اضطراب العرض الجسدي
اضطراب العرض الجسدي [1] (عُرف سابقًا باسم الاضطراب جسدي الشكل) هو اضطراب نفسي يميز من خلال أعراض جسدية والتي توحي بوجود اعتلال أو إصابة في الجسم، وهي أعراض لا يمكن أن تفسر بشكل كامل من خلال الحالة الطبية العامة أو من خلال تأثير مادة ما، كما أنها غير مرتبطة باضطرابات نفسية أخرى مثل اضطراب الهلع.[2] تكون التحاليل الطبية للمصابين بالاضطراب جسدي الشكل تحاليل عادية وذات قيم طبيعية، ولا تفسر حالة الشخص التي يدعيها، كما ان تاريخ الفحوصات السابقة لا تشير إلى وجود حالة طبية يمكن أن تسبب مثل تلك الأعراض.
اضطراب جسدي الشكل | |
---|---|
فيديو توضيحي | |
معلومات عامة | |
الاختصاص | طب نفسي، وعلم النفس |
من أنواع | اضطراب نفسي، وأعراض مرضية غير مبررة طبيا، وتصنيف:اضطرابات جسدية الشكل، ومرض |
إن المرضى المصابين بهذا الاضطراب عادة ما يصبحون مهمومين بشأن صحتهم وغير قادرين على إيجاد سبب لتلك الأعراض، مما قد يسبب لهم ضائقة. يمكن للانشغال بالأعراض أن يرسم صورة متفاقمة في ذهن المريض حول شدة سوء المرض.[3] عادة ما تبدأ أعراض هذا الاضطراب بالظهور خلال مرحلة المراهقة وعادة ما يكون المرضى المشخصون بهذا الاضطراب دون سن الثلاثين،[4] وهو يحدث في كافة المستويات الاجتماعية وباختلاف الجنس.[4]
التعريف
اضطرابات العرض الجسدي مجموعة من الاضطرابات، تتوافق مع التعريف التالي: أعراض جسدية تُماثل الأعراض المُشاهدَة في الأمراض أو الإصابات الجسدية دون وجود سبب جسدي يمكن التعرف عليه. وبهذا، يكون تشخيص اضطرابات العرض الجسدي تشخيصًا استبعاديًا. تُصنّف اضطرابات العرض الجسدي في أربع فئات طبية رئيسة: الأعراض الجسدية العصبية والقلبية والألم والأعراض الهضمية.[5]
الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية
سُميت اضطرابات العرض الجسدي سابقًا في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي الاضطرابات جسدية الشكل. وشمل ذلك المصطلح الحالات التالية:[6]
- اضطراب التحويل: من اضطرابات العرض الجسدي، ينطوي على الفقدان الفعلي لوظيفة جسدية، من أمثلته العمى والشلل والخدر وتنتج من القلق المفرط.
- اضطراب الجسدنة.
- توهم المرض.
- اضطراب التشوه الجسمي: ينشغل المصاب بصورة جسده، ويتجلى الاضطراب بالقلق المفرط حول شكل الجسم والانشغال بوجود عيب مُتخيل في مظهر الجسم.
- اضطراب الألم.
- اضطراب العرض الجسدي غير المُميز: وهو عرض جسدي واحد غير مبرر لمدة ستة أشهر على الأقل.
في النسخة الأحدث من الدليل الإحصائي والتشخيصي للاضطرابات النفسية الطبعة الخامسة، وضعت اضطرابات العرض الجسدي تحت تسمية اضطرابات العرض الجسدي والاضطرابات المتعلقة به:
- اضطراب العرض الجسدي: تشمل الكثير من الحالات التي كانت تُعرف سابقًا باسم اضطرابات الجسدنة وتوهّم المرض أيضًا.
- الاضطراب المُفتعل: إذا أُحدثت الأذية للذات أو لشخص آخر (يُعرف سابقًا باسم الاضطراب المُفتعَل بالوكالة).
- اضطراب قلق المرض: من اضطرابات العرض الجسدي يتميز بقلق مستمر ومفرط حيال الإصابة بمرض خطير. خضع الاضطراب مؤخرًا للمراجعة وعُدل إلى ثلاث تصنيفات.
- الاضطراب جسدي الشكل غير المحدد بشكل آخر.[7]
من هذه الاضطرابات الحمل الكاذب واحتباس البول النفسي والمرض الجماعي نفسي المنشأ (تسمى أيضًا الهستيريا الجماعية).
اعترفت المراجعة النصية للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية باضطراب الجسدنة باعتباره اضطرابًا نفسيًا، ولكن الطبعة الخامسة من الدليل دمجت اضطراب الجسدنة مع الاضطرابات جسدية الشكل غير المميزة وبهذا أصبح من اضطرابات العرض الجسدي، وهو تشخيص لم يعد يحتاج عددًا محددًا من الأعراض الجسدية. [8]
المراجعة العاشرة للتصنيف الدولي للأمراض
تصنف المراجعة العاشرة للتصنيف الدولي للأمراض، وهي أحدث نسخة من هذا التصنيف، اضطراب التحويل على أنه اضطراب افتراقي. ما زالت المراجعة العاشرة للتصنيف الدولي للأمراض تتضمن متلازمة الجسدنة. [9]
الاضطرابات المقترحة
تتضمن اضطرابات العرض الجسدي الإضافية المقترحة:
- اضطراب الجسدنة المُجْتزأ: على الأقل أربع شكاوى جسدية غير مفسرة عند الرجال وست شكاوى عند النساء.[10]
- الاضطراب جسدي الشكل المتعدد: ثلاث شكاوى جسدية غير مفسرة على الأقل على مقياس تقييم الرعاية الأولي للاضطرابات النفسية وعامين على الأقل من الأعراض النشطة.
اقتُرحت هذه الاضطرابات لأن اضطرابات العرض الجسدي المصنفة إما مقيدة بشدة أو واسعة جدًا. في دراسة أجريت على 119 من مرضى الرعاية الصحية الأولية، وجدت معدلات الانتشار التالية: [11]
- اضطراب الجسدنة: 1%.
- اضطراب الجسدنة المجتزأ: 6%.
- الاضطراب جسدي الشكل المتعدد: 24%.
- الاضطراب جسدي الشكل غير المميز: 69%
التشخيص
كل حالة من الاضطرابات جسدية الشكل لها معايير تشخيص خاصة بها.
جدال
كان الاضطراب الجسدي الشكل تشخيصًا مثيرًا للجدل، لأنه استند عبر التاريخ في المقام الأول على الشروط المنفية - أي عدم وجود تفسير طبي للشكوى الجسدية المقدمة. وبالتالي، يمكن لأي شخص يعاني من مرض غير مفهوم السبب أن يحقق معايير التشخيص لهذه الحالة النفسية، حتى لو لم تظهر عليه أية أعراض نفسية بالمعنى التقليدي لهذه الكلمة. في عام 2013-2014، كان هناك العديد من الحالات التي نُشرت على نطاق واسع، لأفراد تم قبولهم بشكل إلزامي في المصحات النفسية على أساس هذا التشخيص وحده. أثار ذلك المخاوف بشأن عواقب إساءة الاستخدام المحتملة لهذه الفئة التشخيصية.[12][13][14][15]
سوء التشخيص
حسب رأي آلن فرانسيس، رئيس فرقة عمل) دي إس إم-آي في/ DSM-IV)، فإن تشخيص الاضطراب الجسدي الشكل الموجود في الإصدار (دي إس إم-5) يجلب معه خطر الإدراج الخاطئ لنسبة كبيرة من السكان تحت اسم المرض النفسي. «قد يُصنف ملايين الأشخاص بطريقة غير صحيحة، ويقع العبء على عاتق النساء أكثر من الباقي، لأنهن أكثر عرضةً للرفض بوصفهن بأنهن ( كارثيات )عندما يشتكين من أعراض جسدية».[13]
العلاج
العلاج النفسي، وتحديدًا العلاج السلوكي المعرفي، هو العلاج الأكثر استخدامًا في اضطرابات العرض الجسدي. في 2016، أظهرت دراسة معشاة على مدى 12 أسبوعًا تحسنًا كبيرًا ثابتًا في مقاييس القلق الصحي عند اتباع العلاج السلوكي المعرفي مقارنةً بمجموعة المراقبة.[16]
يساعد العلاج السلوكي المعرفي من خلال:[17]
- التدريب على خفض التوتر.
- التدريب على التأقلم مع الأعراض الجسدية.
- التدريب على التعامل مع الاكتئاب والمشاكل النفسية الأخرى.
- تحسين نمط الحياة.
- إنقاص الانشغال بالأعراض الجسدية.
أظهر العلاج النفسي الديناميكي الشخصي المختصر عند المصابين بالاضطراب جسدي الشكل المتعدد فعاليته على المدى الطويل في تحسين جودة الحياة عند الأشخاص الذين يعانون من أعراض غير مفسرة طبيًا وصعبة المعالجة والمتعددة.[18]
استُخدمت مضادات الاكتئاب أيضًا في علاج أعراض الاكتئاب والقلق الشائعة بين المصابين باضطراب العرض الجسدي. لا تعالج هذه الأدوية العرض الجسدي بل تُرافق العلاج السلوكي المعرفي.
انظر أيضاً
المراجع
- ترجمة somatoform disorder حسب معجم مصطلحات الطب النفسي، مركز تعريب العلوم الصحية نسخة محفوظة 22 يناير 2018 على موقع واي باك مشين. وحسب المعجم الطبي الموحد نسخة محفوظة 12 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
- American Psychiatric Association. Task Force on DSM-IV (2000)، Diagnostic and statistical manual of mental disorders: DSM-IV-TR، American Psychiatric Pub، ص. 485، ISBN 978-0-89042-025-6.
- Oyama O, Paltoo C, Greengold J (نوفمبر 2007)، "Somatoform disorders"، American Family Physician، 76 (9): 1333–8، PMID 18019877، مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2019.
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link) - LaFrance WC (يوليو 2009)، "Somatoform disorders"، Seminars in Neurology، 29 (3): 234–46، doi:10.1055/s-0029-1223875، PMID 19551600.
- Williams, Sara E.؛ Zahka, Nicole E. (2017)، Treating Somatic Symptoms in Children and Adolescents (Guilford Child and Adolescent Practitioner Series)، 370 Seventh Avenue, Suite 1200, New York, NY 10001: The Guilford Press، ص. 18–21، ISBN 9781462529520، LCCN 2016049135.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة CS1: location (link) - American Psychiatric Association. Task Force on DSM-IV (2000)، Diagnostic and statistical manual of mental disorders: DSM-IV-TR، American Psychiatric Pub، ص. 485، ISBN 978-0-89042-025-6.
- Hales, Robert E؛ Yudofsky, Stuart C (2004)، Essentials of Clinical Psychiatry، American Psychiatric Pub.، ص. 444، ISBN 9781585620333، مؤرشف من الأصل في 14 فبراير 2020،
Somatoform disorder Not otherwise specified.
- "Highlights of Changes from DSM-IV-TR to DSM-5"، الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين، 17 مايو 2013، مؤرشف (PDF) من الأصل في 17 سبتمبر 2013، اطلع عليه بتاريخ 6 سبتمبر 2013.
- "ICD-10 Version:2015"، مؤرشف من الأصل في 02 نوفمبر 2015، اطلع عليه بتاريخ 23 مايو 2015.
- Escobar JI, Rubio-Stipec M, Canino G, Karno M (1989)، "Somatic symptom index (SSI): a new and abridged somatization construct. Prevalence and epidemiological correlates in two large community samples"، J. Nerv. Ment. Dis.، 177 (3): 140–6، doi:10.1097/00005053-198903000-00003، PMID 2918297.
- Lynch DJ, McGrady A, Nagel R, Zsembik C (1999)، "Somatization in Family Practice: Comparing 5 Methods of Classification"، Primary Care Companion to the Journal of Clinical Psychiatry، 1 (3): 85–89، doi:10.4088/PCC.v01n0305، PMC 181067، PMID 15014690.
- Morrison, J. (2014). DSM-5® made easy: The clinician's guide to diagnosis. New York: Guildford Press.
- Frances A (2013)، "The new somatic symptom disorder in DSM-5 risks mislabeling many people as mentally ill"، BMJ، 346: f1580، doi:10.1136/bmj.f1580، PMID 23511949.
- Ablow, K. (2014, June 17). Justina Pelletier's legal nightmare should frighten all parents. FoxNews. Retrieved from www.foxnews.com/opinion/2014/06/17/justina-pelletier-legal-nightmare-should-frighten-all-parents/, July 2, 2015
- Sparre, S. (2013, October 27). Patienter føler sig overset af læger. TV2 Denmark. Retrieved from "Archived copy"، مؤرشف من الأصل في 10 سبتمبر 2015، اطلع عليه بتاريخ 06 يوليو 2015.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة CS1: الأرشيف كعنوان (link), July 2, 2015. (translation: Patients feel neglected by doctors). - Hedman, Erik؛ Axelsson, Erland؛ Andersson, Erik؛ Lekander, Mats؛ Ljótsson, Brjánn (01 نوفمبر 2016)، "Exposure-based cognitive-behavioural therapy via the internet and as bibliotherapy for somatic symptom disorder and illness anxiety disorder: randomised controlled trial"، The British Journal of Psychiatry، 209 (5): 407–413، doi:10.1192/bjp.bp.116.181396، ISSN 1472-1465، PMID 27491531.
- "Somatic symptom disorder Treatments and drugs - Mayo Clinic"، Mayo Clinic (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 19 أبريل 2017، اطلع عليه بتاريخ 19 أبريل 2017.
- Sattel H, Lahmann C, Gundel H, Guthrie E, Kruse J, Noll-Hussong M, Ohmann C, Ronel J, Sack M, Sauer N, Schneider G, Henningsen P. Brief psychodynamic interpersonal psychotherapy for patients with multisomatoform disorder: randomised controlled trial. The British Journal of Psychiatry. 2012;200(1):60-7.
- بوابة طب
- بوابة علم النفس