بهائيون عباسيون
البهائيون العباسيون وتعرف رسميا بـ"الجامعة البهائية العالمية"، هي الطائفة الأكثر عددا من أتباع الديانة البهائية ويعتقدون أن عبد البهاء تولى رئاسة الديانة البهائية حسب وصية بهاء الله وكانت له مكانة خاصة كولي العهد والميثاق ومفسر تعاليم الدين البهائي وتمثلت في شخصه الصفات التي تدعو اليها هذه التعاليم. وهم يؤمنون أيضا بأن آخر من تولى الأمر البهائي هو شوقي افندي وان بعد ذلك تكون ولاية الأمر لبيت العدل الاعظم.
جزء من سلسلة مقالات حول |
البهائية |
---|
بوابة البهائية |
التسمية
ويجدر الذكر هنا بأن مسمى هذه الطائفة بـ«البهائيون العباسيون» مجرد مصطلح أكاديمي يطلق عليهم لتمييزهم عن الجماعات البهائية الأخرى حيث أن المعنى اللغوي للمصطلح (البهائيون التابعون لعباس عبد البهاء).
أما الطائفة نفسها فلا تطلق على نفسها لقباً مستقلاً عن الفرق البهائية الأخرى ويكتفوا بوصف أنفسهم بـ«البهائيون» وذلك لإعتقادهم بأن الدين البهائي لا يوجد به انقسامات، ويعتبرون الجماعات البهائية الأخرى غير بهائيين (ناقضين).
يطلق على البهائية العباسية من قبل جماعة البهائيون الموحدون لقب «المارقين»[1] كما يطلقون هم على البهائيون الموحدون وغيرهم من أتباع الفرق البهائية الأخرى لقب «الناقضين».[2]
وصية بهاء الله
حدد بهاء الله في وصيته الأخيرة التي سماها ب كتاب عهدي وكتبها بخط يده أن يخلفه ابنه الأرشد عباس عبد البهاء في ولاية أمر الدين البهائي، وقد لقبه بهاء الله بـ (الغصن الأعظم)، وكذلك أن يكون ابنه الثاني ميرزا محمد علي الذي لقبه بـ (الغصن الأكبر) معاونا له وخليفة من بعده[3]، حيث كان الهدف الأساسي من تلك الوصية الحفاظ على اتحاد اتباعه وحماية وحدة دينه، وعدم اختلاف البهائيين في تفسيراتهم بعد رحيله مما يؤدي إلى الانشقاق وتعدد الفرق. واعتبر بهاء الله وصيته عهدا وثيقا بينه وبين المؤمنين به، إلا أن الخلاف والانشقاق أتى من داخل أسرة بهاء الله، فقد حدث نزاعا كبيرا بين الأخوين أدى إلى انقسام أسرة بهاء الله إلى فريقين وبالتالي انقسام عموم البهائيين إلى بهائيون عباسيون وبهائيون موحدون.
نص الوصية
نصت وصية بهاء الله على أن تكون ولاية الأمر بعد وفاته لعباس أفندي عبد البهاء الذي لقبه بالغصن الأعظم، ويكون نائبه أخيه ميرزا محمد علي والذي لقبه بالغصن الأكبر، وكان مضمون الوصية كالأتي:
الانقسام بعد الوصية
حدث الخلاف بين عباس عبد البهاء واخوه الغير شقيق محمد علي أفندي وقد انقسم البهائيون صفين في تلك الفترة، فكانت طائفة البهائيون العباسيون تضم كل من زوجة زوجة بهاء الله اسية خانوم وبنته بهائية خانوم الاخت الشقيقة لعباس عبد البهاء وكان معهم أيضا زوجة عبد البهاء منيرة خانوم وعددمن أعضاء الجمعية البهائية مثل ميرزا أبو الفضل الجردافاقاني ومشكين قلم وميرزا زين المقربين وحيدر علي.
وكان أيضا من انصار عبد البهاء عمه الأصغر ميرزا محمد قلي وميرزا أبو طالب ومحمد رضى وحيدر الاصفهاني وحاجي ميرزا محمد تقي.
بينما كان انصار فريق البهائيون الموحدون زوجتي بهاء الله الاخرتين فاطمة خانوم وجواهر خانوم ومعظم أغصان بهاء الله (أبناء بهاء الله) مثل ميرزا ضياء الله وأخوه الاصغر ميرزا بديع الله وشقيقتهم صمدية خانوم واختهم الأخرى فروخية خانوم.
كما انضم لهم ابن اقاي كليم (شقيق بهاء الله) وميرزا مجد الدين وعدد من أعضاء الجمعية البهائية.
انتقاد شخصية ميرزا محمد علي
يعتبر البهائيون المتبعون لعبد البهاء كولي أمر الدين البهائي أن ميرزا محمد علي هو الناقض الأكبر لعهد أبيه، ويعتبرونه كبير ناقضي العهد والميثاق، وأُطلق عليه أيضا من قبل شوقي أفندي رباني لقب «الحطب الأكبر».
في كتاب العهد الأوفى لعباس عبد البهاء أنتقد ميرزا محمد علي وأتهمه بعدة اتهامات منها تحريف الآيات الإلهية، وكذلك محاولة تبديل الأمر البهائي ليكون هو ولي الأمر والانحراف عن ظل الأمر كما قال.
وجاء أيضا في نفس الكتاب:
وجاء أيضا في نفس الكتاب بالإعلان عن إنفصاله عن شجرة عائلة بهاء الله حيث قال:
جاء أيضا في كتاب التوقيعات المباركة لشوقي أفندي رباني انتقادا للميرزا محمد علي يصفه بأنه انفصل عن الشجرة المباركة لأبيه وأنه تبدل من الغصن الأكبر إلى الحطب الأكبر حيث قال:
تاريخ الجامعة البهائية العالمية
أثناء عبد البهاء
في عام 1908م كتب عبد البهاء وصيته المعروفة باسم «ألواح الوصايا» والتي شرح فيها بإسهاب طبيعة ووظيفة المؤسسات التي أشار إليها بهاء الله لإدارة شئون الدين مشيرا للمؤسستين الرئيسيتين وهما مؤسسة «ولاية الأمر» و«بيت العدل الأعظم». وأعطيت صلاحية تفسير وتبيين التعاليم البهائية إلى مؤسسة «ولاية الأمر» وأصبح شوقي أفندي رباني وليّاً للدين البهائي. فكما عين بهاء الله ابنه عبد البهاء ليكون مركزاً للعهد والميثاق ومفسّراً ومبيّناً لتعاليمه وأحكامه، أصبحت لولي أمر الله نفس الصلاحية، وبات شوقي أفندي المرجع الأعلى للبهائيين للعودة إليه في الأمور التي تخص عقيدتهم. وذكر عبد البهاء في هذه الوثيقة بيت العدل الأعظم الذي أعطيت له الصلاحيات التشريعية والإدارية فيما يتعلق بالجامعة البهائية. وأشارت الوثيقة أيضا إلى أنَّ ولي أمر الله يمكن له أن يستعين بأفراد مؤهلين لمساعدته في إدارة شئون الجامعة. ويلقب هؤلاء الأفراد ب أيادي أمر الله. أما بيت العدل الأعظم فيشرف على النظام الإداري العالمي للجامعة البهائية وينتخب أعضاؤه من بين جميع البهائيين الذكور البالغين في العالم في مؤتمر عالمي يشارك فيه أعضاء كافـة المحافل الروحانية المركزية مرة واحدة كل خمس سنوات.
وبلغ عدد البهائيين في العالم حين وفاة عبد البهاء فجر يوم 28 نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1921م حوالي مائة ألف بهائي يعيشون في إيران، بالإضافة إلى مجموعات صغيرة في بعض دول العالم وجاليتين كبيرتين في الهند وأمريكا الشمالية.
أثناء شوقي أفندي
وبعد وفاة عبد البهاء، قام شوقي أفندي بالإضافة إلى الأمور المتعلقة بولاية الأمر، بجهود بالغة لإيجاد نظـام للمؤسسـات الإدارية بالصورة التي وضعها بهاء الله وأسس قواعدها عبد البهاء. وشجع إقامة المحافل الروحانية المحلية من أجل إدارة شئون الجالية البهائية في تلك المنطقة. وعندما بلغ عدد المحافل الروحانية المحلية في أية دولة عددا معين يمثل قاعدة قوية، شجع ولي أمر الله الجالية على انتخاب المحفل الروحاني المركزي الذي له صلاحية الإشراف على شئون الدين في تلك الدولة. وتم خلال فترة ولاية شوقي أفندي للدين البهائي تأسيس محافل روحانية مركزية في غالبية دول أوروبا وأمريكا الجنوبية وزيادة كبيرة في أعداد المحافل المحلية والأفراد البهائيين في جميع أنحاء العالم.
بعد شوقي أفندي
وبعد وفاة شوقي أفندي في سنة 1957م دون أن يترك وصية أو نجل، تَبينَ للبهائيين استحالة تعيين من يخلفه في ولاية الأمر فانتقلت أدارة الشؤون البهائية إلى الإدارة البهائية العالمية المتمثلة في بيت العدل الأعظم.
حاول البهائيون الإبقاء على الميثاق دون أن يمسه أَي تغيير في النظام الذي حدّده بهاء الله وطور مفاهيمه عبد البهاء وكذلك من بعده شوقي أفندي إلا أن النقطة الوحيدة التي أحدثت خلل في نظام الميثاق هي طرد ميرزا محمد علي وأشقائه وأنصاره من دائرة الجامعة البهائية ويرجع ذلك الفعل لعبد البهاء ومن بعده شوقي أفندي الذين كان لهما التأثير الأكبر لطردهم، وأصبحت المؤسسات الإِدارية العالمية والمركزية والمحلية متحدة على هذا الأساس ويلتف حولها أفراد الجامعة البهائية. والتصريح التالي لشوقي أفندي يقدم وصفاً للميزة التي تتمتع بها هذه المؤسسات:
يعتبر بيت العدل الأعظم هو الهيئة الرئيسية العليا في النظام الإداري البهائي. ويندرج تحت تعاليمه الهيئات المنتخبة التي تُعرف بالمحافل الروحانية المحلية والمحافل الروحانية المركزية والتي تعمل على رعاية أمور الجامعات البهائية، كلٌ حسب مستواه، حيث تباشر سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية. وهناك مؤسسة تتشكل من أفراد ذوي كفاءة عالية (مؤسسة المشاورين) يتم تعيينهم للعمل بهدي من توجيهات بيت العدل الأعظم أيضا، وذلك في مسعى لممارسة التأثير الإيجابي على حياة الجامعة البهائية من القاعدة وصولا إلى المستوى العالمي. إن أعضاء هذه المؤسسة يواظبون على تشجيع العمل البنّاء، واحتضان المبادرات الفردية، وتعزيز التعلّم في الجامعة البهائية ككل، بالإضافة إلى تقديم المشورة للمحافل الروحانية.
يؤدي كل من المشاورون والمحافل الروحانية أدوارهم، كلٌ في مجال تخصصه، من حيث الصيانة والتجديد والترويج للبهائية في العالم. إن التفاعلات المنسجمة فيما بين المشاورين والمحافل الروحانية تضمن التشجيع لأعضاء الجامعة البهائية في جميع أنحاء العالم بصورة مستمرة. فهم يعملون معا على تحفيز وتعزيز الجهود الفردية والجماعية من أجل المساهمة في رفاه المجتمع وإسعاده.
لا تفهم المؤسسات البهائية في مغزاها على أنها وسيلة لإدارة الجوانب الداخلية من حياة الجامعة البهائية، وإن كان ذلك مهما، ولكن المطلوب من النظم الإداري البهائي في المقام الأول أن يخدم كقناة لتدفق روح الديانة من خلاله، حتى يجسّد خلال أدائه لعمله؛ تلك العلاقات التي من شأنها أن تربط أواصر المجتمع بعضها ببعض وتعززه وتحميه بينما تتقدم الإنسانية في مسيرتها نحو مرحلة النضج الجماعي.
ومن مسؤوليات بيت العدل الأعظم حفظ وحدة العالم البهائي، ورسم الخطط لتوطيد دعائمه، ونمو الجامعة البهائية العالمية، ونضوج هيئاتها الإدارية، ونشر تعاليم الدين البهائي في العالم، والتأثير تأثيراً إيجابياً فيما يعود بالخير والمنفعة العامة على الناس كافة. ويدعو بهاء الله بيت العدل الأعظم لكي يسعى لإحلال السلام الدائم بين أمم العالم ودُوَله وتربية العباد وازدهار الحضارة الإنسانية. ويقوم بيت العدل الأعظم بتنظيم حملات وتنفيذ مبادرات مختلفة للدعوة للسلام العالمي، وتطوير المشاريع التي تدعم التعليم، وحقوق الإنسان، و تحسين أوضاع المرأة، ومشاريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وبالإضافة إلى سلطته التشريعية والإدارية، يقوم بيت العدل الأعظم بإدارة الشؤون العالمية للجالية البهائية والتنسيق بينها. ويكفل بيت العدل الأعظم تقيُّد الجامعة البهائية في كل أنحاء العالم بالشرائع والأحكام التي جاء بها بهاء الله ومن ضمنها احترام قوانين الدول والحكومات التي يعيشون في ظلّها سواء كانوا يشكّلون أغلبية أو أقلية سكانيّة في تلك الدول.
يجري انتخاب أعضاء بيت العدل الأعظم التسعة كل خمسة سنوات في اجتماع يشارك فيه أعضاء المحافل الروحانية المركزية (الدولية) من كل أنحاء العالم ويجري الاقتراع بدون ترشيح أو حملات دعاية. ويمكن اختيار أي فرد من بين الرجال البهائيين بالعالم، بغض النظر عن العرق، أو الجنسية، أو الحالة الاجتماعية والاقتصادية للفرد المنتخب. ولقد اشترك في آخر مؤتمر انتخابي عقد في عام 2003م الناخبون الوكلاء الذين مثّلوا أكثر من مئة وثمانٍ وسبعين جامعة من الجامعات البهائية. ويعتبر البهائيون بيت العدل الأعظم المرجع الأعلى لجميع المؤسسات والأفراد البهائيين في العالم إدارياً وروحياً.
ولقد تم إنشاء بيت العدل الأعظم في الموقع الذي عيّنه بهاء الله في «لوح الكر مل» على سفح جبل الكر مل، في مدينة حيفا بالأراضي المقدسة. وصار هذا الموقع، حسب إرشادات بهاء الله، مقراً لبيت العدل الأعظم ومركزاً للدين البهائي.
ظهور طائفة البهائيون الأرثوذكس
هم مجموعة من البهائيين الذين لم يقبلوا بأن تكون ولاية أمر الدين البهائي لبيت العدل الأعظم، لكنهم يرون أن ولاية الأمر تكون لتشارلز ميسون ريمي الذي كان في زمن شوقي أفندي سكرتيراً له، وأحد مساعديه الذين حملوا لقب (أيادي أمر الله).
طالع أيضا
مصادر
- البابيون و البهائيون في حاضرهم و ماضيهم : دراسه دقيقه في الكشفيه و الشيخيه و في كيفييه ظهور البابيه فالهائيه [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 16 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- العهد البهائي وناقضي العهد تأليف:موجان مومن (مترجم من الإنجليزية) نسخة محفوظة 07 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
- نص الوصية
- كتاب العهد الأوفى صفحة 21 نسخة محفوظة 20 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- كتاب العهد الأوفى صفحة 22 نسخة محفوظة 20 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- كتاب العهد الأوفى صفحة 25 نسخة محفوظة 20 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- كتاب التوقيعات المباركة صفحة 40 نسخة محفوظة 10 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
- Shoghi Effendi, Baha’i Administration, Baha’i Publishing Trust, Wilmette, 1968. p.67
- بوابة البهائية