موسى في الإسلام
موسى بن عمران بن قاهث بن عازر بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام. جاءت قصة موسى في القرآن مذكورة في عدد من السور. وحسب الرواية القرآنية فإن موسى عاش إبان عصر الفراعنة، ويذكر المحطات الأساسية كانتشاله من النهر، وهربه إلى أرض مدين، والحديث في الوادي المقدس، وضربات مصر، وعبور البحر الأحمر، وتلقف الألواح على الطور، وعبادة بني إسرائيل عجل الذهب، والتيه.
موسى | |
---|---|
كليم الله، رسول الله، نبي الله | |
الولادة | 1463 ق.م مصر القديمة |
الوفاة | 1316 ق.م صحراء سيناء |
مبجل(ة) في | الإسلام، المسيحية، اليهودية |
رموز | التوراة |
النسب | موسى بن عمران بن قاهث بن عازر بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل. |
النجاة في الصغر ودخول قصر فرعون
الرواية الإسلامية تقول أنه عندما حملت أم موسى به خافت أن يقتله فرعون فأخفت حملها وكان فرعون يذبح أبنائهم في ذلك الوقت، ولما ولدته أوحى الله إليها أن تلقيه في التابوت وتلقيه في اليم، فقامت بذلك فطاف في اليم فالتقطته زوجة فرعون وأحبته، وأدخل البلاط الفرعوني، فطلبت زوجة فرعون اتخاذه ولدا فأدخلته القصر وأسموه (موسى) أي: المنتشل من الماء. وطلبت أم موسى من أخته أن تتقصى مكانه وعرفت أين هو، وكان موسى يرفض جميع المرضعات اللاتي أُحضرن له، وأشارت أخت موسى بأن تحضر لهم مرضعة وأحضرت أمه إليه ورُدَّ إليها.
قتل موسى لرجل من ملأ فرعون والهرب
جزء من سلسلة الإسلام عن |
الأنبياء المذكرون في القرآن |
---|
بوابة الإسلام |
مرَ موسى ذات يوم في طُرُق المدينة في وقت خلت فيه الطرقات من الناس -ولعل الأمر كان ليلاً- فوجد رجلين يقتتلان، أحدهما إسرائيلي والآخر مصري. فالفرعوني أراد أن يسخِّر الإِسرائيلي في عمل، فأبى عليه الإِسرائيلي. ولما رأى الإِسرائيلي موسى استغاث به، فجاء موسى -فأخذ بجمع يده فوكز الفرعوني وكزة فلما رآه قتيلاً بين يديه- ولم يكن يريد قتله- قال: {هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين} وأصبح موسى في المدينة خائفاً يترقب، يمرّ في طرقاتها على حذر. وبينما هو في طريقه إذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه مرة ثانية، فأقبل عليه موسى وقال له: {إنك لَغَوي مبين}، أي: صاحب فتن ورجل مخاصمات، ومع ذلك أخذته حماسة الانتصار للإِسرائيلي، فأراد أن يبطش بالذي هو عدوّ لهما، لكنّ الإِسرائيلي ظن أنه يريد أن يبطش به فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ [1] (سورة القصص، الآية 19) فالتقط الناس كلمة الإِسرائيلي وعرفوا منها أن موسى هو الذي قتل الفرعوني بالأمس. وشاع الخبر ووصل إلى القصر الفرعوني. فتذاكر آل فرعون في أمر موسى والقصاص منه.وأتى موسى أحد الأشخاص وحذره من ان القوم الذين يتأمرون عليه لقتله وأخبره بأن عليه أن يهرب ويترك المدينة وعندما سمع ذلك ارتعب وقرر الهرب لأن الخبر ذاع ووصل لفرعون. فغادر موسى البلد واتجه إلى جهة بلاد الشام تلقاء مدين. وسار بلا ماء ولا زاد، وكان يقتات بورق الأشجار، حتى وصل إلى مدين. وفي مدين وجد سلالة من الأسرة الإِبراهيمية منحدرة من مدين «مديان» بن إبراهيم - أحد أعمام بني إسرائيل -، ولعله قصدها عامداً لعلمه بصلة القربى مع أهلها.
اللقاء المبارك
وصل موسى بعد رحلة طويلة إلى مدين وأخذت موسى غيرة على فتاتين تنتظران الرجال حتى ينتهوا من ملء المياه فقال لهما: ما خطبكما؟ فاعتذرتا عن عملهما في السقي دون الرجال من أسرتهما وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ [2] (سورة القصص، الآية 23) أي لا يستطيع القيام بهذه المهمة نهض موسى فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ [3] (سورة القصص، الآية 24) أعجب أبوهما الشيخ الكبير من عودة ابنتيه مبكرتين. فقصتا عليه قصة الرجل الغريب الذي سقى لهما، فأمر إحداهما أن تعود إليه، وتبلغه دعوة أبيها ليجزيه على عمله فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [4] (سورة القصص، الآية 25). لبى موسى الدعوة، وسار مع ابنة الشيخ، قالوا: وقد طلب منها أن تسير خلفه وتدله على الطريق، لئلا يقع بصره على حركات جسمها، وذلك عفة منه. دخل موسى على الشيخ الكبير، فرحب به، وقدم له القِرى، وسأله عن خطبه، فقص عليه القصص، ووصف له حاله وحال بني إسرائيل في مصر، قال: {لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}[4](سورة القصص، الآية 25).
وقيل أن الشيخ هو النبي شعيب الذي أرسل إلى أهل مدين، وهذا هو المشهور عند كثير من العلماء.وقيل أنه رجل مؤمن من قوم شعيب لبعد المسافة الزمنية بين شعيب وبين موسى وهذا هو الراجح.
و قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ [5] (سورة القصص، الآية 26) فأُعجب الشيخ برأي ابنته، وعرض على موسى الزواج من إحدى ابنتيه اللَّتين سقى لهما موسى. و قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ [6] (سورة القصص، الآية 27) وبذلك شرط عليه أن يكون مهر ابنته أن يخدمه ثماني سنين، فإن زادها إلى عشر سنين فهي زيادة غير مفروضة. فوافق موسى، ونجز العقد مع الشيخ، فقال: « ذلك بيني وبينك أيَّما الأجلين قضيتُ فلا عدوان عليّ والله على ما نقول وكيل ». وتمت المصاهرة بينهما، قالوا: واسم ابنة الشيخ التي صارت زوجاً لموسى «صفورة». لبث موسى عند صهره الشيخ في مدين يخدمه حسب الشرط، وقضى في خدمته أوفى الأجلين وهو عشر سنين. وقد ولدت له امرأته «صفورة» في مدين ولداً سماه «جرشوم» ومعناه غريب المولد.
عودته إلى مصر
تحرك قلب موسى أن يعود بأهله إلى مصر، وعزم على المسير واستعد له. ولما أراد الفراق أمر امرأته أن تسأل أباها أن يعطيها من غنمه ما يعيشون به، فأعطاها ما ولدت غنمه في ذلك العام من قالب لون. - يقال: شاة قالب لون، أي: على غير لون أمها. -
عن عقبة بن المنذر فيما رواه البزار، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل أي الأجلين قضى موسى؟ قال: « أبرهما وأوفاهما »، ثم قال: « إن موسى عليه السلام لما أراد فراق شعيب عليه السلام، أمر امرأته أن تسأل أباها أن يعطيها من غنمه ما يعيشون به، فأعطاها ما ولدت غنمه في ذلك العام من قالب لون . قال: فما مرت شاة إلا ضرب موسى جنبها بعصاه فولدت قوالب ألوان كلها، وولدت اثنتين أو ثلاثاً كلُّ شاة، وليس فيها فشوش، ولا ضبوب، ولا كميشة تفوت الكف ولا ثغول ». أي: جاءت على غير ألوان، « إذا فتحتم الشام فإنكم ستجدون بقايا منها وهي السامرية '».
سار موسى بأهله من أرض مدين في فصل الشتاء، واستاق الغنم، ولما بلغ إلى قرب الطور ضلَّ الطريق في ليلة باردة. قالوا: وكانت امرأته حاملاً، وأراد موسى أن يوري ناراً فصلد زنده فلم يقدح له.
الوادي المقدس طوى
ما إن وصل موسى منطقة جبل الطور إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى [7] (سورة طه، الآية 10) أي: من يدله على الطريق إلى مصر. فلما أتى موسى النار من جانب الشجرة المباركة، سمع نداء: إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى [8] سورة طه، الآيتين 12-13.
فأوحى الله له ما أوحى، وكلّفه أن يحمل الرسالة إلى فرعون، وأعطاه الله الآيات، وطلب موسى من ربه أن يرسل معه أخاه هارون، ليكون له ردءاً، وأثنى موسى على أخيه بين يدي ربه بأنه أفصح منه لساناً، وأضاف موسى و قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ [9] سورة القصص، الآيتين 33-34.
فقال له الله: قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ [10] سورة القصص، الآية 35.
مواجهه فرعون
حمل موسى الرسالة، ومعه المعجزات، ودخل مصر وقابل فرعون مع أخيه هارون وكان من أمرهما المواجهة والحروب في قصة كبيرة انتهت بانتصار موسى عن طريق المعجزة انشقاق البحر إلى نصفين وغرق فرعون بعد محاولات اقناع فرعون إلا أنه لم يقتنع وأراد الحرب.
الخروج من مصر
أخرج موسى بني إسرائيل من مصر وأنجاه الله من فرعون وقومه ثم ذهب لمناجاة ربه وتلقى من ربه الألواح وفيها الوصايا الإِلهية وعاد إلى قومه فوجدهم قد عبدوا العجل الذي اتخذه لهم السامري، وكان من شأنه معهم ما سبق بيانه عنه الكلام على معجزاته ثم طلب من بني إسرائيل أن يدخلوا الأرض المقدسة -وهي أريحا- مجاهدين في سبيل الله بعدما أراهم المعجزات الباهرات، فقالوا له: « إن فيها قوماً جبارين ».. و« إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها »، وقالوا له أيضاً: « فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون » فغضب موسى ودعا عليهم فقال: « ربِّ إني لا أملك إلاَّ نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين » فأجابه الله و قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ [11]سورة المائدة، الآية 26. وهكذا لبثوا في التيه أربعين سنة، يتردَّدُون في برية سيناء وبرية فاران «صحراء الحجاز»، ويترددون أيضاً حوالي جبال السَّرَاة وأرض ساعير وبلاد الكرك والشوبك.[12]
لقاؤه بالعبد الصالح
لَما التقى موسى بالخضر، قـال له: هل تأذن أيها العبد الصالح أن تفيض عليّ بعلمك على أن أتبعك وألتزم أمرك ونهيك؟ وكان الخضر قد أُلْهِم أن موسى لا يصبر على السكوت إذا رأى ما يكره، فقال الخضر لموسى: إنك لن تستطيع معي صبرًا، ولو أنك صحبتني سترى ظواهر عجيبة وأمورًا غريبة. فقال موسى وكان حريصًا على العلم توّاقًا إلى المعرفة: قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا سورة الكهف، الآية 69.[13]
فقال الخضر: « إن صحبتني آخذ عليك عهدًا وشرطًا أن لا تسألني عن شيء حتى ينقضي الشرط وتنتهي الرحلة وإني بعدها سأبيّن لك ما استشكل عليك وأشفي ما بصدرك ». فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا سورة الكهف، الآية 71.[14]
بينما هما في السفينة فوجئ موسى بأنّ الخضر أخذ لوحين من خشب السفينة فخلعهما، فقال موسى ما أخبر الله عنه في القرآن: فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا سورة الكهف، الآيتين 71 و72.[15]
ثم ذكّره الخضر بالشرط والعهد فتذكّر موسى وقال: لا تؤاخذني. وبينما هما على السفينة إذ جاء عصفور فوقع على حرفها فغمس منقاره في البحر، فقال الخضر لموسى: « ما علمي وعلمك في جنب علم الله إلا كما نقر هذا العصفور من البحر »، أي لا نعلم من معلومات الله إلا القدر الذي أعطانا، والقدر الذي أعطانا بالنسبة لِما لم يُعطنا كما أصاب منقار العصفور من الماء حين غمسه في البحر. ولَمّا مرت السفينة بعد حين بدون أن يغرق أحد، مرّر الخضر يده على مكان اللوحين المكسورين فعادا كما كانا بإذن الله.[بحاجة لمصدر]
ولما غادرا السفينة تابعا المسير فوجدا غِلمانًا وفتيانًا يلعبون فأخذ الخضر واحدًا منهم كان كافرا لصًا قاطعًا للطريق وكان يُفسد ويقسم لأبويه أنه ما فعل فأخذه الخضر إلى بعيد أضجعه وقتله كما أخبر الله: قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا سورة الكهف، الآية 75.[16]
أكمل موسى والخضر طريقهما، وانطلقا حتى أتيا قريةً وكان أهلها بخلاء لئامًا، فطافا في المجالس وطلبا طعامًا فلم يقدّم أهل القرية لهما شيئا، وردّوهما ردا غير جميل، فخرجا جائعين. وقبل أن يجاوزا القرية، وجدا جدارًا يتداعى للسقوط ويكاد ينهار، فرفعه الخضر بمعجزةٍ له بيده ومسحه فاستقام واقفًا فاستغرب موسى وقال: « عَجَبًا أتجازي هؤلاء القوم الذين أساءوا اللقاء بهذا الإحسان، لو شئت لأخذت على فِعْلِك هذا أجرًا منهم نسدّ به حاجتنا ». فتيقّن الخضر أنّ موسى لن يستطيع بعد الآن صبرًا، قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا سورة الكهف، الآية 78[17]، أما السفينة التي خرقها فكانت لمساكين يعملون في البحر فيصيبون منها رزقًا، وكان عليهم ملك فاجر يأخذ كل سفينة سليمة تمرّ في بحره غصبًا ويترك التي فيها خلل وأعطال. فأظهر الخضر فيها عيبًا حتى إذا جاء خدام الملك تركوها للعيب الذي فيها، ثم أصلحها وبقيت لهم. وأما الغلام الذي قتله الخضر كان كافرا وأبواه مؤمنين وكانا يعطفان عليه، قال الخضر كرهت أن يحملهما حبّه على أي يتابعاه على كفره فأمرني الله أن أقتله باعتبار ما سيؤول أمره إليه إذ لو عاش لأتعب والديه بكفره ولله أن يحكم في خلقه بما يشاء. وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وتحت الجدار كنْزٌ لهما، ولَمّا كان الجدار مشرفًا على السقوط، ولو سقط لضاع ذلك الكنْز أراد الله إبقاءه لليتيمين رعاية لحقّهما. ثم قال الخضر وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا سورة الكهف، الآية 82.[18]
موضع قبره
بحسب المعتقد الشيعي الإمامي الذي ورد في تفسير علي بن إبراهيم القمي أنه مات هارون وموسى في التيه، فروي أن الذي حفر قبر موسى هو ملك الموت في صورة آدمي، ولذلك لا يعرف بنو إسرائيل موضع قبر موسى وروى المجلسي عن النبي أنه سئل عن قبره فقال: عند الطريق الأعظم، عند الكثيب الأحمر. وروى أنه قال: وكان بين موسى وبين داود خمسمائة سنة، وبين داود وعيسى ألف سنة ومائة سنة.[19]
انظر أيضًا
- القرآن الكريم.
- هارون.
- الخضر.
- يوشع بن نون.
- صفورة زوجة موسى.
المراجع
- القرآن الكريم، سورة القصص، الآية 19.
- القرآن الكريم، سورة القصص، الآية 23.
- القرآن الكريم، سورة القصص، الآية 24.
- القرآن الكريم، سورة القصص، الآية 25.
- القرآن الكريم، سورة القصص، الآية 26.
- القرآن الكريم، سورة القصص، الآية 27.
- القرآن الكريم، سورة طه، الآية 10.
- القرآن الكريم، سورة طه، الآيتين 12-13.
- القرآن الكريم، سورة القصص، الآيتين 33-34.
- القرآن الكريم، سورة القصص، الآية 35.
- القرآن الكريم، سورة المائدة، الآية 26.
- سفر الخروج.
- القرآن الكريم، سورة الكهف، الآية 69.
- القرآن الكريم، سورة الكهف، الآية 71.
- القرآن الكريم، سورة الكهف، الآيتين 71 و72.
- القرآن الكريم، سورة الكهف، الآية 75.
- القرآن الكريم، سورة الكهف، الآية 78.
- القرآن الكريم، سورة الكهف، الآية 82.
- بحار الأنوار للعلامة المجلسي، ج13، باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، ص363..
مصادر خارجية
وصلات خارجية
- بوابة السيخية
- بوابة أعلام
- بوابة القرآن
- بوابة اليهودية
- بوابة الإنجيل
- بوابة الإسلام
- بوابة المسيحية
- بوابة الأديان