اختلافات جنسية في الانتحار

الاختلافات الجنسية في معدلات الانتحار تبين أن لها أهمية كبيرة حيث أن هناك معدلات غير متماثلة من محاولات الانتحار والانتحار التام بين الذكور والإناث.[1] هذه الفجوة من عدم التماثل أو التناظر في معدلات الانتحار تسمى أيضا «المتناقضة الجنسية للسلوك الانتحاري» والتي قد تختلف بشكل ملحوظ من دولة إلى أخرى.[2] تشير الإحصاءات أن موت الذكور من جراء الانتحار هو أكثر حدوثا من موت الإناث، لكن على الرغم من ذلك فإن محاولات الانتحار المبلغ عنها بالإضافة للفكر الانتحاري هما أكثر شيوعا بين الإناث.[3][4]

التناقض الظاهري للانتحار

الانتحار لكل 100,000 إنسان لكل سنة[5][6]
الترتيبالبلدالذكورالإناثالإجماليالسنة
1 ليتوانيا52.57.928.62009
2 كوريا الجنوبية35.618.526.32009
3 روسيا البيضاء43.07.724.02009
4 كازاخستان40.48.423.52009
5 روسيا41.36.922.82009
6 اليابان28.310.119.12009
7 المجر32.17.619.02009
8 لاتفيا33.55.718.62009
9 أوكرانيا32.25.217.62009
10 فنلندا25.48.917.12009
[[Image:Suicide world map - 2009 Male.svg|200px|معدل الانتحار لكل 100,000 ذكر (اليسار) ولكل أنثى (اليمين) (البيانات من سنة 1978–2008).


  no data


  <1


  1–5


  5–5.8


 
  5.8–8.5


  8.5–12


  12–19


  19–22.5


 
  22.5–26


  26–29.5


  29.5–33


  33–36.5


 
  >36.5



alt=]] [[Image:Suicide world map - 2009 Female,2.svg|200px|معدل الانتحار لكل 100,000 ذكر (اليسار) ولكل أنثى (اليمين) (البيانات من سنة 1978–2008).


  no data


  <1


  1–5


  5–5.8


 
  5.8–8.5


  8.5–12


  12–19


  19–22.5


 
  22.5–26


  26–29.5


  29.5–33


  33–36.5


 
  >36.5



alt=]]
معدل الانتحار لكل 100,000 ذكر (اليسار) ولكل أنثى (اليمين) (البيانات من سنة 1978–2008).


  no data


  <1


  1–5


  5–5.8


 
  5.8–8.5


  8.5–12


  12–19


  19–22.5


 
  22.5–26


  26–29.5


  29.5–33


  33–36.5


 
  >36.5



الدور الذي تلعبه الاختلافات الجنسية كعامل خطورة للانتحار تم دراسته على نطاق واسع مؤخرا. على الرغم من أن الإناث يظهرن معدلات أعلى من السلوك الانتحاري غير المميت الذي يتم الإبلاغ عنه إلا أن الذكور يمتلكون معدلات أعلى للانتحار الكامل.[2] مع ذلك، أثبتت دراسة أجريت في عام 2009 أن هناك فرق ضئيل أو حتى غير موجود في الفكر الانتحاري بين الرجل والمرأة.[7] أما في 2008 فقد أظهرت دراسة حول محاولات الانتحار حسب الجنس أن الإناث لديهن معدلات أعلى من محاولات الانتحار بالمقارنة مع الذكور في حياتهن المبكرة، كما وأظهرت أن هذه المعدلات تتناقص مع العمر.[8] بالنسبة للذكور فإن معدل محاولات الانتحار يبقى ثابتا إلى حد ما عند التحكم في العمر عند إجراء الدراسة. أيضا يميل الذكور والإناث إلى الاختلاف في طرق الانتحار وأنماط الاستجابة لمشاعر الانتحار.

نظرة عامة

أظهرت دراسة للدور الذي يلعبه الجنس كعامل يشكل خطرًا للمنتحرين على نطاق واسع أن الإناث يظهرن معدلات أعلى للسلوكيات والأفكار الانتحارية،[9][10] حيث أوضحت أنهن يحاولن الانتحار بشكل أكثر تكرارًا مما يفعله الذكور،[11][12] إلا أنهن قلما ينجحن في استكمال العملية مقارنة بالجنس الآخر.[13][14]

فمن جانبها أقرت منظمة الصحة العالمية حديثا أن التخوف من الحرج الاجتماعي «الوصم» يشكل أحد أهم التحديات التي تواجه المنتحرين، فضلا عن ندرة البيانات المتوفرة واختلافها حول العراقيل التي تؤدي بهؤلاء الأشخاص للانتحار، وأضف إلى ذلك تحريم السلوكيات الانتحارية في بعض الدول، فيما يشكل سوء تصنيف المنتحرين في المجتمع عقبات أكثر للانتحار من معظم أسباب الوفاة الأخرى بالإضافة لقلة الإبلاغ عن حالات الانتحار. [15][16]

العوامل

وحاول مجموعة من علماء الاجتماع إيجاد تفسيرات حول أهمية الجنس كمؤشر للانتحار، حيث اعتمدت إحدى التفسيرات على التركيب المجتمعي في ظل هيمنة الذكور على الإناث، فوفقاً للأدب الذي تناول الجنس والانتحار، تُفَسًر معدلات انتحار الذكور في ضوء الأدوار التقليدية تبعًا للجنس، فغالبًا ما تتجه الأدوار المنوط بها الذكور إلى تعزيز مستويات القوة والاستقلال واتخاذ المخاطر لديهم، فضلا عن وضعهم الاقتصادي والفردية،[17][18][19] حيث يمنع هذا السلوك طلب المساعدة في الحالات التي تسيطر عليهم المشاعر الانتحارية والاكتئاب.[20]

وقد تم طرح العديد من العوامل الأخرى في سبيل العثور على مبرر لمتناقضة الجنس، فقد تفسر الضغوطات المتزايدة للأدوار التقليدية تبعًا للجنس جزءً من تلك الفجوة بين الجنسين، فمثلًا يعد الطلاق بالإضافة إلى وفاة الزوج من العوامل التي تشكل خطرًا على المنتحرين من كلا الجنسين، إلا أن الإناث يتأثرن بذلك بنسبة أخف نوعًا ما،[21] حيث تكون النساء في العالم الغربي أكثر عرضة للمحافظة على علاقتهن العائلية والاجتماعية والتي توفر لهن الدعم في الفترة التي تلي فقدهن لأزواجهن.[21] ونظرًا لأن حالة العمل ترتبط ارتباطاً متيناً بالأدوار تبعًا للجنس، فقد يزداد وهن الذكور العاطلين عن العمل بسبب النظرات المجتمعية التي تملي عليهم أن يكفلوا أنفسهم وعائلاتهم.[20]

وبملاحظة اتساع الفجوة بين الجنسين، أظهرت الدول النامية اتساعًا أقل، وذهبت إحدى النظريات المطروحة لتفسير ذلك بأن السبب هو العبء الزائد على الأمهات بسبب الأعراف الثقافية في المجتمع، فقد يرتبط إنجاب الأطفال بمخاطر أقل على المنتحرين وذلك في المناطق التي تتشكل فيها هوية الإناث في بيئة عائلية،[17] و في نفس الوقت، فقد يسهم الوصم المربوط بالعقم أو حتى إنجاب أطفال خارج إطار الزواج في معدلات انتحار أعلى بين النساء.[22]

وفي عام 2003، كان تأثير العوامل الثقافية على معدلات الانتحار محلًا للبحث الذي قام به مجموعة من علماء الاجتماع حول الفجوة بين الجنسين بالنسبة للانتحار، وفي قياس العوامل الثقافية مثل البعد السلطوي والنزعة الفردية فضلًا عن الذكورة وتجنب عدم اليقين داخل ستة وستين دولة باستخدام معلومات مقدمة من منظمة الصحة العالمية،[19] اتضح أن المعتقدات الثقافية المتعلقة بالنزعة الفردية ترتبط ارتباطًا وثيقاً بالفجوة بين الجنسين، حيث أظهرت الدول التي تهتم بالنزعة الفردية معدلات انتحار أعلى بين الذكور، كما ارتبط البعد السلطوي سلبًا بالانتحار، ويتم تعريفه على أنه التفرقة المجتمعية للأشخاص بناءً على المكانة الاجتماعية أو الأوضاع المالية، ومع ذلك فكانت لدى الدول ذات المستويات العليا من البعد السلطوي معدلات انتحار أعلى بين الإناث،[19] وتوصلت الدراسة في النهاية إلى أن معالجة العوامل الثقافية كان له تأثير أقوى على معدلات الانتحار لدى النساء مقارنةً بالجنس الآخر.[19]

انظر أيضاً

مراجع

  1. Udry, J. Richard (نوفمبر 1994)، "The Nature of Gender" (PDF)، Demography، 31 (4): 561–573، doi:10.2307/2061790، JSTOR 2061790، PMID 7890091، مؤرشف من الأصل (PDF) في 24 يناير 2014.
  2. Canetto, Silvia، "The Gender Paradox in Suicide"، Suicide and Life Threatening Behavior، 28 (1): 5، doi:10.1111/j.1943-278X.1998.tb00622.x، مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2019.
  3. "Suicide Statistics at Suicide.org"، Suicide prevention, awareness, and support، Suicide.org، 2005. {{استشهاد ويب}}: الوسيط |access-date= بحاجة لـ |url= (مساعدة)، الوسيط |مسار= غير موجود أو فارع (مساعدة)
  4. Crosby AE, Han B, Ortega LAG, Parks SE, Gfoerer J. "Suicidal thoughts and behaviors among adults aged ≥18 years-United States, 2008-2009." MMWR Surveillance Summaries 2011;60(no. SS-13). نسخة محفوظة 16 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  5. WHO on Suicide Prevention, منظمة الصحة العالمية. اطلع عليه بتاريخ 16 مايو 2014. نسخة محفوظة 22 فبراير 2021 على موقع واي باك مشين.
  6. Data from WHO online databank using "intentional self harm" causes of death نسخة محفوظة 08 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
  7. suicidal thoughts 3.0% in women and 3.5% in men. نسخة محفوظة 21 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  8. Thompson, Martie؛ Laney S. Light (2011)، "Examining Gender Differences in Risk Factors for Suicide Attempts Made 1 and 7 Years Later in a Nationally Representative Sample"، Journal of Adolescent Health، 48: 391–397، doi:10.1016/j.jadohealth.2010.07.018. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط |access-date= بحاجة لـ |url= (مساعدة)
  9. Organization, World Health؛ UNAIDS (2002)، World Report on Violence and Health (باللغة الإنجليزية)، World Health Organization، ISBN 9789241545617، مؤرشف من الأصل في 23 سبتمبر 2019. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط |author1= مفقود (مساعدة)
  10. "Suicidal Thoughts and Behaviors Among Adults Aged ≥18 Years --- United States, 2008-2009"، www.cdc.gov، مؤرشف من الأصل في 23 سبتمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 13 نوفمبر 2019.
  11. Chang, Bernard؛ Gitlin, David؛ Patel, Ronak (2011-9)، "The depressed patient and suicidal patient in the emergency department: evidence-based management and treatment strategies"، Emergency Medicine Practice، 13 (9): 1–23, quiz 23–24، ISSN 1524-1971، PMID 22164363، مؤرشف من الأصل في 02 مايو 2019. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  12. Theodore A.؛ Fava, Maurizio؛ Wilens, Timothy E.؛ Rosenbaum, Jerrold F. (13 فبراير 2015)، Massachusetts General Hospital Comprehensive Clinical Psychiatry E-Book (باللغة الإنجليزية)، Elsevier Health Sciences، ISBN 9780323328999، مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019.
  13. Värnik, Peeter (03 2012)، "Suicide in the world"، International Journal of Environmental Research and Public Health، 9 (3): 760–771، doi:10.3390/ijerph9030760، ISSN 1660-4601، PMID 22690161، مؤرشف من الأصل في 02 سبتمبر 2019. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  14. "Estimates for 2000–2012". WHO. Retrieved 24 August 2016.
  15. "Suicide"، www.who.int (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 17 مايو 2019، اطلع عليه بتاريخ 13 نوفمبر 2019.
  16. WHO (2002). "Self-directed violence" (PDF). www.who.int.
  17. Payne, Sarah؛ Swami, Viren؛ Stanistreet, Debbi L. (2008-3)، "The social construction of gender and its influence on suicide: a review of the literature"، Journal of Men's Health (باللغة الإنجليزية)، 5 (1): 23–35، doi:10.1016/j.jomh.2007.11.002، ISSN 1875-6867، مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2019. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  18. Schrijvers, Didier L.؛ Bollen, Jos؛ Sabbe, Bernard G. C. (01 أبريل 2012)، "The gender paradox in suicidal behavior and its impact on the suicidal process"، Journal of Affective Disorders، 138 (1): 19–26، doi:10.1016/j.jad.2011.03.050، ISSN 0165-0327، مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2019.
  19. Webster Rudmin, Floyd؛ Ferrada-Noli, Marcello؛ Skolbekken, John-Arne (2003-9)، "Questions of culture, age and gender in the epidemiology of suicide"، Scandinavian Journal of Psychology (باللغة الإنجليزية)، 44 (4): 373–381، doi:10.1111/1467-9450.00357، ISSN 0036-5564، مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2019. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  20. Möller-Leimkühler, Anne Maria (2003-2)، "The gender gap in suicide and premature death or: why are men so vulnerable?"، European Archives of Psychiatry and Clinical Neuroscience، 253 (1): 1–8، doi:10.1007/s00406-003-0397-6، ISSN 0940-1334، PMID 12664306، مؤرشف من الأصل في 23 سبتمبر 2019. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  21. Stack, Steven (1990)، "New Micro-Level Data on the Impact of Divorce on Suicide, 1959-1980: A Test of Two Theories"، Journal of Marriage and Family، 52 (1): 119–127، doi:10.2307/352844، ISSN 0022-2445، مؤرشف من الأصل في 18 فبراير 2017.
  22. Girard, Chris (1993-8)، "Age, Gender, and Suicide: A Cross-National Analysis"، American Sociological Review، 58 (4): 553، doi:10.2307/2096076، مؤرشف من الأصل في 18 فبراير 2017. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  • بوابة موت
  • بوابة المرأة
  • بوابة علم النفس
  • بوابة علم الاجتماع
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.