شوقي أفندي

شوقي أفندي رباني (1276-1336هـ، 1897-1957م)، المعروف أيضًا باسم شوقي أفندي، قام بإدارة أمور الجامعة البهائية في العالم لمدة 36 عامًا، طوّر خلالها النظام الإداري البهائي العالمي. هو حفيد عبد البهاء، ووفقًا لوصية عبد البهاء في ألواح الوصايا، تولّى إدارة شؤون البهائيين بعد وفاة عبد البهاء منذ 28 نوفمبر 1921 حتى وفاته عام 1957، ولُقب منذ ذلك الحين بـ ولي أمر الله.[1]

تولّى ولي الأمر الشاب مسؤوليته في أعقاب الحرب العالمية الأولى في ظروفٍ مضطربةٍ. من أهم إنجازاته تأسيس النظام الإداري البهائي بناءً على ألواح الوصايا لعبد البهاء، والتي وصفها عبد البهاء بنفسه بأنه «ميثاق النظام الإداري البهائي». وبعد دراسةٍ دقيقةٍ لكتابات بهاء الله وعبد البهاء بخصوص تأسيس المؤسسات البهائية، أحدث طرقًا لإنشاء وتأسيس المؤسسات الإدارية البهائية.[2]

في موازاة ذلك، قام شوقي أفندي بترجمة كتابات بهاء الله من الفارسية والعربية إلى اللغة الإنجليزية، ووضع نموذجًا للآخرين للترجمة مستقبلًا. قام أيضًا بتلخيص وترجمة كتاب «تاريخ النبيل» الذي يعتبر من الكتب التاريخية المهمة للبهائيين، حيث دوّن الكتاب نبيل الزرندي الذي كان مرافقًا لبهاء الله ومعاصرًا له، وهو كتابٌ مرتبطٌ بتاريخ السنوات الأولى للدين البهائي، سمّى شوقي أفندي تلخيصه لكتاب «تاريخ النبيل» بكتاب «مطالع الأنوار». كما قام أيضًا بشكلٍ مستقلٍ بتدوين تاريخ الدين البهائي بدقةٍ ومنهجيةٍ في أربعة مجلداتٍ تحت عنوان «God Passes By» والذي تُرجم إلى «القرن البديع».[3][1]

نفّذ شوقي أفندي برامج لنشر وترويج الدين البهائي في جميع أنحاء العالم، وأرسل شخصيًا العديد من الرسائل إلى البهائيين في العالم يدعوهم إلى أداء واجباتهم وتقديم خدماتهم بإخلاصٍ لمجتمعاتهم. كما قام بتخطيط نقاط الهجرة حول العالم وتشجيع المهاجرين لترك أوطانهم وتعمير البلدان.[1] خلال هذه السنوات، زاد عدد الدول التي وصلت إليها رسالة بهاء الله من 35 إلى 219.[4] قام أيضًا بتوسيع المركز البهائي العالمي في مدينة حيفا وشراء الأراضي والحدائق حول مقام الباب وتصميمها وتنفيذها. قام ببناء قبةٍ جميلةٍ على مرقد الباب، المعروف بـ «المقام الأعلى»، ورتّب أيضًا حدائق فريدةٍ حول مرقد بهاء الله خارج مدينة عكا، والمعروف باسم «الروضة المباركة». قام بتجهيز مبنى «دار الأثار» الذي يضم جميع آثار وكتابات الباب وبهاء الله الأصلية. وقد تم اتخاذ كل هذه الإجراءات لتوفير فضاءٍ روحانيٍ مناسبٍ للمركز الإداري والروحاني للجامعة البهائية العالمية.[5] خلال هذه السنوات، ركز اهتمامه على بناء المؤسسات المحلية والمركزية وشرح مبادئ انتخابات المحافل الروحانية في المجتمعات البهائية في جميع أنحاء العالم. بالنسبة لمجتمعٍ لا يحتوي على كهنةٍ ورجال دينٍ، فإن هذه المؤسسات المنتخبة ديمقراطيًا تُعتبر أساس الوحدة والتقدم والاستدامة. سعى شوقي أفندي إلى تنمية المجتمعات البهائية الوليدة إلى المستوى الذي أصبحت فيه المؤسسات الإدارية قادرةً على تشكيل بيت العدل الأعظم مستقبلًا. بيت العدل الأعظم هو المؤسسة التي تولت إدارة شؤون الجامعة البهائية عالميًا منذ وفاة شوقي أفندي، وستستمر في إدارة وتنظيم شؤون البهائيين حول العالم.[6]

شوقي أفندي
(بالفارسية: شوقی اَفَندی رَبانی)‏ 

معلومات شخصية
الميلاد 1 مارس 1897(1897-03-01)
عكا
الوفاة 4 نوفمبر 1957 (60 سنة)
لندن
سبب الوفاة إنفلونزا[7] 
مكان الدفن لندن 
مواطنة إيران 
مشكلة صحية إنفلونزا 
الزوجة روحية خانم 
الحياة العملية
المدرسة الأم كلية باليول بجامعة أوكسفورد
الجامعة الأميركية في بيروت 
المهنة قائد ديني ،  ومترجم 
اللغات الإنجليزية[8] 
التوقيع
 

ميلاده ونشأته

كان ميلاد شوقي أفندي في 27 رمضان عام 1314 هـ الموافق الأول من مارس 1897 ميلادية.و هو الحفيد الأرشد لـ عبد البهاء. والدته ضيائية خانم ووالده ميرزا هادي شيرازي.[9]

أسماه عبد البهاء (شوقي) ولكن في جميع الأوقات كان يخاطبه (شوقي أفندي) وقد أوصى عبد البهاء جميع أفراد العائلة وحتى والديه أن لا يتعاملوا معه كبقية الأطفال ويجب أن ينادوه بـ شوقي أفندي تجليلا له.

كان عبد البهاء والعائلة يسكنون في عكا في سراي عبد الله باشا عندما ولد شوقي أفندي وكان وقتها مسجوناً من قبل السلطان عبد الحميد العثماني واستمر هذا السجن في عكا حتى عام 1908 عندما قامت ثورة تركيا الفتاة في تركيا وأطلق سراح جميع المسجونين، لذا بعد أن قضى عبد البهاء وأخته أقرب من 50 سنة في النفي والسجن شاهدوا وجه الحرية.

وقد كان عبد البهاء يبلغ من العمر 53 سنة عندما ولد شوقي أفندي أول أحفاده وكان قد فقد عدد من الأولاد قبل ذلك وأشهرهم حسين الذي توفي وهو طفل صغير ولم  يبق له  سوى  4 بنات. وأصبح له 13 حفيد وحفيدة من 3 من بناته وأرشدهم شوقي أفندي.[9]

تعليمه ودراسته

لقد تلقى شوقي افندي تعليمه الأولي في المنزل مع بقية أطفال العائلة ثم التحق بعد ذلك بمدرسة الفرير الفرنسية في حيفا ثم درس بمدرسة كاثوليكية أخرى في بيروت.[10]

شوقي أفندي  إلتحق لاحقاً  بالكلية السورية البروتستانتية  (التي عرفت لاحقا بالجامعة الأمريكية في بيروت) حيث تلقى تعليمه الثانوي وأولى سنوات تعليمه الجامعي وحصل على شهادة ديبلوم في الادب سنة 1918م [10]

ويذكر شوقي افندي  أنه لم يكن سعيداً في المدرسة وكثيراً ما كان يعود في العطل إلى حيفا ليمضي الوقت مع جده عبد البهاء.و خلال سنوات دراسته كرس نفسه لإتقان الإنجليزية وإضافتها إلى اللغات الفارسية والتركية والعربية والفرنسية التي كان يتحدث بها بطلاقة لدرجة أنه كان قادرا على ترجمة رسائل عبد البهاء ويخدم كسكريتير له.و بعد إتمام دراسته  بالجامعة الأمريكية في بيروت  سافر لاحقاً إلى كلية بليول Balliol College بجامعة أكسفورد في بريطانيا حيث سُجل ضمن شعبة الاقتصاد والعلوم الاجتماعية Social Sciences، بينما استمر في تطوير مهاراته في الترجمة.[11]

في الوقت الذي كان فيه شوقي افندي في مرحلة الدراسة بإنجلترا وصلت إليه أخبار وفاة عبد البهاء 29 نوفمبر 1921م.و حسب ما ذكره وليسلي تيدور بول Wellesley Tudor Pole الذي سلمه بنفسه برقية الخبر فإن وقع ذلك الخبر كان مؤلما جدا له.[12]

موجز تاريخه

تولى شوقي أفندي رباني شؤون الأمر البهائي عام 1921م حسب وصية جده عبد البهاء عباس والتي تم العمل بها حين وفاته. كان شوقي أفندي لا يزال طالباً يدرس في كلية باليول بجامعة أكسفورد في ذلك الوقت، ولم يكن قد تخطّى سن الرابعة والعشرين ولم يتوقع بتاتاً تعيينه في مثل هذا المنصب رغم علاقته الحميمة بجده منذ صغره.[13]

انجازاته

قام شوقي أفندي بولاية شوؤن الامر البهائي وكان من أهم مسئولياته حماية الدين البهائي والدفاع عنه والمحافظة على الوحدة بين صفوفه. وبالإضافة إلى ذلك، كتب شوقي أفندي العديد من الكتب والمقالات منها كتاب بعنوان القرن البديع ترجم للغة العربية. كما قام بترجمة العديد من الكتابات البهائية إلى اللغة الأنكليزية، وترجم كذلك تأريخ الدين البهائي الذي دوّن في كتاب تأريخ النبيل وهو من أهم الكتب التي تسرد تفاصيل تأريخ الدين البهائي ونشأته. ويمكن زيارة موقع المراجع البهائية للاطلاع على كتاباته العديدة باللغة الإنجليزية ورسائله لبعض المحافل المركزية.[14]

وقام شوقي أفندي بوضع والإشراف على تنفيذ الخطط لنشر الدين البهائي في العالم واستمر في تنمية الممتلكات البهائية وتجميل الأبنية والحدائق في المركز البهائي العالمي في مدينة حيفا وعكا. فلقد أشرف بنفسه على تشيد البناء الخارحي القائم فوق مرقد الباب الذي كان قد بنى القسم الداخلي منه جده عبد البهاء.[15]

ويعزى إلى شوقي أفندي تطوير المؤسسات الإدارية البهائية - المحلية والإقليمية. فلقد رسم بهاء الله الخطوط العريضة الأولى لهذا النظام الإداري في كتاب شريعته، وقام عبد البهاء بعد ذلك ببلْورة معالم ذلك النظام وفصّلها بوجه خاص في ألواح وصاياه. وعيّن عبد البهاء في هذه الوثيقة الأخيرة حفيده البكر حضرة شوقي أفندي وليّاً للأمر البهائي، كما أشار أيضاً إلى انتخاب أعضاء بيت العدل الأعظم مستقبَلاً. فعكف شوقي أفندي مدة السنوات السّت والثلاثين التي تولى فيها أمور الجالية البهائية على بناء الأُسس المتينة لتشييد هذه الإدارة البهائية العالمية المتمثلة في بيت العدل الأعظم. وقام بتثقيف الجامعة البهائية في موضوع النظام الإداري ممهّدا السبيل لإنشاء هذه الإدارة وانتخاب بيت العدل الأعظم للمرة الأولى.[16]

سعى شوقي أفندي إلى دعم الجامعات البهائية الناهضة في مختلف أقطار العالم وتَنْمِية قُدْراتها وازدياد عددها. فعند تعيينه وليّاً للدين البهائي، لم يكن هناك من الهيئات والمؤسسات الإدارية المركزية هيئة واحدة، في حين بلغ عدد هذه المؤسسات عند وفاته ستة وعشرين محفلاً روحانيّاً مركزيّاً. وفي ختام مشروع السنوات العشر الذي امتد بين عامي 1953م و1963م، والذي حدد شوقي أفندي أهدافه وشرع في تطبيقه قبل وفاته، بلغ عدد المحافل الروحانيّة المركزيّة في العالم ستة وخمسين محفلاً.[17]

ولقد تبادل شوقي أفندي بشكل دائم خلال فترة ولايته للدين البهائي الرسائل على نطاق واسع مع الجامعات البهائية المنتشرة في العالم، خاصة فيما يتعلق بموضوع النظام الإداري البهائي. فلقد بعث، على سبيل المثال، رسائل إلى البهائيين في أمريكا، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، وسويسرا، وإيطاليا، واليابان، وأستراليا، والهند وغيرها، شرح فيها الشروط التي ينبغي توفّرها لإجراء عمليّة انتخابات المحافل وحدَّد نطاق وظائفها وطبيعة أنشطتها. وكانت هذه المحافل المركزية الأركان الأساسية التي كان لابد من تواجدها لإنشاء بيت العدل الأعظم الذي ينتخب افراده مرة كل خمسة اعوام، أعضاء هذه المحافل المركزية.

وبعد وفاة شوقي أفندي في 4 نوفمبر سنة 1957م دون أن يترك وصية أو نجل، تَبينَ للبهائيين استحالة تعيين من يخلفه في ولاية الأمر فانتقلت أدارة الشؤون البهائية إلى الإدارة البهائية العالمية المتمثلة في بيت العدل الأعظم.[17]

روابط خارجية

المراجع

  1. Momen, Moojan، "SHOGHI EFFENDI"، iranicaonline.org (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 14 أبريل 2022، اطلع عليه بتاريخ 13 أبريل 2022.
  2. قرن انوار. مرکز جهانی بهائی، ۲۰۰۲.
  3. اشرف، فؤاد. شوقی ربّانی، حصن حصین شریعت الله. هوفهایم، ۱۹۹۷.
  4. "The Life and Work of Shoghi Effendi"، www.bahai.org (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 14 أبريل 2022، اطلع عليه بتاريخ 13 أبريل 2022.
  5. ربّانی، شوقی. The Dispensation of Bahá'u'lláh.
  6. فتح اعظم، هوشمند. نظم جهانی بهائی. ۱۹۵۵.
  7. https://www.nytimes.com/2020/06/24/books/robert-richardson-jr-dead.html
  8. الناشر: وكالة الفهرسة للتعليم العالي — Identifiants et Référentiels — تاريخ الاطلاع: 22 مايو 2020
  9. Richard (26 نوفمبر 2021)، Shoghi Effendi Rabbani (باللغة الإنجليزية) (ط. 1)، London: Routledge، ص. 104، doi:10.4324/9780429027772-10، ISBN 978-0-429-02777-2، مؤرشف من الأصل في 28 مايو 2022.
  10. مترجم عن بيتر سميث الموسوعة الموجزة حول الديانة البهائية طبعة أكسفورد Smith, Peter (2000). "Shoghi Effendi". A concise encyclopedia of the Bahá'í Faith. Oxford: Oneworld Publications. pp. 314–317. ISBN 978-1-85168-184-6.
  11. مترجم عن خادم رياض كتاب شوقي افندي في أكسفورد طبعة أكسفورد 1999 Khadem, Riaz (1999). Shoghi Effendi in Oxford. Oxford, UK: George Ronald. ISBN 978-0-85398-423-8
  12. Richard (26 نوفمبر 2021)، Shoghi Effendi Rabbani (باللغة الإنجليزية) (ط. 1)، London: Routledge، ص. 106–107، doi:10.4324/9780429027772-10، ISBN 978-0-429-02777-2، مؤرشف من الأصل في 28 مايو 2022.
  13. Richard (26 نوفمبر 2021)، Shoghi Effendi Rabbani (باللغة الإنجليزية) (ط. 1)، London: Routledge، ص. 105، doi:10.4324/9780429027772-10، ISBN 978-0-429-02777-2، مؤرشف من الأصل في 28 مايو 2022.
  14. Sandra Lynn (26 نوفمبر 2021)، The English-Language Writings of Shoghi Effendi (باللغة الإنجليزية) (ط. 1)، London: Routledge، ص. 117–124، doi:10.4324/9780429027772-11، ISBN 978-0-429-02777-2، مؤرشف من الأصل في 30 مايو 2022.
  15. Richard (26 نوفمبر 2021)، Shoghi Effendi Rabbani (باللغة الإنجليزية) (ط. 1)، London: Routledge، ص. 110، doi:10.4324/9780429027772-10، ISBN 978-0-429-02777-2.
  16. Richard (26 نوفمبر 2021)، Shoghi Effendi Rabbani (باللغة الإنجليزية) (ط. 1)، London: Routledge، ص. 112، doi:10.4324/9780429027772-10، ISBN 978-0-429-02777-2.
  17. Richard (26 نوفمبر 2021)، Shoghi Effendi Rabbani (باللغة الإنجليزية) (ط. 1)، London: Routledge، ص. 114، doi:10.4324/9780429027772-10، ISBN 978-0-429-02777-2، مؤرشف من الأصل في 28 مايو 2022.

المصادر

  • بوابة إيران
  • بوابة أعلام
  • بوابة الأديان
  • بوابة البهائية
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.