سرطان القولون

سرطان القولون والمستقيم (بالإنجليزية: Colorectal cancer)‏ ويعرف أيضاً بـ سرطان الأمعاء هو أحد أنواع مرض السرطان وينشأ من القولون أو المستقيم (أجزاء من الأمعاء الغليظة) نتيجة لحدوث نمو غير طبيعي للخلايا التي لديها القدرة على المهاجمة والانتشار إلى الأعضاء الأخرى في الجسم. من علامات وأعراض هذا المرض وجود دم في البراز وتغير في حركة الأمعاء (إما إمساك أو إسهال) وفقدان الوزن والشعور بالتعب والإرهاق طوال الوقت.

سرطان القولون والمستقيم
رسم تخطيطي للجزء الأسفل من الجهاز الهضمي
رسم تخطيطي للجزء الأسفل من الجهاز الهضمي

معلومات عامة
الاختصاص علم الأورام
من أنواع سرطان الأمعاء الغليظة  ،  ومرض  
الموقع التشريحي قولون 
الأسباب
عوامل الخطر التغذية، السمنة، التدخين، قلة النشاط الحركي، شرب الكحول. [1][2]
الإدارة
أدوية
سرطانة كَمئِية (فطرية) في القولون

معظم حالات سرطان القولون والمستقيم تحدث بسبب عوامل ذات علاقة بنمط الحياة وتقدم السن مع وجود عدد قليل من الحالات بسبب عوامل وراثية غير معروفة. تشمل عوامل الخطورة المسببة لهذا المرض أيضاً النظام الغذائي والسمنة والتدخين وقلة النشاط البدني. العوامل الغذائية التي تزيد خطر الإصابة بهذا المرض تشمل تناول اللحوم الحمراء واللحوم المعالجة (مثل اللحوم المملحة والمجففة والمخمرة والمدخنة واللحوم المعلبة والصلصات التي تحتوى على اللحوم) وكذلك المشروبات الكحولية. من العوامل الخطيرة أيضاً أمراض التهابات الأمعاء وتشمل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي. بعض الاضطرابات الجينية الموروثة التي قد تسبب الإصابة بسرطان القولون والمستقيم تشمل مرض السلائل الورمي الغدي العائلي ومتلازمة لينش إلا أنها لا تمثل سوى أقل من 5٪ من الحالات. عادة ما تبدأ الإصابة على شكل ورم حميد (غالباً على شكل زائدة لحمية) وتتحول مع مرور الوقت إلى سرطانة.

يتم تشخيص سرطان الأمعاء عن طريق الحصول على عينة من القولون (تسمى خزعة) من خلال إجراء التنظير السيني أو منظار القولون. يعقب ذلك إجراء التصوير الطبي لتحديد مدى انتشار المرض. يعد فحص السرطان إجراء فعالاً لمنع وتقليل الوفيات الناجمة عن سرطان القولون والمستقيم، وينصح بإجراء الفحوصات الطبية ابتداء من سن الخمسين وحتى الخامسة والسبعين. أثناء فحص القولون بالمنظار يمكن إزالة الزوائد اللحمية الصغيرة إن وجدت، أما إذا تم اكتشاف زوائد كبيرة أو ورم فيتم استئصال خزعة لإخضاعها للفحص لمعرفة إن كانت سرطانية. تساعد بعض العقاقير الطبية مثل الأسبرين وغيره من مضادات الالتهاب اللاستيرويدية على تقليل مخاطر الإصابة بهذا المرض، غير أنه لا ينصح باستخدامها بشكل منتظم لهذا الغرض بسبب آثارها الجانبية.

يتم علاج سرطان القولون والمستقيم عن طريق الجمع ما بين عدة وسائل علاجية وهي الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي والعلاج الموجه. تكون السرطانات المحصورة داخل جدار القولون أكثر قابلية للعلاج عن طريق الجراحة بينما يصبح العلاج صعباً أو غير ممكن في حالة انتشار الإصابة وانتقالها إلى أعضاء أخرى في الجسم. يصل معدل عدد الأشخاص في الولايات المتحدة الذين بقوا على قيد الحياة لمدة خمس سنوات منذ اكتشاف إصابتهم بالمرض إلى حوالي 65٪ وذلك يعتمد على مدى تقدم حالة الإصابة بالمرض، بغض النظر عن الحالة الصحية العامة للمصاب وعما إذا كانت إزالة السرطان ممكنة عن طريق الجراحة. على المستوى العالمي، يعد سرطان القولون والمستقيم هو النوع الثالث الأكثر شيوعاً من أنواع السرطان التي تشكل مجتمعة حوالي 10٪ من جميع الحالات السرطانية، وفي عام 2012 كان هناك 1.4 مليون حالة إصابة جديدة و 694 ألف حالة وفاة بسبب هذا المرض. يعد هذا المرض أكثر انتشاراً في الدول المتقدمة، حيث يوجد فيها أكثر من 65٪ من حالات الإصابة، كما أنه أقل انتشاراً لدى النساء من الرجال.

العلامات والأعراض

علامات وأعراض سرطان القولون والمستقيم تعتمد على مكان وجود الورم في الأمعاء وعلى مدى انتشاره في الجسم (النقيلة). هناك علامات تحذيرية تظهر عند الإصابة بهذا المرض وتشمل تكرر حالات الإمساك الشديد، ووجود دم في البراز، وصغر في قطر البراز (السماكة)، وفقدان الشهية، وفقدان الوزن، والغثيان أو التقيؤ خصوصاً لدى الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الخمسين. في حين أن حدوث نزيف في المستقيم أو الإصابة بفقر الدم يعدان من العلامات الخطيرة لدى من هم فوق سن الخمسين، إلا أن الأعراض الشائعة الأخرى مثل فقدان الوزن وحدوث تغير في نشاط الأمعاء لا تدعو للقلق إلا إذا كانت مرتبطة بحدوث نزيف.

إن كلاً من البوليبات غير السرطانية والسرطانية لا يسبب عادة أية أعراض، حتى إذا تحولت البوليبات إلى سرطان، فإن الأعراض تكون نادرة إلى أن يصير الورم ضخما عندما يسد الأمعاء الغليظة أو ينزف إلى البراز. حين يحدث هذا قد يكون السرطان قد اخترق جدار الامعاء وانتشر إلى الغدد الليمفية في البطن أو إلى أعضاء أخرى. الأعراض التي قد تظهر هي الإمساك، إخراج دم من المؤخرة، وأوجاع البطن.[3]

إن سرطان القولون يؤدي إلى الإمساك كما يؤدي أحياناً إلى ألمٍ في القولون إلا أن معظم حالات الإمساك وآلام البطن ليس سببها سرطان القولون، ولكن هناك أعراضٌ أخرى تترافق مع سرطان القولون، وهي كما يلي:

  1. وجود الدم في البراز أو عليه؛ سواء كان لون الدم فاتحاً أو شديد القتامة.
  2. كون البراز أرفع بكثير من المعتاد، وأنت تقول بأن هذه المشكلة مزمنة وليست حديثة.
  3. انزعاجٌ عام بالمعدة (انتفاخ، امتلاء، مغص).
  4. آلام غازية متكررة.
  5. الشعور بأن الأمعاء غير فارغة تماماً.
  6. انخفاض الوزن بدون أسباب.
  7. شعورٌ دائمٌ بالتعب.

المسببات

أكثر من 75-95% من حالات الإصابة بسرطان القولون تحدث لدى الأشخاص الذين لديهم القليل أو ليس لديهم أي عوامل وراثية. عوامل الإصابة تزيد لدى الذكور وكبار السن كما يسبب الإصابة تناول كميات كبيرة من الدهون والكحول واللحوم الحمراء واللحوم المعالجة والسمنة والتدخين وعدم ممارسة الرياضة البدنية. ترتبط حوالي 10% من الحالات بعدم ممارسة نشاط كاف، كما تزيد نسبة الإصابة لدى من يكثرون من تعاطي الكحول. وجد أن شرب 5 أكواب من الماء يومياً يقلل من خطورة الإصابة بسرطان القولون والمستقيم والأورام الغدية.

أمراض التهابات الأمعاء

الأشخاص الذين يعانون من مرض التهاب الأمعاء (التهاب القولون التقرحي ومرض كرون) معرضون بدرجة كبيرة للإصابة بسرطان القولون، وتزيد خطورة الإصابة كلما طالت فترة الإصابة بالتهاب الأمعاء وكلما زادت شدة الالتهابات. في هذه الفئات عالية الخطورة ينصح بالوقاية عن طريق استخدام الأسبرين وكذلك إجراء تنظير للقولون بصورة منتظمة. الأشخاص المصابون بمرض التهاب الأمعاء يمثلون نسبة أقل من 2% من حالات الإصابة بسرطان القولون سنوياً. حيث وجد أن المصابين بمرض كرون يصاب 2% منهم بسرطان القولون والمستقيم بعد 10 سنوات، و 8% بعد 20 سنة، و 18% بعد 30 سنة، كما أن المصابين بالتهاب القولون التقرحي يتطور المرض لدى 16% منهم إلى خلل في الأنسجة أو إلى سرطان في القولون على مدى 30 عاماً.

عوامل الخطر

  • كبار السن - عمر أكبر من 50 سنة.[4]
  • الأجناس من أصل إفريقي.
  • لديك تاريخ شخصي لسرطان القولون والمستقيم أو الزوائد الغددية.
  • الأمراض المعوية الالتهابية. الأمراض الالتهابية المزمنة في القولون، مثل التهاب القولون التقرحي (Ulcerative colitis) وداء كرون (داء كرون)، يمكن أن يزيدان من خطر الإصابة بسرطان القولون.
  • إصابة أحد الأقارب بسرطان القولون سابقا.
  • نظامك الغذائي منخفض الألياف، ومرتفع الدهون.
  • نمط الحياة الخامل. إذا كنت غير نشط، فأنت أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون. ممارسة النشاط البدني بانتظام يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون.
  • السمنة. الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة تزيد لديهم مخاطر الإصابة بسرطان القولون وزيادة خطر الوفاة بسبب سرطان القولون بالمقارنة مع الأشخاص أصحاب الوزن الطبيعي.
  • التدخين.
  • "شرب الكحول بكميات كبيرة قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون هناك دراسة وجدت أن "الأشخاص الذين يستهلكون أكثر من 30 غ من الكحول يومياً (خاصةً الذين يستهلكون أكثر من 45 غ يومياً) لديهم زيادة خفيفة في خطر الإصابة بسرطان القولون.[5]
  • العلاج الإشعاعي للسرطان. العلاج الإشعاعي الموجه على البطن لعلاج سرطان سابق قد يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان القولون مستقبليا.

خيارات العلاج

إذا كنت تعاني نزيفاً من المستقيم، فقد يجري لك الطبيب واحد أو أكثر من الاختبارات التشخيصية. إن الفحص بالمنظار السيجمي المرن يكون غالبا هو أول وسيلة عندما يكون نزول دم أحمر زاه هو العرض الغالب، إذ يكون الأرجح أن الدم آتٍ من النهاية البعيدة من القولون (أي الأقرب إلى المستقيم والشرج). إذا كان الدم يظهر عند إجراء اختبار الدم المختفي في البراز، فقد يجري اختبار حقنة الباريوم الشرجية، أو الفحص بمنظار القولون. كل منهما يمكن أن يكشف عن سرطان القولون، بالإضافة إلى الأسباب الأخرى للنزيف وتشمل البواسير، التهاب المستقيم، والبوليبات غير السرطانية أو البوليبات السرطانية التي تتحول فيما بعد إلى سرطان قولوني عندما تنمو إلى داخل تجويف الأمعاء الغليظة وتنتشر خلال جدارها.

الفحص بمنظار القولون يكون مفضلاً بصفة عامة لأنه يكون أفضل قليلا في الكشف عن السرطان ولأنه يمكن أثناء الفحص بمنظار القولون أخذ عينات من ورم – يحتمل أن يكون سرطانيا – لفحصه أو استئصال بوليبات نازفة. قد يقوم الطبيب بإزالة قطعة صغيرة من أي نسيج يبدو غير طبيعي وفحصها للكشف عن السرطان. ينصح بإجراء فحوص بمنظار القولون بانتظام للأشخاص المعرضيين بدرجة عالية للإصابة بسرطان القولون.

يتم تصنيف سرطان القولون إلى درجات أو مراحل، ويعتمد العلاج على الدرجة، ينصح بإجراء جراحة لاستئصال جزء من المعي – أو المعي كله – لكل درجة منها، وهذا يشمل شق البطن واستئصال الجزء المصاب بالسرطان من المعي (استئصال القولون).

يمكن إجراء الجراحة أيضا باستخدام منظار داخلي وذلك بعد أن يصنع الجراح قطوعاً معدودة وصغيرة كثقب المفتاح في البطن، وهذ الإجراء يكتنفه الجدل.

أحيانا ما تتبع الجراحة بالعلاج الإشعاعي أو العلاج الكيماوي أو الإثنين معا، معظم مرضى سرطان القولون لا يحتاجون إلى تفميم القولون، والإجراءات الجراحية التي تحافظ على العاصرة الشرجية تسمح لغالبية المرضى بالاحتفاظ بقدرتهم على التحكم في أمعائهم والتخلص من فضلاتها بالطريق الطبيعي .

الوقاية من سرطان القولون

إن تغير نمط الحياة غير الملائم يمكن أن يمنع سرطان القولون.

إن المحافظة على الوزن المثالي، اللياقة البدنية والتغذية الصحيّة تقلّل من مخاطر الأمراض السرطانية بشكل عامّ. وفقاً لذلك فإن التغيير في نظام العيش يمكن أن يخفّف من مخاطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 60-80% .

الإجراءات التالية يمكن أن تقلل خطر الإصابة بهذا الداء الوبيل

• الأغذية أو النظم الغذائية منخفضة الدهون، وعالية الألياف مع حصص يومية متعددة من الفواكه والخضراوات والحبوب النشوية يحتمل أن تقلل قابلية الإصابة بالمرض، إن تناول غذاء غني بالكالسيوم والفولات (مادة غذائية يحتاجها الجسم بكميات قليلة وتوجد في الخضراوات الصفراء والخضراء الورقية) قد يقلل ذلك الخطر أيضا. • العقاقير اللاستيرويدية المضادة للالتهاب NSAIDs : رغم أن الباحثين لا يعلمون السبب إلا أن تناول تلك الأدوية لسنوات عديدة يبدو أن يخفض معدلات الإصابة بالسرطان المعوي. مع ذلك فإن التناول المنتظم للأسبرين، وهو نوع من تلك العقاقير، لا يقلل خطر سرطان القولون. • الإقلاع عن التدخين : إذ إن تدخين السجائر يزيد خطر سرطان القولون. • العلاج التعويضي الهرموني : إن النساء اللاتي يتناولن هرمون الأستروجين بعد سن انقطاع الطمث ينخفض لديهن خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة تترواح بين 30% و 40%. • استئصال البوليبات : إن استئصال البوليبات الورمية الغدية يعمل على التخلص من مصدر محتمل للأورام الخبيثة.

  • عليك أن تأكل كل يوم أقل من خمسة مرات وتأخذ حصة من الفواكه والخضروات.
  • عليك أن تأكل الخبز ذات الألياف العالية.
  • عليك أن تبتعد عن التدخين وشرب الكحول.
  • عليك أن تبتعد عن اللحوم المصنعة مثل المرتديلا، الهوت دوق، السجق، وغيرها.
  • تناول الأسبرين أو البرفين يقي من سرطان القولون.

الأبحاث

وجدت مجموعة بحث أن لمركب سكلاريول القدرة على إحداث أثر الاستماتة على خلايا سرطان القولون.[6]

المصادر

  1. Bosman, Frank T. (2014)، "Chapter 5.5: Colorectal Cancer"، في Stewart, Bernard W.؛ Wild, Christopher P (المحررون)، World Cancer Report، the International Agency for Research on Cancer, World Health Organization، ص. 392–402، ISBN 978-92-832-0443-5.
  2. "Nature, Nurture, and Cancer Risks: Genetic and Nutritional Contributions to Cancer"، Annual Review of Nutrition (Review)، 37: 293–320، أغسطس 2017، doi:10.1146/annurev-nutr-071715-051004، PMC 6143166، PMID 28826375.
  3. اعراض سرطان القولون - أحسن اونكولوجيست نسخة محفوظة 16 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. سرطان القولون - http://weqayati.com نسخة محفوظة 23 يناير 2019 على موقع واي باك مشين.
  5. Alcohol Intake and Colorectal Cancer: A Pooled Analysis of 8 Cohort Studies نسخة محفوظة 14 ديسمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  6. K. Dimas؛ Hatziantoniou, S؛ Tseleni, S؛ Khan, H؛ Georgopoulos, A؛ Alevizopoulos, K؛ Wyche, JH؛ Pantazis, P؛ Demetzos, C (2007)، "Sclareol induces apoptosis in human HCT116 colon cancer cells in vitro and suppression of HCT116 tumor growth in immunodeficient mice"، Apoptosis، 12 (4): 685–694، doi:10.1007/s10495-006-0026-8، PMID 17260186، مؤرشف من الأصل في 21 أكتوبر 2012.

انظر أيضًا

إخلاء مسؤولية طبية
  • بوابة طب
  • بوابة علم الأحياء
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.