ذكرى النكبة

ذكرى النكبة (15 مايو) هو يوم إحياء الذكرى السنوية لنكبة الشعب الفلسطيني، حيث يتذكر الفلسطينيون ما حل بهم من مأساة إنسانية وتهجير.[1][2][3] اتُّفِق على أن يكون يوم الذكرى هو اليوم التالي لذكرى إعلان قيام دولة إسرائيل وذلك في إشارة إلى أن كل ما قامت به المجموعات المسلحة الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني كان من أجل التمهيد لقيام هذه الدولة التي أريد منها أن تكون دولة لليهود فقط.

ذكرى النكبة
اليوم السنوي 15 مايو 

تعريف النكبة

لاجئون فلسطينيون في سنة 1948.

النكبة مصطلح فلسطيني يبحث في المأساة الإنسانية المتعلقة بتشريد عدد كبير من الشعب الفلسطيني خارج دياره خلال الحرب الإسرائيلية - العربية عام 1948. أدت الحرب إلی نزوح داخلي واسع النطاق وطرد وهروب أكثر من 700.000 فلسطيني، فضلاً عن تدمير مئات من القرى الفلسطينية.[4][5] يبلغ عدد هؤلاء اللاجئين وذريتهم الآن عدة ملايين وهم يتوزعون اليوم بين الأردن (2 مليون)، ولبنان (427,057)، وسوريا (477,700)، والضفة الغربية (788,108)، وقطاع غزة (1,1 مليون نسمة). فضلا عن وجود ربع مليون فلسطيني على الأقل مشرد داخل إسرائيل.[6][7][8]

تشير كلمة النكبة في اللغة العربية إلى الكارثة. لذلك يرمز بها الفلسطينيون للتهجيرهم القسري الجماعي وهدم معظم معالم مجتمعهم.

فتاة فلسطينية تشارك في إحياء ذكرى النكبة عام 2010. يعد المفتاح أحد أهم الرموز التي يعبر الفلسطينيون بها عن تمسكهم بحق العودة إلى الأراضي المحتلة.

وكان المؤرِّخ والمفكر القومي العَلماني قسطنطين زريق أول من استخدم مصطلح النكبة على كارثة تهجير الفلسطينيين. وقد أصدر بعد ثلاثة أشهر فقط على إعلان قيام دولة إسرائيل، كتابه التأسيسي «معنى النكبة» باللغة الإنجليزية.[9]

تاريخ الذكرى

يحيى الفلسطينيون في 15 مايو من كل عام، ذكرى النكبة، وهو يوم بعد يوم الإستقلال الإسرائيلي حسب التقويم الميلادي. حيث في 14 مايو 1948 أعلنت إسرائيل استقلالها. لكن اليهود لا يعتمدون على التقويم الميلادي وانما على التقويم العبري وبالتالي بسبب الاختلاف بين التقويمين الميلادي والعبري فالاحتفالات بإنشاء إسرائيل لن تكون في نفس يوم احياء ذكرى النكبة، لكن عادة ما يتزامنان كل 19 عاما.[10]

يقوم الفلسطينيون، بمناسبة هذا اليوم، بتنظيم فعاليات وتظاهرات في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة وفي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية وفي كل أنحاء العالم.[11][12] تحوّلت الاحتجاجات في بعض الأحيان إلى اشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الدفاع الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة.[13][14][15] في عامي 2003 و 2004 اندلعت مظاهرات في لندن[16] ومدينة نيويورك.[17]

وفي الذكرى الـ63 لنكبة فلسطين عام 2011 زحف اللاجئون الفلسطينيون من الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان وسوريا باتجاه الحدود مع الأراضي الإسرائيلية.[18] ونتيجة إطلاق نار من قبل جيش الإسرائيلي قتل ما لا يقل عن 12 شخصا فضلا عن عشرات الجرحى.[19] وقد وصفت وكالة فرانس برس المواجهات بأنها من أسوأ حوادث العنف منذ اتفاق الهدنة لعام 1974.[19]

وخلال ذكری النكبة عام 2012، احتج آلاف الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة. وقام المتظاهرون بإلقاء الحجارة على الجنود الإسرائيليين الذين يقومون بحراسة نقاط التفتيش في القدس الشرقية. ورد الجنود عليهم بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع.[20]

معارضة إسرائيل

وفي 23 مارس 2011 وافق الكنيست الإسرائيلي بأغلبية 37 صوتا مقابل 25 أصوات،[21] علی قانون ما سمي بـ«قانون النكبة» والذي ينص على ان أي مؤسسة أو جمعية تقوم بفعاليات لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية بدلا من يوم الاستقلال الإسرائيلي يتم سحب تمويلها أو تقليص ميزانيتها بعد موافقة النائب العام ووزير المالية.[22][23] ويمنع مشروع القانون إحياء ذكرى النكبة، وانّ كلّ فرد يخالف هذه المادة معرض للسجن لمدة سنة واحدة أو دفع غرامة قدرها 10,000 شيكل (~ 2500 $). ويرى الفلسطينيون أن مشروع القانون يفرض قيوداً على حرية الفلسطينيين في الرأي والتعبير، كما يحاول لقمع الوعي الوطني والسرد التاريخي للبقية المتبقية من الشعب الفلسطيني في وطنه.[24]

انظر أيضا

مراجع

  1. Shaul Mishal, Reʼuven Aharoni (1994)، Speaking stones: communiqués from the Intifada underground، Syracuse University Press، ص. 96، ISBN 9780815626077، مؤرشف من الأصل في 1 أبريل 2018، May 15, which denotes the nakba, will be a day of national mourning and a general strike; public and private transportation will cease, and all will remain in their houses.
  2. Mêrôn Benveniśtî (2007)، Son of the cypresses: memories, reflections, and regrets from a political life، University of California Press، ص. 164، ISBN 9780520238251، مؤرشف من الأصل في 27 يناير 2020.
  3. Factbox: Palestinian refugee statistics نسخة محفوظة 24 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  4. Morris, Benny (2003). The Birth of the Palestinian Refugee Problem Revisited. Cambridge: Cambridge University Press. (ردمك 0-521-00967-7), p. 604.
  5. Khalidi, Walid (Ed.) (1992). All That Remains: The Palestinian Villages Occupied and Depopulated by Israel in 1948. Washington: Institute for Palestine Studies. (ردمك 0-88728-224-5).
  6. Mehran Kamrava (2005)، The modern Middle East: a political history since the First World War (ط. Illustrated)، University of California Press، ص. 125، ISBN 9780520241503، مؤرشف من الأصل في 27 يناير 2020.
  7. Samih K. Farsoun (2004)، Culture and customs of the Palestinians (ط. Illustrated)، Greenwood Publishing Group، ص. 14، ISBN 9780313320514، مؤرشف من الأصل في 27 مارس 2019.
  8. Derek Gregory (2004)، The colonial present: Afghanistan, Palestine, Iraq (ط. Illustrated, reprint)، Wiley-Blackwell، ص. 86، ISBN 9781577180906، مؤرشف من الأصل في 27 يناير 2020.
  9. Rochelle Davis (2010)، Palestinian Village Histories: Geographies of the Displaced (ط. Illustrated)، Stanford University Press، ص. 237، ISBN 9780804773133، مؤرشف من الأصل في 27 يناير 2020.
  10. Hertz-Larowitz, Rachel (2003). Arab and Jewish Youth in Israel: Voicing National Injustice on Campus. Journal of Social Issues, 59(1), 51–66.
  11. "Anger over Palestinian Nakba ban proposal"، BBC News، 25 مايو 2009، مؤرشف من الأصل في 31 مايو 2009، اطلع عليه بتاريخ 19 مايو 2010.
  12. Bowker, Robert (2003). Palestinian Refugees: Mythology, Identity, and the Search for Peace. Lynne Rienner Publishers. (ردمك 1-58826-202-2), p. 96.
  13. Analysis: Why Palestinians are angry, بي بي سي نيوز أون لاين, 15 May 2000. نسخة محفوظة 03 ديسمبر 2002 على موقع واي باك مشين.
  14. Violence erupts in West Bank, بي بي سي نيوز أون لاين, 15 May 2000. نسخة محفوظة 09 يونيو 2003 على موقع واي باك مشين.
  15. Israel – Palestinian Violence, الإذاعة الوطنية العامة, 15 May 2000. نسخة محفوظة 25 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  16. Pro-Palestine rally in London, بي بي سي نيوز أون لاين, 15 May 2003. نسخة محفوظة 02 يونيو 2004 على موقع واي باك مشين.
  17. Al-Nakba Day Rally in Times Square, 2004. نسخة محفوظة 25 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  18. Gideon Biger (18 مايو 2011)، "Israel was infiltrated, but no real borders were crossed"، Haaretz، مؤرشف من الأصل في 24 سبتمبر 2015، اطلع عليه بتاريخ 18 مايو 2011.
  19. Bloodshed along Israel borders kills 12 on Nakba DayAFP. 15 May 2011. نسخة محفوظة 6 مارس 2016 على موقع واي باك مشين. "نسخة مؤرشفة"، مؤرشف من الأصل في 15 مايو 2020، اطلع عليه بتاريخ 24 يناير 2018.{{استشهاد ويب}}: صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)
  20. Thousands of Palestinians mark 'Nakba Day'. بي بي سي نيوز. 15 May 2012. نسخة محفوظة 23 أكتوبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  21. Knesset Approves Nakba Law, by Elad Benari, 23 March 2011 نسخة محفوظة 03 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  22. Elia Zureik (2011)، Elia Zureik؛ David Lyon؛ Yasmeen Abu-Laban (المحررون)، Surveillance and Control in Israel/Palestine: Population, Territory and Power (ط. Illustrated)، Taylor & Francis، ص. 17، ISBN 9780415588614، مؤرشف من الأصل في 27 يناير 2020.
  23. "MK Zahalka: Racist laws target Arab sector" by Roni Sofer, 22 March 2011 نسخة محفوظة 25 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  24. Olesker, Ronnie (15 مارس 2013)، "Law-making and the Securitization of the Jewish Identity in Israel"، Ethnopolitics، 13 (2): 105–121، doi:10.1080/17449057.2013.773156.
  • بوابة الصراع العربي الإسرائيلي
  • بوابة شتات عربي
  • بوابة فلسطين
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.