إخوان من أطاع الله
الإخوان أو إخوان من أطاع الله اسم يطلق على البدو الذين هجروا حياة البادية واستقروا الهجر. تأسست أول هجرة عام 1911 في الأرطاوية شمال الرياض، ثم تزايدت أعداد الهِجَر بعد ذلك حتى بلغت أكثر 200 هجرة موزعة في كافة مناطق شبه الجزيرة العربية. وسميت بالهجر نسبة لهجر الإخوان حياة البادية، وكون الإخوان الجيش الأساسي لقوات الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، خلال حروب توحيد السعودية.
| ||||
---|---|---|---|---|
قادة | فيصل الدويش سلطان بن بجاد حجاب بن نحيت ضيدان بن حثلين خالد بن لؤي عبد المحسن الفرم وغيرهم | |||
منطقة العمليات |
السعودية | |||
انشقت عن | قوات الملك عبدالعزيز آل سعود | |||
معارك/حروب | حروب توحيد السعودية،معركة السبلة | |||
النشأة
كانت بداية نشأة حركة الإخوان عام 1911. وكانت الأرطاوية هي أول مستوطنة (هجرة) لإخوان من طاع الله وسكنتها (أنشأتها) بادية قبيلة مطير . وسميت الهجر بذلك لأن سكانها هجروا حياة الغزو والترحال إلى حياة التدين والاستقرار، وكان الإخوان ينظرون إلى الملك عبد العزيز بمنظور الإمام والقائد. وقد تميز الإخوان بزي خاص عن باقي البدو إذ يقومون بلف عصبة بيضاء على الكوفية بدل أن يلبسوا العقال التقليدي.[1] ولقد أدى ظهور حركة الإخوان إلى فوائد للملك عبدالعزيز، في بدايات تأسيس الدولة السعودية الثالثة، منها:[2]
- القضاء، إلى حدّ ما، على العداء، الذي كان يثور بين القبائل البدوية، بين الفينة والأخرى.
- التخفيف من حدّة الولاء القبلي لزعماء القبائل البدوية، لحساب القيادة الدينية، المتمثلة في الحكومة المركزية في نجد.
- تكوين فرق عسكرية ضاربة، تدفعها الحماسة الدينية إلى الفتح والقتال، كانت عوناً للملك عبدالعزيز على السيطرة على الحجاز و حائل و عسير و الجوف و الأحساء، وغيرها من أقاليم شبه الجزيرة العربية.
- تسهيل مهمة الحكومة المركزية في الحفاظ على الأمن.
الهجرات
هجر الإخوان (مفردها هجرة)، هي مستوطنات حضرية أنشأها أمير نجد عبد العزيز آل سعود (مؤسس المملكة العربية السعودية) للبدو الرحل ليستقرو فيها بدلا من حياة البداوة و الترحال في بدايات القرن العشرين، وكان البدو يشكلون نصف سكان بلاد نجد آنذاك، وكان هدف عبد العزيز إخضاع البدو وتحويلهم إلى السلفية الوهابية المقترنة بسلطته. فسميت هجرة لهجرة حياة البادية للتمدن و«ترك الوطن الذي بين الكفار والانتقال إلى دار الإسلام»،[3]:232 فارتبطت الهجر بنشر التعاليم الإسلامية السلفية الوهابية والجهاد في سبيل الله والولاء لإبن سعود.[4] ونشأ فيها الإخوان، جيش ابن سعود الديني القومي.[3] أسست أول هجرة عام 1911 في الأرطاوية ثم تأسست هجرة الغطغط، وفي البدء تم إقناع أمراء القبائل البدوية على بيع إبلهم وتحولو إلى إخوان ويتميزون عن حاضرة نجد بعصابة بيضاء على الشماغ ويشكلون قوة عسكرية لإبن سعود ، تزايدت أعداد هجرة الإخوان في شبه الجزيرة العربية حتى بلغت 200 هجرة كما بلغ عدد من يلبون الجهاد في تلك الهجر عام 1926 نحو 76,500 مقاتل يضاف إلى هذا الرقم ضعفاه (173,000) الضعف الأول هم البدو الذين يرعون المواشي والضعف الثاني حرفيو القرية.[5]
|
|
|
دورهم في تأسيس المملكة العربية السعودية
ساهم الإخوان بشكل مؤثر في تحقيق انتصارات عسكرية لمؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مكنته من الانتصار على إمارة جبل شمر وعلى مملكة الحجاز وعلى دولة الأدارسة في عسير. يقول حافظ وهبة مستشار الملك عبد العزيز:[6] «أصبح الإخوان لا يهابون الموت، بل يندفعون إليه اندفاعا طلبا للشهادة ولقاء الله. وقد شاهدت بعض مواقعهم الحربية، فوجدتهم يقذفون بأنفسهم إلى الموت قذفا، ويتقدمون إلى أعدائهم صفا صفا، ولا يفكر أحدهم في شيء إلا هزيمة العدو وقتله. والإخوان على العموم لا تعرف قلوبهم الرحمة على الاعداء ولا يفلت من تحت أيديهم أحد. فهم رسل الموت أينما رحلوا»
تمرد الإخوان (1929-1930)
بعد انتهاء الحرب الحجازية النجدية (1924-1925) التي قضت على المملكة الحجازية الهاشمية حيث أراد الإخوان شن الغارات على بادية العراق والكويت تحديا لأوامر الملك عبد العزيز بوقف الهجمات حيث إن السلطنة النجدية ملتزمة بمنع الغزو بين قبائل نجد والعراق وفقا لمعاهدة بحرة الموقعة عام 1925. إلا أن الإخوان كانوا ينظرون إلى ما يفعلونه في العراق على أنه جهاد. وفي عام 1926 اجتمع ثلاثة من كبار قادة الإخوان، وهم فيصل بن سلطان الدويش و سلطان بن بجاد و ضيدان بن حثلين، في بلدة الأرطاوية حيث تضامنوا فيما بينهم على نصرة الدين ومواصلة قتال المشركين.[7]
معركة السبلة
تواجه الإخوان بقيادة فيصل بن سلطان الدويش و سلطان بن بجاد ضد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في روضة السبلة شمال شرق مدينة الزلفي في 29 مارس 1929 وانهزم فيها الإخوان وأصيب الدويش في المعركة ونقل إلى الأرطاوية. بعد انهزام الإخوان في معركة السبلة تقدم الملك عبد العزيز بجيشه إلى الأرطاوية وخيّم بالقرب منها وحمل الدويش إليه فتركه وعفى، أما سلطان بن بجاد فقد استجاب إلى دعوة للمصالحة عقدت بينه وبين الملك عبد العزيز في شقراء وعند حضوره تم القبض عليه ثم نقل وسجن في الرياض حيث قضى بقية حياته حتى وفاته.[8]
معركة أم رضمة
قرر فيصل الدويش إرسال ابنه عبد العزيز وهو شاب في 25 من عمره على رأس غزوة إلى بلاد حرب وشمر وعنزة الجنوبية. وسار عبد العزيز في 15 أغسطس على رأس قوة مختارة قوامها 650 شاباً من الهجانة ينتمون إلى مطير والعجمان، ونجح عبد العزيز الدويش في الاستيلاء على قطعان كبيرة من الجمال تعود لشمر والعمارات، واستولت أيضاً على قافلة سعودية تحمل زكاة من حائل قدرها 10,000 ريال. وعاد الغزاة وخلال مرورهم بآبار أم رضمة تواجهوا مع أمير حائل عبد العزيز بن مساعد بن جلوي في وانتهت المعركة بانتصار قوات ابن مساعد ومقتل عبد العزيز الدويش.
الهوامش
- أمين الريحاني، ص.262
- موسوعة مقاتل من الصحراء - الفصل الثالث / ضم الأحساء وعسير نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- تاريخ نجد الحديث وملحقاته - أمين الريحاني
- الهجر ونتائجها في عصر الملك عبد العزيز - موضي بنت منصور بن عبد العزيز آل سعود
- الريحاني، ص.454
- حافظ وهبة، ص.287
- حافظ وهبة، جزيرة العرب في القرن العشرين ص. 295
- كتاب توحيد المملكة العربية السعودية, ترجمة محمد المانع ص 152
المصادر
- أمين الريحاني، تاريخ نجد الحديث، دار الجيل بيروت
- بوابة السعودية
- بوابة الحرب
- بوابة شبه الجزيرة العربية
- بوابة عقد 1910
- بوابة عقد 1920
- بوابة التاريخ