حرب فلسطين 1947–1949

كانت حرب فلسطين 1947–1949 هي حرب جرت في أراضي انتداب فلسطين تحت الحكم البريطاني. تُعرف من قبل الإسرائيليين باسم حرب الاستقلال. وهي الحرب الأولى في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والصراع العربي الأوسع مع إسرائيل. خلال هذه الحرب، انسحبت الإمبراطورية البريطانية من فلسطين الانتدابية والتي كانت جزءاً من الدولة العثمانية حتى عام 1917. وقد بلغت الحرب ذروتها أثناء تأسيس دولة إسرائيل على يد اليهود وشهدت تحولاً ديموغرافياً كاملاً للمنطقة التي احتلها اليهود بإزاحة ما يقرب من 800 ألف فلسطيني وتدمير معظم مناطقهم الحضرية. انتهى المطاف بالعديد من العرب الفلسطينيّين بلا وطن، أو مشردين، إما في المناطق الفلسطينية التي استولت عليها «مصر» و«الأردن» أو الدول العربية المحيطة بها. العديد منهم، وكذلك أحفادهم، ما زالوا بلا دولة وفي مخيمات اللاجئين.

حرب فلسطين 1947–1949
جزء من الصراع الطائفي في فلسطين الانتدابية والصراع العربي الإسرائيلي
مقاتلون عرب أمام شاحنة إمداد محروقة تابعة للهاجاناه قرب مدينة القدس.(ق.1948)
معلومات عامة
التاريخ 30 نوفمبر 1947 – 20 يوليو 1949
(1 سنة، و7 شهور، و2 أسابيع، و6 أيام)
البلد الإمبراطورية البريطانية
إسرائيل 
الموقع الانتداب البريطاني على فلسطين (سابقاً), شبه جزيرة سيناء، جنوب لبنان
النتيجة
تغييرات
حدودية
هدنة 1949:
المتحاربون
اليشوف
(قبل قيام إسرائيل)
 إسرائيل
(بعد 14 مايو 1948)

قبل 26 مايو 1948:


بعد 26 مايو 1948:


متطوعين أجانب:

اللجنة العربية العليا
(قبل قبل 15 مايو 1948)
 Arab League
(بعد 15 مايو 1948)
القادة
دافيد بن غوريون
حاييم وايزمان
يغائيل يادين
يعقوب دوري
ديفيد شلتيل
موشيه دايان
Yisrael Galili
إيغال آلون
إسحاق رابين
موشيه كارمل
جون باغوت غلوب
حابس المجالي
قالب:بيانات بلد All-Palestine عبد القادر الحسيني 
قالب:بيانات بلد All-Palestine حسن سلامة (ثورة 1936) 
فوزي القاوقجي
قالب:بيانات بلد All-Palestine أمين الحسيني
فاروق الأول
أحمد علي المواوي
محمد نجيب
عبد الرحمن عزام
القوة
Israel: c. 10,000 initially, rising to 115,000 by March 1949 Arabs: c. 2,000 initially, rising to 70,000, of which: Egypt: 10,000 initially, rising to 20,000
Iraq: 3,000 initially, rising to 15,000–18,000
Syria: 2,500–5,000
Transjordan: 8,000 – 12,000
Lebanon: 1,000[5]
Saudi Arabia: 800–1,200
Arab Liberation Army: 3,500–6,000
الخسائر
6,080 killed (about 4,074 troops and 2,000 civilians)[6] Between +5,000[6] and 20,000 (inc civilians)[7] among which 4,000 soldiers for Egypt, Jordan and Syria[8]

15,000 Arab dead and 25,000 wounded (estimate)[9]

الأراضي التي كانت تحت سيطرة الإدارة البريطانية قبل الحرب قُسمت بين دولة إسرائيل، والتي استحوذت على نحو 78 بالمئة منها، مملكة الأردن المعروفة آنذاك باسم شرق الأردن، التي استحوذت لاحقاً على المنطقة التي أصبحت الضفة الغربية، ومصر، والتي استولت على قطاع غزة، وهو إقليم ساحلي على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، حيث أسست الجامعة العربية حكومة عموم فلسطين.

كان للحرب مرحلتان رئيسيّتان، الأولى كانت حرب 1947–1948 الأهلية في في فلسطين الانتدابية، والتي بدأت في 30 نوفمبر 1947، بعد يوم من تصويت الأمم المتّحدة على تقسيم الانتداب إلى دول يهودية وعربية، وتدويل القدس، وهو ما قبلت به القيادة اليهودية، واعترض عليه القادة العرب الفلسطينيين بالإضافة إلى الدول العربية. وصف المؤرخون هذه المرحلة من الحرب بأنها حرب أهلية أو عرقية أو طائفية بين الميليشيات اليهودية والفلسطينية، التي يدعمها جيش الإنقاذ العربي والدول العربية المحيطة. موصوفة بحرب العصابات والإرهاب، وتصاعدت في نهاية مارس عام 1948، عندما شرع اليهود في الهجوم وخلصوا إلى نتيجة بهزيمتهم للفلسطينيين في حملات ومعارك كبرى، وأسسوا خطوطاً أمامية واضحة. خلال هذه الفترة، حافظ البريطانيون على حكم متراجع على فلسطين، وتدخلوا بين الحين والآخر في أعمال العنف.

حددت الإمبراطورية البريطانية انسحابها والتخلي عن كل مطالبها لفلسطين في 14 مايو 1948. في ذلك اليوم، عندما غادرت آخر القوات والأفراد البريطانيين مدينة حيفا، أعلنت القيادة اليهودية في فلسطين تأسيس دولة إسرائيل. وتبع هذا الإعلان غزو فلسطين الفوري من قبل الجيوش العربية المحيطة وقوات الاستطلاعية من أجل منع إنشاء إسرائيل ومساعدة العرب الفلسطينيين الذين كانوا في الطرف الخاسر في تلك المرحلة، مع هروب عدد كبير من السكان أو إجبارهم على الرحيل بواسطة الميليشيات اليهودية.

شكّل الغزو بداية المرحلة الثانية من الحرب، حرب العرب عام 1948 وإسرائيل. تقدم المصريون عند الشريط الساحلي الجنوبي وتوقفوا عند أسدود. سيطر الفيلق العربي الأردني والقوات العراقية على المرتفعات الوسطى في فلسطين. وحاربت سوريا ولبنان عدة مناوشات مع القوات الإسرائيلية في الشمال. الميليشيات اليهودية، منظّمة في قوّات الدفاع الإسرائيلية الحديثة، تمكّنت من إيقاف القوّات العربية. شهدت الشهور اللاحقة اشتباكاً عنيفاً بين الجيش الإسرائيلي والجيوش العربية، والتي كانت تتراجع ببطء. تمكن الجيش الأردني والعراقي من السيطرة على أغلب المرتفعات الوسطى في فلسطين والاستيلاء على شرق القدس، بما في ذلك البلدة القديمة. كانت المنطقة التي حررتها مصر تقتصر على قطاع غزة وجيب صغير تحيط به القوات الإسرائيلية في الفالوجة.

في أكتوبر 1948، عبرت القوات الإسرائيلية الأراضي اللبنانية، واقتحمت شبه جزيرة سيناء المصرية، وأحاطت بالقوات المصرية بالقرب من مدينة غزة. آخر نشاط عسكري حدث في مارس عام 1949 عندما استولت القوات الإسرائيلية على صحراء النقب ووصلت إلى البحر الأحمر. في عام 1949، وقعت إسرائيل هدنة منفصلة مع مصر في 24 فبراير، ولبنان في 23 مارس، وشرق الأردن في 3 أبريل، وسوريا في 20 يوليو. استمرت في هذه الفترة عملية نزوح وطرد العرب الفلسطينيين.

في السنوات الـ3 التالية للحرب، هاجر حوالي 700 ألف يهودي إلى إسرائيل من أوروبا والأراضي العربية، مع مغادرة ثلثهم أو طردهم من بلادهم في الشرق الأوسط. هؤلاء اللاجئون اندمجوا في إسرائيل ضمن خطة المليون.

خلفية

حرب عام 1948 كانت نتاج أكثر من 60 عاماً من الاحتكاك بين العرب واليهود الذين سكنوا الأرض بين البحر المتوسط ونهر الأردن. كان معظم اليهود يسمون هذه الأرض أرض إسرائيل. يعتبرون أنها مسقط رأس الشعب اليهودي واليهودية. على مر التاريخ، حط العديد من الغزاة في المنطقة. بعد الرومان، أتى البيزنطيون، والخلافات العربية، والصليبيين، والمماليك المسلمون، والدولة العثمانية. بحلول عام 1881، كانت الأرض تحت حكم العاصمة العثمانية مباشرةً. ويبلغ عدد سكانها حوالي 450 ألف متحدث عربي، و90 بالمئة منهم مسلمون، والبقية مسيحيون ودروز. حوالي 80 بالمئة من العرب عاشوا في 700 إلى 800 قرية والبقية في 12 مدينة. كان يُوجد 25 ألف يهودي. عاش معظمهم في القدس وكانوا متدينين أرثوذكس وفقراء. لم تكن لديهم أي آراء قومية.

الهجرة اليهودية إلى فلسطين

تشكلت الصهيونية في أوروبا كحركة وطنية للشعب اليهودي. سعت لإعادة تأسيس الدولة اليهودية في الوطن القديم. الموجة الأولى من هجرة الصهيونية، والتي سُميت بـ«عليّة الأولى»، دامت من عام 1882 إلى 1903. حوالي 30 ألف يهودي، معظمهم من الإمبراطورية الروسية، وصلوا إلى فلسطين العثمانية. كان دافعهم هو فكرة الصهيونية والموجة المعادية للسامية في أوروبا، خاصة في الإمبراطورية الروسية التي أتت على شكل مجازر وحشية. أرادوا تأسيس مستوطنات زراعية يهودية وأغلبية يهودية في الأراضي ستسمح لهم باكتساب وضعية الدولة. غالباً ما قاموا باستيطان الأراضي ذات الكثافة السكانية المنخفضة، التي كانت مستنقعية وعرضة لهجمات البدو.

في بداية القرن الـ20، كان التعداد اليهودي في فلسطين ما بين 60 ألفاً و85 ألفاً، ثلثاهم أعضاء في الحركة الصهيونية، معظمهم يعيشون في 40 مستوطنة جديدة. واجهوا القليل جداً من العنف على شكل نزاعات والصراع على الأرض والموارد مع جيرانهم العرب أو نشاطات إجرامية. عام 1911، حاول العرب إحباط إنشاء مستوطنة يهودية في مرج ابن عامر، وأدى ذلك إلى مقتل رجل عربي واحد وحارس يهودي. أطلق العرب على اليهود اسم «الصليبيين الجدد» وازدهرت الخطابة المناهضة للصهيونية. التوتّر بين العرب واليهود أدّى إلى أحداث عنيفة في عدّة مناسبات، لا سيّما في 1920 و1921 و1929 و1936–1939.

الحرب العالمية الأولى

خلال الحرب، عملت فلسطين كجبهة بين الإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية البريطانية في مصر. أوقفت الحرب لفترة وجيزة خلافات اليهود والعرب. غزا البريطانيون الأرض في عام 1915 و1916، بعد هجومين عثمانيين فاشلين على سيناء. وكانت تساعدهم القبائل العربية في الحجاز، التي يقودها الهاشميون، ووعدتهم بالسيادة على المناطق العربية للإمبراطورية العثمانية. حذفت فلسطين من الوعد، التي كان يُخطط ها في البداية لأن تكون منطقة فرنسية وبريطانية مشتركة، وبعد وعد بلفور في نوفمبر 1917، ديار وطنية للشعب اليهودي. قرار دعم الصهيونية كان مدفوعاً بأعمال الضغط والتأثير بقيادة حاييم وايزمان. الكثير من المسؤولين البريطانيين الذين دعموا القرارات دعموا الصهيونية لأسباب دينية وإنسانية. كما كانوا يعتقدون أن دولة مدعومة من بريطانيا ستساعد في الدفاع عن قناة السويس.

الدول العربية

بعد الحرب العالمية الثانية، برزت الدول العربية المحيطة من الحكم الانتدابي. شرق الأردن، تحت حكم الهاشمي، عبد الله الأول، حصلت على استقلالها من بريطانيا عام 1946، ودُعيت الأردن عام 1949، لكنها بقيت تحت تأثير بريطاني قوي. حظيت مصر باستقلال اسمي في 1922، ولكن استمرت بريطانيا بفرض تأثير قوي عليها حتى حدّت المعاهدة الإنجليزية المصرية عام 1936 من وجود بريطانيا إلى حامية من القوات في قناة السويس حتى عام 1945. استقلّت لبنان عام 1943، لكن القوات الفرنسية لم تنسحب حتى عام 1946، في العام نفسه، فازت سوريا باستقلالها عن فرنسا.

في عام 1945، بناءً على طلب بريطاني، قامت مصر والعراق ولبنان والسعودية وسوريا وشرق الأردن واليمن بتشكيل جامعة الدول العربية لتنسيق السياسة بين الدول العربية. نسق العراق والأردن عن قرب، ووقّعا على معاهدة دفاع مشترك، بينما كانت مصر وسوريا والسعودية تخشى أن تستحوذ شرق الأردن على جزء من أو كل فلسطين وتستخدمها كوسيلة للهجوم أو تقويض سوريا ولبنان والحجاز.

خطة الأمم المتحدة للتقسيم 1947

في 29 نوفمبر من عام 1947، تبنت الهيئة العامة للأمم المتحدة قرارًا «تقترح على المملكة المتحدة السلطة القائمة بالانتداب لفلسطين، ولكل أعضاء الأمم المتحدة الآخرين التبنّي وتطبيق، فيما يتعلق بالحكومة الفلسطينية المستقبلية للتقسيم مع الاتحاد الاقتصادي». كانت هذه محاولة لحل النزاع بين العرب واليهود من خلال تقسيم فلسطين إلى «دول عربية ويهودية مستقلة» والنظام الدولي لمدينة القدس. كل دولة ستشكل 3 أقسام رئيسية. الدولة العربية ستأخذ منطقة محصورة في يافا كي يكون لها ميناء على البحر الأبيض المتوسط.

بنسبة 32 بالمئة من السكان تقريباً خُصص لليهود 56 بالمئة من المنطقة. احتوت على 499 ألف يهودي و438 ألف عربي ومعظمها كان في صحراء النقب. مُنح العرب الفلسطينيون 42 بالمئة من الأراضي، والتي يبلغ تعداد سكانها 818 ألف عربي فلسطيني و10 آلاف يهودي. بالنظر إلى أهميتها الدينية، فإنّ منطقة القدس، بما فيها بيت لحم، التي تضمّ 100 ألف عربي فلسطيني وعدد متساوٍ من اليهود، كان يُفترض أن تصبح كيانا متميزا، يُدار من قبل الأمم المتحدة. كان السكان في المنطقة غير الخاضعة لإدارة حصلون على حق الاختيار أن يكونوا مواطنين في أيّ من الولايات الجديدة.

قبلت القيادة اليهودية خطة التقسيم على أنها «الحد الأدنى الذي لا غنى عنه»، سعيدة باكتساب التقدير الدولي لكنها آسفة لعدم حصولهم على المزيد. ممثلو العرب الفلسطينيين والجامعة العربية عارضوا بشدة سياسة الأمم المتحدة ورفضوا سلطتها فيما يتعلق بذلك، مجادلين أن خطة التقسيم لم تكن عادلة للعرب بسبب توازن الشعب في ذلك الوقت. رفض العرب التقسيم، ليس لأنه كان ظالماً، بل لأن قادتهم رفضوا التقسيم بأي شكل. «أقرّوا أن حكم فلسطين يجب أن يعود إلى سكانها وفقاً لأحكام ميثاق الأمم المتحدة». وفقًا للمادة 73 ب من الميثاق، يجب أن تطور الأمم المتحدة حكمًا ذاتيًا للشعب في منطقة تحت إدارتها. نتيجةً مباشرةً لموافقة «الأمم المتحدة» على خطة التقسيم، البهجة العارمة في المجتمع اليهودي قابلها الاستياء من المجتمع العربي.

اقتباسات

  1. Nisan, Mordechai (2015)، Minorities in the Middle East: A History of Struggle and Self-Expression, 2d ed.، McFarland، ص. 284، ISBN 9780786451333، This Jewish-Druze partnership was often referred to as a "covenant of blood," in recognition of the common military yoke carried by the two peoples for the security of the country.
  2. "The Druze in Israel: Questions of Identity, Citizenship, and Patriotism" (PDF)، مؤرشف من الأصل (PDF) في 04 مارس 2016، اطلع عليه بتاريخ 24 فبراير 2022.
  3. Palestine Post, "Israel's Bedouin Warriors", Gene Dison, August 12, 1948
  4. AFP (24 أبريل 2013)، "Bedouin army trackers scale Israel social ladder"، قناة العربية، مؤرشف من الأصل في 31 مارس 2022، اطلع عليه بتاريخ 07 مايو 2015.
  5. Pollack, 2004; Sadeh, 1997
  6. Sandler (2002)، Ground Warfare: An International Encyclopedia، ABC-CLIO، ص. 160، ISBN 9781576073445، مؤرشف من الأصل في 5 يناير 2022.
  7. Rosemarie Esber, Under the Cover of War, Arabicus Books & Medica, 2009, p.28.
  8. "Military Casualties in Arab-Israeli Wars | Jewish Virtual Library"، www.jewishvirtuallibrary.org، مؤرشف من الأصل في 10 يناير 2017.
  9. Clodfelter (2017)، Warfare and Armed Conflicts: A Statistical Encyclopedia of Casualty and Other Figures, 1492-2015, 4th ed، McFarland، ص. 572، ISBN 978-0786474707.
  • بوابة إسرائيل
  • بوابة الأردن
  • بوابة الإمبراطورية البريطانية
  • بوابة السعودية
  • بوابة السودان
  • بوابة الشرق الأوسط
  • بوابة الصراع العربي الإسرائيلي
  • بوابة العراق
  • بوابة الوطن العربي
  • بوابة اليمن
  • بوابة سوريا
  • بوابة عقد 1940
  • بوابة فلسطين
  • بوابة لبنان
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.