الإدارة البهائية

تتم إدارة المجتمع البهائي وفقًا للمبادئ العامة التي أعلنها بهاءالله، من خلال المؤسسات التي أنشأها، ومن ثم وضحها ووسعها عبد البهاء. على المستوى المحلي، يتم ذلك بانتخاب محفلٍ روحانيٍ محليٍ. وتستثني العملية الانتخابية الجماعات الحزبية والترشيحات للانتخابات والدعاية للمناصب. وللمحفل الروحاني المحلي سلطةٌ على جميع الشؤون المحلية للمجتمع البهائي. وأما على الصعيد الوطني، ينتخب البهائيون في كل عامٍ مندوبين للمشاركة في مؤتمرٍ مركزيٍ يُنتخب فيه أعضاء المحفل الروحاني المرکزي، والذي هو المسؤول عن إدارة شؤون البهائيين في جميع أنحاء البلاد. تُشكّل جميع المحافل الروحانية المرکزية في العالم بشكلٍ دوريٍ مؤتمرًا دوليًا يتم فيه انتخاب الهيئة العليا المشرفة على شؤون البهائيين في العالم والتي تُعرف باسم بيت العدل الأعظم. تطبق هذه الهيئة القوانين التي أصدرها بهاء الله، وتشرّع في الأمور التي لم تتناولها النصوص المقدسة.[1]

النظام الإداري

يعتبر بيت العدل الأعظم هو الهيئة الرئيسية العليا في النظام الإداري البهائي. ويندرج تحت تعاليمه الهيئات المنتخبة التي تُعرف بالمحافل الروحانية المحلية والمحافل الروحانية المركزية والتي تعمل على رعاية أمور الجامعات البهائية، كلٌ حسب مستواه، حيث تباشر سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية. وهناك مؤسسةٌ تتشكل من أفرادٍ ذوي كفاءاتٍ عاليةٍ (مؤسسة المشاورين) يتم تعيينهم للعمل بهديٍ من توجيهات بيت العدل الأعظم أيضًا، وذلك في مسعىً لممارسة التأثير الإيجابي على حياة الجامعة البهائية من القاعدة وصولًا إلى المستوى العالمي. إن أعضاء هذه المؤسسة يواظبون على تشجيع العمل البنّاء، واحتضان المبادرات الفردية، وتعزيز التعلّم في الجامعة البهائية ككل، بالإضافة إلى تقديم المشورة للمحافل الروحانية.

يؤدي كلٌ من المشاورون والمحافل الروحانية أدوارهم، كلٌ في مجال تخصصه، من حيث الصيانة والتجديد والترويج للبهائية في العالم. إن التفاعلات المنسجمة فيما بين المشاورين والمحافل الروحانية تضمن التشجيع لأعضاء الجامعة البهائية في جميع أنحاء العالم بصورةٍ مستمرةٍ. فهم يعملون معًا على تحفيز وتعزيز الجهود الفردية والجماعية من أجل المساهمة في رفاه المجتمع وإسعاده.

لا تُفهم المؤسسات البهائية في مغزاها على أنها وسيلةٌ لإدارة الجوانب الداخلية من حياة الجامعة البهائية، وإن كان ذلك مهمًا، ولكن المطلوب من النظم الإداري البهائي في المقام الأول أن يخدم كقناةٍ لتدفق روح الديانة من خلاله، حتى يجسّد خلال أدائه لعمله؛ تلك العلاقات التي من شأنها أن تربط أواصر المجتمع بعضها ببعض، وتعززه وتحميه، بينما تتقدم الإنسانية في مسيرتها نحو مرحلة النضج الجماعي.

ومن مسؤوليات بيت العدل الأعظم حفظ وحدة العالم البهائي، ورسم الخطط لتوطيد دعائمه، ونمو الجامعة البهائية العالمية، ونضوج هيئاتها الإدارية، ونشر تعاليم الدين البهائي في العالم، والتأثير إيجابيًا فيما يعود بالخير والمنفعة العامة على الناس كافةً. ويدعو بهاءالله بيت العدل الأعظم لكي يسعى لإحلال السلام الدائم بين أمم العالم ودُوَله، وتربية العباد، وازدهار الحضارة الإنسانية. ويقوم بيت العدل الأعظم بتنظيم حملاتٍ وتنفيذ مبادراتٍ مختلفةٍ للدعوة للسلام العالمي، وتطوير المشاريع التي تدعم التعليم، وحقوق الإنسان، و تحسين أوضاع المرأة، ومشاريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وبالإضافة إلى سلطته التشريعية والإدارية، يقوم بيت العدل الأعظم بإدارة الشؤون العالمية للجالية البهائية والتنسيق بينها. ويكفل بيت العدل الأعظم تقيُّد الجامعة البهائية في كل أنحاء العالم بالشرائع والأحكام التي جاء بها بهاء الله، ومن ضمنها احترام قوانين الدول والحكومات التي يعيشون في ظلّها سواء كانوا يشكّلون أغلبية أو أقلية سكانيّة في تلك الدول.

يُجرى انتخاب أعضاء بيت العدل الأعظم التسعة كل خمسة سنواتٍ في اجتماعٍ يشارك فيه أعضاء المحافل الروحانية المركزية (الدولية) من كل أنحاء العالم، ويجري الاقتراع بدون ترشيحٍ أو حملاتٍ دعاية. ويمكن اختيار أي فردٍ من بين الرجال البهائيين بالعالم، بغض النظر عن العرق، أو الجنسية، أو الحالة الاجتماعية والاقتصادية للفرد المنتخب. ولقد اشترك في مؤتمرٍ انتخابيٍ عُقد في عام 2003م الناخبون الوكلاء الذين مثّلوا أكثر من مئة وثمانٍ وسبعين جامعةً من الجامعات البهائية. ويعتبر البهائيون بيت العدل الأعظم المرجع الأعلى لجميع المؤسسات والأفراد البهائيين في العالم إداريًا وروحيًا.

ولقد تم إنشاء بيت العدل الأعظم في الموقع الذي عيّنه بهاء الله في «لوح الكرمل» على سفح جبل الكرمل، في مدينة حيفا بالأراضي المقدسة. وصار هذا الموقع، حسب إرشادات بهاء الله، مقراً لبيت العدل الأعظم، ومركزاً للدين البهائي.

المؤسسات الإدارية المحلية والمركزية

لا يوجد رجال دينٍ في النظام الإداري البهائي، وتقع مسؤولية إدارة شؤون الجامعة البهائية على عاتق الأفراد، مما يؤدي إلى مشاركة الأفراد الفعلية على المستوى المحلي (المدينة أو القرية) والمركزي (الدولة)، و العالمي. وفيما يلي موجزًا عن المحافل المحلية والمركزية وصلاحياتها.

المحافل الروحانيّة المحلـّيــّة

على النّطاق المحلّي، أمر بهاءالله بإقامة محفلٍ روحانيٍ محلّيٍ في كل مدينةٍ أو قريةٍ يكون فيها عدد البهائيّين الذين أتموا سن الحادية والعشرين تسعة فأكثر. ويتكــوّن المحفل من تسعة أعضاء، يُنتخبون من بين رجال ونساء المجتمع البهائي المحلي. ومن مسئوليات أعضاء المحافل الرّوحانيّة المحليّة التشاور في مصالح الجامعة لوجه الله وكأنهم يتشاورون في مصالحهم الخاصة، ويُفضّل اتخاذ القرارات بالإجماع بعد إجراء المشورة السليمة وإلاّ فبالأكثرية. ولان أعضاء هذه المحافل من الأشخاص الذين يقيمون في نفس المناطق والذين تم انتخابهم حسب إرادة الجامعة المحلية، فهم على علمٍ باحتياجات مجتمعهم المحلي ومؤهلون لإدارة شؤونه. ويحث البهائيون على إتباع قرارات المحافل المحلية بطاعةٍ قلبيةٍ خالصةٍ، ولكن للأفراد، عند الضرورة، حق عرض وجهة نظرهم على المحافل المحلية على أن يتم ذلك بكل احترامٍ للهيئة الإدارية المنتخبة. ويتم انتخاب المحافل المحلية في 21 إبريل من كل عامٍ.

تكوّن المحافل الرّوحانيّة المحلّية الوحدة الأساسيّة لنظام بهاء الله العالمي، وتهتم بالأفراد والعائلات البهائية، وتشجعهم على إقامة مجتمعٍ بهائيٍ قائمٍ على الأوامر والتعاليم والمبادئ التي أعلنها بهاءالله، وتقديم الخدمات الإدارية للجامعة البهائية المحلية. وتقع عليها أيضًا مسؤولية تجديد قواعد الأخلاق وبعث حياة اجتماعية تتسم بالانسجام والتفاهم بين الناس، والعمل على خدمة مصالح المناطق والأقاليم والأمم التي تنتمي إليها تلك الجامعات. فبالإضافة للعمل على دعم وتيسير الشؤون الإدارية للجامعة البهائية المحلية، فان على المحافل المحلية المشاركة الفعالة ودعم المشاريع المحلية التي قد تساعد على خلق روح الإخاء والتعاون بين أفراد المجتمع المحلي، وتشجيع أفراد الجامعة على المشاركة بالنشاطات الاجتماعية والخيرية والبيئية، والساهمة في نشر مبدأ وحدة العالم الإنساني. وعليها أيضًا أن تحترم قوانين الحكومات التابعة لها وتتقيّد بها، بدون أن يكون لها، حسب المبادئ البهائية، أية مشاركةٍ أو تمثيلٍ سياسيٍ على النطاق المحلي أو الدولي.

المحافل الروحانيّة المركزيّة

بالإضافة إلى المحافل المحلية التي تعتبر لبنة الأساس في النظام الإداري البهائي يوجد في كل قُطرٍ محفلاً روحانيًا مركزيًا يتألف من تسعة أعضاء. ويتم انتخاب أعضاء المحافل المركزية من قِبل وكلاء عن المجتمعات البهائيّة المحلية، وينتخب الأعضاء من بين البهائيّين، رجالاً ونساءً، الذين أتموا سن الحادية والعشرين والمقيمين بالقُطر. ويتم انتخاب المحافل الروحانية والمركزية مرةً كل عامٍ خلال اجتماعات تُعقد عادةً في نهايات شهر أبريل.

ويشرف المحفل الروحاني المركزي على إدارة شؤون البهائيّين في تلك الدولة بما في ذلك المحافل الرّوحانيّة المحليّة في المدن والقرى المختلفة. وكما هو الأمر فيما يتعلق بالمحافل الروحانية المحلية، فانه لا يسمح بالترشيح للانتخابات ولا القيام بالدعايات الانتخابية من قِبل أعضاء الجامعة أو غيرهم. تتم الانتخابات عن طريق الإدلاء بالرأي بالاقتراع السرّي، وتخضع المحافل الروحانية المركزية في جميع أنحاء العالم لدستورٍ يوضح سلطاتها وواجباتها وكيفية الإشراف على جميع الأنشطة والشؤون البهائية في البلد الذي تتواجد فيه. والمحفل المركزي هو الهيئة التي تمثل شؤون البهائيين العامة في تلك الدولة، وخاصةً فيما يتعلق بعلاقة الجامعة الرسمية مع المؤسسات الرسمية لتلك الدولة، وذلك مع الحفاظ على مبدأ عدم التدخل في الأمور الحزبية والسياسية.

تاريخ الإدارة البهائية

أثناء حياة بهاء الله

كتب بهاء الله خلال الأربعين سنةً التي أعلن فيها دعوته، والتي قضى معظمها في الحبس والنفي، العدد الوفير من الكتب والرسائل باللغتين العربية والفارسية، ومن أهم كتبه: الكتاب الأقدس الذي دوّن فيه أحكام الدين البهائي، وكتاب الإيقان، وكتاب الوديان السبعة، وكتاب الكلمات المكنونة، وغيرها. وخلال إقامته في أدرنة (تركيا) سنة 1866، وكذلك بعدها خلال سجنه في قلعة عكا سنة 1868، أرسل بهاءالله عدة الرسائل المعنونة إلى ملوك وسلاطين ذلك العصر ولبابا الكنيسة الكاثوليكية ، أعلن لهم فيها عن دعوته، ودعاهم فيها إلى نبذ الخلافات وإلى العمل من أجل وحدة العالم ومن أجل السلام العام. وكان من ضمن هؤلاء، السلطان عبد العزيز سلطان الإمبراطورية العثمانية، وناصر الدين شاه أمبراطور إيران، ونابليون الثالث، رئيس فرنسا، والملكة فكتوريا ملكة بريطانيا، وملك النمسا وقيصر روسيا وغيرهم.

قضي بهاء الله آخر سنوات حياته في بيتٍ واسعٍ في إحدى ضواحي مدينة عكا واستمر في كتاباته التي تعتبر المصدر الأول للتشريع والروحانيات والنظام الإداري البهائي.

أثناء دورة عبد البهاء

لقد صرّح بهاء الله بصورةٍ رسميةٍ وصريحةٍ في وصيته «كتابُ عهدي» الذي كتبه بخط يده، وكذلك ذكر بصورةٍ واضحةٍ في «الكتاب الأقدس» خلافة ابنه الأكبر عبد البهاء له، وطلب من البهائيين أن يتبعوه بعد وفاته.[2] وقد سبق له أن أشار بصورةٍ واضحةٍ إلى عبد البهاء أيضًا في كتاباتٍ أخرى، مثل «سورة الغصن» التي كتبها أثناء نفيه في أدرنة، و «لوح أرض الباء» الذي كتبه في سجن عكا، ولقد منح عبد البهاء الحق الحصري في شرح كتاباته وتعاليمه وأحكامه، وتوضيح مسائل الغموض والاختلاف الواردة للبهائيين لعبد البهاء. وتنصّ هذه الوثائق أيضًا صراحةً على وجوب الاعتراف بعبد البهاء كنموذجٍ كاملٍ يعكس التعاليم والحياة البهائية والمثل الأعلى لتطبيق تعاليم بهاء الله.[3] يُعرف عبد البهاء في الديانة البهائية بـ «مركز العهد والميثاق». وبعد وفاة بهاء الله قاد الجامعة البهائية مرت فترةٍ صعبةٍ وحساسةٍ للغاية. غالبًا ما تتعرض الحركات الدينية للتحدي بعد وفاة الرسول ومؤسس الدين، وتواجه خطر الانفصال والانحراف عن تعاليمها الأساسية. في هذا الصدد، استطاع عبد البهاء، رغم التهديدات الخطيرة والصعوبات التي واجهها، أن يحافظ على وحدة هذا الدين ومبادئه الأساسية، ويمنع الانقسامات والانشقاقات العقائدية والطائفية داخله.[4]

قام عبد البهاء بإرساء قواعد الوحدة والاتحاد بين البهائيين وحماهم من الإنقسام والإنشقاق وشجعهم على تطوير قدراتهم لخدمة الإنسانية. وكرّس فترة ولايته لتعزيز وترويج المثل العليا للسلام والوحدة والاتحاد بين جموع الناس في كل مكانٍ،[5] وعمل على تشجيع تأسيس المؤسسات البهائية المحلية، فشهدت فترة ولايته نمو الدين البهائي من مجتمعاتٍ دينيةٍ صغيرةٍ محدودةٍ في مناطق قليلة في آسيا وأفريقيا، إلى مجتمعاتٍ حيويةٍ تسعى لتعزيز المثل العليا للوحدة الإنسانية في خمس قاراتٍ، محافظًا على وحدتها. وحاول جاهدًا تعزيز تلك المجتمعات البهائية في تلك المناطق بزيارتهم ومراسلتهم، والتقى بالعديد من الشخصيات البارزة في تلك المناطق، وألقى العديد من الخطب في مجامع ومؤسسات وجامعات علمية ومنابر دينية متعددة تدعو للوحدة والتآخي والسلام.[6][5]

أثناء دورة شوقي أفندي

انتقلت مسؤولية قيادة الجامعة البهائية عالميًا وجواز شرح وتوضيح كتابات وآثار بهاء الله بعد وفاة عبد البهاء إلى حفيده الأكبر شوقي أفندي، بحسب وصية عبد البهاء الخطية في «ألواح الوصايا.» ويؤكّد عبد البهاء أيضًا في هذه الوثيقة، على تشكيل بيت العدل الأعظم مستقبلًا، والذي تم ذكره كأعلى هيئةٍ تشريعيةٍ في كتابات بهاء الله. كما يوضّح عبد البهاء كيف يتم انتخاب هذه الهيئة الروحانيّة والإداريّة العليا من قبل المحافل المركزية. ويذكر شوقي أفندي بأن ألواح الوصايا تعتبر وثيقةً لتشكيل النظام الإداري البهائي.[7]

وبعد وفاة عبد البهاء، شرح شوقي أفندي العديد من التفاصيل المتعلقة بهذا النظام الإداري والتي تم تنفيدها بعد وفاته.[8] تولى شوقي أفندي رباني شؤون الجامعة البهائيّة عام 1921م. وقد كرس شوقي أفندي طاقاته منذ مستهل ولايته، لتطوير النظام الإداري.

قام شوقي أفندي بولاية شوؤن الأمر البهائي وكان من أهم مسئولياته حماية الدين البهائي والدفاع عنه والمحافظة على الوحدة بين صفوفه. بالإضافة إلى ذلك، كتب شوقي أفندي العديد من الكتب والمقالات منها كتاب بعنوان «القرن البديع» الذي تُرجم للغة العربية. كما قام بترجمة العديد من الكتابات البهائية إلى اللغة الإنجليزية، وترجم كذلك تاريخ الدين البهائي الذي دوّن في كتاب «تاريخ النبيل»، وهو من أهم الكتب التي تسرد تفاصيل تاريخ الدين البهائي ونشأته، في كتابٍ سمي بـ «مطالع الأنوار».

وقام شوقي أفندي بوضع والإشراف على تنفيذ الخطط لنشر الدين البهائي في العالم، واستمر في تنمية الممتلكات البهائية وتجميل الأبنية والحدائق في المركز البهائي العالمي في مدينة حيفا وعكا. وأشرف بنفسه على تشييد البناء الخارحي القائم فوق مرقد الباب الذي كان قد بنى القسم الداخلي منه جده عبد البهاء.

بعد شوقي أفندي

بعد وفاة شوقي أفندي في سنة 1957م، دون أن يترك وصيةً أو نجلاً، تَبينَ للبهائيين استحالة تعيين من يخلفه في ولاية الأمر، فانتقلت إدارة الشؤون البهائية إلى الإدارة البهائية العالمية المتمثلة في بيت العدل الأعظم. قام البهائيون بالحفاظ على الميثاق الذي شرعه بهاء الله بنظامه الإداري والذي طور مفاهيمه عبد البهاء وكذلك من بعده شوقي أفندي. وعلى هذه الأسس تم أنشاء النظم الإداري البهائي. وفي التصريح التالي، يقدم شوقي أفندي وصفًا للميزة التي تتمتع بها المؤسسات البهائيّة:

«عندما أنظر إلى المستقبل الآن، تملأني الآمال في أنْ أرى البهائيين في كلّ زمان ومكان، ومن كلّ الاجناس والألوان شخصياتٍ وافكاراً، يلتفّون طوعاً بالسرور والحبور حول مراكز نشاطاتهم المحليّة وخاصة المركزيّة منها. فيعملون على دعم مصالحها وخِدْمتها بتمام الاتحاد والرضا، وكامل التفاهم وخالص الحماس دون ان تَفتُر لهم عزيمة. إنَّ هذا وَحْده حقاً هو غاية الرجاء والسعادة في حياتي، فهو مصدر النّعم والبركات كلها التي سوف تفيض في المستقبل، بالإضافة إلى كونه الأساس العريض الذي يعتمد عليه في نهاية الأمر أمن الصرح الإلهي وسلامته[9]»

حاليًا، يُعد بيت العدل الأعظم  الهيئة الرئيسية العليا في النظام الإداري البهائي. حيث يندرج تحت إرشاداته الهيئات المنتخبة والتي تتمثل في المحافل الروحانية المحلية والمحافل الروحانية المركزية، وتعمل على رعاية أمور الجامعات البهائية، حيث تباشر سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية. وذلك بالإضافة إلى (مؤسسة المشاورين) حيث يتم تعيينهم للعمل حسب توجيهات بيت العدل الأعظم أيضًا، وذلك في مسعىً لممارسة التأثير الإيجابي على حياة الجامعة البهائية من القاعدة وصولًا إلى المستوى العالمي. إن أعضاء هذه المؤسسة يواظبون على تشجيع العمل البنّاء، واحتضان المبادرات الفردية، وتعزيز التعلّم في الجامعة البهائية ككل، بالإضافة إلى تقديم المشورة للمحافل الروحانية.

وطبقاً للنص الواضح من قبل كلّ من بهاء الله وعبد البهاء، فإنَّ لتشريعات بيت العدل الأعظم لدى البهائيين السلطة ذاتها التي تتمتع بها النصوص المقدسة. والفارق هنا، أنَّ بيت العدل الأعظم يحقّ له تغيير أو نسخ أيٍّ من تشريعاته هو حسب تطور الجامعة البهائية أو حسب ما يستجدّ من الظروف، ولكنه لا يملك الحق في تغيير أو نسخ أيٍّ من الأحكام والشرائع التي أنزلها بهاء الله. ومع أن بيت العدل الأعظم يعتبر من قبل البهائيين هيئةً معصومةً ومؤيدةً من قبل الله، أُذِن لها بالتّشريع فيما ليس مذكورًا في كتب بهاء الله وألواحه أو في كتابات عبد البهاء، فإنه ليس لـ أعضاء بيت العدل الأعظم كأفرادٍ أية صلاحياتٍ خاصةً أو رتبةً دينيةً.

روابط خارجية

مصادر

  1. "Baha'i Faith | History, Practices, & Facts"، Encyclopedia Britannica (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 18 يونيو 2021، اطلع عليه بتاريخ 08 أغسطس 2021.
  2. Smith, Peter (2002) A Concise Encyclopedia of the Baha'i Faith, (One World, Oxford) p. 44.
  3. Taherzadeh, Adib (1976).The Revelation of Bahaullah (English). G. Ronald. p. 240.
  4. Smith, Peter (2008). An Introduction to the Baha'i Faith. Cambridge; New York: Cambridge University Press. p. 46. ISBN 978-0-521-86251-6.
  5. سهيل بشروئي؛ مردادمسعودي (2012)، تراثنا الروحي (باللغة عربي)، بيروت، لبنان: دار الساقي، الطبعة الأولى، ص 556.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة CS1: لغة غير مدعومة (link)
  6. سهيل بشروئي (2010)، عباس أفندي (باللغة عربي)، بيروت، لبنان: منشورات الجمل، الطبعة الأولى، ص 11.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة CS1: لغة غير مدعومة (link)
  7. Smith, Peter (2008). An Introduction to the Baha'i Faith. Cambridge University Press. ISBN 0-521-86251-5. p. 70.
  8. Smith, Peter (2000). A Concise Encyclopedia of the Bahá'í Faith. Oxford, UK: Oneworld Publications. pp. 175–177.
  9. Shoghi Effendi, Baha’i Administration, Baha’i Publishing Trust, Wilmette, 1968. p.67
  • بوابة البهائية
  • بوابة الأديان
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.