تلعفر

تلعفر هي مدينة عراقية تقع في شمال غرب العراق، وتتبع أداريا إلى محافظة نينوى. يقدر عدد سكانها بنحو أكثر 300,000 نسمة حسب تقديرات عام 2019، يسكن مدينة تلعفر أغلبية من التركمان المسلمين، وتقع المدينة بالقرب من الحدود العراقية السورية وتبعد عن مدينة الموصل بحوالي 70 كم، وعن جنوب الحدود التركية بحوالي 38 ميلاً وعن الحدود السورية بحوالي 60 كم.

تلعفر
ترفر

تاريخ التأسيس 1867
تقسيم إداري
البلد  العراق[1]
المحافظة محافظة نينوى
القضاء قضاء تلعفر
المسؤولون
قائمقام محمد شريف آل سيد وهب
خصائص جغرافية
إحداثيات 36°22′45″N 42°26′59″E  
المساحة 3206[2] كم²
الارتفاع 410 متر
السكان
التعداد السكاني 300,000[3] نسمة (إحصاء 2017)
معلومات أخرى
التوقيت +3
اللغة الرسمية التركمانية
الرمز الهاتفي +964
الرمز الجغرافي 90393 
تلعفر
منارة جامع تلعفر الكبير

كانت المدينة جزء من ولاية الموصل التي كانت إحدى ولايات الدولة العثمانية، وفي المدينة قلعة بنيت كقاعدة عسكرية، ويمكن اليوم مشاهدة آثار القلعة، وبعد انسحاب العثمانيين أقيمت حامية في تلك القلعة وكانوا أول مقيمي المدينة التي تجاور القلعة. وفي معركة الموصل (2016–17) ضد تنظيم داعش نقل التنظيم ما يطلق عليه تسمية مقر الخلافة إلى مدينة تلعفر لتصبح معقل التنظيم المؤقت.[4]

ويوجد في تلعفر مستشفى واحد هو مستشفى تلعفر العام بالإضافة إلى قطاع تلعفر الصحي الذي يضم ستة مراكز صحية داخل مدينة تلعفر ومراكز صحية أخرى في النواحي.

التاريخ

مدينة تلعفر تعتبر من المدن التركمانية العريقة وتقع على بعد حوالي 70 كم شمال غربي الموصل وهي من كبرى المدن في محافظة نينوى، ويبلغ عدد سكانها أكثر من (300 ألف) نسمة وانهم يتكلمون باللغة التركمانية وبلهجة خاصة. وتاريخ تلعفر يرجع إلى العصر الحجري وهي من العصور ماقبل التاريخ أي (6000 ق. م) وفي حوالي منتصف ألف الثاني ق. م أصبحت تلعفر مع السنجار جزء من الدولة الميتانية وفي العهد الآشوري نمت وتوسعت وبنت قلعتها الأثرية وكانت تعرف باسم (نمت عشتار) وبعد سقوط نينوى كانت منطقة تلعفر والجزيرة كلها مسرحاً للحروب الطويلة التي جرت بين الحيثيين والرومان الذين جددوا قلعتها. وبدأت الهجرة القبائل من الجزيرة العربية قبل الإسلام إلى العراق والشام وسكنوا قسم منهم في منطقة الجزيرة وجوار الموصل مثلاً بني الربيعة والذين سكنوا بجوار تلعفر وسنجار وسميت المنطقة بـ (الربيعة) وفي صدر الإسلام فتحت منطقة تلعفر كسائر ديار ربيعة ومنطقة الجزيرة في سنة 18 هـ في عهد الخليفة عمر بن الخطاب على يد القائد عياض بن غنم، ثم أصبحت تلعفر في العهد الأموي موطناً للخوارج ومسرحاً للحروب التي جرت بينهم وبين الأمويين وكان مروان الثاني بن محمد والياً على منطقة الجزيرة وعندما آلت الخلافة إليه قاد جيشاً للقضاء على فتن الخوارج وقيل انه بنى قلعتها فسميت بقلعة مروان. وان مدينة تلعفر قد توسعت وازدهرت سكانها في العصر العباسي في زمن الخليفة المعتصم بالله ومن بعدهم في عام 447 هـ (1055م) في عهد السلاجقة في زمن اميرها طغرل بك أحد أمراء السلاجقة وثم استولى عليها السلطان بدر الدين لؤلؤ، وحيث سكنها بعض العشائر التركمانية، وفي عام 656 هـ (1258م) دخل هولاكو إلى بغداد وتوجه قائده (سميداغو) إلى منطقة موصل وتلعفر وأصبحت بعد ذلك جزء من الدولة الايلخانية ثم في عام 738 هـ (1328م) جاء الدولة الجلائرية وحكمت العراق بقيادة الشيخ حسن الجلائري وأصبحت منطقة تلعفر جزء من الدولة الجلائرية حتى جاء القائد تيمور لنك ودخل الموصل عام 796 هـ (1386م) ومر من مدينة تلـعفر وهناك طريق لا زال موجوداً جنوب تلـعفر ويسمى (تيمور يولي) أي طريق تيمور، وفي عام (814 هـ ـ 1411م) وأصبحت مدينة تلعفر جـزأ مـن (الدولة قرة قوينلو) التركمانية أي (دولة الخروف الأسود) في عهد أميرها محمد قرة يوسف وهناك عشيرة في تلعفر ينتسبون إليهم، وفي عام (874 هـ /1469م) أصبحت مدينة تلعفر جزأ من (دولة اق قوينلو) التركمانية أي (دولة الخروف الأبيض) بقيادة الأمير حسن بك الطويل وأيضا توجد بعض العشائر في تلعفر ينتسبون اليهم. وفي عام (914 هـ/1508م) أصبحت تلعفر جزء من الدولة الصفوية، وفي عام (941 هـ/1534م) أصبحت مدينة تلعفر جزأ من الدولة العثمانية منذ عهد السلطان سليمان باشا هو أول والي عثماني في العراق حتى انسحاب الجيش العثماني من الموصل وتلعفر دون القتال في عهد الوالي خليل باشا، وأحتل الإنكليز العراق في عام (1336 هـ/ 1917م) وسيطر الإنكليز على الموصل وتلعفر بعد قتال طويل دام ثلاثة سنوات أي في عام 1920 م لحين تشكيل الحكومة المؤقتة برئاسة السيد عبد الرحمن النقيب وكانت مدينة تلعفر في عهد الدولة العثمانية مركز لناحية تابعة إلى قضاء سنجار ثم أصبحت قضاءً في نهاية عام 1917 م. واليوم اهالي تلعفر يطالبون الحكومة العراقية بجعلها محافظة التاسعة عشر في العراق.

وقد دخلت تلعفر التاريخ بملحمتها الشهيرة في عام 1920 م والتي تدعى باسم حركة (قاج قاج) والتي بدأت بها الثورة ضد القوات الإنكليزية المحتلة، فان أول شرارة لثورة العشرين في الشمال انطلقت من مدينة تلعفر .

وقد وصف ياقوت الحموي مدينة تلعفر في كتابه معجم البلدان وقال (تل أعفر ـ ويقال تل يعفر ـ وقيل إنما اصله ـ تل الاعفر ـ للونه فغير بكثرة الاستعمال وطلب الخفة وهو اسم قلعة وربض بين سنجار والموصل وفي وسطه وادي فيه نهر جاري على تل منفرد، حصينة محكمة وفي مائها عذوبة وبها نخيل كثيرة يجلب رطبه إلى الموصل).

وتسكن مدينة تلعفر عدد من العشائر التركمانية ولكل من هذه العشائر مناطقها التي تسكن فيها وتتشابه العادات الاجتماعية والأعراف فيما بينها ولها تقاليد مميزة في مسائل الزواج والأعياد والتعازي وسائر الاحتفالات الدينية والوطنية والقومية، ولاشك فيه هو إن أسماء جميع هذه العشائر أسماء تركمانية، ومن أهم العشائر التركمانية في تلعفر هي: (ايلخانلي، الله ويرد يلي، علي ديوه لي، بابالار، بكلر، جلبي، بيرقولولر، عاصيلر، فرحاتلر، قزانلر، جولاقلي، سيدلر، نجارلار، مرادليلر، سرايليلر، دميرجيلر، قرة قوينلو، ديوه جي، بقاللي، أق قوينلو، محمد أغالي، قصابلر، خانليلر، حمولي، عجملي، حربو، قوروتلي، موللالي، نفطجي، فرهادليلر، علي خان بك، داودلي، همتليلر، بيرقدارلي، قابلان، ماوليلر)، وهناك كثير من العشائر والأفخاذ التركمانية في منطقة تلعفر وضواحيها ترجع أصولهم إلى أصول السلاجقة والدولة الايلخانية وقرة قوينلو واق قوينلو والأصول العثمانية، وكما هو معروف أن جميع أصول تركمان العراق يرجع إلى تلك الدول والإمبراطوريات التي حكمت العراق منذ مئات السنين.

الدين في مدينة تلعفر

أغلب سكان تلعفر هم من التركمان السنة بنسبة أكثر من 75%، ويشكل الشيعة نسبة 25%.[5]

سقوط تلعفر 2014

في فجر يوم الأحد الخامس عشر من حزيران 2014 سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية داعش على مدينة تلعفر بعد قتال جرى في وسط المدينة وانسحاب اغلب القوات العراقية المتمركزة في تلعفر من المدينة ونزوح الآلاف من السكان إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات البيشمركة.

تحرير تلعفر 2017

في يوم 20 آب (أغسطس) 2017، شنت الحكومة العراقية بدعم من قوات الجيش والشرطة والحشد الشعبي حملة عسكرية لاستعادة مدينة تلعفر آخر معقل لداعش في محافظة نينوى، وبعد معارك أستمرت لنحو 7 أيام إستطاعت الحكومة العراقية تحرير المدينة بالكامل.

جرائم ضد الإنسانية

وثقت هيومن رايتس ووتش خمسة مذابح لسجناء بين 9 و21 يونيو/حزيران ـ في الموصل وتلعفر بمحافظة نينوى، وبعقوبة وجمرخي بشرق محافظة ديالى، وراوة في غرب محافظة الأنبار , وفي كل هجمة كانت أقوال الشهود وأفراد قوات الأمن ومسؤولي الحكومة تشير إلى قيام جنود من الجيش أو الشرطة العراقيين، أو من مليشيات شيعية موالية للحكومة، أو تشكيلات من الثلاثة، بإعدام السجناء دون محاكمات بإطلاق الرصاص عليهم في كافة الحالات تقريباً , في حالة واحدة قام القتلة أيضاً بإشعال النار في عشرات السجناء، وفي حالتين ألقوا بقنابل يدوية داخل الزنازين.[6]

طالع أيضا

المراجع

  1.  "صفحة تلعفر في GeoNames ID"، GeoNames ID، اطلع عليه بتاريخ 30 أغسطس 2022.
  2. https://web.archive.org/web/20191116094139/http://www.cosit.gov.iq/AAS/AAS2012/section_10/1.htm، مؤرشف من الأصل في 16 نوفمبر 2019. {{استشهاد ويب}}: الوسيط |title= غير موجود أو فارغ (مساعدة)
  3. http://mmpw.gov.iq/uploads/image/Service%5Bوصلة+مكسورة%5D Indicator/Water/h/mos.jpg
  4. العراق نت. نسخة محفوظة 1 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  5. "Description of Tal'Afar" (PDF)، Department of Behavioral Sciences & LeadershipUnited States Air Force Academy, Colorado Springs، 8 يناير 2008، مؤرشف من الأصل (PDF) في 16 أغسطس 2010، اطلع عليه بتاريخ 22 أبريل 2011.
  6. "العراق ـ حملة قتل جماعي للسجناء السنة"، www.hrw.org، يوليو/تموز 11, 2014، مؤرشف من الأصل في 25 سبتمبر 2021. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |date= (مساعدة)
  • The Turkmen Reality in Iraq - Arshad Hirmizi
  • التاريخ السياسي لتركمان العراق
  • العشائر التركمانية في العراق
  • بوابة علم الآثار
  • بوابة العراق
  • بوابة تجمعات سكانية
  • بوابة جغرافيا
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.