بوابة اليهودية
- بوابة الإسلام