الحملة الألمانية في القوقاز
الحملة الألمانية في القوقاز (بالإنجليزية: German Caucasus Expedition) هي حملة عسكرية أرسلتها ألمانيا في أواخر مايو 1918 ، في محاولة من قبل الإمبراطورية الألمانية للسيطرة علي القوقاز الروسي السابق وذلك خلال حملة القوقاز في الحرب العالمية الأولى ، كان هدف الحملة الرئيسي هو تحقيق الاستقرار في جمهورية جورجيا الديمقراطية الموالية لألمانيا وتأمين إمدادات النفط لألمانيا وذلك عن طريق منع الدولة العثمانية (حليف ألمانيا في الحرب) من الوصول إلى احتياطيات النفط بالقرب من باكو في شبه جزيرة أبشيرون .
الحملة الألمانية في القوقاز | |||||
---|---|---|---|---|---|
جزء من الحملة القوقازية | |||||
| |||||
الخلفية
في 5 ديسمبر 1917 ، تم توقيع هدنة في أرزينجان من قبل الروس والعثمانيين، مما أنهى النزاعات المسلحة بين روسيا والدولة العثمانية فيما عرف بحملة القوقاز لمسرح الشرق الأوسط في الحرب العالمية الأولى . [1] تحركت جمعية الاتحاد والترقي من أجل كسب صداقة البلاشفة الذين قاموا بالثورة داخل روسيا من أجل توقيع معاهدة الصداقة العثمانية الروسية في (1 يناير 1918) ولكن في 11 يناير 1918 ، تم توقيع المرسوم الخاص بشأن أرمينيا من قبل لينين وستالين والذي تم بموجبه إعادة تسليح أكثر من 100000 أرمني من جيش القيصر السابق ليتم إرسالهم إلى القوقاز للقيام بعمليات ضد المصالح العثمانية في أرمينيا [2] وفي 20 يناير 1918 ، قام طلعت باشا باحتجاج رسمي ضد البلاشفة الذين قاموا بتسليح الجيش الأرمني وعلق بأنه : «لم يغير الفهد الروسي مواقفه». [3]
وفي 3 مارس 1918 ، تبعت هدنة أرزينجان معاهدة بريست ليتوفسك التي قضت بخروج روسيا من الحرب العالمية الأولى، وفي الفترة من 14 مارس إلى أبريل 1918 ، عُقد مؤتمر سلام طرابزون بين الدولة العثمانية ووفد البرلمان القوقازي ( سيجما ) حيث عرض أنور باشا التخلي عن الطموحات العثمانية في القوقاز مقابل الاعتراف بسيطرة العثمانيين علي مقاطعات الأناضول الشرقية في نهاية المفاوضات، [4] قدمت معاهدة بريست ليتوفسك بعض الارتياح للبلاشفة الذين كانوا متورطون من جهة أخري في الحرب الأهلية داخل روسيا ، ومع ذلك، لم تكن حقول النفط في باكو تحت سيطرة الروس بينما كانت ألمانيا لديها طلب كبير على النفط، خلال الفترة من 30 مارس إلى 2 أبريل عام 1918 ، تعرض الآلاف من الأذريين وغيرهم من المسلمين في مدينة باكو والمناطق المجاورة لمحافظة باكو بجمهورية القوقاز الديمقراطية الاتحادية للذبح على يد داشناك بدعم قوي من السوفييت البلاشفة، ويشير الأذربيجانيون إلى ذلك باعتباره إبادة جماعية (بالأذرية: soyqırım) كما يُعرف هذا الحدث باسم أيام مارس أو أحداث مارس .
في 5 أبريل، وافق رئيس الوفد القوقازي أكاكي تشخينكيلي على معاهدة بريست ليتوفسك كأساس لمزيد من المفاوضات، [5] ولكن كان المزاج السائد في تيفليس مختلفًا تمامًا، حيث ضغط الأرمن على الجمهورية لرفضها، واقروا بوجود حالة حرب بينهم وبين الدولة العثمانية. استؤنفت الأعمال القتالية وتقدمت القوات العثمانية بقيادة فيف باشا على وسيطرت علي أراض جديدة إلى الشرق، ووصلت إلى حدود ما قبل الحرب.
في 11 مايو، افتتح مؤتمر سلام جديد في باتوم . [4] في هذا المؤتمر، رفع العثمانيون سقف مطالبهم لتشمل تيفليس وكذلك ألكساندروبول وإخميادن ، كما أرادوا بناء خط سكة حديد لربط كارس وجلفا مع باكو ، مما دفع الأعضاء الأرمن والجورجيون في وفد الجمهورية في التوقف عن المفاوضات، وابتداء من 21 مايو، تقدم الجيش العثماني للأمام مرة أخرى، أدى الصراع الذي تلا ذلك إلى معركة سارداراباد في الفترة من (21-29 مايو) ، ومعركة كارا كيليسيس (1918) في الفترة من (24-28 مايو) ، وفي 28 مايو 1918 ، وقعت جورجيا على معاهدة بوتي مع ألمانيا، ورحبت بوجود حملة ألمانية، ورأت في الألمان حماة من خراب ما بعد الثورة الروسية والتقدم العسكري العثماني . [6]
القوات المشاركة
تألفت القوات الألمانية حصريًا من القوات البافارية وشملت لواء الفرسان البافاري السابع، معززة بفوج المشاة البافاري التاسع والعشرين ( كتيبتان جاغر السابعة والتاسعة) ، الكتيبة العاشرة ستورم، مفرزة الرشاشة رقم 1، [7] كان قوام القوات 3000 فرد بقيادة اللواء فريدريش فريهر كريس فون كريسنشتاين ، شارك الجنرال إريك لوديندورف أيضًا في الإشراف على الحملة وتنظيمها، [8] تم نقل هذه القوة الألمانية عن طريق البحر من شبه جزيرة القرم إلى ميناء بوتي على البحر الأسود حيث نزلت في 8 يونيو 1918 ، وتم تعزيزها لاحقًا من قبل القوات الألمانية التي تم سحبها من سوريا وأوكرانيا للخدمة في جورجيا. [9]
الحملة
مقدمة
في 4 يونيو، وتحت التهديد المباشر للجيش العثماني الثالث، الذي تقدم إلى لنحو 7 كم من يريفان في جمهورية أرمينيا الأولى تم توقيع معاهدة باتوم .
وفي 10 يونيو، وصلت القوة الألمانية إلى تيفليس ، عاصمة جورجيا، وقامت بعرضًا عسكريًا ألمانيًا وجورجيًا مشتركًا في الشارع الرئيسي بالمدينة، كانت الحاميات الألمانية-الجورجية مجتمعة متمركزة في مناطق مختلفة من جورجيا، بما في ذلك بوتي ، وأوتشامشير، وكوتايسي ، وبورتشالو .
مناوشات فورونتسوفكا
تزامن وصول القوات الألمانية في جورجيا مع التنافس الألماني العثماني المتزايد للسيطرة علي لموارد القوقازية، لا سيما حقول النفط بالقرب من باكو ، جمهورية أذربيجان الديمقراطية ، على بحر قزوين وربط السكك الحديدية وخطوط الأنابيب المرتبطة به مع باتومي على البحر الأسود ( خط أنابيب باكو باتومي ). وفي أوائل يونيو عام 1918 ، جدد الجيش العثماني الثالث بقيادة وهيب باشا هجومه على الطريق الرئيسي المؤدي إلى تيفليس، وواجه قوة ألمانية جورجية مشتركة.
في 10 يونيو، هاجم العثمانين فورونتسوفكا وأخذوا العديد من السجناء، مما أدى إلى تهديد رسمي من برلين لسحب دعمها وقواتها من الإمبراطورية العثمانية، [9] تم إرسال هانز فون سيكت إلى جورجيا واجتمع مع أنور باشا في باتومي. [2] كان على الحكومة العثمانية أن تتنازل تحت تأثير الضغوط الألمانية من خلال إقالة وهيب باشا ووقف مسيرتها، في الوقت الحالي، وعدم التقدم أكثر إلى جورجيا نحو خط سكة حديد باتومي-تيفليس-باكو وخطوط الأنابيب المرتبطة به، حيث قام العثمانيون بتغير هدفهم الاستراتيجي نحو أذربيجان ضد القوات البريطانية لوقف تقدمهم في شمال غرب فارس . [10] قاد نوري باشا الحملة تحت قيادة الجيش الإسلامي في القوقاز والمعروف أيضًا باسم الجيش الإسلامي العثماني . [11]
الطريق إلى باكو
في نفس الوقت، تم نقل قوات ألمانيا إضافية من البلقان وأوكرانيا للتقدم نحو باكو، وفي الوقت نفسه، كما قدمت ألمانيا مساعدة مالية للحكومة البلشفية في موسكو وعرضت إيقاف الجيش الإسلامي العثماني مقابل ضمان الوصول إلى نفط باكو، ووفقًا للاتفاقية المبرمة في 27 أغسطس بين الحكومة البلشفية في موسكو وألمانيا، كان من المفترض أن تحصل الأخيرة على ربع إنتاج باكو النفطي الذي تم إرساله عبر بحر قزوين وحتى نهر الفولغا الأدنى للقوات الألمانية في أوكرانيا . [2] [11]
طلبت الحكومة الألمانية من الدولة العثمانية وقف هجوم على أذربيجان، ولكن تجاهل أنور باشا هذا الطلب، وبعد معركة باكو ، استولى الجيش الإسلامي العثماني بقيادة نوري باشا ، على المدينة في 15 سبتمبر 1918 بعد إجلاء القوات السوفيتية.
أدت الأزمة السياسية الحادة في ألمانيا، والتي بدأت في وقت لاحق من ذلك الشهر، إلى جعل حملة القوقاز فاشلة.
ما بعد الحملة
في 21 أكتوبر، أمرت الحكومة الألمانية بسحب جميع القوات من المنطقة وغادرت آخر سفينة مع الجنود الألمان على متنها من بوتي، جورجيا، في ديسمبر 1918. وهكذا، كان آخر تشكيل عسكري ألماني يعود إلى الوطن، في أبريل 1919 ، قادم من الخدمة الفعلية في الحرب العالمية الأولى.
مذكرات
نُشرت مذكرات الجنرال فريدريش فريهر كريس فون كريسنشتاين في عام 2001 باللغة الألمانية في تبليسي، جورجيا - محرر الدكتور ديفيد بيتشادسي، دار النشر سامشوبلو، (ردمك 99928-26-62-2)
انظر أيضا
المراجع
- Tadeusz Swietochowski, Russian Azerbaijan 1905-1920, page 119
- McMeekin, Sean (2010)، The Berlin-Baghdad Express: Ottoman Empire and Germany's bid for World Power، Cambridge, Massachusetts: دار نشر جامعة هارفارد، ISBN 9780674057395، مؤرشف من الأصل في 20 ديسمبر 2019.
- McMeekin, Sean (13 أكتوبر 2015)، The Ottoman Endgame: War, Revolution, and the Making of the Modern Middle East, 1908 - 1923، دار بنجوين للنشر، ISBN 9780698410060.
- Ezel Kural Shaw History of the Ottoman Empire and Modern Turkey. Page 326
- Richard Hovannisian "The Armenian people from ancient to modern times" Pages 292-293
- Lang, David Marshall (1962). A Modern History of Georgia, p. 207-8. لندن: Weidenfeld and Nicolson.
- Erickson, Edward J. (2000) Ordered to Die: a history of the Ottoman army in the first World War, p. 233
- Lang (1962), p. 182
- Erickson (2000), p. 186
- Erickson (2000), p. 187
- Reynolds, Michael A. (مايو 2009)، "Buffers, not Brethren: Young Turk Military Policy in the First World War and the Myth of Panturanism"، Past and Present، 2003.
- بوابة التاريخ
- بوابة التاريخ الإسلامي
- بوابة الحرب
- بوابة الإمبراطورية الألمانية
- بوابة الحرب العالمية الأولى
- بوابة الدولة العثمانية
- بوابة القوقاز
- بوابة جورجيا