البهائية
البهائية هي إحدى الديانات التوحيدية المستمدة من الفكر الباطني من المذهب الشيعي الشيخي، وتتمثل عقيدتها الأساسية على وحدة الوجود مؤكدا هذا في مبدأها الأساسي القائم على الشمولية ممثلاً في الوحدة الروحية للجنس البشري.[2]
| ||||
---|---|---|---|---|
النجمة التساعية: أحد أبرز رموز الديانة البهائية. | ||||
الدين | البهائية | |||
العائلة الدينية | ديانات توحيدية. | |||
المؤسس | حسين علي النوري. | |||
تاريخ الظهور | سنة 1863م | |||
مَنشأ | إيران. | |||
الأصل | البابية | |||
الفروع | البهائية العباسية - البهائية الموحدية - البهائية الأرثوذكسية | |||
الأماكن المقدسة | ضريح الباب، ضريح بهاء الله | |||
العقائد الدينية القريبة | البابية، الأزلية، الإسلام | |||
عدد المعتنقين | أكثر من 7 ملايين.[1] | |||
الامتداد | الهند- الولايات المتحدة- إيران- فيتنام- كينيا،... وفي معظم دول العالم بنسب متفاوتة. | |||
تأسست الديانة البهائية في القرن الثالث عشر الهجري/التاسع عشر الميلادي في إيران على يد حسين علي نوري الملقب ب«بهاءالله» والذي استمد عقيدته من الديانة البابية التي أسسها علي محمد رضا الشيرازي الملقب ب«الباب»، ونتيجةً لذلك فان هناك ارتباطٌ تاريخيٌ بين البهائية والبابية.
خلال فترة اعتناق بهاء الله للبابية وبعد تأسيسه العقيدة البهائية؛ تم سجنه ونفيه عدة مرات من بلاد فارس إلى الإمبراطورية العثمانية حتى وصل في أواخر حياته إلى عكا التي مات فيها في بيته المسمى «قصر البهجة» الذي دفن فيه وأصبح اليوم قبلة البهائيين في صلاتهم، حيث كان لا يزال سجينًا بشكلٍ رسميٍ. بعد وفاة بهاء الله تولى ابنه عبد البهاء عباس، ولاية أمر الدين البهائي، وقد صاحب ذلك صراع طويل بينه وبين أخيه غير الشقيق ميرزا محمد علي على السلطة الدينية أدى إلى انقسام أفراد أسرة بهاء الله وكذلك انقسام عموم البهائيين إلى طائفتين (البهائيون العباسيون أتباع عباس عبد البهاء، والبهائيون الموحدون أتباع ميرزا محمد علي). [3][4]
بعد ذلك انتشر الدين البهائي على يد عبد البهاء عباس، وانطلق من جذوره الفارسية والعثمانية، واكتسب موطئ قدمٍ في أوروبا وأمريكا، وتوحد معتنقوها في إيران، حيث يعاني أتباعها هناك من الاضطهاد نوعا ما.[5] بعد وفاة عبد البهاء عباس، انتقلت مسؤولية إدارة وهداية الجامعة البهائية إلى شوقي أفندي، حفيد عبد البهاء، حسب وصية عبد البهاء في كتابه «ألواح الوصايا».[6] وبعد وفاة شوقي أفندي، دخلت إدارة الجامعة البهائية مرحلةً جديدةً، وتطورت من فردٍ واحدٍ إلى منظومةٍ إداريةٍ تحتوي على هيئاتٍ منتخبةٍ وأفرادٍ يتم تعيينهم.[7] ويوجد اليوم أكثر من سبعة ملايين معتنقٍ للديانة البهائية في العالم، يتوزعون في أكثر من 200 بلدًا وإقليمًا بنسبٍ متفاوتةٍ.[8][9][note 1]
في الدين البهائي، يعتبر أن التاريخ الديني قد تكشّف من خلال سلسلةٍ من الرسل الإلهيين، كل واحدٍ منهم أنشأ الدين الذي كان مناسبًا لاحتياجات الوقت، وقدرة الشعب. وشملت قائمة هؤلاء الرسل رسل الأديان الإبراهيمية، موسى، وعيسى، ومحمد، فضلًا عن الرسل من الديانات الهندية مثل كريشنا، وبوذا، وغيرهم. يعتقد البهائيون أن أحدث الرسل هما الباب وبهاء الله. في العقيدة البهائية، كل الرسل المتتابعة تنبأوا بالرسول الذي يليه، وظهور بهاء الله حسب المعتقد البهائي هو الظهور الكامل للإله حيث أن المفهوم البهائي عن الله مزج بين المفهوم الإسلامي والمسيحي فهناك نصوص لبهاءالله تصفه بكونه بمثابة «الرسل والأنبياء» ونصوص أخرى تصفه بحلول الروح الإلهية فيه، وبحسب تفسيرات البهائيين يتم وصف بهاءالله بكونه «التجسد الكامل لأسماء الله وصفاته».[10]
يؤمن البهائيون بالكتب السماوية السابقة. وبحسب تفسيرات البهائيين فإن ماتم فهمه عن الإنسانية هي أنها في عملية تطورٍ جماعيٍ مستمرٍ، والحاجة في الوقت الحالي هي الإنشاء التدريجي للسلام والعدالة والوحدة على نطاقٍ عالميٍ.[11]
وترتكز الديانة البهائية على ثلاثة أعمدة تشكّل أساس تعاليم هذه الديانة: وحدانية الله؛ أن هناك إله واحد فقط وهو الله الذي هو مصدر كل الخلق، بحسب المفهومين (الإسلامي والمسيحي) حيث يعتقد البهائيون أيضًا بأن بهاءالله هو المظهر الكامل للإله على الأرض، وحدة الدين؛ أن جميع الديانات الكبرى لديها نفس المصدر الروحي، وتأتي من نفس الخالق، ووحدة الإنسانية؛ أن جميع البشر قد خلقوا متساوين، إلى جانب الوحدة في التنوع، حيث يتم النظر إلى التنوع العرقي والثقافي كونه جديرٌ بالتقدير والقبول.[12]
وفقًا لتعاليم الدين البهائي، فإن الغرض من حياة الإنسان هو أن تتعلم كيفية معرفة ومحبة الله من خلال وسائل مثل الصلاة وممارسة التأمل الباطني وخدمة الإنسانية.
أصل التسمية
يتم استخدام كلمة البهائية إما كصفةٍ للإشارة إلى العقيدة البهائية، أو كمصطلحٍ لأتباع بهاء الله. الكلمة ليست اسمًا يعني الدين ككل.[13] الكلمة مستمدةٌ من لفظ البهاء بالعربية، وتعني«المجد» أو «الروعة»[14] أو الإشراق والجمال -حسب معجم الغني-.[15]
التاريخ والنشأة
تعود جذور البهائية إلى البابية، والتي نشأت في إيران، أثناء حكم السلطنة القاجارية الفارسية آنذاك، في منتصف القرن التاسع عشر (سنة 1260هـ/ 1844م). أما البهائية نفسها فأسسها حسين علي النوري المعروف بلقب بهاء الله، وأعلن عن دعوته في حديقة النجيبية (المعروفة بحديقة الرضوان لدى البهائيين) بنواحي بغداد في أبريل 1863م، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
بعد ما يزيد عن عقدٍ من الزمان بعد إعدام الباب رميًا بالرصاص، أصبح بعض أتباعه يؤمنون ببهاءالله الذي يعد واحد ممن أدعوا صفة «من يُظهره الله» بجانب ٢٣ آخرون من أتباع البابية إضافة إلى الأخ غير الشقيق لبهاءالله الميرزا يحيى صبح أزل والذي قد عينه الباب لخلافة أمر البابية من بعده وأصبح زعيم طائفة الأزلية التي حدث بينها وبين البهائية الكثير من الخلافات والنزاعات فيما بعد.
أسس بهاءالله الديانة البهائية ووضع نظام يُعرف باسم «العهد والميثاق»، لضمان وحدة الجامعة البهائية وحفظها من الانشقاق والانقسام بعد وفاته ومع مرور الوقت؛ حدثت بعض الخلافات والنزاعات بين أفراد الطائفة البهائية أدت إلى الانقسام بين أفراد أسرة بهاء الله وكذلك عموم البهائيين.
وضّح بهاءالله كيفية الاستمرار في عملية الهداية ومسألة الخلافة وجواز شرح وتفسير آثاره وكتاباته بتعليماتٍ مكتوبة. وبهذه الطريقة تم تعيين عبد البهاء في «كتابُ عهدي» ليقوم بإدارة شؤون الأمر البهائي بجانب أخيه ميرزا محمد علي، إلا أن الانقسام الذي حدث ببن عبد البهاء وأخيه أدى لظهور فرقتين مختلفتين وهما البهائيون العباسيون (أتباع عبد البهاء) والبهائيون الموحدون أتباع الميرزا محمد علي، وقد انخفض أتباع طائفة الموحدون مع الوقت وازداد عدد العباسيون وأصبحت الطائفة البهائية الأشهر على الإطلاق والتي يتم إدارتها في الوقت الحالي من قبل الجامعة البهائية العالمية.
عّين عبد البهاء في «ألواح الوصايا» حفيده شوقي أفندي من بعده، وأخيرًا تم انتخاب بيت العدل الأعظم الذي ذكره بهاءالله في «الكتاب الأقدس».[16] وفقًا لعبد البهاء، فإن العهد والميثاق هو من أهم ما يميّز الدين البهائي، فمحور وحدة العالم البشري هو قوة العهد والميثاق، متجاهلا ما وصى به أبوه بهاء الله تجاه نجله الثاني ميرزا محمد علي والذي من المفترض أن يكون عونا لعبد البهاء في ولاية الأمر إلا أن الذي حدث هو العكس وأصبح كلا منهما فريق بنشوء طائفتين مختلفتين.
علاقة البابية بالبهائية
جزء من سلسلة مقالات حول |
البهائية |
---|
بوابة البهائية |
يربط البهائيون بداية تاريخهم بوقت إعلان الدعوة البابية في مدينة شيراز، إيران سنة 1844 (1260 هـ). كانت البابية قد تأسست على يد علي-محمد بن محمد-رضا الشيرازي الذي أعلن أنه الباب «لمن يُظهره الله»، وأنه هو المهدي المنتظر. وكان قد سبق ذلك فترةً قصيرةً نمت فيها حركاتٌ كانت تترقب مجيء الموعود الذي بشرت به الكتب السماوية وأحاديث الأنبياء. وكانت المدرسة الشيخية التي أسسها أحمد بن زين الدين الأحسائي إحدى تلك المدراس الفكرية التي أكدت على وشك قدوم الموعود المنتظر، وجديرٌ بالذكر أن أول من آمن بالباب، وهو الملا حسين بشروئي، قد درس عند أحمد الأحسائي ثم عند كاظم الرشتي اللذين يعدان من أبرز رموز الشيخية.
وقد آمن بالباب بعد إيمان الملا حسين بشروئي أشخاصٌ آخرون بلغ عددهم 17 شخصًا، من ضمنهم امرأةً واحدةً تُعرف بالطاهرة، أو قرة العين. ومُنح هؤلاء الثمانية عشر شخصًا لقب «حروف الحي». ومن ضمن الذين أيدوا دعوة الباب وكان لهم تأثيرٌ بالغٌ في تطورها هو ميرزا يحيى نوري الذي عرف فيما بعد باسم صبح أزل والذي قد عينه الباب لخلافة أمر البابية من بعده بجانب أخيه حسين علي النوري الذي عرف فيما بعد باسم بهاء الله والذي أدعى أنه «من يُظهره الله» بعد الباب ونشب بين الأخوين صراعات كبيرة فيما بعد، ونتيجةً لذلك فان هناك ارتباطٌ تاريخيٌ بين البهائية والبابية.
وبعد أن شاع أمر البابية قامت السلطات الإيرانية، بإيعازٍ من رجال الدين، بتعذيب البابيين والقبض على الباب سنة 1847م وإيداعه السجن. وكانت إيران محكومةً آنذاك من قبل أسرة القاجار التركمانية. وظل أتباع الباب رغم حبسه يترددون عليه في السجن، وأخذوا يُظهرون إيمانهم به وبرسالته على عامة الناس. وازداد عدد أتباع الباب رغم حبسه وذلك نتيجةً لجهود أتباعه وقياداتهم. وأدى ذلك إلى ازدياد وطأة تعذيب البابيين، الذي دوّن تفاصيله العديد من المؤرخين الشرقيين والغربيين. وفي نهاية المطاف أُعدم الباب سنة 1850م رميًا بالرصاص أمام العامة. اضغظ هنا لاستعراض بعض تفاصيل هذة الأحداث.
واستمرت الحكومة الإيرانية آنذاك بعملية القمع ضد البابين وقياداتهم ومن ضمنهم بهاء الله، حيث حبست بهاء الله، وبعد ذلك نفته وأتباعه إلى العراق. وأقام بهاء الله في العراق عدة سنواتٍ قام خلالها بتدبير شؤون البابين ولمّ شملهم. وتشير المصادر البهائية أن بهاء الله أعلن دعوته للعديد من أتباعه في حديقة الرضوان في بغداد قبل نفيه منها. وبتحريضٍ من الحكومة الإيرانية، نفت الحكومة العثمانية بهاء الله إلى استانبول، ثم إلى أدرنة.
تثبت الوقائع التاريخية أنه تم نقل بهاء الله وأتباعه إلى سجن قلعة عكا المشهور، حيث تعرضوا إلى شتى أنواع العذاب والحرمان. واستمر بهاء الله بالإعلان أنه الموعود المنتظر. بالإضافة إلى كتاباته العديدة في تلك الفترة ومن أهمها «كتاب الاقدس». أرسل بهاء الله العديد من الرسائل لملوك الأرض وحكامها يوصيهم فيها بالحكم بالعدل، ويدعوهم لاتباع الدين الجديد وأحكامه. وقد قام ابنه عباس الذي عُرف بلقب «عبد البهاء» على خدمته إلى حين وفاته في 29 مايو 1892م. وبقى ابنه عباس سجينًا هناك إلى سنة 1908م، ورغم إطلاق سراحه بعد ثورة تركيا الفتاة وسقوط السلطان العثماني استمرّ في العيش في مدينة حيفا في فلسطين إلى حين وفاته في سنة 1921م.
استمرت هذه الاضطهادات التي يحركها رجال الدين وتدعمها الحكومات الإيرانية لتشمل مؤسس، وأعلام، وأتباع الدين البهائي. وفي العصر الحالي، لا يزال هذا الاضطهاد مستمرًا في عددٍ من بلدان العالم الإسلامي وخصوصًا في إيران؛ حيث حُكم على أكثر من 200 بهائي بالإعدام منذ بداية الثورة الإسلامية في عام 1979م، وسُجن الكثير منهم في معتقلاتها بعد أن رفضوا إنكار عقيدتهم عندما أعطوا الخيار بين ذلك وبين إطلاق سراحهم. كما تم الاستيلاءعلى العديد من المقابر البهائية وأماكن العبادة والأماكن المقدسة وتدميرها، ولم يعد بإمكان البهائيين الاحتفاظ بمراكزهم ووظائفهم الحكومية، ولا يُسمح لهم بدخول الجامعات، وحتى أنه لا يعترف بشرعية زواجهم أو وثائق التسجيل والولادة وغيرها.
الباب
سيد علي محمد الشيرازي الملقب بـ الباب (1198-1229هـ، 1819-1850م)، نبيٌ إيرانيٌ وشارع الديانة البابية، والذي أحصى أتباعًا عديدةً خلال السنوات الست من رسالته – وهو في عمرٍ يناهز 25 إلى 31 عامًا - من مختلف الطبقات والأعراق ونقابات إيران.[17][18] أطلق على نفسه اسم المهدي الموعود، النبي الجديد والمبشر لدينٍ عالميٍ سيظهر من بعده بواسطة «من يُظهره الله»، والذي ذكره مرارًا وتكرارًا في أعماله وكتاباته وأشار إلى ظهوره بعد ألف سنة.[19][20] من أهم ما قام به الباب في دورته القصيرة هو الإعلان عن بداية دورٍ جديدٍ للبشرية وتكامل الظهور التدريجي للرسالة الإلهية واستمراريتها، والنهوض بدور المرأة، والاهتمام بالتربية والتعليم. بعد أن ذاع صيته وازداد عدد أتباعه، قامت حكومة القاجار بترحيل الباب إلى أبعد مناطق إيران في أذربيجان، وحرض رجال الدين على اضطهاد وتعذيب وقتل أتباع الباب في جميع أنحاء إيران، وأخيراً، بعد ست سنوات من بدء النهضة البابية، وفي سن 31، تم إعدام الباب رميًا بالرصاص مع أحد أتباعه في مدينة تبريز.[21] بعد أكثر من عقدٍ بقليلٍ من إعدام الباب، وقتل العديد من البابيين في إيران، وقد عين الباب يحيى صبح أزل لخلافة أمر البابية من بعده، إلا أن حدثت خلافات ونزاعات عديدة جدا لزعامة أمر البابية بعد إعدام الباب.
وصية الباب لصبح أزل وولايته
كانت وصية الباب أن يخلفه من بعده الميرزا يحيى صبح أزل، حيث جاء في مقدمة كتاب وصيته ما يلي:
بعد إعدام الباب مؤسس الديانة البابية، ادعى 25 رجل من أتباعها أنه من يظهره الله وأنه الموعود الذي بشر به الباب، وأشهر مدعين هذه الصفة هم:
- شیخ إسماعیل
- سید بصیر هندي
- ميرزا أسد الله خويي الملقب بـ (الديان)
- ميرزا يحيى نوري الملقب بـ (صبح أزل)
- ملا محمد نبيل زرندي
- ميرزا حسين علي نوري الملقب بـ (بهاء الله)
- ملا شیخ علي الملقب بـ (عظیم)
- میرزا عبد الله
- میرزا حسین قطب نیریزی
- حاجی میرزا موسی قمی
- حاجی ملا هاشم کاشی
- حسین میلانی
حدث الخلاف بعد ذلك بين صبح أزل وأخيه حسين علي نوري (بهاء الله) والآخرين الذين ادّعوا أنهم من يظهره الله على زعامة البابية وقد فسر بهاء الله وأتباعه وصية الباب بالبابية إلى يحيى صبح الأزل بأنها خطة لتحويل أنظار الناس عن بهاء الله لخوفهم عليه في ذلك الوقت، وقد انقسمت البابية في هذا الوقت لعدة فرق على حسب كل من ادعى أنه من أظهره الله بعد الباب، وأشهر تلك الفرق هي البابية الأزلية أتباع يحيى صبح أزل، والبهائية أتباع حسين علي بهاء الله، والأسدية أتباع ميرزا أسد الله خويي (إلا أن صبح أزل لم يدعي أنه مظهر إلهي ولكنه كان الخليفة الذي عينه الباب لولاية أمر البابية).
ولما اشتد الخلاف بين صبح أزل وبهاء الله أبعدتهم الحكومة العثمانية إلى مدينة أدرنة التركية. وأثناء تلك الفترة حدث نزاع كبير بين كلا الطرفين (الأزليين والبهائيين) فادعى البهائيون أن صبح أزل وراء العديد من الاغتيالات لأعدائه. بالإضافة إلى الادعاء أن صبح أزل حاول دس السم لأخيه بهاء الله. ومن الجانب الآخر قالت بعض المصادر البابية الأزلية بنفس الادعاءات التي قالها عنهم أتباع البهاء ونسبوها لبهاء الله وأن البهاء حاول دس السم لأخيه غير الشقيق صبح أزل.
وكان نتيجة ذلك الصراع ان قامت السلطات العثمانية بنفي كلا الحزبين بعيدا عن بعضهما (نظرا لتكوينهم الفتن في المجتمع). ففي عام 1869 قامت السلطات العثمانية بنفي الأزليين إلى فاماغوستا بقبرص ونفت البهائيين إلى عكا بفلسطين.
بهاءالله
ميرزا حسين علي النوري الملقب بـ بهاءالله (1196-1271هـ، 1817-1892م)، آمن بالباب وهو في السابعة والعشرين عام 1844 م فور إطلاعه على بعض كتابات الباب التي أرسلها له مع أقرب مؤيديه ملا حسين بشروئي. وصار بهاء الله من أشهر أتباع الباب بجانب أخيه صبح أزل، وقام بنشر تعاليمه وخاصة في إقليم نور وكانت قد حمته مكانة أسرته وحسن سيرته من الاضطهاد نوعا ما خلال السنوات الأولى من إيمانه بدعوة الباب. ولعب بهاء الله دورا رئيسيا في انتشار دعوة الباب وخاصة خلال مؤتمر بدشت الذي يعتبر نقطة تحول هامة في تاريخ البابية لانه ثم من خلالها الإعلان عن استقلال الشريعة البابية عن الإسلام واعتبارها شريعة مستقلة بأحكامها ومبادئها. واتخذ حسين علي لنفسه خلال هذا المؤتمر لقب بهاء الله.
وبعد وفاة الباب استمر بهاء الله بترويج دعوة الباب وتمتع بمكانة قيادية خاصة بين البابيين. وفي سنة 1852 م قبض على بهاء الله وزج به في سجن سياه جال (النقرة السوداء) بعد محاولة فاشلة لاغتيال الشاه التي اتهم بهاء الله بالضلوع فيها. وقد لجأ بهاء الله إلى السفارة الروسية وبعد أن ألحّ ضباط الشاه على السفير الروسي قام الأخير بتسليمه إلى أعدائه ليساق إلى السجن ولم تحميه مكانته الاجتماعية من التعرض لشتى أنواع العذاب والاضطهاد حيث كان مكبلا بالسلاسل والأغلال عاري الرأس والقدمين وفي الطريق جرد من ملابسه وتعرض لإهانات العامة ورشق بالحجارة بعد ذلك. وعندما وصل سجنه ألقي في غرفة سفلية كانت خزانا لمياه أحد الحمامات العامة في المدينة. وفي خضّم هذه الأحداث والظروف، ووسط توقعات بهاء الله صدور حكم بإعدامه، قرر أن تكون بداية دعوته من ظلمات سجنه، التي قضى فيها ما لا يقل عن أربعة أشهر، ويذكر التاريخ البهائي أن بداية نزول الوحي على بهاء الله كانت خلال فترة وجوده في ذلك السجن ولو أنه لم يفصح بذلك إلا بعد مرور 10 سنوات.
بعدها أطلق سراحه دون محاكمة، صودرت ثروته وممتلكاته ونفي على الفور مبعدا من إيران، وكان الممثل الدبلوماسي للحكومة الروسية قد عرض على بهاء الله الحماية ووجّه له الدعوة لكي يلتجأ إلى المناطق التي تقع تحت نفوذ حكومته، لكن بهاء الله رفض العرض خشية أن يُفسر الأمر تفسيرا مشبوها ويعطي لدعوته صبغة سياسية واختار راضيا النفي للأراضي المجاورة في العراق والتي كانت تابعة آنذاك للحكومة العثمانية. وبدأ بهاء الله بهذا الإبعاد فترة من النفي والسجن والاضطهاد المرير دامت أربعين عاما. فمن بغداد إلى عزلة في كردستان العراق دفعته إلى ذلك ضغوطات تنافسية من اخيه غير الشقيق صبح أزل وذلك في العاشر من نسيان عام 1854 تاركا أهل بيته من وراءه مرتديا خرقة الزهاّد الخشنة مكتفيا بكشكول وغيار واحد مسمّيا نفسه الدرويش محمد .
ونتيجة ضغوط من الحكومة الإيرانية، نفي بهاء الله بعد ذلك مرة أخرى إلى إسطنبول وبعدها إلى مدينة أدرنة في القسم الأوروبي من تركيا وبقى هناك خمسة سنوات حبس بعدها في قلعة عكا في فلسطين. وكان حبسه ونفيه الذين داما طوال الأربعين سنة الأخيرة من حياته لغرض التخلص منه والحد من انتشار نفوذ دعوته. ويذكر التاريخ البهائي أن بهاء الله أعلن دعوته كصاحب رسالة مستقلة إلى بعض اتباعه في حديقة على ضفاف نهر دجلة سميت فيما بعد بـ «حديقة الرضوان» وكان ذلك قبل رحيله من بغداد.
وأثناء وجود بهاء الله في مدينة ادرنة، زاد الخلاف بينه وبين اخيه غير الشقيق الملقب بــ صبح أزل الذي كان يصر على زعامته للحركة البابية حسب وصية الباب وانتهى هذا الخلاف بدعوة بهاء الله العلنية في 1866 بأنه هو الذي بشر الباب بقدومه بكنية «من يظهره الله» وموعود الظهورات التي سبقته. بعد ذلك وبتحريض من الحكومة الإيرانية، نفي صبح أزل مع اتباعه إلى جزيرة قبرص ونفي بهاء الله إلى سجن عكا.
كتب بهاء الله خلال الاربعين سنة التي قضاها في الحبس والنفي العدد الوفير من الكتب والرسائل باللغتين العربية والفارسية ومن كتبه المشهورة: الكتاب الأقدس الذي دون فيه أحكام الدين البهائي، وكتاب الإيقان وكتاب الوديان السبعة وكتاب الكلمات المكنونة وغيرها. وخلال إقامته في ادرنة سنة 1866 وكذلك بعدها خلال سجنه في قلعة عكا سنة 1868، أرسل بهاء الله عدة رسائل معنونة إلى ملوك وسلاطين ذلك العصر ولبابا الكنيسة الكاثوليكية ، أعلن لهم فيها عن مقامه ودعاهم فيها إلى نبذ الخلافات وإلى العمل من اجل وحدة العالم ومن اجل السلام. وكان من ضمن هؤلاء، السلطان عبد العزيز وناصر الدين شاه ملك إيران ونابليون الثالث والملكة فكتوريا ملكة بريطانيا وملك النمسا وقيصر روسيا وغيرهم.
وقرب نهاية حياته، تراخت صرامة الحبس وتطبيق احكام السلطان عبد العزيز شيئا فشيئا. ورغم أنه كان لايزال سجينا رسميا، فلقد سمح لبهاء الله ان يقضي آخر سنوات عمره في بيت واسع في إحدى ضواحي المدينة كان قد اشتراه ابنه عباس افندي «عبد البهاء». وأستمر بهاء الله في الكتابة في سنواته الأخيرة في هذا البيت الذي يسمى بـ «قصر البهجة». وزاره في هذا البيت المستشرق ي. ج. براون و وصف براون لقائه هذا مع بهاء الله في كتابه«مقالة سائح» (من مطبوعات جامعة كامبردج).
وعند وفاة بهاء الله في سنة 1892 دفن في إحدى الغرف في البيت المجاور لقصر البهجة، ويعتبر مرقده أحد الأماكن المقدسة التي يزورها العديد من الناس ويعتبر كذلك قبلة البهائيين في صلاتهم.
عبد البهاء
عباس أفندي (1223-1300هـ، 1844-1921م)، الابن الأكبر لبهاءالله، والمعروف باسم عبد البهاء، هو الشخصية المركزية الثالثة في الديانة البهائية. عيّنه والده خليفةً له بعد وفاته، وكذلك هو الشخص المخوّل لتفسير وتبيين آثار بهاءالله، كما ذكر في الكتاب الأقدس وفي وصيته «كتابُ عهدي».[23] تولى إدارة الجامعة البهائية في السنوات ما بين 1892 و 1921.[16] يعتبر البهائيون عبد البهاء هو المفسّر الرسمي لكتابات وآثار بهاءالله، وهو المثل الأعلى لتعاليم بهاءالله، ومهندس النظام الإداري البديع الذي وضعه بهاءالله.[24] كان دائمًا يصرّ على أن يتّخذ لنفسه مقام العبودية والخدمة، وخلال فترة إدارته للجامعة البهائية، تبنّى لقب عبد البهاء، وظل الجميع ينادونه بذلك حتى اليوم.
خلال فترة حياة بهاءالله، كان سكرتير والده وممثله في كثيرٍ من المجامع. قضى معظم حياته في السجن والنفي. تم نفيه إلى العراق مع والده عندما كان في التاسعة من عمره، وأخيراً في سن 64 (عام 1908) أُطلق سراحه من المنفى والسجن بعد أكثر من خمسة عقودٍ، مع إطلاق سراح جميع المعتقلين في الإمبراطورية العثمانية نتيجة ثورة تركيا الفتاة. بعد الإفراج عنه، سافر إلى مصر وأوروبا وأمريكا الشمالية لنشر وترويج تعاليم والده. لعبت رحلاته إلى الغرب التي دامت ثلاث سنواتٍ دورًا مهمًا في تأسيس مجتمعاتٍ بهائيةٍ في العالم، ونشر التعاليم البهائية عالميًا. في أمريكا الشمالية، سافر إلى حوالي 45 مدينة في الولايات المتحدة وكندا.[25] خلال هذه الرحلة، ألقى حوالي 373 خطبةً، وألتقى بها مع ما مجموعه حوالي 93000 شخصًا.[25] عُرف عبد البهاء في أوروبا والولايات المتحدة بـ «نبيّ السلام». وغالبًا ما كانت الصحافة تُشير إليه في ذلك الوقت باسم «النبي الإيراني».[26] قابله في رحلته شخصياتٍ غربيةً بارزةً مثل ألكسندر جراهام بيل، مخترع الهاتف، والرئيس روزفلت، الرئيس السابق للولايات المتحدة، والأدميرال بيري، مكتشف القارة القطبية الجنوبية.[16]
غالبًا ما شرح عبد البهاء في خطاباته في الغرب المعتقدات والمبادئ الأساسية للدين البهائي، بما في ذلك وجوب تحري الحقيقة بشكلٍ مستقلٍ وخالٍ من التحيز، وكيف أن الأديان جميعها مظاهر مختلفة لحقيقةٍ واحدةٍ، وضرورة انسجام الدين مع العلم والعقل، وأن الجنس البشري واحدٌ والجميع متساوون أمام الله،[27] والتعصبات الدينية والسياسية والتحيزات القومية المدمّرة جميعها تستند إلى الجهل، ووجوب القضاء على الفقر المدقع والثروة المفرطة، ويجب أن يكون الجميع متساوون أمام القانون بحيث تسود العدالة في المجتمع، ويجب أن يكون الرجال والنساء متساوون في الحقوق، ووجوب تربية وتعليم جميع الأطفال. كما تناول عبد البهاء قضية السلام بكرّاتٍ عديدةٍ في خطاباته، محذرًا من أن الاضطرابات في البلقان يمكن أن تتصاعد إلى حربٍ من شأنها أن تجتاح أوروبا. وأعطى في أمريكا أهميةً خاصةً لقضية اختلاف العرق وشجّع الناس من أعراقٍ مختلفةٍ على البحث عن أرضيةٍ مشتركةٍ معًا وإيجاد التعاون فيما بينها. وشدّد على قضية الفقر حيث التقى في أمريكا وأوروبا بالعديد من الفقراء ووصّى على الواجب الاجتماعي للأغنياء تجاه الفقراء.[28]
عاد عبد البهاء إلى حيفا عبر مصر في يونيو 1913 بعد رحلةٍ دامت ثلاث سنواتٍ إلى الغرب.[29] في أقل من عامٍ، اندلعت الحرب العالمية الأولى في أغسطس 1914، ولم يكن من الممكن السفر مرةً أخرى.[30] كان الأمر خطيرًا عليه وعلى من حوله،[23] حيث تعرّض عبد البهاء للتهديد من قِبل الحاكم الجديد لسوريا، جمال باشا.[30] منع عبد البهاء من وقوع كارثةٍ محليةٍ خلال الحرب العالمية الأولى عندما أمّن لأهالي الشام المؤؤنة الغذائية من المزارع البهائية الواقعة في الأردن. حصل من الحكم البريطاني في فلسطين على لقب «السير» في 27 أبريل 1920، تقديرًا لجهوده الإنسانية خلال الحرب العالمية الأولى.[30][31] اهتم عبد البهاء بإدارة شؤون الجامعة البهائية في سنوات ما بعد الحرب العالمية الأولى.[30] بالإضافة إلى كونه شخصيةً محليةً بارزةً في ذلك الوقت، عُرف أيضًا بقائدٍ لديانةٍ عالميةٍ.[30]
تُوفي عبد البهاء في 28 نوفمبر 1921 في حيفا عن عمرٍ يناهز 77 عامًا.
شوقي أفندي
شوقي أفندي رباني (1276-1336هـ، 1897-1957م)، المعروف أيضًا باسم شوقي أفندي، قام بإدارة أمور الجامعة البهائية في العالم لمدة 36 عامًا، طوّر خلالها النظام الإداري البهائي العالمي. هو حفيد عبد البهاء، ووفقًا لوصية عبد البهاء في ألواح الوصايا، تولّى إدارة شؤون البهائيين بعد وفاة عبد البهاء منذ 28 نوفمبر 1921 حتى وفاته عام 1957، ولُقب منذ ذلك الحين بـ ولي أمر الله.[32]
تولّى ولي الأمر الشاب مسؤوليته في أعقاب الحرب العالمية الأولى في ظروفٍ مضطربةٍ.[33] من أهم إنجازاته تأسيس النظام الإداري البهائي بناءً على ألواح الوصايا لعبد البهاء، والتي وصفها عبد البهاء بنفسه بأنه «ميثاق النظام الإداري البهائي». وبعد دراسةٍ دقيقةٍ لكتابات بهاء الله وعبد البهاء بخصوص تأسيس المؤسسات البهائية، أحدث طرقًا لإنشاء وتأسيس المؤسسات الإدارية البهائية.[34]
في موازاة ذلك، قام شوقي أفندي بترجمة كتابات بهاءالله من الفارسية والعربية إلى اللغة الإنجليزية، ووضع نموذجًا للآخرين للترجمة مستقبلاً. قام أيضًا بتلخيص وترجمة كتاب «تاريخ النبيل» الذي يعتبر من الكتب التاريخية المهمة للبهائيين، حيث دوّن الكتاب نبيل الزرندي الذي كان مرافقًا لبهاءالله ومعاصرًا له، وهو كتابٌ مرتبطٌ بتاريخ السنوات الأولى للدين البهائي، سمّى شوقي أفندي تلخيصه لكتاب «تاريخ النبيل» بكتاب «مطالع الأنوار». كما قام أيضًا بشكلٍ مستقلٍ بتدوين تاريخ الدين البهائي بدقةٍ ومنهجيةٍ في أربعة مجلداتٍ تحت عنوان "God Passes By" والذي تُرجم إلى «القرن البديع».[35]
نفذ شوقي أفندي برامج لنشر وترويج الدين البهائي في جميع أنحاء العالم، وأرسل شخصيًا العديد من الرسائل إلى البهائيين في العالم يدعوهم إلى أداء واجباتهم وتقديم خدماتهم بإخلاصٍ لمجتمعاتهم. كما قام بتخطيط نقاط الهجرة حول العالم وتشجيع المهاجرين لترك أوطانهم وتعمير البلدان. خلال هذه السنوات، زاد عدد الدول التي وصلت إليها رسالة بهاءالله من 35 إلى 219.[36] قام أيضًا بتوسيع المركز البهائي العالمي في مدينة حيفا وشراء الأراضي والحدائق حول مقام الباب وتصميمها وتنفيذها. قام ببناء قبةٍ جميلةٍ على مرقد الباب، المعروف بـ «المقام الأعلى»، ورتّب أيضًا حدائق فريدةٍ حول مرقد بهاء الله خارج مدينة عكا، والمعروف باسم «الروضة المباركة». قام بتجهيز مبنى «دار الأثار» الذي يضم جميع آثار وكتابات الباب وبهاء الله الأصلية. وقد تم اتخاذ كل هذه الإجراءات لتوفير فضاءٍ روحانيٍ مناسبٍ للمركز الإداري والروحاني للجامعة البهائية العالمية.[37] خلال هذه السنوات، ركز اهتمامه على بناء المؤسسات المحلية والمركزية وشرح مبادئ انتخابات المحافل الروحانية في المجتمعات البهائية في جميع أنحاء العالم. بالنسبة لمجتمعٍ لا يحتوي على كهنةٍ ورجال دينٍ، فإن هذه المؤسسات المنتخبة ديمقراطيًا تُعتبر أساس الوحدة والتقدم والاستدامة. سعى شوقي أفندي إلى تنمية المجتمعات البهائية الوليدة إلى المستوى الذي أصبحت فيه المؤسسات الإدارية قادرةً على تشكيل بيت العدل الأعظم مستقبلاً. بيت العدل الأعظم هو المؤسسة التي تولت إدارة شؤون الجامعة البهائية عالميًا منذ وفاة شوقي أفندي، وستستمر في إدارة وتنظيم شؤون البهائيين حول العالم.[38]
بيت العدل الأعظم
لا يوجد في الدين البهائي رجال دينٍ أو كهنةٍ أو قساوسة، وفي بنية المجتمع البهائي، تُناط إدارة وتنظيم شؤون البهائيين إلى المجالس المنتخبة والتي يرأسها بيت العدل الأعظم، وليس الأفراد.[39] يتألف بيت العدل الأعظم من تسعة أعضاءٍ، يتم انتخابهم كل خمس سنواتٍ من قِبل أعضاء المحافل الروحانية المركزية حول العالم. أجريت أول انتخابات لبيت العدل الأعظم عام 1963م (1342هـ)، بعد وفاة شوقي أفندي.[16][40] يقع مقرّ بيت العدل العظيم على سفح جبل الكرمل في ميناء حيفا، والذي تم اختياره لهذا الغرض من قبل بهاءالله عام 1890، حسب ما ورد في «لوح الكرمل».[41][42] قام بيت العدل الأعظم في عام 1972 بوضع ميثاق الأمانة وهو النظام الأساسي الذي شرح فيه وظائفه ومسؤولياته ونطاق عمله.[16] ويمكن تلخيص هذه الواجبات والمسؤوليات على النحو التالي: إدارة شؤون المجتمع البهائي عالميًا، وتوجيه وتنظيم وتنسيق الأنشطة البهائية في جميع أنحاء العالم، وحماية النصوص والآثار البهائية، وحماية الجامعة البهائية من الاضطهاد والقمع؛ ونشر تعاليم بهاءالله، وتوسيع وتقوية النظام الإداري البهائي؛ وتعزيز الصفات الروحية في المجتمع البهائي، وترويج السلام بين الأمم؛ وتنفيذ أو إلغاء أو تغيير تلك الأوامر والأحكام غير المنصوصة عليها صراحةً من قِبل بهاءالله، وضمان حقوق الأفراد وحرياتهم وإقداماتهم؛ وتطبيق أصول وأحكام الدين البهائي.[42]
العهد والميثاق البهائي
حدد بهاء الله في وصيته الأخيرة التي سماها ب كتاب عهدي وكتبها بخط يده أن يخلفه ابنه الأرشد عباس عبد البهاء في ولاية أمر الدين البهائي، وقد لقبه بهاء الله بـ (الغصن الأعظم)، وكذلك أن يكون ابنه الثاني ميرزا محمد علي الذي لقبه بـ (الغصن الأكبر) معاونا له وخليفة من بعده[43]، حيث كان الهدف الأساسي من تلك الوصية الحفاظ على اتحاد اتباعه وحماية وحدة دينه، وعدم اختلاف البهائيين في تفسيراتهم بعد رحيله مما يؤدي إلى الانشقاق وتعدد الفرق. واعتبر بهاء الله وصيته عهدا وثيقا بينه وبين المؤمنين به، إلا أن الخلاف والانشقاق أتى من داخل أسرة بهاء الله، فقد حدث نزاعا كبيرا بين الأخوين أدى إلى انقسام أسرة بهاء الله إلى فريقين وبالتالي انقسام عموم البهائيين إلى بهائيون عباسيون وبهائيون موحدون.
الفرق البهائية المنشقة
رغم وصية بهاء الله في كتاب عهدي على الا ينقسم البهائيون بعد موته، إلا ان البهائيين إنقسموا فور موت بهاء الله وقد كان إنقساماً أُسرياً حيث كان بطريقة الأشقاء وغير الأشقاء، فقد انضم إلى فريق عباس أفندي والدته السيدة اسية خانوم وزوجته منيرة خانوم وشقيقته بهية خانوم، بينما انضم لفريق محمد علي أفندي والدته السيدة فاطمة خانوم وزوجة بهاء الله الثالثة جواهر خانوم وبقية أبناء بهاء الله الغير اشقاء لعباس أفندي مثل ميرزا ضياء الله وأخوه الاصغر ميرزا بديع الله وشقيقتهم صمدية خانوم واختهم الأخرى فروخية خانوم، كما انضم لهم ابن الميرزا موسى اقاي كليم (شقيق بهاء الله)، وكذلك انقسم عموم البهائيين إلى إحدى الفريقين.[44]
البهائيون العباسيون
وهم الغالبية العظمى من البهائيين (في الوقت الحالي) وهم الذين يعتقدون بكون عباس عبد البهاء هو المفسر الوحيد لتعاليم أبيه ومركز العهد والميثاق، وقد تكرر نفس المنهج بعد وفاة عبد البهاء عباس، إذ قام حفيده شوقي أفندي رباني بتولي ولاية الأمر البهائي حسب وصية عبد البهاء. ولكن يترك شوقي أفندي وصية بدوره ولم يعين لولاية الأمر البهائي من يخلفه بعده.
بناءً على أحكام الكتاب الأقدس وكتاب عهدي لبهاء الله، وكتابات وتفاسير عبد البهاء، وخطط وتوجيهات شوقي أفندي فقد أنيطت رئاسة النظام الإداري البهائي ومهمة حفظ الدين ومنافع الجامعة البهائية وإصدار القرارات، إلى بيت العدل الأعظم الذي أنتخب عام 1963، ويعاد انتخابه كل 5 سنوات من قبل أعضاء الهيئات البهائية المركزية في جميع أنحاء العالم «المحافل الروحانية المركزية». ولبيت العدل الأعظم صلاحيات عدة ويستوجب على البهائيين اتباع قراراته بصفته مركز العهد الحالي والهيئة الإدارية العليا للجامعة البهائية.
ويجدر الذكر هنا بأن تسمية البهائيون العباسيون قد تطلق عليهم من قبل بعض الجماعات الأخرى وليست ما يسمون انفسهم وذلك لإعتقادهم بأن الدين البهائي بقى ولايزال موحدا رغم بعض محاولات الانشقاق وانشاء فرق جديدة مشابهة بالاسم، حيث أنهم لا يعترفون بالجماعات البهائية الأخرى.
البهائيون الموحدون
وهي الطائفة التابعة لميرزا محمد علي الذين يعتبرونه الغصن الأكبر وولي امر الله، وقد اتبعه معظم أفراد أسرة بهاء الله.[44][45]
وفيما بعد استطاع شوقي أفندي رباني (حفيد عبد البهاء) طرد (البهائيون الموحدون) من الجامعة البهائية وإعتبرهم خارجين عن البهائية ومنعهم من زيارة الأماكن المقدسة البهائية الموجودة في عكا وحيفا، ويعتبر الآن اتباع طائفة البهائيون الموحدون (قليل جدا).[44][45][46]
بعد موت شوقي أفندي رباني وُجد صعوبة في تحديد ولي أمر الدين من بعده (نظرا لأنه لم ينجب ولم يترك وصية لولاية الأمر من بعده) وقد أجمعت الجامعة البهائية على أن تكون ولاية الأمر لبيت العدل الأعظم.[44][47]
البهائيون الأرثوذوكس
هم مجموعة من البهائيين الذين لم يقبلوا بأن تكون ولاية أمر الدين البهائي لبيت العدل الأعظم، لكنهم يرون أن ولاية الأمر تكون لتشارلز ميسون ريمي الذي كان في زمن شوقي أفندي سكرتيراً له، (أيادي أمر الله).[44][47]
فرقة التربية البهائية
أو ما تُعرف بـ(فرقة رِيْكْس كينغ) (بالإنجليزية:Rex King). شكّل رِيكس كينغ جماعته الخاصة المعروفة بـ «جماعة البهائيين الأرثودوكس» في لاس فيغاس، ونيو مكسيكو. وتعتقد هذه الفرقة أنَّ ريمي (تشارلز ميسون ريمي) لم يكن ولي الأمر البهائي وإنما كان وصياً مؤقتاً إلي حين أن يتقدم أحد أحفاد بهاء الله الحقيقيين لتولي أمر الدين البهائي. رِيكس كينغ عيَّنَ نَفْسَهُ وصيّاً مؤقتاً (تماماً كما كان ريمي) وكذلك أفراد عائلته، وأصبحت هذه الجماعة تُعرف بـ «جالية التربية البهائية» أو «مجتمع التربية البهائي».[44]
المعتقدات البهائية
تلهم الاعتقادات البهائية في آلافٍ تلو آلافٍ من بقاع الأرض أفرادًا وجماعاتٍ يعملون على تحسين حياتهم ويشاركون في تقدم الحضارة. وتعالج المعتقدات البهائية مواضيع ومفاهيم جوهرية مثل وحدانية الله، ووحدة الدين، ووحدة البشر، والطبيعة الإنسانية، وحياة الروح، والعبادة والخدمة، والمساهمة في تقدم الحضارة الإنسانية - على سبيل المثال لا الحصر.
وحدانية الله
يؤمن البهائيون بالله الواحد الأحد، الأزليّ الأبديّ، وخالق الوجود. إن الإيمان بوحدانية الله هي من التعاليم الأساسية في الدين البهائي. يوصَف الله في البهائية بأنه الغيب المنيع الذي لا يُحدّ وفوق إدراك الإنسان بعقله.[48][49] وهو مصدر كل الوحي، وأبديٌ، وعليمٌ، وقادرٌ، ومهيمنٌ على كل الوجود.[50] على الرغم من أن الناس قد يكون لديهم أفكار مختلفة عن الله، ويصلّون بلغاتٍ مختلفةٍ، أو قد تُستخدم أسماءً مختلفةً للإشارة إلى الله، إلا أنهم جميعًا يشيرون إلى حقيقةٍ واحدةٍ وخالقٍ واحدٍ.[51]
يعتقد البهائيون بأن الفهم المباشر للذات الأحدية أمرٌ مستحيلٌ. وبالرغم من أن الوصول المباشر إلى الله غير ممكنٍ، يعبّر الله عن مشيئته بطرقٍ مختلفةٍ، فمن وقتٍ لآخرٍ يخاطب البشرية عن طريق الوحي الإلهي المنزل على الأنبياء والمرسلين، الذين يُطلق عليهم «مظاهر الظهور الإلهي» في البهائية،[48] فيُظهر الله صفاته وتجلياته في عمليةٍ تدريجيةٍ عن طريق الأنبياء والرسل وفقًا لقدرات الإنسان واحتياجاته في كل عصرٍ.[51]
وحدة الأديان
يعلم بهاءالله أتباعه أن أصل كل الأديان واحدٌ، فمبادئهم الأساسية مشتركةٌ مع بعضها البعض، والغرض من جميعها واحدٌ، وتعاليم الديانات جميعها تُلقي الضوء على جوانب مختلفةٍ من حقيقةٍ واحدةٍ. فالدين الإلهي بحسب الاعتقادات البهائية هو دينٌ واحدٌ يتم تقديمه تدريجيًا للبشرية مع مرور الزمن، حسب احتياجات البشر في كل زمانٍ ومكانٍ.[48] فالوحي الإلهي والرسالات السماوية هي عمليةٌ مستمرةٌ متصلةٌ غير منقطعةٍ، تقود البشرية إلى حضارةٍ دائمة التقدم.[52]
وفقًا للعقيدة البهائية، فإن الأنبياء والرسل، من خلال عمليةٍ مستمرةٍ وتدريجيةٍ، وبناءً على قدرة الاستيعاب البشري، واحتياجات وظروف كل زمانٍ ومكانٍ، يقدمون التعاليم والإرشادات اللازمة لتطور الإنسان الاجتماعي والروحي والنهوض بقدراته ومسؤولياته.[53] ضمن هذا المفهوم، يتم تقديم الحقيقة والتعاليم الدينية تدريجيًا بما يتناسب مع القدرة الروحية للبشر في كل نقطةٍ ومرحلةٍ من التاريخ.[53] وتظهر الاختلافات بين الأديان في التعاليم الاجتماعية وأحكامها، والتي من الممكن أن تختلف حسب درجة النضج الاجتماعي والروحي للبشر، والظروف الخاصة للمجتمع الذي ظهر فيه دينٌ معينٌ. وسببٌ آخر للاختلافات بين الأديان هو المفاهيم الخاطئة والتفسيرات التي تراكمت على مر القرون من قِبل أتباع الديانات، والتي شوّهت حقيقة ذلك الدين فيما بعد.[48]
استمرارية الهداية الإلهية وتتابع الرسالات
استمرارية الهداية الإلهية هي أحد المعتقدات الأساسية في الدين البهائي. هذا التعليم هو تذكيرٌ بأن الله أمينٌ لعهده العام، ويرسل دائمًا الأنبياء والمرسلين للبشرية في عمليةٍ تدريجيةٍ وتطوريةٍ مع تعاليم تقدمية ومناسبة لذلك الوقت، يقدم كلًا منهم التعاليم الإلهية بما يتناسب مع حالة الزمان والمكان التي يظهر فيه.[54]
يرجع الاختلاف بين الأديان السماوية إلى ظروف الزمان والقدرة الروحية للأفراد والمجتمعات التي يظهر فيها الدين. لقد تطورت البشرية تدريجيًا، مستفيدةً من التوجيه الإلهي الذي يأتي إليها مع ظهور الأديان المتتالي، ووصلت إلى دوائر الوحدة الأكثر انتشارًا والتي تشمل الأسرة، والقبيلة، والمدينة، والأمة. وفقًا لهذا المفهوم، يؤمن البهائيون بالأصل الإلهي لجميع الديانات الرئيسية في العالم ويعتبرون الأديان مراحل مختلفةً لعمليةٍ تربويةٍ عظيمةٍ. يعتقد البهائيون أيضًا أن بهاءالله هو آخر مظاهر الوحي الإلهي لهذا الزمن،[16] وليس الأخير، وأنه من خلال تعاليمه يمكن للإنسان أن يصل إلى مستوىً أعلىً من الوحدة والنضج الجماعي.[55]
العهد والميثاق
العهد هو اتفاقٌ بين أفرادٍ أو جماعاتٍ يربط الطرفين معًا بقبول سلسلةٍ من المسؤوليات المتبادلة.[56] مفهوم العهد في الأديان يشير إلى عهدٍ رمزيٍ بين الله وأتباع ذلك الدين.[55] تشير كتابات بهاءالله إلى وجود اتفاقيتين متلازمتين بين الله والإنسان. فهناك العهد العام أو العهد الأكبر، وفيه يعِد الله ألا يترك البشرية وشأنها وأن يرسل إرشاده باستمرارٍ، وتلتزم البشرية بدورها بطاعة تعاليم الله والعمل وفقًا لها متى أرسل الله رسالته. ويتم هذا العهد بين كل رسولٍ يأتي من عند الله وبين أتباعه فيما يتعلق بالتدبير التالي وتتابع الرسالة الإلهية. وهناك العهد الخاص أو العهد الأصغر، والذي يتعلق بالخلافة في الدين نفسه، حيث يحدّد كل نبيٍّ مسألة الخلافة والقيادة بعد وفاته، ويطلب من أتباعه اتباع الخليفة المعيّن.[55][57]
باعتقاد البهائيين، الغرض من العهد الخاص في البهائية، المعروف أيضًا باسم العهد الأصغر، هو الحفاظ على وحدة المجتمع، ومواصلة عملية الإرشاد وشرح معاني آثار وكتابات بهاءالله.[56][58] ترك بهاءالله تعليماتٍ صريحةً، واضحةً، ومكتوبةً، بخصوص مسؤولية قيادة المجتمع البهائي من بعده، حيث كتب كتابا خاصا لهذة المسألة وهو (كتاب عهدي) الذي نص على ان تكون ولاية أمر الدين البهائي لنجله الأكبر عبد البهاء الذي لقبه ب«الغصن الأعظم» وان يساعده أخيه الأوسط محمد علي الذي لقبه ب«الغصن الأكبر»، إلا أن الخلاف حدث بين الأخوين وفرقا الدين لفرقتين بداية من أسرة بهاء الله التي انقسمت إلى (بهائيون عباسيون) وهم من تبعوا عبد البهاء -والذين أصبحوا الطائفة الأكثر عددا من البهائيين في الوقت الحالي- بجانب طائفة محمد علي التي انضم لها معظم أفراد أسرة بهاء الله الذين سموا ب (البهائيين الموحدين).
مراحل تطور البشرية عبر التاريخ
توضح الكتابات البهائية بأن البشرية مرت بمراحل من التطور والنمو بحيث تزايد فيها مستوى اتحادهم تدريجيًا من القبيلة إلى المدينة إلى تأسيس الدول. وكان لمؤسسي الأديان تأثيرٌ كبيرٌ في تطور البشرية. ويُنظر إلى هؤلاء المؤسسين على أنهم مرشدوا الإنسانية في تطورها، والتعاليم التي جاء بها كلٌ منهم ساعدت على تطور الفكر والثقافة والعمران والعلوم والفنون كلٌ حسب الزمان والمكان الذي ظهر فيه.
وكما هو مذكورٌ في الكتابات البهائية فقد تطورت الإنسانية خلال مراحلها البدائية المشتركة إلى الطفولة ثم المراهقة وصولًا إلى ما يصرح به بهاءالله مرحلة النضج الجماعي والتي تتميز بإدراك وحدة العالم الإنساني ونشوء الوعي بالشمولية العالمية، والوعي بجوانب الحقيقة المادية والروحانية معًا.[59] لقد صرح بهاءالله في كتاباته بأن الجميع قد خُلقوا ليساهموا في بناء حضارةٍ دائمة التقدم. لذا يؤمن البهائيون بأن الحضارة التي نادى بها بهاءالله لا تقتصر على التطور المادي فحسب، بل تشمل التطور الروحاني أيضًا.[60]
طرح الدين البهائي رؤيةً مستقبليةً لرابطة الشعوب عالميًا تسعى نحوها البشرية منذ القدم. في عالمٍ كهذا سيتأسس السلام العالمي، وسيشمل الازدهار جميع شعوب العالم، وتعم العدالة، وستزدهر الفنون والعلوم، وستنكشف حضارةٌ عالميةٌ تسودها المحبة والوئام. ورغم ما تمر به البشرية اليوم من ظلامٍ، ولكن يؤمن البهائيون بأن أنوارالعدالة ستشرق وتعم الجميع، والمسار الذي يمر به البشرية اليوم سيؤدي إلى اتحادٍ سياسيٍ واجتماعيٍ وروحانيٍ لطالما كان في صلب تعاليم جميع الأديان، ووصفه بعض الفلاسفة والشعراء وأصحاب الرؤى على مر التاريخ. وتؤكد الكتابات البهائية بأن بزوغ مجتمعٍ عالميٍ كهذا ليس مرغوبًا لدى شعوب العالم فحسب، بل وعدٌ سيتحقق حتمًا، وستتمكن البشرية من تحقيقه عن طريق تطبيق تعاليم بهاءالله التي جاءت لهذا الغرض، والتي هي مناسبةٌ لمرحلة تطور الإنسانية في الوقت الحاضر.[61]
وحدة الجنس البشري
يعتقد البهائيون بأن الجنس البشري واحدٌ، وأن البشر متساوون مثل ثمار الشجرة الواحدة وأوراق الغصن الواحد، فقد صرّح بهاءالله: «كلكم أثمار شجرةٍ واحدةٍ وأوراق غصنٍ واحدٍ. تعاملوا مع بعضكم البعض بأقصى درجات الحب والانسجام والألفة والمودة».[62] وتجد في المصادر البهائية بأن البشر هم جميعًا أعضاء عائلةٍ إنسانيةٍ واحدةٍ، ويعتبر شوقي أفندي مبدأ وحدة الجنس البشري جوهر جميع التعاليم البهائية.[63]
تنصّ الكتابات البهائية أن هناك إنسانيةٌ واحدةٌ وأن الناس متساوون أمام الله. وتؤكد العقيدة البهائية على وحدة الإنسانية التي تتجاوز كل تقسيمات العرق والأمة والجنس والطائفية والطبقة الاجتماعية والدين وغيرها، مع الاحتفاء بتنوعها.[64] يقول عبد البهاء أن توحيد البشر أصبح اليوم «القضية والمسألة الأساسية في الظروف الدينية والسياسية في العالم».[65] كما تؤكد الكتابات البهائية على الوحدة البيولوجية والروحية للبشر،[66] هذه الوحدة هي حقيقةٌ روحيّةٌ تؤكِّدها العلوم الإنسانيّة أيضًا؛ فعلم الإِنسان، وعلم وظائف الأعضاء، وعلم النّفس تعترف بانتماء الإنسان إلى أصلٍ واحد، رغم أَنَّ المظاهر الثّانويّة لحياته تختلف وتتنوَّع بصورةٍ لا حصر لها ولا عدّ.[67]
يوضّح عبد البهاء أن النموذج الملحّ للتداخل والتكامل للثقافات في العالم والشعوب يكمن في خاصية التّشكيل والتّنسيق الذي يتسم بهما الجسم البشري. فهذا الكائن الذي يحتوي على الملايين من الخلايا ذات التّنوع الهائل من حيث الشكل والوظيفة تعمل كلّها في تعاونٍ وتنسيقٍ لتجعل من الوجود البشريّ ممكنًا. فكلّ خليةٍ مهما صَغُرت لها دورٌ تقوم به في المحافظة على سلامة الجسم، ومنذ البداية ترتبط كلٌّ منها بعمليةٍ من الأخذ والعطاء مستمرّة مدى الحياة.[68][69]
يعتقد البهائيون بأن التحيزات وسوء الفهم التي تجعل مجموعةً من الناس تعتقد بأنها متفوقةٌ على الآخرين تسبب العديد من المشاكل. في اعتقادهم، لا توجد جماعةٌ عرقيةٌ أو ثقافيةٌ أو دينيةٌ أفضل من غيرها، فكل البشر خُلقوا شرفاء والجميع متساوون عند الله. وعليه فإن وحدة الجنس البشري هي إحدى أهم تعاليم بهاءالله وعليه تتمحور التعاليم الأخرى.[16]
إن مبدأ وحدة الجنس البشري في البهائية لا تعني فرض التوحيد والتماثل، فالكتابات البهائية تعزز مبدأ الوحدة في التنوع والتناغم في التعدد. فالتنوع العرقي والثقافي والفكري وغيرها من أشكال التنوع جميلٌ وهو موضع تقديرٍ. وقد شبّه عبد البهاء التنوع بين البشر بالحديقة المليئة بالأزهار المختلفة الألوان والأشكال، وهذا التنوع هو ما يجعلها أكثر جمالًا وحيويةً.[16][70]
الوحدة في التنوع
بينما تتحدث الكتابات البهائية عن وحدة العالم وشعوبه، فإن الوحدة لا تعني التوحيد، بل تؤكد الكتابات البهائية على قيمة التنوع الثقافي والوطني والفردي من خلال مبدأ الوحدة في التنوع الذي ينص على أن مع الاعتراف بوحدة الجنس البشري، يجب الاحتفاء بالتنوع الثقافي. تُوصَف الوحدة في التنوع بشكلٍ شائعٍ في الكتابات البهائية بتنوع أزهار الحديقة الواحدة، حيث تضيف ألوان وأشكال الأزهار المختلفة إلى جمال الحديقة وصفائها.[16][70]
الطبيعة البشرية
من وجهة النظر البهائية، فإنَّ الطبيعة الإنسانية هي روحيةٌ في جوهرها، لذا فإنَّ أساس قدرات الإنسان تنبع من الطاقات الكامنة في الروح الإنسانية.[71] بعبارةٍ أخرى فإنَّ شخصية الإنسان وقدراته الفكرية والروحية تكمن في الروح حتى لو تم التعبير عنها بواسطة الحواس خلال فترة حياته القصيرة على وجه الأرض.[72] يعتقد البهائيون بأنَّ الغرض الحقيقي للحياة على هذه الأرض هو الإعداد روحيًا، لأنَّ الحياة هي مرحلة تطورٍ يجب من خلالها التركيز على تطوير وتنمية حياة الروح والقدرات الفكرية والذهنية.[73]
توضح الكتابات البهائية بأن الإنسان خُلِق نبيلًا. فالكائن البشري في الأساس لديه القدرة على أن يعكس الصفات الروحانية النبيلة، ويمتلك العقل والوجدان، بالإضافة إلى القدرة على البحث والفهم والتعاطف وخدمة الصّالح العام.[74] وقد تم تشبيه الإنسان في الكتابات البهائية بمنجمٍ ملئٍ بالأحجار الكريمة، وبالتربية تظهر هذه الصفات الجميلة والكمالات الإنسانية إلى عالم الوجود وينتفع منها الجميع.[75]
وبما أن جسم الإنسان مكوّنٌ من عناصر مختلفةٍ، وتؤدي وظائف متعددةٍ مثلما الحال في الحيوان، فإنه يتعرض خلال حياته إلى صعوباتٍ، ولديه حاجاتٌ جسميةٌ مثل الحيوانات، كالجوع، والرغبة الجنسية، والخوف، والألم، والغضب، والمرض.. إلخ. هذا الوضع يؤدي إلى خلق توترٍ وجهدٍ داخليٍ حيث إنَّ الاحتياجات الجسمانية والرغبات النفسية تدفع الفرد إلى التصرف بدنوٍ، بينما تدفعه الطبيعة الروحية نحو أهدافٍ ساميةٍ. لقد ذكر بهاءالله بأنَّ العمل والمثابرة لكبح جماح الرغبات الجسمانية وتوجيهها للاتجاه الصحيح هو أمرٌ ضروريٌ لعملية نمو الروح وتطورها. ومن أجل الوصول إلى درجة الكمال والاعتدال في الحياة يجب التوفيق والتلاؤم بين الاحتياجات الجسمانية والروحية.[76] إنَّ الدين البهائي لا يُقرّ بأنَّ الرغبات الجسمانية للإنسان شريرةٌ أو سيئةٌ، ذلك لأنَّ مخلوقات الله سبحانه وتعالى خيرٌ محضٌ في جوهرها. وفي الواقع إنَّ الهدف الرئيسي لجسم الإنسان وقدراته هو أن يكون أداةً جيدةً لتطوير وتنمية روحه. ومع استمرار تحكم الروح بطاقات وقِوى الجسم، يصبح الجسم وسيلةً للتعبير عن الإمكانيات الروحية له، وتصبح الأهواء النفسية والشهوات عائقًا لرقي الروح وتقدمها.[77]
ونظرًا لأنَّ الجسم هو الوسيلة لتجلّي الروح الإنسانية، فمن الأهمية الاهتمام والعناية به. فبهاءالله لا يشجع على الزهد والتقشّف وإنَّما يركز على المحافظة على صحة الجسم، ولهذا نلاحظ بأنَّ الكتابات البهائية احتوت على عددٍ من الأحكام العملية الخاصة بالعناية بالجسم مثل التغذية السليمة، الاستحمام المنتظم وتقليم الأظافر وغيرها. هذه الأحكام وغيرها من أحكام وتعاليم الدين البهائي تأخذ مبدأ الاعتدال فيها حيّزًا كبيرًا من حيث الأهمية، لأنَّ الأمور تكون ذات فائدةٍ ومنفعةٍ عندما يعتدل المرء في إجرائها، ومضرةً عندما يتطرف في تنفيذها.[78]
حياة الروح وبقائها
يؤمن البهائيون ببقاء الروح، والغرض من الحياة هو تنمية القدرات الكامنة في الروح الإنسانية واكتساب المواهب الروحانية التي تحتاجها لاستمرارية الحياة في العوالم الأخرى.[71][79] فالحياة الحقيقية من المنظور البهائي هي حياة الروح، وما الجسد إلا وسيلةٌ وأداةٌ لتقدم وتطور الروح في هذا العالم الناسوتي.[16][71][80]
حسب كتابات بهاءالله، الفرق بين الدنيا والآخرة يشبه الفرق بين عالم الجنين (الرحم) وهذا العالم. يوضّح عبد البهاء كما أن الأيدي والأقدام والأعين والأذنين والأعضاء الأخرى للإنسان تنمو في عالم الرحم وتهيئ الإنسان للحياة في هذا العالم، كذلك تنمو الصفات الروحانية للإنسان هنا، مثل الحب والخدمة التواضع والعطاء وما إلى ذلك، لتعدّه للحياة في العالم الآخر.
يعتقد البهائيون بأن الروح منفصلةٌ عن الجسد، وتستمر في الازدهار والرُقي في عالم الروح بعد انقطاع علاقتها بالجسد، أي بعد الموت.[79][80] ينظر البهائيون للعلاقة بين الروح والجسد كالعلاقة بين النور والمرآة، فهذا النور الذي نراه في المرآة ما هو إلا انعكاسٌ للنور الذي يأتي من مصدرٍ آخرٍ، وعندما تنكسر المرآة يستمر النور في الإضاءة.[71]
وتذكر الكتابات البهائية بأن هناك عوالم لا متناهية وراء هذا العالم المادي الناسوتي، والأرواح البشرية تمضي في رقيها عبر تلك العوالم للتقرب إلى الخالق عزّ وجلّ، وعملية التقرب المتعاقبة هذه تفرض على الروح التعرف على خصائصها وقِواها الكامنة وهي لا تزال تعيش في هذا العالم الناسوتي، فالحياة بجميع مراحلها ومظاهرها ما هي إلا تهيئة الروح وتهذيبها لحياتها الأبدية في جميع العوالم.[73]
حسب الاعتقادات البهائية، إن رقي الروح في العوالم الأخرى ترجع إلى الفيوضات الإلهية ورحمته، وكذلك إلى الأعمال الصالحة والخيرات والمبرات التي يتم تقديمها باسم الفقيد في هذا العالم، وكذلك عن طريق الأدعية والمناجاة التي تتلى في ذكراه.[81][82]
الحياة التعبدية
إن العبادات بأنواعها متأصلةٌ في الحياة الدينية، ومن خلالها يستطيع الأفراد والجامعات تعزيز الرابطة الفريدة القائمة بين الخالق والبشر. هذه الرابطة تبعث بالحيوية في العلاقات التي تعزز المجتمع وتحافظ عليه – فيما بين الأفراد ومختلف عناصر الجامعة ومؤسساتها. يعتقد البهائيون بأن الدعاء والمناجاة ضروريٌ لنمو الفرد الروحاني وحيويته، فمن خلاله يمكن للمرء أن يتواصل مع الله ويعبّر عن محبته له، ويلتمس منه التأييد. والدعاء مرتبط أيضًا بتحول الفرد ونموه روحانيًا عن طريق تنمية الصفات الروحانية والتي يجب أن تنعكس على تفاعل الفرد مع الآخرين.[83] إن القدرة على التأمل والتفكر سمةٌ مميّزةٌ للوجود الإنساني؛ والآثار الكتابية البهائية تشير إلى أن التقدم البشري يستحيل تحققه دون التأمل والتفكر.
إن الصلاة والدعاء تعتبران جزءًا لا يتجزأ من الحياة البهائية سواء أكان ذلك على مستوى الفرد أو المجتمع أو المؤسسات.[83] يعد الصوم والحج أيضًا من شعائر التعبد التي أدت دورًا هامًا في الحياة الدينية على مدى تاريخ البشر. كما أن العمل واحتراف المهن أيضًا يمكن اعتباره من العبادات عندما يُؤدى بروح الخدمة.[84]
يجتمع البهائيون أيضًا مع أصدقائهم في جلساتٍ توحدهم الرغبة في مشاركة الكلمة الإلهية معًا. وتعمل جلسات التعبد والدعاء هذه على إيقاظ الأحاسيس الروحانية لدى المشاركين وتعزيز حس الخدمة المتفانية وأهمية المساهمة في التقدم الاجتماعي للمنطقة التي يعيشون فيها، وبإرفاق هذه الجلسات مع أعمال الخدمة التي يقوم بها مشاركيها، تساعد في تشكيل نمطٍ من الحياة المجتمعية تُبَثُّ فيها روح التعبّد وتساعد في تطوير المجتمع المحلي ماديًا ومعنويًا.
وتقع العبادة والخدمة في صلب نمط حياة المجتمع الذي يسعى البهائيون المساهمة في تطويره في شتى أنحاء العالم. وهما عنصران متميزان لا يمكن فصلهما في دفع حياة المجتمع قدمًا. ويتجسد تكامل مفهوم العبادة والخدمة في مؤسسة مشرق الأذكار (المعبد البهائي).[85] إذ يتألف هيكل مشرق الأذكار من مبنىً مركزيٍ يشكّل نقطةً محوريةً للعبادة في منطقةٍ ما، وتُحيط به ملحقاتٌ لتوفير التعليم والرعاية الصحية وغير ذلك من الخدمات المعنية بالتقدم الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع.[86] وعلى الرغم من قلة عدد مشارق الأذكار في العالم في الوقت الحالي، إلا أنه سيتم إنشاء العديد منها في عددٍ متزايدٍ من المجتمعات، وفي المستقبل سوف يستفيد كل مجتمعٍ محليٍ من مثل هذا الصرح الذي يجمع القلوب تحت سقفٍ واحدٍ، كلٌ يدعو بارئه وخالقه، ويمارس عبادته بطريقته الخاصة، أيًا كانت ديانته ومعتقده، ويساهم بدوره في تقدم المجتمع الذي ينتمي إليه.[87][88]
المساهمة في تقدم الحضارة الإنسانية
لقد أخبر بهاءالله أتباعه أن يضعوا جلّ همّهم في احتياجات العصر الذي يعيشون فيه وأن تتمحور مشاوراتهم حول لوازمه ومتطلّباته. لذا، نادى بهاء الله بالعمل من أجل خير العموم،[89] وبناءً على ذلك فإن البهائيين يسعون منذ وقتٍ طويلٍ للمساهمة في العمليّات الراميّة للتقدم الاجتماعي على المستوى المحلي والوطني والعالمي من خلال اتخاذ مبادراتٍ ملموسةٍ في أحيائهم وقراهم ومجتمعاتهم.[90]
من التعاليم والمبادئ البهائية
تشمل التعاليم والمبادئ البهائية عددًا كبيرًا من التصريحات والأفكار اللاهوتية والاجتماعية والروحية التي أسسها بهاءالله مؤسس (شارع) الدين البهائي، وأوضحها عبدالبهاء، نجل بهاءالله ومبيّن آثاره، وكذلك شوقي أفندي حفيد عبد البهاء. وقد دونت تلك التعاليم في الكتابات البهائية المختلفة.
المعنى الاصطلاحي
يعرف مصطلح «المبادئ البهائية» في المدونات الرسمية التابعة للإدارة البهائية على أنها الأصول المستخلصة من الكتابات المنزّلة في الدّور البهائي، والّتي يعتبرها البهائيّون هاديًا لهم وتوجيهًا إلهيًّا يحدّد معالم الشّوط الحاليّ من المسيرة الإنسانيّة، ويجدون فيها الأساس الّذي ستشاد عليه الحضارة العالميّة المقبلة. فالمبادئ بهذا التّصوّر هي بمثابة أهدافٍ تدور حولها وتسدّد إليها جهود وموارد وإمكانات كلّ من الأفراد والجماعات على السّواء. ويضع البهائيّون مبادئ وأحكام دينهم موضع التّنفيذ، ويركّزون جهدهم لتحقيق مضمونها في حياتهم اليوميّة.[91]
المبادئ الأساسية
كثيرا ما ترد المبادئ التالية كموجزٍ سريعٍ للتعاليم البهائية. وهي مستمدةٌ من نصوص الخطب التي ألقاها عبدالبهاء خلال جولته في أوروبا وأمريكا الشمالية خلال الأعوام 1911- 1913.[92] وتُعد تلك القائمة غير رسمية، وإن كانت تتكرر في مدوناتٍ بهائيةٍ رسميةٍ أحيانًا بزيادةٍ أو نقصانٍ بعض البنود الواردة.[93]
- التحرّي الشخصي عن الحقيقة وترك التقليد والتبعية.
- المساواة بين الجنسين.
- نبذ كل أنواع التعصبات.
- وجوب تطابق الدين والعلم.
- التعليم العام الإلزامي.
- القضاء على الفقر المدقع والثراء المفرط.
- وجوب إيجاد لغة عالمية مشتركة.
- تأسيس محكمة دولية لفض الخصومات بين الدول.
- تأسيس السلام العالمي.
بعض الأحكام البهائية
بحسب الاعتقادات البهائية، تتكون الأحكام من بعدين متكاملين. يتضمن أحد الأبعاد الأحكام الأخلاقية التي لا تتغير بمرور الوقت، وتكون مشتركةً بين الأديان كافةً؛ مثل الدعوة إلى الصدق والنزاهة والكرم وغيرها.[16] أما البعد الآخر، يشمل الأحكام التي تهدف إلى تنظيم الحياة الاجتماعية، والتي يمكن تغيير بعضها بمرور الوقت، مثل الأحكام المتعلقة بالزواج والإرث وغيرها. على الرغم من أن العديد من القوانين الواردة في «الكتاب الأقدس» قابلةٌ للتطبيق في المجتمع الحديث، إلا أن بهاء الله سمح بتطبيق قوانين جديدة وفقًا لمتطلبات العصر، وهذه الشرائع تنبثق وتتغير تدريجياً بتطور البشرية.[94] مراعاة الأحكام الشخصية كالصوم والصلاة، في حين هي فرضٌ على الجميع، تُعتبر واجباتٍ شخصيةٌ.[95][96] ولا يعتبر بهاء الله الأحكام حكماً، أو إطارًا عقابيًا لغرض تنفيذ الحكم أو العقوبة، بل تعتبر الأحكام جزءًا أساسيًا من تقدم الإنسان الروحي ودليل سلوكه العرفاني.[94][97]
في كتابات بهاءالله، لم يتم تقديم الأحكام والحدود كمجموعةٍ من الأوامر والنواهي التي يجب مراعاتها خوفًا من العقاب الإلهي، أو طمعًا بالثواب والنعيم الأبدي، أو إطارًا جزائيًا لتنفيذ الحكم أو العقوبة، وإنما يعتبر بهاء الله الأحكام والوصايا جزءًا لا يتجزأ من التقدم الروحي للإنسان. بيّن بهاء الله بأنَّ الأحكام والحدود هي الأساس الذي يُبنى عليه المجتمع الإنساني بأكمله وبدونها يستحيل قيام النظام، وإذا انعدم النظام لا يمكن إيجاد إطارٍ يجمع بداخله النشاطات الروحية والثقافية والعلمية والفكرية التي يعتمد عليها تطور الشئون الإنسانية المتداخلة. وكما ينهار سقف مبنىً شاهقٍ بسبب تجاهل القوانين الفيزيائية للكون، فكذلك انتهاك القوانين الروحية التي تحكم الكون يضر الإنسان روحياً. في هذا الرأي، تساعد الأحكام الدينية الإنسان على مواءمة حياته مع القوانين الروحية التي تحكم العالم والكون.[98]
في الاعتقادات البهائية، غالبًا ما يتم تقديم الوصايا ليس في شكل تعليماتٍ محددةٍ لمواقف مختلفةٍ وإنما في شكل مبادئ عامة، والتي تنطبق في كثيرٍ من الحالات على الفرد كما يراه مناسبًا في حياته وفي كل موقفٍ. ولا تعلّق الأحكام البهائية على جوانب كثيرةٍ من الحياة. وفي بعض الحالات، يُذكر صراحةً أن مسألةً معينةً هي مسألة اختيارٍ فرديٍ وليس حكمًا إلهيًا. هناك أيضًا تركيزٌ عامٌ قويٌ على وعي الفرد وفهمه وعقلانيته حول كيفية تطبيق بعض الأحكام الاجتماعية البهائية والتي تُطبق حاليًا.[99] يصرّح بهاءالله في كتاباته بأن على الأفراد تطبيق الأحكام في غاية السرور، ويجب أن تكون نابعةً من حب الإنسان لخالقه.[100] ولا أحدٌ مسئولٌ عن الإشراف على تنفيذ الأحكام من قِبل الآخرين، فوفقًا للتعاليم البهائية، إن الفرد مسؤولٌ أمام الله فقط، وكل شخصٍ مسؤولٌ عن تحسين وتأديب سلوكه وأفعاله.[99] ولا يوجد في البهائية رجال دينٍ أو علماء دينٍ يستطيعون إصدار أو تفسير الأحكام الإلهية. ومع ذلك، فإنه في بنية الجامعة البهائية، هناك المجالس المنتخبة، وليس الأفراد، التي تؤول إليها إدارة شئون البهائيين وتنظيمها، والتي يرأسها بيت العدل الأعظم.[99]
تستند الأحكام البهائية إلى كتابات بهاء الله المكتوبة والمدوّنة، مثل الكتاب الأقدس وملحقاته، جنبًا إلى جنب مع تفسيرات عبد البهاء، وشوقي أفندي، والقوانين الموضوعة من قبل بيت العدل الأعظم. ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال اعتبار الحكايات الشخصية والروايات الشفوية عن حياة بهاء الله أو غيره من قدماء هذا الدين أساسًا لتقرير الأحكام.[101]
طبقًا لهذا التوجه، قام شوقي أفندي ومن بعده بيت العدل الأعظم تدريجيًا بتعريف وتطبيق حدود وأحكام «الكتاب الأقدس»، وذلك طبقًا لنمو وبلوغ الجامعة البهائية. وفيما يلي بعض الأحكام التي وردت في الكتاب الأقدس:
- الصلاة
- الدعاء والمناجاة وقراءة الآيات الإلهية
- الصيام
- الزواج
- الطلاق
- الدفن
- الطهارة والنظافة
- التعايش مع جميع شعوب العالم بالروح والريحان
- جوانب الحياة الشخصية
- العفة والتقديس في جميع الأمور
- مشرق الأذكار – دار العبادة البهائي
- إطاعة الحكومة واجبةٌ في كل الأمور إلا فيما يخالف العقيدة
- عدم التدخل في الأمور السياسية أو الانضمام إلى الأحزاب
- ضرورة المشورة
- أحكامٌ أخرى
من أهم الأماكن المقدسة البهائية
يعتبر رفات بهاءالله في عكا وضريح السيد علي محمد الباب في حيفا من أهم الأماكن المقدسة للبهائيين في العالم.[102]
الكتابات والآثار البهائية
تعتبر كتابات بهاءالله والباب من الكتب المقدسة لدى البهائيين، وهي عديدةٌ ومتنوعةٌ. وتعتبر كتابات وخطب عبد البهاء وأعمال شوقي أفندي شروحات وتفسيرات رسمية، وكذلك رسائل وكتابات بيت العدل الأعظم تعد من التشريعات والتوضيحات الرسمية، وكلها مصنفةٌ على أنها كتاباتٌ وآثارٌ بهائيةٌ.[103] تمت ترجمة كتابات بهاءالله التي نزلت باللغتين الفارسية والعربية إلى أكثر من ثمانمائة لغةٍ في العالم اليوم.[104]
- الكتاب الأقدس
- كتاب الإيقان.
- البيان العربي.
- البيان الفارسي.
- الكلمات المكنونة.
- كتاب عهدي.
- ألواح الوصايا لعبد البهاء.
- خطب عبد البهاء.
- مفاوضات عبد البهاء.
العبادة في البهائية
العبادة لدى البهائيين تتم عن طريق دراسة النصوص البهائية وقراءة الأدعية والمناجاة كل صباحٍ ومساءٍ، وكذلك أداء الفرائض والأحكام كـ الصلاة والصوم وغيرها من الأحكام التي نصها بهاءالله في الكتاب الأقدس.[105] أما الرهبنة والتكهن والدروشة والاعتصام في الصوامع والاعتزال عن الناس فممنوعٌ عند البهائيين. ويعتقدون أن من واجب الإنسان العمل والاحتراف والتطبيق العملي للوصايا الإلهية في الحياة اليومية، والتحلي بالعفة والطهارة و الأخلاق الحميدة. ويُعتبر العمل لغرض خدمة الآخرين والمجتمع نوعًا من العبادة في حد ذاته.
حالة الدعاء
إن حالة الدعاء والمناجاة مع الخالق سبحانه وتعالى مهمةٌ للغاية، فكلما كان القلب صافيًا ومنزهًا عن شؤون الدنيا كلما كان الحديث مع الخالق عزّ وجلّ أكثر لطافةً وحلاوةً.[16] يعتبر البهائيون تلاوة الأدعية والمناجاة مع الله سبحانه وتعالى تعبيرًا عن حب الإنسان لخالقه، لا مخافةً منه أو من عقابه، ولا رجاءً في الثواب أو نعيمه. يوضّح عبدالبهاء بأن الدعاء والمناجاة مع الله يشبه الحديث مع حبيبٍ عزيزٍ، فعندما يكون الإنسان مفتونًا بحب الآخر لا يسكت أبدًا عن ذكر حبيبه. فكم هو صعبٌ إذًا على شخصٍ مفتونٍ بحب الله أن يتوقف عن ذكره. الإنسان الروحاني في البهائية هو الشخص الذي لا يجد متعةً إلا بذكر الله سبحانه وتعالى.[106]
الدعاء والمناجاة وقراءة الآيات الإلهية
يعتقد البهائيون بأن الدعاء والمناجاة ضروريٌ لنمو الفرد الروحاني وحيويته، فمن خلاله يمكن للمرء أن يتواصل مع الله ويعبّر عن محبته له، ويلتمس منه التأييد. والدعاء مرتبط أيضًا بتحول الفرد ونموه روحانيًا عن طريق تنمية الصفات الروحانية والتي يجب أن تنعكس على تفاعل الفرد مع الآخرين.[107] إنّ القدرة على التّأمّل والتفكّر سمةٌ مميّزةٌ للوجود الإنسانيّ؛ والآثار الكتابية البهائيّة تشير إلى أن التقدّم البشريّ يستحيل تحققه دون التأمّل والتفكّر. تُعد قراءة آثار بهاءالله في كل صباحٍ ومساءٍ والتأمل في معانيها من الفرائض الدينية للبهائيين.[105][108] يتم تشجيع البهائيين على الدعاء بانتظامٍ، سواءً في الحياة الخاصة أو عندما يجتمعون معًا. فالدعاء والمناجاة عبارةٌ عن حديثٍ شيقٍ بين العبد وخالقه.عادةً في البهائية، لا يوجد شكلٌ محددٌ لتلاوة مثل هذه الأدعية، ولكن يُنصح بالدعاء على انفرادٍ، فهو أكثر نقاءً وفاعليةً. أما بالنسبة لجلسات الدعاء، يعتقد البهائيون بأن تلاوة الأدعية والتأمل في آيات الله يمكن أن يخلق سرورًا حقيقيًا لدى الإنسان، لذا يجتمع البهائيون مع بعضهم وأصدقائهم لقراءة الأدعية والآيات الإلهية باستمرار، حيث تضفي هذه الاجتماعات حسًا مرهفًا بالروحانية والمحبة وتسمو بالروح وتخلق السكينة والطمأنينة. ووفقًا للبهائية، فإن الدعاء والمناجاة هي الآيات التي أُنزلت على الأنبياء والمرسلين مثل موسى، وعيسى، وكريشنا، وبوذا، وإبراهيم، ومحمد، وباب، وبهاءالله، عن طريق الوحي الإلهي.[109]
مشارق الأذكار (دور العبادة البهائي)
نصّ بهاءالله في الكتاب الأقدس على وجوب بناء مشرق أذكار في كل مدينةٍ وبلدةٍ، وأكّد على أن أبوابه يجب أن تكون مفتوحةً للجميع بغض النظر عن الدين أو أي تمييزٍ آخر. كما تؤكد الأحكام البهائية على البُعد الروحاني لمشرق الأذكار، حيث يجب أن يكون مكانًا للتجمع، ويمكن للناس من جميع الأديان أن يعبدوا الله دون قيودٍ طائفيةٍ.[110] كما تنص الأحكام البهائية على أن الكتب المقدسة للدين البهائي والديانات الأخرى فقط هي التي يمكن قراءتها أو ترديدها داخل دارالعبادة بأي لغةٍ كانت.[110] علاوةً على ذلك، لا يجوز إلقاء خطبٍ، ولا تمارس أي طقوسٍ شعائريةٍ.
يتم في الدين البهائي الجمع بين مفاهيم العبادة والعمل والخدمة في شكل مؤسسة مشرق الأذكار، وتعتبر الآثار البهائية مشرق الأذكار رمزًا للعلاقة بين العبادة والخدمة.[111] تتكون مؤسسة مشرق الأذكار من مبنىً رئيسيٍ للعبادة محاطٌ بملحقاتٍ مخصصةٍ للمشاريع الخيرية، تهدف إلى توفير الخدمات التعليمية والصحية وغيرها من أجل التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع.[103] ومع أن مشارق الأذكار هذه تختلف من حيث التصميم والشكل، إلا أن لكلٍ منها قبةٌ وتسعة جوانب وتسعة مداخل، وهي مفتوحةٌ للجميع من كل الأديان. وهي كدور عبادةٍ، مخصصةٌ حصريًا للعبادة، بقراءة وتلاوة الأدعية والمناجاة، ويُحظر فيها إلقاء الخطب الدينية.
التقويم البهائي
للبهائيين تقويمٌ شمسيٌ جديدٌ فيه السنة العادية 365 يوم، والسنة الكبيسة 366. وللسنة البهائية تسعة عشر شهرًا، ولكل شهرٍ تسعة عشر يومًا.[112] أما الأيام الأربعة (في السنة البسيطة) أو الخمسة (في السنة الكبيسة) اللازمة لإكمال السنة إلى 365 يوم فتسمى بأيام الهاء. ولاتحسب ضمن الأشهر، بل تقع قبل الشهر الأخير أي شهر الصيام.[113][114] تبدأ السنة البهائية يوم الاعتدال الربيعي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية (عادةً يوم 21 مارس)، وهو أحد الأعياد البهائية ويسمى يوم النوروز.[16][112][115] أما بالنسبة إلى بداية اليوم في التقويم البهائي، فإن اليوم البهائي يبتدئ من الغروب وينتهي إلى الغروب.
بدأ التقويم البهائي في سنة 1844م/ 1260هـ وسُمّي بتقويم البديع. مجموع الأيام المقدسة البهائية (بين الأعياد وأيام الذكرى) هو تسعة أيامٍ لايجوز فيها العمل إلا في أعمالٍ خاصةٍ تم توضيحها في الكتاب الأقدس.[116] أسماء الأشهر وكذلك أسماء الأيام تحكي عن بعض الصفات الإلهية ومنها شهر العلاء وشهر الجلال وشهر الكمال وغيرها.[16][117]
النظام الإداري البهائي
لا يوجد في الدين البهائي أية مراكز أو مناصب أو وظائف فقهية، فليس فيه كهنة أو رهبان أو قساوسة أو رجال دين.[118] يعتقد البهائيون أن على كل شخصٍ مهمة تثقيف نفسه والتعرف والإطلاع الشخصي على تعاليم دينه وتطبيقها في حياته اليومية والسلوك حسب مناهجها. أما أمور المجتمع فتحال إداريًا على النطاق المحلي إلى مايسمى بالمحافل الروحية المحلية، وعلى النطاق الإقليمي إلى مايسمى بالمحافل الروحية المركزية.[119] وهذه المحافل سواءً كانت محليةً أو مركزيةً، يتم انتخاب أعضائها سنويًا من قبل أفراد الجامعة البهائية بدون حملات دعايةٍ أو أي نوعٍ من الترشيح أو التصويت العلني،[120] ولايملك أفرادها أية سلطةٍ شخصيةٍ أو فرديةٍ، بل أن السلطة وصلاحية اتخاذ القرارات تعود للمحافل كهيئاتٍ إداريةٍ.
بُني النظام الإداري البهائي على أسسٍ موجودةٍ في الكتاب الأقدس، ووضّحها عبد البهاء في وصيته ألواح الوصايا، حيث حدّد فيها المؤسسات الإدارية ومنصب ولاية الأمر الذي عيّن له حفيده شوقي افندي رباني ليقوم بتولي هذا المنصب بعد وفاته.[118] وشرح عبد البهاء متطلبات وكيفية تأسيس بيت العدل الأعظم، وهو الهيئة الإدارية العليا المنتخبة لإدارة شؤون الجامعة البهائية العالمية.
وعند تولي أمور الجامعة البهائية، قام شوقي افندي بترجمة العديد من الكتب البهائية إلى اللغة الإنجليزية، ووضع وأشرف على تنفيذ الخطط لنشر الدين البهائي في العالم، وبدأ بإنشاء المركز البهائي العالمي في مدينة حيفا قرب مرقد الباب، وشيّد أركان المؤسسات الإدارية المحلية والإقليمية، تمهيدًا لانتخاب بيت العدل الأعظم للمرة الأولى. وبعد وفاة شوقي أفندي في سنة 1957م فجأةً دون أن يترك وصيةً أو نجلاً، استحال تعيين من يخلفه في ولاية الأمر، فتم تشكيل بيت العدل الأعظم الذي يُعتبر أعلى هيئة إدارية وتشريعية للدين البهائي منذ ذلك الحين. ويُجرى انتخاب أعضاء بيت العدل الأعظم التسعة مرةً كل خمسة سنواتٍ من قبل البهائيين في العالم.[121]
المساهمة في أمور المجتمع
لقد أخبر بهاءالله أتباعه أن يضعوا جلّ همّهم في احتياجات العصر الذي يعيشون فيه وأن تتمحور مشاوراتهم حول لوازمه ومتطلّباته. لذا، نادى بهاء الله بالعمل من أجل خير العموم،[89] وبناءً على ذلك فإن البهائيين يسعون منذ وقتٍ طويلٍ للمساهمة في العمليّات الراميّة للتقدم الاجتماعي على المستوى المحلي والوطني والعالمي من خلال اتخاذ مبادراتٍ ملموسةٍ في أحيائهم وقراهم ومجتمعاتهم.[90]
للجامعة البهائية عالميًا سواءً كانت ممثلةً في أفرادها أو في هيئاتها الإدارية، نشاطاتٌ عدةٌ في شتى المجالات التي تتعلق بخدمة المجتمع، ومنها تأسيس العدالة الاجتماعية، وترويج مكانة وتأثير الدين في المجتمع، ومجالات النمو الروحي للفرد، وغيرها. ويدفعهم في هذا مبدأ وحدة العالم الإنساني. وفي العقود الأخيرة ساهم البهائيون في العديد من النشاطات الاجتماعية-الاقتصادية التي أدت إلى خدمة المجتمعات التي يعيشون فيها والمساعدة في مشاريع التطوير الاجتماعي والاقتصادي والتقافي، وخاصةً في العديد من الدول النامية. وللمزيد من المعلومات المتعلقة بهذا الصدد، طالع مجلة دولة واحدة التي تُصدر باللغة الإنجليزية وتضم العديد من أخبار هذه النشاطات. وقد عبّر بهاء الله في كتاباته عن حاجة الدول في الوقت الحاضر للاتحاد مع بعضها في إدارة الأمور وحل المشاكل العالمية. ومنذ بداية نشأة الأمم المتحدة ساهم البهائيون في دعم مشاريعها الإنسانية في محو الأمية ونشر التعليم وتوزيع الأدوية وفي نشاطات صندوق الأطفال الدولي وغيرها. وتعتبر الجامعة البهائية العالمية إحدى الهيئات غير الحكومية في الأمم المتحدة، ولها أدوارٌ عديدةٌ في التحضير والمساهمة الفعالة في المؤتمرات العالمية، مثل مؤتمرات ممثلي الأديان، ومؤتمرات حقوق المرأة، وحفظ البيئة و غيرها. ومن جملة نشاطاتهم في هذا المجال قاموا بتوزيع بيانٍ موجهٍ إلى رؤساء الأديان في كل أطراف العالم، وبيانٍ باسم "السلام العالمي وعدٌ حقٌ" قاموا بتوزيعه على كل الحكام ورؤساء الدول بالإضافة إلى نشرها في الجرائد وباقي المنشورات.
انتقاد البهائية
كانت بداية الانتقادات التي تعرضت لها الديانة البهائية من الفرق الأخرى التي انشقت عن البابية وخصوصا اتباع البابية الأزلية التي اسسها صبح أزل (أخو بهاء الله غير الشقيق)، وفي السنوات اللاحقة تعرضت البهائية للانتقاد في بعض أو كل تعاليم الديانة ومبادئها وتاريخها وآثارها، وبشكل خاص من فقهاء المسلمين الذين أجمعوا على كفر اعتناق البابية أو البهائية.
انتقاد شخصية البهاء وإدعائه الألوهية
كثيرا من نصوص البهاء يتكلم عن حلول الروح الإلهية في شخصه حيث تتشابه العقيدة البهائية مع المسيحية في هذا الشيء (مسألة الناسوت واللاهوت لشخصية يسوع المسيح) وقد لاقى هذا الأمر انتقادًا شديدًا من قبل المسلمين على وجه الخصوص الذين يرفضون هذا المبدأ ويعتبرونه «شرك بالله».
من أمثلة إدعاء البهاء الألوهية ما ورد في الكتاب المبين بكونه «الله» وانه «خلق العالم»
«إن الذي خلق العالم لنفسه قد حبس في أخرب الديار»
«أن استمع مايوحي من شطر البلاء علي بقعة المحنة والابتلاء من سدرة القضاء أنه لا إله إلا أنا المسجون الفريد»
وكذلك ما ورد في كتاب لئالئ الحكمة
«شهد شعري لجمالي بأني أنا الله لا اله الا أنا قد كنت في أزل القدم الآقدم الها فردا أحدا صمدا حيا باقيا قيوما»
وهناك نصوص أخرى وردت في كتب أخرى مثل الكتاب الأقدس وغيره.
ومن الانتقادات التي طالت البهاء أيضا من علماء الإسلام خاصة هو جعل البهاء نفسه قبلة السجود والصلاة، ويرى علماء الإسلام أن هذا دليلاً لإشراكهِ بنفسهِ مع الله أو ادعاء صريح بالألوهية.
انتقاد التعاليم البهائية
وحدة الأديان
تنص تعاليم البهائية على أن جميع الأديان صحيحة وأنه ليس هناك سوى دين واحد والذي يتم كشفه تدريجيا من الله للبشرية من خلال الأنبياء والرسل، وفي الوقت نفسه، فإنه لا جدال في أن هناك اختلافات كثيرة بين مختلف الديانات.
المساواة بين الجنسين
ويؤكد البهائيون أن المساواة بين الجنسين حقيقة واقعة لا يمكن الجدل عنها في حالة الإنسان. بعض النقاد يعارضون الفكرة نفسها، في حين يعارض آخرون أن تعاليم معينة يبدو أنها تضر بالمبدأ، من خلال تفضيل جنس واحد أو الآخر في التعليم والميراث والعضوية في بيت العدل البهائي.
انسجام العلم والدين
إن الانسجام بين العلم والدين هو من المبادئ البهائية الهامة. وقد جاء النقد من جانبي السؤال: من أولئك الذين يشددون على أولوية الوحي الكتابي، وكذلك أولئك الذين يعتبرون بعض التصريحات التي صدرت من مؤسسي الديانة «غير علمية».
البهائيون في العالم
- البهائية في البحرين
- البهائية في مصر
- البهائية في إيران
- البهائية في الهند
- البهائية في الولايات المتحدة
المراجع
- الموسوعة المسيحية العالمية نسخة محفوظة 20 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Dictionary 2004.
- Smith 2000، صفحة 114.
- Stockman 2020، صفحات 36–37.
- Affolter January 2005، صفحات 75–114.
- Smith, Peter. An introduction to the Baha'i faith. Cambridge; New York: Cambridge University Press, 2008. 110. ISBN 9780521862516
- Smith 2008، صفحة 56.
- Hutter 2005، صفحات 737–740
- Hutter 2005، صفحات 737–40.
- McLean & Lee 1997، صفحة 66.
- Smith 2008، صفحات 107–9.
- Hutter 2005، صفحات 737–740.
- Stockman 2006.
- http://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/بهاء/
- معجم الغني. عبد الغني أبو العزم. المكتبة الشاملة. ص 1212 . https://shamela.org/pdf/4abd4ef6b7cab80b358d5000b057d5c6 "نسخة مؤرشفة"، مؤرشف من الأصل في 22 سبتمبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 29 سبتمبر 2021.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link) - Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press. ISBN 9780521862516
- Amanat, Abbas. Iran: A Modern History. Yale University Press, 2017. 240.ISBN 0300112548.
- Amanat, Abbas. Resurrection and Renewal: The Making of the Babi Movement in Iran. Ithaca: Cornell University Press, 1989. 332-368. ISBN 0-8014-2098-9.
- MacEoin, D. M.. BAYĀN(English). . Encyclopedia of Iranica. Retrieved on 2009-09-05.
- BÁBISM, By Edward G. Browne.p338
- Amanat, Abbas. Resurrection and Renewal: The Making of the Babi Movement in Iran. Ithaca: Cornell University Press, 1989. 400-404. ISBN 0-8014-2098-9.
- الصفحة الأولى من لوح الوصاية للباب نسخة محفوظة 21 ديسمبر 2013 على موقع واي باك مشين.
- A. Bausani, D. MacEoin (1982). "ABD-AL-BAHĀ". Encyclopædia Iranica. Retrieved ۲۰۱۰-۰۸-۱۰.
- «حضرت عبدالبهاء-مثل اعلای امر بهائی». جامعهٔ جهانی بهائی. بازبینیشده در 4.7.2016.
- Mottahedeh، Abdu’l-Bahá's Journey West: The Course of Human Solidarity
- Momen، World Religions: Belief, Culture, and Controversy.
- Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press. P52. ISBN 9780521862516
- Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press. P53. ISBN 9780521862516
- Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press. P45. ISBN 9780521862516
- Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press.P46. ISBN 9780521862516
- بهائیانِ ایران و ارتباط با دولتهای خارجی، بیبیسی فارسی
- جانسون، لووِل. ولی محبوب امرالله. محفل روحانی بهائیان آفریقای جنوبی - ژوهانسبورگ، ۲۰۰۷.
- گلنفورد اِ میچل. [www.bahai.org «شوقی ربّانی، راهنمای هزاره جدید»]. بازبینیشده در ۲۴ بهمن ۱۳۹۴.
- قرن انوار. مرکز جهانی بهائی، ۲۰۰۲.
- اشرف، فؤاد. شوقی ربّانی، حصن حصین شریعت الله. هوفهایم، ۱۹۹۷.
- Shoghi Effendi. . Oxford: Oneworld Publications.، 2000.
- ربّانی، شوقی. The Dispensation of Bahá'u'lláh.
- فتح اعظم، هوشمند. نظم جهانی بهائی. ۱۹۵۵.
- Momen، Wendi. Understanding the Bahaʼı́ Faith. Dunedin Academic Pres، 2006.
- بررسی کتاب: سرکوب و کشتار دگراندیشان مذهبی در ایران، بیبیسی فارسی
- Shoghi Effendi, The World Order of Bahá’u’lláh. Wilmette, Illinois, Bahá'í Publishing Trust
- Momen, Moojan (1989). "Bayt-al-`Adl (House of Justice)". Encyclopædia Iranica.
- نص الوصية
- Bahá'í divisions - Wikipedia, the free encyclopedia [الإنجليزية]
- The Unitarian Bahai Association: A Liberal Bahai Faith Community نسخة محفوظة 19 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
- The Unitarian-Baha'is نسخة محفوظة 22 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Orthodox Bahá’í Faith نسخة محفوظة 17 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
- Sergeev، Mikhail. Theory of Religious Cycles Tradition, Modernity, and the Bahá’í Faith. Brill، 2015
- بشروئي، مسعودي (2012). تراثنا الروحي من بدايات التاريخ إلى الأديان المعاصرة. دار الساقي، بيروت، لبنان. ص 558.
- Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press. p. 106-108. ISBN 9780521862516
- The Bahais. Bahai International Community، 2017.شابک ۹۷۸۰۸۷۷۴۳۳۸۴۲
- بشروئي، مسعودي (2012). تراثنا الروحي من بدايات التاريخ إلى الأديان المعاصرة. دار الساقي، بيروت، لبنان. ص 560
- Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press. pp. 108–109. ISBN 9780521862516
- Momen, Moojan (2007-09-01). "Marginality and apostasy in the Baha'i community". Religion. 37 (3): 187–209. doi:10.1016/j.religion.2007.06.008. ISSN 0048-721X.
- Smith, Peter (2002) A Concise Encyclopedia of the Baha'i Faith, (One World, Oxford) pp. 114
- Smith, Peter (2002) A Concise Encyclopedia of the Baha'i Faith, (One World, Oxford) pp. 114 -116
- Momen, Wendi. General Editor. (1989). A Basic Baha'i Dictionary George Ronald. Oxford) p. 60
- Hatcher, W.S. ; Martin, J.D. (1998). The Baháʼí Faith: The Emerging Global Religion. San Francisco, CA, USA: Harper and Row, ISBN 0-87743-264-3. pp. 127-130
- مؤمن، مؤمن (2009). فهم الدين البهائي. الفرات للنشر والتوزيع، بيروت، لبنان. ص 157
- مؤمن، مؤمن (2009). فهم الدين البهائي. الفرات للنشر والتوزيع، بيروت، لبنان. ص 161
- مؤمن، مؤمن (2009). فهم الدين البهائي. الفرات للنشر والتوزيع، بيروت، لبنان. ص 162
- Baháʼu'lláh (1976). Gleanings from the Writings of Baháʼu'lláh. Wilmette, Illinois, USA: Baháʼí Publishing Trust. pp. 288. ISBN 0-87743-187-6
- مقالات و رسائل در مباحث متنوعه، علی مراد داودی، مؤسسه معارف بهائی، صفحه ۲۱
- Hutter, Manfred (2005). "Bahā'īs". In Ed. Lindsay Jones (ed.). Encyclopedia of Religion. 2 (2nd ed.). Detroit: Macmillan Reference USA. pp. 737-740. ISBN 0-02-865733-0.
- Britannica (1988). "The Baháʼí Faith". Britannica Book of the Year. Chicago: Encyclopædia Britannica. ISBN 0-85229-486-7.
- Hatcher, William; Martin, Douglas (1985). The Baháʼí Faith. San Francisco: Harper & Row. pp. 78. ISBN 1931847061.
- Universal House of Justice (1985). The Promise of World Peace [Online]. Available at: https://www.bic.org/statements/lswlmu-llmywu-wdun-hqwun. نسخة محفوظة2021-03-14 على موقع واي باك مشين.
"نسخة مؤرشفة"، مؤرشف من الأصل في 14 مارس 2021، اطلع عليه بتاريخ 29 سبتمبر 2021.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link) - Baha’i International Community Statement (2010). إحداث تحوّل في المداولات الجماعيّة: الاهتمام بقيم الوحدة والعدل [Online]. Available at: https://www.bic.org/statements/hdth-thwwl-fy-lmdwlt-ljmyw-lhtmm-bqym-lwhd-wldl
"نسخة مؤرشفة"، مؤرشف من الأصل في 22 أكتوبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 29 سبتمبر 2021.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link) - هاتشر، مارتين (2002). الدين البهائي بحث ودراسة. من منشورات دار النشر البهائية في البرازيل. ص 268
- بشروئي، مسعودي (2012). تراثنا الروحي من بدايات التاريخ إلى الأديان المعاصرة. دار الساقي، بيروت، لبنان. ص 561.
- ادیب طاهرزاده. روح انسانی. دانداس، انتاریو، کانادا.شابک ۱-۸۹۶۱۹۳-۰۳-X.
- 1. هاتشر، مارتين (2002). الدين البهائي بحث ودراسة. من منشورات دار النشر البهائية في البرازيل. ص 166
- بشروئي، مسعودي (2012). تراثنا الروحي من بدايات التاريخ إلى الأديان المعاصرة. دار الساقي، بيروت، لبنان. ص 567-568
- Baha’i International Community Statement (2010). إحداث تحوّل في المداولات الجماعيّة: الاهتمام بقيم الوحدة والعدل [Online]. Available at: https://www.bic.org/statements/hdth-thwwl-fy-lmdwlt-ljmyw-lhtmm-bqym-lwhd-wldl (Accessed: 11.02.2021)
"نسخة مؤرشفة"، مؤرشف من الأصل في 22 أكتوبر 2021، اطلع عليه بتاريخ 29 سبتمبر 2021.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link) - بشروئي، مسعودي (2012). تراثنا الروحي من بدايات التاريخ إلى الأديان المعاصرة. دار الساقي، بيروت، لبنان. ص 566.
- هاتشر، مارتين (2002). الدين البهائي بحث ودراسة. من منشورات دار النشر البهائية في البرازيل. ص 168
- هاتشر، مارتين (2002). الدين البهائي بحث ودراسة. من منشورات دار النشر البهائية في البرازيل. ص 169
- هاتشر، مارتين (2002). الدين البهائي بحث ودراسة. من منشورات دار النشر البهائية في البرازيل. ص 169-170
- بشروئي، مسعودي (2012). تراثنا الروحي من بدايات التاريخ إلى الأديان المعاصرة. دار الساقي، بيروت، لبنان. ص 567.
- بهاءالله. کتاب اقدس. ویلمت، Illinois، آمریکا: Bahá'í Publishing Trust. شابک ۰-۸۵۳۹۸-۹۹۹-۰.
- «روح». آئین بهائی.
- مفاوضات عبدالبهاء.
- مؤمن، مؤمن (2009). فهم الدين البهائي. الفرات للنشر والتوزيع، بيروت، لبنان. ص 120
- مؤمن، مؤمن (2009). فهم الدين البهائي. الفرات للنشر والتوزيع، بيروت، لبنان. ص 85
- Stockman، Robert. The Baha'i Faith: A Guide For The Perplexed. Bloomsbury Academic، 2013
- Stockman، Robert. The Baha'i Faith: A Guide For The Perplexed.Bloomsbury Academic، 2013
- مؤمن، مؤمن (2009). فهم الدين البهائي. الفرات للنشر والتوزيع، بيروت، لبنان. ص 237-239
- هاتشر، مارتين (2002). الدين البهائي بحث ودراسة. من منشورات دار النشر البهائية في البرازيل. ص 247
- مؤمن، مؤمن (2009). فهم الدين البهائي. الفرات للنشر والتوزيع، بيروت، لبنان. ص 58
- مؤمن، مؤمن (2009). فهم الدين البهائي. الفرات للنشر والتوزيع، بيروت، لبنان. ص 91-92
- من مبادئ الدّين البَهَائيّ الموقع الرسمي للجامعة البهائية باللغة العربية نسخة محفوظة 25 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
- بشروئي، مسعودي (2012). تراثنا الروحي من بدايات التاريخ إلى الأديان المعاصرة. دار الساقي، بيروت، لبنان.
- Cole 1989، صفحات 438–446: "Bahaism: The Faith"
- Universal House of Justice (۱۹۹۲)، «مقدمه»، کتاب اقدس، Wilmette, Illinois, USA: Bahá'í Publishing Trust، ص. ۵،
- شوقی افندی (۱۹۸۳)، انوار الهدایة، Bahá'í Publishing Trust, New Delhi, India، ص. ۲۳۳، شابک ۸۱۸۵۰۹۱۴۶۳
- Walbridge, John. «دعا و نیایش». bahai-library.org
- Momen M. (1997). Baha'i Faith: A Short Introduction. One World Publication.
- Momen M. (1997). Baha'i Faith: A Short Introduction. One World Publication. P84
- Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press. P.159. ISBN 9780521862516
- Momen M. (1997). Baha'i Faith: A Short Introduction. One World Publication.
- Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press. P.159. ISBN 9780521862516 تصنيفات
- صلحجو، حسن. «'باغبان' محسن مخملباف، جرمهای تازه یک فیلمساز».بیبیسی فارسی. ۲۵ مهر ۱۳۹۱. بازبینیشده در ۱۶-۱۰-۲۰۱۲.
- Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press. ISBN 9780521862516 تصنيفات
- Ioannesyan، Youli. The Development of Babi and Baha'i Communities. Routledge، 2013. 3. شابک ۹۷۸–۰–۴۱۵–۶۶۱۳۶–۲.
- مؤمن، مؤمن (2009). فهم الدين البهائي. الفرات للنشر والتوزيع، بيروت، لبنان.
- اسلمنت، ج (1920). بهاء الله والعصر الجديد. دار العصور للطبع والنشر. ص 107
- Smith, Peter. An introduction to the Baha'i faith. Cambridge; New York: Cambridge University Press, 2008. 183-185. ISBN 9780521862516
- Smith, Peter. An introduction to the Baha'i faith. Cambridge; New York: Cambridge University Press, 2008. 178-180. ISBN 9780521862516
- عبدالحميد اشراق خاورى (128بديع). گنجينه حدود واحكام. مؤسسه ملى مطبوعات امرى
- Warburg, Margit (2006). Citizens of the World: A History and Sociology of the Bahaʹis from a Globalisation Perspective (باللغة الإنجليزية). Brill. صفحة 493. ISBN 978-90-04-14373-9.
- Stockman، Robert. The Baha'i Faith: A Guide For The Perplexed.. Bloomsbury Academic، 2013.
- مؤمن، مؤمن (2009). فهم الدين البهائي. الفرات للنشر والتوزيع، بيروت، لبنان. ص 209
- "التقويم البهائي". مؤرشف من الأصل في 19 سبتمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 22 - 9 - 2021.
- Hutter، Manfred. Encyclopedia of Religion. 2 (2nd ed.). Detroit, Michigan: Macmillan Reference US، 2005.
- عبد البهاء عباس (1958). خطب عبد البهاء في أوروبا وأمريكا. البرازيل: دار النشر البهائية
- عبدالحميد اشراق خاورى (128بديع). گنجينه حدود واحكام. مؤسسه ملى مطبوعات امرى.ص 356-358
- مؤمن، مؤمن (2009). فهم الدين البهائي. الفرات للنشر والتوزيع، بيروت، لبنان. ص 210
- Smith, Peter. An introduction to the Baha'i faith. Cambridge: Cambridge University Press, 2008. 175-176. ISBN 9780521862516. OCLC 181072578.
- Smith, Peter. An introduction to the Baha'i faith. Cambridge; New York: Cambridge University Press, 2008. 178-180. ISBN 9780521862516.
- Smith, Peter. An introduction to the Baha'i faith. Cambridge; New York: Cambridge University Press, 2008. 183-185. ISBN 9780521862516.
- Arash Abizadeh (2008). «How Bahá'í Voters Should Vote» (PDF).Journal of Baha’i Studies
- See البهائيون في العالم for a breakdown of different estimates.
المصادر
- مطالع الأنوار (ملخص) - طبع دار النشر البهائية في البرازيل 1997 م
- القرن البديع—تأليف شوقي افندي رباني - طبع دار النشر البهائية في البرازيل 2002 م
- بهاء الله - من منشورات الجامعة البهائية العالمية
- الدين البهائي - من منشورات الجامعة البهائية العالمية
- بهاء الله والعصر الجديد (مترجم إلى العربية) تأليف ج.ي. أسلمنت 1980 م
- الدين البهائي: بحث ودراسة (مترجم إلى العربية) تأليف وليم هاتشر ودقلس مارتن 1977 م
- عبد البهاء عباس والديانة البهائية. تأليف جميل البحري (صاحب المكتبة الوطنية ومجلة زهرة الجميل - المكتبة الوطنية - حيفا - 30 تشرين الثاني 1921 م.
- «البهائيون: حصاة مجهولة في الفسيفساء السوري» صحيفة المبكي - ايار 2005 م.
- أخبار العالم البهائي العدد 1، يناير – أبريل 1987
- صور تمثل نشاطات وفعاليات الجامعة البهائية في مختلف أنحاء العالم.
- معلومات عن البهائية باللغة الفارسية في موسوعة بهائي بيديا
وصلاتٌ خارجية
- الموقع الرسمي للعقيدة البهائية (إنكليزي) و (عربي)
- مقدمة عن الدين البهائي (عربي)
- أدعية وصلوات وتأملات بهائية (عربي)
- البهائية - ردود وإجابات (عربي وإنكليزي)
- موقع الإسلام والدين البهائي (عربي وإنكليزي)
- بهاء الله - دلائل وبراهين (عربي)
- الإعلام البهائي: صور تمثل نشاطات وفعاليات الجامعة البهائية في مختلف أنحاء العالم.
- الغرفة البهائية العربية لحوار الأديان والعقائد على البالتوك حوار صوتى مع البهائيين على مدار الساعة.
- المشاركات البهائية الإنسانية socio-economic bahai.
- المنتديات البهائية العربية.
- محرك البحث البهائى.
- بوابة إسرائيل
- بوابة إيران
- بوابة الأديان
- بوابة البهائية
- بوابة فلسطين