اغتيال وصفي التل

اغتيل رئيس الوزراء الأردني وصفي التل في 28 نوفمبر 1971م، بينما كان ذاهباً لحضور اجتماع في فندق الشيراتون في القاهرة مع مجموعة من الوزراء العرب. حدثت قبل زيارته لمصر مصادمات بين السلطات الأردنية ومنظمة التحرير الفلسطينية فيما عُرِف بأيلول الأسود والذي يُعرَف أيضًا بفترة الأحداث المؤسفة.[1] إذ تصاعدت فيها الأوضاع حتى حدثت نزاعات عسكرية في الأردن، وكانت بين الأردن بدعم من الولايات المتحدة من جهة ومنظمة التحرير الفلسطينية بدعم من سوريا والاتحاد السوفيتي من جهة أخرى. حينها تحالف وصفي التل مع حابس المجالي، والأمير الحسن بن طلال، والملك الحسين بن طلال ومحمد ضياء الحق وكان نتيجتها قتل ما يقارب 4000 فدائي فلسطيني،[2][3] وانسحاب ما تبقى من الفدائيين الفلسطينيين من الأردن إلى لبنان.[4][5] الأمر الذي أدى إلى انتقام الفدائيين بقتل وصفي التل حسب ما ذُكِر بعد التحقيقات.[6]

اغتيال وصفي التل
وصفي التل عند خروجه من اجتماع جامعة الدول العربية تاريخ 28 تشرين الثاني / نوفمبر 1971، قبل اغتياله بلحظات عند ردهة شيراتون القاهرة

المعلومات
البلد  مصر
الموقع القاهرة
الإحداثيات 30°02′20″N 31°13′12″E  
التاريخ 28 تشرين الثاني / نوفمبر 1971
الهدف وصفي التل
نوع الهجوم اغتيال سياسي، إطلاق نار
الأسلحة مسدس
الخسائر
الوفيات وصفي التل
الإصابات وزير الخارجية عبد الله صلاح
الضحية وصفي التل 
المنفذون عزت رباح
جواد أبو عزيزة البغدادي
منذر خليفة
زياد الحلو
(بالتخطيط مع فخري العمري)

تنبؤ وصفي التل باغتياله

بعد اغتيال هزاع المجالي عام 1960 ظهر تسجيل صوتي لوصفي التل يتنبأ فيه بقتله، فقال:[7]

أنا ما بعتقد أنه في خير بالدنيا يمكن إنا نوصله بأسلوب فاسد لا أخلاقي. أما تنفيذ بالقتل كمان مرة أخرى بدون عواطف. المعركة ضد التهريج والتزوير وضد الخطأ معركة. لا بد يصير إلها ضحايا. بالنسبة للأردن بالذات، من ضحاياها كان هزاع، وبجوز أنا أكون ضحية، وبجوز غيري يصير ضحية. هذي معركة. إذا كنا على حق واجبنا نقدم هالتضحية. المؤامرة التي قتلت هزاع ما أضعفتنا. وإللي بدها تقتلني ما بتضعفناش. والقائمة بتمشي، إذا مات منا سيد قام سيد. وهناك في حتمية للخير وللصدق وللإستقامة، هذه الحتمية تفترض على الخير والصدق والإستقامة أن تنجح

قبل الاغتيال

بداية التوتر بين الفصائل الفلسطينية والجيش العربي

الملك حسين بعد التحقق من دبابة إسرائيلية مهجورة في 21 آذار / مارس 1968 خلال معركة الكرامة.
من اليمين إلى اليسار: وصفي التل، الملك حسين وحابس المجالي، في اجتماع لهم في تاريخ 17 أيلول / سبتمبر 1970 لأجل حل المصادمات الواقعة بين قوات الأمن الأردنية والمجموعات الفلسطينية.
وصفي التل مع ياسر عرفات في عام 1970 أثناء مفاوضات وقف إطلاق النار.

بعد أن خسر الأردن الضفة الغربية في حرب 1967، كثفت حركة فتح في إطار منظمة التحرير الفلسطينية هجماتها ضد إسرائيل من الأراضي الأردنية، مما جعل منطقة الكرامة الحدودية مقراً لها.[8]

وفي 18 آذار / مارس 1968 انفجرت حافلة مدرسية إسرائيلية في بير عورا بالقرب من وادي عربة، مما أسفر عن مقتل شخصين بالغين وإصابة عشرة أطفال.[9] وفي 21 آذار / مارس دخلت وحدات من جيش الدفاع الإسرائيلي إلى الأردن وشنت هجوماً انتقامياً على منطقة الكرامة وتطور الهجوم بعدها إلى معركة واسعة النطاق استمرت يوماً كاملاً.[10] وقد عانت منظمة التحرير الفلسطينية في المعركة حيث تم إصابة حوالي 200 فدائي وأسر 150 شخص منهم؛ كما قتل 40-84 جندياً أردنياً. وبلغت الخسائر الإسرائيلية حوالي 30 قتيلاً و69-161 جريحاً كما تركوا خلفهم عدة مركبات.[11]

واعتبر الفلسطينيون والعرب أن تلك المعركة تُمثل انتصاراً نفسياً على الجيش الإسرائيلي، الذي كان يُنظَر إليه على أنه «جيش لا يقهر» حتى ذلك الحين، ومنها ارتفع التجنيد في وحدات الفدائيين.[12] أفادت فتح أن 5,000 متطوع تقدموا بطلب للانضمام في غضون 48 ساعة من أحداث الكرامة.[13] وبحلول أواخر آذار / مارس كان هناك ما يقرب من 20 ألف فدائي في الأردن من مختلف الدول العربية.[14] قُدِّمَ من العراق وسوريا برامج تدريبية لعدة آلاف من المقاتلين.[14] وقد رفعت دول الخليج العربي برئاسة الكويت أموالاً لهم من خلال ضريبة بنسبة 5٪ على رواتب عشرات الآلاف من العمال الفلسطينيين المقيمين، وجمع صندوق مالي في لبنان 500 ألف دولار من بيروت وحدها.[14] كما بدأت المنظمات الفلسطينية في ضمان الدعم مدى الحياة لأسر جميع المقاتلين الذين قُتِلوا في العمل.[14] في غضون عام واحد من معركة الكرامة كان لدى حركة فتح فروع في حوالي ثمانين دولة.[15] بعد المعركة أعلنت فتح السيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية في مصر.[16]

ارتفاع الدخان فوق عمارة في عمان خلال الاشتباكات بين الجيش الأردني والفدائيين في 1 تشرين الأول / أكتوبر 1970.
جمال عبد الناصر وسيطاً بين ياسر عرفات والملك حسين.

في أوائل تشرين الثاني / نوفمبر 1968 هاجم الجيش الأردني جماعة فدائية اسمها «النصر» بعد أن هاجمت الجماعة الشرطة الأردنية.[17] لم يَكُن جميع الفلسطينيين يؤيدون إجراءات تلك الجماعة لكن الرد الأردني كان يهدف إلى إرسال رسالة مفادها أنه ستكون هناك عواقب على تحدي سلطة الحكومة.[17] وبعد وقوع الحادث مباشرة تم التوصل إلى اتفاق النقاط السبع بين الملك حسين والمنظمات الفلسطينية لضبط سلوك الفدائيين غير القانوني ضد الحكومة الأردنية.[18]

لم تتمكن منظمة التحرير الفلسطينية من الوفاء بالاتفاق، وأصبحت أكثر فأكثر تبدو كدولة داخل دولة في الأردن.[17] حلّ ياسر عرفات محل أحمد أسعد الشقيري رئيساً لمنظمة التحرير الفلسطينية في شباط / فبراير 1969. كان الانضباط في مختلف الجماعات الفلسطينية منخفضا ولم يكن لدى منظمة التحرير الفلسطينية سلطة مركزية للسيطرة على الجماعات المختلفة.[17][19]

وهكذا أصبحت المنظمة أقوى من الدولة نفسها، وهنا بدأ الخطر وبدأ التوتر في العلاقات بين منظمة التحرير الفلسطينية والجيش العربي. بدأ الفدائيون الفلسطينيون من سوريا ولبنان يتلاقون في الأردن ومعظمهم في عمّان.[17] في المخيمات الفلسطينية ومخيمات اللاجئين فقدت الشرطة والجيش سلطتهم،[16] وأصبحت مخيمات اللاجئين في «الحسين» و«الوحدات» كما لو كانا «جمهوريتين مستقلتين» ولديها «استقلال ذاتي إداري» أنشأه الفدائيون بإنشاء حكومة محلية تحت سيطرة مقاتلين من منظمة التحرير الفلسطينية يلبسون الزي الرسمي.[19] ووضعوا نقاط تفتيش هناك وكانوا يأخذون الأموال «الضرائب» من المدنيين محاولين ابتزازهم،[19] ومن هنا زادت حدة الأمور حيث وقعت هناك الكثير من الاشتباكات العنيفة بين الفصائل الفلسطينية وقوات الأمن الأردنية ما بين منتصف عام 1968 ونهاية عام 1969. أصبحت أعمال العنف والقتل تتكرر بصورة مستمرة حتى باتت عمّان تُعرَفُ في وسائل الإعلام العربية بهانوي العرب (عاصمة فيتنام).[20] زار الملك حسين الرئيس المصري عبد الناصر في شباط / فبراير عام 1970 وبعد عودته أصدر مجلس الوزراء الأردني في 10 شباط / فبراير 1970 قراراً باتخاذ إجراءات تكفل بقيام «مجتمع موحد ومنظم»، وكان مما جاء فيه أن ميدان النضال لا يكون مأموناً وسليماً إلا إذا حماه مجتمع موحد منظم يحكمه القانون ويسيره النظام.[21]

حاول الملك حسين التخفيف من حدة التشنج لدى الجيش الأردني الذي قام عدة مرات بالهجوم على قواعد فصائل فلسطينية رداً على هجمات للمنظمات أوقعت قتلى في صفوف الجيش وذلك بتعيين وزراء مقربين إلى القيادات الفلسطينية إلا أن ذلك لم يفيد.[22] وفي 11 شباط / فبراير وقعت مصادمات بين قوات الأمن الأردنية والمجموعات الفلسطينية في شوارع وسط البلد في عمّان مما أدى إلى سقوط 300 قتيل معظمهم مدنيين.[23] وفي محاولته لمنع خروج دوامة العنف عن السيطرة قام الملك بالإعلان قائلاً: «نحن كلنا فدائيون»، وأعفى وزير الداخلية من منصبه. إلا أن جهوده باءت بالفشل.[24]

في حزيران / يونيو 1970 قبلت مصر والأردن اتفاقية روجرز والتي نادت بوقف لإطلاق النار في حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل وبالانسحاب الإسرائيلي من مناطق اُحتِلَّت عام 1967 وذلك بناءً على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242.[25] رفضت كلاً من سوريا ومنظمة التحرير والعراق تلك الخطة، وقررت بعض المنظمات الراديكالية في منظمة التحرير الفلسطينية العمل على مواجهة نظام حكم الملك حسين، حيث قال جورج حبش زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: «إن تحرير فلسطين يبدأ من عمان وبقية العواصم الرجعية.»[26] وشاركت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بقيادة نايف حواتمة والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة بقيادة أحمد جبريل في تقويض نظام الملك حسين الموالي للغرب حسب تعريفهم.

في 6 أيلول / سبتمبر 1970 خطفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ثلاث طائرات أجنبية كانت قد أقلعت من فرانكفورت (ألمانيا) وزيورخ (سويسرا) وأمستردام (هولندا) متجهة إلى نيويورك. حوّل الخاطفون اتجاه طائرتين منها إلى الأردن وأجبروهما على الهبوط في مهبط داوسون (قيعان خنا)، [27] وهو مطار بعيد في منطقة الأزرق الصحراوية شمال شرق الأردن، فيما حوّلت وجهة الطائرة الثالثة إلى القاهرة حيث عمد الخاطفون إلى تفجيرها، وبعد مرور ثلاثة أيام على الحادثة خُطِفت طائرة مدنية أخرى إلى المهبط ذاته. وطلب الفدائيون إطلاق سراح رفاق فلسطينيين لهم معتقلين في سجون أوروبية، وعندما رُفض مطلبهم فجروا في 12 أيلول / سبتمبر وتحت أنظار وسائل الإعلام العالمية الطائرات الثلاث بعد إطلاق سراح ركابها، وبعد ذلك بيومين دعت منظمة التحرير الفلسطينية إلى إقامة «سلطة وطنية» في الأردن.[28][29]

الصدام العسكري ونهاية المنظمات بتدخل وصفي التل

تم اتخاذ القرار في مقر القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية في عمّان بضرورة توجيه ضربة استئصالية ضخمة وبقوات متفوقة إلى كل المنظمات الفلسطينية داخل المدن الأردنية، وبدا أن الطريق وصل إلى نقطة اللاعودة، حيث وصلت الفوضى والتسيب التي سببها أعضاء المنظمات الفلسطينية إلى مستوى يفوق تحمل النظام السياسي في الأردن.

كان الملك حسين يرغب بتوجيه ضربة عسكرية محدودة قد تحصر النشاط العسكري للفصائل داخل المخيمات وتعيد هيبة الدولة، بينما كانت المؤسسة العسكرية تنزع إلى توجيه الضربة الاستئصالية القاضية مستغلة التفوق العسكري لديها، وكان يقود هذا الرأي المشير حابس المجالي، ووصفي التل، وزيد الرفاعي، وزيد بن شاكر ومدير المخابرات الأردنية آنذاك نذير رشيد.[24][30]

تعاون وصفي التل مع حابس المجالي وفي يوم التالي بدأ الجيش بتنفيذ «خطة جوهر»، وحدثت اشتباكات بين الجيش والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد أن تم تشكيل حكومة وصفي التل.[31] أطلقت حركة وصفي التل هجوماً على قواعد الفدائيين على طول طريق عمان جرش في يناير / كانون الثاني 1971، وأخرجهم الجيش من إربد في مارس / آذار،[32] وبدأت الدبابات الأردنية بالقصف المدفعي العنيف على مواقع المنظمات الفلسطينية، وبدأت المجنزرات والسكوتات باقتحام مخيم الوحدات، ومخيم البقعة ومخيم سوف في عمّان ومخيم الزرقاء واجتاحت فرق المشاة لشوارع مدن الزرقاء وعمّان وإربد لتنقيتها من المسلحين، حيث حدثت معارك ضارية فيها، وكان لشدة المقاومة في مخيم الوحدات السبب في دفع القوات الأردنية إلى زيادة وتيرة القصف والضغط العسكري، الأمر الذي ضاعف الانتقادات العربية للأردن والتي قابلها الأردن بالتجاهل. في نيسان / أبريل أمر وصفي التل منظمة التحرير الفلسطينية بنقل جميع قواعدها من عمان إلى الغابات بين عجلون وجرش.[33] قاوم الفدائيين في البداية لكنهم فاق عددهم وخرجوا يائسين بعد أن تم قصفهم بواسطة الطائرات.[32] وفي يوليو / تموز حاصر الجيش آخر الفدائيين البالغ عددهم 2,000 شخص في منطقة عجلون - جرش.[32] استسلم الفدائيون أخيراً وسمح لهم بالمغادرة إلى سوريا، وفضل نحو 200 مقاتل عبور نهر الأردن للاستسلام للقوات الإسرائيلية وليس للأردنيين.[33] وفي مؤتمر صحفي عقد في 17 تموز / يوليو، أعلن الحسين أن السيادة الأردنية قد أعيدت تماما، وأنه «لا توجد مشكلة الآن».[33]

وصفي التل مع حابس المجالي في مدينة الحسين للشباب (المدينة الرياضية في عمان) وهتاف الجماهير الأردنية لمدة 15 دقيقة في الملعب أمام الملك الحسين بن طلال والأمير الحسن بن طلال قائلين: فوق التل تحت التل حنا رجالك وصفي التل.

وصل بعض الزعماء العرب يرأسهم جعفر نميري رئيس السودان والشيخ سعد العبد الله السالم الصباح إلى عمّان في محاولة إلى وقف القتال وإنقاذ منظمة التحرير، إلا أن أحداً لم يأبه بمحاولاتهم.[34] وبدا أن الجيش الأردني بات يسيطر على الدولة، حيث ألقت قوات الجيش القبض على معظم رؤساء قيادة المنظمات، وخرج ياسر عرفات متنكراً بزي امرأة مع وزير الدفاع الكويتي الشيخ سعد العبد الله، وبالرغم من أن المخابرات الأردنية وصلت لها معلومات أن ياسر عرفات يحاول الفرار إلى خارج الأردن إلا أن القيادة السياسية في الأردن طلبت تركه وشأنه، ثم سيطرت القوات الأردنية على الأرض واستسلم أكثر من 7,000 من المسلحين الفلسطينيين وقتل الآلاف من المسلحين الفلسطينيين، وبعد مؤتمر القاهرة الذي عقد في 23 أيلول / سبتمبر والذي من خلاله خرجت المنظمات الفدائية من المدن الأردنية كاملة لتتجمع في مناطق أحراش جرش وأحراش عجلون مقابل عدم اعتراض الجيش لأي منهم.[35] حيث عقد مؤتمر القاهرة برئاسة الرئيس المصري جمال عبد الناصر والذي اتفق فيه على خروج كل الفصائل الفلسطينية من المدن الأردنية والتوجه إلى الأحراش والغابات الشمالية وتسليم السلاح داخل المدن للجيش الأردني وخروج القيادات إلى خارج الأردن، وانتهت مشاورات المؤتمر إلى مصالحة كل من ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية والملك حسين.

وما هي إلا شهور قلائل بعد أن اعتقد الجميع نهاية الحرب إلا أنه سرعان ما دب الصراع مجدداً بعد أن ضاق سكان القرى ذرعاً في مناطق جرش وعجلون من تجاوزات الفدائيين هناك، وبتخطيط من وصفي التل اجتاحت قوات الجيش الأردني وسلاح الجو الملكي بالطائرات والدبابات أرياف الشمال وقضت على آخر معاقل منظمة التحرير الفلسطينية وبقية المنظمات وعُرِفَت العملية باسم هجوم عجلون (معركة الأحراش).[36] قُتِل في العملية عدد كبير من قيادات منظمة التحرير الفلسطينية منهم أبو علي إياد، ويُذكَر أن أبو علي إياد قد أمر الفدائيون بقتل وصفي التل قبل وفاته، وقد ورد ذلك في كتابه فلسطيني بلا هوية،[37] لكن في نهاية المطاف قتله وصفي في أحراش عجلون، مما أثار غضب الفدائيين.[22]

موقف رؤساء الدول العربية من وصفي التل

بعد أحداث أيلول الأسود أصبح هناك كُره من القيادات العربية لوصفي التل:

يوم الاغتيال

تسهيلات لعملية الاغتيال

كانت هناك شكوك حول عدة تسهيلات من الحكومة المصرية تبين فيها الوقوف ضد وصفي، منها:

  • عند وصول الطائرة لمطار القاهرة الدولي لم يكن هناك أي حرس لاستقبال وصفي التل. الأمر الذي تعجب منه فايز اللوزي (المرافق العسكري لوصفي[44]). وقال أن الحكومة المصرية لم تبعث حتى سيارات لنقل وصفي، فقام السفير علي الحياري بإحضار سيارة من مستأجر سيارات مصري.[22]
  • السلطات المصرية سمحت للمنفذين بإدخال أسلحتهم بعد نزولهم من الطائرة بحُجّة أنهم من منظمة التحرير الفلسطينية ويحق لهم حمل أسلحة والتجول فيها.[22]
  • دخلوا أفراد منظمة التحرير المطار بجوازات سفر سورية ولبنانية وسودانية مزورة بأسماءٍ مستعارة ولم يلاحظ أمن المطار بأنها مزورة.[22]
  • بعد مقتل وصفي بعثت الحكومة الأردنية مساعد مدير المخابرات للاطلاع على التحقيقات لمدة 8 أيام، لكن لم يسمحوا له بالاطلاع على أي شيء.[22]
  • بعد مقتل وصفي جاء الإسعاف لينقل وصفي بعد مرور ما يقارب 40-45 دقيقة. وجاء الأمن المصري والشرطة بعد مرور 15 دقيقة، مع العلم أن مركز الشرطة كان قريب من موقع الحادثة.[ملاحظة 1][22]

حادثة الاغتيال

في 28 نوفمبر /تشرين الثاني 1971 كان هناك اجتماع في القاهرة مع وزراء وزعماء عرب وكان وصفي التل من المدعوين لحضور الاِجْتِمَاع. قام مدير دائرة المخابرات العامة في الأردن وقتها الفريق نذير رشيد بتحذير وصفي التل، وقال له:«بأن النظام الناصري يعد لاغتياله»، فقال له:«ما حدا بموت ناقص عمر والأعمار بيد الله».[45][46]

وصفي التل في اجتماع جامعة الدول العربية يوم اغتياله، وإلى جانبه عبد الله صلاح.
ردهة فندق الشيراتون القاهرة (مكان اغتيال وصفي التل).

ذَهَبَ وصفي إلى مصر مع وزير الخارجية عبد الله صلاح والسفير الأردني في مصر علي الحياري. وعند وصولهم إلى مطار القاهرة لم يكن متواجد فيه عدد كبير من الحراس (كما يحصل في البروتوكولات الأمنية) بل لم يكن هناك سوى مُرافِق عسكري واحد. كانوا متوجهين إلى فندق الشيراتون وعند نزولهم من السيارة لم يخطوا سوى عدة خطوات قبل أن يصلوا إلى باب الفندق، ومن ثم بدأ إطلاق النار عليهم، وإذ بوصفي مُلقى على الأرض قتيلاً، حيث تم إطلاق 14 رصاصة 3 منهم أصابوا وصفي التل.[22] [47] قال القاتل لوصفي التل وهو يَنظُر إليه بعد اطلاق النار: «أبو علي إياد ما مات والفلسطينيين مش نسوان».[22] فتقدم منه عزت رباح وأفرغ رصاصات مسدسه في جسده وقام زياد الحلو بإطلاق النار عليه من خارج الفندق وسط ذهول حُرّاسُه والوزراء العرب الذين سارعوا بالاختباء، كانت أول رصاصة أصابت يده اليسرى والرصاصة الثانية اخترقت ذراعه الأيسر ودخلت إلى قلبه وحصل نزيف داخلي، وتم جرح الوزير عبد الله صلاح وتمزق بنطاله. جاء طبيب الفندق وقال أن وصفي قد فارق الحياة. كانت قد مرت 12 دقيقة وهو ينازع قبل الموت. كانت سعدية الجابري (زوجة وصفي التل) في الطابق الرابع في الفندق، حيثُ تَلقَت نَبَأَ إصابة زوجها عند باب الفندق. فانفجرت باكيةً بعصبيةٍ وحُرقَة، وهو ما استدعى إلى نقلها بالقسم الطبي للفندق، وبعدها نقلت جثة وصفي التل بالمستشفى العسكري في القاهرة.[22] جاء الإسعاف لينقل وصفي بعد مرور ما يقارب 40 دقيقة، وجاء الأمن المصري والشرطة بعد مرور 15 دقيقة رغم أن مركز شرطة الدقي بالقاهرة كان قريب من مكان الحادثة. هذا الأمر الذي أزعج العديد من الأردنيين، واتهموا السلطات المصرية بالتواطؤ والوقوف مع القتلة. اعتقل الأمن المصري المنفذين وشرع في التحقيقات معهم، وأعلنت منظمة أيلول الأسود عن مسؤوليتها عن العملية، حيث توجهت أنظار الأمن المصري إلى أبو يوسف النجار وهو الأمر الذي نفاه التحقيق وأعلنت صحف القاهرة وعلى رأس الصفحة الأولى أن (المتهم الأول والعقل المدبر للعملية وقائد المجموعة هو المتهم الفار فخري العمري).[48] ومنذ ذلك اليوم بقى فخري العمري مطلوباً للنظام القضائي الأردني حتى وفاته عام 1991، بينما قامت السلطات المصرية بالإفراج عن المنفذين للعملية دون عقاب ولا محاكمة،[22] فيما يمكن اعتباره دليلاً على تورط النظام الناصري والأهم من ذلك أن هناك من يؤكد أن السلطات المصرية سمحت للمنفذين بإدخال أسلحتهم بعد نزولهم من الطائرة آنذاك في هذا العمل وتجدر الإشارة هنا إلى أن المدعو محمد داود عودة (أبو داود) والذي أرّخ لبعض عمليات أيلول الأسود في كتابه من القدس إلى ميونخ لم يأت على ذكر هذه العملية ومسؤولية أيلول عنها، وأقر دائماً بأنه لا يعرف منفذيها.

رواية أخرى للحادثة

كتب راكان المجالي في صحيفة الرأي رواية أخرى،[49] نقلها من شخص يدعى سامي قموه، حيث حضر مندوباً عن السفارة الأردنية في القاهرة حينها، فقال أن عملية اغتياله لم تكن من هؤلاء الشباب، بل كانت من قناص ماهر أطلق عليه الرصاص من الأعلى، وحينها دخلت رصاصة من أعلى الكتف إلى القلب.[49]

رواية راكان المجالي كلامٌ مطابق لما كتبه إبراهيم سلامة، نقلاً عن «قرار الحكم النهائي في قضيّة اغتيال وصفي التل» الذي صدر في القاهرة، بتاريخ 7 يناير / كانون الثاني 1976، ونشرته حينها صحيفتي الأهرام وروز اليوسف والمكوّن من 40 صفحة، وقد جاء فيه حرفيّاً:[49]«إنّ الرصاصات، التي أصابت المغدور وصفي التل، لا تُستخدَم إلّا من قِبَل الشرطة المصرية». بمعنى أنّها لم تكن من سلاح مجموعة المجرمين التي كُلّفت باغتياله.[49]

عندما قُتِل وصفي التل وُجد في جيبه الأيمن مسدس من نوع «سمث اند وسن» مفرغ من الرصاص والجيوب الأخرى كانت بها 60 جنيهاً مصرياً وورقة مكتوب عليها أن هذا المبلغ ميومات وصفي التل وغليون وعلبة تبغ. ووُجد أيضاً ورقة بيضاء طويلة فيها أسماء لأشخاص وكان مكتوب اسم أبو علي، أبو حسن ورجل من عائلة زهران تبين أنه كان يدير المزرعة ومع كل اسم مبلغ مالي وأكبر مبلغ كان في القائمة هو 11 ديناراً وقد تبين أيضاً أنها قائمة دين وأن وصفي كان مديوناً لبعض المزارعين الذين أحضروا سماداً لمزرعته في المفرق أما الألقاب مثل: أبو علي وأبو حسن فهي لأشخاص فقراء وكان وصفي يرسل لهم إعانة من راتبه الشهري.[50][51][52][53]

الدفن

جنازة وصفي التل ويظهر في الصورة الملك الحسين بن طلال تاريخ 29 تشرين الثاني / نوفمبر 1971.

نقلت جثمان وصفي التل من المستشفى العسكري بالقاهرة، بعد أن تم تشريح الجثة إلى المطار ومنها نقلت بطائرة عسكرية خاصة إلى عمّان ليلاً في نفس اليوم 28 تشرين الثاني / نوفمبر 1971. كان في استقبال الجثة الملك الحسين بن طلال الذي نعاه وعزا الأردنيين فيه بحرقة وألم. ويذكر انه في الجنازة كان عدد كبير من رجال الأردن قد بكوا ومنهم الملك الحسين بن طلال.[22] دُفِن في المقبرة الملكية بعد صلاة المسجد الملكي في عمّان في 29 نوفمبر.[54]

بعد الوفاة

الملك الحسين ينعى وصفي التل في صحيفة الرأي تاريخ 29 نوفمبر 1971.

بعد وفاة وصفي التل أعلن الديوان الملكي الأردني الحداد لأربعين يوماً،[55] وتم تعليق دوام المدارس لثلاثة أيام، وامتنع بعض الأساتذة الجامعيين إعطاء المحاضرات وقام بعض طلاب الجامعات ومنهم طلاب من الجامعة الأردنية بأعمال شغب ومنع الأساتذة الجامعيين من إعطاء المحاضرات.[56]

في كل عام يقوم طلاب الجامعات الأردنية بإحياء ذكرى اغتياله ويقومون بالهتاف له،[57] حيث تم إنشاء تيار «الوصفيون الجدد» و«أبناء الحراثين» في الجامعات،[58][59][60] وتقوم قائمة «النشامى» في كلاً من الجامعة الأردنية واليرموك والعلوم والتكنولوجيا في كل عام بإحياء ذكرى اغتياله في عدة كليات.[60] تم إنشاء غابة ومدرج في كلية العلوم، الجامعة الأردنية وعدة شوارع وميادين تكريماً له.[61][62][63][64][65]

غابة الشهيد وصفي التل على طريق إربد-جرش (طريق 35)، تم إنشاؤها عام 1972 من مديرية الحراج، وزارة الزراعة.

قصائد عنه

كتب له العديد من الشعراء الأردنيين رِثاءً له وغنى له عدة مطربين منهم عبده موسى وعمر العبداللات،[66][67] وأشهرهم قصيدة اقبل علينا الضحى والتي غناها عبده موسى عام 1971.

يا مرحبا يا هلا منين الركب من وينأقبل علينا الضحى، يا زينة اقباله
حنا ذعار العدا طلابة للدينوالجور ما يقبله إلا الردي خاله
خوض المعارك لنا من يومنا صلفينوالهاشمي ظلّنا والروح فدوى له
والثار كاراً لنا يا ثارنا بثارينيا غاصبا حقنا لا بد ما نناله
نزحف على اللي بغى وخان العهد والدينوندوس عاللي بغوا ونجزيه بافعاله
حيهم نشامى الوطن حيهم جنود أبو حسينربع الكفافي الحمر والعقل مياله
يا مقنعه بنّا كفي دموع العينكفي دموع الأسى عالخد سيّاله
جوك نشامى لفوا وتبشري يا زينعقبان فوق الهجن وأسود خياله
شدوا البنادق حرب رشاشها صفينومدرعاتٍ شهب نيران قتاله
ما دافع ولا بادرني على الجالينصلي القنابل رعد وضروب شعاله
حيهم نشامى الوطن حيهم جنود أبو حسينربع الكفافي الحمر والعقل ميّاله
ونسور جو السما متلفعه بالغيمتخوي على المعتدي للموت شياله
تخوي على المعتدي مخلابها بحدينما ذاق طعم السلامه من وطى بجاله
أسود صباح العدا يوم عليهم شينوغبار يعمي ضعيف القلب عن حاله
من كل دبابة أمّات جنزيرينتهدر هدير البحر عالقوم صياله
وفهود بين الحفر تهجم على الرجلينقناصةً للعدا ونمور جوالة
حيهم نشامى الوطن حيهم جنود أبو حسينربع الكفافي الحمر والعقل مياله

ونظم الشاعر أحمد العبداللات قصيدة في رثاء وصفي وكتبها على طريقة الشعر النبطي:

تبكيك يا وصفي سما النّفس تبكيكطول السّنة ما هو بِتاريخ ذكراك
الجفْن غيمه بالأسف دوم يشتيكينبت على صدر العباية مُحيّاك
يا من حضنت الشعْب بكفوف ايديكالشعْب وافي ما تَناسى عطاياك
عمّان والقدس وفضا الشمس يغليكوالنُّون والقرطاس والحرف وِدماك
والموكبَ الْمتواضع ولبْس فوتيكوالمكتب المنظوم وِطْيور شبّاك
وسيجاركُ وْختمك وُكَعب التُومَاتيكوالشارع المعتم وُحَنياتَ الاَسلاك
وترابَ الاُردن شاش رسمة خطاويكسبحان من سوّا الخلايق وُسوّاك
يا من عصمت النّفس عمّا بِيغريكسلّمت عرشك دون قصرٍ وَلَا امْلاك
بالله علّمني مِنَ اللي يجاريكبالله مين اللي يِسوّي سواياك
تكفى يَ وصفي وينك اليوم يا بيكأُنفض تِرابك حيل والله فقدناك
الحقّ حيّد والهقاوي تناديكفقد الرّجال النّادرة سيف فتّاك
قالو بإن مناشدَ الْميْت يشقيكتبطي تِشَرهَاْ ما سمع صوتك الاّك
وانا بقولِ انْ بعضَ الاَموات تقديكعن جملة اللي كلَّ ابُو حيَّها هْلاك
حيشاك عن ذكرٍ مَ هُو لايقٍ بيكحيشاك عن طارِي الْمقاريد حيشاك
آبنشدك والحال ضامي يناجيكورّد عليك اليوم.. تنجيه يمناك
قومٍ تَهَيأت بالبدل والبُوَاريكمصلوخةٍ ما رمّها أَلْف حبّاك
تقهر بكبر كروشها زْنود كرسيكيومِ انّ كفّى الشعْب كرسيك وَاكْفاك
وان كان عَالصّعلوكَ الاَغلب صعاليكدكّه على مَشهاة ياهود باراك
تدري؟ لوِ انّ ارْواحنا قد تداويكوتردّها حيّة! نجي لهث نفداك
والله نبيع الكون كلّه ونشريكونبيع كل الخلْق محدٍ بِيِسواك
يبقى يَ وَصفِي مْقابل العين طاريكننسى جميع الناس لكن مَ نِنساك

المحكمة

دار القضاء العالي الذي تمت فيه إجراء محاكمة المتهمين باغتيال وصفي التل

بعد العملية بأيام قليلة، ظهر المتهمون في محكمة دار القضاء العالي بابتسامة قوية كأن شيئاً لم يحدث، وظهروا ببدلات راقية وبربطات عنق ملونة وكانوا يرفعون أيديهم بإشارة النصر. بينما امتلأت القاعة بالمحامين من الجزائر، ومصر، وليبيا، وسوريا وفلسطين ليس للدفاع عن المتهمين بل لمحاكمة النظام الأردني الذي وصفوه بأسوأ الصفات.[22]

قال المحامي الفلسطيني أحمد الشقيري:«لنحاكم الأردن من هذه المحكمة».[22] وقال:«هؤلاء الأربعة هم عشماوي، وأنتم في مصر تقولون عن قاتل القاتل بالعشماوي. فهؤلاء الأربعة هم عشماوي الأمة العربية».[22] الأمر الذي أدى إلى تغيير مسار التحقيق، فطلبت محكمة دار القضاء العالي بضم أوراق ملف أيلول الأسود. وبهذا أخذت القضية منحى سياسي آخر. ففي نظر القضية هم انتقموا من وصفي التل من باب المذابح التي حصلت في أيلول الأسود. ومن هنا تحولت قضية وصفي التل من قضية جنائية إلى قضية سياسية.[22]

كانت معظم الدول العربية ضد الأردن في هذه القضية. إذ كان الرئيس الليبي معمر القذافي يكره وصفي التل كرهاً شديداً وكان أنور السادات وحافظ الأسد مدافعين عن هؤلاء القتلة. وبتصريح من جيهان السادات لوفد جاء إلى مصر، قالت أن هؤلاء الشباب لم يقوموا سوى ما كان يريد أنور السادات القيام به، وهذا دليل على الكره الشديد لوصفي التل من الزعماء العرب. كانت ليبيا تريد إطلاق سراح هؤلاء الأربعة وهددت بالانسحاب من جامعة الدول العربية.[22]

جلسة النطق بالحكم

عند جلسة النطق بالحكم (عند دخول القضاة) هتف قتلة وصفي التل: (عاشت فلسطين حرة عربية، عاشت فلسطين حرة عربية). وعندها تحولت المحاكمة إلى مهرجان سياسي.[22]

جلس القاضي وقال: بعد الإطلاع على الأوراق وسماع المرافعات والمداولة قانوناً وبعد الإطلاع على المادتين 145 و146 من قانون الإجراءات القانونية قررت المحكمة إخلاء سبيل المتهمين.[22]

انظر أيضاً

ملاحظات

  1. وهو مركز شرطة الدقي وهو مقابل لفندق الشيراتون (موقع الحادثة).

مراجع

  1. "الدرر السنية - الموسوعة التاريخية - الصدام الفلسطيني الأردني (أيلول الأسود)"، www.dorar.net، مؤرشف من الأصل في 21 أكتوبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 24 أكتوبر 2016.
  2. جوزيف مسعد (1998)، Colonial Effects: The Making of National Identity in Jordan [تأثيرات استعمارية: صناعة الهوية القومية في الأردن] (باللغة الإنجليزية)، نيويورك، الولايات المتحدة: دار نشر جامعة كولومبيا، ص. 342، ISBN 0-231-12323-X. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)، الوسيط |access-date= بحاجة لـ |url= (مساعدة)
  3. Bailey, p.59, The Making of a War, John Bulloch, p.67
  4. حجازي, فهد (2013)، لبنان من دويلات فينيقيا إلى فيدرالية الطوائف، المنهل في عمان، الأردن. ودار الفارابي في بيروت، لبنان: المنهل، ودار الفارابي للنشر والتوزيع، ص. 137، ISBN 9796500117294. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)، الوسيط |access-date= بحاجة لـ |url= (مساعدة)
  5. Becker, Jillian (1984). The PLO: The Rise and Fall of the Palestine Liberation Organization. London: Weidenfeld and Nicolson.
  6. ahmad husban (26 أغسطس 2010)، جواد ابوعزيزه احد قتلة الشهيد وصفي التل يعترف بتخطيطه لقتل وصفي التل للانتقام، مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2020، اطلع عليه بتاريخ 10 فبراير 2018
  7. ZweinaTv (28 نوفمبر 2015)، وصفي التل يتحدث عن اغتياله واغتيال هزاع المجالي، مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2020، اطلع عليه بتاريخ 19 نوفمبر 2017
  8. Tucker, Spencer C.؛ Roberts, Priscilla (12 مايو 2008)، The Encyclopedia of the Arab-Israeli Conflict: A Political, Social, and Military History [4 volumes]: A Political, Social, and Military History (باللغة الإنجليزية)، ABC-CLIO، ISBN 9781851098422، مؤرشف من الأصل في 10 يوليو 2019.
  9. "1968: Karameh and the Palestinian revolt"، Telegraph.co.uk (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 1 مارس 2019، اطلع عليه بتاريخ 11 فبراير 2018.
  10. Oren, Amir (13 مايو 2011)، "Debacle in the Desert"، Haaretz (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 27 يونيو 2015، اطلع عليه بتاريخ 11 فبراير 2018.
  11. Hertsog, Chaim؛ Gazit, Shlomo (2005)، The Arab-Israeli Wars: War and Peace in the Middle East from the 1948 War of Independence to the Present (باللغة الإنجليزية)، Vintage Books، ISBN 9781400079636، مؤرشف من الأصل في 15 يوليو 2019.
  12. A.I.Dawisha, Arab Nationalism in the Twentieth Century: From Triumph to Despair, Princeton University Press, 2003 p.258
  13. "Middle East History- It Happened in March - WRMEA"، Washington Report on Middle East Affairs | Telling the truth for more than 35 years (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 29 مايو 2009، اطلع عليه بتاريخ 11 فبراير 2018.
  14. "World: A BROTHERHOOD OF TERROR"، Time (باللغة الإنجليزية)، 29 مارس 1968، ISSN 0040-781X، مؤرشف من الأصل في 20 أبريل 2013، اطلع عليه بتاريخ 11 فبراير 2018.
  15. Kurz (2006), p. 56
  16. Shoup, John A. (2006)، Culture and Customs of Jordan (باللغة الإنجليزية)، Greenwood Publishing Group، ISBN 9780313336713، مؤرشف من الأصل في 15 ديسمبر 2019.
  17. Salibi 2008, p. 230.
  18. Vanetik, Boaz؛ Shalom, Zaki (01 مايو 2015)، Nixon Administration and the Middle East Peace Process, 1969-1973: From the Rogers Plan to the Outbreak of the Yom Kippur War (باللغة الإنجليزية)، Sussex Academic Press، ISBN 9781845197209، مؤرشف من الأصل في 18 يوليو 2019.
  19. Arafat's War by Efraim Karsh, p. 28
  20. Shlaim 2008, p. 312.
  21. Pollack, Arabs at War, 2002, pp. 339–340
  22. ahmadzx100 (21 مايو 2012)، الجريمه السياسيه اغتيال وصفي التل الجزء الثاني، مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2020، اطلع عليه بتاريخ 19 نوفمبر 2017
  23. Shlaim 2008, p. 334.
  24. Ammar Haider (12 مايو 2012)، الجريمة السياسية - اغتيال وصفي التل - الجزء الأول، مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2020، اطلع عليه بتاريخ 11 فبراير 2018
  25. المشير محمد عبد الغني الجمسي، "مذكرات الجمسي - حرب أكتوبر 1973"، طبعة 1998، 596 صفحة، الهيئة المصرية العامة للكتاب.
  26. كلمات، أمل والمخيمات الفلسطينية [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 7 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
  27. "1970: Hijacked jets destroyed by guerrillas" (باللغة الإنجليزية)، 12 سبتمبر 1970، مؤرشف من الأصل في 20 أكتوبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 11 فبراير 2018.
  28. شاهد على العصر - مراحل من تاريخ الأردن ج6 نسخة محفوظة 11 يوليو 2011 على موقع واي باك مشين.
  29. Waël ch (06 نوفمبر 2016)، اختطاف الطائرات إلى الأردن - طائرات سبتمبر الجيل الأول، مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2020، اطلع عليه بتاريخ 11 فبراير 2018
  30. Shlaim 2008, p. 325.
  31. Shlaim 2008, p. 338.
  32. Pollack, Kenneth (2002). Arabs at War: Military Effectiveness 1948–1991. Lincoln: University of Nebraska Press. p. 343.
  33. Shlaim 2008, p. 339.
  34. شاهد على العصر مع نذير رشيد ج7 نسخة محفوظة 09 أغسطس 2011 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  35. Shlaim 2008, p. 311-340
  36. جيش التحرير الفلسطيني وقوات التحرير الشعبية ودورهما في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي 1964-1973، ص. 469، مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019.
  37. العيسة, أسامة، كم طلقة في مسدس الموساد الإسرائيلي، عمان، الأردن: دار أسامة للنشر والتوزيع، ص. 86، مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019.
  38. "راهنية الشهيد وصفي التل، قراءة في فكره الوطني والقومي"، وكالة عمون الاخبارية، مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2020، اطلع عليه بتاريخ 20 فبراير 2018.
  39. سعيد التل وصفي وفلسطين
  40. Ammar Haider (12 مايو 2012)، الجريمة السياسية - اغتيال وصفي التل - في الدقيقة 14:00 يتم بيان كراهية جمال عبد الناصر لوصفي التل، مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2020، اطلع عليه بتاريخ 20 نوفمبر 2017
  41. Pollack (2002), p. 56
  42. "من قتل وصفي التل ؟ / أحسان الفقيه | سواليف"، sawaleif.com، مؤرشف من الأصل في 18 فبراير 2019، اطلع عليه بتاريخ 20 فبراير 2018.
  43. احمد محرم (15 مايو 2010)، YouTube خيانة الملك حسين لمصر وسوريا بافشائه موعد حرب اكتوبر لليهود، مؤرشف من الأصل في 13 يناير 2015، اطلع عليه بتاريخ 20 فبراير 2018
  44. "موقع خبرني : وفاة العميد المتقاعد فايز اللوزي"، موقع خبرني، مؤرشف من الأصل في 14 أغسطس 2020، اطلع عليه بتاريخ 28 نوفمبر 2020.
  45. نجاة سليم محاسيس (2011)، الوفاء الهاشمي : لوحات رائعة من النضال و الكفاح للهاشمين الأحرار بين عامي 1935 - 1999، الجزء الثاني، دار زهران للنشر والتوزيع، عمان، ص. 366.
  46. "على عتبات وصفي"، وكالة عمون الاخبارية، مؤرشف من الأصل في 14 نوفمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 14 نوفمبر 2018.
  47. Mekameleen TV — قناة مكملين الفضائية (17 مارس 2017)، مشادة كلامية بين د.عزام بذكر اغتيال وصفي التل على يد جماعة أبو إياد..ومازن الحساسنة غاضبًا ينفي هذا، مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2020، اطلع عليه بتاريخ 19 نوفمبر 2017
  48. "تفاصيل اغتيال الشهيد وصفي التل"، مؤرشف من الأصل في 3 يونيو 2018، اطلع عليه بتاريخ 19 نوفمبر 2017.
  49. المجالي, راكان (28 نوفمبر 2016)، "(الشهيد وصفي التل..) الذي أعرفه"، Alrai (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 20 أكتوبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 14 نوفمبر 2018.
  50. "هذا ما وجد في جيب الشهيد وصفي التل بعد استشهادة مباشره !!"، جرآءة نيوز، مؤرشف من الأصل في 24 نوفمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 14 نوفمبر 2017.
  51. نيوز, جي بي سي، "جي بي سي نيوز - JBC News - ماذا وجد في جيب وصفي التل (رئيس الوزراء الاردني الاسبق) لحظة استشهاده ؟؟"، www.jbcnews.net، مؤرشف من الأصل في 19 يوليو 2019، اطلع عليه بتاريخ 14 نوفمبر 2017.
  52. "هذا ما وجد في جيب الشهيد وصفي التل بعد استشهادة مباشره !! - وكالة الناس الاخبارية"، وكالة الناس الاخبارية، 28 نوفمبر 2015، مؤرشف من الأصل في 17 يوليو 2019، اطلع عليه بتاريخ 14 نوفمبر 2017.
  53. نيوز, المدينة، "المدينة نيوز - ماذا وجد في جيب وصفي التل لحظة استشهاده ؟؟"، www.almadenahnews.com، مؤرشف من الأصل في 15 نوفمبر 2017، اطلع عليه بتاريخ 14 نوفمبر 2017.
  54. "Avange Rebel's Death"، The Deseret News، Caito، UPI، 29 نوفمبر 1971، مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 15 ديسمبر 2012.
  55. "صحيفة الرأي، صفحة اغتيال وصفي التل"، 29 نوفمبر 1971، مؤرشف من الأصل في 16 نوفمبر 2018.
  56. Arab Times (28 نوفمبر 2017)، د.أسامة فوزي # 493 - وصفي التل ... الحكاية من اولها، مؤرشف من الأصل في 7 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 16 نوفمبر 2018
  57. "بالصور : الأردنيون يحيون الذكرى الثالثة والأربعون لاستشهاد وصفي التل"، www.sarayanews.com، مؤرشف من الأصل في 16 نوفمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 16 نوفمبر 2018.
  58. "الوصفيون الجدد.. أردنيون "أبناء حراثين" يبحثون عن مُخلص"، www.roayahnews.com (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 17 يوليو 2019، اطلع عليه بتاريخ 16 نوفمبر 2018.
  59. @mediadesigning، ""الوصفيون الجدد" يشهرون أنفسهم كتيار"، كرمالكم الإخبارية (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 14 يوليو 2019، اطلع عليه بتاريخ 16 نوفمبر 2018.
  60. ""الوصفيون الجدد" ينعشون الإحياء الشعبي لذكرى رحيل  وصفي التل في الأردن: مقالات ونشاطات وزيارات جماعية للضريح وشريط ذكريات حول ما قاله لمدير المخابرات قبل مقتله في القاهرة عام 1971"، رأي اليوم (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 24 أبريل 2019، اطلع عليه بتاريخ 16 نوفمبر 2018. {{استشهاد بخبر}}: no-break space character في |عنوان= في مكان 50 (مساعدة)
  61. "مدرج وصفي التل، كلية العلوم، الجامعة الأردنية"، science.ju.edu.jo، مؤرشف من الأصل في 16 يوليو 2019، اطلع عليه بتاريخ 23 مايو 2019.
  62. "موقع خبرني : اردنيون يحيون ذكرى وصفي بغرس الاشجار في غابته"، موقع خبرني، مؤرشف من الأصل في 17 نوفمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 16 نوفمبر 2018.
  63. "غابة الشهيد وصفي التل ثروة وطنية ومتنفس للمتنزهين «  مضمون جديد"، مؤرشف من الأصل في 16 نوفمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 16 نوفمبر 2018.
  64. "موقع خبرني : فتح شارع وصفي التل -صور"، موقع خبرني، مؤرشف من الأصل في 29 مارس 2019، اطلع عليه بتاريخ 16 نوفمبر 2018.
  65. "ميدان الشهيد وصفي التل يمثل جانبا مهما من هوية اربد المدينة"، جريدة الدستور الاردنية، مؤرشف من الأصل في 08 مارس 2020، اطلع عليه بتاريخ 16 نوفمبر 2018.
  66. التاريخ الأردني (13 أبريل 2013)، اقبل علينا الضحى | رثاء وصفي التل | لعبده موسى - 1971، مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019، اطلع عليه بتاريخ 16 نوفمبر 2018
  67. "عبده موسى يرثي وصفي التل أقبل علينا الضحى 1971 | تراثنا"، وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث.، مؤرشف من الأصل في 16 نوفمبر 2018، اطلع عليه بتاريخ 16 نوفمبر 2018.

وصلات خارجية

  • بوابة موت
  • بوابة مصر
  • بوابة الأردن
  • بوابة إربد
  • بوابة السياسة
  • بوابة أعلام
  • بوابة الصراع العربي الإسرائيلي
  • بوابة القانون
  • بوابة عقد 1970
  • بوابة تاريخ الشرق الأوسط
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.