خلل التنسج

خلل التنسّج (بالإنجليزية: Dysplasia)، هي كلمة مشتقة من الأصل الإغريقي: "Dys" بمعنى «سيء» أو «صعب»/ و"plasis" بمعنى «تشكّل». وهو مفهوم يستخدم في علم الأمراض، ليصف شذوذا في النمو أو خللا ظهاريا (epithelial) في التمايز (خلل التنسّج الظّهاري).[1] أما مصطلحات مثل: خلل تنسّج الورك Hip dysplasia أوخلل تنسّج الكلى Renal dysplasia، فهي تشير إلى شذوذ في نمو الخلايا، على المستوى الكبير أو الصغير. أما متلازمة خلل التنسج النقوي (Myelodysplastic Dysplasia)، فهي خلل التنسج في الخلايا الصانعة للدمّ، يظهر ارتفاعا في عدد الخلايا غير الناضجة في نخاع العظم، وانخفاضا في الخلايا لناضجة والعاملة في الدم.

خلل التنسج
معلومات عامة
الاختصاص علم الأورام 
من أنواع شذوذ تطوري 

خلل التنسّج الظّهاريّ

يتكون خلل التنسّج الظاهري من تضخّم في الخلايا غير الناضجة، بالترافق مع انخفاض في عدد الخلايا الناضجة خلل التنسج هو مؤشّر مبكّر عادةً لوجود ورم. يستخدم مصطلح «خلل التنسج» عادةً لوصف الشذوذ الخلويّ المحصور في النسيج المحدث، كما في حالة الورم في الموضع الأصلي (In-situ neoplasm). ويمكن للبعض أن يخلط بين خلل التنسج (الذي يحدث فيه تأخر لنضج وتمايز الخلايا) وبين الحؤول (Metaplasia) (حيث يتم استبدال خلايا ناضجة ومتمايزة بأخرى ناضجة ومتمايزة من نوع آخر.

أمثلة

خلل تنسّج

من الأمثلة على خلل التنسج: خلل تنسج ظهاري في عنق الرحم (خلل التنسج العنقي)، حيث يكون هناك زيادة في الخلايا غير الناضجة لكن دون أن يحدث اقتحام من قبلها لطبقة الغشاء القاعديّ إلى الأنسجة الأكثر عمقا. كذلك من الحالات المشابهة: خلل التنسج المهبلي (vaginal Intrapithelial neoplasia) وأورام الفرج داخل الطبقة الظهارية (vulvar intraepithelial neoplasia [الإنجليزية]).

التحرّي (Screening)

بعض الفحوصات التي تُجرى لتحرّي وجود سرطان من عدمه تُسمّى «تحرٍّ من أجل خلل تنسج ظهاري». المبدأ الكامن وراء هذه التجارب هو أن الأطباء يتوقعون حدوث النمو الشاذ في نفس المعدل في الفرد النموذجي كما في العديد من الأشخاص الآخرين. عادةً إذا أجرى الطبيب فحصا ولم يجد أثرا خطيرا لخلل تنسج، فإنّ هناك احتمال ضئيل لتكوّنه الفترة محددة قادمة تتيح لفرصة تكون خلل تنسج جديد ويعنر مضيعة للموارد الطبية للمريض ومقدم الرعاية الصحية لأن فرص الكشف عن أي شيء منخفضة للغاية. بعض الأمثلة على ذلك في الممارسة العملية هي أنه إذا كان المريض الذي أجرى التنظير لم يكشف أخذ خزعة عن خلل التنسج أثناء الفحص للمريء، فإن هناك فرصة ضئيلة لاختبار الكشف عن أي خلل التنسج لهذا المريض في غضون ثلاث سنوات.[2][3][4] أما الأشخاص الذين لديهم احتمال متوسط بتطوّر سرطان في القولون أوالمستقيم، فعليهم إجراء تحرٍّ آخر بعد 10 سنوات إذا لم يكشف الفحص وجود خلل ما. وبعد 5 سنوات إذا اكتُشف لديهم فقط 1-2 سليلة ورمية غدّية (Adenomatous polyps).[2][5][6][7]

التغيرات الدقيقة

يتّسم خلل التنسّج بأربعة تغيرات مرضيّة دقيقة:

  1. تفاوت الكريّات: أي أن أحجام الخلايا تكون غير متساوية.
  2. وجود الكريّيات البكيلة [الإنجليزية]: أي وجود كريّات بأشكال غير طبيعية.
  3. فرطا لانصباغ.[8]
  4. وجود أشكال تفتّلية (Mitotic figures): عدد غير معتاد من الخلايا التي تنقسم.[9]
خلل تنسّج في عنق الرحم

خلل التنسّج، والسرطان في الموضع الأصلي، والسرطان الغازي

إن هذه الثلاثة مصطلحات مرتبطة ببعضها، فهي تمثّل مراحل في تطوّر الأورام الخبيثة في الطبقة الظّهارية. مدى إمكانية تطوّر السرطان يتعلّق بدرجة خلل التنسّج الموجودة.[10]

  • خلل التنسج: هي المرحلة الأكثر تقدّما في تطور السرطان، ويمكن التعرف عليها عن طريق الخزعة أومسحة عنق الرحم. ويمكن أن يكون الخلل ذا درجة منخفضة أوعالية، حيث يحمل النوع ذو الدرجة المنخفضة قابلية أقل للتطور إلى درجة عالية وبالتالي سرطان على عكس الثاني الذي يمثل مرحلة متقدمة اتجاه التحول لورم. العلاج يكون عادة بشكل مباشر.
  • السرطان في الموضع الأصلي: وهو تحوّل في الآفة الورميّة بحيث لا تنضج الخلايا، ويمكن اعتبارها كالسرطان. تفقد الخلايا الظهاريّة هويتها النسيجيّة، وتنتكس إلى شكلها الخلويّ البدائيّ، حيث تنمو بسرعة بتحكّم غير طبيعي لنوع النسيج. لكن هذا النوع من السرطان يبقى موضعيّا ولا يغزو النسيج المجاور.
  • السرطان الغازي: وهو آخر خطوة في السلسلة. حيث يحدث غزو لما بعد الغشاء القاعديّ، ويملك هذا السرطان قدرة على الانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم. ومن الممكن عادةً علاج هذا السرطان لكن نسبة نجاح ليست بعالية دائماً. لكنه إذا بقي بلا علاج، فسينتهي دائما تقريبا بالموت.

المصادر

  1. "dysplasia" في معجم دورلاند الطبي
  2. American Gastroenterological Association، "Five Things Physicians and Patients Should Question" (PDF)، Choosing Wisely: an initiative of the اختر بحكمة، American Gastroenterological Association، مؤرشف من الأصل في 9 أغسطس 2012، اطلع عليه بتاريخ 17 أغسطس 2012
  3. American Gastroenterological Association؛ Spechler, S. J.؛ Sharma, P.؛ Souza, R. F.؛ Inadomi, J. M.؛ Shaheen, N. J. (2011)، "American Gastroenterological Association Medical Position Statement on the Management of Barrett's Esophagus"، Gastroenterology، 140 (3): 1084–1091، doi:10.1053/j.gastro.2011.01.030، PMID 21376940.
  4. Wang, K. K.؛ Sampliner, R. E.؛ Practice Parameters Committee of the American College of Gastroenterology (2008)، "Updated Guidelines 2008 for the Diagnosis, Surveillance and Therapy of Barrett's Esophagus"، The American Journal of Gastroenterology، 103 (3): 788–797، doi:10.1111/j.1572-0241.2008.01835.x، PMID 18341497.
  5. Winawer, S.؛ Fletcher, R.؛ Rex, D.؛ Bond, J.؛ Burt, R.؛ Ferrucci, J.؛ Ganiats, T.؛ Levin, T.؛ Woolf, S.؛ Johnson, D.؛ Kirk, L.؛ Litin, S.؛ Simmang, C.؛ Gastrointestinal Consortium, P. (2003)، "Colorectal cancer screening and surveillance: Clinical guidelines and rationale—Update based on new evidence"، Gastroenterology، 124 (2): 544–560، doi:10.1053/gast.2003.50044، PMID 12557158.
  6. Jarbol, D. E.؛ Kragstrup, J.؛ Stovring, H.؛ Havelund, T.؛ Schaffalitzky De Muckadell, O. B.؛ Deal, S. E.؛ Hoffman, B.؛ Jacobson, B. C.؛ Mergener, K.؛ Petersen, B. T.؛ Safdi, M. A.؛ Faigel, D. O.؛ Pike, I. M.؛ ASGE/ACG Taskforce on Quality in Endoscopy (2006)، "Proton Pump Inhibitor or Testing for Helicobacter pylori as the First Step for Patients Presenting with Dyspepsia? A Cluster-Randomized Trial"، The American Journal of Gastroenterology، 101 (6): 1200–1208، doi:10.1111/j.1572-0241.2006.00673.x، PMID 16635231.
  7. Levin, B.؛ Lieberman, D. A.؛ McFarland, B.؛ Andrews, K. S.؛ Brooks, D.؛ Bond, J.؛ Dash, C.؛ Giardiello, F. M.؛ Glick, S.؛ Johnson, D.؛ Johnson, C. D.؛ Levin, T. R.؛ Pickhardt, P. J.؛ Rex, D. K.؛ Smith, R. A.؛ Thorson, A.؛ Winawer, S. J.؛ American Cancer Society Colorectal Cancer Advisory Group؛ Us Multi-Society Task, F.؛ American College of Radiology Colon Cancer Committee (2008)، "Screening and Surveillance for the Early Detection of Colorectal Cancer and Adenomatous Polyps, 2008: A Joint Guideline from the American Cancer Society, the US Multi-Society Task Force on Colorectal Cancer, and the American College of Radiology"، Gastroenterology، 134 (5): 1570–1595، doi:10.1053/j.gastro.2008.02.002، PMID 18384785.
  8. "Definition: hyperchromatic from Online Medical Dictionary"، اطلع عليه بتاريخ 18 أكتوبر 2008.
  9. Abrams, Gerald، "Neoplasia I"، مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2015، اطلع عليه بتاريخ 24 يناير 2012.
  10. Ridge JA, Glisson BS, Lango MN, et al. "Head and Neck Tumors" نسخة محفوظة 20 يوليو 2009 على موقع واي باك مشين. in Pazdur R, Wagman LD, Camphausen KA, Hoskins WJ (eds.) Cancer Management: A Multidisciplinary Approach. 11th ed. 2008. نسخة محفوظة 20 يوليو 2009 على موقع واي باك مشين.
إخلاء مسؤولية طبية
  • بوابة طب
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.